google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
خطبه ها شرح و ترجمه میر حبیب الله خوئی80-100 خطبه شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه خطبه ها خطبه شماره 91 (شرح میر حبیب الله خوئی«میرزا حبیب الله خوئی»)

خطبه 92 صبحی صالح

92- و من كلام له ( عليه ‏السلام  ) لما أراده الناس على البيعة بعد قتل عثمان رضي الله عنه‏

دَعُونِي وَ الْتَمِسُوا غَيْرِي

فَإِنَّا مُسْتَقْبِلُونَ أَمْراً لَهُ وُجُوهٌ وَ أَلْوَانٌ

لَا تَقُومُ لَهُ الْقُلُوبُ

وَ لَا تَثْبُتُ عَلَيْهِ الْعُقُولُ

وَ إِنَّ الْآفَاقَ قَدْ أَغَامَتْ

وَ الْمَحَجَّةَ قَدْ تَنَكَّرَتْ.

وَ اعْلَمُوا أَنِّي إِنْ أَجَبْتُكُمْ رَكِبْتُ بِكُمْ مَا أَعْلَمُ

وَ لَمْ أُصْغِ إِلَى قَوْلِ الْقَائِلِ وَ عَتْبِ الْعَاتِبِ

وَ إِنْ تَرَكْتُمُونِي فَأَنَا كَأَحَدِكُمْ

وَ لَعَلِّي أَسْمَعُكُمْ وَ أَطْوَعُكُمْ لِمَنْ وَلَّيْتُمُوهُ أَمْرَكُمْ

وَ أَنَا لَكُمْ وَزِيراً خَيْرٌ لَكُمْ مِنِّي أَمِيرا

شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج7  

و من كلام له عليه السّلام لما اريد على البيعة و هو الواحد و التسعون من المختار فى باب الخطب

و قد رواه غير واحد من العامة و الخاصة حسبما نشير إليه دعوني و التمسوا غيري، فإنّا مستقبلون أمرا له وجوه و ألوان، لا تقوم له القلوب، و لا تثبت عليه العقول، و إنّ الآفاق قد أغامت، و المحجّة قد تنكّرت، و اعلموا أنّي إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم، و لم أصغ إلى قول القائل، و عتب العاتب، و إن تركتموني فأنا كأحدكم، و لعلّي أسمعكم و أطوعكم لمن و ليتموه أمركم، و أنا لكم وزيرا خير لكم منّي أميرا.

اللغة

(غامت) الآفاق و أغامت و اغيمت و غيمت تغييما و تغيمت غطاها الغيم، و غيم اللّيل جاء كالغيم و (المحجّة) الطريق الواضح و (التنكّر) التّغير عن حال تسرّك إلى حال تكرهها و الاسم النّكير و (العتب) كالعتاب الملامة و (الوزير) حباء الملك أى جليسه الذى يحمل ثقله و يعينه برأيه

الاعراب

قوله عليه السّلام: و أنا لكم آه الواو للحال، و الجملة بعدها منصوبة المحلّ على الحاليّة، و أنا مبتدأ و خير خبره و الظرفان متعلّقان به، و وزيرا و أميرا منصوبان على الحال، و اختلف علماء الأدبية في عامل الحال إذا وقع في مثل هذا المثال، فمنهم من جعله أفعل التفضيل، و منهم من جعله كان محذوفة تامة صلة لاذا و التقدير أنا إذا كنت لكم وزيرا خير منّي لكم إذا كنت أميرا و تحقيق ذلك أنّهم بعد حكمهم على عدم جواز تقديم الحال على عامله إذا كان اسم تفضيل من حيث ضعفه في العمل لأجل شباهته بالفعل الجامد في عدم قبوله علامة التأنيث و التثنية و الجمع كما يقبلها أسماء الفاعلين و المفعولين و الصفة المشبهة فلا يتصرّف«» في معموله بالتقديم كما لا يتصرّف في الفعل الجامد، استثنوا من ذلك ما إذا كان اسم التفضيل عاملا في حالين احداهما مفضلة على الاخرى فانه يجب حينئذ تقديم الحال الفاضلة لخوف اللبس، و مثلوا له بقولهم هذا بسرا أطيب منه رطبا، قال سيبويه في المحكيّ عنه: انتصب بسرا على الحال من الضمير فى أطيب و انتصب رطبا على الحال أيضا من الضمير المجرور بمن، و العامل فيهما أطيب بما فيه من معنى المفاضلة بين شيئين، كأنه قال: هذا في حال كونه بسرا أطيب من نفسه‏ فى حالكونه رطبا، تريد أن تفضل البسر على الرطب، قال: فأطيب ناب مناب عاملين، لأنّ التقدير يزيد طيبه في حالكونه بسرا على طيبه في حالكونه رطبا و أشار بذلك«» إلى التمر، و المعنى بسره أطيب من رطبه انتهى و به قال غير واحد من النحاة كالمازني و الفارسي و ابن كيسان و ابن جنى و ابن هشام في التوضيح، و ذهب المبرّد و الزّجاج و ابن السّراج و السيّرافي إلى أنّ النّاصب في المثال كان محذوفة تامة صلة لإذا و إذا فان قلت ذلك و هو بلح فالمقدر اذا و ان قلته و هو تمر فالمقدر إذ، و الصاحبان المضمران في كان لا المضمر في أطيب، و المجرور بمن و قدم الظرف يعنى إذا و إذا على أطيب لاتساعهم في الظروف و لهذا جاز كلّ يوم لك ثوب و لم يجز زيد جالسا في الدّار و كيف كان فقد اتفق الفريقان بعد اختلافهم في عامل الحال على وجوب تقديم أحد الحالين على اسم التفضيل و تأخير الآخر ليظهر الفضل بين المفضّل و المفضّل عليه إذ لو أخّرا جميعا حصل الالتباس.

فان قيل: إن جعل أحدهما تاليا لأفعل لا يحصل الالتباس، قلنا يؤدّى إلى الفصل بين أفعل و بين من و مجرورها و هو غير جايز لكونهما بمنزلة الصّلة و الموصول فان قلت: فكيف فصّل بالظرف في كلام الامام عليه السّلام قلت: ذلك فصل جايز للاتّساع في الظروف بما لا يتّسع في غيره

المعنى

اعلم أنّ المستفاد من الروايات الآتية و غيرها في سبب هذا الكلام هو أنّ خلفاء الجور بعد ما غيّروا سنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و سيرته التي كان يسيرها من العدل بالقسمة و المواساة بين الرّعية، ففضّلوا العرب على العجم، و الموالي على العبيد، و الرؤساء على السفلة، و آثر عثمان أقاربه من بني امية على ساير الناس و جرى على ذلك ديدنهم سنين عديدة، و اعتاد الناس ذلك أزمنة متطاولة حتّى نسوا سيرة الرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و كان غرض الطالبين لبيعته عليه السّلام أن يسير عليه السّلام فيهم مثل سيرة من سبق عليه من المتخلّفين من تفضيل الشريف على الوضيع، و كان عليه السّلام تفرّس ذلك منهم و عرفه من و جنات حالهم.

خاطبهم بهذا الكلام إتماما للحجّة و إعلاما لهم بأنّه عليه السّلام إن قام فيهم بالأمر لا يجيبهم إلى ما طمعوا فيه من الترجيح و التفضيل فقال عليه السّلام (دعوني و التمسوا غيرى) للبيعة (فانّا مستقبلون أمرا له وجوه و ألوان) و هو إنذار لهم بالحرب و إخبار عن ظهور الفتنة و اختلاف الكلمات و تشتّت الآراء و تفرّق الأهواء، يعنى أنّى إن أجبت إلى ملتمسكم فلا بدّ من ابتلاء أمر له أحكام صعبة و تكاليف شاقة من محاربة الناكثين و القاسطين و المارقين و التسوية في القسمة و العدل بين الرّعيّة الى غير ذلك و هو مما (لا تقوم له القلوب) أى لا تصبر عليه (و لا تثبت عليه العقول) بل تنكره (و انّ الآفاق قد أغامت) أى أظلمت بظهور البدع و خفاء شمس الحقّ تحت سحاب شبه أهل الباطل (و المحجّة قد تنكّرت) أراد به تغيّر الحنيفية البيضاء و الملّة الغرّاء و جهالة جادّة الحقّ (و اعلموا أنّي إن إن أجبتكم) إلى ما تلتمسونه منّي (ركبت بكم ما أعلم) أى جعلتكم راكبين على محض الحقّ و أسير فيكم بسيرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (و لم أصغ إلى قول القائل و عتب العاتب) أى لم يأخذني في اللّه لومة لائم (و إن تركتموني فأنا كأحدكم) يعنى إن تركتموني فهو أنفع لكم و أرفه لحالكم لأنّى حينئذ أكون مثل واحد منكم و المراد بتركهم إيّاه عدم طاعتهم له و اختيار غيره للبيعة حتى لا تتمّ شرايط الخلافة لعدم النّاصر كما قال في الخطبة الشقشقيّة: لو لا حضور الحاضر و قيام الحجّة بوجود النّاصر لألقيت حبلها على غاربها، و ليس الغرض ردعهم عن البيعة الواجبة بل إتمام للحجة و توطئة لابطال ما علم عليه السّلام منهم من ادعاء الاكراه بعد البيعة كما فعل طلحة و الزّبير بعد النّكث و قوله (و لعلّى أسمعكم و أطوعكم لمن و ليتموه أمركم) لعلّه عليه السّلام أراد أنه إذا تولى الغير أمر الامامة و لم تتم الشرائط في خلافته عليه السّلام لم يكن ليعدل عن مقتضى التقيّة فيكون أكثر الناس إطاعة لوالي الأمر بخلاف ساير النّاس فانّه يجوز عليهم الخطاء (و أنا لكم وزيرا خير لكم منّي أميرا) يعني وزارتي خير لكم من امارتي، لأنّ فيه موافقة الغرض أو سهولة الحال في الدنيا، فانّه على تقدير الامارة و بسط اليد يجب عليه القيام بمحض الحق و هو صعب على النفوس و لا يحصل به آمال الطامعين بخلاف ما إذا كان وزيرا فانّ تكليف الوزير هو الاشارة بالرأى مع تجويز التأثير في الأمير و عدم الخوف و نحوه من شرايط الأمر بالمعروف، و لعلّ الأمير الذي يولّونه الأمر يرى في كثير من الامور ما يوافق آمال القوم و يطابق أطماعهم و لا يعمل بما يشير الوزير فيكون وزارته أوفق لمقصود القوم فالحاصل أنّ ما قصد تموه و طمعتم فيه من بيعتي لا يتمّ لكم، و وزارتي أوفق لغرضكم، و المقصود إتمام الحجّة و إفهام حقيقة الأمر كيلا يعترضوا عليه بعد البيعة إذا لم يحصل غرضهم منه عليه السّلام و لا يقولوا: إنّا كنّا عن هذا غافلين، هذا.

و اعلم أنّ ما ذكرته في شرح هذا الكلام له عليه السّلام هو الذي ينبغي أن يحمل الكلام عليه و هو أقرب و أظهر ممّا قاله الشّارح البحراني «قد» من أنّ مراده عليه السّلام بكلامه ذلك هو التمنّع عليهم لتقوى رغبتهم إليه، فانّه لا بدّ لكلّ مطلوب على أمر من تعزّز فيه و تمنّع، و الحكمة في ذلك أنّ الطالب له يكون بذلك أرغب فيما يطلب فانّ الطبع حريص على ما منع، سريع النفرة عمّا سورع إلى اجابته فيه.

و أمّا الشّارح المعتزلي فقد تمشّى فيه على مذهبه و قال: هذا الكلام يحمله أصحابنا على ظاهره و يقولون: إنّه عليه السّلام لم يكن منصوصا عليه بالامامة من جهة الرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و إن كان أولى النّاس بها و أحقّهم بمنزلتها، لأنه لو كان منصوصا عليه بالامامة من جهة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لما جاز له أن يقول: دعونى و التمسوا غيرى، و لا أن يقول: و لعلّي أسمعكم و أطوعكم لمن و ليتموه أمركم، و لا أن يقول: و أنا لكم وزيرا خير لكم منّى أميرا.

ثمّ ذكر تأويل الامامية بأنّ الخطاب للطالبين منه أن يسير فيهم مثل سيرة الخلفاء بتفضيل بعضهم على بعض في القسمة و العطاء، فاستعفاهم و سألهم أن يطلبوا غيره ممن يسير بسيرتهما إلى أن قال: و قد حمل بعضهم كلامه عليه السّلام على محمل آخر فقال: هذا كلام مستزيد شاك من أصحابه يقول عليه السّلام لهم: دعوني و التمسوا غيري، على طريق التّضجر منهم و التّسخط لأفعالهم، لأنّهم كانوا عدلوا عنه من قبل و اختاروا غيره عليه فلما طلبوه بعد أجابهم جواب العاتب المتسخّط ثمّ قال: و حمل قوم منهم الكلام على وجه آخر فقالوا: إنّه أخرجه مخرج التّهكّم و السّخرية، أى أنا لكم وزيرا خير منّى لكم أميرا فيما تعتقدونه كما قال سبحانه: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ.

أى بزعمك و اعتقادك ثمّ قال: و اعلم أنّ ما ذكروه ليس ببعيد أن يحمل الكلام عليه لو كان الدّليل قد دلّ على ذلك، فأمّا إذا لم يدلّ عليه دليل فلا يجوز صرف اللّفظ عن ظاهره. و نحن نتمسّك بالظاهر إلى أن يقوم دلالة على مذهبهم تصدّنا عن حمل اللّفظ على ظاهره، و لو جاز أن يصرف الألفاظ عن ظواهرها لغير دليل قاهر يصدّ عنها لم يبق وثوق بكلام اللّه عزّ و جلّ و بكلام رسوله، انتهى كلامه هبط مقامه.

و أورد عليه المحدّث العلامة المجلسىّ طاب رمسه في المجلّد الثّامن من البحار بعد نقل كلامه بقوله: و لا يخفى على اللّبيب بعد الغماض عن الأدلّة القاهرة و النّصوص المتواترة لا فرق بين المذهبين في وجوب التّأويل و لا يستقيم الحمل على ظاهره إلّا على القول بأنّ إمامته عليه السّلام كان مرجوحا و أنّ كونه وزيرا كان أولى من كونه أميرا، و هو ينافي القول بالتفضيل الذي قال به، فانّه عليه السّلام إذا كان أحقّ بالامامة و بطل تفضيل المفضول على ما هو الحقّ و اختاره أيضا كيف يجوز للناس أن يعدلوا عنه إلى غيره و كيف يجوز له عليه السّلام أن يأمر الناس بتركه و العدول عنه‏ إلى غيره مع عدم ضرورة تدعو إلى ترك الامامة و مع وجود الضّرورة كما جاز ترك الامامة الواجبة بالدّليل جاز ترك الامامة المنصوص عليها، فالتأويل واجب على التقديرين و لا نعلم أحدا قال بتفضيل غيره عليه و رجحان العدول إلى أحد سواه في ذلك الزمان، على أنّ الظّاهر للمتأمّل في أجزاء الكلام حيث علّل الأمر بالتماس الغير باستقبال أمر لا تقوم له القلوب و لا تثبت عليه العقول و يتنكّر المحجة و أنّه إن أجابهم حملهم على محض الحقّ، هو أنّ السّبب في ذلك وجود المانع دون عدم النّص و أنّه لم يكن متعيّنا للامامة أو لم يكن أحقّ و أولى به و نحو ذلك

تنبيه

متضمّن لبعض الأخبار المناسبة للمقام، قال ابن الأثير في المحكيّ عنه في كتاب الكامل: لما قتل عثمان اجتمع أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من المهاجرين و الأنصار و فيهم طلحة و الزّبير فأتوا عليّا عليه السّلام فقالوا له لا بدّ للناس من إمام، قال: لا حاجة لي في أمركم فمن اخترتم رضيت به، فقالوا: ما نختار غيرك و تردّدوا إليه مرارا و قالوا في آخر ذلك: إنّا لا نعلم أحدا أحقّ به منك و لا أقدم سابقة و لا أقرب قرابة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقال عليه السّلام: لا تفعلوا فاني أكون وزيرا خير من أن أكون أميرا، فقالوا، و اللّه ما نحن بفاعلين حتّى نبايعك.

قال عليه السّلام: ففي المسجد فانّ بيعتي لا يكون خفيّا و لا يكون إلّا في المسجد و كان عليه السّلام في بيته، و قيل: في حايط لبني عمرو بن منذر، فخرج إلى المسجد و عليه ازار و قميص و عمامة خز و نعلاه في يده متوكّئا على قوسه، فبايعه الناس فكان أوّل من بايعه طلحة بن عبيد اللّه، فنظر إليه حبيب بن ذويب فقال: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، أوّل من بدأ بالبيعة يد شلاء لا يتمّ هذا الأمر، و بايعه الزبير و قالا بعد ذلك: إنما صنعنا ذلك خشية على أنفسنا، و هربا إلى مكّة بعد قتل عثمان بأربعة أشهر و بايعه الناس و جاءوا بسعد بن أبي وقاص فقال عليّ عليه السّلام: بايع، قال: لا حتّى يبايع النّاس و اللّه ما عليك منّي بأس، فقال عليه السّلام: خلّوا سبيله، و جاءوا بابن عمر فقالوا: بايع‏

فقال: لا حتى يبايع الناس، قال: ائتني بكفيل قال، لا أرى كفيلا، قال الأشتر: دعنى أضرب عنقه قال عليه السّلام: دعوه أنا كفيله.

و بايعت الأنصار إلّا نفرا يسيرا منهم حسان بن ثابت، و كعب بن مالك، و مسلمة بن مخلد، و أبو سعيد الخدري، و محمّد بن مسلمة، و النعمان بن بشير، و زيد ابن ثابت، و كعب بن مالك، و رافع خديج، و فضالة بن عبيد، و كعب بن عجرة كانوا عثمانية فأمّا النعمان بن بشير فانه أخذ أصابع نائلة امرئة عثمان التي قطعت و قميص عثمان الذي قتل فيه، فلحق بالشام فكان معاوية يعلّق قميص عثمان و فيه الأصابع فاذا رأوا ذلك أهل الشام ازدادوا غيظا وجدّوا في أمرهم قال: و روى أنهم لمّا أتوا عليّا عليه السّلام ليبايعوه قال: دعوني و التمسوا غيري فانّا مستقبلون أمرا له وجوه و ألوان لا تقوم له القلوب و لا تثبت عليه العقول، فقالوا ننشدك اللّه ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى الاسلام ألا ترى الفتنة ألا تخاف اللّه فقال: قد أجبتكم و اعلموا أني إن أجبتكم أركب بكم ما أعلم فان تركتموني فانما أنا كأحدكم إلّا أنّي من أسمعكم و أطوعكم لمن و ليتموه و روى الشّارح المعتزلي عن الطبري و غيره أنّ الناس غشوه و تكاثروا عليه يطلبون مبايعته و هو عليه السّلام يأبى ذلك و يقول: دعونى و التمسوا غيرى فانّا مستقبلون أمرا له وجوه و ألوان لا تثبت عليه العقول و لا تقوم له القلوب، قالوا: ننشدك اللّه ألا ترى الفتنة ألا ترى إلى ما حدث في الاسلام ألا تخاف اللّه فقال عليه السّلام: قد أجبتكم لما أرى منكم و اعلموا أنى إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم و إن تركتموني فانّما أنا كأحدكم بل أنا أسمعكم و أطوعكم لمن و ليتموه أمركم، فقالوا: ما نحن بتاركيك.

قال عليه السّلام: إن كان لا بدّ من ذلك ففي المسجد إنّ بيعتي لا يكون خفيّا و لا يكون إلّا عن رضاء المسلمين و في ملاء و جماعة، فقام و النّاس حوله فدخل المسجد و انثال عليه المسلمون فبايعوه و فيهم طلحة و الزبير و في البحار من المناقب في جمل أنساب الأشراف أنه قال الشعبي في خبر:

لما قتل عثمان أقبل الناس إلى عليّ عليه السّلام ليبايعوه و مالوا إليه فمدّوا يده فكفّها، و بسطوها فقبضها حتّى بايعوه و في ساير التواريخ أنّ أوّل من بايعه طلحة بن عبد اللّه و كانت أصبعه اصيبت يوم أحد فشلّت، فبصر بها أعرابيّ حين بايع فقال: ابتدأ هذا الأمريد شلاء لا يتمّ، ثمّ بايعه الناس فى المسجد، و يروى أنّ الرّجل كان عبيد بن ذويب فقال: يد شلاء و بيعة لا يتمّ و فى البحار و بويع يوم الجمعة لخمس بقين من ذي الحجّة سنة خمس و ثلاثين من الهجرة، و عن المعلّى بن خنيس عن أبي عبد اللّه عليه السّلام انّ اليوم الذي بويع فيه أمير المؤمنين ثانية كان يوم النيروز، هذا و لمّا بويع عليه السّلام انشأ عطيّة هذه الأبيات:

رأيت عليّا خير من وطى‏ء الحصا
و أكرم خلق اللّه من بعد أحمد

وصيّ رسول المرتضى و ابن عمّه‏
و فارسه المشهور في كلّ مشهد

تخيّره الرّحمن من خير اسرة
لأطهر مولود و أطيب مولد

إذا نحن بايعنا عليّا فحسبنا

ببيعته بعد النبيّ محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم‏

و أنشأ خزيمة بن ثابت

إذا نحن بايعنا عليّا فحسبنا
أبو حسن ممّا نخاف من الفتن‏

وجدناه أولى النّاس بالنّاس انه‏
أطبّ قريش بالكتاب و بالسنن‏

و انّ قريشا لا تشقّ غباره
إذا ما جرى يوما على ضمر البدن‏

ففيه الذي فيهم من الخير كلّه‏
و ما فيهم مثل الذي فيه من حسن‏

وصيّ رسول اللّه من دون أهله
و فارسه قد كان في سالف الزّمن‏

و أوّل من صلّى من الناس كلّهم‏
سوى خيرة النسوان و اللّه ذى المنن‏

و صاحب كبش القوم في كلّ وقعة
يكون لها نفس الشجاع لدى الذقن‏

فداك الذي تثنى الخناصر باسمه‏
إمامهم حتّى اغيّب في الكفن‏

الترجمة

از جمله كلام بلاغت نظام آن إمام عالي مقام است وقتى كه اراده شد بر بيعت‏ بعد از كشته شدن عثمان بى‏ايمان مى‏فرمايد: ترك نمائيد مرا از اين كار و معاف بداريد و طلب كنيد غير مرا پس بدرستي كه ما استقبال نمايندگانيم كارى را كه مر او را است وجهها و رنگهاى گوناگون كه نمى‏ايستد و صبر نمى‏ نمايد آن كار را قلبها، و ثابت نمى ‏شود بر آن عقلها، و بدرستى كه آفاق و اطراف عالم را ظلمت گرفته و راه روشن شريعت تغيير يافته، و بدانيد اين كه بدرستي من اگر اجابت نمايم و قبول كنم حرف شما را سوار گردانم شما را به آن چه كه خودم مى‏ دانم و گوش نمى ‏دهم بگفتار گوينده و ملامت ملامت كننده، و اگر بگذاريد مرا بحال خود و معذور بداريد پس من مى ‏باشم مثل يكى از شماها، و شايد اين كه گوش دادن و اطاعت نمودن من بيشتر از شماها باشد بكسى كه والى امر خود قرار بدهيد، و من از براى شما در حالتى كه وزير باشم بهترم از براى شما از من در حالتى كه أمير باشم زيرا كه در حالت أمارت و بسط يد تكليف من قيام نمودنست بمحض حق و آن صعب است در حق أكثر مردم، و أما در حالت وزارت تكليف من نصيحت است و مشاورت و بس خواه و الى امر قبول نمايد و خواه قبول ننمايد

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی«میرزا حبیب الله خوئی»

Show More

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

Back to top button
-+=