حکمت 378 صبحی صالح
378-وَ قَالَ ( عليهالسلام )الْبُخْلُ جَامِعٌ لِمَسَاوِئِ الْعُيُوبِ وَ هُوَ زِمَامٌ يُقَادُ بِهِ إِلَى كُلِّ سُوءٍ
حکمت 384 شرح ابن أبي الحديد ج 19
384: الْبُخْلُ جَامِعٌ لِمَسَاوِئِ الْعُيُوبِ- وَ هُوَ زِمَامٌ يُقَادُ بِهِ إِلَى كُلِّ سُوءٍ قد تقدم القول في البخل و الشح- و نحن نذكر هاهنا زيادات أخرى
أقوال مأثورة في الجود و البخل
قال بعض الحكماء- السخاء هيئة للإنسان داعية إلى بذل المقتنيات- حصل معه البذل لها أو لم يحصل- و ذلك خلق و يقابله الشح و أما الجود- فهو بذل المقتنى و يقابله البخل هذا هو الأصل- و إن كان كل واحد منها قد يستعمل في موضع الآخر- و الذي يدل على صحة هذا الفرق- أنهم جعلوا اسم الفاعل من السخاء- و الشح على بناء الأفعال الغريزية- فقالوا شحيح و سخي- فبنوه على فعيل- كما قالوا حليم و سفيه و عفيف- و قالوا جائد و باخل- فبنوهما على فاعل كضارب و قاتل-
فأما قولهم بخيل- فمصروف عن لفظ فاعل للمبالغة- كقولهم في راحم رحيم- و يدل أيضا على أن السخاء غريزة و خلق- أنهم لم يصفوا البارئ سبحانه- به فيقولوا سخي- فأما الشح فقد عظم أمره و خوف منه- و لهذاقال ع ثلاث مهلكات شح مطاع- و هوى متبع و إعجاب المرء بنفسه- فخص المطاع- تنبيها على أن وجود الشح في النفس فقط- ليس مما يستحق به ذم لأنه ليس من فعله- و إنما يذم بالانقياد له- قال سبحانه وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ- و قال وَ أُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ- . وقال ع لا يجتمع شح و إيمان في قلب أبدا- .
فأما الجود فإنه محمود على جميع ألسنة العالم- و لهذا قيل كفى بالجود مدحا- أن اسمه مطلقا لا يقع إلا في حمد- و كفى بالبخل ذما- أن اسمه مطلقا لا يقع إلا في ذم- . و قيل لحكيم- أي أفعال البشر أشبه بأفعال الباري سبحانه- فقال الجود- .
وقال النبي ص الجود شجرة من أشجار الجنة- من أخذ بغصن من أغصانها أداه إلى الجنة- و البخل شجرة من أشجار النار- من أخذ بغصن من أغصانها أداه إلى النار- . و من شرف الجود- أن الله سبحانه قرن ذكره بالإيمان- و وصف أهله بالفلاح- و الفلاح اسم جامع لسعادة الدارين قال سبحانه- الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ- وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ- إلى قوله وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ- و قال وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ- .
و حق للجود بأن يقرن بالإيمان- فلا شيء أخص به و أشد مجانسة له منه- فإن من صفة المؤمن انشراح الصدر كما قال تعالى- فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ- وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً- كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ- و هذا من صفات الجواد و البخيل- لأن الجواد واسع الصدر- منشرح مستبشر للإنفاق و البذل- و البخيل قنوط ضيق الصدر- حرج القلب ممسك- . وقال النبي ص و أي داء أدوأ من البخل- . و البخل على ثلاثة أضرب- بخل الإنسان بماله على نفسه- و بخله بماله على غيره- و بخله بمال غيره على نفسه أو على غيره- و أفحشها بخله بمال غيره على نفسه- و أهونها و إن كان لا هين فيها- بخله بماله على غيره- .
وقال ع اللهم اجعل لمنفق خلفا و لممسك تلفا- . وقال إن الله عز و جل ينزل المعونة على قدر المئونة- . وقال أيضا من وسع وسع عليه- . و قالت الفلاسفة الجود على أقسام- فمنها الجود الأعظم و هو الجود الإلهي- و هو الفيض العام المطلق- و إنما يختلف لاختلاف المواد و استعداداتها- و إلا فالفيض في نفسه عام غير خاص- و بعده جود الملوك- و هو الجود بجزء من المال على من تدعوهم الدواعي- و الأغراض إلى الجود عليه- و يتلوه جود السوقة- و هو بذل المال للعفاة أو الندامى و الشرب و المعاشرين- و الإحسان إلى الأقارب- .
قالوا و اسم الجود مجاز- إلا الجود الإلهي العام- فإنه عار عن الغرض و الداعي- و أما من يعطي لغرض و داع- نحو أن يحب الثناء و المحمدة- فإنه مستعيض و تاجر يعطي شيئا ليأخذ شيئا-
قالوا قول أبي نواس-
فتى يشتري حسن الثناء بماله
و يعلم أن الدائرات تدور
ليس بغاية في الوصف بالجود التام- بل هو وصف بتجارة محمودة- و أحسن منه قول ابن الرومي-
و تاجر البر لا يزال له
ربحان في كل متجر تجره
أجر و حمد و إنما طلب الأجر
و لكن كلاهما اعتوره
و أحسن منهما قول بشار-
ليس يعطيك للرجاء و لا الخوف
و لكن يلذ طعم العطاء
و نحن قد ذكرنا ما في هذا الموضع- من البحث العقلي في كتبنا العقلية
ترجمه فارسی شرح ابن ابی الحدید
حكمت (384)
البخل جامع لمساوىء العيوب، و هو زمام يقاد به الى كل سوء.
«بخل جمع آورنده براى بديهاى همه عيوب است و لگامى است كه به سوى هر بدى مى كشاند.»
درباره بخل و تنگ چشمى پيش از اين سخن گفته شد و اينك مطالب ديگرى در اين باره مى آوريم. پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فرموده است: «جود درختى از درختهاى بهشت است، هر كس يكى از شاخه هاى آن را در دست بگيرد او را به بهشت مى رساند، و بخل درختى از درختهاى دوزخ است، هر كس يكى از شاخه هاى آن را در دست بگيرد او را به دوزخ مى رساند.» و همان حضرت فرموده است: «چه دردى بدتر از بخل است.»
و خداوند سبحان فرموده است: «و هر كس از بخل نفس خويش نگه داشته شود همانا كه آنان رستگاران هستند.»، و از شرافت جود اين است كه خداوند آن را با ايمان قرين ساخته و شخص بخشنده را اهل فلاح دانسته و در آغاز سوره بقره فرموده است: «كسانى كه به غيب ايمان آوردهاند و نماز را برپا مىدارند و از آنچه به ايشان روزى كرده ايم انفاق مى كنند… آنان رستگاران هستند.»
و پيامبر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فرموده است: «هرگز ايمان و بخل در دلى جمع نمى شود.» گفته اند، جود فقط در مورد جود خداوند به كار مى رود كه خالى از هر خواسته و غرض است و كسى كه به خواسته و غرضى جود مى كند و به عنوان مثل ستايش را دوست مى دارد و به آن منظور جود مى كند، تاجرى است كه چيزى را مى دهد تا چيز ديگرى را بستاند.
جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى