حکمت 8 صبحی صالح
8-وَ قَالَ ( عليهالسلام )اعْجَبُوا لِهَذَا الْإِنْسَانِ يَنْظُرُ بِشَحْمٍ وَ يَتَكَلَّمُ بِلَحْمٍ وَ يَسْمَعُ بِعَظْمٍ وَ يَتَنَفَّسُ مِنْ خَرْمٍ
حکمت 8 شرح ابن أبي الحديد ج 18
8: اعْجَبُوا لِهَذَا الْإِنْسَانِ يَنْظُرُ بِشَحْمٍ وَ يَتَكَلَّمُ بِلَحْمٍ- وَ يَسْمَعُ بِعَظْمٍ وَ يَتَنَفَّسُ مِنْ خَرْمٍ هذا كلام محمول بعضه على ظاهره- لما تدعو إليه الضرورة من مخاطبة العامة بما يفهمونه- و العدول عما لا تقبله عقولهم و لا تعيه قلوبهم- . أما الإبصار فقد اختلف فيه- فقيل إنه بخروج شعاع من العين يتصل بالمرئي- و قيل إن القوة المبصرة- التي في العين تلاقي بذاتها المرئيات فتبصرها- و قال قوم بل بتكيف الهواء بالشعاع البصري من غير خروج- فيصير الهواء باعتبار تكيفه بالشعاع به- آلة العين في الإدراك- .
و قال المحققون من الحكماء إن الإدراك البصري- هو بانطباع أشباح المرئيات في الرطوبة الجلدية من العين- عند توسط الهواء الشفاف المضيء- كما تنطبع الصورة في المرآة- قالوا و لو كانت المرآة ذات قوة مبصرة- لأدركت الصور المنطبعة فيها- و على جميع الأقوال- فلا بد من إثبات القوة المبصرة في الرطوبة الجلدية- و إلى الرطوبة الجلدية وقعت إشارته ع بقوله- ينظر بشحم- .
و أما الكلام فمحله اللسان عند قوم- و قال قوم ليس اللسان آلة ضرورية في الكلام- لأن من يقطع لسانه من أصله يتكلم- و أما إذا قطع رأسه لم يتكلم- قالوا و إنما الكلام باللهوات- و على كلا القولين فلا بد أن تكون آلة الكلام لحما- و إليه وقعت إشارة أمير المؤمنين ع- و ليس هذه البنية المخصوصة شرطا في الكلام على الإطلاق- لجواز وجوده في الشجر و الجماد عند أصحابنا- و إنما هي شرط في كلام الإنسان- و لذا قال أمير المؤمنين اعجبوا لهذا الإنسان- . فأما السمع للصوت فليس بعظم عند التحقيق-
و إنما هو بالقوة المودعة في العصب- المفروش في الصماخ كالغشاء- فإذا حمل الهواء الصوت- و دخل في ثقب الأذن المنتهي إلى الصماخ- بعد تعويجات فيه جعلت لتجري مجرى اليراعة المصوتة- و أفضى ذلك الصوت إلى ذلك العصب الحامل للقوة السامعة- حصل الإدراك- و بالجملة فلا بد من عظم- لأن الحامل اللحم و العصب إنما هو العظم- . و أما التنفس فلا ريب أنه من خرم لأنه من الأنف- و إن كان قد يمكن لو سد الأنف أن يتنفس الإنسان من الفم- و هو خرم أيضا- و الحاجة إلى التنفس إخراج الهواء الحار عن القلب- و إدخال النسيم البارد إليه- فجعلت الرئة كالمروحة تنبسط و تنقبض- فيدخل الهواء بها- و يخرج من قصبتها النافذة إلى المنخرين
ترجمه فارسی شرح ابن ابی الحدید
حكمت (8)
اعجبوا لهذا الانسان، ينظر بشحم و يتكلّم بلحم و يسمع بعظم و يتنفس من خرم. «از اين آدمى شگفتى گيريد، با پيه مى نگرد و با پاره گوشتى سخن مى گويد و با استخوانى مى شنود و از شكافى نفس مى كشد.»
جلوه تاريخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحديدجلد 7 //دكتر محمود مهدوى دامغانى