حکمت 73 صبحی صالح
73-وَ قَالَ ( عليه السلام )مَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلنَّاسِ إِمَاماً فَلْيَبْدَأْ بِتَعْلِيمِ نَفْسِهِ قَبْلَ تَعْلِيمِ غَيْرِهِ وَ لْيَكُنْ تَأْدِيبُهُ بِسِيرَتِهِ قَبْلَ تَأْدِيبِهِ بِلِسَانِهِ
شرح میر حبیب الله خوئی ج21
التاسعة و الستون من حكمه عليه السّلام
(69) و قال عليه السّلام: من نصب نفسه للنّاس إماما، فليبدأ [فعليه أن يبدأ] بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، و ليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، و معلّم نفسه و مؤدّبها أحقّ بالإجلال من معلّم النّاس و مؤدّبهم.
اللغة
أمّ يؤمّ إمامة و إماما القوم و بالقوم: تقدّمهم و كان لهم إماما- الامام للمذكّر و المؤنث ج أئمة: من يؤتمّ به أي يقتدى به، سيرة الرّجل صحيفة أعماله، كيفية سلوكه بين الناس- المنجد.
الاعراب
إماما، ثاني مفعولي نصب، قبل، منصوب على الظرفية متعلّق بقوله: فليبدأ بسيرته، ظرف مستقرّ خبر لقوله و ليكن، و أحقّ بالاجلال، خبر لقوله: و معلّم نفسه.
المعنى
فيه تعريض على من تصدّى الامامة و تقمّصها من غير حقّ، كما افتتح عليه السّلام خطبته الشقشقية بقوله: و لقد تقمّصها فلان- إلخ، و فيه إشعار بأنّ الإمامية منصب إلهيّ هيّأ اللَّه لها رجال أدّبهم بقدرته و إحاطته، و هذّبهم بالفطرة و طهّرهم تطهيرا، لأنّ المقصود من الإمام في كلامه هذا هو الرّئيس الّذي يحكم في الناس، فمن لم يكن مستعدا لهذا المقام لا يقدر على تعليم نفسه و رفع نقصه إلى أن ينال هذه الدّرجة القصوى و المرتبة العليا، و خصوصا بالنّظر إلى مقام العلم الشامل المحيط العميق الّذي يلزم لمنصب كهذا، فاذا كان الرّجل جاهلا بذاته كيف يقدر على تعليم نفسه فانّ العلم الكسبي يحصل إمّا بموهبة من اللَّه فيفيضه على قلوب الأنبياء و الأوصيا و إمّا بتحصيله من الأساتذة و العلماء، فكيف يقدر الإنسان على تعليم نفسه بشخصه نعم تأديب السيرة و إصلاح الأخلاق و الأعمال الّذي يعدّ من باب الحكمة العملية ممّا يمكن للإنسان أن يباشره بنفسه، فيحسن أخلاقه بالرّياضة و يزيل عنه الأخلاق السيّئة، و يخلّي ضميره عنها و يحلّيه بالأخلاق الحسنة و الفضائل و أمّا العلم و المعرفة الخاصّة بمقام الإمامة فكيف يقدر عليه الإنسان بنفسه إذا لم يكن من عناية اللَّه تعالى، و يؤيد ذلك قوله (و معلّم نفسه و مؤدّبها بها أحقّ بالاجلال) فانّه تعريض بأنّ تصدّى غير الأهل للإمامة إنّما يكون لكسب الجاه و الاعتبار عند الناس و جلب الإجلال و الاحترام، و إذا تصدّى شخص لتعليم نفسه و تأديبها يكون أحق بالإجلال، اللّهمّ إلّا أن يكون المراد من تعليم النفس الاشتغال بالرّياضة و تصفية النفس بحيث يستعدّ للافاضة كما اشير إليه في بعض الأحاديث و يشعر به قوله عليه السّلام: العلم نور يقذفه اللَّه في قلب من يشاء، و مع هذا لا يخلو الكلام من تعريض على من ذكرنا.
الترجمة
هر كه خود را پيشوا و رهبر مردم سازد بايد پيش از آموختن بمردم باموزش خويش پردازد، و بايد بروش و عمل خود أدب آموزد پيش از آنكه دستور أدب را با زبان بديگران بياموزد، كسى كه خود را آموزد و أدب نمايد باحترام سزاوارتر است از كسى كه آموزگار و مؤدّب مردم باشد.
هر كه خود را رهبر مردم كند
بايد أول رهبرى از خود كند
خود بياموزد و زان پس ديگران
با عمل تأديب سازد نى زبان
هر كه خود آموخت و تأديب كرد
احترامش بيش از آن ديگر بود
كه دهد تأديب و آموزش بغير
چون كه او سوى خدا باشد بسير
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی