حکمت 18 صبحی صالح
18-وَ قَالَ ( عليه السلام )فِي الَّذِينَ اعْتَزَلُوا الْقِتَالَ مَعَهُ خَذَلُوا الْحَقَّ وَ لَمْ يَنْصُرُوا الْبَاطِل
شرح میر حبیب الله خوئی ج21
السابعة عشرة من حكمه عليه السّلام
(17) و قال عليه السّلام في الّذين اعتزلوا القتال معه: خذلوا الحقّ و لم ينصروا الباطل.
اللغة
(خذله) خذلانا إذا ترك عونه و نصرته قال الاصمعى: إذا تخلّف الظّبى عن القطيع قيل: خذل- صحاح.
الاعراب
جملة، و لم ينصروا الباطل، في محلّ الحال من فاعل خذلوا.
المعنى
في الشرح المعتزلي قد سبق ذكر هؤلاء فيما تقدّم، و هم: عبد اللَّه بن عمر ابن الخطاب، و سعد بن أبي وقّاص، و سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، و اسامة بن زيد، و محمّد بن مسلمة، و أنس بن مالك، و جماعة غيرهم، و نقل عن شيخه أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام لما دعاهم إلى القتال معه و اعتذروا بما اعتذروا قال لهم: أ تنكرون هذه البيعة قالوا: لا لكنّا لا نقاتل، فقال: إذا بايعتم فقد قاتلتم قال: فسلموا بذلك من الذمّ لأنّ إمامهم رضي عنهم انتهى.
و غرّ بذلك ابن ميثم فقال: و يشبه أن يكون هذا إشارة إلى توسّط درجتهم في الضّلال، و يجري مجرى العذر لهم- إلخ.
أقول: هذه الجملة أبلغ تعبير في تعييرهم و تقبيحهم و حطّ درجتهم و مرجعها إلى أنّ هؤلاء ممّن لا مبدأ لهم في الحياة و لم يوفّقوا لاتّخاذ عقيدة يجاهدون لها، فانّ الحياة المعنويّة للانسان- عقيدة و جهاد- فمن لا عقيدة له بحقّ أو باطل كان مهملا و ملحقا بالكائنات غير ذات الشعور، فمن اعتقد و جاهد دونه و إن كان خطأ أفضل ممّن لا عقيدة له أصلا.
فظهور الفتن و نشوب الحروب بين المسلمين ناش عن اعتزال هؤلاء الخاذلين، حيث إنهم لو نصروا عليّا عليه السّلام يغلب على الباطل فيدمغه و لا يتجرّء أمثال معاوية على القيام في وجهه و الايذان بحربه، و لو نصروا الباطل ربما صار عذرا لعليّ عليه السّلام فتخلّى عن تصدّى الزعامة الّتي أكرهوه عليها كما في أيّام أبي بكر و عمر، فانه لم يتصدّ للزعامة إلّا بعد ضغط شديد من العامّة.
فاعتزال هؤلاء منقصة روحية و فقدان عقيدة و إيمان معنويّة لا عيب فوقه و سبب لبروز الحرب و نشوب القتال بين فئتي الحقّ و الباطل، فاعتقد أنّ تحت هذه الجملة لهيبا حرّاقا في قلبه اللطيف الربانى وجّهه على هولاء بهذه الجملة الموجزة.
الترجمة
در باره آنان كه از جهاد با وى كناره گرفتند فرمود: حق را واگزاردند و بباطل هم يارى ندادند.
نه دنبال حقّ و، نه جوياى باطل تو انسان نهاى، پيكرى هستى از گل
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی