حکمت 476 صبحی صالح
476-وَ قَالَ ( عليه السلام )لِزِيَادِ ابْنِ أَبِيهِ وَ قَدِ اسْتَخْلَفَهُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَلَى فَارِسَ وَ أَعْمَالِهَا فِي كَلَامٍ طَوِيلٍ كَانَ بَيْنَهُمَا نَهَاهُ فِيهِ عَنْ تَقَدُّمِ الْخَرَاجِ. اسْتَعْمِلِ الْعَدْلَ وَ احْذَرِ الْعَسْفَ وَ الْحَيْفَ فَإِنَّ الْعَسْفَ يَعُودُ بِالْجَلَاءِ وَ الْحَيْفَ يَدْعُو إِلَى السَّيْفِ
شرح میر حبیب الله خوئی ج21
الثانية و الخمسون بعد أربعمائة من حكمه عليه السّلام
(452) و قال عليه السّلام لزياد بن أبيه- و قد استخلفه لعبد اللَّه بن العبّاس على فارس و أعمالها، في كلام طويل كان بينهما نهاه فيه عن تقديم الخراج: استعمل العدل، و احذر العسف و الحيف، فإنّ العسف يعود بالجلاء و الحيف يدعو إلى السّيف.
اللغة
(العسف) الظلم و العسف في الأصل أن يأخذ المسافر على غير طريق و لا جادّة و لا علم، فنقل إلى الظلم و الجور (حاف) حيفا: جار عليه- المنجد.
المعنى
زياد بن أبيه أحد دهاة عصره الفتاكين و من الّذين خمرت طينتهم بالظلم و الجور، و لعلّ استعماله من قبله عليه السّلام لتوقّع إصلاحه و تأديبه و تقييده باللّطف لعلّه يرجع عن غيّه، و يظهر من كلامه هذا معه عناية أمير المؤمنين عليه السّلام بارشاده و تعليمه و قد شاع العسف و الحيف على أهل فارس من زمن عثمان بوسيلة عمّاله الجائرين، قال في الشرح المعتزلي: و كانت عادة أهل فارس في أيّام عثمان أن يطلب الوالي منهم خراج أملاكهم قبل بيع الثمار على وجه الاستسلاف- إلخ.
أقول: و يظهر من ذلك شدّة العسف و الجور، لأنّ هذا الاستسلاف يضيق المعاش على أهل فارس من وجوه، فانّ أخذ الخراج قبل بيع الثمرة معناه تقويم الثمرة عليهم بأغلى ثمن، ثمّ الضغط عليهم في تسليم الخراج من مالهم فيلجئون إلى بيع الثمرة سلفا بأرخص القيم، أو الاقتراض بالرّبح المجحف، و هذا الضغط يوجب جلائهم عن الأرياف و المزارع فينجرّ إلى الخراب و الدّمار، أو إلجائهم إلى المقاومة و الثورة فينجرّ إلى الحرب و إعمال السيف و القتل و التدمير و لا ينتج إلّا الخراب و نقصان الخراج و كان زياد أخذ أهل فارس على سنّة عمّال عثمان، فنهاه عليه السّلام عن طلب الخراج قبل بيع الثمار، و بيّن له أنّ هذا العسف و الحيف يوجب خراب البلاد و قطع الخراج رأسا للجوء أهلها إلى الجلاء عنها أو القيام بالسيف على وجه الحكومة و الدولة، و هو أكثر فسادا و أخيب مغبّة.
الترجمة
بزياد بن أبيه كه بجاى عبد اللَّه بن عباسش بر فارس و توابع آن حكمرانش كرده بود در ضمن سخن طولانى وى را از پيش گرفتن خراج نهي كرد و چنين فرمود: عدالت را بكار بند و از زورگوئي و خلاف حق حذر كن، زيرا زورگوئي مايه جلاء از وطن و كوچيدنست، و ستم و خلاف حق مايه بروز شورش و تيغ كشيدن.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی