خطبه 71 صبحی صالح
71- و من خطبة له ( عليه السلام ) في ذم أهل العراق
و فيها يوبخهم على ترك القتال و النصر يكاد يتم ثم تكذيبهم له
أَمَّا بَعْدُ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ
فَإِنَّمَا أَنْتُمْ كَالْمَرْأَةِ الْحَامِلِ حَمَلَتْ فَلَمَّا أَتَمَّتْ أَمْلَصَتْ
وَ مَاتَ قَيِّمُهَا
وَ طَالَ تَأَيُّمُهَا
وَ وَرِثَهَا أَبْعَدُهَا.
أَمَا وَ اللَّهِ مَا أَتَيْتُكُمُ اخْتِيَاراً
وَ لَكِنْ جِئْتُ إِلَيْكُمْ سَوْقاً
وَ لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّكُمْ تَقُولُونَ عَلِيٌّ يَكْذِبُ
قَاتَلَكُمُ اللَّهُ تَعَالَى
فَعَلَى مَنْ أَكْذِبُ
أَ عَلَى اللَّهِ
فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ أَمْ عَلَى نَبِيِّهِ
فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ صَدَّقَهُ
كَلَّا وَ اللَّهِ
لَكِنَّهَا لَهْجَةٌ غِبْتُمْ عَنْهَا
وَ لَمْ تَكُونُوا مِنْ أَهْلِهَا
وَيْلُ أُمِّهِ
كَيْلًا بِغَيْرِ ثَمَنٍ
لَوْ كَانَ لَهُ وِعَاءٌ
وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ
شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج5
و من كلام له عليه السلام فى ذم اهل العراق
و هو السبعون من المختار فى باب الخطب
و الظاهر أنّها ملتقطة من خطبة طويلة قدّمنا روايتها عن الاحتجاج و الارشاد في شرح الخطبة التاسعة و العشرين فليراجع هناك:
أمّا بعد يا أهل العراق فإنّما أنتم كالمرأة الحامل حملت فلمّا أتمّت أملصت و مات قيّمها، و طال تأيّمها، و ورثها أبعدها، أما و اللّه ما أتيتكم اختيارا، و لكن جئت إليكم سوقا، و لقد بلغني أنّكم تقولون عليّ يكذب، قاتلكم اللّه، فعلى من أكذب أعلى اللّه فأنا أوّل من آمن به، أم على نبيّه فأنا أوّل من صدّقه، كلّا و اللّه، و لكنّها لهجة غبتم عنها، و لم تكونوا من أهلها، ويل أمّه كيلا بغير ثمن لو كان له وعاء، وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ.
اللغة
(املصت) الحامل ألقت ولدها ميّتا و المملاص معتادته و (قيّم) المرأة زوجها لأنه يقوم بأمرها و (تايّم) المرأة خلوّها من الزّوج، و الأيم في الأصل التي لا زوج لها قال سبحانه: وَ أَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ.
و (السّوق) الاضطرار و في بعض النّسخ و لا جئت اليكم شوقا بالشّين المعجمة و (اللّهجة) بسكون الهاء و فتحها اللسان و يكنّى بها عن الكلام.
قال الفيروز آبادى: (الويل) حلول الشّر و بهاء الفضيحة، أو هو تفجيع يقال: ويله و ويلك و ويلي و في النّدبة يقال ويلاه، و ويل كلمة عذاب و واد في جهنّم أو بئر أو باب لها و رجل ويلمة بكسر اللّام و ضمّها واه و يقال للمستجار ويلمّه أى ويل لامّه كقولهم لا أب له، فركبوه و جعلوه كالشّيء الواحد ثمّ ألحقوه الهاء مبالغة كداهية.
الاعراب
قال الجوهري: تقول ويل لزيد و ويلا لزيد، فالنّصب على اضمار الفعل و الرفع على الابتداء هذا إذا لم تضفه فاذا أضفت فليس إلّا النّصب لأنّك لو رفعته لم يكن له خبر.
و قال نجم الأئمة الرّضيّ في باب حذف عامل المفعول المطلق من شرح الكافية: و منها أى من جملة ما يحذف عامله أسماء الأصوات قامت مقام المصادر كاها منك أى توجّعا، و واها لك أى طيبا، و افالك أى كراهة، إلى أن قال: و الأصوات القائمة مقام المصادر يجوز اعرابها نصبا إلّا أن تكون على حرفين ثانيهما حرف مدّ نحووى لزيد، و ذلك نحواها و ويها، و يجوز إبقائها على البناء الأصلى نحو افّ لكما و أوه من اخوانى وآه من ذنوبى.
و الظاهر أنّ و يلك و ويحك و وليك و و يبك من هذا الباب و أصل كلهاوى على ما قال الفراء جيء بلام الجرّ بعدها مفتوحة مع المضمر نحووى لك ووى له ثمّ خلط اللّام بوى حتّى صارت لام الكلمة كما خلطوا اللّام بيافي قوله:
فخير نحن عند النّاس منكم إذ الدّاعى المثوب قال يالا
فصار معربا باتمامه ثلاثيا فجاز أن يدخل بعدها لام اخرى نحو ويل لك لصيرورة الاولى لام الكلمة ثمّ نقل الى باب المبتدأ فقيل ويل لك كما في سلام عليك.
أقول: و تحقيق الكلام أنّك إذا قلت ويل لزيد فيجوز الرّفع على الابتداء و النّصب على المفعولية أى حلّ الشّر به حلولا أو عذّب اللّه عذابا أو هلكا له، و جوّز جرّه في القاموس و لا أرى له وجها.
و إذا قلت: ويل زيد فيجوز الضّم على الابتداء و حذف الخبر أى عذابه أو هلاكه مطلوب، و الكسر على أنّ اصله وى لزيد فكلمة وى بمعنى الحزن و الخسران اتصلت لام الجرّ بها لكثرة الاستعمال فقيل ويل زيد، و الفتح على أنّها بعد الاتّصال بلام الجرّ حسبما قلناه خفّفوا اللّام بالفتح.
و أمّا قولهم رجل و يلمه بكسر اللّام و ضمّه فأرادوا به أنّه واه يستعملونه في مقام التّعجب من دهاء الرّجل و ذكائه، و أصله ويل لامّه فركب الكلمتان بعد التّخفيف بحذف اللّام و اسقاط الهمزة فصار و يلمه.
قال في الاقيانوس: وى فيها كلمة مفردة معناها التّعجب كانّه يتعجّب من امّه أنّها ولدت هذا الولد الذي لا نظير له في العقل و الفراسة، أو أنّه من قبيل قاتله اللّه و تربت يداه يعنى أنّ الجملة موضوعة للتّعجب ملغاة عن معناها الأصلى أو أن الويل بمعنى العذاب و الخسران كأنّه يريد عذاب امّه كيف ولدت هذا الولد الدّاهي الظالم فيكون مستعملا في مقام الأسف و الانفعال، أو أنّ المراد بذلك الحسرة و التأسّف من أمّه و أنّها ولدت هذا الولد فردا و لم تلد له ثانيا كفوا فيكون مستعملا في مقام التّعجب و الاستجادة.
و قيل: إنّ أصل ذلك ويل لام كما أنّ قولهم لاب لك مخفّف لا أب لك، فالحق به الهاء كمالا للمبالغة كما في الدّاهية فصار ويل لامّه فخفّف و صار ويلمّه و على ذلك فالهاء ليست ضميرا و لكن المستفاد من كلام الزّمخشري أنّه مخفّف من قولهم ويل لامّه أو من قولهم وى لامّه، و الهاء ضمير يفسّره ما بعده من باب الاضمار على شريطة التّفسير كما في قولهم ربّه رجلا يقال و يلمه رجلا قال ذو الرّمة:
و يلمّها روحة و الرّيح معصفة و الغيث مرتجز و الليل مقترب
و عن النّهاية و منه حديث عليّ كرّم اللّه وجهه ويلمه كيلا بغير ثمن لو كان له وعاء أى يكيل العلوم الجمة بلا عوض إلّا أنّه لا يصادف داعيا الويل للتّعجب، و قيل ويل كلمة مفردة و لامه مفردة و هي كلمة تفجّع و تعجّب و حذفت الهمزة من امّه تخفيفا و القيت حركتها على اللّام و ينصب ما بعدها على التميز انتهى.
و في شرح المعتزلي انتصب كيلا لأنّه مصدر في موضع الحال، و يمكن أن ينتصب على التّميز كقولهم للّه درّه فارسا.
المعنى
قد ظهر من رواية الاحتجاج المتقدّمة في شرح الخطبة التاسعة و العشرين أنّ هذه الخطبة واردة في ذمّ أهل العراق بتثاقلهم عن جهاد معاوية و أتباعه فقال لهم (أمّا بعد يا أهل العراق فانّما أنتم كالمرأة الحامل حملت فلما أتمّت) حملها و تكاملت ايّامه (أملصت) و أسقطت ولدها ميّتا (و مات قيّمها) أى زوجها (و طال تأيمها) بقاؤها بلا زوج (و ورثها ابعدها) لفقدان الوارث القريب.
شبّههم بالمرأة الموصوفة بالأوصاف الخمسة التي هى وجوه الشّبه بينها و بينهم، فحملها يشبه تهيؤهم للحرب و استعدادهم لها، و اتمام الحمل يشبه مشارفتهم لاستيصال أهل الشّام و الظفر على المقصود، و الاملاص يشبه باجابتهم إلى التّحكيم و جنوحهم إلى السّلم و رجوعهم عن العدوّ و بعد قرب الظفر و ظهور أمارات الفتح، فانّ ذلك رجوع غير طبيعى و غير معتاد للعقلاء كما أنّ الاملاص أمر غير طبيعىّ و خارج عن العادة و موت القيّم و طول الأيمّ يشبه بقائهم بلا صاحب الجارى مجرى موته عنهم و طول ضعفهم و تمادى ذلّتهم، كما أنّ موت قيّم المرأة مستلزم لطول ضعفها و تمادى عجزها.
و أمّا وراثة الأبعدين فاشارة إلى أنّهم لتقصيرهم في الأمر أخذ عدوّهم الذين هم أبعد النّاس عنهم بلادهم و تسلطوا عليهم و صاروا بمنزلة الوارثين لها، كما أنّ المرأة الموصوفة بسبب املاصها و موت زوجها لا يبقى لها وارث قريب نسبيّ و سببيّ فيرثها البعيد عنها.
ثمّ اقسم تضجّرا من حالهم بقوله: (أما و اللّه ما أتيتكم اختيارا) و ايثارا للمقام بينكم و حبا لكم و لبلادكم (و لكن جئت اليكم سوقا) و اضطرارا كان القضاء ساقه إليهم، إذ خروجه من المدينة دار الهجرة لم يكن إلّا لقتال أهل الجمل و احتاج إلى الاستنصار بأهل الكوفة إذ لم يكن جيش الحجاز وافيا بمقاتلتهم، ثمّ اتّصلت تلك الفتنة بفتنة أهل الشّام فاضطرّ إلى المقام بينهم.
ثمّ قال (و لقد بلغنى أنكم تقولون عليّ يكذب) فانّه عليه السّلام كان كثيرا ما يخبرهم عن الملاحم و الامور الغيبية و ما يكون قبل كونه كما مضى نبذ من ذلك في شرح كلامه السّادس و الخمسين، و يأتي كثير منها في تضاعيف الشّرح أيضا فكان منافقو أصحابه ينسبونه في هذه الاخبارات الغيبية إلى الكذب لضعف عقولهم و قصور أفهامهم و يقولون إنّه يكذب فدعا عليهم بقوله (قاتلكم اللّه) أى لعنكم و أبعدكم عن رحمته.
ثمّ ردّ زعمهم الفاسد و اعتقادهم الكاسد بقوله: (فعلى من أكذب أعلى اللّه فأنا أوّل من آمن به، أم على نبيّه فأنا أوّل من صدّقه) يعنى أنّ هذه الأخبار ما أخبركم بها من تلقاء نفسى، و إنّما هي اخبار عن اللّه و عن رسوله فكيف أكذب على اللّه و أنا أوّل المؤمنين به و أوّل مؤمن به لا يكون أوّل مكذّب، و كيف أكذب على ززز على الرّسول و أنا أوّل المصدّقين له و التّابعين لملّته فكيف أكون مكذّبا عليه.
(كلّا و اللّه) أى لا و اللّه أو حقّا و اللّه (و لكنّها) أى تلك الاخبارات الغيبية (لهجة غبتم عنها و لم تكونوا من أهلها) أى غابت عقولكم الضّعيفة عن إدراكها و تحصيل منافعها و إدراك ثمراتها و لستم أهلا لفهمها، أو أنكم كنتم غائبين عنها حين أخبرني بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلّم فسمعت كلامه و لم تسمعوه و لو سمعتموه أيضا لم تكونوا من أهله.
(ويل امّه كيلا بغير ثمن لو كان له وعاء) أنت بعد الخبرة بما حقّقناه في بيان الاعراب تعرف احتمال رجوغ ضمير امّه فيه إلى المكذب له فيكون تعجبا من قوّة جهلهم أو استعظاما لمقالتهم أو دعاء عليهم أى عذّبه اللّه و قاتله فانّي أكيل العلم لهم كيلا بلا ثمن لو وجدت له حاملا.
أو أنّه راجع إلى نفس العلم فيكون واردا في مقام الاستجادة و الاستعظام و التّعجب كأنّه يتعجب من علمه حيث يكال كيلا بلا ثمن لو كان له واعيا، و ساير الاحتمالات غير خفيّ على البصير النّاقد لما قدّمنا.
و قوله: (و لتعلمنّ نبأه بعد حين) اقتباس عن الآية الشّريفة أى لتعلمنّ ثمرة جهلكم و تكذيبكم و اعراضكم عمّا أقول بعد مفارقتى عنكم و حين مماتي حيثما تسلط عليكم بنو اميّة و العباس و ساقكم سوق العبيد و ابتليتم بالقتل و الذّل و الصغار أو أنّكم تعلمون جزاء ذلك و تجدونه بعد مفارقة الدّنيا و مصيركم إلى الآخرة حين ما وقعتم في النّدامة الدّائمة و الحسرة الباقية.
الترجمة
أز جمله كلام بلاغت نظام آن عالى مقامست در مذمت أهل عراق و توبيخ ايشان مى فرمايد: پس از حمد الهى و درود حضرت رسالت پناهى اى أهل عراق پس بدرستى كه شما مثل زن آبستن هستيد كه حامله شود پس چون تمام نمايد حمل را بيندازد و سقط كند آن بچه را و بميرد شوهر او كه قايم أمر اوست و طول يابد بى شوهر ماندن او و وارث شود بر او دورتر ورّاث آن زن.
وجه تشبيه أهل عراق بزن موصوف اينست كه استعداد و مهيا شدن ايشان بحرب أهل شام مشابه حمل آن زن است، و مشارفه ايشان بر غلبه به دشمن در جنك صفين شبيه است با تمام ولد، و برگشتن ايشان از دشمن بعد از ظهور علامات فتح و ظفر مانند سقط كردن اوست بچهاش را، و رجوع ايشان از رأى آن حضرت و تفرق ايشان كه باعث ذلتشان شد شبيه است به مردن شوهر ضعيفه و بىصاحب ماندن او كه مستلزم عجز و مذلتش است، و تسلط اعدا بر شهرهاى ايشان به منزله وارث شدن دورترين است از آن زن.
باري حضرت ولايت مآب بعد از اين كه ايشان را باين نوع مذمت فرمود مى فرمايد: كه آگاه باشيد قسم بخدا نيامدم بسوى شما اي أهل كوفه از روي رغبت و ميل و اختيار، و لكن آمدم من بسوي شما از روي اضطرار كه دست قضا و قدر خداوندي از گريبان من گرفته بسوي شما كشيد، بجهت اين كه حركت آن حضرت از مدينه بجهت حرب أهل بصره بود و محتاج شد بياري أهل كوفه و بعد از انقضاء حرب جمل وقعه صفين اتفاق افتاد كه لا بد شدن از ماندن كوفه پس فرمود: و بتحقيق كه رسيد به من اين كه شما مى گوئيد عليّ بن أبي طالب دروغ مى گويد در آنچه خبر مى دهد از اخبار آينده، خدا از رحمت كنار نمايد شما را بكه دروغ مى بندم آيا بر خدا افترا مى گويم و حال آنكه من أول كسي هستم كه ايمان آورده ام باو، يا بر رسول خدا كذب مى گويم و حال آنكه من أول كسى هستم كه پيغمبر را تصديق نمود.
نه چنين است قسم بخدا و لكن اين سخنان كه مى گويم بشما گفتار فصيحى است كه غايب بوديد شما از آن در وقتى كه پيغمبر به من تعليم فرمود و نبوديد شما از اهل آن.
ما در تكذيب كننده من به ماتم آن بنشيند من مى پيمايم علم ربانى را پيمودنى بدون بها اگر باشد در ميان شما آنرا حافظى كه ظرفيت و دارائى آن را داشته باشد.
و هر آينه البته خواهيد دانست ثمره كردار و گفتار خودتان را بعد از زمانى، يعنى در وقتى كه من از ميان شما بروم و امراء جور بني اميّه به شما مسلط شوند.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی«میرزا حبیب الله خوئی»