شرح ابن أبي الحديد
5: الْعِلْمُ وِرَاثَةٌ كَرِيمَةٌ وَ الآْدَابُ حُلَلٌ مُجَدَّدَةٌ- وَ الْفِكْرُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ إنما قال العلم وراثة- لأن كل عالم من البشر إنما يكتسب علمه- من أستاذ يهذبه و موقف يعلمه- فكأنه ورث العلم عنه كما يرث الابن المال عن أبيه- و قد سبق منا كلام شاف في العلم و الأدب- . و كان يقال عطية العالم شبيهة بمواهب الله عز و جل- لأنها لا تنفد عند الجود بها و تبقى بكمالها عند مفيدها- . و كان يقال الفضائل العلمية تشبه النخل- بطيء الثمرة بعيد الفساد- . و كان يقال ينبغي للعالم ألا يترفع على الجاهل- و أن يتطامن له بمقدار ما رفعه الله عليه- و ينقله من الشك إلى اليقين و من الحيرة إلى التبيين- لأن مكافحته قسوة و الصبر عليه و إرشاده سياسة- . و مثاله قول بعض الحكماء- الخير من العلماء من يرى الجاهل بمنزلة الطفل- الذي هو بالرحمة أحق منه بالغلظة- و يعذره بنقصه فيما فرط منه- و لا يعذر نفسه في التأخر عن هدايته- .
و كان يقال العلم في الأرض بمنزلة الشمس في الفلك- لو لا الشمس لأظلم الجو و لو لا العلم لأظلم أهل الأرض- . و كان يقال لا حلة أجمل من حلة الأدب- لأن حلل الثياب تبلى و حلل الأدب تبقى- و حلل الثياب قد يغتصبها الغاصب و يسرقها السارق- و حلل الآداب باقية مع جوهر النفس- . و كان يقال الفكرة الصحيحة أصطرلاب روحاني- .
و قال أوس بن حجر يرثي
إن الذي جمع السماحة و النجدة
و الحزم و النهي جمعا
الألمعي الذي يظن بك الظن
كان قد رأى و قد سمعا
و من كلام الحكماء النار لا ينقصها ما أخذ منها- و لكن يخمدها ألا تجد حطبا- و كذلك العلم لا يفنيه الاقتباس- و لكن فقد الحاملين له سبب عدمه- . قيل لبعضهم أي العلوم أفضل- قال ما العامة فيه أزهد- . و قال أفلاطون- من جهل الشيء و لم يسأل عنه جمع على نفسه فضيحتين- . و كان يقال ثلاثة لا تجربة معهن- أدب يزين و مجانبة الريبة و كف الأذى- . و كان يقال عليكم بالأدب- فإنه صاحب في السفر و مؤنس في الوحدة- و جمال في المحفل و سبب إلى طلب الحاجة- . و كان عبد الملك أديبا فاضلا و لا يجالس إلا أديبا- . و روى الهيثم بن عدي عن مسعر بن كدام- قال حدثني سعيد بن خالد الجدلي- قال لما قدم عبد الملك الكوفة بعد قتل مصعب- دعا الناس يعرضهم على فرائضهم- فحضرنا بين يديه- فقال من القوم قلنا جديلة- فقال جديلة عدوان قلنا نعم- فأنشده
عذير الحي من عدوان
كانوا حية الأرض
بغى بعضهم بعضا
فلم يرعوا على بعض
و منهم كانت السادات
و الموفون بالقرض
و منهم حكم يقضي
فلا ينقض ما يقضي
و منهم من يجيز الناس
بالسنة و الفرض
ثم أقبل على رجل منا وسيم جسيم قدمناه أمامنا- فقال أيكم يقول هذا الشعر قال لا أدري- فقلت أنا من خلفه يقوله ذو الإصبع- فتركني و أقبل على ذلك الرجل الجسيم- فقال ما كان اسم ذي الإصبع قال لا أدري- فقلت أنا من خلفه اسمه حرثان- فتركني و أقبل عليه فقال له و لم سمي ذا الإصبع- قال لا أدري فقلت أنا من خلفه- نهشته حية في إصبعه فأقبل عليه و تركني- فقال من أيكم كان فقال لا أدري- فقلت أنا من خلفه- من بني تاج الذين يقول الشاعر فيهم-
فأما بنو تاج فلا تذكرنهم
و لا تتبعن عيناك من كان هالكا
فأقبل على الجسيم فقال- كم عطاؤك قال سبعمائة درهم- فأقبل علي و قال و كم عطاؤك أنت قلت أربعمائة- فقال يا أبا الزعيزعة حط من عطاء هذا ثلاثمائة- و زدها في عطاء هذا- فرحت و عطائي سبعمائة و عطاؤه أربعمائة- . و أنشد منشد بحضرة الواثق هارون بن المعتصم-
أ ظلوم إن مصابكم رجلا
أهدى السلام تحية ظلم
فقال شخص رجل هو خبر إن- و وافقه على ذلك قوم و خالفه آخرون- فقال الواثق من بقي من علماء النحويين- قالوا أبو عثمان المازني بالبصرة- فأمر بإشخاصه إلى سر من رأى بعد إزاحة علته- قال أبو عثمان فأشخصت- فلما أدخلت عليه قال ممن الرجل- قلت من مازن قال من مازن تميم- أم من مازن ربيعة- أم مازن قيس أم مازن اليمين- قلت من مازن ربيعة- قال باسمك بالباء يريد ما اسمك- لأن لغة مازن ربيعة هكذا يبدلون الميم باء و الباء ميما- فقلت مكر أي بكر فضحك و قال اجلس و اطمئن- فجلست فسألني عن البيت فأنشدته منصوبا- فقال فأين خبر إن فقلت ظلم- قال كيف هذا قلت يا أمير المؤمنين- ألا ترى أن البيت إن لم يجعل ظلم خبر إن- يكون مقطوع المعنى معدوم الفائدة- فلما كررت القول عليه فهم- و قال قبح الله من لا أدب له- ثم قال أ لك ولد قلت بنية- قال فما قالت لك حين ودعتها- قلت ما قالت بنت الأعشى-
تقول ابنتي حين جد الرحيل
أرانا سواء و من قد يتم
أبانا فلا رمت من عندنا
فإنا بخير إذا لم ترم
أبانا إذا أضمرتك البلاد
نجفى و تقطع منا الرحم
قال فما قلت لها قال قلت أنشدتها بيت جرير-
ثقي بالله ليس له شريك
و من عند الخليفة بالنجاح
فقال ثق بالنجاح إن شاء الله تعالى- ثم أمر لي بألف دينار و كسوة و ردني إلى البصرة
مطابق با حکمت 5 نسخه صبحی صالح
ترجمه فارسی شرح ابن ابی الحدید
حكمت (5)
العلم وراثة كريمة، و الآداب حلل مجددة، و الفكر مراة صافية. «دانش ميراثى گرامى است و فرهنگها زيورهاى نوين و انديشه آينه اى روشن است.»
ابن ابى الحديد ضمن شرح اين سخن داستان زير را آورده است: عبد الملك مروان، اديبى فاضل بود و جز با اديبان همنشينى نمى كرد. هيثم بن عدى، از مسعر بن كدام، از سعيد بن خالد جدلى نقل مى كند كه مى گفته است: عبد الملك پس از كشته شدن مصعب به كوفه آمد و مردم را به حضور فرا خواند و مقررى آنان را مقرر مى داشت. ما هم به حضورش رفتيم، پرسيد: از كدام قبيله ايد گفتيم: از جديله.
گفت: يعنى جديله عدوان گفتيم: آرى، اين ابيات را خواند: «چه كسى از سوى قبيله عدوان كه سخت دلير و همچون مار زميناند، پوزش خواه من است، همان گروهى كه بر يكديگر ستم روا داشتند و رعايت حال يكديگر را نكردند…» آن گاه به مردى از ما كه تنومند و زيبارو بود و او را بر خود مقدم داشته بوديم، رو كرد و گفت: اين شعر را كه خواندم كدام يك از شما سروده است گفت: نمى دانم.
من گفتم: مىدانم، اين شعر را ذو الاصبع سروده است. عبد الملك مرا رها كرد و دوباره روى به همان مرد كرد و پرسيد: مىدانى نام ذو الاصبع چه بوده است گفت: نمى دانم، من گفتم: مىدانم نام او حرثان بوده است. عبد الملك همچنان مرا رها كرد و از همان مرد پرسيد: چرا معروف به ذو الاصبع شده است گفت: نمى دانم.
من گفتم: مى دانم، انگشت او را مار گزيد و از آن سبب به ذو الاصبع معروف شد. عبد الملك همچنان مرا رها كرد و از او پرسيد: ذو الاصبع از كدام خاندان شما بوده است گفت: نمى دانم. گفتم: مى دانم، از خاندان بنى تاج است كه شاعر در باره ايشان چنين سروده است: «بنى تاج را فراياد مياور و چشم از پى كسى كه نابود است، مدار.» عبد الملك به آن مرد تنومند روى كرد و پرسيد مقررى تو چه قدر است گفت: هفتصد درهم. روى به من كرد و پرسيد: مقررى تو چند است گفتم: چهار صد درهم.
عبد الملك گفت: اى ابا الزعيزعة- دبير و گنجور او بوده است- سيصد درهم از مقررى اين مرد تنومند بكاه و بر مقررى اين مرد بيفزاى. سخت شاد شدم كه مقررى من هفتصد درهم شد و مقررى او به چهار صد درهم كاسته شد. سپس داستانى ديگر كه بيشتر جنبه تسلط بر صرف و نحو عربى را دارد آورده است كه در بارگاه واثق عباسى صورت گرفته است و بيرون از بحث تاريخى است.
جلوه تاريخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحديدجلد8 //دكتر محمود مهدوى دامغانى