حکمت 260 صبحی صالح
260-وَ قَالَ ( عليهالسلام )كَمْ مِنْ مُسْتَدْرَجٍ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ وَ مَغْرُورٍ بِالسَّتْرِ عَلَيْهِ وَ مَفْتُونٍ بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ وَ مَا ابْتَلَى اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَحَداً بِمِثْلِ الْإِمْلَاءِ لَهُ
قال الرضي و قد مضى هذا الكلام فيما تقدم إلا أن فيه هاهنا زيادة جيدة مفيدة
فصل نذكر فيه شيئا من غريب كلامه المحتاج إلى التفسير
1- و في حديثه ( عليه السلام )فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّينِ بِذَنَبِهِ فَيَجْتَمِعُونَ إِلَيْهِ كَمَا يَجْتَمِعُ قَزَعُ الْخَرِيفِ
قال الرضي اليعسوب السيد العظيم المالك لأمور الناس يومئذ و القزع قطع الغيم التي لا ماء فيها
2- و في حديثه ( عليه السلام )هَذَا الْخَطِيبُ الشَّحْشَحُ يريد الماهر بالخطبة الماضي فيها و كل ماض في كلام أو سير فهو شحشح و الشحشح في غير هذا الموضع البخيل الممسك
3- و في حديثه ( عليه السلام )إِنَّ لِلْخُصُومَةِ قُحَماً
يريد بالقحم المهالك لأنها تقحم أصحابها في المهالك و المتالف في الأكثر فمن ذلك قحمة الأعراب و هو أن تصيبهم السنة فتتعرق أموالهم فذلك تقحمها فيهم و قيل فيه وجه آخر و هو أنها تقحمهم بلاد الريف أي تحوجهم إلى دخول الحضر عند محول البدو
4- و في حديثه ( عليه السلام )إِذَا بَلَغَ النِّسَاءُ نَصَّ الْحِقَاقِ فَالْعَصَبَةُ أَوْلَى
و النص منتهى الأشياء و مبلغ أقصاها كالنص في السير لأنه أقصى ما تقدر عليه الدابة و تقول نصصت الرجل عن الأمر إذا استقصيت مسألته عنه لتستخرج ما عنده فيه فنص الحقاق يريد به الإدراك لأنه منتهى الصغر و الوقت الذي يخرج منه الصغير إلى حد الكبير و هو من أفصح الكنايات عن هذا الأمر و أغربها
يقول فإذا بلغ النساء ذلك فالعصبة أولى بالمرأة من أمها إذا كانوا محرما مثل الإخوة و الأعمام و بتزويجها إن أرادوا ذلك.
و الحقاق محاقة الأم للعصبة في المرأة و هو الجدال و الخصومة و قول كل واحد منهما للآخر أنا أحق منك بهذا يقال منه حاققته حقاقا مثل جادلته جدالا
و قد قيل إن نص الحقاق بلوغ العقل و هو الإدراك لأنه ( عليهالسلام ) إنما أراد منتهى الأمر الذي تجب فيه الحقوق و الأحكام. و من رواه نص الحقائق فإنما أراد جمع حقيقة
هذا معنى ما ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام. و الذي عندي أن المراد بنص الحقاق هاهنا بلوغ المرأة إلى الحد الذي يجوز فيه تزويجها و تصرفها في حقوقها تشبيها بالحقاق من الإبل
و هي جمع حقة و حق و هو الذي استكمل ثلاث سنين و دخل في الرابعة و عند ذلك يبلغ إلى الحد الذي يتمكن فيه من ركوب ظهره و نصه في السير و الحقائق أيضا جمع حقة فالروايتان جميعا ترجعان إلى معنى واحد و هذا أشبه بطريقة العرب من المعنى المذكور أولا
5- و في حديثه ( عليه السلام )إِنَّ الْإِيمَانَ يَبْدُو لُمْظَةً فِي الْقَلْبِ كُلَّمَا ازْدَادَ الْإِيمَانُ ازْدَادَتِ اللُّمْظَةُ
و اللمظة مثل النكتة أو نحوها من البياض و منه قيل فرس ألمظ إذا كان بجحفلته شيء من البياض
6- و في حديثه ( عليه السلام )إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا كَانَ لَهُ الدَّيْنُ الظَّنُونُ يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يُزَكِّيَهُ لِمَا مَضَى إِذَا قَبَضَهُ
فالظنون الذي لا يعلم صاحبه أ يقبضه من الذي هو عليه أم لا فكأنه الذي يظن به فمرة يرجوه و مرة لا يرجوه و هذا من أفصح الكلام و كذلك كل أمر تطلبه و لا تدري على أي شيء أنت منه فهو ظنون
و على ذلك قول الأعشى
ما يجعل الجد الظنون الذي
جنب صوب اللجب الماطر
مثل الفراتي إذا ما طما
يقذف بالبوصي و الماهر
و الجد البئر العادية في الصحراء و الظنون التي لا يعلم هل فيها ماء أم لا
7- و في حديثه ( عليه السلام )أنَّهُ شَيَّعَ جَيْشاً بِغَزْيَةٍ فَقَالَ اعْذِبُوا عَنِ النِّسَاءِ مَا اسْتَطَعْتُمْ
و معناه اصدفوا عن ذكر النساء و شغل القلب بهن و امتنعوا من المقاربة لهن لأن ذلك يفت في عضد الحمية و يقدح في معاقد العزيمة و يكسر عن العدو و يلفت عن الإبعاد في فكل من امتنع من شيء فقد عذب عنه و العاذب و العذوب الممتنع من الأكل و الشرب
8- و في حديثه ( عليه السلام )كَالْيَاسِرِ الْفَالِجِ يَنْتَظِرُ أَوَّلَ فَوْزَةٍ مِنْ قِدَاحِهِ
الياسرون هم الذين يتضاربون بالقداح على الجزور و الفالج القاهر و الغالب يقال فلج عليهم و فلجهم و قال الراجز
لما رأيت فالجا قد فلجا
9- و في حديثه ( عليه السلام )كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله وسلم )فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَّا أَقْرَبَ إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ
و معنى ذلك أنه إذا عظم الخوف من العدو و اشتد عضاض الحرب فزع المسلمون إلى قتال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بنفسه فينزل الله عليهم النصر به و يأمنون مما كانوا يخافونه بمكانه.
و قوله إذا احمر البأس كناية عن اشتداد الأمر و قد قيل في ذلك أقوال أحسنها أنه شبه حمي الحرب بالنار التي تجمع الحرارة و الحمرة بفعلها و لونها
و مما يقوي ذلك قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) و قد رأى مجتلد الناس يوم حنين و هي حرب هوازن الآن حمي الوطيس
فالوطيس مستوقد النار فشبه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ما استحر من جلاد القوم باحتدام النار و شدة التهابها
انقضى هذا الفصل و رجعنا إلى سنن الغرض الأول في هذا الباب
حکمت 258 شرح ابن أبي الحديد ج 19
258 و من كلامه ع المتضمن ألفاظا من الغريب- تحتاج إلى تفسير قوله ع في حديثه- : فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّينِ بِذَنَبِهِ- فَيَجْتَمِعُونَ إِلَيْهِ كَمَا يَجْتَمِعُ قَزَعُ الْخَرِيفِ قال الرضي رحمه الله تعالى- يعسوب الدين- السيد العظيم المالك لأمور الناس يومئذ- و القزع قطع الغيم التي لا ماء فيها أصاب في اليعسوب- فأما القزع فلا يشترط فيها أن تكون خالية من الماء- بل القزع قطع من السحاب رقيقة- سواء كان فيها ماء أو لم يكن- الواحدة قزعة بالفتح- و إنما غره قول الشاعر يصف جيشا بالقلة و الخفة- كأن رعاله قزع الجهام- .
و ليس يدل ذلك على ما ذكره- لأن الشاعر أراد المبالغة- فإن الجهام الذي لا ماء فيه إذا كان أقطاعا متفرقة خفيفة- كان ذكره أبلغ فيما يريده من التشبيه- و هذا الخبر من أخبار الملاحم التي كان يخبر بها ع- و هو يذكر فيه المهدي- الذي يوجد عند أصحابنا في آخر الزمان- و معنى قوله ضرب بذنبه- أقام و ثبت بعد اضطرابه- و ذلك لأن اليعسوب فحل النحل و سيدها- و هو أكثر زمانه طائر بجناحيه- فإذا ضرب بذنبه الأرض- فقد أقام و ترك الطيران و الحركة- .
فإن قلت فهذا يشبه مذهب الإمامية- في أن المهدي خائف مستتر ينتقل في الأرض- و أنه يظهر آخر الزمان و يثبت و يقيم في دار ملكه- . قلت لا يبعد على مذهبنا- أن يكون الإمام المهدي الذي يظهر في آخر الزمان- مضطرب الأمر منتشر الملك في أول أمره- لمصلحة يعلمها الله تعالى- ثم بعد ذلك يثبت ملكه و تنتظم أموره- . و قد وردت لفظة اليعسوب عن أمير المؤمنين ع- في غير هذا الموضع قال يوم الجمل- لعبد الرحمن بن عتاب بن أسيد و قد مر به قتيلا- هذا يعسوب قريش أي سيدها
ترجمه فارسی شرح ابن ابی الحدید
حكمت (258)
و من كلامه عليه السّلام المتضمن الفاظا من الغريب تحتاج الى تفسير: قوله عليه السّلام فى حديثه: فاذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه، فيجتمعون اليه كما يجتمع قزع الخريف. قال الرضى رحمة الله تعالى: «يعسوب الدين: السيد العظيم المالك لامور الناس يومئذ، و القزع: قطع الغيم التى لاماء فيها.» «از جمله سخنان آن حضرت كه متضمن الفاظ غريبى است و نيازمند به شرح و تفسير، و اين گفتار آن حضرت در حديث خود كه چون چنين شود يعسوب دين با پيروان خود به راه افتد و آنان بر او جمع مى شوند. همچون پاره هاى ابر پاييزى كه در آن آب نيست.» سيد رضى كه خدايش رحمت كناد گفته است: مقصود از يعسوب دين، مهتر بزرگى است كه در آن هنگام مالك امور مردم است و مقصود از «قزع» پاره هاى ابر بى باران است.
ابن ابى الحديد ضمن توضيح برخى از لغات و اصطلاحات و اعتراض بر سيد رضى كه در معنى «قزع» تسامح فرموده است، مىگويد: اگر بگويى كه اين سخن اعتقاد مذهب اماميه را استوار مى سازد كه مهدى عليه السّلام ترسان و پوشيده است و به سير و سياحت در زمين سرگرم است و در آخر الزمان ظاهر مى شود و در مركز حكومت خود مستقر مى گردد، مى گويم به عقيده ما هم اين موضوع بعيد نيست كه امام مهدى چون در آخر زمان ظهور كند، نخست براى مصلحتى كه خداوند متعال سبب آن را مى داند حكومتش پابرجاى نباشد و سپس پابرجاى و منظم شود. امير المؤمنين كلمه يعسوب را در مورد ديگرى هم به كار برده است و روز جنگ جمل چون از كنار كشته عبد الرحمن بن عتاب بن اسيد عبور فرمود گفت: «اين يعسوب قريش است.»، يعنى سالار و مهتر ايشان.
جلوه تاریخ در شرح نهج البلاغه ابن ابى الحدیدجلد 8 //دکتر محمود مهدوى دامغانى