حکمت 1 صبحی صالح
1-قَالَ ( عليه السلام )كُنْ فِي الْفِتْنَةِ كَابْنِ اللَّبُونِ لَا ظَهْرٌ فَيُرْكَبَ وَ لَا ضَرْعٌ فَيُحْلَبَ
شرح میر حبیب الله خوئی ج21
(1) قال عليه السّلام: كن في الفتنة كابن اللّبون، لا ظهر فيركب و لا ضرع فيحلب.
اللغة
منقولة من صحاح الجوهري: (الفتنة) الامتحان و الاختبار- إلى أن قال- و قال الخليل: الفتن الاحراق.
(ابن اللّبون) وصف سني للبعير- و في الصّحاح: و ابن اللّبون ولد الناقة إذا استكمل السّنة الثانية و دخل في الثالثة، و الانثى بنت لبون لأنّ أمّه وضعت غيره فصار لها لبن و هو نكرة و يعرّف بالألف و اللّام (الظّهر) خلاف البطن و (الضّرع) لكلّ ذات ظلف أو خفّ.
الاعراب
في الفتنة ظرف مستقرّ حال عن الضمير المستتر في كلمة كن، و كابن اللّبون ظرف مستقرّ أيضا، خبر لأمر كن، و كلمة «لا» مشبّهة بليس، و ظهر اسمها و خبرها محذوف و هو «له» و قيل: موجودا، و الفاء للتفريع، و يركب على صيغة المبنى للمفعول مرفوع على الأصل، و قال ابن أبي الحديد: منصوب في جواب النفي و هو ضعيف و كذا الكلام في: و لا ضرع فيحلب، بعينه و الجملة حاليّة لابن اللّبون، فيتعيّن أن يكون الخبر المحذوف «له» ليربطها به.
المعنى
فسّر الشراح كلمة الفتنة على مفهومها العرفي، و هو الاضطراب الواقع بين جماعة أو أمّة لغرض، و الأكثر أن يكون سياسة أو وسيلة لكسب الأمرة و القوّة و حيازة مقام الامامة، و فسّروا الدستور بتكلّف الانزواء و العزلة و الخمول و عدم التدخل في الأمور، و خصّصها ابن أبي الحديد بالخصومة بين رئيسين ضالّين يدعوان كلاهما إلى ضلالة كفتنة عبد الملك و ابن الزبير، و فتنة مروان و الضحاك، و فتنة الحجاج و ابن الأشعث و نحو ذلك، قال: و أما إذا كان أحدهما صاحب حقّ فليست أيّام فتنة، كالجمل و صفّين و نحوهما، بل يجب الجهاد مع صاحب الحقّ.
أقول: المقصود من الفتنة أعمّ و المراد من الدستور أمر أتمّ، و ليس غرضه عليه السّلام الأمر بالانزواء و العزلة و الاستراحة إلى الخمول و التغافل و الغفلة بل المقصود الحذر عن التعاون مع دعاة الفتنة و شدّ أزرهم في مقاصدهم الفاسدة و محقّ الحق، سواء كان الفتنة لغرض سياسى كما مثّل، أو لغيره كما في فتنة خلق القرآن في أيّام المأمون، و سواء كانت لتخاصم بين ضالّين كما ذكر، أو تخاصم الحقّ و الباطل كفتنة السقيفة و الجمل و صفّين.
فالمقصود الحذر من إعانة المفتنين، و تأييد أغراض المبطلين و أمر عليه السّلام بالتمسك بالحقّ في كلّ حين على ما يجب على المسلمين، و لا عزلة في الإسلام و لا خمول للمسلم، بل يجب عليه القيام، كما قال عزّ من قائل (46: السباء) قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَ فُرادى، و لا مندوحة عن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، بل يجب الكفاح عن الحقّ بما تيسّر في كلّ زمان و مكان.
الترجمة
در هنگام فتنه و آشوب چون شتر دو ساله باش كه نه بار كشد، و نه شير دهد.
در فتنه چنان باش كه بارت ننهند
و ز دست و زبانت استعانت نبرند
زين آتش تند در حذر باش و بهوش
تا مدّعيان رند جانت نخرند
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی