google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
120-140 خطبه شرح وترجمه میر حبیب الله خوئیخطبه ها شرح و ترجمه میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه خطبه ها خطبه شماره 129 (شرح میر حبیب الله خوئی«میرزا حبیب الله خوئی»)

خطبه 129 صبحی صالح

 129- و من خطبة له ( عليه‏السلام ) في ذكر المكاييل و الموازين‏
عِبَادَ اللَّهِ إِنَّكُمْ وَ مَا تَأْمُلُونَ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا أَثْوِيَاءُ مُؤَجَّلُونَ
وَ مَدِينُونَ مُقْتَضَوْنَ أَجَلٌ مَنْقُوصٌ وَ عَمَلٌ مَحْفُوظٌ
فَرُبَّ دَائِبٍ مُضَيَّعٌ
وَ رُبَّ كَادِحٍ خَاسِرٌ
وَ قَدْ أَصْبَحْتُمْ فِي زَمَنٍ لَا يَزْدَادُ الْخَيْرُ فِيهِ إِلَّا إِدْبَاراً وَ لَا الشَّرُّ فِيهِ إِلَّا إِقْبَالًا
وَ لَا الشَّيْطَانُ فِي هَلَاكِ النَّاسِ إِلَّا طَمَعاً
فَهَذَا أَوَانٌ قَوِيَتْ عُدَّتُهُ
وَ عَمَّتْ مَكِيدَتُهُ
وَ أَمْكَنَتْ فَرِيسَتُهُ
اضْرِبْ بِطَرْفِكَ حَيْثُ شِئْتَ مِنَ النَّاسِ
فَهَلْ تُبْصِرُ إِلَّا فَقِيراً يُكَابِدُ فَقْراً
أَوْ غَنِيّاً بَدَّلَ نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً
أَوْ بَخِيلًا اتَّخَذَ الْبُخْلَ بِحَقِّ اللَّهِ وَفْراً
أَوْ مُتَمَرِّداً كَأَنَّ بِأُذُنِهِ عَنْ سَمْعِ الْمَوَاعِظِ وَقْراً
أَيْنَ أَخْيَارُكُمْ وَ صُلَحَاؤُكُمْ
وَ أَيْنَ أَحْرَارُكُمْ وَ سُمَحَاؤُكُمْ
وَ أَيْنَ الْمُتَوَرِّعُونَ فِي مَكَاسِبِهِمْ
وَ الْمُتَنَزِّهُونَ فِي مَذَاهِبِهِمْ
أَ لَيْسَ قَدْ ظَعَنُوا جَمِيعاً عَنْ هَذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ
وَ الْعَاجِلَةِ الْمُنَغِّصَةِ
وَ هَلْ خُلِقْتُمْ إِلَّا فِي حُثَالَةٍ لَا تَلْتَقِي إِلَّا بِذَمِّهِمُ الشَّفَتَانِ اسْتِصْغَاراً لِقَدْرِهِمْ وَ ذَهَاباً عَنْ ذِكْرِهِمْ
فَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ‏
ظَهَرَ الْفَسَادُفَلَا مُنْكِرٌ مُغَيِّرٌ وَ لَا زَاجِرٌ مُزْدَجِرٌ
أَ فَبِهَذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُجَاوِرُوا اللَّهَ فِي دَارِ قُدْسِهِ
وَ تَكُونُوا أَعَزَّ أَوْلِيَائِهِ عِنْدَهُ
هَيْهَاتَ لَا يُخْدَعُ اللَّهُ عَنْ‏جَنَّتِهِ
وَ لَا تُنَالُ مَرْضَاتُهُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ
لَعَنَ اللَّهُ الْآمِرِينَ بِالْمَعْرُوفِ التَّارِكِينَ لَهُ
وَ النَّاهِينَ عَنِ الْمُنْكَرِ الْعَامِلِينَ بِهِ

شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج8  

و من خطبة له عليه السّلام في ذكر المكائيل و الموازين و هى المأة و التاسعة و العشرون من المختار فى باب الخطب

عباد اللّه إنّكم و ما تأملون من هذه الدّنيا أثوياء مؤجّلون، و مدينون مقتضون، أجل منقوص، و عمل محفوظ، فربّ دائب مضيّع، و ربّ كادح خاسر، و قد أصبحتم في زمن لا يزداد الخير فيه إلّا إدبارا، و الشّرّ فيه إلّا إقبالا، و الشّيطان في هلاك النّاس إلّا طمعا، فهذا أوان قويت عدّته، و عمّت مكيدته، و أمكنت فريسته، اضرب‏ بطرفك حيث شئت من النّاس، فهل تبصر إلّا فقيرا يكابد فقرا، أو غنيّا بدّل نعمة اللّه كفرا، أو بخيلا اتّخذ البخل بحقّ اللّه وفرا، أو متمرّدا كأنّ بأذنه عن سمع المواعظ وقرا، أين خياركم و صلحائكم و أحراركم و سمحائكم، و أين المتورّعون في مكاسبهم، و المتنزّهون في مذاهبهم أليس قد ظعنوا جميعا عن هذه الدّنيا الدّنيّة و العاجلة المنغّصة، و هل خلّفتم إلّا في حثالة لا تلتقي بذمّهم الشّفتان استصغارا لقدرهم، و ذهابا عن ذكرهم، فإنّا للّه و إنّا إليه راجعون، ظهر الفساد فلا منكر متغيّر، و لا زاجر مزدجر، أ فبهذا تريدون أن تجاوروا اللّه في دار قدسه، و تكونوا أعزّ أوليائه عنده، هيهات لا يخدع اللّه عن جنّته، و لا تنال مرضاته إلّا بطاعته، لعن اللّه الآمرين بالمعروف التّاركين له، و النّاهين عن المنكر العاملين به.

اللغة

(المكائيل) جمع المكيال و هو ما يكال به الطعام كالكيل و المكيل و المكيلة و (أثوياء) جمع ثوىّ كأغنياء و غنيّ و هو الضّيف و الأسير و المجاور بأحد الحرمين من ثوى المكان و به يثوى ثواء أطال الاقامة به و (دنت) الرّجل أقرضته و هو مدين و مديون و دنت أيضا استقرضت و صار عليّ دين فأنا داين يعدّى و لا يعدّى و (مقتضون) جمع مقتضى كمرتضون جمع مرتضى و (مضيّع) يروى بالتّشديد و التخفيف و (زاد اللّه خيرا) و زيدة، فزاد و ازداد و (الفرس) القتل و الفريس القتيل و فرس الأسد فريسته دقّ عنقها، و الأسد فرّاس و فارس و مفترس و فروس و (المنغّصة)بتشديد الغين و تخفيفها و كسرها و فتحها و (الحثالة) السّاقط الرّدى من كلّ شي‏ء (فلا منكر متغيّر) كلاهما بصيغة المفعول و الأوّل من باب الأفعال و الثاني من باب التفعيل و في بعض النّسخ كلاهما بصيغة الفاعل إلّا أنّ الأوّل من باب الافعال و الثّاني من باب التفعيل مغيّر بدل متغيّر

الاعراب

أجل و عمل خبران محذوف المبتدأ، و قوله: أين خياركم، استفهام على سبيل التّحسر و التحزّن، و قوله: أليس قد ظعنوا، استفهام على سبيل الابطال و الانكار أو التّقرير لما بعد النّفى، و قوله: أ فبهذا، استفهام على سبيل التوبيخ و التّقريع.

المعنى

اعلم أنّ هذه الخطبة كما ذكره السّيد خطبها في ذكر المكائيل و الموازين قال الشّارح المعتزلي: و لست أرى في هذه الخطبة ذكرا للمكاييل و الموازين الّتي أشار إليه الرّضي (ره) اللّهم إلّا أن يكون قوله: و اين المتورّعون في مكاسبهم، أو قوله ظهر الفساد، و دلالتهما على المكائيل و الموازين بعيدة انتهى و قد يقال إنّ ذلك ابتناء على ما هو دأب السّيد (ره) و عادته في الكتاب من التقطيع و الالتقاط، فلعلّه أسقط ما اشتمل على ذكر الموازين و المكائيل، و لا يبعد أن يكون ذكر عنده تطفيف النّاس في المكائيل و الموازين و اشتهار ذلك بينهم فخطب بهذه الخطبة نهيا لهم عن ذلك المنكر على سبيل الاجمال و وبّخهم على فعلهم بقوله أين المتورّعون و نحو ذلك، فالمراد بقوله: في ذكر المكائيل: عند ذكرها و في وقته لا أنّها مذكورة في الخطبة صريحا و كيف كان فقد نبّه عليه السّلام أوّلا على فناء الدّنيا و زوالها و زهادة قدرها إزعاجا للمخاطبين عن الركون إليها و الاعتماد عليها و الشّغف بها فقال: (عباد اللّه إنّكم و ما تأملون من هذه الدّنيا أثوياء مؤجّلون) أى أنتم ما ترجونه من هذه الدّنيا الدّنيّة من البقاء و التّعيش فيها بمنزلة أضياف منزلين في منزل مقترين إلى أجل‏ معلوم و وقت معدود (و مدينون مقتضون) أي ما أوتيتم فيها من زبرجها و زخارفها مطالبون بها و محاسبون عليها كالمديون المطالب بدينه، و قيل استعار لفظ المدين لهم باعتبار وجوب التكاليف المطلوبة منهم و ليس بشي‏ء (أجل منقوص و عمل محفوظ) أى آجالكم منقوصة بمضىّ اللّيالي و الأيّام و انقضاء الشهور و السّنين، و أعمالكم محفوظة بأيدي الكرام الكاتبين.

ثمّ أشار عليه السّلام إلى عدم جواز الاغتزار بالأعمال و الابتهاج بها بقوله: (فربّ دائب مضيّع و ربّ كادح خاسر) يعني كم من مجدّ في العبادة متعب نفسه في الاتيان بها مضيّع لها بما يلحقها من العجب و الرّياء و نحو ذلك ممّا يبطلها و يضيّعها، كابطاله صدقاته بالمنّ و الأذى، و كم من ساع خاسروهم الأخسرون أعمالا الّذين ضلّ سعيهم في الحياة الدّنيا و هم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا، الّذين يأتون بالطاعات فاقدة لشرائطها المعتبرة في القبول كطاعة الخوارج و النّواصب و الغلاة و من يحذو حذوهم.

(و قد أصبحتم في زمن لا يزداد الخير فيه إلّا إدبارا و الشّر إلّا إقبالا) لغلبة اتّباع الهوى و النكوب عن سمت الرشاد و الهدى (و الشيطان في هلاك النّاس إلّا طمعا) لأنّه بعد ما ضعف جانب الحقّ و قوى جانب الباطل فهنا لك يطمع إبليس في اغواء النّاس و إهلاكهم و يستولى على أوليائه (فهذا أو ان قويت عدّته) استعارة للشّرور و المفاسد الّتي هي زاد الشيطان و ذخيرته (و عمّت مكيدته) للناس إلّا الّذين سبقت لهم من اللّه الحسنى (و أمكنت فريسته) أى أمكنته فريسته من نفسها حتّى سهل عليه افتراسها، و هى استعارة لأهل الضّلال باعتبار هلاكهم في يده و استيلائه عليهم و تمكّنه من إغوائهم و إضلالهم ثمّ شرح عليه السّلام أنواع الشّرور الّتى لا تزيد إلّا إقبالا بقوله: (اضرب بطرفك) أى أمعن النّظر (حيث شئت من النّاس فهل تبصر إلّا فقيرا يكابد فقرا) أى يتحمّل مشاقته و يقاسى مرارته و متاعبه، و هو إشارة إلى استكراه الفقير لفقره و استنكافه منه، و لا شكّ أنّ ذلك محبط لأجره واضع لقدره‏ و لذلك قال عليه السّلام يا معشر الفقراء اعطوا اللّه الرّضا من قلوبكم تظفروا بثواب فقركم.

و عن أمير المؤمنين عليه السّلام إنّ للّه عقوبات و مثوبات بالفقر، فمن علامة الفقر إذا كان مثوبة أن يحسن إليه خلقه و يطيع ربّه و لا يشكو حاله و يشكر اللّه تعالى على فقره و من علامته إن يكون عقوبة أن يسوء إليه خلقه و يعصى ربّه و يكثر الشّكاية و يتسخّط القضاء (أو غنيّا بدّل نعمة اللّه كفرا) لأنّ الانسان ليطغى أن رآه استغنى فيلهيه غناءه عن ذكر اللّه تعالى كما قال سبحانه: ألهيكم التّكاثر، و قال: إنّما أموالكم و أولادكم فتنة.

بيان ذلك أنّ ذكر اللّه سبحانه و شكره و الثناء عليه و التفكّر فيجلاله يستدعى قلبا فارغا، و الغنىّ لا فراغ له، و إنّما يصبح و يمسى و هو متفكّر في إصلاح ماله، مصروف الحواسّ إلى حفظه قال عيسى عليه السّلام: في المال ثلاث آفات: أن يأخذه من غير حلّه، فقيل: إن أخذه من حلّه، فقال: يضعه في غير حقّه، فقيل: إن وضعه في حقّه، فقال: يشغله إصلاحه عن اللّه تعالى و في إحياء العلوم عن النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: سيأتي بعدكم قوم يأكلون أطائب الدّنيا و ألوانها، و يركبون فره الخيل و ألوانها، و ينكحون أجمل النّساء و ألوانها و يلبسون أجمل الثّياب و ألوانها، لهم بطون من القليل لا تشبع، و أنفس بالكثير لا تقنع، عاكفين على الدّنيا، يغدون و يروحون اليها، اتخذوها آلهة من دون إلههم، و ربّا دون ربّهم، إلى أمرها ينتهون، و لهواهم يتّبعون، فعزيمة من محمّد بن عبد اللّه لمن أدرك ذلك الزّمان من عقب عقبكم و خلف خلفكم أن لا يسلّم عليهم و لا يعود مرضاهم، و لا يتّبع جنائزهم، و لا يوقّر كبيرهم، فمن فعل ذلك فقد أعان على هدم الاسلام (أو بخيلا اتّخذ البخل بحقّ اللّه وفرا) أى ثروة و كثرة في المال، و لمّا كان البخيل هو الذي لا يطيب قلبه بالعطاء و هذا على اطلاقه ليس حراما و لا من‏ أفراد الشّر الذي أشار عليه السّلام إلى اقباله و ازدياده و لا جرم خصّه بالبخيل في عرف الشّرع و هو الّذي يمنع من أداء الواجب عليه، و البخل في غير الواجب مكروه مذموم و فاعله ملوم، و في الواجب موجب للعقاب و العتاب مبعّد لفاعله من حظيرة القدس و حضرة ربّ الأرباب كما قال اللّه سبحانه: وَ لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ.

(أو متمرّدا كان باذنه عن سمع المواعظ) و النّصايح (وقرا) و ثقلا فلهم أعين لا يبصرون بها، و لهم قلوب لا يفقهون بها، و لهم آذان لا يسمعون بها، ختم اللّه على قلوبهم و على سمعهم و على أبصارهم غشاوة و لهم عذاب عظيم ثمّ تحسّر و تأسّف على فوت الخيار و موت الصلحاء الأخيار فقال (أين خياركم و صلحائكم و أحراركم و سمحائكم) أى أخياركم و أسخيائكم (و أين المتورّعون في مكاسبهم) المراقبون لشرائط التجارات و المواظبون لرسوم المعاملات الآخذون بوظائف العدل و الانصاف، و المجانبون عن التطفيف و البخس و الاعتساف (و المتنزّهون في مذاهبهم) أى المتباعدون عن الأخذ بالمقاييس و الارادة الفاسدة و بالاستحسانات العقليّة و العقائد الكاسدة (أليس قد ظعنوا) و ارتحلوا (جميعا عن هذه الدّنيا الدّنيّة و العاجلة المنغّصة) المكدّرة فلم يبق منهم من تأخذون منه مكارم الآداب و الأخلاق، و ترجعون إليه في صالح الأعمال و الأفعال لعلّكم تقتبسون آثارهم و تتّبعون أفعالهم ثمّ نبّه على حقارة الباقين و رذالتهم فقال (و هل خلفتم إلّا في حثالة لا تلتقى بذمّهم الشفتان) أى ما بقيتم إلّا في أوغاد النّاس و أراذلهم و طغاتهم و حمقائهم يأنف الانسان أن يذمّهم و لا يطبق إحدى الشّفتين منه على الاخرى ليتكلّم فيهم (استصغارا لقدرهم و ذهابا) أى ترفّعا (عن ذكرهم) و احتقارا لهم (فانّا للّه و إنّا إليه راجعون) من اصابة هذه المصائب و ابتلاء تلك البليّة، فانّ المبتلى و المصاب إنّما يسترجع إذا وقع في بليّة أو ابتلى بمصيبة (ظهر الفساد) في النّاس بارتفاع المعروف و اشتهار المنكر (فلا منكر متغيّر) أى لا يتغيّر فعل منكر لعدم وجود المغيّر و المنكر أو لعدم تأثير انكاره لعدم تأثّره في نفسه عن قبيح فعله، و يؤيّده ما في بعض النّسخ من قوله فلا منكر مغيّر بدله أى ليس منكر يغيّر سوء فعله (و لا زاجر مزدجر) عن قبيح عمله فيكون القرينة الثّانية تفسيرا للاولى، و المقصود أنّه لا ينتهى النّاهى عن المنكر عمّا ينهى عنه، و لا زاجر يزدجر و يتّعظ (أ فبهذا) الحال (تريدون أن تجاوروا اللّه في دار قدسه) و تسكنوا جنّته (و تكونوا أعزّ أوليائه عنده) و تلقوا النّضرة و السّرور، و تنزلوا الغرف و القصور و تشربوا الشّراب الطهور و تلبسوا الدّيباج و الحرير، و تزوّجوا بالحور العين، و تخدموا الولدان المخلّدين (هيهات لا يخدع اللّه عن جنّته و لا تنال مرضاته إلّا بطاعته) لأنّ الخديعة إنّما تجوز على من لا يعلم السّر دون من هو عالم بالسّر و أخفى يعلم ما في السّموات و ما في الأرض و ما بينهما و ما تحت الثّرى، فالطّمع في نزول الجنان و الدّرجات و نيل الرّضوان و المرضاة ليس إلّا من اغترار الأنفس و أماني إبليس، فلا يغرّنكم الحيوة الدّنيا و لا يغرّنكم باللّه الغرور (لعن اللّه الآمرين بالمعروف التاركين له، و النّاهين عن المنكر العاملين به) لأنّ الأمر بالمعروف و النّهى عن المنكر إنّما هو بعد الاتيان بالأوّل و الانتهاء عن الثاني، قال اللّه تعالى: يا أيّها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند اللّه أن تقولوا ما لا تفعلون، و قد مضى أخبار كثيرة في هذا المعنى فى شرح الفصل الثاني من فصول الخطبة المأة و الرّابعة

الترجمة

از جمله خطب شريفه آن امام مبين و سيّد وصيّين است در ذكر پيمانها و ترازوها بندگان خدا بدرستى كه شما و آنچه اميد مى‏ داريد بآن در اين دنيا مهمانانيد مهلت داده شده تا مدّت معيّن، و قرض دارانيد طلبكارى شده أجل شما أجلى است نقصان يافته، و عمل شما عملى است نگه داشته شده، پس بسا جهد كننده در عبادت كه ضايع كننده اوست، و بسا سعى كننده كه زيان كار است، و بتحقيق صباح كرديد در زمانى كه زياده نمى‏ شود نيكوئى در آن مگر إدبار او، و نه بدى مگر إقبال آن، و نه شيطان لعين در هلاك مردمان مگر طمع او، پس اين زمان زمانى است كه قوّت يافته ذخيره مهيا شده آن لعين، و فرا گرفته است كيد و مگر او غالب خلق را، و دست داده است شكار او بگردان نظر خود را هر جا كه مى‏ خواهى از مردمان، پس نمى‏ بينى مگر فقير كه مى‏ كشد رنج و تعب فقر را، يا غنيّ كه بدل نموده نعمت خدا را بكفران، يا بخيلى كه أخذ نموده بخل بحقّ خدا را از كثرت مال، يا گردنكشى كه گويا در گوش او از شنيدن موعظها سنگينى و گره است، كجايند أخيار شما و صالحين شما و آزاد مردان شما و سخيان شما و كجايند كسانى كه پرهيزكار بودند در كسبهاى خودشان، و دو روى مى‏ جستند از شبه باطله در مذهبهاى خودشان آيا رحلت نكردند همگى ايشان از اين دنياى پست و بى ‏مقدار، و از اين شتاب كننده كدورت آميز واپس گذاشته نشده‏ ايد مگر در پست و بد مردمان كه بهم نمى‏ آيد بمذمت ايشان لبها بجهت حقير شمردن قدر ايشان، و بجهت اظهار رفعت از ذكر ايشان پس بدرستى كه ما بندگانيم خداوند تعالى را و بتحقيق كه ما بسوى او رجوع خواهيم كرد، ظاهر گرديد فساد در ميان عباد، پس نيست انكار كننده معاصى تغير دهنده عمل قبيح خود را، و نه منع كننده از قبايح باز دارنده خود از معصيت، آيا پس باين حال مى‏ خواهيد مجاور باشيد خدا را در سراى پاكيزه او، و بشويد عزيزترين دوستان او در نزد او، چه دور است اين آرزو، فريب داده نمى‏شود خداى متعال از بهشت خود، و درك نمى ‏شود خوشنودى او مگر بطاعت او، لعنت كند خدا امر بمعروف كنندگانى كه ترك كننده آن معروف باشند، و نهى كنندگان از منكر كه عمل كننده باشند بآن منكر.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی«میرزا حبیب الله خوئی»

Show More

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

Back to top button
-+=