حکمت 478 صبحی صالح
478-وَ قَالَ ( عليه السلام )مَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا
شرح میر حبیب الله خوئی ج21
الرابعة و الخمسون بعد أربعمائة من حكمه عليه السّلام
(454) و قال عليه السّلام: ما أخذ اللَّه على أهل الجهل أن يتعلّموا حتّى أخذ على أهل العلم أن يعلّموا.
المعنى
في حكمته عليه السّلام هذه مسائل:
1- ظاهر كلامه وجوب تحصيل العلم على وجه أكيد أخذ اللَّه عليه الجاهل بتعهّد شديد، و قد ورد أخبار كثيرة ناصّة على وجوب تحصيل العلم و طلبه، ففي الكافي في باب فرض العلم و وجوب طلبه و الحثّ عليه بسنده عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله: طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ألا إنّ اللَّه يحبّ بغاة العلم- و ذكر في معناه و لفظه أخبارا كثيرة.
و لا اشكال أنّ للعلم أنواع كثيرة متشعّبة لا يقدر الانسان على تحصيلها أجمع و لا يظنّ فرض طلبها كافّة على النّاس، فلا بدّ من حمل الألف و اللّام بقرينة المقام على العهد الخارجي، و هو العلم بالشّرع الاسلامي، و ينقسم إلى ما هو فرض عين كالعلم باصول الدّين الّذي لا بدّ فيها لكلّ أحد من اليقين، و لا يصحّ فيها تقليد السّائرين، و إلى ما هو فرض كفاية و له أنواع عديدة: منها العلم الاجتهادي بالفروع فانّه فرض كفاية على الكلّ لا يجوز تركه كلّا و لكن إذا اجتهد فيها عدّة كافية لرفع احتياج الباقين يجوز للجاهل حينئذ الاكتفاء بالتقليد في أداء ما يجب عليه من التكاليف.
و منها علم الصناعات و الطب الّذي لو ترك كلّا أدّى إلى اختلال نظام الامة و انحلال المدنية و انخلاع النّاس إلى التوحش و البربرية، فيجب على الكفاية فاذا تعلّمه عدّة كافية لحفظ النظام يجوز للباقين الاستفادة منهم و رفع الحاجة بعلمهم.
و منها ما يحتاج إليه في رفع شبه الملحدين و الدّفاع عن التهاجم بالدّين من الأعداء الكافرين، و ربّما يندرج فيه في زماننا هذا تعلّم بعض الصناعات المكانيكيّة و التدبيرات الحربيّة لصيانة بيضة الاسلام.
2- ظاهر كلامه وجوب التعليم على العالم فيما يجب تعلّمه، و هل هو على الاطلاق كالصّلاة و الصّيام فيحرم أخذ الأجرة عليه، أو الأعمّ من ذلك و ظاهر الفقهاء وجوب تعليم مسائل الدّين على الجاهلين مجّانا، و أمّا تعليم الصناعات الواجبة على الكفاية ففي وجوبه مجّانا كلام.
3- و عن معاذ بن جبل عن النبيّ صلّى اللَّه عليه و آله قال: تعلّموا العلم فانّ تعلّمه خشية اللَّه و دراسته تسبيح، و البحث عنه جهاد، و طلبه عبادة، و تعليمه صدقة، و بذله لأهله قربة، لأنّه معالم الحلال و الحرام، و بيان سبيل الجنّة، و المونس في الوحشة و المحدث في الخلوة، و الجليس في الوحدة، و الصاحب في الغربة، و الدّليل على السرّاء و المعين على الضرّاء، و الزّين عند الأخلّاء، و السّلاح على الأعداء.
أقول: و في قوله صلّى اللَّه عليه و آله: و السّلاح على الأعداء إشارة إلى وجوب علوم جمّة للدّفاع عن الدّين تجاه الأعداء فتدبّر.
4- و يظهر من كلامه عليه السّلام الملازمة بين وجوب التعلّم و وجوب التعليم و يستفاد منه في مسائل كثيرة.
الترجمة
فرمود: خدا از نادانان تعهّد باموختن علم نگرفته تا از دانايان تعهّد آموزش آنرا گرفته است.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی