خطبه ۸۳ صبحی صالح
و من خطبه له ع وَ تَسْمى الغراء وَ هِی الخُطْبَه العَجیبَه
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی عَلاَ بِحَوْلِهِ وَ دَنَا بِطَوْلِهِ مَانِحِ کُلِّ غَنِیمَهٍ وَ فَضْلٍ وَ کَاشِفِ کُلِّ عَظِیمَهٍ وَ اءَزْلٍ اءَحْمَدُهُ عَلَى عَوَاطِفِ کَرَمِهِ وَ سَوَابِغِ نِعَمِهِ وَ اءُومِنُ بِهِ اءَوَّلاً بَادِیا وَ اءَسْتَهْدِیهِ قَرِیبا هَادِیا وَ اءَسْتَعِینُهُ قَاهِرا قَادِرا وَ اءَتَوَکَّلُ عَلَیْهِ کَافِیا نَاصِرا وَ اءَشْهَدُ اءَنَّ مُحَمَّداعَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ اءَرْسَلَهُ لِإِنْفَاذِ اءَمْرِهِ وَ إِنْهَاءِ عُذْرِهِ وَ تَقْدِیمِ نُذُرِهِ.
اءُوصِیکُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذِی ضَرَبَ لَکُمُ الْاءَمْثَالَ، وَ وَقَّتَ لَکُمُ الْآجَالَ وَ اءَلْبَسَکُمُ الرِّیَاشَ وَ اءَرْفَغَ لَکُمُ الْمَعَاشَ وَ اءَحَاطَ بِکُمُ الْإِحْصَاءَ وَ اءَرْصَدَ لَکُمُ الْجَزَاءَ وَ آثَرَکُمْ بِالنِّعَمِ السَّوَابِغِ وَ الرِّفَدِ الرَّوَافِغِ وَ اءَنْذَرَکُمْ بِالْحُجَجِ الْبَوَالِغِ فَاءَحْصَاکُمْ عَدَدا وَ وَظَّفَ لَکُمْ مُدَدا فِی قَرَارِ خِبْرَهٍ وَ دَارِ عِبْرَهٍ اءَنْتُمْ مُخْتَبَرُونَ فِیهَا وَ مُحَاسَبُونَ عَلَیْهَا.
فَإِنَّ الدُّنْیَا رَنِقٌ مَشْرَبُهَا رَدِغٌ مَشْرَعُهَا یُونِقُ مَنْظَرُهَا وَ یُوبِقُ مَخْبَرُهَا غُرُورٌ حَائِلٌ وَ ضَوْءٌ آفِلٌ وَ ظِلُّ زَائِلٌ وَ سِنَادٌ مَائِلٌ حَتَّى إِذَا اءَنِسَ نَافِرُهَا وَ اطْمَاءَنَّ نَاکِرُهَا قَمَصَتْ بِاءَرْجُلِهَا وَ قَنَصَتْ بِاءَحْبُلِهَا وَ اءَقْصَدَتْ بِاءَسْهُمِهَا وَ اءَعْلَقَتِ الْمَرْءَ اءَوْهَاقَ الْمَنِیَّهِ قَائِدَهً لَهُ إِلَى ضَنْکِ الْمَضْجَعِ وَ وَحْشَهِ الْمَرْجِعِ وَ مُعَایَنَهِ الْمَحَلِّ وَ ثَوَابِ الْعَمَلِ، وَ کَذَلِکَ الْخَلَفُ یِعَقْبِ السَّلَفِ.
لاَ تُقْلِعُ الْمَنِیَّهُ اخْتِرَاما وَ لاَ یَرْعَوِی الْبَاقُونَ اجْتِرَاما یَحْتَذُونَ مِثَالاً وَ یَمْضُونَ اءَرْسَالاً إِلَى غَایَهِ الاِنْتِهَاءِ وَ صَیُّورِ الْفَنَاءِ حَتَّى إِذَا تَصَرَّمَتِ الْاءُمُورُ وَ تَقَضَّتِ الدُّهُورُ وَ اءَزِفَ النُّشُورُ اءَخْرَجَهُمْ مِنْ ضَرَائِحِ الْقُبُورِ وَ اءَوْکَارِ الطُّیُورِ وَ اءَوْجِرَهِ السِّبَاعِ وَ مَطَارِحِ الْمَهَالِکِ سِرَاعا إِلَى اءَمْرِهِ مُهْطِعِینَ إِلَى مَعَادِهِ رَعِیلاً صُمُوتا قِیَاما صُفُوفا یَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ وَ یُسْمِعُهُمُ الدَّاعِی عَلَیْهِمْ لَبُوسُ الاِسْتِکَانَهِ وَ ضَرَعُ الاِسْتِسْلاَمِ وَ الذِّلَّهِ قَدْ ضَلَّتِ الْحِیَلُ وَ انْقَطَعَ الْاءَمَلُ وَ هَوَتِ الْاءَفْئِدَهُ کَاظِمَهً وَ خَشَعَتِ الْاءَصْوَاتُ مُهَیْنِمَهً وَ اءَلْجَمَ الْعَرَقُ وَ عَظُمَ الشَّفَقُ وَ اءُرْعِدَتِ الْاءَسْمَاعُ لِزَبْرَهِ الدَّاعِی إِلَى فَصْلِ الْخِطَابِ وَ مُقَایَضَهِ الْجَزَاءِ وَ نَکَالِ الْعِقَابِ وَ نَوَالِ الثَّوَابِ.
عِبَادٌ مَخْلُوقُونَ اقْتِدَارا وَ مَرْبُوبُونَ اقْتِسَارا وَ مَقْبُوضُونَ احْتِضَارا وَ مُضَمَّنُونَ اءَجْدَاثا وَ کَائِنُونَ رُفَاتا وَ مَبْعُوثُونَ اءَفْرَادا وَ مَدِینُونَ جَزَاءً وَ مُمَیَّزُونَ حِسَابا قَدْ اءُمْهِلُوا فِی طَلَبِ الْمَخْرَجِ وَ هُدُوا سَبِیلَ الْمَنْهَجِ وَ عُمِّرُوا مَهَلَ الْمُسْتَعْتِبِ وَ کُشِفَتْ عَنْهُمْ سُدَفُ الرِّیَبِ وَ خُلُّوا لِمِضْمَارِ الْجِیَادِ وَ رَوِیَّهِ الاِرْتِیَادِ وَ اءَنَاهِ الْمُقْتَبِسِ الْمُرْتَادِ فِی مُدَّهِ الْاءَجَلِ وَ مُضْطَرَبِ الْمَهَلِ.
فَیَالَهَا اءَمْثَالاً صَائِبَهً وَ مَوَاعِظَ شَافِیَهً لَوْ صَادَفَتْ قُلُوبا زَاکِیَهً وَ اءَسْمَاعا وَاعِیَهً وَ آرَاءً عَازِمَهً وَ اءَلْبَابا حَازِمَهً فَاتَّقُوا اللَّهَ تَقِیَّهَ مَنْ سَمِعَ فَخَشَعَ وَ اقْتَرَفَ فَاعْتَرَفَ وَ وَجِلَ فَعَمِلَ وَ حَاذَرَ فَبَادَرَ وَ اءَیْقَنَ فَاءَحْسَنَ وَ عُبِّرَ فَاعْتَبَرَ وَ حُذِّرَ فَحَذِرَ وَ زُجِرَ فَازْدَجَرَ وَ اءَجَابَ فَاءَنَابَ وَ رَاجَعَ فَتَابَ، وَ اقْتَدَى فَاحْتَذَى وَ اءُرِیَ فَرَاءَى فَاءَسْرَعَ طَالِبا وَ نَجَا هَارِبا فَاءَفَادَ ذَخِیرَهً وَ اءَطَابَ سَرِیرَهً وَ عَمَرَ مَعَادا وَ اسْتَظْهَرَ زَادا لِیَوْمِ رَحِیلِهِ وَ وَجْهِ سَبِیلِهِ وَ حَالِ حَاجَتِهِ وَ مَوْطِنِ فَاقَتِهِ وَ قَدَّمَ اءَمَامَهُ لِدَارِ مُقَامِهِ، فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ جِهَهَ مَا خَلَقَکُمْ لَهُ وَ احْذَرُوا مِنْهُ کُنْهَ مَا حَذَّرَکُمْ مِنْ نَفْسِهِ وَ اسْتَحِقُّوا مِنْهُ مَا اءَعَدَّ لَکُمْ بِالتَّنَجُّزِ لِصِدْقِ مِیعَادِهِ وَ الْحَذَرِ مِنْ هَوْلِ مَعَادِهِ.
مِنْهَا:
جَعَلَ لَکُمْ اءَسْمَاعا لِتَعِیَ مَا عَنَاهَا وَ اءَبْصَارا لِتَجْلُوَ عَنْ عَشَاهَا وَ اءَشْلاَءً جَامِعَهً لِاءَعْضَائِهَا مُلاَئِمَهً لِاءَحْنَائِهَا فِی تَرْکِیبِ صُوَرِهَا وَ مُدَدِ عُمُرِهَا بِاءَبْدَانٍ قَائِمَهٍ بِاءَرْفَاقِهَا وَ قُلُوبٍ رَائِدَهٍ لِاءَرْزَاقِهَا فِی مُجَلِّلاَتِ نِعَمِهِ وَ مُوجِبَاتِ مِنَنِهِ وَ حَوَاجِزِ عَافِیَتِهِ وَ قَدَّرَ لَکُمْ اءَعْمَارا سَتَرَهَا عَنْکُمْ وَ خَلَّفَ لَکُمْ عِبَرا مِنْ آثَارِ الْمَاضِینَ قَبْلَکُمْ مِنْ مُسْتَمْتَعِ خَلاَقِهِمْ وَ مُسْتَفْسَحِ خَنَاقِهِمْ.
اءَرْهَقَتْهُمُ الْمَنَایَا دُونَ الْآمَالِ وَ شَذَّبَهُمْ عَنْهَا تَخَرُّمُ الْآجَالِ لَمْ یَمْهَدُوا فِی سَلاَمَهِ الْاءَبْدَانِ وَ لَمْ یَعْتَبِرُوا فِی اءُنُفِ الْاءَوَانِ فَهَلْ یَنْتَظِرُ اءَهْلُ بَضَاضَهِ الشَّبَابِ إِلا حَوَانِیَ الْهَرَمِ وَ اءَهْلُ غَضَارَهِ الصِّحَّهِ إِلا نَوَازِلَ السَّقَمِ وَ اءَهْلُ مُدَّهِ الْبَقَاءِ إِلا آوِنَهَ الْفَنَاءِ مَعَ قُرْبِ الزِّیَالِ وَ اءُزُوفِ الاِنْتِقَالِ وَ عَلَزِ الْقَلَقِ وَ اءَلَمِ الْمَضَضِ وَ غُصَصِ الْجَرَضِ وَ تَلَفُّتِ الاِسْتِغَاثَهِ بِنُصْرَهِ الْحَفَدَهِ وَ الْاءَقْرِبَاءِ وَ الْاءَعِزَّهِ وَ الْقُرَنَاءِ فَهَلْ دَفَعَتِ الْاءَقَارِبُ اءَوْ نَفَعَتِ النَّوَاحِبُ وَ قَدْ غُودِرَ فِی مَحَلَّهِ الْاءَمْوَاتِ رَهِینا وَ فِی ضِیقِ الْمَضْجَعِ وَحِیدا قَدْ هَتَکَتِ الْهَوَامُّ جِلْدَتَهُ وَ اءَبْلَتِ النَّوَاهِکُ جِدَّتَهُ وَ عَفَتِ الْعَوَاصِفُ آثَارَهُ وَ مَحَا الْحَدَثَانُ مَعَالِمَهُ وَ صَارَتِ الْاءَجْسَادُ شَحِبَهً بَعْدَ بَضَّتِهَا وَ الْعِظَامُ نَخِرَهً بَعْدَ قُوَّتِهَا وَ الْاءَرْوَاحُ مُرْتَهَنَهً بِثِقَلِ اءَعْبَائِهَا مُوقِنَهً بِغَیْبِ اءَنْبَائِهَا لاَ تُسْتَزَادُ مِنْ صَالِحِ عَمَلِهَا وَ لاَ تُسْتَعْتَبُ مِنْ سَیِّئِ زَلَلِهَا.
اءَوَلَسْتُمْ اءَبْنَاءَ الْقَوْمِ وَ الْآبَاءَ وَ إِخْوَانَهُمْ وَ الْاءَقْرِبَاءَ تَحْتَذُونَ اءَمْثِلَتَهُمْ وَ تَرْکَبُونَ قِدَّتَهُمْ وَ تَطَئُونَ جَادَّتَهُمْ فَالْقُلُوبُ قَاسِیَهٌ عَنْ حَظِّهَا لاَهِیَهٌ عَنْ رُشْدِهَا سَالِکَهٌ فِی غَیْرِ مِضْمَارِهَا کَاءَنَّ الْمَعْنِیَّ سِوَاهَا وَ کَاءَنَّ الرُّشْدَ فِی إِحْرَازِ دُنْیَاهَا.
وَ اعْلَمُوا اءَنَّ مَجَازَکُمْ عَلَى الصِّرَاطِ وَ مَزَالِقِ دَحْضِهِ وَ اءَهَاوِیلِ زَلَلِهِ وَ تَارَاتِ اءَهْوَالِهِ.
فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ تَقِیَّهَ ذِی لُبِّ شَغَلَ التَّفَکُّرُ قَلْبَهُ وَ اءَنْصَبَ الْخَوْفُ بَدَنَهُ وَ اءَسْهَرَ التَّهَجُّدُ غِرَارَ نَوْمِهِ وَ اءَظْمَاءَ الرَّجَاءُ هَوَاجِرَ یَوْمِهِ وَ ظَلَفَ الزُّهْدُ شَهَوَاتِهِ وَ اءَوْجَفَ الذِّکْرُ بِلِسَانِهِ وَ قَدَّمَ الْخَوْفَ لِاءَمَانِهِ وَ تَنَکَّبَ الْمَخَالِجَ عَنْ وَضَحِ السَّبِیلِ وَ سَلَکَ اءَقْصَدَ الْمَسَالِکِ إِلَى النَّهْجِ الْمَطْلُوبِ وَ لَمْ تَفْتِلْهُ فَاتِلاَتُ الْغُرُورِ وَ لَمْ تَعْمَ عَلَیْهِ مُشْتَبِهَاتُ الْاءُمُورِ. ظَافِرا بِفَرْحَهِ الْبُشْرَى وَ رَاحَهِ النُّعْمَى فِی اءَنْعَمِ نَوْمِهِ وَ آمَنِ یَوْمِهِ وَ قَدْ عَبَرَ مَعْبَرَ الْعَاجِلَهِ حَمِیدا وَ قَدَّمَ زَادَ الْآجِلَهِ سَعِیدا وَ بَادَرَ مِنْ وَجَلٍ وَ اءَکْمَشَ فِی مَهَلٍ وَ رَغِبَ فِی طَلَبٍ وَ ذَهَبَ عَنْ هَرَبٍ وَ رَاقَبَ فِی یَوْمِهِ غَدَهُ وَ نَظَرَ قُدُما اءَمَامَهُ فَکَفَى بِالْجَنَّهِ ثَوَابا وَ نَوَالاً وَ کَفَى بِالنَّارِ عِقَابا وَ وَبَالاً وَ کَفَى بِاللَّهِ مُنْتَقِما وَ نَصِیرا وَ کَفَى بِالْکِتَابِ حَجِیجا وَ خَصِیما.
اءُوصِیکُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذِی اءَعْذَرَ بِمَا اءَنْذَرَ وَ احْتَجَّ بِمَا نَهَجَ وَ حَذَّرَکُمْ عَدُوّا نَفَذَ فِی الصُّدُورِ خَفِیّا وَ نَفَثَ فِی الْآذَانِ نَجِیّا فَاءَضَلَّ وَ اءَرْدَى وَ وَعَدَ فَمَنَّى وَ زَیَّنَ سَیِّئَاتِ الْجَرَائِمِ.
وَ هَوَّنَ مُوبِقَاتِ الْعَظَائِمِ حَتَّى إِذَا اسْتَدْرَجَ قَرِینَتَهُ وَ اسْتَغْلَقَ رَهِینَتَهُ اءَنْکَرَ مَا زَیَّنَ وَ اسْتَعْظَمَ مَا هَوَّنَ وَ حَذَّرَ مَا اءَمَّنَ.
مِنْهَا فِی صِفَهِ خَلْقِ الْإِنْسَانِ:
اءَمْ هَذَا الَّذِی اءَنْشَاءَهُ فِی ظُلُمَاتِ الْاءَرْحَامِ وَ شُغُفِ الْاءَسْتَارِ نُطْفَهً دِهَاقا وَ عَلَقَهً مِحَاقا وَ جَنِینا وَ رَاضِعا وَ وَلِیدا وَ یَافِعا ثُمَّ مَنَحَهُ قَلْبا حَافِظا وَ لِسَانا لاَفِظا وَ بَصَرا لاَحِظا لِیَفْهَمَ مُعْتَبِرا وَ یُقَصِّرَ مُزْدَجِرا حَتَّى إِذَا قَامَ اعْتِدَالُهُ وَ اسْتَوَى مِثَالُهُ نَفَرَ مُسْتَکْبِرا وَ خَبَطَ سَادِرا.
مَاتِحا فِی غَرْبِ هَوَاهُ کَادِحا سَعْیا لِدُنْیَاهُ فِی لَذَّاتِ طَرَبِهِ وَ بَدَوَاتِ اءَرَبِهِ ثُمَّ لاَ یَحْتَسِبُ رَزِیَّهً وَ لاَ یَخْشَعُ تَقِیَّهً فَمَاتَ فِی فِتْنَتِهِ غَرِیرا وَ عَاشَ فِی هَفْوَتِهِ یَسِیرا لَمْ یُفِدْ عِوَضا وَ لَمْ یَقْضِ مُفْتَرَضا دَهِمَتْهُ فَجَعَاتُ الْمَنِیَّهِ فِی غُبَّرِ جِمَاحِهِ وَ سَنَنِ مِرَاحِهِ فَظَلَّ سَادِرا وَ بَاتَ سَاهِرا فِی غَمَرَاتِ الْآلاَمِ وَ طَوَارِقِ الْاءَوْجَاعِ وَ الْاءَسْقَامِ بَیْنَ اءَخٍ شَقِیقٍ وَ وَالِدٍ شَفِیقٍ وَ دَاعِیَهٍ بِالْوَیْلِ جَزَعا وَ لاَدِمَهٍ لِلصَّدْرِ قَلَقا وَ الْمَرْءُ فِی سَکْرَهٍ مُلْهِثَهٍ وَ غَمْرَهٍ کَارِثَهٍ وَ اءَنَّهٍ مُوجِعَهٍ وَ جَذْبَهٍ مُکْرِبَهٍ وَ سَوْقَهٍ مُتْعِبَهٍ ثُمَّ اءُدْرِجَ فِی اءَکْفَانِهِ مُبْلِسا وَ جُذِبَ مُنْقَادا سَلِسا ثُمَّ اءُلْقِیَ عَلَى الْاءَعْوَادِ رَجِیعَ وَصَبٍ وَ نِضْوَ سَقَمٍ تَحْمِلُهُ حَفَدَهُ الْوِلْدَانِ وَ حَشَدَهُ الْإِخْوَانِ إِلَى دَارِ غُرْبَتِهِ وَ مُنْقَطَعِ زَوْرَتِهِ وَ مُفْرَدِ وَحْشَتِهِ حَتَّى إِذَا انْصَرَفَ الْمُشَیِّعُ وَ رَجَعَ الْمُتَفَجِّعُ اءُقْعِدَ فِی حُفْرَتِهِ نَجِیّا لِبَهْتَهِ السُّؤَالِ وَ عَثْرَهِ الاِمْتِحَانِ وَ اءَعْظَمُ مَا هُنَالِکَ بَلِیَّهً نُزُولُ الْحَمِیمِ وَ تَصْلِیَهُ الْجَحِیمِ وَ فَوْرَاتُ السَّعِیرِ وَ سَوْرَاتُ الزَّفِیرِ لاَ فَتْرَهٌ مُرِیحَهٌ وَ لاَ دَعَهٌ مُزِیحَهٌ وَ لاَ قُوَّهٌ حَاجِزَهٌ وَ لاَ مَوْتَهٌ نَاجِزَهٌ وَ لاَ سِنَهٌ مُسَلِّیَهٌ بَیْنَ اءَطْوَارِ الْمَوْتَاتِ وَ عَذَابِ السَّاعَاتِ إِنَّا بِاللَّهِ عَائِذُونَ.
عِبَادَ اللَّهِ اءَیْنَ الَّذِینَ عُمِّرُوا فَنَعِمُوا وَ عُلِّمُوا فَفَهِمُوا وَ اءُنْظِرُوا فَلَهَوْا وَ سُلِّمُوا فَنَسُوا اءُمْهِلُوا طَوِیلاً وَ مُنِحُوا جَمِیلاً وَ حُذِّرُوا اءَلِیما وَ وُعِدُوا جَسِیما احْذَرُوا الذُّنُوبَ الْمُوَرِّطَهَ وَ الْعُیُوبَ الْمُسْخِطَهَ.
اءُولِی الْاءَبْصَارِ وَ الْاءَسْمَاعِ وَ الْعَافِیَهِ وَ الْمَتَاعِ هَلْ مِنْ مَنَاصٍ اءَوْ خَلاَصٍ اءَوْ مَعَاذٍ اءَوْ مَلاَذٍ اءَوْ فِرَارٍ اءَوْ مَحَارٍ اءَمْ لاَ فَاءَنّ ى تُؤْفَکُونَ اءَمْ اءَیْنَ تُصْرَفُونَ اءَمْ بِمَا ذَا تَغْتَرُّونَ وَ إِنَّمَا حَظُّ اءَحَدِکُمْ مِنَ الْاءَرْضِ ذَاتِ الطُّوْلِ وَ الْعَرْضِ قِیدُ قَدِّهِ مُتَعَفِّرا عَلَى خَدِّهِ الْآنَ عِبَادَ اللَّهِ وَ الْخِنَاقُ مُهْمَلٌ وَ الرُّوحُ مُرْسَلٌ فِی فَیْنَهِ الْإِرْشَادِ وَ رَاحَهِ الْاءَجْسَادِ وَ بَاحَهِ الاِحْتِشَادِ وَ مَهَلِ الْبَقِیَّهِ وَ اءُنُفِ الْمَشِیَّهِ وَ إِنْظَارِ التَّوْبَهِ وَ انْفِسَاحِ الْحَوْبَهِ قَبْلَ الضَّنْکِ وَ الْمَضِیقِ وَ الرَّوْعِ وَ الزُّهُوقِ وَ قَبْلَ قُدُومِ الْغَائِبِ الْمُنْتَظَرِ وَ إِخْذَهِ الْعَزِیزِ الْمُقْتَدِرِ.
الباب الحادى عشر فی المعاد و أحوال الموت و القبر و أهوال الحشر و القیامه و دخول الجنّه و النار
من کتاب منهاج الولایه فی نهج البلاغه فی المعاد و أحوال الموت و القبر و أهوال الحشر و القیامه و دخول الجنّه و النار
خطبه ۸۳
خاتمه المقال در توضیح و تتمیم کلام در بیان نسبت میان روح منفوخ الهى و بدن منفوخ فیه انسانى به عون و تأیید ربّانى
اعلم- أیّدک اللّه بروح منه- که آدمى را ظاهرى است و باطنى، و ملکى و ملکوتى. ظاهر آدمى مرکّب است از نفس و بدن. نفس در اصطلاح قوم عبارت از بخارى لطیف است که حامل قوّه حیات و حسّ و حرکت ارادى است، و منشأ آن دل است، و حکیم آن را روح حیوانى خواند. و بدن غلاف آن روح است، و مورد آثار و محلّ مشاعر و حواسّ او، و این هر دو از عالم ملک است و مرکّب از طبایع اربع.
امّا باطن او روح انسانى که بسیط است و از عالم امر است، همچنان چه روح حیوانى مرکّب است و از عالم خلق: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبارَکَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ.
عالم امر عبارت از عالمى است که مقدار و کمیّت و کیفیت و مساحت نپذیرد، بر ضدّ عالم خلق کما قالوا: «الخلق فی الأشباح و الأمر فی الأرواح»، و اسم امر بر عالم ارواح از آن حیثیت است که به اشاره «کن» ظاهر شده بىواسطه مادّه و مدّت، و اگر چه عالم خلق هم به قول «کن» موجود شده امّا به واسطه موادّ و امتداد ایّام: إِنَّ رَبَّکُمُ اللَّهُ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ، و قوله تعالى: وَ یَسْئَلُونَکَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ«» یعنى از منشأ کاف و نون خطاب «کن» برخاسته، به بدیع فطرت بىمادّه و هیولى.
چه حیات از «هو الحىّ» یافته بى واسطه، و قائم به صفت قیّومى گشته بى سببى حادث.
قال فی الفتوحات«»: «فإن قلت: و ما عالم الخلق و الأمر، و اللّه یقول: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ«» قلنا: عالم الأمر ما وجد عن اللّه، لا عند سبب حادث، و عالم الخلق ما أوجده اللّه عند سبب حادث.» و قال فی موضوع آخر: «عالم الأمر کلّ موجود لا یکون عند سبب کونى یتقدّمه، و لکلّ موجود مشرب، و هو الوجه الخاصّ الذى لکلّ موجود عن سبب و عن غیر سبب».و همچنان چه حسّ و حیات بدن از روح حیوانى است، حسّ و حیات روح حیوانى از روح انسانى ربّانى است.
قاسم:
حیات تن ز جان آمد، حیات جان ز جان جان
زهى حکمت زهى قدرت، زهى معجز زهى برهان
قال الشیخ ابو محمّد روزبهان- قدّس روحه العزیز- : «الروح أمر ربّانى قدسىّ جنانىّ، خلق من حیاه أبدیه، ربّاه اللّه- تعالى- فی ظلّ جلاله، و ضوء بهائه، و عکس صفاته، لا یدخل تحت سکراه الموت. و ما ذکره اللّه- تعالى- انّ النفس تذوق الموت، فهى النفس الحیوانیه البشریه المرکّبه من الطبائع.» و قال فی الباب الثانی من الفتوحات: «الحیاه الأزلیه ذاتیه للحىّ، لا یصحّ لها انقضاء. الا ترى الارواح لمّا کانت حیاتها ذاتیه لها، لم یصحّ فیها موت البتّه. و لمّا کانت الحیاه فی الأجسام بالعرض، قام بها الموت و الفناء. فإنّ حیاه الجسم الظاهره من آثار حیاه الروح، کنور الشمس الذى فی الأرض من الشمس، فإذا مضت، تبعها نورها و بقیت الأرض مظلمه. کذلک الروح إذا رحل عن الجسم إلى عالمه الذى جاء منه، تبعثه الحیاه المنتشره منه فی الجسم الحىّ، و بقى الجسم فی صوره الجماد فی رأى العین. فیقال: مات فلان، و تقول الحقیقه: ترجع إلى أصله: مِنْها خَلَقْناکُمْ وَ فِیها نُعِیدُکُمْ وَ مِنْها نُخْرِجُکُمْ تارَهً أُخْرى. کما رجع ایضا الروح إلى أصله حتّى یوم البعث و النشور، یکون من الروح تجلّى الجسم بطریق العشق، فتلتئم أجزاؤه، و تترکّب أعضاؤه بحیاه لطیفه جدّا، تحرّک الأعضاء للتألیف، اکتسبته من التفات الروح.
فإذا استوت البنیه، و قامت النشأه الترابیه، تجلّى له الروح «بالرقیقه الإسرافیلیه» فی «الصور المحیط»، تسرى الحیاه فی أعضائه، فیقوم شخصا سویّا، کما کان فی أوّل مرّه: وَ نُفِخَ فِی الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِی السَّماواتِ، وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها،کَما بَدَأَکُمْ تَعُودُونَ، قُلْ یُحْیِیهَا الَّذِی أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّهٍ، فإمّا شقى أو سعید.» و قال فی الباب السادس و الأربعین و ثلاثمائه: «لمّا سوّى اللّه جسم العالم، و هو الجسم الکلّ الصورى فی جوهر الهباء المعقول، قبل فیض الروح الإلهى الذى لم یزل منتشرا غیر معیّن. إذ لم یکن ثمّه من یعیّنه، فحیّى جسم العالم به. فکما تضمن جسم العالم شخصیاته،«» کذلک ضمّن روحه شخصیاته: هُوَ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَهٍ.
عطّار فرماید:
فی الحقیقه هر چه پیدا و نهان است
جمله آثار جهان افروز جان است
اصل جان نور مجرّد دان و بس
یعنى آن نور محمّد دان و بس
روح کلّى محمّدى است- علیه الصلاه و السلام و التحیّه- که در بدن جسم کلّ منفوخ شده، و تمام اجسام علویه و سفلیه از سماوات و ارضین و عرش و کرسى زنده به آن نفخهاند.
عطّار:
الا اى مشک جان، بگشاى نافه
که هستى نایب دار الخلافهتو
اى روح، امر ربّانى تو دارى
سریر ملک روحانى تو دارى
تو همچون آفتابى گر بتابى
کند هر ذرّهاى صد آفتابى
چو نور آفتابت در مزید است
ز ذرّاتت یکى عرش مجید است
بدان که سیر انسان در این مراتب و مواطن نورانى و ظلمانى اگر چه در واقع سبب کمال اوست، و ترفّع شأن او به حسب مآل او، امّا بالفعل موجب احتجاب روح است به حجب نورانى و ظلمانى. قال- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- : «إنّ للّه سبعین ألف حجاب من نور و ظلمه». پس روح قدسى- که چندین هزار سال در خلوت خاصّ بى واسطه شرف قربت یافته بود و انس با حقّ گرفته بود- از اعلى علّیین قربت و وصلت و لطافت روحانیت به اسفل سافلین طبیعت افتاد. قال تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِی أَحْسَنِ تَقْوِیمٍ که آن فطرت اصلیه روحیه فَأَقِمْ وَجْهَکَ لِلدِّینِ حَنِیفاً فِطْرَتَ اللَّهِ است. ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِینَ که آن مرتبه تنزّل روح است به حضیض نفس سفلى و طبع بشرى. پس بالضروره حجاب بشریه مسدول مى گردد، و به محسوسات عالم محتجب مى شود از مشهودات عالم غیب، و دو حالت متناقض در او پیدا مىشود. زیرا که مقتضى فطرت اصلیه روحیه الهیه، اخلاق و نعوت محموده است، و مقتضى حیلت نفس و طبیعت، ملکات و صفات مذمومه.
مولانا:
اهبطوا افکند جان را در بدن
تا به گل پنهان بود درّ عدن
جان پى کیفى شده محبوس کیف
آفتابى حبس عقده اینت حیف
زیر و بالا پیش و پس وصف تن است
بىجهتها ذات جان روشن است
پس بزرگان این نگفتند از گزاف
جسم پاکان عین جان افتاد صاف
گفتشان و نقلشان و نقششان
جمله جان مطلق آمد بىنشان
اقتضاى جان چو اى دل آگهى است
هر که آگهتر بود جانش قوى است
خود جهان جان سراسر آگهى است
هر که آگه نیست او از جان تهى است
بنا بر این تناقض اقتضائین در آدمى دو حالت نقیض یکدیگر پیدا مى شود. یکى از اقتضاى فطرت اصلیه روحیه، و یکى از تقاضاى حیلت نفسیه طبیعیه، و از تعانق و اجتماع امرین متناقضین، انسان صاحب حالتى متوسّطه میانه روحانیت و نفسانیت مى گردد که برزخ است میانه روح و نفس مسمّى به قلب، لتقلّبه بین احکام الروح و النفس، و آن نفس ناطقه است که تحقّق انسانیت به اوست.
عطّار:
جان، بلندى داشت، تن پستى خاک
مجتمع شد خاک پست و جان پاک
چون بلند و پست با هم یار شد
آدمى اعجوبه اسرار شد
زیرا که به این اجتماع حالتى که حدّ فاصل است میانه وحدت روحى و کثرت نفسى، و میانه اجمال علوم کلّیه روحیه و تفصیل علوم جزئیه نفسیه، و میانه لوازم و احکام تجرّد و تجسّم در او پیدا مىشود، و حامل این برزخیت که آدمى به اعجوبه اسرار است دل اوست، که حکما آن را «نفس ناطقه» مى گویند، و حکماى یثربى آن را «لطیفه انسانیه» مى خوانند، و حکمت در تنزّل روح از موطن لطافت و صفاى روحى به موطن کثافت و ظلمت طبیعت، جهت تحصیل این مرتبه قلبیّه است.
ما از هواى گنبد عالى حصار چرخ
در خانه هاى گل بى جان و دل آمدیم
همچنان چه در کلام صدر المحقّقین گذشت که «لولا المزاج المتحصّل من الأرکان الأربعه، لم یظهر تعیّن الروح الإنسانی، و لما أمکنه الجمع بین العلم بالکلّیات و الجزئیات الذى به توسّل إلى التحقیق بالمرتبه البرزخیه المحیطه بأحکام الوجوب و الإمکان، و الظهور بصوره الحضره و العالم تماما.» و قال- رضى اللّه عنه- فی کتاب النفحات:«» «فالسیر و السلوک و التوجّه بالریاضه و المجاهده، و العلم و العمل المحقّقین المتأصّلین باصول الشرائع، و التصریفات الربّانیه، یثمر بعنایه اللّه و مشیّته انصباغ القوى المزاجیه، بوصف الروح الحیوانى، فی الجمع بین خاصیه البساطه و التجرید، و بین التصرّفات المختلفه، بالقوى المتعدّده فی فنون الأفعال و التصریفات الظاهره فی بدن الإنسان، بالقوى و الآلات.
و الروح الحیوانى، کماله الأوّل انصباغه بأوصاف النفس الناطقه، و النفس الناطقه الجزئیه، کمالها الأوّل تحقّقها بوصف خازن الفلک الأوّل، المسمّى فی الشرائع بإسماعیل، و عند أهل النظر بالفعّال. و کمالها المتوسّط ظهورها و تحقّقها بوصف النفس الکلّیه، و اکتسابها أحکامها على وجه یوجب لها التعدّى منها إلى المرتبه العقلیه و الروح الکلّى، ثمّ الإتّصال بجناب الحقّ، و الإستهلاک فیه بغلبه حکم الحقّیه على الخلقیه، و زوال الخواصّ الإمکانیه و التقییدیه بأحکام الوجوب، و بقهر حکم الحقّ الواحد القهّار کلّ حکم و وصف کان یضاف إلى سواه، و هذا القهر یرد على کلّ ما امتاز من مطلق الغیب الکلّى الربّانى، و تلبّس بواسطه الأحوال الإیجادیه، بأحکام الإمکان و التقییدات الکونیه المتحصّله من الشروط و الوسائط.
فیستهلک الجزء فی کلّه، و یعود الفرع إلى أصله، مستصحبا خواصّ ما مرّ علیه، و استقرّ فیه مدّه، و وصل إلیه. کماء الورد کان أصله ماء، فسرى فی مراتب الترکیب و الموادّ، و اکتسب بسرایته ما صحبه بعد مفارقه الترکیب، من طعم و رائحه و خواصّ آخر، و لا یقدح شیء منها فی وحدته و بساطته.» فی کتاب اصطلاحات القوم: «اللطیفه الإنسانیه، هى النفس الناطقه المسمّاه عندهم بالقلب. و هى فی الحقیقه تنزیل للروح إلى رتبه قرینه من النفس، مناسبه لها بوجه، و مناسبه للروح بوجه. و یسمّى الوجه الأوّل الصدر، و الثانی الفؤاد.» چون قلب انسانى صاحب وجهین است، رویى به روح ربّانى دارد و از او استفاضه مى کند، و رویى به روح حیوانى دارد، جهت افاضه حیات و شعور، جمیع حواسّ خمس ظاهر و باطن و سایر کمالات بدنى اوست.
مولانا:
جسم از جان روز افزون مى شود
چون رود جان، جسم بین چون مى شود
حدّ جسمت یک دو گز خود بیش نیست
جان تو تا آسمان جولان که نیست
تا به بغداد و سمرقند اى همام
روح را اندر تصوّر نیم گام
دو درم سنگ است پیه چشمتان
نور روحش تا عنان آسمان
نور بى این چشم مىبیند به خواب
چشم بى این نور چبود جز خراب
جان ز ریش و سبلت تن فارغ است
لیک تن بىجان بود مردار و پست
باز نامه روح حیوانى است این
پیشتر رو روح انسانى ببین
بگذر از انسان هم و از قال و قیل
تا لب دریاى جان جبرئیل
بعد از آنت جان احمد لب گزد
جبرئیل از بیم تو واپس خزد
گوید ار آیم به قدر یک کمان
من به سوى تو بسوزم در زمان
و در عرائس است فی تفسیر قوله تعالى: مِنْها خَلَقْناکُمْ وَ فِیها نُعِیدُکُمْ وَ مِنْها نُخْرِجُکُمْ تارَهً أُخْرى«» که «اشاره در آن به اجسام و هیاکل است، از براى آنکه ارواح از عالم ملکوت است، و اگر نه آنکه مستور داشتى حقّ تعالى آن را به ستور قوالب ترابیّه، هر آینه پر شدى اکوان و حدثان از روحى واحد، و محترق شدى جمیع آن از نور او، و بدرستى که خداى تعالى ریخته است از اکسیر ارض از براى ارواح، سنابک«» اشباح از براى معادن افراح، و تربیت مى کند این اشباح را به نظام تجلّیات جمالیه و جلالیه بقوله تعالى: وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها. پس چون تمام شد تربیت آن اشباح از نور فعل حقّ تعالى، باز مىگردد هیاکل و ارواح بر نعوت روحانیه، و مقاومت نمىتواند کرد ارض حمل او را، و موضع او عالم غیب است.
نعم التراب یا عاقل، هو معادن نور الفعل و مصدر خاصیه القبضه الجبروتیه. ما أشرف هذه الطینه حیث تخمّرت بقبضه الأزل و الأبد. کان معدننا«» معادن تلک الصفات، و رجوعنا من الصفات إلى عالم الذات. أ لا ترى کیف قال سبحانه فی أصل خلقتنا: قالَ یا، فَإِذا سَوَّیْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِیهِ«». فصدرنا من الصفه لرؤیه الذات، و صدرنا من الذات للعلم بالصفات. انظر کیف قال لحبیبه- علیه الصلاه و السلام- : إِنَّ الَّذِی فَرَضَ عَلَیْکَ الْقُرْآنَ لَرادُّکَ إِلى مَعادٍ.» امّا چون مرکّب است این روح حیوانى از ارکان اربعه عالم سفلى، عناصر میل او به سفل است و کثافت، و بعد از حقّ تعالى، و رغبت و حرص در دنیاویّات، و شهوت و غضب و غیر ذلک که از لوازم و نتایج ارکان عالم طبیعت است، چنان که سایر حیوانات.
عطّار:
در میان چار خصم مختلف
کى توانى شد به وحدت متّصف
گرمیت در خشم و شهوت مىکشد
خشکیت در کبر و نخوت مىکشد
سردیت افسرده دارد بر دوام
وز ترى رعنائیت آید مدام
صاحب بحر الحقائق آورده است که نفس را دو صفت است ذاتى که از مادر آورده- یعنى از عناصر اربعه- و باقى صفات ذمیمه از این دو اصل تولّد کند، و آن هوا و غضب است، هوا میل و قصد باشد به سوى سفل که از خاصیت آب و خاک است، و غصب ترفّع و تکبّر و تغلّب و آن صفت باد و آتش است، و خمیر مایه دوزخ این صفت است، و بالضروره این دو صفت در نفس مى باید تا به صفت هوا جذب منافع خویش کند، و به صفت غضب دفع مضرّات از خود نماید، تا در عالم کون و فساد و جود او باقى ماند و پرورش یابد. امّا این دو صفت را به حدّ اعتدال نگه مى باید داشت به میزان شریعت در کلّ حال، تا هم نفس و بدن به سلامت ماند و هم عقل و ایمان در ترقى باشد.
عطّار:
همچنان کز چار خصم مختلف
شد تنت هم معتدل هم متّصف
جانت را عشقى بباید گرم گرم
ذکر را رطب اللّسانى نرم نرم
زهد خشک باید و تقواى دین
آه سردت باید از برد الیقین
تا چو گرم و سرد و خشک و تر بود
اعتدال جانت نیکوتر بود
قال فی الباب الثامن و الأربعین من الفتوحات«»: «اعلم أنّ لطیفه الإنسان المدبّره جسده، لمّا کان لها وجه إلى النور المحض الذى هو أبوها، و وجه إلى الطبیعه- و هى الظلمه المحضه- التی هى امّها، کانت النفس الناطقه وسطا بین النور و الظلمه، و سبب توسّطها فی المکانه لکونها مدبّره، کالنفس الکلّیه التی بین العقل و الهیولى الکلّ، و هو جوهر مظلم، و العقل نور خالص. فکانت هذه النفس الناطقه کالبرزخ بین النور و الظلمه، تعطى کلّ ذى حقّ حقّه. فمتى غلب أحد الطرفین کانت لما غلب علیها. و إن لم یکن لها میل إلى أحد الجانبین، تلقّت الامور على اعتدال، و أنصفت و حکمت بالحقّ.»
دوانى:
آدمیزاده طرفه معجونى است
کز فرشته سرشته وز حیوان
گر کند میل این شود کم از این
ور کند میل آن شود به از آن
قال- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- : «إنّ اللّه تعالى خلق الملائکه و رکّب فیهم العقل، و خلق البهائم و رکّب فیها الشّهوه، و خلق بنى آدم و رکّب فیهم العقل و الشّهوه. فمن غلب عقله شهوته فهو أعلى من الملائکه، و من غلب شهوته عقله فهو أدنى من البهائم». یعنى بدرستى که خداى تعالى ملائکه آفرید و ایشان را عقل داد، و بهایم آفرید و در ایشان شهوت نهاد، و بنى آدم آفرید و ترکیب کرد در ایشان عقل و شهوت هر دو، و لهذا آدمى صاحب مجاهده است و قابل ترقّى و تنزّل، به خلاف ملائک و بهائم.
مولانا:
آن دو قوم آسوده از جنگ و حراب
وین بشر با دو مخالف در عذاب
مجنون:
هوى ناقتى خلفى و قدامى الهوى
و إنّى و إیّاها لمختلفان
مولانا:
جان ز هجر عرش اندر فاقهاى
تن ز عشق خاربن«» چون ناقهاى
جان گشاید سوى بالا بالها
در زند تن در زمین چنگالها
هر سعادتمندى که در این کشاکش، عاقبه الامر مقتضى عقل او بر هواى نفس او غالب شد، پس او اعلاست از ملائکه
مولانا:
مرد، اوّل بسته خواب و خور است
آخر الامر از ملائک برتر است
آتشى کاوّل ز آهن مىجهد
او قدم پس سست بیرون مىنهد
دایهاش پنبه است اوّل لیک اخیر
مى رساند شعله ها را بر اثیر
در پناه پنبه و کبریتها
شعله و نورش برآید برسها
چون نشئات متخالفه الاقتضاءات در ملک مفقود است، صاحب مجاهده نیستند، و عبادت ایشان مقتضى طبیعت ایشان است، و علم و معرفت و جمیع کمالات ایشان قابل ترقّى و تنزّل و اختلاف در احوال نیست. به خلاف انسان که به واسطه جمعیت او نشئات متخالفه را، گاه عالم است و گاه جاهل، گاه عابد است و گاه ذاهل.
قال فی الفتوحات:«» «فالإنسان من حیث مجموعیته- و ما لجمعیّته من الحکم- جاهل باللّه حتّى ینظر و یفکّر و یرجع إلى نفسه، فیعلم أنّ له صانعا صنعه و خالقا خلقه. فلو أسمعه اللّه نطق جلده أو یده أو لسانه أو رجله، یسمعه ناطقا بمعرفته بربّه، مسبّحا لجلاله و مقدّسا: یَوْمَ تَشْهَدُ عَلَیْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَ أَیْدِیهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ بِما کانُوا یَعْمَلُونَ«». وَ قالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَیْنا«». فالإنسان من حیث تفصیله عالم باللّه، و من حیث جملته جاهل باللّه حتّى یتعلّم، أى یعلم بما فی تفصیله، فهو العالم الجاهل فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِیَ لَهُمْ مِنْ قُرَّهِ أَعْیُنٍ.
امّا آن خاسر خابث نامرد مخنث گوهر، که شهوت نفس و خواهش طبع او غلبه کند بر تدبیر عقل، پس او از بهایم کمتر است
مولانا:
قسم دیگر با خران ملحق شدند
خشم محض و شهوت مطلق شدند
وصف جبریلى در ایشان بود و رفت
تنگ بود آن خانه و آن وصف رفت
مرده گردد شخص چون بىجان شود
خر شود جان چون پى حیوان شود
قال اللّه تعالى: وَ لَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ کَثِیراً«». شیخ مجد الدین بغدادکى- قدّس سرّه- گفته است: «فسبحان من جمع بین أقرب الأقربین و أبعد الأبعدین بقدرته». حکمت در آنکه قالب انسان از اسفل سافلین باشد و روحش از اعلى علّیین، آن است که چون انسان بار امانت خواهد کشید، مىباید که قوّت هر دو عالم به کمال او را باشد.
مولانا:
تو به تن حیوان، به جانى از ملک
تا روى هم بر زمین هم بر فلک
مى باید که در دو عالم هیچ چیز به قوّت او نباشد، تا به حمل بار امانت را بکشد، و آن قوّت از راه صفات مى باید نه از راه صورت. لاجرم، آن قوّت که روح انسانى دارد چون از اعلى علّیین است، هیچ چیز ندارد در عالم ارواح از ملک و شیطان و غیر آن، و آن قوّت که نفس انسان را است چون از اسفل سافلین است، هیچ چیز را نیست در عالم نفوس نه بهایم را و نه سباع را و نه غیر آن. سهل بن عبد اللّه گفته است: «للنفس سرّ، و ما ظهر ذلک السرّ على أحد إلّا على فرعون حیث قال: أَنَا رَبُّکُمُ الْأَعْلى . و لها سبع حجب سماویه، و سبع حجب أرضیه. فکلّما یدفن العبد نفسه أرضا سما قلبه سماء. فإذا دفنت النفس تحت الثرى وصل القلبإلى العرش.»
مولانا:
صورت نفس ار بجویى اى پسر
قصّه دوزخ بخوان با هفت در
هر نفس نگرى و در هر مکر از آن
غرقه صد فرعون با فرعونیان
در خداى موسى و موسى گریز
آب ایمان را ز فرعونى مریز
دست را اندر احد و احمد بزن
اى برادر واره از بو جهل تن
قال علىّ- علیه السّلام- : «و ما أنا و نفسى إلّا کراعى غنم، کلّما ضمّها من جانب انتشرت من جانب». چه صفت بوقلمون دارد، دم به دم رنگى نماید، و لحظه فلحظه به شکلى دیگر برآید، هر ساعت نقشى دیگر بر آب زند، و هر نفس نیرنگى دگر آغاز کند.
عطّار:
مرا بارى غمى کان پیش آمد
ز دست نفس کافر کیش آمد
سگ است این نفس کافر در نهادم
که من همخانه این سگ فتادم
ریاضت مىکشم جان مىدهم من
سگى را بو که روحانى کنم من
هرگاه که سگ نفس روحانى شد، فایده تنزیل روح به مرتبه نفس ظاهر مى گردد. زیرا که آن زمان مىباید که هر صفتى ذمیمه از صفات نفس، صدف گوهر صفتى از صفات الوهیت باشد. بلکه بر حسب: إِلَّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ تمام آن سیّئات اخلاق و اوصاف با حسنات و قربات تبدّل مى یابد.
مولانا:
صورت نفس ار بجویى اى پسر
قصّه دوزخ بخوان با هفت در
هر نفس نگرى و در هر مکر از آن
غرقه صد فرعون با فرعونیان
در خداى موسى و موسى گریز
آب ایمان را ز فرعونى مریز
دست را اندر احد و احمد بزن
اى برادر واره از بو جهل تن
قال علىّ- علیه السّلام- : «و ما أنا و نفسى إلّا کراعى غنم، کلّما ضمّها من جانب انتشرت من جانب». چه صفت بوقلمون دارد، دم به دم رنگى نماید، و لحظه فلحظه به شکلى دیگر برآید، هر ساعت نقشى دیگر بر آب زند، و هر نفس نیرنگى دگر آغاز کند.
عطّار:
مرا بارى غمى کان پیش آمد
ز دست نفس کافر کیش آمد
سگ است این نفس کافر در نهادم
که من همخانه این سگ فتادم
ریاضت مى کشم جان مىدهم من
سگى را بو که روحانى کنم من
هرگاه که سگ نفس روحانى شد، فایده تنزیل روح به مرتبه نفس ظاهر مى گردد. زیرا که آن زمان مى باید که هر صفتى ذمیمه از صفات نفس، صدف گوهر صفتى از صفات الوهیت باشد. بلکه بر حسب: إِلَّا مَنْ تابَ وَ آمَنَ تمام آن سیّئات اخلاق و اوصاف با حسنات و قربات تبدّل مى یابد.
مولانا:
اى خنک جانى که در عشق مآل
بذل گشتش خان و مان و ملک و مال
شاه جان مر جسم را ویران کند
بعد ویرانیش آبادان کند
کرد ویران خانه بهر گنج زر
وز همان گنجش کند معمورتر
صاحب بحر الحقائق گوید که هر وقت که به تصرّف اکسیر شرع و تقوا صفت هوا و غضب- که صفت ذاتیه اصلیه نفس است- به اعتدال باز آید، که او را به خود تصرّفى نماند الّا بر مقتضاى شریعت و طریقت، در نفس صفات حمیده پدید آید، و از مقام امّارگى به مطمئنّى رسد، ومطیّه روح پاک گردد، و در قطع منازل سفلى و علوى، براق صفت روح را به معارج اعلى علّیین و مدارج قاب قوسینى رساند، و مستحقّ خطاب: ارْجِعِی إِلى رَبِّکِ راضِیَهً مَرْضِیَّهً شود.
مولانا:
وقت آن آمد که من عریان شوم
نفس بگذارم سراسر جان شوم
عطّار:
هر آن گاهى که در تو من نماند
دویى در راه جان و تن نماند
اگر جان و تنت روشن شود زود
تنت جان گردد و جان تن شود زود
چو پشت آیینه است از تیرگى تن
ولى جان روى آیینه است روشن
چو روى آیینه پشتش شود پاک
شود هر دو یکى چه پاک و چه خاک
اعلم- علّمک اللّه حقائق الإنسانیه- که ذات انسان حقیقتى است واحده بسیطه، و او را مراتب و اعتبارات است که تعبیر از آن به عقل و نفس و قلب و روح و سرّ و کلمه و غیر ذلک مى کند. چه روح انسانى ربّانى است که به واسطه تنزّلات به مواطن و مدارک، در سیر وجودى تا مرتبه جسمیت، و به سیر عروجى شعورى تا مرتبه عین ثابت که وصفیه الهیه است، متسمّى مى شود به اسمى که مناسب آن مرتبه است.
عطّار:
یک آیینه جسم و جان دو رویش
به حکمت مىنماید از دو سویش
از این سو چون نماید جسم باشد
وز آن سو جان پاکش اسم باشد
و شکّى نیست که تعدّد اسماء قادح نیست در وحدت مسمّى کما فی الاسماءالالهیه.
و اذا تقرّر هذا، گوییم: آن حقیقت وحدانى انسانى را به حسب تدبیر او بدن را «نفس» گویند، و همان حقیقت را به حسب دو قوّه- که کالوجهین است او را، وجهیش سوى مبدأ که استفاضه انوار الهى مى کند، و وجهیش سوى روح حیوانى که افاضه مى کند بر او آنچه از حقّ تعالى بر او مفاض شده بر حسب استعداد او- مسمّى است به «قلب». چه این لطیفه، گاه به واسطه مطالعه مراتب جسمانى معانى امور محسوسه را در باطن تشخیص کند، و بر نتایج عواقب و لوازم و عوارض آن حکم کند، و گاه مخدّرات اسرار الهامى و وارده غیبى را از خزانه سرّ اخراج کند، و به الطف عبارات و ادقّ اشارات بر مظاهر مناظر وجود جلوه دهد.
باز آن حقیقت را به اعتبار ذهول وى از آن وجه که تلى نفس حیوانى است، و اقبال او سوى آن وجه که معانى را از مبدأ کلّى اصلى خود استفاضه مىکند، «عقل» گویند، و به اعتبار آنکه حىّ است بذاتها، و سبب حیات بدن است و جمیع قواى نفسانى، مسمّى است به «روح»، و آن حقیقت را به اعتبار خفاى وى در ذات حقّ و فناى کلّى حقّى «سرّ روحى» گویند، و همان حقیقت را به اعتبار ظهور او در نفس رحمانى همچون ظهور کلمه در نفس انسانى، مسمّى است به «کلمه»، و از آن حیثیت که اصل ذات او وصفى است حقّ تعالى را قائم به ذات او، مسمّى است به «عین ثابت».
از صفاتش رستهاى روز نخست
با صفاتش باز رو چالاک و چست
گر در این ره حال مردان بایدت
قرب وصل حال گردان بایدت
اوّل از حس بگذر آنگه از خیال
آنگه از دل آنگه از عقل اینت حال
حال حاصل در مقام جان شود
در مقام جانت کار آسان شود
و همچنین است حال در هر یک از مراتب کلّیه. مثلا در مرتبه نفسى، متسمّى مىشود به «امّاره» و «لوّامه» و «مطمئنّه». به حسب مراتب مختلفه و اوصاف متقابله در هر مرتبه، به سبب وصفى دیگر اسم دیگر دارد:در اوایل، تا هنوز ولایت وجود در تحت تصرّف و استیلا و غلبه او باشد، او را «نفس امّاره» گویند.
و در اواسط، چون تدبیر ولایت وجود به تصرّف دل مفوّض گردد، و نفس به ربقه طاعت و انقیاد او متقلّد شود، و هنوز از انواع صفات نفس و تمرّد و استعصاى او بقایا مانده باشد، و بدان جهت خود را پیوسته ملامت کند، آن را «نفس لوّامه» گویند.
و در اواخر، چون عروق نزاع و کراهت بکلّى از وى منتزع و مستأصل گردد، و از حرکت منازعه با دل طمأنینه یابد، و در تحت جریان احکام او مطیع و رام گردد، و کراهیتش به رضا متبدّل شود، آن را «نفس مطمئنّه» خوانند.
قال الشیخ عبد الرحمن الأسفرائنی فی معنى قول ممشاد الدینورى- روّح اللّه روحها- : «السماع یصلح لقوم حکموا على نفوسهم حتّى فنیت حظوظهم، فکنسوا بأرواحهم المزابل»، قال: معناه، السماع لیس لمن له بقیّه من بقایا نفسه، لأنّ المستمع عند استماع القول یفهم المعانی المتضمّنه فی طىّ الکلام، فیرد بها على قلبه واردات غیبیه، فیجد بها لذّه فی القلب، و طیبه فی النفس، و حضورا فی السرّ.
فإن بقیت له فی تلک الحاله بقیّه من بقایا نفسه، فعلیه أن یلزم نفسه عن الدخول فی السماع، عند نظر حظوظها من حیث لا یشعر بها صاحبها. فإنّ الشیطان یحکم على من بقى له بقیّه من الحظوظ النفسانیه، و لو مثقال ذرّه. فإنّ العبد لا یدخل فی مقام العبدیه المختصّه باللّه تعالى بتلک البقیّه کما أشار به- عزّ و جلّ- : إِنَّ عِبادِی لَیْسَ لَکَ عَلَیْهِمْ سُلْطانٌ«». فلهذا قال: «السماع یصلح لقوم حکموا على نفوسهم حتّى فنیت حظوظهم»، لأنّ السالک لا یزال یحکم على العدوّ- أعنى النفس- لسبب القوّه الروحانیه التی تنزل علیه من التأیید الربّانى الرحمانى، حتّى تطمئنّ، فإذا اطمأنّت اتّصفت بالصفه القلبیه الروحانیه. ألا ترى اللّه تعالى قد وصفها بالصفه القلبیه حیث خاطبها: یا أَیَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّهُ«»، و الاطمینان صفه القلب على الحقیقه. قال تعالى: أَلا بِذِکْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ، فإنّها کانت فی الأوّل نفسا غیر مطمئنّه، فإذا اطمأنّت انقلبت و أقبلت على اللّه تعالى راضیه مرضیه، فصارت قلبا.
تو نفست دل کن و دل را چو جان کن
پس آنگه جان سوى جانان روان کن
معلوم شد که نفسیه و قلبیه و روحیه و سرّیه، جمیع صفات و قواى انسان است، گاه مغلوب صفت و قوّه نفسیه است و گاه قلبیه، و همچنین سایر آن مراتب، حتّى جسمیه و انواع عوارض جسمیه.
قال فی الفتوحات: «اعلم أنّ الأرواح لها اللطافه. فإذا تجسّدت و ظهرت بصوره الأجسام، کثفت فی عین الناظر إلیها، و تنوّع الصور علیها کما تتنوّع علیها الأعراض، کحمره الخجل و صفره الوجل».
عطّار:
عزیزا سرّ جان و تن شنیدى
ز مغز هر سخن روغن کشیدى
تن و جان را منوّر کن ز اسرار
و گر نه جان و تن گردد گرفتار
چو مى بینى به هم یارىّ هر دو
به هم باشد گرفتارىّ هر دو
عن ابن عبّاس- رضى اللّه عنهما- قال: «ما تزال الخصومه بالناس یوم القیامه حتّى یخاصم الروح الجسد، فیقول الروح: یا ربّ، إنّما کنت روحا منک، جعلتنى فی هذا الجسد فلا ذنب لى، و یقول الجسد: یا ربّ، کنت جسدا خلقتنى، و دخل فیّ هذا الروح میل النار، فبه کنت أقوم و به أذهب و به أجىء، لا ذنب لى فیه. قال المقعّد للأعمى: إنّى أرى ثمرا، فلو کانت لى رجلان لتناولت. فقال الأعمى: أنا احملک على رقبتى. قال: فتناول من الثمر فأکلا جمیعا، فعلى من الذنب قالا: علیهما جمیعا. فقال: قد قضیتما على أنفسکما.»
عطّار:
یکى مفلوج بودست و یکى کور
از آن هر دو یکى مفلس یکى عور
نمى یارست شد مفلوج بىپاى
نه ره مى دید کور مانده بر جاى
مگر مفلوج شد بر گردن کور
که این یک چشم داشت آن دگر زور
به دزدى برگرفتند آن دو تن راه
به شب در دزدیى کردند ناگاه
چو شد آن دزدى ایشان پدیدار
شدند آن هر دو تن آخر گرفتار
از آن مفلوج برکندند دیده
شد آن کور سبک پى پى بریده
چو کار ایشان به هم برهم نهادند
در آن دام بلا با هم فتادند
چو جان رویى و تن رویى دورویند
اگر اندر عذابند از دو سویند
چو محجوبند ایشان در عذابند
میان آتش سوزان کبابند
توضیح و تفصیل در بیان آنکه نسبت روح انسانى ربّانى با بدن از قبیل نسبت ذات حقّ تعالى است با عالم و لهذا قال- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- : «من عرف نفسه، فقد عرف ربّه».
پس گوییم: الروح لیس فی البدن بوالج، و لا عنها بخارج، کما قال- علیه السلام- فی حقّ اللّه: «لیس فی الأشیاء بوالج، و لا عنها بخارج».
قال فی فصوص الحکم : «ربط النبىّ- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- معرفه الحقّ بمعرفه النفس فقال: «من عرف نفسه فقد عرف ربّه». و قال تعالى: سَنُرِیهِمْ آیاتِنا فِی الْآفاقِ و هو ما خرج عنک سَنُرِیهِمْ آیاتِنا فِی و هو عینک، حَتَّى یَتَبَیَّنَ لَهُمْ- أى للناظرین- أَنَّهُ الْحَقُّ من حیث إنّک صورته و هو روحک. فأنت له کالصوره الجسمیه لک، و هو لک کالروح المدبّر لصوره جسدک.»
رباعى:
حق، جان جهان است و جهان همچو بدن
املاک، لطایف و حواسّ این تن
افلاک و عناصر و موالید، اعضا
توحید همین است و دگرها همه فن
و همچنین گوییم: لم یحلل الروح فی البدن فیقال: هو فیه کائن، و لم ینأ عنه فیقال: هو منه بائن کما قال- علیه السلام- فی اللّه تعالى: «لم یحلل فی الأشیاء فیقال: هو فیها کائن، و لم ینأ عنها فیقال: هو منها بائن.» و همچنین گوییم که همچنان چه حقّ تعالى لا یتجلّى فی صوره شخص مرّتین، و لا فی صوره اثنین، همچنین گوییم: الروح لا یتجلّى فی بدن شخص مرّتین، و لا یتجلّى فی بدن شخصین.
و همچنین که حقّ تعالى یَسْئَلُهُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ است، و واجب است دوام تنوّعات ظهورت الهى در شئون ذاتیه غیر متناهیه، لا إلى أمد و لا غایه، واجب است به حکم «خلق اللّه آدم على صورته» دوام تنوّعات ظهور روح انسانى ربّانى در شئون ذاتیه غیر متناهیه به صور غیر متناهیه بدنیه او إلى الأبد، دنیا و آخره، کلّ آن فی شأن. قال تعالى: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَهٍ مِنْ، طِینٍ ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَهً فِی قَرارٍ، مَکِینٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَهَ عَلَقَهً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَهَ مُضْغَهً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَهَ عِظاماً فَکَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَکَ اللَّهُ أَحْسَنُ، الْخالِقِینَ ثُمَّ إِنَّکُمْ بَعْدَ ذلِکَ، لَمَیِّتُونَ ثُمَّ إِنَّکُمْ یَوْمَ الْقِیامَهِ.
مخفى نماند که همان ذاتى که سلاله طین بود، بعینه متّصف به نطفگى شد، و همان ذات بعینه، بعد از اعدام نطفگى متّصف شد به خلق علقگى، و همچنین همان ذات است که بعد از علقگى متّصف شد به خلق مضغگى، و همچنین است کلام در خلق عظامى و انسانى به حیات دنیوى و موت و حیات اخروى.
و آنچه متلوّ شد از ایجاد و اعدام و خلق و بعث، بعضى از کلّیات خلق و بعث اوست. چه همین ذات بعینه، قبل از این خلقها و بعثها، موجود بود به صورت ذرّگى، و مخاطب به خطاب أَ لَسْتُ بِرَبِّکُمْ، و مجیب به جواب «بلى».
و همچنین قبل از مواطن الست، مواطن بى شمار او را بوده به صور مختلفه، در هر موطنى به صورتى که مقتضى آن موطن است.
و بدان که آنچه مذکور شد کلّیات خلق و بعث انسان است که در صور اختلاف است و تشابه نیست، و الّا در هر مرتبه از آن مراتب، مثلا در مرتبه نطفگى، او را هر آن خلق و بعث است امّا به صورت متشابهه، و لهذا محسوس نمى شود.
گلشن:
بود ایجاد و اعدام دو عالم
چو خلق و بعث نفس ابن آدم
همیشه خلق در خلق جدید است
و گر چه مدّت عمرش مدید است
همیشه فیض فضل حق تعالى
بود در شأن خود اندر تجلّى
از آن جانب بود ایجاد و تکمیل
وز این جانب بود هر لحظه تبدیل
قال صدر المحقّقین فی فکّ ختم الفصّ الیوسفى: «اعلم أنّ الحقّ هو النور، و النور لا یمکن أن یرى فی النور، لأنّ کمال«» رؤیه النور موقوف على مقابله الظلمه، فمتعلّق حبّ الحقّ ایجاد العالم، إنّما موجبه حبّ کمال رؤیه الحقّ نفسه جمله من حیث هویّته و وحدته، و تفصیلا من حیث ظهوره فی شئونه. و لمّا کان من البیّن أنّ کلّ ما لا یحصل المطلوب إلّا به فهو مطلوب، لزم تعلّق الإراده الإلهیه بإیجاد العالم، لتوقّف حصول المطلوب الذى هو عباره عن کمال الجلاء و الاستجلاء علیه.- کمال جلا یعنى ظهور او به حسب شئون او، و کمال استجلا یعنى شهود او ذات خویش را به حسب شئون خویش- و لمّا کان الشئون الإلهیه ذاتیه، و کان الإستجلاء التامّ للذات لا یحصل إلّا بالظهور فی کلّ شأن منها بحسبه و رؤیته نفسه، من حیث ذلک الشأن و بمقدار ما یقبله من إطلاقه و تعیّنه و خصوصیته، فتوقّف کمال الرؤیه على الظهور«» فی جمیع الشئون، و لمّا کانت الشئون مختلفه من حیث خصوصیاته و غیرمنحصره، وجب دوام تنوّعات ظهوراته سبحانه بحسبها لا إلى أمد و لا غایه، و هذا هو سرّ کون الحقّ خلّاقا على الدوام إلى أبد الآباد.»
مولانا:
از آن سوى پرده، چه شهر شگرف است
که عالم از آن جاست یک ارمغانى
به نونو هلالى به نونو خیالى
رسد تا نماند حقایق نهانى
فی الفصوص: «فما فی الحضره الإلهیه لاتّساعها شیء یتکرّر أصلا.»
قاسم:
کُلَّ یَوْمٍ هُوَ فِی شَأْنٍچه شان است چه شان
یعنى اوصاف کمال تو ندارد پایان
هر ظهورى که کند عزّ تعالى یومى است
جمله ذرّات جهان مظهر آن شأن و نشان
فمعنى یَسْئَلُهُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ«» أى کلّ آن هو فی شأن. فی الفتوحات: «الأیّام کثیره، و منها کبیر و صغیر. فأصغرها الزمن الفرد، علیه یخرج یَسْئَلُهُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ. فسمّى الزمان الفرد یوما لأنّ الشأن یحدث فیه أصغر الأزمان و أدقّها.» بدان که وجود عالم متحقّق نمى شود الّا به فیضان وجود حقّ تعالى بر او در هر آن، که اگر منقطع شود این افاضه در آنى واحد، هر آینه منعدم شود عالم برأسه. از براى آنکه عدم طالب هر ممکن است به حکم امکانیه. پس لابدّ است از حکم ترجیع جمعى احدى که مقتضى بقا است در هر آن، و این وجودات متجدّده در آنات اگر چه مکرّر مىنماید در حسّ ما محجوبان به واسطه اتّحاد در نوع، امّا بتشخّصاتها مختلف است.
مولانا:
عالم چون آب جوست بسته نماید و لیک
مى دود و مى رسد نونو این از کجاست
فی الفصّ الشعیبى«»: «و ما أحسن ما قال اللّه- تعالى- فی حقّ العالم و تبدّله مع الأنفاس «فی خلق جدید» فی واحده، فقال فی حقّ طائفه بل أکثر العالم و هم المحجوبون: أَ فَعَیِینا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِی.«» فلا یعرفون تجدید الأمر مع الأنفاس.»
مولانا:
هر نفس نو مى شود دنیا و ما
بى خبر از نو شدن وز ارتقا
عمر همچون جوى نونو مى رسد
مستمرى مىنماید در جسد
آن ز تیزى مستمر شکل آمد است
چون شرر کش تیز جنبانى به دست
شاخ آتش را بجنبانى به ساز
در نظر آتش نماید بس دراز
این درازى مدّت از تیزى صنع
مى نماید سرعت انگیزى صنع
«لکن عثرت علیه الأشاعره فی بعض الموجودات و هى الأعراض،» چه مذهب ایشان آن است که العرض لا یبقى زمانین، «و عثرت علیه الحسبانیه فی العالم کلّه.» حسبانیه که مشهورند به سوفسطایى، برآنند که العالم لا یبقى زمانین. «و جهّلهم أهل النظر بأجمهم، لکن أخطأ الفریقان: أمّا خطأ الحسبانیه فبکونهم ما عثروا، مع قولهم بالتبدّل فی العالم بأسره على أحدیه عین الجوهر المعقول الذى قبل هذه الصوره، و لا یوجد- أى ذلک الجوهر- إلّا بها- أى بتلک الصوره- کما لا یعقل أى تلک الصوره إلّا به- أى بالجوهر- .» یعنى خطاى سوفسطائیه آن است که با وجودى که قائل شدهاند به تبدّل در عالم باسره، امّا متنبّه نشده اند به آنکه یک حقیقت است که متلبّس مى شود به صور و اعراض عالم، و موجودات متعیّنه متعدّده مى نماید، و ظهور نیست او را در مراتب کونى جز به این صور و اعراض، چنان که وجود نیست اینها را بدون او. «فلو قالوا بذلک» یعنى اگر قائل شوند که جوهرى وحدانى است که همیشه ثابت و باقى است که هر آن متجلّى مى شود به صورتى از صور عالم بر حسب اقتضاى معانى و حقایق اسمائى، «فازوا بدرجه التحقیق».
مولانا:
قرنها بر قرنها رفت اى همام
وین معانى برقرار و بردوام
آب مبدل شد در این جوى چند بار
عکس ماه و عکس اختر برقرار
عکس آخر چند باید در نظر
اصل بینى پیشه کن اى کج نظر
«و أمّا الأشاعره فما علموا أنّ العالم کلّه مجموع أعراض، فهو یتبدّل فی کلّ زمان إذ العرض لا یبقى زمانین. و أمّا أهل الکشف فإنّهم یرون اللّه تعالى یتجلّى فی کلّ نفس و لا یکرّر التجلّى.»
مهر حق هرگز مکرّر سر نزد
مرغ لاهوتى مقرّر پر نزد
«و یرون أیضا شهودا أنّ کلّ تجلّى یعطى خلقا جدیدا و یذهب بخلق. فذهابه هو الفناء عند التجلّى و البفاء لما یعطیه التجلّى الآخر، فافهم.»یعنى امّا خطاى اشاعره آن است که اثبات جواهر متعدّده کرده اند وراى حقیقت وجود، و اعراض متبدّله متجدّده را به آنها قائم داشته، و ندانسته که عالم بجمیع اجزائه نیست مگر اعراض متجدّده متبدّله مع الانفاس که در عین واحد جمع شدهاند، و در هر آنى از این عین زایل مى شوند، و امثال آنها به وى متلبّس مىگردند. پس ناظر به واسطه تعاقب امثال در غلط مى افتد، و مى پندارد که آن امرى است واحد مستمرّ.
مولانا:
صورت از بى صورتى آمد برون
باز شد کإنّا الیه راجعون
پس تو را هر لحظه مرگ و رجعتى است
مصطفى فرمود دنیا ساعتى است
و قال فی الباب الثالث و العشرین و مائه:«
شعر:
و قد دلّ الدلیل بغیر شکّ
و لا ریب على نفى الإعاده
لأنّ الجوهر المعلوم باق
على ما کان فی حکم الشهاده
فیخلع منه وقتا أو علیه
بمثل أو بضدّ للإفاده
اعلم- وفّقک اللّه تعالى- أنّى أردت بنفى الإعاده الذى یقول: «إنّه لا یتکرّر شیء فی الوجود للإتّساع الإلهىّ» و إنّما هى أعیان الأمثال لا یدرک لها الحسّ، إذ لا یدرک التفرقه بینها، ارید بین ما انعدم منها و ما تجدّد، و هو قول المتکلّمین: إنّ العرض لا یبقى زمانین.» اگر سائلى گوید: بنا بر این لازم مىآید بطلان امر تکلیفى شرعى. زیرا که مکلّف در هر حال و در هر آن دیگرى است، همچنین لازم مىآید بطلان معاد و حشر، و کلاهما ثابت شرعا و تحقیقا.
جواب گوییم: لا نسلّم بطلان امرین مذکورین. از براى آنکه مبناى ثبوت امرین مذکورین اتّحاد ذات است، و منافات ندارد با اختلاف احوال و نشئات. چه عین شخص زید مثلا من الأزل الى الأبد احوال و اعراض بر او وارد مىشود، از وجودات متعاقبه متوارده و لوازم وجود، و در هر آن متّصف مىشود به وجودى غیر وجود اوّل، و همچنین به لوازم مخصوصه به هر وجود، و زید بذاته متشخّص است و متعیّن به تشخّصى معنوى و تعیّنى أزلى در باطن حقّ. زیرا که حقیقت هر موجودى عبارت است از نسبت تعیّن او در علم حقّ تعالى ازلا.
قال فی مفتاح الغیب: «اعلم أنّ حقیقه الانسان و حقیقه کلّ موجود عباره عن نسبه متمیّزه فی علم الحقّ من حیث إنّ علمه ذاته. فهو تعیّن فی باطن الحق أزلى، و تشخّص معنوى. له لکلّ مرتبه ارتباط ذاتى و حالى و نسبى عارضى.» و فی الفتوحات فی الباب الرابع و العشرین: «إنّ اللّه تعالى لا یکرّر تجلّیا على شخص واحد، و لا یشترک فیه شخصین: للتوسّع الإلهى. و إنّما الأمثال و الأشباه توهّم الرائى و السامع، للتشابه الذى یعسر فصله إلّا على أهل الکشف، و القائلین من المتکلّمین: إنّ العرض لا یبقى زمانین. من «الاتّساع الإلهى» أنّ اللّه أعطى کلّ شیء خلقه، و میّز کلّ شیء فی العالم بأمر ذلک الأمر هو الذى میّزه عن غیره: و هو أحدیه کلّ شیء. فما اجتمع اثنان فی مزاج واحد.
قال أبو العتاهیه:
ففى کلّ شیء له آیه
تدلّ على أنّه واحد
و لیس سوى أحدیه کلّ شیء. فما اجتمع، قطّ، اثنان فیما یقع به الامتیاز، و لو وقع الاشتراک فیه ما امتازت، و قد امتازت عقلا و کشفا.» و قال فی الباب السابع و الثمانین و مأتین: «اعلم أنّ اللّه- تعالى- جعل لکلّ صوره فی العالم أجلا ینتهى إلیه فی الدنیا و الآخره، إلّا الأعیان القابله للصوره. فإنّه لا أجل لها، بل لها منذ خلقها اللّه الدوام و البقاء، قال تعالى: اللَّهُ الَّذِی رَفَعَ السَّماواتِ و قال تعالى: ثُمَّ قَضى أَجَلًا وَ أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ فجاء ب «کلّ» و هى تقتضى الإحاطه و العموم.
و قد قلنا: إنّ الأعیان القابله للصوره لا أجل لها، فبما ذا خرجت من حکم کلّ قلنا: ما خرجت، و إنّما الأجل الذى للعین إنّما هو ارتباطها بصوره من الصور التی تقلبها، فهى ینتهى فی القبول لها إلى أجل مسمّى، و هو انقضاء زمان تلک الصوره.
فإذا وصل الأجل المعلوم عند اللّه فی هذا الارتباط انعدمت الصوره، و قبل العین صوره اخرى. فقد جرت الأعیان إلى أجل مسمّى فی قبول صوره مّا، کما جرت الصوره إلى أجل مسمّى فی ثبوتها لتلک العین الذى کان محلّ ظهورها، فقد عمّ الکلّ لأجل المسمّى. فقد قدر اللّه لکلّ شیء أجلا فی أمر ما ینتهى إلیه، ثمّ ینتقل إلى حاله اخرى یجرى فیها أیضا إلى أجل مسمّى. فإنّ اللّه خلّاق على الدوام مع الأنفاس. فمن الأشیاء ما یکون مدّه بقائه زمان وجوده، و ینتهى إلى أجله فی الزمان الثانی من زمان وجوده، و هى أقصر مدّه فی العالم.
و فعل اللّه ذلک لیصحّ الافتقار مع الأنفاس [و] مع الأعیان إلى اللّه تعالى. فلو بقیت زمانین فصاعدا، لا اتّصف بالغنى عن اللّه فی تلک المدّه. و هذه مسئله لا یقول بها أحد إلّا أهل الکشف المحقّق منّا، و الاشاعره من المتکلّمین، و موضع إجماع الکلّ فی هذه المسأله التی لا یقدرون على إنکارها الحرکه.»
گلشن:
عرض شد هستیى کان اجتماعى است
عرض سوى عدم بالذات ساعى است
به هر جزوى ز کل کان نیست گردد
کل اندر دم ز امکان نیست گردد
جهان کلّ است و در هر طرفه العین
عدم گردد و لا یبقى زمانین
دگر باره شود پیدا جهانى
به هر لحظه زمین و آسمانى
به هر ساعت جوان این کهنه پیر است
به هر دم اندر او حشرى نشیر است
در او چیزى دو ساعت مى نپاید
در آن لحظه که مىمیرد بزاید
و لیکن طامّه الکبرى نه این است
که این یوم العمل و آن یوم دین است
از این تا آن بسى فرق است زینهار
به نادانى مکن خود را ز کفّار
قال فی الباب الواحد و السبعین و ثلاثمائه من الفتوحات: «و یختلف الهیئات فی الدارین مع الأنفاس باختلاف الخواطر هنا. فإنّ الإنسان فی الدنیا هو الظاهر فی الدار الآخره. و قد کان غیبا هنا فیعود شهاده هناک، و یبقى العین عینا باطن هذه الهیئات، و الصور لا تتبدّل و لا تتحوّل. فما ثمّ إلّا صور و هیئات، تخلع عنه و علیه دائما ابدا إلى غیر نهایه، و لا انقضاء.»
عطّار:
ز حشرت نکتهاى روشن بگویم
تو بشنو تا منت بى من بگویم
همه جسم تو هم مىدان که معنى است
که جسم اینجا نماید زان که دنیا است
ولى چون جسم بند جان گشاید
همه جسم تو آنجا جان نماید
همین جسمت بود امّا منوّر
و گر بى طاعتى جسمى مکدّر
شود معنى باطن جمله ظاهر
بلا شک این بود «تُبْلَى السَّرائِرُ»
رباعى:
یک یک نفست زمان تو خواهد بود
یک یک قدمت مکان تو خواهد بود
هر چیز که در فکرت تو مىآید
آن چیز همه جهان تو خواهد بود
چون غشاى دنیویه به منزله آیینه ظلمانى کثیف الجوهر است، حقیقت صورت روح در او منعکس نمى شود، بلکه شبح و سایه اى از آن صورت در او منعکس مى شود که آن معنى جسم است، و نشئه آخرت به واسطه صفا و لطافت مرآت حقیقت روح مى شود، و جسم که غلاف اوست به تبعیت مدرک مى شود.
همچنانچه مولانا- قدّس سرّه- در سر داستانى از کتاب مثنوى فرموده است که: کلام در بیان آنکه تن روح را لباس است، و این دست آستین دست روح است، و این پاى موزه پاى روح است.
مولانا:
تا بدانى که تن آمد چون لباس
رو بجو لابس لباسى را ملیس
روح را توحید و اللّه خوشتر است
غیر ظاهر دست و پایى دیگر است
دست و پا در خواب بینى و ائتلاف
آن حقیقت دان مدانش از گزاف
آن تویى که بى بدن دارى بدن
پس مترس از جسم جان بیرون شدن
باده از ما مست شد، نى ما از او
قالب از ما هست شد، نى ما از او
و لنعم ما قیل:
تو را دستى است کش دست آستین است
بلند است آن بسى، بست آستین است
چو دستت را شد است این آستین بند
تو را آن دست اندر آستین چند
ز تن بگذر به کوى جان قدم نه
ز جان هم بگذر و رو در عدم نه
پس این لباس جسم، پرده و حجاب است از ادراک واقع روح در این نشئه دنیویه، پس روح غیب است و جسم شهادت. به خلاف موطن آخرت که روح شهادت است و جسم غیب، آنچه مدرک مى شود اوّلا و بالذات روح است و جسم ثانیا و بالتبع، و به واسطه صفا و لطافت که روح را است، حاجب نمى شود از ادراک جسمیت که عارضى از عوارض اوست.
عطّار:
چون آیینه پشت و رو بود یکسانت
هم این ماند هم آن نه این نه آنت
امروز چنان که جانت در جسم گم است
فردا شده گم جسم چنین در جانت
موت عبارت از تبدیل مشاعر است و حواسّ به الطف از این مشاعر و حواسّ.
عطّار فرماید:
پنج حسّى هست جز این پنج حس
کان چو زر سرخ و این حسها چو مس
چه مدرکات و محسوسات آن پنج، عین محسوسات این پنج است که در دو آیینه متقابله موطن دنیا و آخرت نموده مى شود، و این دو آیینه مختلفند در جلا به واسطه لطافت و کثافت نشئات.
عطّار:
عمر اینجا عمر آنجا سراج است
بلال آبنوسى«» همچو عاج است
وضو اینجا وضو آنجا یکه نور
نماز اینجا نماز آنجا یکه حور
ببینى گر تو را آن چشم باز است
که پیغمبر به قبر اندر نماز است
چو تو بیننده کور و زمینى
از آن نه روضه و نه حفره بینى
چه روح انسانى فی حدّ ذاته مجرّد است، و حقّ تعالى او را خلعت جمیع اسماء و صفات جمالیه و جلالیه پوشانیده، خلیفه خود ساخته، و همچنان چه حقّ تعالى منزّه است از صورت عالم، و در هر آن ظاهر است به صورتى از صور عالم، لا یتجلّى فی صوره مرّتین و لا فی صوره اثنین، همچنین ظاهر غیر روح نیست به صورت و هیکل بدنى و پیکر هیولایى، و لا یظهر فی بدن مرّتین و لا فی بدن اثنین، دائما ابدا دنیا و آخره. چه جمیع اجزا و قوا و اعضاى انسان، صور معانى و شئون مندمجه در احدیت روحى اند.
عطّار:
ذات جان را معنى بسیار هست
لیک تا نقد تو گردد کار هست
نقود غیر متناهیه دارد، و الى الابد در ظهورات لا یتجلّى فی صوره مرّتین است، و تمام این صور غیر متناهیه ظهورات آن معانى مندمجه در ذات روح است. از اینجا متفطّن مى توان شد به آنچه فرید المحقّقین- قدّس سرّه- اشاره به آن فرموده در بیت مذکور.
همه جسم تو هم مى دان که معناست
که جسم اینجا نماید ز ان که دنیاست
رباعیات:
چون اصل اصول هست در نقطه جان
نقش دو جهان ز جان توان دید عیان
هر چیز که دیدهاى تو پیدا و نهان
در دیده توست عیان نه در عین جهان
کردم ورق وجود تو با تو بیان
تا کى باشد در ورق سود و زیان
هر چیز که در هر دو جهان است عیان
در جان تو هست تو برون شو ز میان
این جهان و آن جهان، در جان توست
تن ز جان و جان ز تن، پنهان توست
قال فی الباب الخامس عشر و مأتین فی معرفه اللطیفه و أسرارها: «اعلم- أیّدنا اللّه و إیّاک بروح القدس- أنّ أهل اللّه یطلقون لفظ اللطیفه على معنیین: یطلقونه و یریدون به حقیقه الانسان، و هو المعنى الذى البدن مرکبه و محلّ تدبیره، و آلات تحصیل معلوماته المعنویه و الحسّیه، و یطلقونه أیضا و یریدون به کلّ إشاره دقیقه المعنى یلوح«» فی الفهم، لا تسعها العباره، و هى من علوم الأذواق و الأحوال.
فهى تعلم و لا تنقال. لا تأخذها الحدود و إن کانت محدوده فی نفس الأمر، و لکن ما یلزم من له حدّ و حقیقه فی نفس الأمر أن یعبّر عنه، و هذا معنى قول أهل الفهم: «إنّ الامور منها تحدّ و منها لا تحدّ» أى یتعذّر العباره عن إیضاح حقیقته و حدّه للسامع حتّى یفهمه، و علوم الأذواق من هذا القسم. و من الأسماء الإلهیه اسم اللطیف، و من حکم هذا الاسم الإلهى ایصال أرزاق العباد، المحسوسه و المعنویه المقطوعه الأسباب من حیث لا یشعر بها المرزوق، و هو قوله تعالى: وَ یَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لا یَحْتَسِبُ. و من الاسم اللطف قوله- علیه الصلاه و السلام- فی نعیم الجنّه: «فیها ما لا عین رأت، و لا اذن سمعت، و لا خطر على قلب بشر». کما تعلم أنّ الرزّاق هو اللّه على الإجمال، و لکن ما تعرف کیف اتّصال الرزق للمرزوق على التفصیل و التعیین«» الذى یعلمه الحقّ من اسمه اللطیف.
فإن علم، فمن حکم اسم آخر إلهى لا من الاسم اللطیف، و لیس إذ ذلک لطیفه، فلا بدّ من الجهل بالإیصال. و لهذا المعنى سمّیت حقیقه الإنسان لطیفه، لأنّها ظهرت بالنفخ عند تسویه البدن للتدبیر من الروح المضاف إلى اللّه فی قوله: فَإِذا فَإِذا سَوَّیْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِیهِ مِنْ، و هو النفس الإلهى، و قد مضى بابه. فهو سرّ إلهى لطیف بنسبه إلى اللّه على الإجمال من غیر تکییف.
فلمّا ظهر عینه بالنفخ عند التسویه، و کان ظهوره عن وجود لا عن عدم، فما حدث إلّا اضافه التولیه إلیه بتدبیر هذا البدن، مثل ظهور الحرف عن نفس المتکلّم، و أعطى فی هذا المرکب الآلات الروحانیه و الحسّیه، لإدراک علوم لا یعرفها إلّا بوساطه هذه الآلات، و هذا من کونه لطیفا ایضا.
فإنّه فی الإمکان العقلى، فیما یظهر لبعض العقلاء من المتکلّمین، أن یعرف ذلک الأمر من وساطه هذه الآلات، و هذا ضعف فی النظر. فإنّا ما نعنى بالآلات إلّا المعانی القائمه بالمحلّ. فنحن«» نرید«» السمع و البصر و الشمّ، لا الاذن و العین و الأنف، و هو لا یدرک المسموع إلّا من کونه صاحب سمع، لا صاحب اذن، و کذلک لا یدرک المبصر إلّا لکونه صاحب بصر، لا صاحب حدقه و أجفان. فإذا أضافت هذه الآلات لا یصحّ ارتفاعها.
و ما بقى إلّا لما ذا ترجع حقائقها، هل ترجع لامور زائده على عین اللطیفه أو لیست ترجع إلّا إلى عین اللطیفه و یختلف الأحکام فیها باختلاف المدرکات، و العین واحده. و هو مذهب المحقّقین من أهل الکشف و النظر الصحیح العقلى. فلمّا ظهر عین هذه اللطیفه التی هى حقیقه الإنسان، کان هذا أیضا عین تدبیرها لهذا البدن من باب اللطائف. لأنّه لا یعرف کیف ارتباط الحیاه لهذا البدن بوجود هذا- الروح اللطیف، بمشارکه ما تقتضیه الطبیعه فیه من وجود الحیاه التی هى- الروح الحیوانى، فظهر نوع اشتراک. فلا یدرک على الحقیقه هذه الحیاه البدنیه، هل هى لهذه اللطیفه الظاهره عن النفخ الإلهى المخاطبه المکلّفه أو للطبیعه أو للمجموع إلّا أهل الکشف و الوجود، فإنّهم عارفون بذلک ذوقا. إذ قد علموا أنّه ما فی العالم إلّا حىّ ناطق بتسبیح ربّه بلسان فصیح ینسب الیه، بحسب ما یقتضیه حقیقته عند أهل الکشف.
فأمّا ما عدا أهل الکشف، فلا یعلمون ذلک أصلا. فهم أهل الجماد و النبات و الحیوان، و لا یعلمون أنّ الکلّ حىّ، و لکن لا یشعرون کما لا یشعرون بحیاه الشهداء المقتولین فی سبیل اللّه، قال تعالى: وَ لا تَقُولُوا لِمَنْ یُقْتَلُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْیاءٌ، یرزقون فرحین ثمّ إنّ تدبیر هذه اللطیفه هذا البدن لبقاء الصحبه، لما اقتنته من المعارف و العلوم بصحبه هذا الهیکل، و لا سیّما أهل الهیاکل المنوّره، و هنا ینقسم أهل اللّه إلى قسمین: قسم یقول بالتجرید عند مفارقه هذا البدن، و انّها مکتسب من خلقها و علومها و معارفها احوالا، و هیئات یعلمون بها فی عالم التجرید من أخوانها، فیطلب درجه الکمال، و هذا الصنف و إن کان من أهل اللّه فلیس من أهل الکشف، بل الفکر علیه غالبا، فالنظر العقلى علیه الحاکم، و القسم الآخر من أهل اللّه- و هم أهل الحقّ- لا یبالون بالمفارقه متى کانت، لأنّهم فی مزید علم أبدا دائما، و أنّهم ملوک أهل تدبیر لموادّ طبیعیه أو عنصریه، دنیا و برزخا و آخره.فهم المؤمنون القائلون بحشر الأجساد، و هؤلاء لهم الکشف الصحیح.
فإنّ اللطیفه الإلهیه لم تظهر إلّا عن تدبیر و تفصیل و هیکل مدبّر، هو اصل وجودها مدبّره، فلا تنفکّ عن هذه الحقیقه. و من تحقّق ما یرى نفسه علیه فی حال النوم فی الرؤیا، یعرف ما قلناه. فإنّ اللّه ضرب ما یراه النائم فی نومه مثلا، و ضرب الیقظه من ذلک النوم مثلا آخر للحشر.
و الأوّل ما یؤول إلیه المیّت بعد مفارقه عالم الدنیا، و لکن أکثر الناس لا یعلمون، یَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَیاهِ الدُّنْیا وَ هُمْ عَنِ الْآخِرَهِ هُمْ غافِلُونَ. فنحن فی ارتقاء دائم، و مزید علم دنیا و آخره و برزخا، و الآلات مصاحبه لا تنفکّ فی هذه المنازل و المواطن و الحالات عن هذه اللطیفه الإنسانیه.
ثمّ إنّ الشقاء لهذه اللطیفه أمر عارض، یعرض لها کما یعرض المرض فی الدنیا لها، لفساد هذه الاخلاط بزیاده أو نقص. فإذا زید فی الناقص أو نقص من الزائد و حصل الاعتدال، زال المرض و ظهرت الصحّه.
کذلک ما یطرأ علیها فی الآخره من الشقاء، ثمّ المآل إلى السعاده، و هى استقامه النشأه فی أىّ دار کان من جنّه أو نار. إذ قد ثبت أنّه لکلّ واحده من الدارین ملؤها. فاللّه یجعلنا ممّن حفظت علیه صحّه مزاج معارفه و علومه و هذا طرف من حقیقه مسمّى اللطیفه الإنسانیه، بل کلّ موجود من الأجسام له لطیفه روحانیه إلهیه تنظر إلیه من حیث صورته لا بدّ من ذلک، و فساد الصوره و الهیئه موت حیث کان.» و قال فی الفصل الثالث و الأربعین فی الاعاده من الباب الثامن و التسعین و مائه فی معرفه النفس- بفتح الفاء- : «الإعاده تکرار الأمثال و العین«» فی الوجود. و ذلک جائز، و لیس بواقع. أعنى تکرار العین للإتّساع الإلهى، و لکن الإنسان فی لبس من خلق جدید، فهى أمثال یعسر الفصل فیها لقوّه الشبه. فالإعاده انّما هى فی الحکم مثل السلطان یولّى والیا، ثمّ یعزله، ثمّ یولّیه بعد عزله، فالإعاده فی الولایه، و الولایه نسبه لا عین وجودى. ألا ترى الإعاده یوم القیامه إنّما هى فی التدبیر.
فإنّ النبىّ- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- قد میّز بین نشأه الدنیا و نشأه الآخره، و الروح المدّبر لنشأه الدنیا عاد إلى تدبیر النشأه الآخره، فهى إعاده حکم و نسبه، لا إعاده عین فقدت ثمّ وجدت، و أین مزاج من یبول و یغوط«» و یتمخّط من مزاج من لا یبول و لا یغوط و لا یتمخّط.
و الأعیان التی هى الجواهر ما فقدت من الوجود حتّى یعاد إلیه، بل لم یزل«» موجوده العین، و لا إعاده فی الوجود لموجود، فإنّه موجود، و إنّما هیئات و امتزاجات نسبیه.
و أمّا قولنا بالجواز فی الإعاده فی الهیئه و المزاج الذى ذهب، فلقوله: ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ و ما شاء. فإنّ المخبر عن اللّه فرّق بین نشأه الدنیا و نشأه الاخرى، و فرّق بین نشأه الدنیا و نشأه الاخرى، و فرّق بین نشأه اهل السعاده و نشأه اهل الشقاء.» اعلم- علّمک اللّه تعالى و إیّانا- که دار وجود واحد است، و انقسام او به دنیا و آخرت نسبت با تو است. از براى آنکه آن دو صفت است از صفات نشئه انسانیت.
عطّار:
دو عالم در تو پیدا کرد بنگر
وصالش یافتى از وصل برخور
سراسر در تو پیدا مىندانى
که بى شک این جهان و آن جهانى
«و الّذى نفس محمّد بیده، إنّ الجنّه و النّار أقرب إلى أحدکم من شراک نعله.»
شعر:
بهشت و دوزخت با توست در باطن نگر با تو
سقرها در جگر یابى جنانها در جنان بینى
چه حجب طبیعت و غشاوت هوى، دیده دل را از ادراک آن کور مىدارد وَ جَعَلْنا مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَیْناهُمْ فَهُمْ لا یُبْصِرُونَ. چون به انقضاى شب عمر، صبح قیامت صغرى بدمد، هر چه نقد باطن او بود ظاهر گردد، و هر چه در دنیا از وى صادر شده باشد باز بیند: فَکَشَفْنا عَنْکَ غِطاءَکَ فَبَصَرُکَ الْیَوْمَ حَدِیدٌ.
شعر:
به وقت صبح شود همچو روز معلومت
که با که باختهاى عشق در شب دیجور
إن کان ریعک شوکا أنت زارعه
أو کان نسجک خزّا أنت عازله
اگر بار خار است خود کشتهاى
و گر پرنیان است خود رشتهاى
شیخ سعید الدین فرغانى«» در شرح قصیده تائیه آورده، در بیان تحقّق تجسّد اعمال و اقوال در نشئه برزخى و جنانى و جحیمى: «بدان وفّقک که همچنان که افلاک و کواکب، صور و مظاهر حقایق و اسماى الهىاند، و تشکّلات و اتّصالات ایشان، مظاهر توجّهات و اجتماعات حقایق و اسماءاند، و از این حیثیت در این عالم مؤثّرند، و صور و نتایج آن تشکّلات و اتّصالات علویات در این نشئه دنیویه به صور امزجه و اشخاص و اقوال و اعمال و احوال ایشان متشخّص و متجسّد مى شوند، همچنین قوا و اعضاى صورت انسانى که مجمل همه عالم است، مظاهر و صور حقایق و اسماى الهیهاند، و تشکّلات و اتّصالات صور انسانیه به برکت اقوال و اعمال عبارت از آن است، هم مظاهر و توجّهات حقایق و اسماء است. لا جرم همچنان که صور و نتایج تشکّلات و اتّصالات فلکى اگر چه اعراضند، اینجا ظاهر و متجسّد مى گردند، همچنین صور اقوال و اعمال انسانى هر چند اعراضند، امّا در افلاک و اطباق متجسّد مى گردند. و جمله صور برزخیه و حشریه و جنانیه و غیر آن هیئات متجسّده اند که نفوس ایشان در برزخ به آن صور متجسّده متعلّق مى شود، و نعمت و نقمت ایشان در برزخ از حیثیت آن صور به ایشان مى رسد. امّا هر فعلى و عملى و قولى که به قصدى و نیّتى صحیح مقرون باشد، به حسب قوّت نسبت آن نیّت به وحدت و اخلاص، هر آینه تجسّد او در فلکى عالى تر صورت مى بندد، تا اگر حکم وحدت و اخلاص بر قولى و عملى غالب آید به حکم: إِلَیْهِ یَصْعَدُ الْکَلِمُ الطَّیِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ یَرْفَعُهُ، آن به کلّى به عالم وحدت مرتفع شود، و در این افلاک هیچ صورت نپذیرد.
و إلیه الإشاره بقوله- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- : «ما قال عبد لا إله إلّا اللّه مخلصا من قلبه، إلّا فتحت له أبواب السّماوات حتّى یفضى إلى العرش». و امّا هر فعلى و قولى که از نیّت صحیح خالى باشد، تا به یکبارگى هباء منثورا شود، یا از این عالم خاک و آب و هوا تجاوز نکند، و در نشئات آخرت منضمّ با صورت جسمانیش مصوّر گردد، و در جسمش افزوده موجب شدّت عذاب گردد. أعاذنا اللّه من ذلک و الإشاره بقوله- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- : «إنّ غلظ جلد الکافر اثنین و أربعین ذراعا، و إنّ ضرسه مثل احد، و إنّ مجلسه فی جهنّم ما بین مکّه إلى المدینه.» و امّا اقوال و اعمال که مقرون به قصد و نیّت صحیح باشد، در بهشت تصوّر حدائق و اشجار و ثمار و انهار و حور و قصور متجسّد مى شود، و الدلیل علیه: قوله تعالى: وَ أَنْ لَیْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى وَ أَنَّ سَعْیَهُ سَوْفَ یُرى ثُمَّ یُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى، و قوله تعالى: فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّهٍ خَیْراً یَرَهُ، و شکّى نیست که سعى و عمل عرضند، و العرض لا یبقى زمانین، پس چگونه مرئى مى شود و نصّ صریح دلالت بر رؤیت عین سعى و عمل مى کند پس این رؤیت جز به طریق تجسّد نتواند بود، و قوله- صلّى اللّه علیه و آله- : «لقیت لیله اسرى بى إبراهیم- علیه السلام- فقال: یا محمّد اقرأ امّتک منّى السّلام، و أخبرهم أنّ الجنّه طیّبه التّربه، عذبه الماء، و أنّها قیعان، و أنّ غراسها سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّا اللّه و اللّه أکبر.»
عطّار:
بهشت از نور تو زینت پذیرد
که بى اعمال تو زینت نگیرد
در و دیوار جنّت از حیات است
زمین و آسمان او نجات است
درختش صدق و اخلاص است تقوا
همه بار درخت اسرار معنا
وضو اینجا وضو آن جایگه نور
ثمار اینجا ثمار آن جایگه حور
و در حدیث صحیح است که «یأتی البقره و آل عمران کأنّهما غمامتان أو غیابتان، یحاجّان عن صاحبهما»، الحدیث.
اعلم- أسعدک اللّه- که چون محقّق و مبیّن گشت در کلام سابق که روح یکى است و نشئات و مظاهر او بسیار، بباید دانست که ارواح انسانى را بعد از موطن «الست» نشئات و مواطن بى شمار است. بعضى ارواح سعدا مخصوص است، و بعضى هم سعدا و هم اشقیا در آن مشترکند.
اوّل: نشئه حسّى است که آن را دنیا مى خوانند، و هى التی نحن فیها الآن، و حکم این نشئه از زمان ولادت بود تا وقت مرگ.
دوم: نشئه برزخى است، و حکم این نشئه از زمان مفارقت بدن بود تا وقت حشر. قال تعالى: وَ مِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى یَوْمِ یُبْعَثُونَ. و در احکام این نشئه، عجایب بسیار است، انموذجى از آن صاحب فطنت سلیم را از احکام منامات و علم تعبیر معلوم گردد. چه خواب آیینه سرّ فنا و تجرید است، و محاکى احوال آخرت «کما تنامون تموتون، و کما تستیقظون تبعثون». چه به واسطه خواب اندک ما به تجرّدى از علایق عالم محسوس که او را حاصل آید، هر آینه معقولات را در کسوت ممثّلات مشاهده مى کند.
پس چون به مرگ علاقه به تمام منقطع شود، همه احوال و اعمال و اخلاق خود را آنجا مشخّص باز بیند به صور مناسب، یَوْمَ تَجِدُ کُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَیْرٍ مُحْضَراً وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَیْنَها وَ بَیْنَهُ أَمَداً بَعِیداً .
شعر:
باش تا روى بند بگشایند
باش تا با تو در حدیث آیند
تا کیان را گرفتهاى در بر
تا کیان را نشاندهاى بر در
روى فی شهاب الأخبار عن رسول اللّه- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- : «من قتل عصفورا عبثا، جاء یوم القیامه و له صراخ عند العرش یقول: یا ربّ، سل هذا فبم قتلنى من غیر منفعه». قال اللّه تعالى: یَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ. آن عالمى است که در آنجا ظاهر باطن شود و باطن ظاهر. هر صفت که در دنیا بر آدمى غالب بوده باشد، آن صفت در آن عالم به صورتى مناسب آن پیدا شود. مثلا اگر مخنّث جاه بود، به صورت پلنگى ظاهر گردد، و اگر قوّه شهوت غالب باشد، به صورت سگ، و اگر قوّه غضب، به صورت خوک
آنچش امروز زیر پوش نمود
آن، زبر پوش حشر خواهد بود
یا أَیُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّکَ کادِحٌ إِلى رَبِّکَ کَدْحاً فَمُلاقِیهِ.
گلشن:
هر آنچ آن هست بالقوّه در این دار
به فعل آید در آن عالم به یک بار
همه افعال و اقوال مدّخر
هویدا گردد اندر روز محشر
چو عریان گردى از پیراهن تن
شود عیب و هنر یکباره روشن
تنت باشد و لیکن بى کدورت
که بنماید از او چون آب صورت
همه پیدا شود آنجا ضمایر
فرو خوان آیه «تُبْلَى السَّرَائِر»
دگر باره به وفق عالم خاص
شود اخلاق تو اجسام و اشخاص
چنان کز قوّه عنصر در اینجا
موالید سه گانه«» گشت پیدا
همه اخلاق تو در عالم جان
گهى انوار گردد گاه نیران«»
نماند مرگ تن در دار حیوان
به یکرنگى برآید قالب و جان
قال الشیخ فی نقش الفصوص: «کان الإنسان مختصرا من الحضره الإلهیه.» یعنى مجموعهاى است که در اوست جمیع حقایق اسماى الهیه. «و لذلک خصّه بالصوره، فقال- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- : «خلق اللّه آدم على صورته»، و جعله اللّه العین المقصوده و الغایه المطلوبه من العالم کالنفس الناطقه من الشخص الإنسانی.»
گلشن:
جهان چون توست یک شخص معیّن
تو او را گشته چون جان او تو را تن
«و لهذا یخرّب الدنیا بزواله،» یعنى از این جهت که انسان کامل نسبت با عالم همچون نفس ناطقه است، از شخص انسانى خراب مى گردد دنیا به انعدام انسان کامل در دنیا و انتقال او به آخرت، همچنان چه خراب مى شود بدن به انقطاع تعلّق نفس ناطقه از او، تعلّق تدبیر و تصرّف لایق به نشئه دنیویه. «و تنتقل العماره إلى الآخره من أجله.» و منتقل مى شود عمارت به آخرت به سبب انتقال انسان کامل به آخرت، همچنان چه منتقل مى شود عمارت به بدن مکتسب نفس ناطقه بعد از انقطاع تعلّق او از بدن عنصرى على رأى، یا آنکه تدبیر و تصرّف بگرداند او را لایق حشر موعود.
«و هذه مسأله دقیقه کلّت عن درکها الأفهام، و حارت فیها العقول و الأوهام، فلیس إلّا للکشف الصرف المحمّدى فیها قدم- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- ».
قال فی فکّ فصّ الشعیبى:«» «لمّا کان القلب منبع التشعّب کما ذکرت لک، تنبعث منه الحیاه الحیوانیه و تسرى فی جمیع الأقطار. و أمّا قلب جمله الصوره الوجودیه: فالإنسان الکامل الحقیقى برزخ الوجوب و الإمکان، و المرآه الجامعه بالذات و المرتبه من صفات القدم و أحکامه، و کذلک الحدثان، و لهذا جعل محلّ خلافته الأرض التی هى مرکز الدائره الوجودیه، و لمقامها المعنوى المحجوب الآن بصورتها، رتبه البدنیه فی انبعاث النفس الرحمانى لیکون«» النشأه الکلّیه الوجودیه، فناسب من هذه الوجه الإنسان الحقیقى النازل فبها بالخلاقه، لأنّه الأوّل بالرتبه و المنزله و إن کان آخرا بالصوره، فهو الواسطه بین الحقّ و الخلق، و به و من مرتبته یصل فیض الحقّ و المدد الذى هو سبب بقاء ما سوى الحقّ إلى العالم کلّه علوا و سفلا، و لولاه من حیث برزخیه التی لا تغایر الطرفین، لم یقبل شیء من العالم المدد الإلهى الوحدانى لعدم المناسبه و الارتباط و لم یصل إلیه، فکان یفنى و أنّه عمد السماوات.
و لهذا السرّ برحلته من مرکز الأرض التی هى صوره حضره الجمیع و أحدیّته و منزل خلافه الإلهیه إلى الکرسى الکریم و العرش المجید المحیطین بالسماوات و الارض ینخرم نظامها، فتبدّل الأرض غیر الارض و السماوات، و لهذا نبّه أیضا علیه على ما ذکرنا بقوله:«» «لا تقوم السّاعه و فی الأرض من یقول: اللّه، اللّه.» و أکّده بالتکرار یرید: «و فی الأرض من یقول: اللّه» قولا حقیقیا، إذ لو أراد «من یقول کلمه اللّه» لم یؤکّد بالتکرار، و لا شکّ أنّه لا یذکر اللّه ذکرا حقیقیا، و خصوصها بهذا الاسم الجامع الأعظم المنعوت بجمیع الأسماء، إلّا الذى یعرف الحقّ المعرفه التامّه، و أتمّ الخلق معرفه باللّه فی کلّ عصر خلیفه اللّه، و هو کامل ذلک العصر، فکأنّه یقول- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- : لا تقوم الساعه و فی الأرض انسان کامل، و هو المشار إلیه بأنّه العمد المعنوى الماسک، و إن شئت فقل: الممسوک لأجله. فإذا انتقل، إنشقّت السماء و کوّرت الشمس و انکدرت النجوم و انتشرت، و سیّرت الجبال و زلزلت الأرض و جاءت القیامه.
و لو لا ثبوته من حیث مظهریته فی الجنّه التی محلّها الکرسى و العرش المجید، لکان الحال فیهما کالحال فی الأرض و السماوات.
و إنّما قیدت ثبوته من حیث مظهریته من أجل ما اطّلعنى اللّه علیه من أنّ الجنه لا یسع انسانا کاملا، و إنّما یکون منه فی الجنّه ما تناسب الجنّه، و فی کلّ عالم ما یناسب ذلک العالم، و ما یستدعیه ذلک العالم من الحقّ من حیث ما فی ذلک العالم من الإنسان. بل أقول: و لو خلیت«» جهنّم منه لم تبق، و به امتلأت و إلیه الإشاره بقدم الجبّار المذکور فی الحدیث عند قوله- علیه السلام- :«» «إنّ جهنّم لا یزال تقول: هَلْ مِنْ مَزِیدٍ«» حتّى یضع الجبّار فیها قدمه، فإذا وضع الجبّار فیها قدمه ینزوی بعضها من بعض و تقول: قطّ قطّ» أى حسبى حسبى.
و اجتزت«» من جانب الحقّ أنّ القدم الموضوع فی جهنّم هو الباقى فی هذا العالم من صور الکمّل، ممّا لم یصحبهم فی النشأه الجنانیه، و کنّى عن ذلک الباقى بالقدم، للمناسبه الشریفه اللطیفه، فإنّ القدم من الإنسان آخر أعضاء صورته، فکذلک نفس صورته العنصریه آخر أعضاء مطلق الصوره الإنسانیه، لأنّ صوره العالم بأجمعها کالأعضاء لمطلق صوره الحقیقه الإنسانیه، و هذه النشأه آخر صوره ظهرت بها الحقیقه الإنسانیه، و بها قامت الصور کلّها التی قلت إنّها کالأعضاء.» قال فی شرح نقش الفصوص: «ما دام که انسان کامل در دنیا بود، عالم محفوظ و خزاین الهى مضبوط باشد، و چون از این عالم منتقل شود به آن عالم، و از دنیا مفارقت کند، و مقیم دار آخرت گردد، و در افراد انسانى کسى نباشد که متّصف به کمالات الهیه شود، یا قائم مقام او گردد و خداى تعالى او را خزینهدار خزائن خود سازد، هر چه در خزائن دنیا باشد از کمالات و معانى با آن کامل از خزینه بیرون برند، و این بعض دنیوى لاحق گردد به آنچه در خزاین اخروى است، و کار خزانهدارى و خلافت به آخرت افتد.» قال سعید الدین الفرغانى: «التجلّیات الإلهیه لأهل الآخره إنّما هى بواسطه الکامل کما فی الدنیا، و المعانی المفصّله لأهلها متفرّعه من مرتبته و مقام جمعه أبدا کما تفرع منه أزلا، و ما للکامل من الکمالات فی الآخره لا یقاس على ما له من الکمالات فی الدنیا، إذ لا قیاس لنعم الآخره على نعم الدنیا، و قد جاء فی الخبر الصحیح: «إنّ الرّحمه مائه جزء: جزء منها لأهل الدّنیا، و تسعه و تسعون لأهل الآخره.
»«» و اعلم أنّ دار الوجود واحده، و انقسامها إلى الدنیا و الآخره بالنسبه إلیک، لأنّهما صفتان للنشأه الإنسانیه. فأدنى نشأته الوجودیه العینیه النشأه العنصریه، فهى الدنیا لدناءتها بالنسبه إلى نشأته النوریه الإلهیه، أو لدنوّها عن فهم الإنسان الحیوان، و لمّا کانت النشأه الإنسانیه الکلّیه فی الدنیا نشأتین: تفصیلیه فرقانیه و نشأه أحدیه جمعیه قرآنیه، و هذه النشأه الدنیویه کثیفه، و صورتها مقیّده سخیفه من مادّه جامعه بین النور و الظلمه، و النفس الناطقه المتعلّقه بها من بعض قواها القوّه العملیه، و هى ذاتیه لها، و بها یعمل اللّه سبحانه لأجلها فی کلّ نشأه و موطن صوره هیکلیه تنزل معانیها فیها، و یظهر قواها و خصائصها و حقائقها بها، و کانت هذه النشأه الجامعه بین النور و الظلمه لا تقتضى الدوام، بل لا بدّ لها من الانخرام و الانصرام لکونها حاصله من عناصر مختلفه متباینه متضادّه یقضى بحقائقها الانفکاک. و کون قوى مزاجها العنصرى غیر وافیه بجمیع ما فی النفس من الحقائق و الدقائق. فإنّ فی النفس ما لا یظهر بهذه النشأه العنصریه مثل ما یظهر بنشأتها الروحانیه النورانیه، و قد حصل لها بحمد اللّه- سبحانه- فی مدّه عمرها التی کانت تعمر أرض جسدها من الأخلاق الفاضله و الملکات الکامله و العلوم و الأعمال الصالحه الحاصله، کمال فعلىّ لما صارتها جمیع ما کان بالقوّه بالفعل.
فینشىء اللّه سبحانه للنفس بالقوّه العملیه إذا خرجت عن الدنیا، صوره اخرویه روحانیه ملائمه لها فی جمیع أفاعیلها و خصائصها، من مادّه روحانیه حاصله لها من تلک الأخلاق و الملکات و العلوم و الأعمال. فیظهر بحقائقها و خصائصها و آثارها فی تلک الصوره، ظهورا یقتضى الدوام إلى الأبد. لأنّ مادّتها روحانیه وحدانیه نوریه، فاقتضت تلک النشأه الروحانیه الدوام و البقاء، لرسوخ حقائقها و اصولها الروحانیه فی جوهر الروح، و دوام التجلّى النفسى الإلهى فیها. فإذا انتقل الأمر إلى الآخره، فظهرت النفوس و الأرواح الإنسانیه فی صورها الروحانیه البرزخیه و المثالیه و الحشریه، و غلبت الروحیه على الصور، و النوریه على الظلمه، و أخبرنّ الحقّ الأسرار و الأنوار و الحقائق فی تلک الصور الاخرویه، کان الإنسان بأحدیه جمعه ختما على تلک النشأه الاخرویه، حافظا لها إلى الأبد. فافهم» فیض و قبول فیض دائمى است. هر قابلى که به صفت وجود متّصف شد، واجب الوجود گشت به وجود حقّ دائم. پس عدم بر او طارى نشود، امّا تعیّنات و ظهورات و نشئات بر او طارى مى شود، و این مخالف آیه کُلُّ مَنْ عَلَیْها فانٍ نیست. زیرا که متعلّق فنا تعیّن شخص است نه متعیّن. پس وجود متعیّن بعد از زوال تعیّنى ظهور مىکند در تعیّنى دیگر، اعمّ از آنکه برزخى بود یا حشرى یا جنانى یا جهنّمى، و این تجلّیات و ظهورات باقى است ابد الآبدین، و قابل و مقبول هر دو باقى و دائم بالحقّ الدائم الباقى. الممکنات کلّها شئون الحقّ فی غیب ذاته و أسمائه، و وقع اسم الغیر علیها بواسطه التعیّن و الاحتیاج إلى من یوجدها فی العین، و بعد الإتّصاف بالوجود العینى صار واجبا بالغیر لا ینعدم أبدا، بل یتغیّر و یتبدّل بحسب عوالمه و طریان الصور علیه. قال رسول اللّه- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- : «إنّکم خلقتم للأبد، و إنّما تنقلون من دار إلى دار.»
شعر:
اندر آن بقعه ز اهل نفس و نفس
مرگ میرد دگر نمیرد کس
خلق الناس للبقاء فضّلت
امّه تحسبونها للنّفاد
إنّما ینقلون من دار أعمال
إلى دار شقوه أو رشاد
عن ابن عبّاس- رضى اللّه عنهما- قال: تلا رسول اللّه- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- هذه الآیه: وَ لَمَّا جاءَ مُوسى«»، فقال: «قال اللّه تعالى: یا موسى، إنّه لا یرانی حقّ إلّا مات، و لا یابس إلّا تدهده، و لا رطب إلّا تفرّق، إنّما یرانی أهل الجنّه الّذین لا تموت أعینهم و لا تبلى أجسامهم.» و قال فی الباب الخامس و السبعین و ثلاثمائه من الفتوحات فی معرفه یضاهى الخیالى و عالم الحقائق و الامتزاج و هو من الحضره المحمّدیه: «اعلم- أیّدک اللّه- أنّ رسول اللّه- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- قال: «مولى القوم منهم»، و الخیال من موالى النفس الناطقه، فهى منها بمنزله المولى من السیّد.» «اعلم أنّ القوّه الخیالیه التی فی نشأه الإنسان من کونه، نسخه من العالم بالنسبه إلى عالم المثال المطلق، کالجزء بالنسبه إلى الکلّ، و کالجدول بالنسبه إلى النهر الذى هو مشرعه، و لمّا کان طرف الجدول الذى یلی النهر متّصل به، کذلک عالم خیال الإنسان من حیث طرفه الأعلى متّصل بعالم المثال.
لکنّ الناس فی ذلک من وجه على قسمین: قسم لا یعرفون ذلک الارتباط، و لا یشعرون به، و لا یستشرفون علیه، و هم جمهور الناس، و قسم- و هم أهل القلوب- یعلمونه،«» و یستشرفون و یسوقون إلیه، بل یتعدّونه إلى عالم الأرواح، و ما فوقه.» کذا قال المحقّق القونوى فی شرح الحدیث. و قال صاحب الفتوحات فی الرساله السلوک إلى اللّه: «اعلم أنّ النبوّه و الولایه یشترکان فی ثلاثه أشیاء: الواحد فی العلم من غیر تعلّم کسبى، و الثانی فی الفعل بالهمّه فیما جرت العاده أن لا تفعل إلّا بالجسم، و الثالث فی رؤیه عالم الخیال فی الحسّ.» «و للمولى فی السیّد نوع من أنواع التحکّم من أجل الملیکه. فإنّه به و بأمثاله من الموالى یصحّ کون السیّد مالکا و ملکا. فلمّا لم یصحّ للسیّد هذه المنزله إلّا بالمولى، کان له بذلک ید هى التی تعطیه بعض التحکّم فی السیّد، و ما له فیه من التحکّم إلّا أنّه یصوّرها فی أى صوره شاء، و إن کانت النفس على صوره فی نفسها، و لکن لا تترکها هذا الخیال عند المتخیّل إلّا على حسب ما یریده من الصوره فی تخیّله، و لیس للخیال قوّه یخرجه عن درجه المحسوسات، لأنّها ما تولّد و لا ظهر عینه إلّا من الحسّ.
فکلّ تصرّف یتصرّفه فی المعدومات و الموجودات، و ما له«» عین فی الوجود أو لا عین له، فإنّه یصوّره فی صوره محسوس له عین فی الوجود، و لکن اجزاء تلک الصوره کلّها أجزاء وجودیه محسوسه لا یمکن له أن یصوّرها إلّا على هذا الحدّ. فقد جمع الخیال بین الإطلاق العامّ الذى لا إطلاق یشبهه، فإنّ له التصرّف العامّ فی الواجب و المحال و الجائز، و ما ثمّ من له حکم هذا الإطلاق. و هذا هو تصرّف الحقّ فی المعلومات بواسطه هذه القوّه، کما أنّ له التقیید الخاصّ المنحصر. فلا یقدر أن تصوّر«» أمرا من الامور إلّا فی صوره حسّیه- کانت موجوده تلک الصور المحسوسه أو لم یکن- لکن لا بدّ من أجزاء الصوره المتخیّله أن یکون کلّها- کما ذکرنا- موجوده فی المحسوسات، أى قد أخذها من الحسّ حین أدرکها متفرّقه، لکن المجموع قد لا یکون فی الوجود.
و اعلم أنّ الحقّ لم یزل فی الدنیا متجلّیا للقلوب دائما، فیتنوّع«» الخواطر فیها التجلّیه و إن تنوّع الخواطر فی الإنسان على التجلّى الإلهى، من حیث لا یشعر بذلک إلّا أهل اللّه، کما أنّهم یعلمون أنّ اختلاف الصور الظاهره فی الدنیا و الآخره، فی جمیع الموجودات کلّها غیر متنوّع، فهو الظاهر، إذ هو عین کلّ شیء، و فی الآخره یکون باطن الإنسان ثابتا، فإنّه عین ظاهر صورته فی الدنیا، و التبدّل فیه خفى، و هو خلقه الجدید فی کلّ زمان الذى هم فیه فی لبس، و فی الآخره یکون ظاهره مثل باطنه فی الدنیا، و یکون التجلّى الإلهى دائما بالفعل، فیتنوّع ظاهره فی الآخره کما یتنوّع باطنه فی الدنیا، فی الصور التی یکون فیها التجلّى الإلهى، منصبغ بها انصباغا.فذلک هو التضاهى الإلهى الخیالى، غیر أنّه فی الآخره ظاهر و فی الدنیا باطن.
فحکم الخیال مستصحبه«» للانسان فی الآخره، و للحقّ،«» و ذلک هو المعبّر عنها بالشأن الذى هو فیه الحقّ من قوله: یَسْئَلُهُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ«»، فلم یزل و لا یزال. و إنّما سمّى ذلک خیالا، لأنّا نعرف أنّ ذلک راجع إلى الناظر، لا إلى الشیء فی نفسه، ثابت على حقیقته لا یتبدّل،«» لأنّ الحقائق لا تتبدّل. و یظهر«» إلى الناظر فی صور متنوّعه، و ذلک التنوّع حقیقه أیضا لا تتبدّل عن تنوّعها. فلا فعل الثبوت على صوره واحده، بل حقیقتها الثبوت على التنوّع. فکلّ ظاهر فی العالم صوره ممثّله کیانیه مضاهیه للصوره الإلهیه، لأنّه لا یتجلّى للعالم إلّا بما یناسب العالم فی عین جوهر ثابت، کما أنّ الإنسان من حیث جوهره ثابت أیضا. فترى الثابت بالثابت، و هو الغیب منک و منه، و ترى الظاهره بالظاهر، و هو المشهود و الشاهد و الشهاده منک و منه. فکذا تدرکه، و کذا تدرک ذاتک، غیر أنّک معروف فی کلّ صوره أنّک أنت لا غیرک. کما نعلم أنّ زیدا فی تنوّعه فی کیفیاته: من خجل و وجل، و مرض و عافیه، و رضى و غضب، و کلّ ما یتقلّب فیه من الأحوال، أنّه زید لا غیره، و کذلک الأمر فنقول: قد تغیّر فلان من حال إلى حال، و من صوره إلى صوره. و لو لا ما هو الامر على هذا، لکان إذا تتبدّل الحال علیه لم نعرفه و قلنا بعدمه.فعلمنا أنّ ثمّ عینین- کما قال تعالى- : أَ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَیْنَیْنِ«» فعین یدرک به من یحوّل، و عین یدرک به التحوّل. و هما طریقان مختلفان، قد أبانهما اللّه لذى عینین، و هو قوله: وَ هَدَیْناهُ النَّجْدَیْنِ أى بیّنّا له الطریقین کما
قال الشاعر:
نجدا على أنّه طریق
تقطعه للظباعیون
فجعل قطع الطریق للعیون، فکلّ عین لها طریق. فاعلم من رأیت و ما رأیت، و لهذا صحّ وَ ما رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ وَ لکِنَّ اللَّهَ رَمى . فالعین التی أدرکت بها أنّ الرمى لمحمّد- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- فتعلم أنّ لک عینین- إن کنت صاحب علم- فتعلم قطعا أنّ الرامى هو اللّه فی صوره محمّدیه جسدیه، و لیس التمثّل و التخیّل غیر هذا. فاللّه قد نبّهک، و أنت لا تنتبه و هذه هى الآیات التی جعلها اللّه لقوم یعقلون عنه، و یتفکّرون فیها، و لَذِکْرى لِمَنْ کانَ لَهُ قَلْبٌ (ینقلب) أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ (لما قیل له و عرف به) وَ هُوَ شَهِیدٌ لتقلّبه فی نفسه، معلّم أنّ الأمر کذلک، هؤلاء هم أولو الألباب. فإنّ اللبّ بحجّته صوره القشر. فلا یعلم بعلم اللبّ إلّا من علم أنّ ثمّ لبّا، و لو لا ذلک ما کثر القشر.» و الحمد للّه أوّلا و آخرا.
خاتمه باب المعاد فیما روى علیه السلام عن رسول اللّه- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- فی مواقف القیامه:
أورده صاحب الفتوحات المکّیه روایه عن عبد اللّه بن مسعود قال: کنت جالسا عند علىّ بن ابى طالب و عنده عبد اللّه ابن عبّاس و حوله عدّه من أصحاب رسول اللّه- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- فقال علىّ: قال رسول اللّه- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- : «إنّ فی القیامه لخمسین موقفا، کلّ موقف منها ألف سنه» إلى آخر الحدیث، رواه باسناده فی أثناء الباب الرابع و الستّین من الفتوحات: «فی معرفه القیامه و منازلها و کیفیه البعث.
شعر:
یوم المعارج من خمسین ألف سنه
یطیر عن کلّ نوّام به و سنه
و الأرض، من حذر علیه ساهره
لا تأخذنها، لما یقضى إلاله، سنه
فکن غریبا و لا ترکن لطائفه
من الخوارج أهل الألسن السنه
و إن رأیت امرأ یسعى لمفسده
فخذ على یده تجزى به حسنه
و لتعتصم، حذرا، بالکهف، من رجل
تریک فتنته یوما کمثل سنه
قد مدّ خطوته فی غیر طاعته
و لم یزل فی هواه خالعا رسنه
اعلم أنّه إنّما سمّى هذا الیوم یوم القیامه، لقیام الناس فیه من قبورهم، لربّهم«» فی النشأه الآخره التی ذکرناها فی «البرزخ» فی الباب الذى قبل هذا الباب، و لقیامهم إذا جاء الحقّ للفصل و القضاء، و الملک صفّا صفّا. قال اللّه تعالى: یَوْمَ یَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِینَ أى لأجل ربّ العالمین حین یأتی. و جاء بالاسم «الربّ» إذا کان الربّ المالک، فله صفه القهر و له صفه الرحمه. و لم یأت بالاسم «الرحمن» لأنّه لا بدّ من الغضب فی ذلک الیوم کما سیرد فی هذا الباب، و لا بدّ من الحساب، و الإتیان بجهنّم و الموازین. و هذه کلّها لیست من صفات الرحمه المطلقه التی یطلبها الاسم «الرحمن». غیر أنّه- سبحانه- أتى باسم إلهى یکون الرحمه فیه أغلب، و هو الاسم «الربّ»، فإنّه من الإصلاح و التربیه. فیقوّى ما فی المالک و السیّد من فضل الرحمه، على ما فیه من صفه القهر: «فتسبق رحمته غضبه»، یکثر التجاوز عن سیّئات أکثر الناس.
فأوّل ما أقول و ابیّن، ما قال اللّه فی ذلک الیوم: من امتداد الأرض، و قبض السماء و سقوطها على الأرض، و مجیء الملائکه، و مجیء الربّ فی ذلک الیوم، و أین یکون الخلق حین تمدّ الأرض، و تبدّل صورتها، و مجیء جهنّم، و ما یکون من شأنها ثمّ أسوق حدیث مواقف القیامه فی «خَمْسِینَ أَلْفَ سَنَهٍ» و حدیث الشفاعه.
اعلم- یا أخى- أنّ الناس إذا قاموا من قبورهم- على ما سنورده إن شاء اللّه تعالى- و أراد اللّه أن تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَیْرَ الْأَرْضِ، و تمدّ الأرض بإذن اللّه، و یکون الخیر دون «الظلمه»، فیکون الخلق علیه عند ما یبدّل اللّه الأرض کیف یشاء، إمّا بالصوره، و إمّا بأرض اخرى ما یتمّ علیها، تسمّى «الساهره»، فیمدّها سبحانه مدّ الأدیم یقول تعالى: وَ إِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ ، و یزید فی سعتها ما شاء، أضعافا ما کانت: من إحدى و عشرین جزءا، إلى تسعه و تسعین جزءا، حتّى لا تَرى فِیها عِوَجاً وَ لا أَمْتاً.
ثمّ إنّه- سبحانه- یقبض السماء إلیه فیطویها بیمینه یَوْمَ نَطْوِی السَّماءَ«»، ثمّ یرمیها على الأرض الذى مدّها واهیه، و هو قوله: وَ انْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِیَ یَوْمَئِذٍ واهِیَهٌ«». و یردّ الخلق إلى الأرض التی مدّها، فیقفون منتظرین ما یصنع اللّه بهم. فإذا وهت السماء نزلت ملائکتها على أرجائها، فیرون أهل الأرض خلقا عظیما، أضعاف ما هم علیه عددا. فیتخیّلون أنّ اللّه نزل فیهم لما یرون من عظیم المملکه، ممّا لم یشاهدوه من قبل. فیقولون: «أ فیکم ربّنا» فیقول الملائکه: «سبحان ربّنا لیس فینا و هو آت». فتصطفّ الملائکه صفّا مستدیرا على نواحى الأرض، محیطین بعالم الجنّ و الإنس، و هؤلاء هم عمّار سماء الدنیا.
ثمّ ینزّل أهل السماء الثانیه، بعد ما یقبضها اللّه ایضا، و یرمى بکوکبها فی النار، و هو المسمّى «کاتبا». و هو«» أکثر عددا من السماء الاولى. فیقول الخلائق: «أ فیکم ربّنا» ففزع الملائکه من قولهم، فیقولون: «سبحان ربّنا لیس فینا و هو آت».فیفعلون فعل الأوّلین من الملائکه: یصطفّون خلفهم صفّا ثانیا مستدیرا.
ثمّ ینزّل أهل السماء الثالثه، و یرمى بکوکبها المسمّى «زهره» فی النار، و یقبضها اللّه بیمینه. فیقول الخلائق «أ فیکم ربّنا» فیقول الملائکه: «سبحان ربّنا لیس هو فینا و هو آت». فلا یزال الأمر هکذا سماء بعد سماء، حتّى ینزل أهل السماء السابعه. فیرون خلقا أکثر من جمیع من نزل. فیقول الخلائق: «أ فیکم ربّنا» فیقول الملائکه: سُبْحانَ رَبِّنا قَدْ جَاءَ رَبُّنَا وَ إِنْ کانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا.
فیأتى اللّه فی ظلل من الغمام و الملائکه، و على المجنّبه الیسرى جهنّم. فیکون إتیانه إتیان الملک. فإنّه یقول: «ملک یوم الدین» و هو ذلک الیوم، فسمّى بالملک، و یصطفّ الملائکه سبعه صفوف، محیطه بالخلائق. فإذا أبصر الناس جهنّم «لها فوران و تغیّظ» على الجبابره المتکبّرین. فیفرّون الخلق بأجمعهم منها، لعظم ما یرونه، خوفا و فزعا و هو «الفزع الأکبر» إلّا الطائفه التی لا یَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَکْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِکَهُ هذا یَوْمُکُمُ الَّذِی کُنْتُمْ تُوعَدُونَ. فهم الآمنون مع النبیّین على أنفسهم. غیر أنّ النبیّین تفزع على اممها، للشفقه التی جعلهم اللّه علیها للخلق. فیقولون فی ذلک الیوم: «سلّم، سلّم» و کان اللّه قد أمر أن «تنصب، لآمنین من خلقه، منابر من نور» متفاضله بحسب منازلهم فی الموقف.
فیجلسون علیها آمنین مبشّرین. و ذلک قبل مجیء الربّ تعالى. و إذا فرّ الناس خوفا من جهنّم، و فرقا لعظیم ما یرون من الهول فی ذلک الیوم، یجدون الملائکه صفوفا لا یتجاوزونهم. فتطردهم الملائکه، وزعه الملک الحقّ- سبحانه و تعالى- إلى المحشر، و ینادیهم أنبیاءهم: «ارجعوا ارجعوا» فینادى بعضهم بعضا. فهو قول اللّه تعالى فیما یقول رسول اللّه- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- : لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً یَوْمَ التَّنادِ یَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِینَ ما لَکُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ. و الرسل تقول: «سلّم سلّم» و یخافون أشدّ الخوف على اممهم، و الامم یخافون على أنفسهم، و المطهّرون المحفوظون الذین ما تدنّست بواطنهم بالشّبه المضلّه، و لا ظواهرهم بالمخالفات الشرعیه، آمنون: «یغبطهم النبیّون» فی الذین هم علیه من الأمن، لما هم النبیّون علیه من الخوف على اممهم.
فینادى مناد، من قبل اللّه تعالى، یسمعه أهل الموقف، و لا یدرون- أو لا أدرى- هل ذلک نداء الحقّ سبحانه بنفسه، أو نداء عن أمره سبحانه یقول فی ذلک النداء: «یا أهل الموقف ستعلمون الیوم من أصحاب الکرم.» فإنّه قال لنا: یا أَیُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّکَ بِرَبِّکَ الْکَرِیمِ تعلیما له و تنبیها لیقول: «کرمک». و لقد سمعت شیخنا الشّنختّه یقول یوما و هو یبکى: «یا قوم لا تفعلوا بکرمه. أخرجنا و لم نک شیئا، و علّمنا ما لم نکن نعلم، و امتنّ علینا ابتداء بالإیمان به و بکتبه و رسله، و نحن لا نعتنا. أ فتراه یعذّبنا بعد أن عقلنا و آمنّا حاشا کرمه سبحانه من ذلک».فأبکانى بکاء فرح و بکى الحاضرون.
ثمّ نرجع و نقول: فیقول الحقّ فی ذلک النداء: أین الذین کانت: تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ یَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ«» فیؤتى بهم إلى الجنّه». ثمّ یسمعون من قبل الحقّ، نداء ثانیا- لا أدرى هل ذلک نداء الحقّ بنفسه، أو نداء عن أمر الحقّ- «أین الذین کانوا لا تُلْهِیهِمْ تِجارَهٌ وَ لا بَیْعٌ عَنْ ذِکْرِ اللَّهِ وَ إِقامِ الصَّلاهِ وَ إِیتاءِ الزَّکاهِ یَخافُونَ یَوْماً تَتَقَلَّبُ فِیهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصارُ، لِیَجْزِیَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَ یَزِیدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ«» و تلک الزیاده- کما قلنا- من جنّات الإختصاص.
فیؤمر بهم إلى الجنّه. ثمّ یسمعون نداء ثالثا- لا أدرى هل هو نداء الحقّ بنفسه، أو نداء عن أمر الحقّ- : «یا أهل الموقف ستعلمون الیوم، من أصحاب الکرم. أین الذین صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ… لِیَجْزِیَ اللَّهُ الصَّادِقِینَ بِصِدْقِهِمْ فیؤمر بهم إلى الجنّه فبعد هذا النداء، یخرج «عنق من النار». فإذا أشرف على الخلائق، له عینان و لسان فصیح، یقول: «یا أهل الموقف إنّى وکّلت منکم بثلاث». کما کان النداء الأوّل ثلاث مرّات، لثلاث طوائف من أهل السعادات. و هذا کلّه، قبل الحساب، و الناس وقوف قد ألجمهم العرق، فاشتدّ الخوف، و تصدّعت القلوب لهول المطّلع.- فیقول ذلک «العنق المستشرف من النار- علیهم»: إنّى وکّلت بکلّ جبّار عنید.» فیلقطهم من بین الصفوف، کما یلقط الطائر حبّ السّمسم. فإذا لم یترک أحدا منهم فی الموقف، نادى نداء ثانیا: «یا أهل الموقف إنّى وکّلت بمن آذى اللّه و رسوله». فیلقطهم، کما یلقط الطائر حبّ السّمسم من بین الخلائق. فإذا لم یترک منهم أحدا، نادى ثالثه: «یا أهل الموقف و إنّى وکّلت بمن ذهب یخلق کخلق اللّه». و یلقط أهل التصاویر، و هم الذین یصوّرون الکنائس لتعبد تلک الصور، و الذین یصوّرون الأصنام. و هو قوله تعالى: أَ تَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ فکانوا ینحتون لهم الأخشاب و الأحجار لیعبدوها من دون اللّه. فهؤلاء المصوّرون. فیلقطهم من بین الصفوف، کما یلقط الطائر حبّ السّمسم. فإذا أخذهم اللّه عن آخرهم، و یبقى الناس و فیهم المصوّرون الذین لا یقصدون بتصویرهم ما قصد اولئک من عباداتهم حتّى یسألوا عنها، «لینفخوا أرواحا تحیى بها، و لیسوا بنافخین» کما ورد الخبر فی المصوّرین. فیقفون ما شاء اللّه، ینتظرون ما یفعل اللّه بهم.و العرق قد ألجمهم.
فحدّثنا شیخنا القصّار بمکّه، سنه تسع و تسعین و خمسمائه، بجانب الرکن الیمانى من الکعبه المعظّمه، عن عبد اللّه بن مسعود قال: کنت جالسا عند علىّ بن ابى طالب- علیه السلام و التحیّه- و عنده عبد اللّه بن عبّاس و حوله عدّه من أصحاب رسول اللّه- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- فقال علىّ: فقال رسول اللّه- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- : «إنّ فی القیامه لخمسین موقفا، کلّ موقف منها ألف سنه: فأوّل موقف، إذا خرج النّاس من قبورهم، یقومون على أبواب قبورهم ألف سنه، عراه حفاه جیاعا عطاشا. فمن خرج من قبره مؤمنا بربّه، مؤمنا بنبیّه، مؤمنا بجنّته و ناره، مؤمنا بالبعث و القیامه، مؤمنا بالقضاء و القدر- خیره و شرّه- مصدّقا بما جاء به محمّد- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- من عند ربّه، نجا و فاز و غنم و سعد، و من شکّ فی شیء من هذا، بقى فی جوعه و عطشه و غمّه و کربه ألف سنه، حتّى یقضى اللّه فیه بما یشاء.
ثمّ یساقون من ذلک المقام إلى المحشر. فیقومون«» على أرجلهم ألف عام فی سرادقات النیران، فی حرّ الشّمس، و النّار عن أیمانهم، و النّار عن شمائلهم، و النّار من بین أیدیهم، و النّار من خلفهم، و الشّمس من فوق رؤسهم، و لا ظلّ إلّا ظلّ العرش. فمن لقى اللّه تعالى ساعدا«» له بالإخلاص، مقرّا بنبیّه، بریئا من الشّرک و السّحر، و بریئا من إهراق دماء المسلمین، ناصحا للّه و لرسوله، محبّا لمن أطاع اللّه و رسوله، مبغضا لمن عصى اللّه و رسوله، استظلّ تحت ظلّ عرش الرّحمن، و نجا من غمّه. و من حاد عن ذلک، و وقع فی شیء من هذه الذّنوب، بکلمه واحده، أو تغیّر قلبه، أو شکّ فی شیء من أمر دینه، بقى ألف عام فی الحزن و الغمّ و العذاب و الهمّ، حتّى یقضى اللّه فیه بما یشاء.ثمّ یساق الخلق إلى النّور و الظّلمه. فیقومون«» فی تلک الظّلمه ألف عام. فمن لقى اللّه تعالى و لا یشرک به شیئا، و لم یدخل فی قلبه شیء من النّفاق، و لم یشکّ فی شیء من أمر دینه، و أعطى الحقّ من نفسه، و قال الحقّ، یعنى به،«» أنصف النّاس من نفسه، و أطاع اللّه فی السّر و العلانیه، و رضى بقضاء اللّه، و قنع بما أعطاه اللّه، خرج من الظّلمه إلى النّور، فی مقدار طرفه عین، مبیضّا وجهه، و قد نجا من الغموم کلّها. و من خالف فی شیء منها، بقى فی الهمّ و الغمّ ألف سنه، ثمّ خرج منها مسودّا وجهه، و هو فی مشیئه اللّه: یفعل به ما یشاء.
ثمّ یساق الخلق إلى سرادقات الحساب، و هى عشر سرادقات، یقفون فی کلّ سرادق منها ألف سنه. فیسأل ابن آدم عند أوّل سرادق منها عن المحارم. فإن لم یکن وقع فی شیء منها، جاز إلى السّرادق الثّانى. فیسأل عن الأهواء، فإن کان نجا منها، جاز إلى السّرادق الثّالث. فیسأل عن حقوق الوالدین، فإن لم یکن عاقّا، جاز إلى السّرادق الرّابع. فیسأل عن حقوق من فرض اللّه إلیه امورهم، و عن تعلیم«» القرآن، و عن أمر دینهم و تأدیبهم: فإن کان قد فعل، جاز إلى السّرادق الخامس. فیسأل عمّا ملکت یمینه، فإن کان محسنا إلیهم، جاز إلى السّرادق السّادس. فیسأل عن حقّ قرابته، فإن کان قد أدّى حقوقهم، جاز إلى السّرادق السّابع. فیسأل عن صله الرّحم، فإن کان وصولا لرحمه، جاز إلى السّرادق الثّامن. فیسأل عن الحسد، فإن کان لم یحسد،«» جاز إلى السّرادق التّاسع. فیسأل عن المکر، فإن لم یکن ماکرا«» بأحد، جاز إلى السّرادق العاشر. فیسأل عن الخدیعه، فإن لم یکن خدّاعا بأحد، إنجاز«» و نزل فی«» عرش الرّحمن، قارّه عینه، فرحا قلبه، ضاحکا فوه. و إن کان قد وقع فی شیء من هذه الخصال، بقى فی کلّ موقف منها ألف سنه، جائعا عاطشا باکیا حزینا مهموما مغموما. لا ینفعه شفاعه الشّافعین.
ثمّ یحشرون إلى أخذ کتبهم، بأیمانهم و شمائلهم. فیحسبون عند ذلک فی خمسه عشر موقفا، کلّ موقف منها ألف سنه. فیسألون فی أوّل موقف منها عن الصّدقات و ما فرض اللّه علیهم فی أموالهم، فمن أدّاها کامله، جاز إلى الموقف الثّانى. فیسأل عن قول الحقّ، و العفو عن النّاس، فمن عفى عفى اللّه عنه و جاز إلى الموقف الثّالث. فیسأل عن الأمر بالمعروف، فإن کان آمرا بالمعروف، جاز إلى الموقف الرّابع. فیسأل عن النّهى عن المنکر، فإن کان ناهیا عن المنکر، جاز إلى الموقف الخامس. فیسأل عن حسن الخلق، فإن کان حسن الخلق، جاز إلى الموقف السّادس. فیسأل عن الحبّ فی اللّه، فإن کان محبّا فی اللّه، مبغضا فی اللّه، جاز إلى الموقف السّابع. فیسأل عن مال الحرام، فإن لم یکن أخذ شیئا، جاز إلى الموقف الثّامن. فیسأل عن شرب الخمر، فإن لم یکن شرب من الخمر شیئا، جاز إلى الموقف التّاسع. فیسأل عن الفروج الحرام، فإن لم یکن أتاها، جاز إلى الموقف العاشر. فیسأل عن قول الزّور، فإن لم یکن قاله، جاز إلى الموقف الحادى عشر. فیسأل عن الأیمان الکاذبه، فإن لم یکن حلفها جاز إلى الموقف الثّانى عشر. فیسأل عن أکل الرّبا، فإن لم یکن آکل الرّبا،«» جاز إلى الموقف الثّالث عشر. فیسأل عن قذف المحصنات، فإن لم یکن قذف المحصنات، أو افترى على أحد، جاز إلى الموقف الرّابع عشر.
فیسأل عن شهاده الزّور، فإن لم یکن شهدها، جاز إلى الموقف الخامس عشر. فیسأل عن البهتان، فإن لم یکن بهت مسلما، فنزل تحت لواء الحمد، و اعطى کتابه بیمینه، و نجا من غمّ الکتاب و هوله، و حوسب حسابا یسیرا.
و إن کان قد وقع فی شیء من الذّنوب، ثمّ خرج من الدّنیا غیر تائب من ذلک، بقى فی کلّ موقف من هذه الخمسه عشر موقفا، ألف سنه، فی الغمّ و الهول و الحزن و الجوع و العطش، حتّى یقضى اللّه فیه بما یشاء.
ثمّ یقام النّاس فی قراءه کتبهم ألف سنه. فمن کان سخیّا قد قدّم ماله لیوم فطره و حاجته، قرأ کتابه و هوّن علیه قراءته، و کسى من ثیاب الجنّه، و توّج من تیجان الجنّه، و اقعد تحت ظلّ عرش الرّحمن، آمنا مطمئنّا. و إن کان بخیلا، لم یقدّم ماله لیوم فقره و فاقته، اعطى کتابه بشماله، و یقطّع له من مقطّعات النّیران. و یقام على رءوس الخلائق ألف عام، فی الجوع و العطش و العرى و الغمّ و الهمّ و الحزن و الفضیحه حتّى یقضى اللّه فیه بما یشاء.
ثمّ یحشر إلى المیزان، فیقومون عند المیزان ألف عام، فمن رجح میزانه بحسناته، فاز و نجا فی طرفه عین. و من خفّ میزانه من حسناته، و ثقلت سیّئاته، حبس عند المیزان ألف عام، فی الغمّ و الهمّ و الحزن و الجوع و العطش، حتّى یقضى اللّه فیه بما یشاء.
ثمّ یدعى بالخلق إلى الموقف بین یدی اللّه تعالى فی إثنى عشر موقفا، کلّ موقف منها مقدار ألف سنه. فیسأل فی أوّل موقف عن عتق الرّقاب، فإن کان أعتق رقبه، أعتق اللّه رقبته من النّار، و جاز إلى الموقف الثّانى. فیسأل عن القرآن و حقّه و قراءته، فإن جاء بذلک تامّا، جاز إلى الموقف الثّالث. فیسأل عن الجهاد، فإن جاهد فی سبیل اللّه محتسبا، جاز إلى الموقف الرّابع. فیسأل عن الغیبه، فإن لم یکن اغتاب أحدا، جاز إلى الموقف الخامس. فیسأل عن النّمیمه، فإن لم یکن نمّاما، جاز إلى الموقف السّادس. فیسأل عن الکذب على اللّه، فإن لم یکن کذّابا، جاز إلى الموقف السّابع. فیسأل عن طلب العلم، فإن کان طلب العلم و عمل به، جاز إلى الموقف الثّامن. فیسأل عن العجب، فإن لم یکن معجبا بنفسه فی دینه و دنیاه أو فی شیء من عمله، جاز إلى الموقف التّاسع. فیسأل عن التکبّر، فإن لم یکن متکبّرا«» على أحد، جاز إلى الموقف العاشر. فیسأل عن القنوط من رحمه اللّه، فإن لم یکن قنط من رحمه اللّه، جاز إلى الموقف الحادى عشر. فیسأل عن الأمن من مکر اللّه، فإن لم یکن آمنا من مکر اللّه، جاز إلى الموقف الثّانى عشر. فیسأل عن حقّ جاره، فإن کان أدّى حقّ جاره، اقیم بین یدی اللّه تعالى، قریرا عینه، فرحا قلبه، مبیضّا وجهه، کاسیا ضاحکا مستبشرا.- فیرحّب به ربّه و یبشّره برضاه عنه.- فیفرح عند ذلک، فرحا لا یعلمه أحد إلّا اللّه فإن لم تأت واحده منهنّ تامّه، و مات عن غیر توبه، حبس عند کلّ موقف ألف سنه، حتى یقضى اللّه فیه بما یشاء.ثمّ یؤمر بالخلائق إلى الصّراط- و قد ضربت علیه الجسور«»- على جهنّم: أدقّ من الشّعر، و أحدّ من السّیف. و قد غابت الجسور فی جهنّم مقدار أربعین ألف عام.
و لهیب جهنّم، بجانبها یلتهب. و علیها حسک و کلالیب و خطاطیف. و هى سبعه جسور، فحشر العباد، کلّهم، علیها. و على کلّ جسر منها عقبه مسیره ثلاثه آلاف عام: ألف عام صعود، ألف عام استواء و ألف عام هبوط. و ذلک قول اللّه- عزّ و جلّ- : إِنَّ رَبَّکَ لَبِالْمِرْصادِ«» یعنى على تلک الجسور. و ملائکه یرصدون الخلق علیها، فتسأل العبد على أوّل منها عن الإیمان باللّه، فإن جاء به مؤمنا مخلصا، لا شکّ فیه و لا زیغ، جاز إلى الجسر الثّانى. فیسأل عن الصّلاه، فإن جاء بها تامّه، جاز إلى الجسر الثّالث. فیسأل عن الزّکاه، فإن جاء بها تامّه، جاز إلى الجسر الرّابع. فیسأل عن الصیام، فإن جاء به تامّا، جاز إلى الجسر الخامس. فیسأل عن حجّه الإسلام، فإن جاء بها تامّه، جاز إلى الجسر السّادس. فیسأل عن الطّهر، فإن جاء به تامّا، جاز إلى الجسر السّابع. فیسأل عن المظالم، فإن کان لا یظلم أحدا، جاز إلى الجنّه. و إن کان قصر فی واحده منهنّ، حبس على کلّ جسر منها ألف سنه، حتّى یقضى اللّه فیه بما یشاء.» و ذکر الحدیث إلى آخره.و سیأتى بقیّه الحدیث- إن شاء اللّه تعالى- فی باب الجنّه، فإنّه یختصّ بالجنّه.
و لم نذکر النشأه الآخره التی یحشر فیها الإنسان فی باب البرزخ، لأنها نشأه محسوسه غیر خیالیه، و القیامه أمر محقّق موجود حسّى مثل ما هو الإنسان. فلذلک أخّرنا ذکرها الى هذا الباب.» الباب الخامس و الستّون فی معرفه الجنّه و منازلها و درجاتها و ما یتعلّق بهذا الباب: «اعلم- أیّدنا اللّه و إیّاک- أنّ الجنّه جنّتان: جنّه محسوسه و جنّه معنویه، و العقل یعقلها معا، کما أنّ العالم عالمان: عالم لطیف و عالم کثیف، و عالم غیب و عالم شهاده، و النفس الناطقه المخاطبه المکلّفه لها نعیم ما تحمله من العلوم و المعارف، من طریق نظرها و فکرها و ما وصلت إلیه من ذلک بالأدلّه العقلیه، و نعیم بما تحمله من اللذّات و الشهوات ممّا تناله بالنفس الحیوانیه من طریق قواها الحسّیه: من أکل و شرب و نکاح و لباس و روائح، و نغمات طیّبه تتعلّق بها الأسماع، و جمال حسّى فی صوره حسنه معشوقه یعطیها فی نساء کاعبات، و وجوه حسان، و ألوان متنوّعه، و أشجار و أنهار.
کلّ ذلک ینقله الحواسّ إلى النفس الناطقه، فیلتذّ به من جهه طبیعتها، و لو لم یلتذّ به إلّا الأرواح الحسّاسه الحیوانیه لا النفس الناطقه، لکان الحیوان یلتذّ بالوجه الجمیل من المرأه المستحسنه، و الغلام الحسن الوجه و الالوان و المصاغ. فلمّا لم تر شیئا من الحیوان یلتذّ بشىء من ذلک، علمنا قطعا أنّ النفس الناطقه هى التی تلتذّ بجمیع ما تعطیه القوّه الحسّیه، ممّا یشارکها فیه.
و اعلم أنّ اللّه خلق هذه الجنّه المحسوسه بطالع الأسد الذى هو الإقلید، و برجه هو الأسد. و خلق الجنّه المعنویه التی هى روح هذه الجنّه المحسوسه غیر خیالیه، و القیامه أمر محقّق موجود حسّى مثل ما هو الإنسان. فلذلک أخّرنا ذکرها الى هذا الباب.»«» الباب الخامس و الستّون«» فی معرفه الجنّه و منازلها و درجاتها و ما یتعلّق بهذا الباب: «اعلم- أیّدنا اللّه و إیّاک- أنّ الجنّه جنّتان: جنّه محسوسه و جنّه معنویه، و العقل یعقلها معا، کما أنّ العالم عالمان: عالم لطیف و عالم کثیف، و عالم غیب و عالم شهاده، و النفس الناطقه المخاطبه المکلّفه لها نعیم ما تحمله من العلوم و المعارف، من طریق نظرها و فکرها و ما وصلت إلیه من ذلک بالأدلّه العقلیه، و نعیم بما تحمله من اللذّات و الشهوات ممّا تناله بالنفس الحیوانیه من طریق قواها الحسّیه: من أکل و شرب و نکاح و لباس و روائح، و نغمات طیّبه تتعلّق بها الأسماع، و جمال حسّى فی صوره حسنه معشوقه یعطیها فی نساء کاعبات، و وجوه حسان، و ألوان متنوّعه، و أشجار و أنهار.
کلّ ذلک ینقله الحواسّ إلى النفس الناطقه، فیلتذّ به من جهه طبیعتها، و لو لم یلتذّ به إلّا الأرواح الحسّاسه الحیوانیه لا النفس الناطقه، لکان الحیوان یلتذّ بالوجه الجمیل من المرأه المستحسنه، و الغلام الحسن الوجه و الالوان و المصاغ. فلمّا لم تر شیئا من الحیوان یلتذّ بشىء من ذلک، علمنا قطعا أنّ النفس الناطقه هى التی تلتذّ بجمیع ما تعطیه القوّه الحسّیه، ممّا یشارکها فیه.
و اعلم أنّ اللّه خلق هذه الجنّه المحسوسه بطالع الأسد الذى هو الإقلید، و برجه هو الأسد. و خلق الجنّه المعنویه التی هى روح هذه الجنّه المحسوسه من الفرح الإلهى، من صفه الکمال و الابتهاج و السرور. فکانت الجنّه المحسوسه کالجسم، و الجنّه المعقوله کالروح و قواه. و لهذا سمّاها الحقّ تعالى «الدار الحیوان» لحیاتها. و أهلها یتنعّمون فیها حسّا و معنى بالمعنى الذى هو اللطیفه الإنسانیه.
و الجنّه أیضا أشدّ تنعّما بأهلها الداخلین فیها، و لهذا تطلب مسکنها من الساکنین، و قد ورد خبر عن النبىّ- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- : «إنّ الجنّه اشتاقت إلى بلال و علىّ و عمّار و سلمان» فوصفها بالشوق إلى هؤلاء- و ما أحسن موافقه هذه الأسماء- لما فی شوقها من المعانی. فإنّ الشوق من المشتاق فیه ضرب ألم یطلب اللقاء، و «بلال» من «أبلّ الرجل من عرضه، و استبلّ» و یقال: «بل الرجل من دائه» و بلال معناه، و «سلمان» من السلامه من الآلام و الأمراض، و «عمّار» أى بعمارتها بأهلها یزول ألمها، فإنّ اللّه سبحانه یتجلّى لعباده فیها. ف «علىّ» یعلو بذلک التجلّى شأنها على النار التی هى اختها، حیث فازت بدرجه التجلّى و الرؤیه، إذا کانت النار دار حجاب.
فانظر فی موافقه هذه الأسماء الأربعه لصوره حال الجنّه حین وصفها بالشوق إلى هؤلاء الأصحاب من المؤمنین.
و الناس على أربع مراتب فی هذه المسأله: فمنهم من یشتهى و یشتهى: و هم الأکابر من رجال اللّه من رسول و نبىّ و ولىّ کامل.
و منهم من یشتهى و لا یشتهى، و هم أصحاب الأحوال من رجال اللّه، المهیّمون فی جلال اللّه الذى غلب معناهم على حسّهم. و هو دون الطبقه الاولى، فإنّهم أصحاب أحوال.
و منهم من یشتهى و لا یشتهى، و هم عصاه المؤمنین.
و منهم من لا یشتهى و لا یشتهى، و هم المکذّبون بیوم القیامه، و القائلون بنفى الجنّه المحسوسه. و لا خامس لهؤلاء الأربعه الأصناف.
و اعلم أنّ الجنات ثلاث:
جنّه اختصاص الرسل الإلهى، و هى التی یدخلها الأطفال الذین لم یبلغوا حدّ العمل، و حدّهم من أوّل ما یولد إلى أن یستهل صارفا«» إلى انقضاء ستّه أعوام. و یعطى اللّه من یشاء من عباده من جنّات الإختصاص ما شاء. و من أهلها المجانین الذین ما عقلوا، و من أهلها أهل التوحید العلمى، و من أهلها أهل الفترات و من لم تصل الیهم. و الجنّه الثانیه: جنّه میراث، ینالها کلّ من دخل الجنّه ممّن ذکرنا و من المؤمنین، و هى الأماکن التی کانت معیّنه لأهل النار لو دخلوها.
و الجنّه الثالثه: جنّه الأعمال، و هى التی تنزلها الناس فیها بأعمالهم. فمن کان أفضل من غیره فی وجوه التفاضل، کان له من الجنّه أکثر، سواء کان الفاضل دون المفضول أو لم یکن، غیر أنّه فضله فی هذه المقام، بهذه الحاله. فما من عمل من الأعمال إلّا و له جنّه، و یقع التفاضل فیها بین أصحابها، بحسب ما یقتضى احوالهم.
ورد فی الحدیث الصحیح عن النبىّ- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- أنّه قال لبلال: «یا بلال بم سبقتنى إلى الجنّه، فما وطئت فیها موضعا إلّا سمعت خشخشتک أمامى فقال: یا رسول اللّه ما أحدثت قطّ، إلّا توضّأت، و لا توضّأت إلّا صلّیت رکعتین. فقال رسول اللّه- صلّى اللّه علیه- : بهما» فعلمنا أنّها کانت جنّه مخصوصه بهذا العمل. فکأنّ رسول اللّه- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- قال لبلال: «بم نلت أن تکون مطرّقا بین یدی تحجبنى من أین لک هذه المسابقه إلى هذه المرتبه» فلمّا ذکر له ذلک، قال له- صلّى اللّه علیه و آله- : «بهما». فما فریضه و لا نافله، و لا فعل خیر، و لا ترک محرّم و مکروه إلّا و له جنّه مخصوصه، و نعیم خاصّ یناله من دخلها.
و التفاضل على مراتب: فمنها بالسبق،«» و لکن فی الطاعه و الإسلام. فیفضل الکبیر السنّ على الصغیر- إذا کانا على مرتبه واحده من العمل- بالسنّ، فإنّه أقدم منه فیه. و یفضل أیضا، بالزمان، فإنّ العمل فی رمضان و فی یوم الجمعه و فی لیله القدر و فی عشر ذى الحجّه و فی عاشورا أعظم من سایر الأزمان، و کلّ زمان عیّنه الشارع، و تقع المفاضله بالمکان، کالمصلّى فی المسجد الحرام أفضل من صلاه المصلّى فی مسجد المدینه، و کذلک الصلاه فی مسجد المدینه أفضل من الصلاه فی المسجد الأقصى. و هکذا فضل الصلاه فی المسجد الأقصى على سایر المساجد.
و یتفاضلون أیضا بالأحوال، فإنّ الصلاه بالجماعه فی الفریضه، أفضل من صلاه الشخص وحده، و أشباه هذا. و یتفاضلون أیضا بالأعمال، فإنّ الصلاه أفضل من إماطه الأذى، و قد فضّل اللّه الأعمال بعضها على بعض. و یتفاضلون أیضا فی نفس العمل الواحد، کالمتصدّق على رحمه، فیکون صاحب صله رحم و صدقه، و المتصدّق على غیر رحمه دونه فی الأجر.و کذلک من أهدى هدیه لشریف من أهل البیت أفضل ممّن أهدى لغیر شریف، أو برّه أو أحسن إلیه، و وجوه المفاضله کثیره فی الشرع، و إن کان محصوره و لکن أریتک منها أنموذجا تعرف به ما قصدنا بالمفاضله.
و الرسل إنّما ظهر فضلها فی الجنّه على غیرها و بجنّه الاختصاص، و أمّا بالعمل فهم فی جنّات الأعمال بحسب الأحوال، کما ذکرنا. و کلّ من فعل غیر ممّن لیس فی مقامه، فمن جنّات الإختصاص لا من جنّات الأعمال. و من الناس من یجمع فی الزمن الواحد أعمالا کثیره، فیصرّف سمعه فیما ینبغی، فی زمان تصریفه یده، فی زمان صومه، فی زمان صلاته، فی زمان«» ذکره، فی زمان نیّته من فعل و ترک. فیؤجر فی الزمان الواحد من وجود کثیره، فیفضل غیره ممّن لیس له ذلک.
و لذلک لمّا ذکر رسول اللّه- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- ذلک الثمانیه الأبواب من الجنّه أن یدخل من أیّها شاء، قال أبو بکر: «یا رسول اللّه و ما على الإنسان أن یدخل من الأبواب کلّها» قال رسول اللّه- صلّى اللّه علیه و آله- : «أرجو أن تکون منهم، یا أبا بکر.» فأراد أبو بکر بذلک القول ما ذکرنا: أن یکون الإنسان فی زمان واحد فی أعمال کثیره تعمّ أبواب الجنّه.
و من هاهنا أیضا تعرف النشأه الآخره. فکما لا تشبه الجنّه الدنیا فی أحوالها کلّها و إن اجتمعت فی الأسماء، کذلک نشأه الإنسان فى الآخره لا تشبه نشأه الدنیا و إن اجتمعتا فی الأسماء و الصوره الشخصیه. فإنّ الروحانیه على نشأه الآخره أغلب من الحسّیه، و قد ذقناه فی هذه الدار مع کثافه هذه النشأه، فیکون الإنسان بعینه فی أماکن کثیره، و أمّا عامّه الأصحاب فیدرکون ذلک فی المنام.
و لقد رأیت رؤیا لنفسى فی هذا النوع، و أخذتها بشرى من اللّه، فإنّها مطابقه لحدیث نبوىّ عن النبىّ- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- ، حین ضرب لنا مثلا فی الأنبیاء فقال:«مثلى فی الأنبیاء کمثل رجل بنى حائطا فکمّله إلّا لبنه واحده فکنت أنا تلک اللّبنه، و لا رسول بعدى و لا نبىّ.» فشبّه النبوّه بالحائط، و الأنبیاء باللّبن التی قام بها الحائط، و هو تشبیه فی غایه الحسن. فإن سمّى الحائط هذا المشار إلیه لم یصحّ ظهوره إلّا باللّبن. فکان- صلّى اللّه علیه و آله- خاتم النبیّین.
فکنت بمکّه سنه تسع و تسعین و خمسائه. أرى فیما یرى النائم الکعبه مبنیّه بلبن فضّه و ذهب: لبن فضّه، و لبن ذهب. و قد کملت البناء و ما بقى منها شیء، و أنا أنظر إلیها و إلى حسنها. فالتفتّ إلى الوجه الذى بین الرکن الیمانىّ و الشامىّ و هو إلى الرکن الشامىّ أقرب موضع لبنتین: لبنه فضّه و لبنه ذهب، ینقص فی الحائط من الصفّین: فی الصّف الأعلى لبنه ذهب، و فی الصف الذى یلیه ینقص لبنه فضّه.فرأیت نفسى قد انطبعت فی موضع تلک اللّبنتین.
فکنت أنا عین تینک اللّبنتین، و کمل الحائط. و لم یبق فی الکعبه شیء ینقص. و أنا واقف أنظر و أعلم أنّى عین تینک اللّبنتین لا شکّ فی ذلک و أنّهما عین ذاتى فاستیقظت، فشکرت اللّه تعالى.
و قلت متأوّلا: إنّى فی الأتباع فی صنفى، کرسول اللّه- صلّى اللّه علیه و آله- فی الأنبیاء. و عسى أن أکون ممّن ختم اللّه الولایه بى، و ما ذلک على اللّه بعزیز، و ذکرت حدیث النبىّ- علیه الصلاه و السلام- فی ضرب المثل بالحائط، و أنّه کان تلک اللّبنه. فقصصت رؤیاى على بعض علماء هذا الشأن بمکّه، من أهل توزر، فأخبرنى بتأویلها بما وقع لى، و ما سمّیت له الرائى من هو فاللّه أسأل أن یتمّها علىّ بکرمه فإنّ الإختصاص الإلهى لا یقبل التحجیر، و لا الموارثه، و لا العمل، و أنّ ذلک من فضل اللّه یَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ یَشاءُ، وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ.
و اعلم أنّ جنّه الأعمال مائه درجه لا غیر، کما أنّ النار مائه درک. غیر أنّ کلّ درجه ینقسم إلى منازل. فلنذکر من منازلها ما یکون لهذه الأمّه المحمّدیه، و ما یفضل بها سائر الامم، فإنّها کُنْتُمْ خَیْرَ أُمَّهٍ أُخْرِجَتْ، بشهاده الحقّ فی القرآن و تعریفه. و هذه المائه درجه فی کلّ جنّه من الثمان الجنّات و صورتها: جنّه فی جنّه، و أعلاها جنّه عدن، و هى قصبه الجنّه، فیها الکثیب الذى یکون اجتماع الناس فیه لرؤیه الحقّ، و هى أعلى جنّه فی الجنّات، و هى فی الجنّات بمنزله دار الملک یدور علیها ثمانیه أسوار بین کلّ سورین جنّه. فالّتى جنّه عدن إنّما هى جنّه الفردوس، و هى أوسط الجنّات دون جنّه عدن و أفضلها. ثمّ جنّه الخلد. ثمّ النعیم. ثمّ جنّه المأوى. ثمّ دار السلامه، ثمّ دار المقامه.
و أمّا «الوسیله» و هى أعلى درجه فی جنّه عدن، و هى لرسول اللّه- صلّى اللّه علیه و آله- حصلت له بدعاء امّته. فعل ذلک الحقّ- سبحانه- حکمه أخفاها. فإنّها سببه، قلنا السعاده من اللّه، و به کنّا خیر امّه اخرجت للناس، و به ختم اللّه بنا الامم کما ختم به النبیّین. و هو- صلّى اللّه علیه و آله- بشیر کما أمر أن یقول. و لنا وجه خاصّ إلى اللّه- عزّ و جلّ- نناجیه منه و یناجینا. و هکذا کلّ مخلوق له وجه خاصّ إلى ربّه. فأمرنا عن أمر اللّه، أن ندعو له بالوسیله، حتّى ینزل فیها و ینالها بدعاء امّته.
فافهم هذا الفضل العضیم و هذا من باب الغیره الإلهیه إن فهمت. فقد کرّم اللّه هذا النبىّ- علیه الصلاه و السلام- و هذه الامّه. فتحوى درجات الجنّه من الدّرج فیها على خمسه آلاف درج و مائه درج و خمسه أدراج لا غیر، و قد تزید على هذا العدد بلا شکّ، و لیکن ذکرنا منها ما اتّفق علیه أهل الکشف ممّا یجرى مجرى الأنواع من الأجناس.
و الذى اختصّت به هذه الامّه المحمّدیه على سایر الامم من هذه الأدراج، إثنى عشر درجا لا غیر، لا یشارکها فیها أحد من الامم، کما فضّل غیره عن الرسل فی الآخره بالوسیله و فتح باب الشفاعه، و فی الدنیا «بستّ لم یعطها نبىّ قبله» کما ورد فی الحدیث الصحیح، من حدیث مسلم بن الحجّاج. فذکر منها: عموم رسالته، و تحلیل الغنائم، و النصر بالرعب، و جعلت له الأرض کلّها مسجدا، و جعلت ترابها طهورا، و اعطى مفاتیح خزائین الأرض.
ثمّ اعلم أنّ أهل الجنّه أربعه أصناف: الرسل- و هم الأنبیاء- و الأولیاء- و هم أتباع الرسل على بصیره و بیّنه من ربّهم- و المؤمنون- و هم المصدّقون بهم علیهم السلام و العلماء بتوحید اللّه أنّه لا إله إلّا هو، من حیث الأدلّه العقلیه.
قال اللّه تعالى:شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِکَهُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً و هؤلاء هم الذین اریده بالعلماء، و فیهم یقول اللّه: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا قِیلَ لَکُمْ تَفَسَّحُوا فِی الْمَجالِسِ.
و الطریق الموصله بالعلم إلى اللّه طریقان لا ثالث لهما، و من وحّد اللّه من غیر هذین«» فهو مقلّد فی توحیده. الطریق الواحده طریق الکشف، و هو علم ضرورىّ یحصل عند الکشف، یجده الإنسان فی نفسه لا یقبل معه شبهه، و لا یقدر على دفعه، و لا یعرف لذلک دلیلا لا یستند إلیه سوى ما یجده فی نفسه إلّا بعضهم فإنّه قال: «یعطى الدلیل و المدلول فی کشفه، فإنّه ممّا لا یعرف إلّا بالدلیل فلا بدّ له أن یکشف عن الدلیل.» و کان یقول بهذه المقاله صاحبنا ابو عبد اللّه بن الکتّانى بمدینه فاس، سمعت ذلک منه، و أخبر عن حاله و صدق، و أخطأ فی أنّ الأمر لا یکون إلّا کذلک، فإنّ غیره یجد ذلک فی نفسه ذوقا من غیر أن یکشف له عن الدلیل، و إمّا أن یحصل له عن تجلّى إلهى یحصل له، و هم الرسل و الأنبیاء و بعض الأولیاء.
و الطریق الثانی، الفکر و الإستدلال بالبرهان العقلى. و هذا الطریق دون الطریق الأوّل، فإنّ صاحب النظر فی الدلیل قد یدخل علیه الشّبه القادحه فی دلیله، فیتکلّف الکشف عنها، و البحث على وجه الحقّ فی الأمر المطلوب، و ما ثمّه طریق ثالث، و هؤلاء هم أولو العلم الذین شهدوا بتوحید اللّه، و لفحول هذه الطبقه من العلماء بتوحید اللّه دلاله و نظرا، و زیاده علم على التوحید، بتوحید فی الذات بأدلّه قطعیه لا یعطاها کلّ أهل الکشف، بل بعضهم قد یعطى.«» هؤلاء الأربع الطوائف یتمیّزون فی جنّات عدن، عند رؤیه الحقّ فی «الکثیب الأبیض». و هم فیه على أربعه مقامات: طائفه منهم أصحاب منابر، الطبقه العلیا من الرسل، و الطائفه الثانیه هم الاولیاء، ورثه الأنبیاء قولا و عملا و حالا، و هم على بیّنه من ربّهم، و هم أصحاب الأسرّه و العرش، و الطبقه الثالثه العلماء باللّه من طریق النظر البرهانى العقلى، و هم أصحاب الکرسىّ،«» و الطبقه الرابعه هم المؤمنون المقلّدون فی توحیدهم، و لهم المراتب، و هم فی الحشر مقدّمون على أصحاب النظر العقلى، و هم فی «الکثیب» عند النظر، مقدّمون على المقلّدین.
فإذا أراد اللّه أن یتجلّى بعباده فی «الزور العام»، نادى منادى الحقّ فی الجنّات کلّها: «یا أهل الجنان حىّ على المنّه العظمى، و المکانه الزلفى، و المنظر الأعلى هلمّوا إلى زیاره ربّکم فی جنّه عدن» فیبادرون إلى جنّه عدن فیدخلونها، و کلّ طائفه قد عرفت مرتبتها و منزلتها، فیجلسون.
ثمّ یؤمر بالموائد. فینصب بین أیدیهم موائد اختصاص ما رأوا مثلها، و لا یخیّلوه فی حیاتهم، و لا فی جنّاتهم جنّات الأعمال، و کذلک الطعام، فما ذاقوا مثله فی منازلهم، و کذلک ما تناولوه من الشراب. فإذا فرغوا من ذلک، خلعت علیهم من الخلع ما لم یلبسوا مثلها فیما تقدّم، و مصداق ذلک قوله- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- فی الجنّه«»: «فیها ما لا عین رأت، و لا اذن سمعت، و لا خطر على قلب بشر» فإذا فرغوا من ذلک قاموا إلى «کثیب من المسک الأبیض». فأخذوا منازلهم فیه على قدر علمهم باللّه، لا على قدر عملهم. فإنّ العمل مخصوص بنعیم الجنان، لا بمشاهده الرحمن فبیناهم على ذلک، إذ بنور قد بهّرهم فیخرّون سجّدا. فیرى«» ذلک النور فی أبصارهم ظاهرا، و فی بصائرهم باطنا، و فی أجزاء أبدانهم کلّها، و فی لطائف نفوسهم. فیرجع کلّ شخص منهم عینا کلّه، و سمعا کلّه. فیرى بذاته کلّها، لا یقیّده الجهات، و یسمع بذاتها کلّها، فهذا یعطیهم ذلک النور. فبه یطیقون المشاهده و الرؤیه، و هى أتمّ من المشاهده.
فیأتیهم رسول من اللّه تعالى یقول لهم: «تأهّبوا لرؤیه ربّکم- جلّ جلاله- فیها هو یتجلّى لکم.» فیتأهّبون. فیتجلّى الحقّ، و بینه و بین خلقه ثلاثه حجب: حجاب العزّه، و حجاب الکبریاء، و حجاب العظمه.
فلا یستطیعون نظرا إلى تلک الحجب. فیقول اللّه- جلّ جلاله- لأعظم الحجبه عنده: «ارفعوا الحجب بینى و بین عبادى حتى یرونی» فیرفع الحجب.
فیتجلّى لهم- جلّ جلاله- خلف حجاب واحد، فی اسمه «الجمیل و اللطیف»، إلى أبصارهم و کلّهم بصر واحد. فینفهق علیهم نور یسرى فی ذواتهم، فیکونون به سمعا کلّهم، و قد أبهتهم جمال الربّ، و أشرقت ذواتهم بنور ذلک الجمال الأقدس.
قال رسول اللّه- صلّى اللّه علیه و آله و سلّم- من حدیث النقّاش فی مواقف القیامه، و هذا تمامه.» و صلّى اللّه على خیر خلقه و مظهر لطف حقّه، محمّد و آله و أولاده أجمعین، و سلّم تسلیما کثیرا.
منهاج الولایه فی شرح نهج البلاغه، ج ۲ عبدالباقی صوفی تبریزی (تحقیق وتصیحیح حبیب الله عظیمی) صفحه ۱۱۵۳-۱۲۱۵
بازدیدها: ۷۹