google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
400-420 حکمت شرح ابن ابي الحدیدحکمت ها شرح ابن ابي الحدیدنهج البلاغه حکمت هاشرح ابن ابی الحدید 240تا480

نهج البلاغه کلمات قصار حکمت شماره 408 متن عربی با ترجمه فارسی (شرح ابن ابی الحدید)چشم زخم و افسون و جادوگرى

حکمت 400 صبحی صالح

400-وَ قَالَ ( عليه‏السلام  )الْعَيْنُ حَقٌّ وَ الرُّقَى حَقٌّ وَ السِّحْرُ حَقٌّ وَ الْفَأْلُ حَقٌّ

وَ الطِّيَرَةُ لَيْسَتْ بِحَقٍّ وَ الْعَدْوَى لَيْسَتْ بِحَقٍّ

وَ الطِّيبُ نُشْرَةٌ وَ الْعَسَلُ نُشْرَةٌ وَ الرُّكُوبُ نُشْرَةٌ وَ النَّظَرُ إِلَى الْخُضْرَةِ نُشْرَةٌ

حکمت 408 شرح ابن ‏أبي ‏الحديد ج 19

408: الْعَيْنُ حَقٌّ وَ الرُّقَى حَقٌّ وَ السِّحْرُ حَقٌّ-  وَ الْفَأْلُ حَقٌّ وَ الطِّيَرَةُ لَيْسَتْ بِحَقٍّ-  وَ الْعَدْوَى لَيْسَتْ بِحَقٍّ-  وَ الطِّيبُ نُشْرَةٌ وَ الْعَسَلُ نُشْرَةٌ-  وَ الرُّكُوبُ نُشْرَةٌ وَ النَّظَرُ إِلَى الْخُضْرَةِ نُشْرَةٌ و يروى و الغسل نشرة بالغين المعجمة-  أي التطهير بالماء

أقوال في العين و السحر و الفأل و العدوى و الطيرة

و قد جاء في الحديث المرفوع العين حق و لو كان شي‏ء يسبق القدر لسبقته العين-  و إذا استغسلتم فاغسلوا-  قالوا في تفسيره إنهم كانوا يطلبون من العائن-  أن يتوضأ بماء ثم يسقي منه المعين و يغتسل بسائره- . و في حديث عائشة العين حق كما أن محمدا حق- . و للحكماء في تعليل ذلك قول لا بأس به-  قالوا هذا عائد إلى نفس العائن-  و ذلك لأن الهيولى مطيعة للأنفس متأثرة بها-  أ لا ترى أن نفوس الأفلاك تؤثر فيها-  بتعاقب الصور عليها-  و النفوس البشرية من جوهر نفوس الأفلاك-  و شديدة الشبه بها-  إلا أن نسبتها إليها نسبة السراج إلى الشمس-  فليست عامة التأثير-  بل تأثيرها في أغلب الأمر في بدنها خاصة-  و لهذا يحمى مزاج الإنسان عند الغضب-يستعد للجماع عند تصور النفس صورة المعشوق-  فإذن قد صار تصور النفس مؤثرا فيما هو خارج عنها-  لأنها ليست حالة في البدن-  فلا يستبعد وجود نفس لها جوهر مخصوص-  مخالف لغيره من جواهر النفوس تؤثر في غير بدنها-  و لهذا يقال إن قوما من الهند يقتلون بالوهم-  و الإصابة بالعين من هذا الباب-  و هو أن تستحسن النفس صورة مخصوصة و تتعجب منها-  و تكون تلك النفس خبيثة جدا-  فينفعل جسم تلك الصورة مطيعا لتلك النفس-  كما ينفعل البدن للسم- .

وفي حديث أم سلمة أن رسول الله ص رأى في وجه جارية لها سعفة-  فقال إن بها نظرة فاسترقوا لها- . وقال عوف بن مالك الأشجعي كنا نرقي في الجاهلية-  فقلت يا رسول الله ما ترى في ذلك فقال-  أعرضوا على رقاكم-  فلا بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك كان ناس من أصحاب رسول الله ص في سفر-  فمروا بحي من أحياء العرب-  فاستضافوهم فلم يضيفوهم و قالوا لهم-  هل فيكم من راق فإن سيد الحي لديغ-  فقال رجل منهم نعم-  فأتاه فرقاه بفاتحة الكتاب فبرأ-  فأعطي قطيعا من الغنم-  فأبى أن يقبلها حتى يأتي رسول الله ص-  فذكر ذلك لرسول الله ص-  و قال و عيشك ما رقيته إلا بفاتحة الكتاب-  فقال ما أدراكم إنها رقية-  خذوا منهم و اضربوا لي معكم بسهم

وروى بريدة قال قال رسول الله ص و قد ذكرت عنده الطيرة-  من عرض له من هذه الطيرة شي‏ء فليقل-  اللهم لا طير إلا طيرك و لا خير إلا خيرك-  و لا إله غيرك و لا حول و لا قوة إلا بالله وعنه ع ليس منا من تطير أو تطير له-  أو تكهن أو تكهن له أنس بن مالك يرفعه لا عدوى و لا طيرة و يعجبني الفأل الصالح-  قالوا فما الفأل الصالح قال الكلمة الطيبة و عنه ع تفاءلوا و لا تطيروا

وروى عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله ص كان لا يتطير من شي‏ء-  و كان إذا بعث عاملا سأل عن اسمه-  فإذا أعجبه سر به و رئي بشر ذلك في وجهه-  و إن كره اسمه رئيت الكراهة على وجهه-  و إذا دخل قرية سأل عن اسمها-  فإن أعجبه ظهر على وجهه- . بنى عبيد الله بن زياد بالبصرة دارا عظيمة-  فمر بها بعض الأعراب-  فرأى في دهليزها صورة أسد و كلب و كبش-  فقال أسد كالح و كبش ناطح و كلب نابح-  و الله لا يمتع بها-  فلم يلبث عبيد الله فيها إلا أياما يسيرة- .

أبو هريرة يرفعه إذا ظننتم فلا تحققوا-  و إذا تطيرتم فامضوا و على الله فتوكلواوقال ع أحسنها الفأل و لا يرد قدرا-  و لكن إذا رأى أحدكم ما يكره فليقل-  اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت-  و لا يدفع السيئات إلا أنت-  و لا حول و لا قوة إلا بك- .

و قال بعض الشعراء-

لا يعلم المرء ليلا ما يصبحه
إلا كواذب ما يجري به الفأل‏

و الفأل و الزجر و الكهان كلهم‏
مضللون و دون الغيب أقفال‏

وعن النبي ص القيافة و الطرق و الطيرة من الخبثابن عباس يرفعه من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر

أبو هريرة يرفعه من أتى كاهنا فصدقه فيما يقول-  فقد برئ مما أنزل الله على أبي القاسم- .

شاعر

لعمرك ما تدري الطوارق بالحصى
و لا زاجرت الطير ما الله صانع‏

و قال آخر

لا يقعدنك عن بغاء
الخير تعقاد العزائم‏

فلقد غدوت و كنت لا
أغدو على راق و حائم‏

فإذا الأشائم كالأيامن
و الأيامن كالأشائم‏

و كذاك لا خير و لا
شر على أحد بدائم‏

تفاءل هشام بن عبد الملك بنصر بن سيار-  فقلده خراسان فبقي فيها عشر سنين- . و تفاءل عامر بن إسماعيل قاتل مروان بن محمد-  باسم رجل لقيه فسأله عن اسمه-  فقال منصور بن سعد-  قال من أي العرب قال من سعد العشيرة-  فاستصحبه و طلب مروان فظفر به و قتله- . و تفاءل المأمون بمنصور بن بسام-  فكان سبب مكانته عنده- . قالوا إنما أصل اليد اليسرى العسرى-  إلا أنهم أبدلوا اليسرى من اليسر تفاؤلا- . مزرد بن ضرار-

و إني امرؤ لا تقشعر ذؤابتي
من الذئب يعوي و الغراب المحجل‏

الكميت

و لا أنا ممن يزجر الطير همه
أ صاح غراب أم تعرض ثعلب‏

و قال بعض العرب خرجت في طلب ناقة ضلت لي- فسمعت قائلا يقول-

و لئن بعثت لها بغاة
فما البغاة بواجدينا

فلم أتطير و مضيت لوجهي-  فلقيني رجل قبيح الوجه به ما شئت من عاهة-  فلم أتطير و تقدمت-  فلاحت لي أكمة فسمعت منها صائحا-و الشر يلقى مطالع الأكم‏-  فلم أكترث و لا انثنيت و علوتها-  فوجدت ناقتي قد تفاجت للولادة-  فنتجتها و عدت إلى منزلي بها و معها ولدها- .

و قيل لعلي ع-  لا تحاربهم اليوم فإن القمر في العقرب-  فقال قمرنا أم قمرهموروي عنه ع أنه كان يكره أن يسافر-  أو يتزوج في محاق الشهر-  و إذا كان القمر في العقرب و روي أن ابن عباس قال على منبر البصرة إن الكلاب من الحن و إن الحن من ضعفاء الجن-  فإذ غشيكم منهم شي‏ء فألقوا إليه شيئا أو اطردوه-  فإن لها أنفس سوء- . و قال أبو عثمان الجاحظ-  كان علماء الفرس و الهند-  و أطباء اليونانيين و دهاة العرب-  و أهل التجربة من نازلة الأمصار و حذاق المتكلمين-  يكرهون الأكل بين يدي السباع-  يخافون عيونها للذي فيها من النهم و الشره-  و لما ينحل عند ذلك من أجوافها من البخار الردي‏ء-  و ينفصل من عيونها مما إذا خالط الإنسان-  نقض بنية قلبه و أفسده-  و كانوا يكرهون قيام الخدم-  بالمذاب و الأشربة على رءوسهم-  خوفا من أعينهم و شدة ملاحظتهم إياهم-  و كانوا يأمرون بإشباعهم قبل أن يأكلوا-  و كانوا يقولون في الكلب و السنور-  إما أن يطرد أو يشغل بما يطرح له- .

و قالت الحكماء نفوس السباع أردأ النفوس و أخبثها-  لفرط شرهها و شرها-  قالوا و قد وجدنا الرجل يضرب الحية بعصا-  فيموت الضارب و الحية-  لأن سم الحية فصل منها-  حتى خالط أحشاء الضارب و قلبه-  و نفذ في مسام جسده- . و قد يديم الإنسان النظر إلى العين المحمرة-  فتعتري عينه حمرة-  و التثاؤب يعدي أعداء ظاهرا-  و يكره دنو الطامث من اللبن لتسوطه-  لأن لها رائحة و بخارا يفسد اللبن المسوط- . و قال الأصمعي رأيت رجلا عيونا-  كان يذكر عن نفسه أنه إذا أعجبه الشي‏ء-  وجد حرارة تخرج من عينه- . و قال أيضا كان عندنا عيونان-  فمر أحدهما بحوض من حجارة-  فقال تالله ما رأيت كاليوم حوضا-  فانصدع فلقتين-  فمر عليه الثاني فقال-  و أبيك لقلما ضررت أهلك فيك-  فتطاير أربع فلق- .

و سمع آخر صوت بول من وراء جدار حائط-  فقال إنك كثير الشخب فقالوا هو ابنك-  فقال أوه انقطع ظهره-  فقيل لا بأس عليه إن شاء الله-  فقال و الله لا يبول بعدها أبدا فما بال حتى مات- . و سمع آخر صوت شخب ناقة بقوة-  فأعجبه فقال أيتهن هذه-  فوروا بأخرى عنها-  فهلكتا جميعا المورى بها و المورى عنها قال رجل من خاصة المنصور له-  قبل أن يقتل أبا مسلم بيوم واحد-  إني رأيت اليوم لأبي مسلم ثلاثا تطيرت له منها-  قال ما هي قال ركب فوقعت قلنسوته‏ عن رأسه-  فقال المنصور الله أكبر تبعها و الله رأسه-  فقال و كبا به فرسه-  فقال الله أكبر كبا و الله جده و أصلد زنده-  فما الثالثة قال إنه قال لأصحابه-  أنا مقتول و إنما أخادع نفسي-  و إذا رجل ينادي آخر من الصحراء-  اليوم آخر الأجل يا فلان-  فقال الله أكبر انقضى أجله إن شاء الله و انقطع من الدنيا أثره-  فقتل في غد ذلك اليوم- . تجهز النابغة الذبياني للغزو و اسمه زياد بن عمرو-  مع زبان بن سيار الفزاري-  فلما أراد الرحيل سقطت عليه جرادة فتطير-  و قال ذات لونين تجرد غري من خرج-  فأقام و لم يلتفت زبان إلى طيرته-  فذهب و رجع غانما فقال-

تطير طيرة يوما زياد
لتخبره و ما فيها خبير

أقام كان لقمان بن عاد
أشار له بحكمته مشير

تعلم إنه لا طير إلا
على متطير و هو الثبور

بلى شي‏ء يوافق بعض شي‏ء
أحايينا و باطله كثير

حضر عمر بن الخطاب الموسم- فصاح به صائح يا خليفة رسول الله- فقال رجل من بني لهب و هم أهل عيافة و زجر- دعاه باسم ميت مات و الله أمير المؤمنين- فلما وقف الناس للجمار إذا حصاة صكت صلعة عمر- فأدمي منها فقال ذلك القائل- أشعر و الله أمير المؤمنين- لا و الله ما يقف هذا الموقف أبدا- فقتل عمر قبل أن يحول الحول- و قال كثير بن عبد الرحمن-

تيممت لهبا أبتغي العلم عندها
و قد صار علم العائفين إلى لهب‏

كان للعرب كاهنان- اسم أحدهما شق و كان نصف إنسان- و اسم الآخر سطيح و كان يطوى طي الحصير- و يتكلمان بكل أعجوبة في الكهانة- فقال ابن الرومي-

لك رأي كأنه رأي شق
و سطيح قريعي الكهان‏

يستشف الغيوب عما تواري‏
بعيون جلية الإنسان‏

و قال أبو عثمان الجاحظ- كان مسيلمة قبل أن يتنبأ يدور في الأسواق- التي كانت بين دور العرب و العجم- كسوق الأبلة و سوق بقة- و سوق الأنبار و سوق الحيرة- يلتمس تعلم الحيل و النيرنجيات- و احتيالات أصحاب الرقى و العزائم و النجوم- و قد كان أحكم علم الحزاة و أصحاب الزجر و الخط- فعمد إلى بيضة فصب إليها خلا حاذقا قاطعا- فلانت حتى إذا مدها الإنسان استطالت و دقت كالعلك- ثم أدخلها قارورة ضيقة الرأس- و تركها حتى انضمت و استدارت و جمدت- فعادت كهيئتها الأولى- فأخرجها إلى قوم و هم أعراب و استغواهم بها- و فيه قيل

ببيضة قارور و راية شادن
و توصيل مقطوع من الطير حاذق‏

قالوا أراد براية الشادن- التي يعملها الصبي من القرطاس الرقيق- و يجعل لها ذنبا و جناحين- و يرسلها يوم الريح بخيط طويل- . كان مسيلمة يعمل رايات من هذا الجنس- و يعلق فيها الجلاجل- و يرسلها ليلا في شدة الريح- و يقول هذه الملائكة تنزل علي- و هذه خشخشة الملائكة و زجلها- و كان يصل جناح الطير المقصوص بريش معه- فيطير و يستغوي به الأعراب- . شاعر في الطيرة-

و أمنع الياسمين الغض من حذري
عليك إذ قيل لي نصف اسمه ياس‏

و قال آخر

أهدت إليه سفرجلا فتطيرا
منه و ظل مفكرا مستعبرا

خوف الفراق لأن شطر هجائه‏
سفر و حق له بأن يتطيرا

و قال آخر

يا ذا الذي أهدى لنا سوسنا
ما كنت في إهدائه محسنا

نصف اسمه سو فقد ساءني‏
يا ليت إني لم أر السوسنا

و مثله

لا تراني طوال دهري
أهوى الشقائقا

إن يكن يشبه الخدود
فنصف اسمه شقا

و كانوا يتفاءلون بالآس لدوامه- و يتطيرون من النرجس لسرعة انقضائه- و يسمونه الغدار- . و قال العباس بن الأحنف-

إن الذي سماك يا منيتي
بالنرجس الغدار ما أنصفا

لو أنه سماك بالآسة
وفيت إن الآس أهل الوفا

خرج كثير يريد عزة و معه صاحب له من نهد- فرأى غرابا ساقطا فوق بانة ينتف ريشه- فقال له النهدي إن صدق الطير فقد ماتت عزة- فوافى أهلها و قد أخرجوا جنازتها-

فقال

و ما أعيف النهدي لا در دره
و أزجره للطير لا عز ناصره‏

رأيت غرابا ساقطا فوق بانة
ينتف أعلى ريشه و يطايره‏

فقال غراب لاغتراب و بانة
لبين و فقد من حبيب تعاشره‏

و قال الشاعر

و سميته يحيى ليحيا و لم يكن
إلى رد حكم الله فيه سبيل‏

تيممت فيه الفأل حين رزقته‏
و لم أدر أن الفأل فيه يفيل‏

فأما القول في السحر-  فإن الفقهاء يثبتونه و يقولون فيه القود-  و قد جاء في الخبر أن رسول الله ص-  سحره لبيد بن أعصم اليهودي-  حتى كان يخيل إليه أنه عمل الشي‏ء و لم يعمله- . و روي أن امرأة من يهود سحرته بشعر و قصاص ظفر-  و جعلت السحر في بئر-  و أن الله تعالى دله على ذلك-  فبعث عليا ع فاستخرجه و قتل المرأة –  و قوم من المتكلمين ينفون هذا عنه ع-  و يقولون إنه معصوم من مثله- . و الفلاسفة تزعم أن السحر من آثار النفس الناطقة-  و أنه لا يبعد أن يكون في النفوس-  نفس تؤثر في غير بدنها-  المرض و الحب و البغض و نحو ذلك-  و أصحاب الكواكب يجعلون للكواكب في ذلك تأثيرا-  و أصحاب خواص الأحجار و النبات و غيرها-  يسندون ذلك إلى الخواص-  و كلام أمير المؤمنين ع-  دال على تصحيح ما يدعى من السحر- .

و أما العدوى-فقد قال رسول الله ص لا عدوى في الإسلام و قال لمن قال أعدى بعضها بعضا يعني الإبل-  فمن أعدى الأول وقال لا عدوى و لا هامة و لا صفر-  فالعدوى معروفة-  و الهامة ما كانت العرب تزعمه-  في المقتول‏ لا يؤخذ بثأره-  و الصفر ما كانت العرب تزعمه-  من الحية في البطن تعض عند الجوع

نكت في مذاهب العرب و تخيلاتها

و سنذكر هاهنا نكتا ممتعة من مذاهب العرب و تخيلاتها-  لأن الموضع قد ساقنا إليه-  أنشد هشام بن الكلبي لأمية بن أبي الصلت-

سنة أزمة تبرح بالناس
ترى للعضاة فيها صريرا

لا على كوكب تنوء و لا ريح‏
جنوب و لا ترى طحرورا

و يسقون باقر السهل للطود
مهازيل خشية أن تبورا

عاقدين النيران في ثكن الأذناب‏
منها لكي تهيج البحورا

سلع ما و مثله عشر ما
عامل ما و عالت البيقورا

يروى أن عيسى بن عمر- قال ما أدري معنى هذا البيت- و يقال إن الأصمعي صحف فيه- فقال و غالت البيقورا بالغين المعجمة- و فسره غيره فقال- عالت بمعنى أثقلت البقر بما حملتها من السلع و العشر- و البيقور البقر و عائل غالب أو مثقل- و كانت العرب إذا أجدبت و أمسكت السماء عنهم- و أرادوا أن يستمطروا عمدوا إلى السلع و العشر- فحزموهما و عقدوهما في أذناب البقر- و أضرموا فيها النيران و أصعدوها في جبل وعر- و اتبعوها يدعون الله و يستسقونه- و إنما يضرمون النيران في أذناب البقر- تفاؤلا للبرق بالنار- و كانوا يسوقونها نحو المغرب من دون الجهات- و قال أعرابي-

شفعنا ببيقور إلى هاطل الحيا
فلم يغن عنا ذاك بل زادنا جدبا

فعدنا إلى رب الحيا فأجارنا
و صير جدب الأرض من عنده خصبا

و قال آخر

قل لبني نهشل أصحاب الحور
أ تطلبون الغيث جهلا بالبقر

و سلع من بعد ذاك و عشر
ليس بذا يجلل الأرض المطر

و يمكن أن يحمل تفسير الأصمعي على محمل صحيح- فيقال غالت بمعنى أهلكت- يقال غاله كذا و اغتاله أي أهلكه- و غالتهم غول يعني المنية- و منه الغضب غول الحلم- . و قال آخر-

لما كسونا الأرض أذناب البقر
بالسلع المعقود فيها و العشر

و قال آخر

يا كحل قد أثقلت أذناب البقر
بسلع يعقد فيها و عشر

فهل تجودين ببرق و مطر
و قال آخر يعيب العرب بفعلهم هذا-

لا در در رجال خاب سعيهم
يستمطرون لدى الإعسار بالعشر

أ جاعل أنت بيقورا مسلعة
ذريعة لك بين الله و المطر

و قال بعض الأذكياء- كل أمة قد تحذو في مذاهبها مذاهب ملة أخرى- و قد كانت الهند تزعم أن البقر ملائكة- سخط الله عليها فجعلها في الأرض- و أن لها عنده حرمة- و كانوا يلطخون الأبدان بأخثائها- و يغسلون الوجوه ببولها و يجعلونها مهور نسائهم- و يتبركون بها في جميع أحوالهم- فلعل أوائل العرب حذوا هذا الحذو و انتهجوا هذا المسلك-و للعرب في البقر خيال آخر- و ذلك أنهم إذا أوردوها فلم ترد- ضربوا الثور ليقتحم الماء فتقتحم البقر بعده- و يقولون إن الجن تصد البقر عن الماء- و إن الشيطان يركب قرني الثور- و قال قائلهم-

إني و قتلي سليكا حين أعقله
كالثور يضرب لما عافت البقر

و قال نهشل بن حري

كذاك الثور يضرب بالهراوى
إذا ما عافت البقر الظماء

و قال آخر

كالثور يضرب للورود
إذا تمنعت البقر

فإن كان ليس إلا هذا فليس ذاك بعجيب من البقر- و لا بمذهب من مذاهب العرب- لأنه قد يجوز أن تمتنع البقر من الورود حتى يرد الثور- كما تمتنع الغنم من سلوك الطرق أو دخول الدور و الأخبية- حتى يتقدمها الكبش أو التيس- و كالنحل تتبع اليعسوب و الكراكي تتبع أميرها- و لكن الذي تدل عليه أشعارها- أن الثور يرد و يشرب و لا يمتنع- و لكن البقر تمتنع و تعاف الماء و قد رأت الثور يشرب- فحينئذ يضرب الثور مع إجابته إلى الورود- فتشرب البقر عند شربه- و هذا هو العجب-

قال الشاعر

فإني إذن كالثور يضرب جنبه
إذا لم يعف شربا و عافت صواحبه‏

و قال آخر

فلا تجعلوني كالبقير و فحلها
يكسر ضربا و هو للورد طائع‏

و ما ذنبه إن لم يرد بقراته‏
و قد فاجأتها عند ذاك الشرائع‏

و قال الأعشى

لكالثور و الجني يضرب وجهه
و ما ذنبه إن عافت الماء مشربا

و ما ذنبه إن عافت الماء باقر
و ما إن يعاف الماء إلا ليضربا

قالوا في تفسيره- لما كان امتناعها يتعقبه الضرب- حسن أن يقال عافت الماء لتضرب- و هذه اللام هي لام العاقبة كقوله لدوا للموت- و على هذا فسر أصحابنا قوله سبحانه- وَ لَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ- . و من مذاهب العرب أيضا- تعليق الحلي و الجلاجل على اللديغ يرون أنه يفيق بذلك- و يقال إنه إنما يعلق عليه- لأنهم يرون أنه إن نام يسري السم فيه فيهلك- فشغلوه بالحلي و الجلاجل و أصواتها عن النوم- و هذا قول النضر بن شميل- و بعضهم يقول إنه إذا علق عليه حلي الذهب برأ- و إن علق الرصاص أو حلي الرصاص مات- . و قيل لبعض الأعراب أ تريدون شهرة- فقال إن الحلي لا تشهر و لكنها سنة ورثناها- .

و قال النابغة

فبت كأني ساورتني ضئيلة
من الرقش في أنيابها السم ناقع‏

يسهد من ليل التمام سليمها
لحلي النساء في يديه قعاقع‏

و قال بعض بني عذرة

كأني سليم ناله كلم حية
ترى حوله حلي النساء مرصعا

و قال آخر

و قد عللوا بالبطل في كل موضع
و غروا كما غر السليم الجلاجل‏

و قال جميل و ظرف في قوله- و لو قاله العباس بن الأحنف لكان ظريفا-

إذا ما لديغ أبرأ الحلي داءه
فحليك أمسى يا بثينة دائيا

و قال عويمر النبهاني و هو يؤكد قول النضر بن شميل-

فبت معنى بالهموم كأنني
سليم نفى عنه الرقاد الجلاجل‏

و مثله قول الآخر

كأني سليم سهد الحلي عينه
فراقب من ليل التمام الكواكبا

و يشبه مذهبهم في ضرب الثور- مذهبهم في العر يصيب الإبل- فيكوى الصحيح ليبرأ السقيم-

و قال النابغة

و كلفتني ذنب امرئ و تركته
كذي العر يكوى غيره و هو راتع‏

و قال بعض الأعراب

كمن يكوى الصحاح يروم برءا
به من كل جرباء الإهاب‏

و هذا البيت يبطل رواية من روى بيت النابغة- كذي العر بضم العين- لأن العر بالضم قرح في مشافر الإبل غير الجرب- و العر بالفتح الجرب نفسه- فإذا دل الشعر على أنه يكوى الصحيح ليبرأ الأجرب- فالواجب أن يكون بيت النابغة كذي العر بالفتح- . و مثل هذا البيت قول الآخر-

فألزمتني ذنبا و غيري جره
حنانيك لا يكوى الصحيح بأجربا

إلا أن يكون إطلاق لفظ الجرب على هذا المرض المخصوص- من باب المجاز لمشابهته له-و من تخيلات العرب و مذاهبها- أنهم كانوا يفقئون عين الفحل من الإبل إذا بلغت ألفا- كأنهم يدفعون العين عنها- قال الشاعر-

فقأنا عيونا من فحول بهازر
و أنتم برعي البهم أولى و أجدر

و قال آخر

وهبتها و كنت ذا امتنان
تفقأ فيها أعين البعران‏

و قال الآخر

أعطيتها ألفا و لم تبخل بها
ففقأت عين فحيلها معتافا

و قد ظن قوم أن بيت الفرزدق و هو-

غلبتك بالمفقئ و المعنى
و بيت المحتبي و الخافقات‏

من هذا الباب و ليس الأمر على ذلك- و إنما أراد بالفق‏ء قوله لجرير-

و لست و لو فقأت عينيك واجدا
أخا كلقيط أو أبا مثل دارم‏

و أراد بالمعنى قوله لجرير أيضا-

و إنك إذ تسعى لتدرك دارما
لأنت المعنى يا جرير المكلف‏

و أراد بقوله بيت المحتبي قوله-

بيت زرارة محتب بفنائه
و مجاشع و أبو الفوارس نهشل‏

و بيت الخافقات قوله

و معصب بالتاج يخفق فوقه
خرق الملوك له خميس جحفل‏

فأما مذهبهم في البلية- و هي ناقة تعقل عند القبر حتى تموت- فمذهب مشهور- و البلية أنهم إذا مات منهم كريم- بلوا ناقته أو بعيره- فعكسوا عنقها و أداروا رأسها إلى مؤخرها- و تركوها في حفيرة لا تطعم و لا تسقى حتى تموت- و ربما أحرقت بعد موتها- و ربما سلخت و ملئ جلدها ثماما- و كانوا يزعمون أن من مات و لم يبل عليه حشر ماشيا- و من كانت له بلية حشر راكبا على بليته- قال جريبة بن الأشيم الفقعسي لابنه-

يا سعد إما أهلكن فإنني
أوصيك إن أخا الوصاة الأقرب‏

لا أعرفن أباك يحشر خلفكم‏
تعبا يجر على اليدين و ينكب‏

و احمل أباك على بعير صالح
و تق الخطيئة إنه هو أصوب‏

و لعل لي مما جمعت مطية
في الحشر أركبها إذا قيل اركبوا

و قال جريبة أيضا

إذا مت فادفني بجداء ما بها
سوى الأصرخين أو يفوز راكب‏

فإن أنت لم تعقر علي مطيتي‏
فلا قام في مال لك الدهر جالب‏

و لا تدفنني في صوى و ادفننني
بديمومة تنزو عليها الجنادب‏

و قد ذكرت في مجموعي المسمى بالعبقري الحسان- أن أبا عبد الله الحسين- بن محمد بن جعفر الخالع رحمه الله- ذكر في كتابه في آراء العرب و أديانها هذه الأبيات- و استشهد بها على ما كانوا يعتقدون في البلية- و قلت إنه وهم في ذلك- و إنه ليس في هذه الأبيات دلالة على هذا المعنى- و لا لها به تعلق- و إنما هي وصية لولده أن يعقر مطيته بعد موته- إما لكيلا يركبها غيره بعده- أو على هيئة القربان كالهدي المعقور بمكة- أو كما كانوا يعقرون عند القبور- و مذهبهم في العقر على القبور- كقول زياد الأعجم في المغيرة بن المهلب-

إن السماحة و المروءة ضمنا
قبرا بمرو على الطريق الواضح‏

فإذا مررت بقبره فاعقر به‏
كوم الهجان و كل طرف سابح‏

و قال الآخر

نفرت قلوصي عن حجارة حرة
بنيت على طلق اليدين وهوب‏

لا تنفري يا ناق منه فإنه‏
شريب خمر مسعر لحروب‏

لو لا السفار و بعد خرق مهمه
لتركتها تحبو على العرقوب‏

و مذهبهم في العقر على القبور مشهور-  و ليس في هذا الشعر ما يدل على مذهبهم في البلية-  فإن ظن ظان أن قوله أو يفوز راكب-  فيه إيماء إلى ذلك-  فليس الأمر كما ظنه-  و معنى البيت ادفني بفلاة جداء مقطوعة عن الإنس-  ليس بها إلا الذئب و الغراب-  أو أن يعتسف راكبها المفازة و هي المهلكة-  سموها مفازة على طريق الفأل-  و قيل إنها تسمى مفازة من فوز أي هلك-  فليس في هذا البيت ذكر البلية-  و لكن الخالع أخطأ في إيراده في هذا الباب-  كما أخطأ في هذا الباب أيضا في إيراده قول مالك بن الريب-

و عطل قلوصي في الركاب فإنها
ستبرد أكبادا و تبكي بواكيا

فظن أن ذلك من هذا الباب الذي نحن فيه-  و لم يرد الشاعر ذلك و إنما أراد لا تركبوا راحلتي بعدي-  و عطلوها بحيث لا يشاهدها أعادي-  و أصادقي ذاهبة جائية تحت راكبها-  فيشمت العدو و يساء الصديق-  و قد أخطأ الخالع في مواضع عده من هذا الكتاب-  و أورد أشعارا في غير موضعها-  و ظنها مناسبة لما هو فيه فمنها ما ذكرناه-  و منها أنه ذكر مذهب العرب في الحلي-  و وضعه على اللديغ-

و استشهد عليه بقول الشاعر

يلاقي من تذكر آل ليلى
كما يلقى السليم من العداد

و لا وجه لإيراد هذا البيت في هذا الموضع-  فالعداد معاودة السم الملسوع في كل سنة-  في الوقت الذي لدغ فيه-  و ليس هذا من باب الحلي بسبيل- . و من ذلك إيراده قول الفرزدق غلبتك بالمفقئ-  في باب فق‏ء عيون الفحول إذا بلغت الإبل ألفا-  و قد تقدم شرحنا لموضع الوهم في ذلك-  و سنذكر هاهنا كثيرا من المواضع التي وهم فيها إن شاء الله- . و مما ورد عن العرب في البلية قول بعضهم-

أ بني زودني إذا فارقتني
في القبر راحلة برحل فاتر

للبعث أركبها إذا قيل اركبوا
مستوثقين معا لحشر الحاشر

و قال عويم النبهاني

أ بني لا تنسى البلية إنها
لأبيك يوم نشوره مركوب‏

و من تخيلات العرب و مذاهبها ما حكاه ابن الأعرابي- قال كانت العرب إذا نفرت الناقة فسميت لها أمها- سكنت من النفار- قال الراجز-

أقول و الوجناء بي تقحم
ويلك قل ما اسم أمها يا علكم‏

علكم اسم عبد له- و إنما سأل عبده ترفعا أن يعرف اسم أمها- لأن العبيد بالإبل أعرف و هم رعاتها- . و أنشد السكري-

فقلت له ما اسم أمها هات فادعها
تجبك و يسكن روعها و نفارها

و مما كانت العرب كالمجتمعة عليه الهامة-  و ذلك أنهم كانوا يقولون ليس من ميت يموت و لا يقتل-  إلا و يخرج من رأسه هامة-  فإن كان قتل و لم يؤخذ بثأره نادت الهامة على قبره-  اسقوني فإني صدية-  و عن هذا قال النبي ص لا هامة- . و حكي أن أبا زيد كان يقول-  الهامة مشددة الميم إحدى هوام الأرض-  و أنها هي المتلونة المذكورة- . و قيل إن أبا عبيد قال ما أرى أبا زيد حفظ هذا-  و قد يسمونها الصدى و الجمع أصداء-

قال

و كيف حياة أصداء و هام‏

و قال أبو دواد الإيادي

سلط الموت و المنون عليهم
فلهم في صدى المقابر هام‏

و قال بعضهم لابنه

و لا تزقون لي هامة فوق مرقب
فإن زقاء الهام للمرء عائب‏

تنادي ألا اسقوني و كل صدى به‏
و تلك التي تبيض منها الذوائب‏

يقول له لا تترك ثأري إن قتلت- فإنك إن تركته صاحت هامتي اسقوني- فإن كل صدى و هو هاهنا العطش بأبيك- و تلك التي تبيض منها الذوائب لصعوبتها و شدتها- كما يقال أمر يشيب رأس الوليد- و يحتمل أن يريد به صعوبة الأمر عليه- و هو مقبور إذا لم يثأر به- و يحتمل أن يريد به صعوبة الأمر على ابنه- يعني أن ذلك عار عليك- و قال ذو الإصبع-

يا عمرو إلا تدع شتمي و منقصتي
أضربك حيث تقول الهامة اسقوني‏

و قال آخر

فيا رب إن أهلك و لم ترو هامتي
بليلى أمت لا قبر أعطش من قبري‏

و يحتمل هذا البيت أن يكون خارجا عن هذا المعنى- الذي نحن فيه- و أن يكون ري هامته الذي طلبه من ربه- هو وصال ليلى و هما في الدنيا- و هم يكنون عما يشفيهم بأنه يروي هامتهم- .

و قال مغلس الفقسي

و إن أخاكم قد علمت مكانه
بسفح قبا تسفي عليه الأعاصر

له هامة تدعو إذا الليل جنها
بني عامر هل للهلالي ثائر

و قال توبة بن الحمير

و لو أن ليلى الأخيلية سلمت
علي و دوني جندل و صفائح‏

لسلمت تسليم البشاشة أو زقا
إليها صدى من جانب القبر صائح‏

و قال قيس بن الملوح و هو المجنون

و لو تلتقي أصداؤنا بعد موتنا
و من دوننا رمس من الأرض أنكب‏

لظل صدى رمسي و إن كنت رمة
لصوت صدى ليلى يهش و يطرب‏

و قال حميد بن ثور

ألا هل صدى أم الوليد مكلم
صداي إذا ما كنت رمسا و أعظما

و مما أبطله الإسلام قول العرب بالصفر- زعموا أن في البطن حية- إذا جاع الإنسان عضت على شرسوفه و كبده- و قيل هو الجوع بعينه- ليس أنها تعض بعد حصول الجوع- فأما لفظ الحديث

لا عدوى و لا هامة و لا صفر و لا غول

فإن أبا عبيدة معمر بن المثنى قال- هو صفر الشهر الذي بعد المحرم- قال نهى ع عن تأخيرهم المحرم إلى صفر- يعني ما كانوا يفعلونه من النسي‏ء- و لم يوافق أحد من العلماء أبا عبيدة على هذا التفسير-

و قال الشاعر

لا يتأرى لما في القدر يرقبه
و لا يعض على شرسوفه الصفر

و قال بعض شعراء بني عبس يذكر قيس بن زهير- لما هجر الناس و سكن الفيافي‏ و أنس بالوحش- ثم رأى ليلة نارا فعشا إليها- فشم عندها قتار اللحم فنازعته شهوته فغلبها و قهرها- و مال إلى شجرة سلم فلم يزل يكدمها- و يأكل من خبطها إلى أن مات-

إن قيسا كان ميتته
كرم و الحي منطلق‏

شام نارا بالهوى فهوى‏
و شجاع البطن يختفق‏

في دريس ليس يستره
رب حر ثوبه خلق‏

و قوله بالهوى اسم موضع بعينه-

و قال أبو النجم العجلي

إنك يا خير فتى نستعدي
على زمان مسنت بجهد
عضا كعض صفر بكبد

و قال آخر

أرد شجاع البطن قد تعلمينه
و أوثر غيري من عيالك بالطعم‏

و من خرافات العرب- أن الرجل منهم كان إذا أراد دخول قرية- فخاف وباءها أو جنها- وقف على بابها قبل أن يدخلها فنهق نهيق الحمار- ثم علق عليه كعب أرنب- كان ذلك عوذة له و رقية من الوباء و الجن- و يسمون هذا النهيق التعشير- قال شاعرهم-

و لا ينفع التعشير أن حم واقع
و لا زعزع و لا كعب أرنب‏

و قال الهيثم بن عدي- خرج عروة بن الورد إلى خيبر في رفقه ليمتاروا- فلما قربوا منها عشروا و عاف عروة أن يفعل فعلهم و قال-

لعمري لئن عشرت من خيفة الردى
نهاق حمير إنني لجزوع‏

فلا وألت تلك النفوس و لا أتت‏
قفولا إلى الأوطان و هي جميع‏

و قالوا إلا انهق لا تضرك خيبر
و ذلك من فعل اليهود ولوع‏

الولوع بالضم الكذب ولع الرجل إذا كذب- فيقال إن رفقته مرضوا و مات بعضهم- و نجا عروة من الموت و المرض- .

و قال آخر

لا ينجينك من حمام واقع
كعب تعلقه و لا تعشير

و يشابه هذا أن الرجل منهم- كان إذا ضل في فلاة قلب قميصه- و صفق بيديه كأنه يومئ بهما إلى إنسان فيهتدي-

قال أعرابي

قلبت ثيابي و الظنون تجول بي
و ترمي برحلي نحو كل سبيل‏

فلأيا بلأي ما عرفت جليتي‏
و أبصرت قصدا لم يصب بدليل‏

و قال أبو العملس الطائي-

فلو أبصرتني بلوى بطان
أصفق بالبنان على البنان‏

فأقلب تارة خوفا ردائي‏
و أصرخ تارة بأبي فلان‏

لقلت أبو العملس قد دهاه
من الجنان خالعة العنان‏

و الأصل في قلب الثياب التفاؤل بقلب الحال- و قد جاء في الشريعة الإسلامية نحو ذلك في الاستسقاء و من مذاهب العرب- أن الرجل منهم كان إذا سافر عمد إلى خيط فعقده- في غصن شجرة أو في ساقها- فإذا عاد نظر إلى ذلك الخيط- فإن وجده بحاله علم أن زوجته لم تخنه- و إن لم يجده أو وجده محلولا قال قد خانتني- و ذلك العقد يسمى الرتم- و يقال بل كانوا يعقدون طرفا من غصن الشجرة- بطرف غصن آخر-

و قال الراجز

هل ينفعنك اليوم إن همت بهم
كثرة ما توصي و تعقاد الرتم‏
و قال آخر-

خانته لما رأت شيبا بمفرقه
و غره حلفها و العقد للرتم‏

و قال آخر

لا تحسبن رتائما عقدتها
تنبيك عنها باليقين الصادق‏

و قال آخر

يعلل عمرو بالرتائم قلبه
و في الحي ظبي قد أحلت محارمه‏

فما نفعت تلك الوصايا و لا جنت‏
عليه سوى ما لا يحب رتائمه‏

و قال آخر

ما ذا الذي تنفعك الرتائم
إذ أصبحت و عشقها ملازم‏

و هي على لذاتها تداوم‏
يزورها طب الفؤاد عارم‏
بكل أدواء النساء عالم‏

و قد كانوا يعقدون الرتم للحمى- و يرون أن من حلها انتقلت الحمى إليه-

و قال الشاعر

حللت رتيمة فمكثت شهرا
أكابد كل مكروه الدواء

و قال ابن السكيت- إن العرب كانت تقول- إن المرأة المقلات و هي التي لا يعيش لها ولد- إذا وطئت القتيل الشريف عاش ولدها-

قال بشر بن أبي خازم

تظل مقاليت النساء تطأنه
يقلن أ لا يلقى على المرء مئزر

و قال أبو عبيدة- تتخطاه المقلات سبع مرات فذلك وطؤها له- . و قال ابن الأعرابي يمرون به و يطئون حوله- و قيل إنما كانوا يفعلون ذلك بالشريف- يقتل غدرا أو قودا- .

و قال الكميت

و تطيل المرزآت المقاليت
إليه القعود بعد القيام‏

و قال الآخر

تركنا الشعثمين برمل خبت
تزورهما مقاليت النساء

و قال الآخر

بنفسي التي تمشي المقاليت حوله
يطاف له كشحا هضيما مهشما

و قال آخر

تباشرت المقالت حين قالوا
ثوى عمرو بن مرة بالحفير

و من تخيلات العرب و خرافاتها-  أن الغلام منهم كان إذا سقطت له سن-  أخذها بين السبابة و الإبهام-  و استقبل الشمس إذا طلعت و قذف بها-  و قال يا شمس أبدليني بسن أحسن منها-  و ليجر في ظلمها إياتك-  أو تقول إياؤك و هما جميعا شعاع الشمس-

قال طرفة

سقته إياة الشمس‏

و إلى هذا الخيال أشار شاعرهم بقوله-

شادن يجلو إذا ما ابتسمت
عن أقاح كأقاح الرمل غر

بدلته الشمس من منبته‏
بردا أبيض مصقول الأشر

و قال آخر

و أشنب واضح عذب الثنايا
كأن رضابه صافي المدام‏

كسته الشمس لونا من سناها
فلاح كأنه برق الغمام‏

و قال آخر

بذي أشر عذب المذاق تفردت
به الشمس حتى عاد أبيض ناصعا

و الناس اليوم في صبيانهم على هذا المذهب- . و كانت العرب تعتقد- أن دم الرئيس يشفي من عضة الكلب الكلب- . و قال الشاعر-

بناة مكارم و أساة جرح
دماؤهم من الكلب الشفاء

و قال عبد الله بن الزبير الأسدي-

من خير بيت علمناه و أكرمه
كانت دماؤهم تشفي من الكلب‏

و قال الكميت

أحلامكم لسقام الجهل شافية
كما دماؤكم تشفي من الكلب‏

و من تخيلات العرب- أنهم كانوا إذا خافوا على الرجل الجنون- و تعرض الأرواح‏ الخبيثة له نجسوه بتعليق الأقذار عليه- كخرقة الحيض و عظام الموتى- قالوا و أنفع من ذلك أن تعلق عليه طامث عظام موتى- ثم لا يراها يومه ذلك- و أنشدوا للمزق العبدي-

فلو أن عندي جارتين و راقيا
و علق أنجاسا على المعلق‏

قالوا و التنجيس يشفي إلا من العشق-

قال أعرابي

يقولون علق يا لك الخير رمة
و هل ينفع التنجيس من كان عاشقا

و قالت امرأة و قد نجست ولدها فلم ينفعه و مات-

نجسته لو ينفع التنجيس
و الموت لا تفوته النفوس‏

و كان أبو مهدية يعلق في عنقه- العظام و الصوف حذر الموت-

و أنشدوا

أتوني بأنجاس لهم و منجس
فقلت لهم ما قدر الله كائن‏

و من مذاهبهم أن الرجل منهم كان إذا خدرت رجله- ذكر من يحب أو دعاه فيذهب خدرها- . و روي أن عبد الله بن عمر خدرت رجله- فقيل له ادع أحب الناس إليك فقال يا رسول الله- .

و قال الشاعر

على أن رجلي لا يزال امذلالها
مقيما بها حتى أجيلك في فكري‏

و قال كثير

إذا مذلت رجلي ذكرتك أشتفي
بدعواك من مذل بها فيهون‏

و قال جميل

و أنت لعيني قرة حين نلتقي
و ذكرك يشفيني إذا خدرت رجلي‏

و قالت امرأة

إذا خدرت رجلي دعوت ابن مصعب
فإن قلت عبد الله أجلى فتورها

و قال آخر

صب محب إذا ما رجله خدرت
نادى كبيشة حتى يذهب الخدر

و قال المؤمل

و الله ما خدرت رجلي و لا عثرت
إلا ذكرتك حتى يذهب الخدر

و قال الوليد بن يزيد

أثيبي هائما كلفا معنى
إذا خدرت له رجل دعاك‏

و نظير هذا الوهم- أن الرجل منهم كان إذا اختلجت عينه- قال أرى من أحبه- فإن كان غائبا توقع قدومه و إن كان بعيدا توقع قربه- .

و قال بشر

إذا اختلجت عيني أقول لعلها
فتاة بني عمرو بها العين تلمع‏

و قال آخر

إذا اختلجت عيني تيقنت أنني
أراك و إن كان المزار بعيدا

و قال آخر

إذا اختلجت عيني أقول لعلها
لرؤيتها تهتاج عيني و تطرف‏

و هذا الوهم باق في الناس اليوم- . و من مذاهبهم أن الرجل منهم- كان إذا عشق و لم يسل و أفرط عليه العشق- حمله‏ رجل على ظهره كما يحمل الصبي- و قام آخر فأحمى حديدة أو ميلا- و كوى به بين أليتيه فيذهب عشقه فيما يزعمون- . و قال أعرابي-

كويتم بين رانفتي جهلا
و نار القلب يضرمها الغرام‏

و قال آخر

شكوت إلى رفيقي اشتياقي
فجاءاني و قد جمعا دواء

و جاءا بالطبيب ليكوياني‏
و لا أبغي عدمتهما اكتواء

و و لو أتيا بسلمى حين جاءا
لعاضاني من السقم الشفاء

و استشهد الخالع على هذا المعنى بقول كثير

أ غاضر لو شهدت غداة بنتم
حنو العائدات على وسادي‏

أويت لعاشق لم ترحميه‏
بواقدة تلذع بالزناد

هذا البيت ليس بصريح في هذا الباب- و يحتمل أن يكون مراده فيه المعنى المشهور- المطروق بين الشعراء من ذكر حرارة الوجد و لذعه- و تشبيهه بالنار- إلا أنه قد روى في كتابه- خبرا يؤكد المقصد الذي عزاه و ادعاه- و هو عن محمد بن سليمان بن فليح عن أبيه عن جده- قال كنت عند عبد الله بن جعفر- فدخل عليه كثير و عليه أثر علة- فقال عبد الله ما هذا بك- قال هذا ما فعلت بي أم الحويرث- ثم كشف عن ثوبه و هو مكوي و أنشد-

عفا الله عن أم الحويرث ذنبها
علام تعنيني و تكمي دوائيا

و لو آذنوني قبل أن يرقموا بها
لقلت لهم أم الحويرث دائيا

و من أوهامهم و تخيلاتهم- أنهم كانوا يزعمون أن الرجل إذا أحب امرأة و أحبته- فشق برقعها و شقت رداءه صلح حبهما و دام- فإن لم يفعلا ذلك فسد حبهما-

قال سحيم عبد بني الحسحاس

و كم قد شفقنا من رداء محبر
و من برقع عن طفلة غير عابس‏

إذا شق برد شق بالبرد برقع‏
دواليك حتى كلنا غير لابس‏

نروم بهذا الفعل بقيا على الهوى
و إلف الهوى يغري بهذي الوساوس‏

و قال آخر

شققت ردائي يوم برقة عالج
و أمكنني من شق برقعك السحقا

فما بال هذا الود يفسد بيننا
و يمحق حبل الوصل ما بيننا محقا

و من مذاهبهم- أنهم كانوا يرون أن أكل لحوم السباع- تزيد في الشجاعة و القوة- و هذا مذهب طبي و الأطباء يعتقدونه- قال بعضهم-

أبا المعارك لا تتعب بأكلك ما
تظن أنك تلفى منه كرارا

فلو أكلت سباع الأرض قاطبة
ما كنت إلا جبان القلب خوارا

و قال بعض الأعراب- و أكل فؤاد الأسد ليكون شجاعا- فعدا عليه نمر فجرحه-

أكلت من الليث الهصور فؤاده
لأصبح أجرى منه قلبا و أقدما

فأدرك مني ثأره بابن أخته‏
فيا لك ثأرا ما أشد و أعظما

و قال آخر

إذا لم يكن قلب الفتى غدوة الوغى
أصم فقلب الليث ليس بنافع‏

و ما نفع قلب الليث في حومة الوغى
إذا كان سيف المرء ليس بقاطع‏

و من مذاهبهم- أن صاحب الفرس المهقوع إذا ركبه فعرق تحته- اغتلمت امرأته و طمحت إلى غيره- و الهقعة دائرة تكون بالفرس- و ربما كانت على الكتف في الأكثر- و هي مستقبحة عندهم- قال بعضهم لصاحبه-

إذا عرق المهقوع بالمرء أنعظت
حليلته و ازداد حر عجانها

فأجابه صاحبه

قد يركب المهقوع من ليس مثله
و قد يركب المهقوع زوج حصان‏

و من مذاهبهم- أنهم كانوا يوقدون النار خلف المسافر- الذي لا يحبون رجوعه- يقولون في دعائهم- أبعده الله و أسحقه و أوقد نارا أثره- قال بعضهم-

صحوت و أوقدت للجهل نارا
و رد عليك الصبا ما استعارا

و كانوا إذا خرجوا إلى الأسفار- أوقدوا نارا بينهم و بين المنزل الذي يريدونه- و لم يوقدوها بينهم و بين المنزل الذي خرجوا منه- تفاؤلا بالرجوع إليه- . و من مذاهبهم المشهورة تعليق كعب الأرنب- قال ابن الأعرابي قلت لزيد بن كثوة- أ تقولون إن من علق عليه كعب أرنب- لم تقربه جنان الدار- و لا عمار الحي- قال إي و الله و لا شيطان الخماطة و لا جار العشيرة- و لا غول القفر- و قال إمرؤ القيس-

أ يا هند لا تنكحي بوهة
عليه عقيقته أحسبا

مرسعة بين أدباقه‏
به عسم يبتغي أرنبا

ليجعل في رجله كعبها
حذار المنية أن يعطبا

و الخماطة شجرة- و العشيرة تصغير العشرة و هي شجرة أيضا- . و قال أبو محلم- كانت العرب تعلق على الصبي سن ثعلب و سن هرة- خوفا من الخطفة و النظرة- و يقولون إن جنية أرادت صبي قوم فلم تقدر عليه- فلامها قومها من الجن في ذلك- فقالت تعتذر إليهم-

كأن عليه نفره
ثعالب و هرره‏

و الحيض حيض السمرة

و السمرة شي‏ء يسيل من السمر كدم الغزال- و كانت العرب إذا ولدت المرأة أخذوا من دم السمر- و هو صمغه الذي يسيل منه- ينقطونه بين عيني النفساء و خطوا على وجه الصبي خطا- و يسمى هذا الصمغ السائل من السمر الدودم- و يقال بالذال المعجمة أيضا- و تسمى هذه الأشياء التي تعلق على الصبي النفرات- . قال عبد الرحمن بن أخي الأصمعي- إن بعض العرب قال لأبي- إذا ولد لك ولد فنفر عنه- فقال له أبي و ما التنفير قال غرب اسمه- فولد له ولد فسماه قنفذا و كناه أبا العداء-

قال و أنشد أبي

كالخمر مزج دوائها منها بها
تشفي الصداع و تبرئ المنجودا

قال يريد أن القنفذ من مراكب الجن- فداوى منهم ولده بمراكبهم- .و من مذاهبهم- أن الرجل منهم كان إذا ركب مفازة- و خاف على نفسه من طوارق الليل- عمد إلى وادي شجر فأناخ راحلته في قرارته- و عقلها و خط عليها خطا ثم قال- أعوذ بصاحب هذا الوادي- و ربما قال بعظيم هذا الوادي- و عن هذا قال الله سبحانه في القرآن- وَ أَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ- فَزادُوهُمْ رَهَقاً- . و استعاذ رجل منهم و معه ولد فأكله الأسد فقال-

قد استعذنا بعظيم الوادي
من شر ما فيه من الأعادي‏

فلم يجرنا من هزبر عاد

و قال آخر

أعوذ من شر البلاد البيد
بسيد معظم مجيد

أصبح يأوي بلوى زرد
ذي عزة و كاهل شديد

و قال آخر

يا جن أجراع اللوى من عالج
عاذ بكم ساري الظلام الدالج‏
لا ترهقوه بغوي هائج‏

و قال آخر

قد بت ضيفا لعظيم الوادي
المانعي من سطوة الأعادي‏
راحلتي في جاره و زادي‏

و قال آخر

هيا صاحب الشجراء هل أنت مانعي
فإني ضيف نازل بفنائكا

و إنك للجنان في الأرض سيد
و مثلك آوى في الظلام الصعالكا

و من مذاهبهم- أن المسافر إذا خرج من بلده إلى آخر- فلا ينبغي له أن يلتفت فإنه إذا التفت عاد- فلذلك لا يلتفت إلا العاشق الذي يريد العود-

قال بعضهم

دع التلفت يا مسعود و ارم بها
وجه الهواجر تأمن رجعة البلد

و قال آخر أنشده الخالع

عيل صيري بالثعلبية لما
طال ليلي و ملني قرنائي‏

كلما سارت المطايا بنا ميلا
تنفست و التفت ورائي‏

هذان البيتان ذكرهما الخالع في هذا الباب- و عندي أنه لا دلالة فيهما على ما أراد- لأن التلفت في أشعارهم كثير- و مرادهم به الإبانة و الإعراب عن كثرة الشوق- و التأسف على المفارقة- و كون الراحل عن المنزل- حيث لم يمكنه المقام فيه بجثمانه- يتبعه بصره و يتزود من رؤيته- كقول الرضي رحمه الله-

و لقد مررت على طلولهم
و رسومهم بيد البلى نهب‏

فوقفت حتى ضج من لغب‏
نضوي و لج بعذلي الركب‏

و تلفتت عيني فمذ خفيت
عني الطلول تلفت القلب‏

و ليس يقصد بالتلفت هاهنا التفاؤل بالرجوع إليها- لأن رسومها قد صارت نهبا ليد البلى- فأي فائدة في الرجوع إليها- و إنما يريد ما قدمنا ذكره من الحنين- و التذكر لما مضى من أيامه فيها- و كذلك قول الأول-

تلفت نحو الحي حتى وجدتني
وجعت من الإصغاء ليتا و أخدعا

و مثل ذلك كثير- و قال بعضهم في المذهب الأول-

تلفت أرجو رجعة بعد نية
فكان التفاتي زائدا في بلائيا

أ أرجو رجوعا بعد ما حال بيننا
و بينكم حزن الفلا و الفيافيا

و قال آخر و قد طلق امرأته فتلفتت إليه-

تلفت ترجو رجعة بعد فرقة
و هيهات مما ترتجي أم مازن‏

أ لم تعلمي أنى جموح عنانه‏
إذا كان من أهواه غير ملاين‏

و من مذاهبهم- إذا بثرت شفة الصبي حمل منخلا على رأسه- و نادى بين بيوت الحي الحلا الحلا الطعام الطعام- فتلقي له النساء كسر الخبز- و إقطاع التمر و اللحم في المنخل- ثم يلقي ذلك للكلاب فتأكله فيبرأ من المرض- فإن أكل صبي من الصبيان من ذلك الذي ألقاه للكلاب- تمرة أو لقمة أو لحمة أصبح و قد بثرت شفته- و أنشد لامرأة-

أ لا حلا في شفة مشقوقه
فقد قضى منخلنا حقوقه‏

و من مذاهبهم- أن الرجل منهم كان إذا طرفت عينه بثوب آخر- مسح الطارف عين المطروف سبع مرات- يقول في الأولى بإحدى جاءت من المدينة- و في الثانية باثنتين جاءتا من المدينة- و في الثالثة بثلاث جئن من المدينة- إلى أن يقول في السابعة بسبع جئن من المدينة- فتبرأ عين المطروف- .

و فيهم من يقول- بإحدى من سبع جئن من المدينة باثنتين من سبع- إلى أن يقول بسبع من سبع- . و من مذاهبهم- أن المرأة منهم كان إذا عسر عليها خاطب النكاح- نشرت جانبا من شعرها- و كحلت إحدى عينيها مخالفة للشعر المنشور- و حجلت على إحدى رجليها و يكون ذلك ليلا- و تقول يا لكاح أبغي النكاح قبل الصباح- فيسهل أمرها و تتزوج عن قرب- قال رجل لصديقه و قد رأى امرأة تفعل ذلك-

أ ما ترى أمك تبغي بعلا
قد نشرت من شعرها الأقلا

و لم توف مقلتيها كحلا
ترفع رجلا و تحط رجلا

هذا و قد شاب بنوها أصلا
و أصبح الأصغر منهم كهلا

خذ القطيع ثم سمها الذلا
ضربا به تترك هذا الفعلا

و قال آخر

قد كحلت عينا و أعفت عينا
و حجلت و نشرت قرينا
تظن زينا ما تراه شينا

و قال آخر

تصنعي ما شئت أن تصنعي
و كحلي عينيك أو لا فدعي‏

ثم احجلي في البيت أو في المجمع‏
ما لك في بعل أرى من مطمع‏

و من مذاهبهم- كانوا إذا رحل الضيف أو غيره عنهم- و أحبوا ألا يعود- كسروا شيئا من الأواني وراءه- و هذا مما تعمله الناس اليوم أيضا-

قال بعضهم

كسرنا القدر بعد أبي سواح
فعاد و قدرنا ذهبت ضياعا

و قال آخر

و لا نكسر الكيزان في أثر ضيفنا
و لكننا نقفيه زادا ليرجعا

و قال آخر

أما و الله إن بني نفيل
لحلالون بالشرف اليفاع‏

أناس ليس تكسر خلف ضيف‏
أوانيهم و لا شعب القصاع‏

و من مذاهبهم- قولهم إن من ولد في القمراء تقلصت غرلته- فكان كالمختون- و يجوز عندنا أن يكون ذلك من خواص القمر- كما أن من خواصه إبلاء الكتان و إنتان اللحم- وقد روي عن أمير المؤمنين ع إذا رأيت الغلام طويل الغرلة- فاقرب به من السؤدد- و إذا رأيته قصير الغرلة كأنما ختنه القمر فابعد به- . و قال إمرؤ القيس لقيصر- و قد دخل معه الحمام فرآه أغلف-

إني حلفت يمينا غير كاذبة
لأنت أغلف إلا ما جنى القمر

و من مذاهبهم التشاؤم بالعطاس- قال إمرؤ القيس-

و قد اغتدى قبل العطاس بهيكل‏

و قال آخر

و خرق إذا وجهت فيه لغزوة
مضيت و لم يحبسك عنه العواطس‏

و من مذاهبهم قولهم في الدعاء- لا عشت إلا عيش القراد- يضربونه مثلا في الشدة و الصبر على المشقة- و يزعمون أن القراد يعيش ببطنه عاما و بظهره عاما- و يقولون إنه يترك في طينة و يرمى بها الحائط- فيبقى سنة على بطنه و سنة على ظهره و لا يموت- قال بعضهم-

فلا عشت إلا كعيش القراد
عاما ببطن و عاما بظهر

و من مذاهبهم- كانت النساء إذا غاب عنهن من يحببنه- أخذن ترابا من موضع رجله- كانت العرب تزعم أن ذلك أسرع لرجوعه- . و قالت امرأة من العرب و اقتبضت من أثره-

يا رب أنت جاره في سفره
و جار خصييه و جار ذكره‏

و قالت امرأة

أخذت ترابا من مواطئ رجله
غداة غدا كيما يئوب مسلما

و من مذاهبهم- أنهم كانوا يسمون العشا في العين الهدبد- و أصل الهدبد اللبن الخاثر- فإذا أصاب أحدهم ذلك عمد إلى سنام- فقطع منه قطعة و من الكبد قطعة و قلاهما- و قال عند كل لقمة يأكلها- بعد أن يمسح جفنه الأعلى بسبابته-

فيا سناما و كبد
ألا اذهبا بالهدبد

ليس شفاء الهدبد
إلا السنام و الكبد

قال فيذهب العشا بذلك- . و من مذاهبهم- اعتقادهم أن الورل و القنفذ و الأرنب- و الظبي و اليربوع و النعام مراكب الجن يمتطونها- و لهم في ذلك أشعار مشهورة- و يزعمون أنهم يرون الجن و يظاهرونهم و يخاطبونهم- و يشاهدون الغول و ربما جامعوها و تزوجوها- و قالوا إن عمرو بن يربوع تزوج الغول و أولدها بنين- و مكثت عنده دهرا فكانت تقول له- إذا لاح البرق من جهة بلادي و هي جهة كذا- فاستره عني فإني إن لم تستره عني تركت ولدك عليك- و طرت إلى بلاد قومي- فكان عمرو بن يربوع- كلما برق البرق غطى وجهها بردائه فلا تبصره- و إلى هذا المعنى أشار أبو العلاء المعري- في قوله يذكر الإبل و حنينها إلى البرق-

طربن لضوء البارق المتعالي
ببغداد وهنا ما لهن و ما لي‏

سمت نحوه الأبصار حتى كأنها
بناريه من هنا و ثم صوالي‏

إذا طال عنها سرها لو رءوسها
تمد إليه في صدور عوالي‏

تمنت قويقا و الصراة أمامها
تراب لها من أينق و جمال‏

إذا لاح إيماض سترت وجوهها
كأني عمرو و المطي سعالي‏

و كم هم نضو أن يطير مع الصبا
إلى الشام لو لا حبسه بعقالي‏

قالوا فغفل عمرو بن يربوع عنها ليلة- و قد لمع البرق فلم يستر وجهها- فطارت و قالت له و هي تطير-

أمسك بنيك عمرو إني آبق
برق على أرض السعالي آلق‏

و منهم من يقول ركبت بعيرا و طارت عليه- أي أسرعت فلم يدركها- و عن هذا قال الشاعر-

رأى برقا فأوضع فوق بكر
فلا بك ما أسأل و لا أغاما

قال فبنو عمرو بن يربوع إلى اليوم يدعون بني السعلاة- و لذلك قال الشاعر يهجوهم-

يا قبح الله بني السعلاة
عمرو بن يربوع شرار النات‏
ليسوا بأبطال و لا أكيات‏

فأبدل السين تاء و هي لغة قوم من العرب- . و من مذاهبهم في الغول قولهم- إنها إذا ضربت ضربة واحدة بالسيف هلكت- فإن ضربت ثانية عاشت- و إلى هذا المعنى أشار الشاعر بقوله-

فقالت ثن قلت لها رويدا
مكانك إنني ثبت الجنان‏

و كانت العرب تسمي أصوات الجن العزيف-  و تقول إن الرجل إذا قتل قنفذا أو ورلا-  لم يأمن الجن على فحل إبله-  و إذا أصاب إبله خطب أو بلاء حمله على ذلك-  و يزعمون أنهم يسمعون الهاتف بذلك-  و يقولون مثله في الجان من الحيات و قتله عندهم عظيم-  و رأى رجل منهم جانا في قعر بئر لا يستطيع الخروج فنزل و أخرجه منها-  على خطر عظيم-  و غمض عينيه لئلا يرى أين يدخل-  كأنه يريد بذلك التقرب إلى الجن- .

و قال أبو عثمان الجاحظ-  و كانوا يسمون من يجاور منهم الناس عامرا و الجمع عمار-  فإن تعرض للصبيان فهو روح-  فإن خبث و تعرم فهو شيطان-  فإن زاد على ذلك فهو مارد-  فإن زاد على ذلك في القوة فهو عفريت-  فإن طهر و لطف و صار خيرا كله فهو ملك-  و يفاضلون بينهم و يعتقدون مع كل شاعر شيطانا-  و يسمونهم بأسماء مختلفة-  قال أبو عثمان-  و في النهار ساعات يرى فيها الصغير كبيرا-  و يوجد لأوساط الفيافي و الرمال و الحرار مثل الدوي-  و هو طبع ذلك الوقت-

قال ذو الرمة

إذا قال حادينا لترنيم نبأة
صه لم يكن إلا دوي المسامع‏

و قال أبو عثمان أيضا- في الذين يذكرون عزيف الجن و تغول الغيلان- إن أثر هذا الأمر و ابتداء هذا الخيال- أن القوم لما نزلوا بلاد الوحش عملت فيهم الوحشة- و من انفرد و طال مقامه في البلاد الخلاء استوحش- و لا سيما مع قلة الأشغال و فقد المذاكرين- و الوحدة لا تقطع أيامها إلا بالتمني و الأفكار- و ذلك أحد أسباب الوسواس- . و من عجائب اعتقادات العرب و مذاهبها- اعتقادهم في الديك و الغراب و الحمامة- و ساق حر و هو الهديل و الحية- فمنهم من يعتقد أن للجن بهذه الحيوانات تعلقات- و منهم من يزعم أنها نوع من الجن- و يعتقدون أن سهيلا و الزهرة الضب و الذئب- و الضبع مسوخ- و من أشعارهم في مراكب الجن- قول بعضهم في قنفذ رآه ليلا-

فما يعجب الجنان منك عدمتهم
و في الأسد أفراس لهم و نجائب‏

أ يسرج يربوع و يلجم قنفذ
لقد أعوزتكم ما علمت النجائب‏

فإن كانت الجنان جنت فبالحرى
لا ذنب للأقوام و الله غالب‏

و من الشعر المنسوب إلى الجن

و كل المطايا قد ركبنا فلم نجد
ألذ و أشهى من ركوب الأرانب‏

و من عضر فوط عن لي فركبته‏
أبادر سربا من عطاء قوارب‏

و قال أعرابي يكذب بذلك

أ يستمع الأسرار راكب قنفذ
لقد ضاع سر الله يا أم معبد

و من أشعارهم و أحاديثهم- في رواية الجن و خطابهم و هتافهم- ما رواه أبو عثمان الجاحظ لسمير بن الحارث الضبي-

و نار قد حضأت بعيد وهن
بدار لا أريد بها مقاما

سوى تحليل راحلة و عين‏
أكالئها مخافة أن تناما

أتوا ناري فقلت منون أنتم
فقالوا الجن قلت عموا ظلاما

و يزعمون أن عمير بن ضبيعة- رأى غلمانا ثلاثة يلعبون نهارا- فوثب غلام منهم فقام على عاتقي صاحبه- و وثب الآخر فقام على عاتقي الأعلى منهما- فلما رآهم كذلك حمل عليهم فصدمهم- فوقعوا على ظهورهم و هم يضحكون- فقال عمير بن ضبيعة- فما مررت يومئذ بشجرة إلا و سمعت من تحتها ضحكا- فلما رجع إلى منزله مرض أربعة أشهر- .

و حكى الأصمعي عن بعضهم- أنه خرج هو و صاحب له يسيران- فإذا غلام على الطريق- فقالا له من أنت قال أنا مسكين قد قطع بي- فقال أحدهما لصاحبه أردفه خلفك فأردفه- فالتفت الآخر إليه فرأى فمه يتأجج نارا- فشد عليه بالسيف فذهبت النار فرجع عنه- ثم التفت فرأى فمه يتأجج نارا- فشد عليه فذهبت النار- ففعل ذلك مرار- فقال ذلك الغلام قاتلكما الله ما أجلدكما- و الله ما فعلتها بآدمي إلا و انخلع فؤاده- ثم غاب عنهما فلم يعلما خبره- . و قال أبو البلاد الطهوي و يروى لتأبط شرا-

لهان على جهينة ما ألاقي
من الروعات يوم رحى بطان‏

لقيت الغول تسري في ظلام‏
بسهب كالعباءة صحصحان‏

فقلت لها كلانا نقض أرض
أخو سفر فخلي لي مكاني‏

فشدت شدة نحوي فأهوى‏
لها كفى بمصقول يماني‏

فقالت زد فقلت رويد إني
على أمثالها ثبت الجنان‏

و الذين يروون هذا الشعر لتأبط شرا يروون أوله-

ألا من مبلغ فتيات جهم
بما لاقيت عند رحى بطان‏

بأني قد لقيت الغول تلوي‏
بمرت كالصحيفة صحصحان‏

فصدت فانتحيت لها بعضب
حسام غير مؤتشب يماني‏

فقد سراتها و البرك منها
فخرت لليدين و للجران‏

فقالت ثن قلت لها رويدا
مكانك إنني ثبت الجنان‏

و لم أنفك مضطجعا لديها
لأنظر مصبحا ما ذا دهاني‏

إذا عينان في رأس دقيق‏
كرأس الهر مشقوق اللسان‏

و ساقا مخدج و لسان كلب
و ثوب من عباء أو شنان‏

و قال البهراني

و تزوجت في الشبيبة غولا
بغزال و صدقتي زق خمر

و قال الجاحظ أصدقها الخمر لطيب ريحها- و الغزال لأنه من مراكب الجن- و قال أبو عبيد بن أيوب العنبري أحد لصوص العرب-

تقول و قد ألممت بالإنس لمة
مخضبة الأطراف خرس الخلاخل‏

أ هذا خدين الغول و الذئب و الذي‏
يهيم بربات الحجال الهراكل‏

رأت خلق الدرسين أسود شاحبا
من القوم بساما كريم الشمائل‏

تعود من آبائه فتكاتهم‏
و إطعامهم في كل غبراء شامل‏

إذا صاد صيدا لفه بضرامه
وشيكا و لم ينظر لغلي المراجل‏

و نهسا كنهس الصقر ثم مراسه‏
بكفيه رأس الشيخة المتمايل‏

و من هذه الأبيات

إذا ما أراد الله ذل قبيلة
رماها بتشتيت الهوى و التخاذل‏

و أول عجز القوم عما ينوبهم‏
تقاعدهم عنه و طول التواكل‏

و أول خبث الماء خبث ترابه
و أول لؤم القوم لؤم الحلائل‏

و هذا الشعر من جيد شعر العرب- و إنما كان غرضنا منه متعلقا بأوله- و ذكرنا سائره لما فيه من الأدب- . و قال عبيد بن أيوب أيضا في المعنى الذي نحن بصدده-

و صار خليل الغول بعد عداوة
صفيا و ربته القفار البسابس‏

و قال أيضا

فلله در الغول أي رفيقة
لصاحب قفر في المهامة يذعر

أرنت بلحن بعد لحن و أوقدت‏
حوالي نيرانا تلوح و تزهر

و قال أيضا

و غولا قفرة ذكر و أنثى
كأن عليهما قطع البجاد

و قال أيضا

فقد لاقت الغزلان مني بلية
و قد لاقت الغيلان مني الدواهيا

و قال البهراني في قتل الغول

ضربت ضربة فصارت هباء
في محاق القمراء آخر شهر

و قال أيضا يزعم أنه لما ثنى عليها الضرب عاشت-

فثنيت و المقدار يحرس أهله
فليت يميني يوم ذلك شلت‏

و قال تأبط شرا يصف الغول- و يذكر أنه راودها عن نفسها فامتنعت عليه فقتلها-

فأصبحت و الغول لي جارة
فيا جارة أنت ما أغولا

و طالبتها بضعها فالتوت
فكان من الرأي أن تقتلا

فجللتها مرهفا صارما
أبان المرافق و المفصلا

فطار بقحف ابنة الجن ذا
شقاشق قد أخلق المحملا

فمن يك يسأل عن جارتي‏
فإن لها باللوى منزلا

عظاءة أرض لها حلتان
من ورق الطلح لم تغزلا

و كنت إذا ما هممت ابتهلت‏
و أحرى إذا قلت أن أفعلا

و من أعاجيبهم- أنهم كانوا إذا طالت علة الواحد منهم- و ظنوا أن به مسا من الجن- لأنه قتل حية أو يربوعا أو قنفذا- عملوا جمالا من طين و جعلوا عليها جوالق- و ملئوها حنطة و شعيرا و تمرا- و جعلوا تلك الجمال في باب جحر- إلى جهة المغرب وقت غروب الشمس- و باتوا ليلتهم تلك- فإذا أصبحوا نظروا إلى تلك الجمال الطين- فإن رأوا أنها بحالها قالوا لم تقبل الدية- فزادوا فيها- و إن رأوها قد تساقطت و تبدد ما عليها من الميرة- قالوا قد قبلت الدية- و استدلوا على شفاء المريض و ضربوا بالدف- قال بعضهم-

قالوا و قد طال عنائي و السقم
احمل إلى الجن جمالات و ضم‏

فقد فعلت و السقام لم يرم‏
فبالذي يملك برئي أعتصم‏

و قال آخر

فيا ليت إن الجن جازوا جمالتي
و زحزح عني ما عناني من السقم‏

و يا ليتهم قالوا انطنا كل ما حوت‏
يمينك في حرب عماس و في سلم‏

أعلل قلبي بالذي يزعمونه
فيا ليتني عوفيت في ذلك الزعم‏

و قال آخر

أرى أن جنان النويرة أصبحوا
و هم بين غضبان علي و آسف‏

حملت و لم أقبل إليهم حمالة
تسكن عن قلب من السقم تالف‏

و لو أنصفوا لم يطلبوا غير حقهم
و من لي من أمثالهم بالتناصف‏

تغطوا بثوب الأرض عني و لو بدوا
لأصبحت منهم آمنا غير خائف‏

و كانوا إذا غم عليهم أمر الغائب و لم يعرفوا له خبرا- جاءوا إلى بئر عادية أو جفر قديم و نادوا فيه- يا فلان أو يا أبا فلان ثلاث مرات- و يزعمون أنه إن كان ميتا لم يسمعوا صوتا- و إن كان حيا سمعوا صوتا ربما توهموه وهما- أو سمعوه من الصدى- فبنوا عليه عقيدتهم-

قال بعضهم

دعوت أبا المغوار في الجفر دعوة
فما آض صوتي بالذي كنت داعيا

أظن أبا المغوار في قعر مظلم‏
تجر عليه الذاريات السوافيا

و قال

و كم ناديته و الليل ساج
بعادي البئار فما أجابا

و قال آخر

غاب فلم أرج له إيابا
و الجفر لا يرجع لي جوابا

و ما قرأت مذ نأى كتابا
حتى متى أستنشد الركابا
عنه و كل يمنع الخطابا

و قال آخر

أ لم تعلمي أني دعوت مجاشعا
من الجفر و الظلماء باد كسورها

فجاوبني حتى ظننت بأنه‏
يطلع من جوفاء صعب خدورها

لقد سكنت نفسي و أيقنت أنه
سيقدم و الدنيا عجاب أمورها

و قال آخر

دعوناه من عادية نضب ماؤها
و هدم جاليها اختلاف عصور

فرد جوابا ما شككت بأنه‏
قريب إلينا بالإياب يصير

أقوى في البيت الثاني و سكن نضب ضرورة كما قال

لو عصر منه البان و المسك انعصر

و من أعاجيبهم- أنهم كانوا في الحرب- ربما أخرجوا النساء فيبلن بين الصفين- يرون أن ذلك يطفئ نار الحرب- و يقودهم إلى السلم- .

قال بعضهم

لقونا بأبوال النساء جهالة
و نحن نلاقيهم ببيض قواضب‏

و قال آخر

بالت نساء بني خراشة خيفة
منا و أدبرت الرجال شلالا

و قال آخر

بالت نساؤهم و البيض قد أخذت
منهم مآخذ يستشفى بها الكلب‏

و هذان البيتان يمكن أن يراد بهما- أن النساء يبلن خيفة و ذعرا- لا على المعنى الذي نحن في ذكره- فإذن لا يكون فيهما دلالة على المراد- .

و قال الآخر

هيهات رد الخيل بالأبوال
إذا غدت في صور السعالي‏

و قال آخر

جعلوا السيوف المشرفية منهم
بول النساء و قل ذاك غناء

فأما ذكرهم عزيف الجن في المفاوز و السباسب- فكثير مشهور- كقول بعضهم-

و خرق تحدث غيطانه
حديث العذارى بأسرارها

و قال آخر

و دوية سبسب سملق
من البيد تعزف جنانها

و قال الأعشى

و بهماء تعزف جناتها
مناهلها آجنات سدم‏

و قال

و بلدة مثل ظهر الترس موحشة
للجن بالليل في حافاتها زجل‏

و قال آخر-

ببيداء في أرجائها الجن تعزف‏

و قال الشرقي بن القطامي- كان رجل من كلب يقال له عبيد بن الحمارس شجاعا- و كان نازلا بالسماوة أيام الربيع- فلما حسر الربيع و قل ماؤه و أقلعت أنواؤه- تحمل إلى وادي تبل فرأى روضة و غديرا- فقال روضة و غدير و خطب يسير- و أنا لما حويت مجير- فنزل هناك و له امرأتان- اسم إحداهما الرباب و الأخرى خولة- فقالت له خولة-

أرى بلدة قفرا قليلا أنيسها
و إنا لنخشى إن دجا الليل أهلها

و قالت له الرباب

أرتك برأيي فاستمع عنك قولها
و لا تأمنن جن العزيف و جهلها

فقال مجيبا لهما

أ لست كميا في الحروب مجربا
شجاعا إذا شبت له الحرب محربا

سريعا إلى الهيجا إذا حمس الوغى‏
فأقسم لا أعدو الغدير منكبا

ثم صعد إلى جبل تبل فرأى شيهمة- و هي الأنثى من القنافذ- فرماها فأقعصها و معها ولدها فارتبطه- فلما كان الليل هتف به هاتف من الجن

يا ابن الحمارس قد أسأت جوارنا
و ركبت صاحبنا بأمر مفظع‏

و عقرت لقحته و قدت فصيلها
قودا عنيفا في المنيع الأرفع‏

و نزلت مرعى شائنا و ظلمتنا
و الظلم فاعله وخيم المرتع‏

فلنطرقنك بالذي أوليتنا
شر يجيئك ما له من مدفع‏

فأجابه ابن الحمارس

يا مدعي ظلمي و لست بظالم
اسمع لديك مقالتي و تسمع‏

إن كنتم جنا ظلمتم قنفذا
عقرت فشر عقيرة في مصرع‏

لا تطمعوا فيما لدي فما لكم
فيما حويت و حزته من مطمع‏

فأجابه الجني

يا ضارب اللقحة بالعضب الأفل
قد جاءك الموت و أوفاك الأجل‏

و ساقك الحين إلى جن تبل
فاليوم أقويت و أعيتك الحيل‏

فأجابه ابن الحمارس

يا صاحب اللقحة هل أنت بجل
مستمع مني فقد قلت الخطل‏

و كثرة المنطق في الحرب فشل‏
هيجت قمقاما من القوم بطل‏

ليث ليوث و إذا هم فعل
لا يرهب الجن و لا الإنس أجل‏
من كان بالعقوة من جن تبل‏

قال فسمعهما شيخ من الجن- فقال لا و الله لا نرى قتل إنسان مثل هذا- ثابت القلب ماضي العزيمة- فقام ذلك الشيخ و حمد الله تعالى ثم أنشد-

يا ابن الحمارس قد نزلت بلادنا
فأصبت منها مشربا و مناما

فبدأتنا ظلما بعقر لقوحنا
و أسأت لما أن نطقت كلاما

فاعمد لأمر الرشد و اجتنب الردى
إنا نرى لك حرمة و ذماما

و اغرم لصاحبنا لقوحا متبعا
فلقد أصبت بما فعلت أثاما

فأجابه ابن الحمارس

الله يعلم حيث يرفع عرشه
أني لأكره أن أصيب أثاما

أما ادعاؤك ما ادعيت فإنني‏
جئت البلاد و لا أريد مقاما

فأسمت فيها مالنا و نزلتها
لأريح فيها ظهرنا أياما

فليغد صاحبكم علينا نعطه‏
ما قد سألت و لا نراه غراما

ثم غرم للجن لقوحا متبعا للقنفذ و ولدها- . و هذه الحكاية و إن كانت كذبا- إلا أنها تتضمن أدبا- و هي من طرائف‏ أحاديث العرب- فذكرناها لأدبها و إمتاعها- و يقال إن الشرقي بن القطامي- كان يصنع أشعارا و ينحلها غيره- . فأما مذهب العرب- في أن لكل شاعر شيطانا يلقي إليه الشعر- فمذهب مشهور- و الشعراء كافة عليه- قال بعضهم-

إني و إن كنت صغير السن
و كان في العين نبو عني‏

فإن شيطاني أمير الجن‏
يذهب بي في الشعر كل فن‏

و قال حسان بن ثابت

إذا ما ترعرع فينا الغلام
فما إن يقال له من هوه‏

إذا لم يسد قبل شد الإزار
فذلك فينا الذي لا هوه‏

و لي صاحب من بني الشيصبان
فطورا أقول و طوار هوه‏

و كانوا يزعمون أن اسم شيطان الأعشى مسحل- و اسم شيطان المخبل عمرو-

و قال الأعشى

دعوت خليلي مسحلا و دعوا له
جهنام جدعا للهجين المذمم‏

و قال آخر-

لقد كان جني الفرزدق قدوة
و ما كان فينا مثل فحل المخبل‏

و لا في القوافي مثل عمرو و شيخه‏
و لا بعد عمرو شاعر مثل مسحل‏

و قال الفرزدق يصف قصيدته

كأنها الذهب العقيان حبرها
لسان أشعر خلق الله شيطانا

و قال أبو النجم

إني و كل شاعر من البشر
شيطانه أنثى و شيطاني ذكر

و أنشد الخالع فيما نحن فيه لبعض الرجاز

إن الشياطين أتوني أربعه
في غلس الليل و فيهم زوبعه‏

و هذا لا يدل على ما نحن بصدده- من أمر الشعر و إلقائه إلى الإنسان- فلا وجه لإدخاله في هذا الموضع- . و من مذاهبهم أنهم كانوا إذا قتلوا الثعبان- خافوا من الجن أن يأخذوا بثأره- فيأخذون روثة و يفتونها على رأسه- و يقولون روثة راث ثائرك- . و قال بعضهم-

طرحنا عليه الروث و الزجر صادق
فراث علينا ثأره و الطوائل‏

و قد يذر على الحية المقتولة يسير رماد- و يقال لها قتلك العين فلا ثأر لك- و في أمثالهم لمن ذهب دمه هدرا و هو قتيل العين-

قال الشاعر

و لا أكن كقتيل العين وسطكم
و لا ذبيحة تشريق و تنحار

فأما مذهبهم في الخرزات- و الأحجار و الرقى و العزائم فمشهور- فمنها السلوانة و يقال السلوة- و هي خرزة يسقى العاشق منها فيسلو في زعمهم- و هي بيضاء شفافة-

قال الراجز

لو أشرب السلوان ما سليت
ما بي غنى عنكم و إن غنيت‏

السلوان جمع سلوانة- .و قال اللحياني- السلوانة تراب من قبر يسقى منه العاشق فيسلو-

و قال عروة بن حزام

جعلت لعراف اليمامة حكمه
و عراف نجد إن هما شفياني‏

فقالا نعم نشفي من الداء كله‏
و قاما مع العواد يبتدران‏

فما تركا من رقية يعرفانها
و لا سلوة إلا و قد سقياني‏

و قال آخر

سقوني سلوة فسلوت عنها
سقى الله المنية من سقاني‏

أي سلوت عن السلوة و اشتد بي العشق و دام-

و قال الشمردل

و لقد سقيت بسلوة فكأنما
قال المداوي للخيال بها ازدد

و من خرزاتهم- الهنمة تجتلب بها الرجال و تعطف بها قلوبهم- و رقيتها أخذته بالهنمة بالليل زوج و بالنهار أمه- . و منها الفطسة و القبلة و الدردبيس- كلها لاجتلاب قلوب الرجال-

قال الشاعر

جمعن من قبل لهن و فطسة
و الدردبيس تمائما في منظم‏

فانقاد كل مشذب مرس القوى‏
لحبالهن و كل جلد شيظم‏

و قيل الدردبيس خرزة سوداء- يتحبب بها النساء إلى بعولتهن- توجد في القبور العادية- و رقيتها أخذته بالدردبيس- تدر العرق اليبيس و تذر الجديد كالدريس-

و أنشد

قطعت القيد و الخرزات عني
فمن لي من علاج الدردبيس‏

و أصل الدردبيس الداهية- و نقل إلى هذه لقوة تأثيرها- . و من خرزاتهم القرزحلة-

أنشد ابن الأعرابي

لا تنفع القرزحلة العجائزا
إذا قطعن دونها المفاوزا

و هي من خرز الضرائر-  إذا لبستها المرأة مال إليها بعلها دون ضرتها- . و منها خرزة العقرة-  تشدها المرأة على حقويها فتمنع الحبل-  ذكر ذلك ابن السكيت في إصلاح المنطق- . و منها الينجلب-  و رقيتها أخذته بالينجلب-  فلا يرم و لا يغب و لا يزل عند الطنب- . و منها كرار مبنية على الكسر-  و رقيتها يا كرار كريه إن أقبل فسريه-  و إن أدبر فضريه من فرجه إلى فيه- . و منها الهمرة-  و رقيتها يا همرة اهمريه-  من استه إلى فيه و ماله و بنيه- . و منها الخصمة-  خرزة للدخول على السلطان و الخصومة-  تجعل تحت فص الخاتم-  أو في زر القميص أو في حمائل السيف-

قال بعضهم

يعلق غيري خصمة في لقائهم
و ما لي عليكم خصمة غير منطقي‏

و منها الوجيهة و هي كالخصمة حمراء كالعقيق- . و منها العطفة خرزة العطف-  و الكحلة خرزة سوداء تجعل على الصبيان-  لدفع العين عنهم-  و القبلة خرزة بيضاء تجعل في عنق الفرس من العين-  و الفطسة خرزة يمرض بها العدو و يقتل-  و رقيتها أخذته بالفطسة بالثوباء و العطسة-  فلا يزال في تعسة من أمره و نكسة حتى يزور رمسه- .

و من رقاهم للحب-  هوابه هوابه البرق و السحابه-  أخذته بمركن فحبه تمكن-  أخذته بإبره فلا يزل في عبره-  خليته بإشفى فقلبه لا يهدا-  خليته بمبرد فقلبه لا يبرد-  و ترقي الفارك زوجها إذا سافر عنها-  فتقول بأفول القمر و ظل الشجر شمال تشمله-  و دبوره تدبره و نكباء تنكبه-  شيك فلا انتعش-  ثم ترمي في أثره بحصاة و نواة و روثة و بعرة-  و تقول حصاة حصت أثره-  نواة أنأت داره روثة راث خبره لقعته ببعرة-

و قالت فارك في زوجها

أتبعته إذ رحل العيس ضحى
بعد النواة روثة حيث انتوى‏
الروث للرثى و للنأي النوى‏

و قال آخر

رمت خلفه لما رأت وشك بينه
نواة تلتها روثة و حصاة

و قالت نأت منك الديار فلا دنت‏
و راثت بك الأخبار و الرجعات‏

و حصت لك الآثار بعد ظهورها
و لا فارق الترحال منك شتات‏

و قال آخر يخاطب امرأته

لا تقذفي خلفي إذا الركب اغتدى
روثة عير و حصاة و نوى‏

لن يدفع المقدار أسباب الرقى‏
و لا التهاويل على جن الفلا

هذا الرجز أورده الخالع في هذا المعرض-  و هو بأن يدل على عكس هذا المعنى أولى-  لأن قوله-  لن يدفع المقدار بالرقى و لا بالتهاويل على الجن-  كلام يشعر بأن قذف الحصاة و النواة خلفه كالعوذة له-  لا كما تفعله الفارك التي تتمنى الفراق- .

فأما مذهبهم في القيافة و الزجر و الكهانة-  و اختلافهم في السانح و البارح-  و تشاتمهم باللفظة و الكلمة و تأويلهم لها-  و تيمنهم بكلمة أخرى-  و ما كانوا يفعلونه من البحيرة و السائبة و الوصيلة و الحامي-  فكله مشهور معروف لا حاجة لنا إلى ذكره هاهنا.

فأما لفظ أمير المؤمنين ع في قوله نشرة-  فإن النشرة في اللغة كالعوذة و الرقية-  قالوا نشرت فلانا تنشيرا أي رقيته و عوذته-  و قال الكلابي إذا نشر المسفوع فكأنما أنشط من عقال-  أي يذهب عنه ما به سريعا-  و في الحديث أنه قال فلعل طبا أصابه يعني سحرا-  ثم عوذه بقل أعوذ برب الناس أي رقاه-  و كذلك إذا كتب له النشرة- . و قد عد أمير المؤمنين ع أمورا أربعة ذكر منها النشرة-  و لم يكن ع ليقول ذلك-  إلا عن توقيف من رسول الله ص

الجزء العشرون

تتمة باب الحكم و المواعظ

بسم الله الرحمن الرحيم-  الحمد لله الواحد العدل

ترجمه فارسی شرح ابن‏ ابی الحدید

حكمت (408)

العين حقّ، و الرّقى حق، و السّحر حقّ، و الفأل حق، و الطيرة ليست بحق، و العدوى ليست بحق. و الطيب نشرة، و العسل نشرة، و الركوب نشرة، و النظر الى الخضرة نشرة.

«چشم زخم و افسون و جادوگرى و فال نيك زدن راست و درست است، فال بد زدن و سرايت بيمارى از يكى به ديگرى راست نيست، بوى خوش و عسل و سوارى و نگريستن به سبزه مايه درمان است.»

ابن ابى الحديد در شرح اين سخنان پس از توضيح مختصرى كه داده، با اشاره به اين كه در برخى از روايات به جاى عسل، غسل يعنى شست و شوى با آب آمده، دو مبحث مفصل يكى درباره اقوال مختلفى كه در مورد چشم زخم و جادوگرى و فال نيك و بد و سرايت بيمارى آمده است و ديگرى در مورد اعتقادات و پندارهاى اعراب آورده است كه شصت صفحه از چاپ مصر را شامل است و هر چند از لحاظ جنبه‏ تاريخى چندان مهم نيست، ولى نشان دهنده فرهنگ و رسوم عامه و احاطه ابن ابى الحديد بر آن است، بدين سبب بخشهايى از آن ترجمه مى‏شود، ضمنا در اين مبحث به بيش از سيصد بيت استشهاد شده است.

در حديث مرفوعى آمده است كه «چشم‏ زخم راست است و اگر چيزى بتواند بر سرنوشت پيشى گيرد، همان چشم‏ زخم است و هرگاه نيازمند به شست و شو شديد، خويش را بشوييد.» در تفسير اين حديث گفته‏ اند: آنان از كسى كه چشم‏ زخم زده است مى‏ خواسته ‏اند با آبى وضو بگيرد و آنكه چشم خورده است قسمتى از آن آب مى ‏آشاميده است و با بقيه آن خود را شست و شو مى ‏داده است.

در حديثى هم از قول عايشه آمده است كه «چشم زخم راست است همان‏گونه كه محمد حق است.» در حديثى از ام سلمه نقل شده است كه پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بر چهره يكى از كنيزان او زخمى ديد. فرمود: «او را چشم‏ زخم رسيده است، براى او افسون فراهم آوريد.» عوف بن مالك اشجعى مى‏ گويد: ما به روزگار جاهلى بر خود رقيه افسون مى ‏بستيم، گفتم: اى رسول خدا در اين مورد چه عقيده داريد فرمود: «افسونهاى خود را بر من عرضه داريد، تا هنگامى كه در آن شرك نباشد، به كار بردنش مانعى ندارد.»

گروهى از ياران رسول خدا در يكى از سفرهاى خود از كنار قبيله‏ اى گذشتند و از آنان اجازه خواستند ميهمانشان باشند. آنان نپذيرفتند و گفتند: آيا كسى ميان شما هست كه افسون كند كه سرور اين قبيله را مار گزيده است. مردى از ايشان گفت: آرى و خود پيش سالار قبيله رفت و فاتحة الكتاب بر او خواند و بهبود يافت. تعدادى گوسپند به آن مرد پيشكش شد كه گفت تا به حضور پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نرسد و اجازه نگيرد نخواهد پذيرفت. چون به حضور پيامبر رسيد، موضوع را گزارش داد و گفت: سوگند به زندگى شما كه من چيزى جز فاتحة الكتاب بر او نخواندم. فرمود: «چه مى‏ دانيد كه آن بهترين رقيه است، گوسپندها را از آنان بگيريد و براى من هم در آن سهمى منظور داريد.» در عين حال از آن حضرت نقل شده كه فرموده است: «هر كس كه فال بد زند يا به فال زننده مراجعه كند و هر كس كهانت كند يا پيش كاهن برود، از ما نيست.» انس بن مالك از قول پيامبر به صورت مرفوع نقل مى‏ كند كه فرموده است: «سرايت و فال بد نه، ولى فال پسنديده مرا خوش مى ‏آيد.» گفتند: فال پسنديده چيست‏ فرمود: سخن خوش و نيكو.

ابو هريره نقل كرده است كه پيامبر فرموده است: «هر كس پيش كاهنى رود و گفته او را تصديق كند. از آنچه خداوند بر ابو القاسم نازل فرموده بيزارى جسته است.» به على عليه السّلام گفته شد: با آنان امروز جنگ را آغاز مكن كه قمر در عقرب است. فرمود: قمر ما يا قمر ايشان و هم روايت شده است كه پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خوش نمى ‏داشته است در سه شبانه‏ روز آخر ماه و به هنگام قمر در عقرب ازدواج يا مسافرت فرمايد.

ابو عثمان جاحظ مى ‏گويد: دانشمندان ايرانى و هندى و پزشكان يونانى و زيركان عرب و شهرنشينان مجرب و متكلمان ورزيده غذا خوردن مقابل جانوران درنده را خوش نمى ‏داشته ‏اند و از چشم زخم آنان و حرص و آزى كه در آن نهفته است پرهيز مى ‏كرده ‏اند و از بخارى كه از دهان آنها بيرون مى ‏آمده است بيم داشته ‏اند و معتقد بوده ‏اند مايه تباهى قلب و كاستن نيروى آن مى‏ شود. همچنين از ايستادن خدمتگزاران بالاسر خود به هنگام خوردن و آشاميدن پرهيز مى‏ كرده‏ اند و پيش از اينكه غذا بخورند، دستور مى‏ داده ‏اند خدمتگزاران را سير نمايند. در مورد سگ و گربه هم عقيده داشته ‏اند كه يا بايد آنها را از كنار سفره دور كرد يا آنكه براى آنان چيزى انداخت كه به خوردن آن سرگرم شوند.

يكى از نزديكان منصور دوانيقى يك روز پيش از كشته شدن ابو مسلم به منصور گفت: من امروز سه چيز در ابو مسلم ديدم كه براى او فال بد زدم. منصور گفت: چه چيزى ديده‏اى گفت: نخست اينكه سوار بر اسب شد، كلاهش فرو افتاد، منصور ضمن تكبير گفتن، گفت: به خدا سوگند سرش از پس كلاهش فرو خواهد افتاد. ديگر آنكه اسبش چموشى كرد و او را بر زمين افكند، منصور گفت: به خدا سوگند بخت او سرنگون مى‏ گردد و اقبالش چون سنگ سخت و سفت مى‏ شود، منصور پرسيد سومى چه بود گفت: ابو مسلم به يارانش گفت: من كشته مى‏ شوم و بيهوده چاره‏انديشى مى‏ كنم، در همين حال صداى مردى از صحرا شنيده شد كه به مردى ديگر مى‏ گفت: اى فلان امروز آخرين روز مهلت است. منصور گفت: الله اكبر به خواست خداوند متعال اجل او سر آمده است و نشان او از دنيا سپرى مى ‏شود، و ابو مسلم فرداى آن روز كشته شد.

عمر بن خطاب در موسم حج بود، مردى با صداى بلند او را با عنوان «يا خليفة رسول الله» صدا كرد. مردى از قبيله بنى لهب كه اهل فال زدن هستند، گفت: آن مرد عمر را با نام شخص درگذشته ‏اى صدا كرد و بدين گونه امير المؤمنين مرد، و چون مردم براى‏ ريگ زدن جمرات ايستادند ناگاه ريگى به جلو سر عمر خورد كه از محل زخم خون آمد. همان مرد گفت: به خدا سوگند نشان و زخم قربانى شدن بر امير مؤمنان رسيد و به خدا سوگند كه ديگر هرگز در اين موقف نمى‏ ايستد. پيش از آنكه سال تمام شود، عمر كشته شد. كثير بن عبد الرحمان درباره اطلاعات قبيله لهب در مورد فال خوب و بد زدن چنين سروده است: آهنگ قبيله لهب كردم كه پيش ايشان دانش جستجو كنم، آرى كه همه دانش فال زنندگان به قبيله لهب رسيده است.

ابو عثمان جاحظ مى‏ گويد: مسيلمه كذاب پيش از آنكه ادعاى پيامبرى كند ميان بازارهاى عرب و عجم نظير بازار ابلّة و بقّه و انبار و حيرة آمد و شد مى‏كرد و انواع نيرنگها و حيله ‏سازيها و كارهاى افسونگران و عزيمت خوانان و ستاره‏ شناسان را فرا مى‏ گرفت. پيش از آن هم كارهاى فالگيران و پيشگويان را كه با استفاده از حركات پرندگان مطالبى مى ‏گفتند، به خوبى آموخته بود. او نخست روى تخم مرغ، سركه بسيار تند و تيزى مى ‏ريخت و تخم مرغ نرم و ملايم مى‏ شد. به طورى كه به شكل صمغ كشيده مى‏ گرديد و سپس آن صمغ را وارد شيشه‏ اى كه سرش از تخم مرغ بسيار كوچكتر بود مى‏ كرد و به حال خود مى‏ گذاشت و صمغ به صورت بيضى و شكل نخستين خود برمى ‏گشت و آن را به اعراب باديه ‏نشين نشان مى‏ داد و آنان را گمراه مى‏ ساخت.

او پرچم هايى از كاغذ و به شكل بادبادك كودكان مى‏ ساخت و به آن زنگوله‏ هاى كوچك مى‏ بست و شبها به هنگامى كه وزش باد شدت مى ‏يافت آنها را در آسمان رها مى‏ كرد و مى‏ گفت اينها فرشتگان و آواى ايشان است كه بر من نازل مى‏ شوند. بالهاى بزرگ پرندگان را به خود مى‏ بست و اندكى پرواز مى‏ كرد و اعراب را گمراه مى‏ ساخت و به همين سبب درباره او چنين سروده شده است: «با تخم مرغ درون شيشه و بادبادك و چسباندن بالهاى بريده پرندگان تيز پرواز چنان مى ‏كرد.» درباره فال بد زدن به كلمه «سفرجل» «به، گلابى» چنين سروده ‏اند: معشوقه به معشوق بهى هديه داد، معشوق از آن فال بد زد، اندوهگين شد و اشكش فرو ريخت، آرى حق داشت كه فال بد بزند و از فراق بترسد كه جزء اول اين كلمه «سفر» است-  نشان دهنده جدايى است.

ديگرى درباره كلمه «سوسن» فال بد زده است و چنين سروده است: اى كسى كه به ما گل سوسن هديه كردى، در هديه كردن آن پسنديده رفتارنكردى كه نيمى از اين كلمه سوء-  بدى-  است و مرا خوش نيامد، اى كاش من گل سوسن را نمى ‏ديدم.

اما درباره جادوگرى، فقها آن را منكر نشده ‏اند و درباره كسى كه ديگرى را با جادو صدمه بزند به قصاص حكم داده ‏اند، گاهى هم در اخبار آمده است كه لبيد بن اعصم يهودى نسبت به پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم جادوگرى كرد و چنان اثر گذاشت كه آن حضرت كارى را كه نكرده بود، مى ‏پنداشت انجام داده است و هم روايت شده است كه زنى يهودى آن حضرت را با چند تار مو و بريده ‏هاى ناخن جادو كرد و آن را در چاهى افكند و خداوند متعال آن حضرت را راهنمايى فرمود و پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على عليه السّلام را گسيل داشت تا آن را از چاه بيرون آورد و آن زن جادوگر را كشت. و گروهى از متكلمان اين موضوع و تأثير جادو را بر وجود مقدس پيامبر نفى كرده و گفته ‏اند آن حضرت از اين گونه امور معصوم است.

فلاسفه را پندار بر اين است كه سحر و جادو از آثار نفس ناطقه است و بعيد نيست كه ميان نفوس نفسى باشد كه در غير خود بيمارى يا كينه و مهر و نظاير آن ايجاد كند، منجمان هم براى ستارگان همين تاثير را پذيرفته‏اند، همچنين گياه‏شناسان و سنگ‏شناسان هم همين گونه خواص را براى آنها اعتقاد دارند. سخن امير المؤمنين عليه السّلام هم دلالت بر صحت تأثير سحر در مواردى دارد. در مورد سرايت و مسرى بودن، پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فرموده است: «در اسلام سرايت نيست.» همچنين پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فرموده‏اند: «سرايت و هامه و صفر نيست.» هامه هم بومى بوده است كه اعراب در مورد مقتول مى‏ پنداشته‏ اند تا انتقام خون او گرفته نشود بانگ مى‏زند و صفر مارى بوده كه مى‏ پنداشته ‏اند در شكم قرار دارد و به هنگام گرسنگى به هيجان مى ‏آيد.

حكمت نكته‏ هايى درباره رسوم عرب و پندارهاى ايشان

در اين بخش نكاتى سودمند از رسوم و پندارهاى اعراب را مى‏آوريم كه اين مبحث ما را به اين راه مى‏ كشاند.

اعراب هنگامى كه گرفتار خشكسالى مى‏شدند و باران نمى‏آمد و مى‏خواستند طلب باران كنند، مقدارى پارچه و چيزهاى ديگر را با بوته و علفهاى خشك به هم مى‏ پيوستند و آن را به دم گاو مى‏ بستند و آتش مى‏زدند و گاو را به سوى كوهى بلند و دشوار مى‏راندند و خود از پى آن مى‏دويدند و خدا را فرا مى‏خواندند و طلب باران مى‏كردند. آنان با آتش زدن دم گاو به برق فال مى‏ زدند و گاو را هم فقط به سوى مغرب مى‏ راندند. ابن ابى الحديد نمونه ‏هايى از اشعارى را كه متضمن اين موضوع است آورده است كه براى نمونه به ترجمه دو بيت زير قناعت مى‏ شود.

آفرين و خوشامد مباد بر مردمى كه كوشش آنان در خشكسالى براى طلب باران كردن از بوته‏ها به جايى نرسيد، آيا تو با گاوى كه بر آن پارچه و بوته بسته‏اى به جستجوى وسيله‏اى ميان خدا و فرو ريختن باران مى‏ پردازى.

يكى از روشنفكران گفته است: هر ملت در رسوم خود از رسوم ملت ديگر تقليد مى‏ كند. هنديان مى ‏پنداشته ‏اند كه گاو فرشته‏اى است كه خداوند بر او خشم گرفته و به زمين فرستاده است و به همين سبب گاو را در نظر ايشان حرمتى بوده است، مدفوع تازه آن را بر بدن خود مى‏ ماليده‏ اند و چهره خود را با ادرار گاو مى‏ شسته ‏اند و كابين زنان خود قرار مى‏داده‏اند و در همه احوال به گاو تبرك مى‏ جسته ‏اند، شايد اعراب دوره جاهلى در توجه به گاو همين روش را تقليد مى‏ كرده و همين رسم را معمول مى‏ داشته ‏اند.

اعراب در مورد گله‏هاى گاو پندار ديگرى هم داشته‏اند و چنين بوده است كه اگر گله ‏هاى گاو به آبشخور براى آب خوردن نمى ‏رفته ‏اند، گاو نر گله را مى‏ زده‏ اند تا به آبشخور درآيد و گله از پى آن آب بياشامد، و معتقد بوده ‏اند كه جن، گله گاو را از آب خوردن و رفتن به آبشخور باز مى‏ دارد و شيطان روى دو شاخ گاو نر سوار مى‏ شود. در اين مورد شاعران عرب اشعارى سروده‏ اند، يا در سروده‏ هاى خود آن را گنجانيده‏ اند، از جمله شاعرى مى‏ گويد: «همچون گاو نر كه هرگاه گاوها از در آمدن به آبشخور خوددارى مى ‏كنند، زده مى ‏شود.» ديگرى گفته است: «در آن هنگام من همچو گاو نرى هستم كه چون ديگران آب نياشامند او را با آنكه از آشاميدن خوددارى نكرده است مى ‏زنند.»

ديگر از رسوم اعراب آويختن زر و زيور و زنگوله بر مار گزيده بوده است و معتقد بوده‏اند كه مار گزيده با اين كار بهبود مى‏يابد. همچنين گفته شده است از اين جهت آنها را بر مار گزيده مى‏ آويخته اند كه سر و صداى آن مانع از به خواب رفتن بيمار باشد و عقيده داشته ‏اند كه اگر مارگزيده بخوابد زهر در بدنش سرايت مى‏ كند و مى‏ ميرد و بدين گونه او را از به خواب رفتن باز مى ‏داشته ‏اند. نضر بن شميل هم همين عقيده را داشته است. برخى ديگر از اعراب معتقد بوده ‏اند كه اگر ابزارهاى زينتى زرين بر او بياويزند بهبود مى ‏يابد و اگر مس يا زيورهاى مسى بر او آويخته شود، مى ‏ميرد.

به يكى از اعراب گفته شده است: آيا با اين كار در جستجوى شهرت هستيد گفته است: اين زيورها مايه شهرت نيست ولى سنتى است كه آن را به ارث برده ‏ايم. در اين باره هم در اشعار عرب مطالبى آمده است، از جمله يكى از افراد قبيله بنى عذره چنين گفته است: «گويى من مارگزيده‏اى هستم كه گزش مار او را زخمى كرده است و بر گرد او زيورهاى آويخته زنان را مى بينى.» عويمر نبهانى هم چنين سروده است: «شبى را آميخته با رنج اندوه ها گذراندم، گويى من مارگزيده ‏اى بودم كه آواى زنگوله‏ ها خواب را از او دور كرده است.» ديگر از رسوم اعراب كه شبيه رسم زدن گاو نر است، اين است كه اگر شترى از آنان گرفتار جرب مى‏ شد، شتر سالم را داغ مى‏ كردند تا شترى كه گر گرفته بود بهبود يابد.

نابغه در اين باره چنين سروده است: گناه ديگرى را بر من بار كردى و او را رها ساختى، همچون شتر گرفتار جرب كه شتر ديگر را داغ مى‏ كنند و او به چراى خود سرگرم است.

ديگر از پندارها و رسوم عرب اين بوده است كه هرگاه شمار شتران ايشان به هزار مى ‏رسيده است يك چشم شتر نر را كور مى‏ كرده ‏اند كه چشم زخم را از شتران خود دفع كنند. اين معنى هم در شعر شاعران عرب آمده است، يكى از آنان چنين سروده است: هزار شتر به او دادى و بخل نورزيدى و موجب شدى چشم شتر نر و گزينه را كور كنى.

و اما رسم ديگرى از ايشان كه مشهور بوده و به آن «بليّة» مى‏ گفته ‏اند اين بوده است كه ماده شترى را كنار گور صاحبش مى‏ بسته و پابند مى‏ زده ‏اند تا بميرد و چنين بوده است كه اگر مرد شريف و گرانمايه ‏اى از ايشان مى‏ مرده است، شتر ماده يا شتر نر او را مى ‏گرفته ‏اند و سر و گردنش را به سوى پشت او برمى‏ گردانده و مى‏ بسته ‏اند و شتر را در گودالى كنار گور رها مى ‏كرده ‏اند و آب و علف نمى‏ داده‏ اند تا بميرد. گاهى جسد شتر را پس از مردنش آتش مى‏ زده ‏اند و گاه آن را پوست مى‏ كنده ‏اند و پوستش را از علف خشك آكنده مى ‏كرده‏ اند. پندارشان بر اين بوده است كه اگر مرد گرانمايه ‏اى بميرد و شترش را چنان نكنند، آن مرد پياده محشور مى‏ شود و اگر چنان كنند سواره محشور مى‏ شود و همان شتر مركب او خواهد بود.

ديگر از پندارهاى عرب و رسوم ايشان آن چنان كه ابن الاعرابى آن را نقل كرده است، اين است كه چون ناقه رم مى‏كرده است نام مادرش را به زبان مى‏آورده‏اند و آرام مى‏گرفته است. سكّرى در اين مورد چنين سروده است: «به او گفتم نام مادر اين ناقه چيست، آن را بگو و صدا بزن شايد پاسخت دهد و بيم و رميدگى اين ناقه آرام گيرد.» از عقايد ديگرى كه تقريبا همه اعراب جاهلى در آن اتفاق نظر داشته‏اند موضوع «هامة» است.

آنان اعتقاد داشته‏ اند كه هيچ مرده‏اى نمى ‏ميرد و هيچ كشته‏ اى كشته نمى‏ شود مگر اينكه جغدى نر از سرش بيرون مى ‏پرد و اگر آن شخص كشته شده و انتقام خونش گرفته نشده باشد آن جغد بر سر گورش فرياد برمى‏آورد كه آبم دهيد كه سخت تشنه‏ام. در همين مورد است كه پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فرموده است: «هامه وجود ندارد.» اين موضوع هم فراوان در اشعار عرب آمده است، ابو داود ايادى گويد: «مرگ و مير بر آنان چيره شده است و آنان را در گورستانها نواى جغد است.» ديگر از چيزهايى كه اسلام آن را باطل كرده است، اعتقاد ايشان به صفر است و آن چنان است كه مى ‏پنداشته ‏اند مارى در شكم آدمى است كه چون آدمى گرسنه شود آن مار روده‏ها و كبد آدمى را مى ‏گزد، و گفته شده است كه منظور از آن خود گرسنگى است كه پس از گرسنگى شروع به گزيدن مى‏ كند. اما آنچه در اين حديث آمده است كه «نه سرايت و نه هامه و نه صفر و نه غول وجود دارد.» ابو عبيدة معمر بن مثنى مى‏گويد: منظور ماه صفر است يعنى ماهى كه پس از محرم قرار دارد. ابو عبيدة مى‏گويد: اين حديث ناظر بر آن است كه اعراب در نسئى، ماه محرم را به ماه صفر تأخيرمى ‏انداخته ‏اند، و هيچ يك از علما در اين تفسير با ابو عبيدة موافقت نكرده است. اين موضوع هم در شعر شاعران عرب به چشم مى‏ خورد و ابو النجم عجلى چنين سروده است: اى بهترين جوانمردى كه تو هستى، و ما از تو بر روزگار سخت و دشوار يارى مى‏ طلبيم و گزشى را همچون گزش صفر بر جگر خواهانيم.

ديگر از خرافات عرب اين بوده است كه اگر مى‏ خواسته ‏اند وارد شهرى شوند كه از جن و وباى آن بيم داشته ‏اند، پيش از آنكه وارد شهر شوند كنار دروازه آن مى‏ ايستاده‏ اند و صداى خر در مى‏آورده‏اند و گاه استخوان دنبالچه خرگوشى را به گردن خود مى‏ آويخته ‏اند و آن را افسون جلوگيرى از صدمه جن و بيمارى وبا مى‏ پنداشته‏ اند.

تقليد صداى خر را تعشير مى‏ ناميده ‏اند و در اشعار ايشان به اين موضوع فراوان اشاره شده است، چنان كه شاعرى گفته است: از مرگى كه مقدر باشد، نه آواى خر در آوردن و نه آويختن استخوان دنبالچه خرگوش تو را مى ‏رهاند.

ديگر از كارهاى ايشان كه شبيه اين بوده است، اين است كه هر كس در بيابان و فلات سرگردان مى‏شد و راه را گم مى ‏كرد، پيراهن خود را باژگونه مى‏ ساخت و دو دست خويش را به يكديگر مى‏ كوفت، گويى به كسى اشاره مى‏كرد و راه را پيدا مى ‏كرد.

ابو العملسّ طائى در اين مورد چنين سروده است: گاهى از بيم رداى خود را باژگونه مى‏ سازم و گاه فلان كس را صدا مى‏ كنم.اساس اعتقاد آنان در باژگونه كردن لباس، فال نيك زدن به دگرگون شدن احوال روزگار از بدى به خوبى بوده است.رواياتى هم در مورد اين رسم در شريعت اسلامى براى طلب باران آمده است.

ديگر از رسوم اعراب اين بوده است كه چون مرد به سفر مى‏رفته است نخى را بر شاخه يا تنه درختى گره مى‏زده است و پس از برگشتن به آن نخ مى‏نگريسته است، اگر آن را به حال خود مى ‏ديده، معتقد بوده است كه همسرش به او خيانت نكرده است و اگر آن نخ نمى‏بوده يا گرهش باز شده بود مى‏ گفت همسرم به من خيانت كرده است. به آن گره «رتم» مى‏ گفته ‏اند، و گفته شده است شاخه ‏اى از درخت را به شاخه ‏اى ديگر مى‏ بسته‏ اند.

اين موضوع هم در اشعار عرب آمده است و شاعرى چنين سروده است: چنين مپندار كه گره هايى كه زده‏اى بر تو خبر راست و درستى از او مى ‏دهد.گاهى هم به هنگام تب نخ گره مى ‏زده و معتقد بوده‏ اند هر كس آن گره را بگشايد تب به او منتقل مى‏ شود.

ابن سكيت گويد: اعراب معتقد بوده‏اند زنى كه براى او فرزند باقى نمى ‏مانده است اگر جسد كشته شده شريفى را لگد كند، فرزندش زنده مى ‏ماند. در همين باره بشر بن ابى خازم چنين سروده است: زنهايى كه كودكان ايشان زنده نمى‏ ماندند، شروع به لگد مال كردن جسد او مى‏ كردند و مى‏ گفتند چه خوب است بر اين مرد پارچه «لنگى» افكنده شود.

ديگر از خرافات و پندارهاى اعراب اين بوده است كه هرگاه دندان پسر بچه‏ اى از ايشان مى‏افتاد، آن را ميان دو انگشت سبابه و ابهام خود مى‏ گرفت و چون خورشيد طلوع مى ‏كرد روى به آن مى‏ آورد و دندان افتاده خود را به سوى خورشيد پرتاب مى‏ كرد و مى‏ گفت: اى خورشيد به جاى اين، دندانى نيكوتر به من بده. در مورد همين پندار شاعر عرب اشاره كرده و چنين سروده است: «خورشيد از رستنگاه دندان او، دندانى سپيدتر از تگرگ و رخشان عوض داده است.» ديگرى چنين سروده است: «خورشيد از پرتو خود بر دندان او رنگ زده است و دندانش چون برق باران زا مى‏ درخشد.» اعراب همچنين معتقد بوده ‏اند كه خون سرور و سالار براى بهبود محل گاز گرفتن سگ گزنده سودمند و شفابخش است. عبد الله بن زبير اسدى در اين باره چنين سروده است: از بهترين و گرامى ‏ترين خاندانى كه مى‏ دانيم و خونهاى ايشان شفابخش زخم سگ هار است.

كميت هم چنين سروده است: خردهاى شما شفابخش دردهاى نادانى است همان گونه كه خونهاى شما شفا بخش زخم سگ هار است.

ديگر از پندارهاى عرب اين است كه چون بر مردى از ديوانگى و متعرض شدن ارواح پليد بيم داشته ‏اند با آويختن چيزهاى نجس و پليد او را آلوده مى‏ كردند، و چيزهايى چون كهنه حيض و استخوان مرده بر او مى‏ آويخته ‏اند و معتقد بوده ‏اند از اين سودبخش‏ تر آن است كه سوده ‏هاى استخوان مردگان را بر او بياويزند.

ممزق عبدى چنين سروده است: «اى كاش پيش من دو همسايه زن و افسونگرى مى‏ بودند و پليديهايى بر من مى‏ آويختند.» و معتقد بوده ‏اند اين كار-  تنجيس-  همه دردها جز عشق را شفا مى‏ بخشد. عربى صحرانشين در اين مورد چنين سروده است: مى‏ گويند: اى كسى كه براى تو آرزوى خير مى‏ كنيم، استخوان پوسيده ‏اى بر خود بياويز، مگر تنجيس براى عاشق سودى مى‏ بخشد.

ديگر از رسوم ايشان آن بوده است كه چون پاى كسى به خواب مى‏ رفته و كرخت مى‏ شده است كسى را كه دوست مى‏ داشته ياد مى‏كرده است يا فرا مى‏ خوانده است و كرختى و خواب رفتگى پاى او از ميان مى‏ رفته است.

روايت شده است كه پاى عبد الله بن عمر به خواب رفت، او را گفتند: محبوب‏ترين مردم را فرا خوان. او گفت: يا رسول اللّه جميل در اين باره چنين سروده است: تو، به هنگام ديدار مايه روشنى چشم منى و ياد تو هرگاه پايم به خواب مى ‏رود، مرا شفا مى ‏بخشد.

مؤمّل هم چنين سروده است: «به خدا سوگند هيچگاه پايم به خواب نرفت و نلغزيد مگر اينكه تو را ياد كردم و حالت كرختى از ميان رفت.» نظير اين پندار اين بوده است كه چون پلك چشم كسى به پرش مى ‏آمده، مى‏ پنداشته است كسى را كه دوست مى‏ دارد خواهد ديد و اگر محبوب در سفر بوده است، انتظار آمدن او را مى‏ داشته است و اگر دور بوده است، مى‏ گفته است نزديك‏ خواهد شد. در اين باره بشر چنين سروده است: «چون چشمم به پرش مى‏ آيد مى‏ گويم شايد دوشيزه خاندان عمرو مى ‏آيد و چشم به ديدارش فروزان مى‏ شود.» و اين گمان تا امروز-  قرن هفتم هجرى-  همچنان ميان مردم باقى است. ديگر از رسوم ايشان چنين بوده است كه اگر مردى از ايشان عاشق مى‏ شد و عشق بر او چيره مى ‏شد و آرام نمى‏ يافت، مردى ديگر آن مرد را همچون كودكى بر پشت مى‏ گرفت و مردى ديگر قطعه آهن يا ميلى را داغ مى ‏كرد و ميان كپلهاى او مى ‏كشيد و مى ‏پنداشتند كه عشق او از ميان مى‏ رود. يكى از اعراب چنين سروده است: از نادانى ميان كپلهاى مرا داغ كرديد و حال آنكه شيفتگى، آتش دل را فروزان مى‏ كند.

ديگر از پندارهاى ايشان اين بوده است كه مى‏پنداشته‏اند اگر مرد و زنى يكديگر را دوست بدارند، در صورتى كه مرد روبند زن و زن رداى مرد را پاره كند، عشق ايشان نيكو و پايدار مى‏ شود و اگر چنان نكنند، عشق ايشان تباه مى‏ شود. شاعرى چنين سروده است: «روز ديدار در برقه عالج-  نام جايى است-  تو رداى مرا دريدى و من هم توانستم روبند كهنه تو را بدرم، پس به چه سبب دوستى ميان ما تباه مى‏شود و ريسمان وصل ميان ما گسسته مى ‏شود گسستنى.» ديگر از رسوم ايشان آن است كه معتقد بوده‏اند خوردن گوشت جانوران درنده موجب فزونى نيرو و دليرى مى‏شود، و اين رسم پزشكى است و پزشكان چنين عقيده دارند. شاعرى در اين باره چنين سروده است: «اگر همه جانوران درنده زمين را بخورى چيزى جز ترسوى بزدل و ناتوان نخواهى بود.» مردى از اعراب دل شير خورده بود كه دلير گردد، قضا را پلنگى بر او حمله آورد و او را زخمى كرد و آن مرد چنين سرود:

دل شير ژيان را خوردم كه از لحاظ دل و قدم از او گستاخ‏تر باشم، ولى او خون خود را به دست خواهرزاده‏اش از من گرفت، چه خونخواهى سخت و بزرگ.

ديگرى سروده است: «در ميدان جنگ اگر شمشير مرد برنده نباشد، دل شير چه سودى خواهد داشت.» ديگر از پندارهاى آنان اين بوده است كه دارنده اسبى كه در شانه داراى دايره‏اى سپيد است اگر سوارش شود و اسب زير ران او به عرق نشيند، دليل بر آن است كه زنش تيز شهوت شده است و به مردان ديگر چشم دارد. به هر حال اين موضوع و چنان دايره سپيد بر شانه اسب در نظرشان زشت بوده است.

ديگر از رسوم ايشان آن بوده است كه پشت سر مسافرى كه برگشتن او را خوش نمى‏ داشته ‏اند، آتش برمى‏افروخته‏اند و مى‏گفته‏اند: خدايش او را دور دارد و در پى او آتش افروزد يكى از ايشان چنين سروده است: از نادانى آتش افروختى و حال آنكه باد صبا آنچه را آتش گرفته بود، بر تو برگرداند.

و هرگاه براى سفر بيرون مى‏ آمدند آتش را ميان خود و منزلى كه آهنگ آنجا داشتند، روشن مى‏ كردند و ميان خود و منزلى كه از آن بيرون آمده بودند، آتش روشن نمى‏ كردند و اين فال نيكى بود كه به منظور بازگشت به منزلى كه از آن بيرون رفته بودند مى ‏زدند.

ديگر از رسوم مشهورشان آويختن پاشنه يا دنبالچه خرگوش بود، ابن اعرابى مى‏گويد: به زيد بن كثوة گفتم: آيا معتقديد هر كس به خود استخوان دنبالچه خرگوش بياويزد جنيهاى خانه و پريان قبيله به او نزديك نمى‏شوند گفت: آرى به خدا سوگند كه شيطان خماطه و جار عشيره و غول فقر هم به او نزديك نمى‏ شوند. خاطه و عشيره كه تصغير عشره است نام دو درخت است.

ابو محلّم مى‏گويد: اعراب از بيم چشم زخم و ربوده شدن كودكان بر آنان دندان‏ روباه يا ماده گربه مى ‏آويخته‏ اند و مى ‏گفته ‏اند: ماده جنى مى‏ خواسته است كودك قومى را بربايد و موفق نشده است، ديگر جنيان او را سرزنش كرده‏اند و او ضمن پوزش خواهى از ايشان چنين سروده است: «بر آن كودك آويزه ‏هايى بود، دندانهاى روباهها و ماده گربه‏ ها و صمغ درخت طلح-  خار مغيلان.» درختان طلح شيره‏اى از خود تراوش مى‏كنند كه همچون خون آهوست و اعراب هنگامى كه زن مى‏زاييده است از آن صمغ نقطه‏ هايى ميان دو چشم زائو مى‏ ماليده‏ اند و بر چهره كودك هم با آن خطى مى‏ كشيده ‏اند و آن شيره روان از درخت را دودم يا دوذم مى‏ ناميده ‏اند و آن چيزها را كه بر كودك مى‏ آويخته‏ اند، نفرات مى‏ گفته‏ اند.

عبد الرحمان بن اخى الاصمعى مى‏گويد: يكى از اعراب به پدرم گفت، هنگامى كه براى تو فرزندى متولد مى‏شود، او را تنفير كن، پدرم به او گفت: تنفير چيست گفت: بر او نام عجيب و غريبى بگذار. براى پدرم پسرى متولد شد كه نامش را قنفذ-  خارپشت-  و كنيه‏اش را ابو العدّاء نهاد، و اين بيت را خواند: چون مى كه آميزه دارويى آن همراه اوست و موجب شفا دادن درد سر و شاد شدن اندوهگين مى‏شود.

و مقصودش اين بود كه چون به اعتقاد ايشان خارپشت از مركوبهاى جن است با نام‏گذارى فرزندش به نام مركوب جن او را از گزندشان محفوظ مى‏دارد.

ديگر از رسوم ايشان آن بود كه هرگاه مردى صحراهاى خالى را مى ‏پيمود و بر جان خود از حوادث شبانه-  هجوم جنيان-  بيم داشت، خود را كنار درخت يا خاربنى مى‏ رساند، مركوب خود را پاى آن مى‏ خواباند و پابند مى‏ زد و بر گردش خطى مى‏ كشيد و مى ‏گفت: به صاحب اين وادى و گاه مى‏ گفت: به بزرگ اين وادى پناه مى‏ برم. خداوند سبحان هم در اين باره در قرآن مجيد فرموده است: «و به تحقيق بودند مردانى از آدمى كه پناه مى‏ بردند به مردانى از جن، پس افزود آنان را سركشى.» مردى از اعراب كه پسرش همراهش بود به بزرگ وادى پناه برد، قضا را شير پسرش را دريد و خورد و آن مرد چنين سرود: با آنكه به بزرگ وادى از شر دشمنانى كه در آن است پناه برديم، ولى ما را از شير ژيان ستمگر پناه نداد.

ديگر از رسوم آنان اين بود كه چون مسافر از شهر خود بيرون مى‏ آمد، سزاوار نبود كه برگردد و پشت سر بنگرد كه اگر چنان مى‏كرد، از نيمه راه برمى‏ گشت، فقط عاشقى كه مى‏ خواست برگردد، پشت سر خويش مى ‏نگريست.

و از رسوم ديگرشان اين بود كه چون روى لب پسر بچه‏اى آبله‏ريز-  تاول-  مى‏زد آن پسر بچه پرويزنى روى سر مى‏ نهاد و ميان خانه‏هاى قبيله حركت مى‏كرد و بانگ بر مى‏داشت بنخاله بنخاله، گندم گندم و زنان قبيله در آن پرويزن پاره‏هاى نان و گوشت و خرما مى‏ريختند. و سپس آنها را براى سگها مى‏ريخت و چون سگها آنها را مى‏خوردند كودك بهبود مى‏ يافت. اگر كودكى از كودكان خرما يا گوشتى و لقمه‏ اى از آنچه براى سگها ريخته شده بود مى‏ خورد، او گرفتار تاول و شكاف لب مى‏شد.

ديگر از رسوم ايشان آن بود كه چون گوشه جامه كسى به چشم ديگرى مى‏خورد-  و موجب آبريزى چشم مى‏شد، صاحب جامه هفت بار به چشم آن شخص دست مى‏ كشيد و بار نخست مى‏ گفت: به حق يك زن كه از مدينه-  شهر-  بيايد، و بار دوم مى‏گفت: به دو زن كه بيايند، تا آنكه بار هفتم مى‏گفت: به هفت زن كه بيايند و چشم بهبود مى‏يافت. برخى از آنان هم مى‏ گفتند: به حق يك زن از هفت زنى كه از مدينه بيايد، تا آنكه بار هفتم مى‏گفت: به هفت زن از هفت زن.

ديگر از رسوم ايشان اين بود كه چون براى زنى خواستگار نمى‏آمد، يكى از زلفهاى خود را باز مى‏كرد و چشمى را كه بر جانب ديگر آن زلف بود سرمه مى‏كشيد و در يكى از پاهاى خود خلخال مى‏كرد و اين كارها را شبانه انجام مى‏ داد و مى‏گفت: اى لكاح من پيش از رسيدن بامداد خواهان نكاح هستم، كارش آسان مى‏شد و به زودى ازدواج مى‏كرد. شاعرى در اين باره چنين سروده است: يكى از چشمهايش را سرمه كرده است و ديگرى را رها كرده است، خلخال بر پاى بسته و زلفش را پريشان كرده است، اين را كارى پسنديده گمان مى‏كند و نكوهيده نمى‏ بيند.

از ديگر مراسم آنان اين بود كه چون ميهمان يا غير ميهمان از پيش آنان مى ‏رفت‏ و دوست نمى‏ داشتند برگردد، پشت سرش چيزى از ظرفهاى خود را مى‏ شكستند و اين رسم را تا امروز مردم به كار مى ‏بندند. يكى از اعراب گفته است: ديگ سنگى خود را پشت سر ابى سواح شكستيم ولى او برگشت و ديگ ما هم نابود شد.

ديگرى گفته است: ما پشت سر ميهمان خود كوزه‏ها را نمى ‏شكنيم بلكه توشه از پى او روانه مى‏ كنيم كه باز گردد.

ديگر از رسوم ايشان اين اعتقادشان است كه اگر پسر بچه‏ اى در شب مهتابى متولد شود پوست سر آلتش جمع و مانند ختنه كرده مى‏ شود. به عقيده ما ممكن است اين موضوع يكى از خواص مهتاب باشد، همان گونه كه كتان را مى‏ پوساند و گوشت را گنديده مى‏ سازد. يكى ديگر از رسوم ايشان فال بد زدن به عطسه زدن است، شاعرى گفته است: «چه بسيار بيابانها كه چون آهنگ رفتن به آن براى جنگ كردى، رفتى و عطسه‏ ها تو را از آن باز نداشت.» ديگر از رسوم ايشان در نفرين اين است كه زندگى نكنى مگر زندگى كنه، و اين را براى سختى و شكيبايى در گرفتارى و دشوارى مى‏ گفته ‏اند و چنين مى‏ پنداشته ‏اند كه كنه يك سال بر روى شكمش و يك سال بر پشتش زندگى مى‏كند و معتقد بوده‏ اند كه اگر كنه را ميان گل رها كنند و روى ديوارى افكنند يك سال روى شكم و يك سال بر پشت خود زنده مى‏ماند و نمى‏ميرد. شاعرى از ايشان چنين گفته است: «زندگى مكنى مگر چون زندگى كنه، يك سال بر شكم و يك سال بر پشت.» ديگر از رسوم ايشان اين بوده است كه زنان هنگامى كه كسى را دوست مى‏ داشته ‏اند و به سفر مى‏ رفته است، مقدارى خاك از جاى پاى او برمى‏داشته و معتقد بوده ‏اند كه سبب سرعت در بازگشت او مى‏شود. زنى در اين باره چنين سروده است:

خاكى از جايگاههاى قدمش برداشتم، در بامدادى كه رفت تا شايد به سلامت بازگردد.

ديگر از رسوم ايشان اين بوده كه بيمارى شبكورى را در چشم «هدبد» مى‏ گفته ‏اند. كلمه «هدبد» در اصل به معنى شير ترش و لخته شده است، هرگاه يكى از ايشان شبكور مى‏شده است، قطعه‏اى از كوهان و قطعه ‏اى جگر سياه را مى‏ گرفته و بريان مى‏كرده است و با هر لقمه كه مى‏ خورده با انگشت سبابه خويش به پلك بالاى چشم مى‏ كشيده و مى‏ گفته است: «اى كوهان و جگر شبكورى را ببريد، كه شفاى شبكورى چيزى جز كوهان و جگر نيست.» شبكورى با اين كار از ميان مى‏رفته است.

ديگر از رسوم و عقايد ايشان اين بوده است كه سوسمار و خارپشت و خرگوش و آهو و موش بزرگ صحرايى و شتر مرغ، مركبهاى جن است و جنيان بر آنها سوار مى‏ شوند. در اين مورد اشعار مشهورى سروده‏ اند: اعراب همچنين تصور مى ‏كنند كه جن را مى ‏بينند و با آن گفتگو مى‏ كنند و يكديگر را يارى مى‏ دهند، همچنين مدعى هستند كه غول را مى ‏بينند گاه معتقدند كه افرادى با ماده غولها ازدواج كرده يا همبستر شده ‏اند.

مى‏ گويند: عمرو بن يربوع، ماده غولى را به همسرى گرفته است و آن ماده غول براى او پسرانى زاييده و روزگارى با او زندگى كرده است. ماده غول به عمرو بن يربوع مى ‏گفته است: هرگاه برق از ناحيه سرزمين من مى‏زند، آن را از من پوشيده ‏دار كه اگر چنان نكنى، پسرانت را رها و به سوى ديار خود پرواز خواهم كرد. بدين سبب هرگاه برق مى ‏زد، چهره او را با لباس خود مى ‏پوشاند تا آن ماده غول برق را نبيند. ابو العلاء معرى در اشعار خود به اين موضوع اشاره كرده است.

گويند شبى عمرو بن يربوع غافل ماند و برق زد و چهره او را نپوشاند. ماده غول به پرواز درآمد و در حال پرواز چنين مى‏ گفت: «اى عمرو فرزندانت را نگه‏دار كه من گريزان شدم و بر فراز سرزمين غولان برق رخشانى است.» برخى هم مى‏ گويند: آن ماده غول سوار بر شترى شد و آن را به تاخت درآورد و عمرو بن يربوع به او نرسيد. گويد: تا امروز-  روزگار ابو العلاء معرى قرن پنجم-به اعقاب عمرو بن يربوع «فرزندان غول» مى ‏گويند. شاعرى ضمن نكوهش آنان چنين سروده است: خداوند فرزندزادگان غول و عمرو بن يربوع را كه شرورترين مردم بودند، زشت بدارد كه نه دليرند و نه زيرك.

ديگر از رسوم و عقايد ايشان درباره غول اين بوده است كه اگر فقط يك ضربه شمشير به او بزنند، مى‏ميرد و اگر ضربه دوّم را بزنند، زنده مى‏ماند. شاعرى به همين معنى نظر داشته و گفته است: «گفت: ضربه دوّم را بزن، گفتم: آرام و بر جاى خود باش كه من دلير و قوى دل هستم.» اعراب آواى جن را «عزيف» مى‏گفتند و معتقد بودند كه اگر كسى خارپشت يا سوسمارى را بكشد، از هجوم جن بر شتر نر خود در امان نخواهد بود و هرگاه به شترش آسيب و بلايى مى‏رسيد بر اين موضوع حمل مى‏ كرد و مى پنداشتند كه بانگ سروشى را هم در اين باره مى‏شنوند. همين عقيده را درباره مار سپيد خانگى كه-  كم آزار و در خانه ‏ها زندگى مى‏ كرده است-  داشته ‏اند و كشتن آن مار هم در نظر آنان گناهى بزرگ بوده است.

مردى از اعراب يكى از اين مارها را ته چاهى ديد كه نمى‏ توانست از آن بيرون آيد، او با زحمت بسيار مار را از چاه بيرون آورد و چشمان خود را بست كه نبيند كجا مى‏ رود، گويى با اين كار خويش قصد تقرب به جنيان را داشته است. اعراب براى جنيهايى كه در همسايگى مردم زندگى مى‏كرده‏اند نامهاى گوناگون مى‏نهاده‏اند، معمولا عامر مى‏ گفتند كه به عمار جمع بسته مى ‏شود. اگر متعرض كودكان مى‏شد آن را روح مى‏ناميدند و اگر خباثت و شوخى مى‏ كرد، شيطان و اگر فراتر از اين بود مارد نام داشت و اگر نيرويش فزون‏تر بود، او را عفريت مى‏ ناميدند و اگر پاك و لطيف و سراسر خير بود، آن را ملك مى‏ گفتند و بدين گونه ميان آنان فرق مى‏ نهادند، همچنين عقيده داشتند كه با هر شاعرى شيطانى است و آن شيطانها هم نامهاى گوناگون داشتند.

 

و از عقايد و رسوم شگفت ‏انگيزشان عقيده آنان درباره خروس و كلاغ و كبوتر و قمرى نر و ماده است. برخى از اعراب عقيده دارند كه جن به اين جانوران دلبستگى دارد و برخى معتقدند كه اينها خود نوعى از جن هستند و نيز معتقدند كه سهيل و زهره و سوسمار و گرگ و كفتار جانوران مسخ شده ‏اند.

از جمله اشعارى كه به جن نسبت داده ‏اند اين است كه سروده‏اند: بر همه مركوبها سوار شديم و هيچ مركوبى را بهتر و لذت‏بخش‏تر از خرگوشها نيافتيم.

ابن ابى الحديد مطالب ديگرى در مورد اشعار و داستانهاى اعراب در مورد جن و گفتگو كردن و بانگ زدن به يكديگر آورده است كه به ترجمه يك مورد بسنده مى‏ شود.

اصمعى از قول يكى از اعراب نقل مى‏كند كه مى‏گفته است: همراه دوستى به سفر رفته است، ناگاه بر كناره راه پسركى را ديده‏اند و بدو گفته‏اند: تو كيستى گفته است: درمانده و بينوايى كه گرفتار راهزنان شده ‏ام. يكى از آن دو به ديگرى گفته است: او را پشت سر خود سوار كن و او چنان كرده است. در اين هنگام آن كه تنها سوار بوده است، پشت سر خود نگريسته و ديده است از دهان آن پسر بچه آتش زبانه مى‏كشد، او با شمشير بدو حمله برده است و زبانه كشيدن آتش از ميان رفته است و اين كار چند بار تكرار شده است. سرانجام پسرك گفته است خدايتان بكشد كه چه چابك و دليريد، به خدا سوگند من اين كار را نسبت به هيچ آدمى انجام نداده ‏ام مگر اينكه دلش تركيده و خود را باخته است، و از نظر آن دو پنهان شده و خيرى از او نيافته ‏اند.

ابن ابى الحديد سپس به نقل اشعارى از شاعران به اصطلاح «صعاليك» چون «تأبط شرا» و «ابو عبيد بن ايوب عنبرى» و «بهرانى» در موضوع ديدن جن و غول و به همسرى گرفتن و چگونگى كشتن آن آورده است كه به ترجمه يكى دو بيت براى نمونه بسنده مى‏ شود.

بهرانى گويد: «به روزگار جوانى ماده غولى را با كابين يك مشك شراب و يك آهو به ازدواج خود در آوردم.» جاحظ در شرح اين بيت گفته است: شراب را به سبب بوى خوش آن و آهو را ازاين سبب كه مركب جن بوده، كابين كرده است. عبيد بن ايوب گفته است: «آهوان از من بلاهايى و غولان از من چه مشقّتهايى ديده‏ اند.» از كارهاى شگفت آنان اين بوده است كه چون بيمارى كسى به درازا مى ‏كشيد و گمان مى‏كردند كه چون او مار يا خارپشت يا موش صحرايى را كشته است، جنيان او را آزار مى‏ رسانند، مجسمه ‏هاى شتران نرى را از خاك و گل مى‏ ساختند و بر پشت آنها جوالهايى انباشته از گندم و جو و خرما مى‏ نهادند و آنها را بر در لانه جانوران در سمت مغرب به هنگام غروب مى‏ گذاشتند، آن شب را به صبح مى ‏آوردند و صبح به مجسمه ‏ها گلى شتران مى‏ نگريستند، اگر آنها را به حال خود مى‏ ديدند، مى‏ گفتند جنيان اين ديه را نپذيرفته ‏اند و بر مقدار آن مى‏ افزودند، و اگر مى‏ ديدند مجسمه‏ ها واژگون شده و خواربار فرو ريخته است، مى‏ گفتند ديه را پذيرفته‏اند و دايره مى ‏زدند و استدلال به بهبود يافتن بيمار مى‏ كردند.

در اين مورد هم اشعارى سروده‏اند و شاعرى گفته است: اى كاش جنيان شتران مرا مى‏پذيرفتند و جايزه مى‏دادند و اين درد كه مرا به رنج انداخته است از من بركنار مى‏شد.

و هرگاه از مسافر خود بى‏ خبر مى‏ماندند و نگران مى‏ شدند كنار چاهى كهن يا گودال قديمى مى‏ آمدند و با صداى بلند نام يا كنيه مسافر خود را مى‏بردند و اين كار را سه بار تكرار مى‏ كردند و مى‏ پنداشتند كه اگر صدايى نشنوند، او مرده است و اگر صدايى بشنوند، نمرده است. چه بسا در اين مورد گمان مى‏كرده‏اند چيزى مى‏شنوند يا انعكاس صداى خود را مى‏ شنيده ‏اند و گمان خود را بر آن پايه ‏گذارى مى ‏كرده‏ اند. در اين باره يكى از شاعران ايشان گفته است: «در آن شب تاريك كنار چاه هاى كهنه چه بسيار او را ندا دادم و پاسخى نداد.» و ديگرى سروده است: «رفت و نهان شد و براى او اميد بازگشت ندارم و گودال هم پاسخى به من نمى‏ دهد.»

از شگفتيهاى ديگرشان اين بوده است كه به هنگام جنگ گاهى زنان خود را بيرون مى ‏آورده ‏اند تا ميان دو صف ادرار كنند و معتقد بودند كه اين كار آتش جنگ را خاموش مى‏ كند و ايشان را به آشتى مى‏ كشاند. در اين باره يكى از ايشان گفته است: به نادانى با ادرار زنان با ما روياروى شدند و ما با شمشيرهاى برنده رخشان با آنان روياروى مى‏ شويم.

ابن ابى الحديد سپس از قول شرقى بن القطامىّ داستان گفتگو و ستيز مردى از قبيله كلب را با جنيان آورده است كه خود مى‏گويد دروغ است ولى چون محتواى طرايفى است آن را نقل كرده است، و ترجمه مختصر آن چنين است.

مرد دليرى به نام عبيد بن حمارس هنگام بهار در سماوه ساكن بود و چون بهار سپرى و آب و گياه آن جا اندك شد، به وادى تبل كوچ كرد. آنجا آبگير و مرغزارى ديد و گفت آبگير و مرغزار و خطر اندك و آنجا فرود آمد. دو همسر داشت نام يكى رباب بود و ديگرى خولة، آنان هر دو به عبيد اعتراض كردند كه اين جا دور افتاده و خالى از سكنه است و مى‏ ترسيم شبانگاه جنيان كه اهل اين منطقه ‏اند فرا رسند. او در پاسخ زنان خويش گفت: من كه در جنگها دلاور و كار آزموده‏ ام، سوگند مى ‏خورم كه اين آبگير را رها نمى‏ كنم. او سپس به كوه تبل رفت و ماده خارپشتى را كه همراه با بچه ‏اش بوده كشت، شبانگاه سروشى از جنيان به او گفت: اى پسر حمارس حق همسايگى ما را رعايت نكردى و در چراگاه بد فرجامى فرود آمدى و بر ما ستم كردى و سرانجام ستمگر وخيم است. شبانگاه تو را چنان فرو مى‏ گيريم كه هيچ چاره ‏اى براى آن نخواهد بود. او پاسخ مى‏ دهد كه من ستم نكرده ‏ام، و بر آنچه دارم و اين آبگير طمع مبنديد. جنى به او پاسخ مى ‏دهد اينك مرگت فرا رسيده است و درمانده خواهى شد. او مى‏ گويد: من شير شيرانم نه از آدمى بيمناكم و نه از جن. در اين هنگام پيرمردى از جن كه اين گفتگوها را شنيده است، بانگ برمى‏ دارد كه به خدا سوگند كشتن انسانى چنين دلير و قويدل و استوار را مصلحت نمى‏بينم و به او پيشنهاد مى ‏كند كه چون تو آغاز به ستم كرده ‏اى، بايد خونبهاى كشته ما را بپردازى و ماده شترى دوشا و كره ‏اش را به ما پيشكش كنى.

ابن حمارس پس از آنكه سوگند مى‏ خورد كه ارتكاب گناه را دوست‏ نمى‏دارد، خونبها را پرداخت مى‏ كند.

اما اين عقيده اعراب كه هر شاعرى را شيطانى است كه شعر را به او القا مى‏كند، عقيده‏ اى مشهور است و عموم شاعران بر اين عقيده ‏اند. يكى از شاعران سروده است: شيطان من سالار جن است و مرا در همه فنون شعر رهبرى مى‏ كند.

حسان بن ثابت هم مى‏گويد: «مرا دوستى از جن بنى شيصبان است كه گاه من مى‏سرايم و گاه او.» ابو النجم چنين سروده است: «شيطان همه شاعران بنى آدم ماده است و شيطان من نر است.» ديگر از رسوم ايشان آن بوده است كه هرگاه مار بزرگى را مى‏كشته‏اند و بيم آن مى‏داشته‏اند كه جنيان انتقام خونش را بگيرند، بر سر آن مار كشته مدفوع مى‏ماليدند و مى‏گفتند مدفوعى است كه خون خواهت انداخته است. گاهى بر بدن مار كشته شده اندكى خاكستر مى‏پاشيدند و مى‏گفتند تو را چشم زخم كشته است و خونخواهى براى تو نيست. اين موضوع در امثال عرب هم آمده است كه به كسى كه خونش پايمال مى‏شده است مى‏گفته‏اند: كشته چشم زخم است.

ابن ابى الحديد سپس بحثى درباره مهره‏ ها و سنگها و افسونها و وردخوانيهاى اعراب و نامهاى آن آورده است كه يكى دو نمونه آن ترجمه مى ‏شود.

لحيانى مى‏ گويد: سلوانه خاك گور بوده است كه آن را در آب حل مى‏كرده‏اند و به عاشق مى‏ آشامانده‏ اند و آرام مى‏ گرفته است. شاعرى گفته است: سلوتى به من آشاماندند كه عشق من-  بر خلاف معمول-  شدت يافت، خداوند به آن كس كه آن را به من آشاماند مرگ را بياشاماند.

شمردل هم گفته است: «سلوتى به من آشامانيدند، گويى مداوا كننده من به خيال گفت بيشتر و فزون شو.» مهره ديگرى را خصمه مى‏ ناميده ‏اند كه براى رفتن پيش سلطان يا خصومت آن را زير نگين انگشتر يا در بند پيراهن مى‏ نهاده ‏اند و برخى در حمايل شمشير جاى مى‏ داده‏ اند. يكى از شاعران ايشان گفته است: در ديدار با ايشان كسان ديگر بر خود خصمه مى‏آويزند ولى مرا بر شما خصمه‏اى جز زبانم نيست.

ديگر از مهره‏ ها كه براى افسون به كار مى ‏برده ‏اند، فرزحلة نام داشت كه زنان هوودار آن را به خود مى ‏آويختند و معتقد بودند كه شوهر گرايش به آنان پيدا مى‏ كند بدون آنكه به هوو اعتنا كند.

ابن سكيت در كتاب اصلاح المنطق، مهره ديگرى به نام عقرة را نام برده است كه زن آن را بر تهيگاه خود مى ‏بست و مانع از باردارى مى ‏شد.

اما كلمه «نشرة» كه در اين سخن امير المؤمنين على عليه السّلام آمده و فرموده است: «الطيب نشرة و العسل نشرة…» از لحاظ لغوى به معنى رقيه و عوذه است، و چون مى‏گويند: «نشرت فلانا تنشيرا» يعنى او را تعويذ كردم و بر او رقيه بستم. امير المؤمنين عليه السّلام چهار چيز را در اين سخن خود آورده كه «نشرة» هم يكى از آنهاست و او اين سخن را بدون اينكه از پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم شنيده باشد، نقل نمى‏ فرمايد.

جلد نوزدهم از شرح نهج البلاغه ابن ابى الحديد پايان يافت.

و جلد بيستم از پى خواهد آمد.

جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى

Show More

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

Back to top button
-+=