حکمت 120 صبحی صالح
120-وَ سُئِلَ ( عليه السلام )عَنْ قُرَيْشٍ فَقَالَ أَمَّا بَنُو مَخْزُومٍ فَرَيْحَانَةُ قُرَيْشٍ نُحِبُّ حَدِيثَ رِجَالِهِمْ وَ النِّكَاحَ فِي نِسَائِهِمْ وَ أَمَّا بَنُو عَبْدِ شَمْسٍ فَأَبْعَدُهَا رَأْياً وَ أَمْنَعُهَا لِمَا وَرَاءَ ظُهُورِهَا
وَ أَمَّا نَحْنُ فَأَبْذَلُ لِمَا فِي أَيْدِينَا وَ أَسْمَحُ عِنْدَ الْمَوْتِ بِنُفُوسِنَا وَ هُمْ أَكْثَرُ وَ أَمْكَرُ وَ أَنْكَرُ وَ نَحْنُ أَفْصَحُ وَ أَنْصَحُ وَ أَصْبَح
شرح میر حبیب الله خوئی ج21
السادسة عشرة بعد المائة من حكمه عليه السّلام
(116) و سئل عليه السّلام عن قريش فقال: أمّا بنو مخزوم فريحانة قريش تحبّ حديث رجالهم، و النّكاح في نسائهم، و أمّا بنو عبد شمس فأبعدها رأيا، و أمنعها لما وراء ظهورها، و أمّا نحن فأبذل لما في أيدينا، و أسمح عند الموت بنفوسنا، و هم أكثر و أمكر و أنكر، و نحن أفصح و أنصح و أصبح.
المعنى
كانت العرب في الجاهليّة متمسكين بالعصبيّة أشدّ تمسّكا، و يتفاخرون بالاباء و الأمجاد، و يتكاثرون، فتفرّقوا طبقات و مراتب، و تباغضوا و تعادوا بعضهم بعضا حتّى صارت الحرب و العدوان شغلا شاغلا لهم، و تخلّصت قريش من بينهم اعتصاما بأجداد الرّسول صلّى اللَّه عليه و آله، و بالبيت الحرام، فقرّرت الأشهر الحرم أربعة في كلّ سنة يلوذ كلّ القبائل في ظلّ الأمن إلى الكعبة و الحرم.
و لمّا بعث النبيّ صلّى اللَّه عليه و آله رحمة للعالمين، و مصلحا للبشر أجمعين دعاهم بالتوحيد و رفض العصبيّة، و شرع التّمسك بالاخوّة الاسلاميّة، و نزل سورة في هذا الشأن «أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ» و سعى الاسلام في المنع عن المفاخرات الجاهليّة بكلّ جهد و عناء.
و لمّا دبّ بنو اميّة في حجر الاسلام و تمكّنوا من تدبير سياستها القبليّة المشئومة المسمومة في قلب الجامعة الاسلاميّة رجعوا إلى إحياء هذه العادة الجاهليّة الّتي أماتها الاسلام، فأثاروا العصبيّات، و أشاعوا المفاخرات حتّى جرّت ذيلها إلى حضرة عليّ عليه السّلام.
و لمّا سئل عن قريش و هم قبائل عديدة استخلص منهم هذه الثلاث: بنو مخزوم و بنو عبد شمس، و بنو هاشم، و اقتصر على هذا البيان الوجيز و وصف بني مخزوم و هم أفخر قريش و أكثرهم مالا و أوفرهم جمالا، بما افتخروا به في جاهليتهم و هو أنهم «ريحانه قريش».
و هذا لقب اكتسبوه بين قريش بنفوذهم و ثروتهم و رفاهيّتهم و تنعّم رجالهم و نسائهم.
و فسّره عليه السّلام بما هو أشبه بالذمّ من المدح، فقال: إنّ لبّ هذا الوصف الافتخارى أنّ رجال بني مخزوم حلو اللّسان، و مليح البيان، و أهل للمنادمة و الانس الأدبي تحبّ الحديث و المقاولة معهم، و نساءهم جميلة و صالحة للتعيش و النكاح، و أين هذا من المعالي الروحية و الاداب الاسلامية الّتي وصف عليه السّلام بها شيعته من أنهم: خمص البطون، و ذبل الشفاه، و ما وصف بها المتقون في خطبة الهمام.
و وصف بني عبد الشمس «بأنهم أبعدها رأيا، و أمنعها لما وراء ظهورها» و قد فسّره ابن ميثم بأنهم جيّد الرأى و اولى حميّة، و لكن الظاهر أنّ المقصود من بعد الرأى بعد نظرهم عن الإسلام و المعارف القرآنية، فانهم حاربوا الرّسول صلّى اللَّه عليه و آله و القرآن إلى أن بلغت أرواحهم التراقي، ثمّ اسلموا كرها، و أنّى هذا من جودة الرأى.
و المقصود من منع ما وراء ظهورهم حبّ الدّنيا و الوله بها مالا و جاها، و كأنّه إشارة إلى قوله تعالى: «94- الأنعام- «وَ تَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ».
و هذا التمنع هو السبب الأكبر في مخالفتهم مع النبيّ صلّى اللَّه عليه و آله و الكيد على الاسلام أكثر من عشرين سنة، فدبّروا المؤامرات، و جهّزوا الجيوش، و وطدوا المعسكرات ليمنعوا ما وراء ظهورهم، و أنّى هذا من الحميّة و العفّة.
و قد كانت هند زوجة أبي سفيان حميم بني عبد شمس إحدى ذوات الأعلام في الجاهليّة.
و زوجها يرتكب الفاحشة حتّى مع ذوات الأزواج، و قصّتها في الفحشاء مع سميّة أمّ ابن زياد معروفة مشهورة، كيف: و بيتهم بيت الأدعياء، و دعاتهم و حماتهم من الأدعياء.
و يؤيّد ذلك قوله عليه السّلام (و هم أكثر و أمكر و أنكر) و هل المراد من قوله: أمكر، إلّا أنهم أعوان الشياطين، و من قوله: أنكر، إلّا أنهم من أهل المنكرات الّتي نهى اللَّه عنها في غير موضع من القرآن الشريف.
ثمّ وصف بنو هاشم بأنّهم (أفصح) لأنّ القرآن جرى على لسان النبيّ الّذي افتخر بعده بجوامع كلمه (و أنصح) للامّة لأنّ منهم هداة الخلق و أئمّة الحق (و أصبح) لأنّ وجوههم منوّرة بعبادة الحقّ، و سيماهم في وجوههم من أثر السجود.
و قد أطال الشارح المعتزلي كلامه في هذا المقام بذكر المفاخرات القبليّة المنكرة في الاسلام، و كأنّه استشمّ من كلامه عليه السّلام ما ذكرناه، فقال في اخريات رواياته الشعريّة مشعرا بالعتاب عليه صلوات اللَّه عليه: و ينبغي أن يقال في الجواب: إنّ أمير المؤمنين عليه السّلام لم يقل هذا الكلام احتقارا لهم، و لا استصغارا لشأنهم، و لكن أمير المؤمنين عليه السّلام كان أكثر همّه يوم المفاخرة أنّ يفاخر بني عبد شمس، لما بينه و بينهم.
أقول: و أنت ترى ما في هذا الكلام من التعسّف، و أين عليّ عليه السّلام من هذه المفاخرات الجاهليّة و خصوصا مع بني عبد شمس، و أين الثرى من الثريا و الذّهب من الرغام.
الترجمة
پرسيدنش از قريش، فرمود: أمّا بني مخزوم گل بوستان قريشند، دوست دارى با مردانشان سخن كنى و زنانشان را جفت بگيرى.
و أمّا بني عبد شمس- بنى اميه تيره آنهايند- در رأى دورترند و در حفظ آنچه دارند كوشاترند.
و أمّا ما- بنى هاشم- در آنچه داريم بخشندهتريم، و در پيكار جانبازتر، آنان در شمار بيشترند و نيرنگ بازتر و زشت كردارتر، و ما شيواتر و اندرزگوتر و زيباتر.
از علي پرسش شد از وضع قريش
گفت بن مخزوم گل باشند و عيش
مردمي شيرين زبان و خوشسخن
از زنانشان جفت بايد خواستن
عبد شمسيهاش دور انديشتر
حافظان مال و منصب بيشتر
ما ببذل مال ز آنان در سبق
بيش از آنان پر دل و جانباز حق
اكثرند و أمكرند و زشتتر
أفصحيم و أنصح خوش كيشتر
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی