google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
120-140 خطبه شرح وترجمه میر حبیب الله خوئیخطبه ها شرح و ترجمه میر حبیب الله خوئی

نهج البلاغه خطبه ها خطبه شماره 127 (شرح میر حبیب الله خوئی«میرزا حبیب الله خوئی»)

خطبه 127 صبحی صالح

127- و من كلام له ( عليه ‏السلام ) و فيه يبين بعض أحكام الدين
و يكشف للخوارج الشبهة و ينقض حكم الحكمين
فَإِنْ أَبَيْتُمْ إِلَّا أَنْ تَزْعُمُوا أَنِّي أَخْطَأْتُ وَ ضَلَلْتُ
فَلِمَ تُضَلِّلُونَ عَامَّةَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ( صلى ‏الله‏ عليه‏ وآله )بِضَلَالِي
وَ تَأْخُذُونَهُمْ بِخَطَئِي
وَ تُكَفِّرُونَهُمْ بِذُنُوبِي
سُيُوفُكُمْ عَلَى عَوَاتِقِكُمْ تَضَعُونَهَا مَوَاضِعَ الْبُرْءِ وَ السُّقْمِ
وَ تَخْلِطُونَ مَنْ أَذْنَبَ بِمَنْ لَمْ يُذْنِبْ
وَ قَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى ‏الله ‏عليه‏ وآله )رَجَمَ الزَّانِيَ الْمُحْصَنَ
ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ وَرَّثَهُ أَهْلَهُ
وَ قَتَلَ الْقَاتِلَ وَ وَرَّثَ مِيرَاثَهُ أَهْلَهُ
وَ قَطَعَ السَّارِقَ وَ جَلَدَ الزَّانِيَ غَيْرَ الْمُحْصَنِ
ثُمَّ قَسَمَ عَلَيْهِمَا مِنَ الْفَيْ‏ءِ
وَ نَكَحَا الْمُسْلِمَاتِ
فَأَخَذَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى ‏الله‏ عليه ‏وآله )بِذُنُوبِهِمْ
وَ أَقَامَ حَقَّ اللَّهِ فِيهِمْ
وَ لَمْ يَمْنَعْهُمْ سَهْمَهُمْ مِنَ الْإِسْلَامِ
وَ لَمْ يُخْرِجْ أَسْمَاءَهُمْ مِنْ بَيْنِ أَهْلِهِ
ثُمَّ أَنْتُمْ شِرَارُ النَّاسِ
وَ مَنْ رَمَى بِهِ الشَّيْطَانُ مَرَامِيَهُ
وَ ضَرَبَ بِهِ تِيهَهُ
وَ سَيَهْلِكُ فِيَّ صِنْفَانِ مُحِبٌّ مُفْرِطٌ يَذْهَبُ بِهِ الْحُبُّ إِلَى غَيْرِ الْحَقِّ وَ مُبْغِضٌ مُفْرِطٌ يَذْهَبُ بِهِ الْبُغْضُ إِلَى غَيْرِ الْحَقِّ
وَ خَيْرُ النَّاسِ فِيَّ حَالًا النَّمَطُ الْأَوْسَطُ فَالْزَمُوهُ
وَ الْزَمُوا السَّوَادَ الْأَعْظَمَ فَإِنَّ يَدَ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ
وَ إِيَّاكُمْ وَ الْفُرْقَةَ
فَإِنَّ الشَّاذَّ مِنَ النَّاسِ لِلشَّيْطَانِ كَمَا أَنَّ الشَّاذَّ مِنَ الْغَنَمِ لِلذِّئْبِ
أَلَا مَنْ دَعَا إِلَى هَذَا الشِّعَارِ فَاقْتُلُوهُ وَ لَوْ كَانَ تَحْتَ عِمَامَتِي هَذِهِ
فَإِنَّمَا حُكِّمَ الْحَكَمَانِ لِيُحْيِيَا مَا أَحْيَا الْقُرْآنُ وَ يُمِيتَا مَا أَمَاتَ الْقُرْآنُ
وَ إِحْيَاؤُهُ الِاجْتِمَاعُ عَلَيْهِ
وَ إِمَاتَتُهُ الِافْتِرَاقُ عَنْهُ
فَإِنْ جَرَّنَا الْقُرْآنُ إِلَيْهِمُ اتَّبَعْنَاهُمْ
وَ إِنْ جَرَّهُمْ إِلَيْنَا اتَّبَعُونَا
فَلَمْ آتِ لَا أَبَا لَكُمْ بُجْراً
وَ لَا خَتَلْتُكُمْ عَنْ أَمْرِكُمْ
وَ لَا لَبَّسْتُهُ عَلَيْكُمْ
إِنَّمَا اجْتَمَعَ رَأْيُ مَلَئِكُمْ عَلَى اخْتِيَارِ رَجُلَيْنِ أَخَذْنَا عَلَيْهِمَا أَلَّا يَتَعَدَّيَا الْقُرْآنَ
فَتَاهَا عَنْهُ
وَ تَرَكَا الْحَقَّ وَ هُمَا يُبْصِرَانِهِ
وَ كَانَ الْجَوْرُ هَوَاهُمَا فَمَضَيَا عَلَيْهِ
وَ قَدْ سَبَقَ اسْتِثْنَاؤُنَا عَلَيْهِمَا فِي الْحُكُومَةِ بِالْعَدْلِ وَ الصَّمْدِ لِلْحَقِّ سُوءَ رَأْيِهِمَا وَ جَوْرَ حُكْمِهِمَا

شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج8  

و من كلام له عليه السّلام قاله للخوارج و هو المأة و السابع و العشرون من المختار فى باب الخطب

فإن أبيتم إلّا أن تزعموا أنّي أخطأت و ضللت فلم تضلّلون عامّة أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بضلالي و تأخذونهم بخطاي و تكفّرونهم بذنوبي سيوفكم على عواتقكم تضعونها مواضع البرء (البراءة خ» و السّقم، و تخلطون من أذنب بمن لم يذنب، و قد علمتم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم رجم الزّاني المحصن ثمّ صلّى عليه ثمّ ورّثه أهله، و قتل القاتل و ورّث ميراثه أهله، و قطع السّارق، و جلّد الزّاني غير المحصن، ثمّ قسّم عليهما من الفي‏ء، و نكحا المسلمات، فأخذهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بذنوبهم،و أقام حقّ اللّه فيهم، و لم يمنعهم سهمهم من الإسلام، و لم يخرج أسمائهم من بين أهله، ثمّ أنتم شرار النّاس و من رمى به الشّيطان مراميه، و ضرب به تيهه، و سيهلك في صنفان: محبّ مفرط يذهب به الحبّ إلى غير الحقّ، و مبغض مفرّط يذهب به المبغض إلى غير الحقّ، و خير النّاس فيّ حالا النّمط الأوسط فألزموه، و ألزموا السّواد الأعظم، فإنّ يد اللّه على الجماعة، و إيّاكم و الفرقة، فإنّ الشّاذّ من النّاس للشّيطان، كما إنّ الشّاذّ من الغنم للذّئب، ألا من دعا إلى هذا الشّعار فاقتلوه و لو كان تحت عما متى هذه، و إنّما (فإنّما خ) حكّم الحكمان ليحييا ما أحيا القرآن، و يميتا ما أمات القرآن، و إحيائه الاجتماع عليه، و إماتته الإفتراق عنه، فإن جرّنا القرآن إليهم إتّبعناهم، و إن جرّهم إلينا اتّبعونا، فلم آت لا أبا لكم بجرا، و لاختلتكم عن أمركم و لا لبّسته عليكم، إنّما اجتمع رأي ملائكم على اختيار رجلين أخذنا عليهما أن لا يتعدّيا القرآن فتاها عنه، و تركا الحقّ، و هما يبصرانه، و كان الجور هويهما، فمضيا عليه، و قد سبق استثنائنا عليهما في الحكومة بالعدل، و الصّمد للحقّ سوء رئيهما، و جور حكمهما.

اللغة

(ضللت) بكسر اللّام و فتحها و في بعض النسخ (البراءة) بدل البرء و معناهما واحد و (احصن) الرّجل إذا تزوّج فهو محصن بالكسر على القياس و بالفتح على غير القياس و كلاهما مرويّ (و ضرب به تيهه) أي وجّهه إليه من ضربت في الأرض إذا سافرت، و التّيه بالفتح الحيرة و بالكسر المفازة التي يتاه فيها.

و عن النّهاية في حديث عليّ عليه السّلام خير هذه الامّة النّمط الأوسط (النّمط) الطريقة من الطرائق و الضّرب من الضروب يقال ليس هذا من ذلك النمط أى من ذلك الضّرب و النّمط الجماعة من النّاس أمرهم واحد و (شعار) القوم علامتهم الّتي بها يتميّزون في الحرب و (العمامة) بالكسر المغفر و البيضة و ما يلفّ على الرّأس و (البجر) بالضّم الشرّ و الأمر العظيم و (الملاء) من النّاس الأشراف و الرؤساء الذين يرجع إليهم و إنّما قيل لهم ذلك لأنّهم ملأوا بالرّأى و الغناء و (الصّمد) بالفتح فالسّكون القصد.

الاعراب

جملة و قد علمتم حال من فاعل تصلّلون أو تكفرون على سبيل التّنازع، و الباء في قوله: رمي به و ضرب به للتّعدية، و حالا منصوب على التميز، و بجرأ مفعول آت، و جملة لا أبالكم معترضة بينهما، و سوء رأيهما بالنّصب مفعول سبق.

المعنى

اعلم أنّ مذهب الخوارج أنّ مرتكب الكبائر كافر، و زعموا أنّ التحكيم كبيرة، فحكموا بكفر أمير المؤمنين عليه السّلام و أصحابه لذلك كما مرّ تفصيل ذلك في شرح الخطبة الخامسة و الثّلاثين و الخطبة السّادسة و الثلاثين، و قد مرّ في شرح الكلام المأة و الخامس و العشرين في رواية الاحتجاج قولهم لابن عبّاس: إنّا نقمنا على صاحبك خصالا كلّها مكفّرة، فاحتجّ عليه السّلام بهذا الكلام عليهم ابطالا لما زعموا بوجوه أربعة بعضها ناظر إلى منع الصّغرى، و بعضها الى منع الكبرى، و بعضها مبنيّ على التنزّل و المماشاة حسبما تعرفه حيثما بلغ الكلام محلّه و قدّم ما بنائه على المماشاة رعاية لقانون المناظرة، و ذلك أنّ الخوارج لمّا قالوا إنّ الدّار دار كفر لا يجوز الكفّ عن أحد من أهلها و قتلوا من لقوه‏ حتّى الأطفال و البهائم حسبما مرّ في شرح الخطبة السّادسة و الثّلاثين فقال لهم مماشاة معهم (فان أبيتم إلّا أن تزعموا) و تظنّوا (أنّى أخطأت و ضللت) بنصب الحكمين و الرّضاء بالتحكيم (فلم تضلّلون عامّة امّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بضلالي و تأخذونهم بخطاى و تكفّرونهم بذنوبي) و تقتلونهم حيثما لقيتم و لا تكفّون عن أحد برّ أو فاجر ما ذنبهم و ما جريرتهم (سيوفكم على عواتقكم تضعونها مواضع البرء و السقم و تخلطون من أذنب بمن لم يذنب) يعني تقصير التحكيم على زعمكم إنّما هو مقصور علىّ و مؤاخذته راجع إلىّ فما بال من لم يكن دخيلا في هذا الأمر و لم يكن منه في مراح و لا مغدي ثمّ بيّن فساد ما زعموه من كون صاحب الكبيرة كافرا، و هو راجع إلى منع الكبرى معلّلا بأنّ رسول اللّه حكم في مرتكبى الكبائر بأحكام الاسلام و سلك معهم مسلك سائر المسلمين فقال (و قد علمتم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم رجم الزّاني المحصن) قال الشّهيد (ره) الرّجم يجب على المحصن إذا زنى ببالغة عاقلة، و الاحصان إصابة البالغ العاقل الحرّ فرجا مملوكا له بالعقد الدّائم أو الرّق يغدو عليه و يروح إصابة معلومة و قال الشّهيد الثاني في شرحه: فهذه قيود ثمانية: أحدها الاصابة أى الوطى قبلا على وجه يوجب الغسل فلا يكفى مجرّد العقد و لا الخلوة التامّة و لا إصابة الدّبر و لا ما بين الفخذين و لا في القبل على وجه لا يوجب الغسل و ثانيها أن يكون الواطي بالغا فلو أولج الصّبي حتّى غيب مقدار الحشفة لم يكن محصنا و إن كان مراهقا و ثالثها أن يكون عاقلا فلو وطى مجنونا و إن عقد عاقلا فلا يتحقّق الاحصان و يتحقّق بوطيه عاقلا و إن تجدّد جنونه و رابعها الحرّية فلو وطى العبد زوجة حرّة و أمة لم يكن محصنا و ان عتق ما لم يطأ بعده

و خامسها أن يكون الوطى بفرج فلا يكفى الدّبر و لا التّفخيذ و نحوه كما سلف و سادسها كونه مملوكا له بالعقد الدّائم أو ملك اليمين فلا يتحقّق بوطى الزّنا و لا الشبهة و إن كان بعقد فاسد و لا المتعة و سابعها كونه متمكّنا منه غدوا و رواحا، فلو كان بعيدا عنه لا يتمكّن منه فيهما و ان تمكّن في أحدهما دون الآخر أو فيما بينهما أو محبوسا لا يتمكّن من الوصول إليه لم يكن محصنا و إن كان قد دخل قبل ذلك و ثامنها كون الاصابة معلومة و يتحقّق العلم باقراره بها أو بالبيّنة لا بالخلوة و لا الولد لانّهما أعمّ (ثمّ صلّى عليه و ورّثه أهله) فلو كان الزّنا مع كونه كبيرة موجبا للكفر لما صلّى عليه و لا ورّثه لعدم جواز الصّلاة على الكافر و كون الكفر من موانع الارث (و) كذلك (قتل): صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (القاتل و ورّث ميراثه أهله) فلو كان القتل مع أنّه كبيرة موجبا للكفر لما ورّث أهله منه و هذا بظاهره يدلّ على أنّ المسلم لا يرث الكافر و هو خلاف المذهب لأنّ الكفر مانع من الارث في طرف الوارث لا المورث قال المحدّث العلّامة المجلسيّ و لعلّه إلزام عليهم أقول: و هو يتمّ لو كان مذهب الخوارج كونه مانعا من التّوارث من الطرفين و إلّا فلا (و) كذلك (قطع) يد (السّارق و جلد الزّانى غير المحصن ثمّ قسّم عليهما من الفى‏ء) و لم يجعل السّرقة و الزّنا مكفّرا مانعا من تقسيم مال الاسلام اليهما (و) كذلك (نكحا) أى السّارق و الزّاني (المسلمات) و لم يمنعهما رسول اللّه من ذلك بل قرّرهما عليه (فأخذهم) أى هؤلاء المذكورين من أهل الكبائر (رسول اللّه بذنوبهم و أقام حقّ اللّه فيهم) و حدّه بجرمهم (و لم يمنعهم سهمهم من الاسلام) من التوريث و التّقسيم و تقرير النّكاح و غيرها (و لم يخرج أسمائهم من بين أهله)أى أهل الاسلام و هذه كلّها تدلّ على أنّ مرتكب الكبيرة لا يخرج بذنبه من حدّ الاسلام إلى الكفر ثمّ نبّه على اتّصافهم بالغفلة و الجهالة، و هلكهم في أودية الضّلالة فقال (ثمّ أنتم شرار النّاس) بخروجكم على الامام الحقّ و بغيكم على من هو بالاتباع أحقّ (و من رمى به الشيطان مراميه) من طرق الضّلال التي يقودكم بوساوسه إليها (و ضرب به تيهه) و وجهه إليه (و سيهلك فيّ صنفان محبّ مفرط) مجاوز للحدّ (يذهب به الحبّ إلى غير الحقّ) كالغلاة و هم فرق كثيرة اتّفق كلّهم لعنهم اللّه على إبطال الشرائع كما نبّه عليه البرسى في مشارق الأنوار منهم السّبائية و هم أصحاب عبد اللّه بن سبا و هو أوّل من غلاكما مرّ في شرح الكلام الثامن و الخمسين و كان يهوديّا يتستّر بالاسلام و ينتحله و مذهبه أنّ اللّه لا يظهر إلّا في أمير المؤمنين وحده، و أنّ الرسل كانوا يدعون إلى عليّ عليه السّلام و أنّ الأئمة أبوابه فمن عرف أنّ عليّا خالقه و رازقه سقط عنه التكليف، و في شرح المعتزلي قال السبائية إنّ عليّا لم يمت و الرّعد في السّماء صوته و البرق ضوءه و إذا سمعوا صوت الرّعد قالوا: السّلام عليك يا أمير المؤمنين و منهم الخصيّية أصحاب يزيد بن الخصيب و عنده أنّ اللّه لا يظهر إلّا في أمير المؤمنين و الأئمة من بعده، و أنّ الرّسل هو أرسلهم يحثّون عباده على طاعته و أنّ عمر هو ابليس الا بألسة و أنّ ظلمة زريق قديمة مع نور علىّ لأنّ الظّلمة عكس النّور و منهم المفوّضة و هم قالوا إنّ اللّه فوّض الخلق و الأمر و الموت و الحياة و الرّزق إلى عليّ و الأئمة عليهم السّلام، و إنّ الذي يمرّ بهم من الموت فهو على الحقيقة و انّ الملائكة يأتيهم بالأخبار و منهم من يقول: إنّ اللّه يحلّ في هذه الصّورة و يدعو بنفسه إلى نفسه إلى غير ذلك من مزخرفاتهم التي لا يجوز تضييع الأوقات في نقلها و حكايتها، و فرقهم تزيد على عشرين حسبما ذكره البرسي في مشارق الأنوار و غيره، و بالجملة فهؤلاء كلّهم هالكون لافراطهم في المحبّة و ادّعائهم للامام ما لا يرضى به و تجاوزهم فيه عن مرتبة العبوديّة إلى مرتبة الالوهية الرّبوبيّة (و) مثل هؤلاء في الاتّصاف بالهلاك (مبغض مفرّط يذهب به البغض إلى غير الحقّ) كالنّواصب و الخوارج، قال في البحار: و تقييد البغض بالافراط لعلّه لتخصيص أكمل الأفراد بالذّكر، أو لأنّ المبغض مطلقا مجاوز عن الحدّ، أو لأنّ الكلام إخبار عمّا سيوجد منهم مع أنّ فيه رعاية الازدواج و التّناسب بين الفقرتين.

أقول: هذا كلّه بناء على كون لفظة مفرط من باب الافعال، و أمّا على كونها من باب التفعيل كما في بعض النّسخ فلا حاجة إلى التكلّف (و خير النّاس فيّ حالا النمط الأوسط) و هم التاركون لطرفي الافراط و التّفريط، و المهتدون إلى الجادّة الوسطى و الصّراط المستقيم السّالك بهم إلى الجنان، و الموصل لهم إلى أعظم الرّضوان و لذلك أمر بلزومه بقوله (فالزموه و الزموا السّواد الأعظم) أى جملة النّاس و معظمهم المتجمعين إلى طاعة السلطان العادل و سلوك المنهج المستقيم و النّهج القويم (فانّ يد اللّه على الجماعة) و هو كناية عن الحفظ و الدّفاع عنهم يعنى أنّ الجماعة من أهل الاسلام في كنف اللّه سبحانه (و إيّاكم و الفرقة فانّ الشاذّ من النّاس) طعمة (للشيطان كما أنّ الشّاذّ من الغنم) فريسة (للذئب) ثمّ قال (ألا من دعا إلى هذا الشّعار) قال البحراني: أى مفارقة الجماعة و الاستبداد بالرّأى. و قال الشّارح المعتزلي: يعني شعار الخوارج و كان شعارهم أنّهم يحلقون وسط رؤوسهم، و يبقون الشّعر وسطه مستديرا حوله كالاكليل، و قيل شعارهم ما ينادون به في الحرب من قولهم: لا حكم إلّا اللّه أو لا حكم إلّا للّه (فاقتلوه و لو كان) الدّاعى (تحت عمامتى هذه) قيل: و هو كناية عن نفسه أى و لو كان الدّاعي أنا، و قال الشارح المعتزلي: أى و لو كان اعتصم و احتمى بأعظم الأشياء حرمة، فلا تكفوا عن قتله ثمّ أشار إلى بطلان الصّغرى و منع كون التّحكيم كبيرة بقوله (و إنّما حكّم‏الحكمان ليحييا ما أحيا القرآن و يميتا ما أمات القرآن) يعني أنّ تحكيم الحكمين إنّما كان المقصود به التّوصّل إلى حكم القرآن من حيث إنه خطّ مستور بين الدّفتين محتاج إلى الترجمان لا لمطلوبيّتهما بالذّات حسبما مرّ في كلامه المأة و الخامس و العشرين و شرحه، فالحكم في الحقيقة هو القرآن لا الرّجلان فوجودهما إنّما هو إحياء ما أحياه القرآن و إماتة ما أماته (و إحيائه الاجتماع عليه) و الاتّباع له و الالتزام على ما شهد باستصوا به و استصلاحه (و إماتته الافتراق عنه) و التّولى و الاعراض عمّن شهد بضلاله (فان كان جرّنا القرآن إليهم اتبعناهم و إن جرّهم الينا اتبعونا) و من المعلوم أنّ القرآن إنّما كان يجرّهم إليه عليه السّلام إلّا أنّ الحكمين خالفا حكم الكتاب و لم يحييا ما أحياه و لم يميتا ما أماته (فلم آت لا أبالكم بجرا) أى داهية و شرّا (و لاختلتكم) و خدعتكم (عن أمركم و لا لبّسته عليكم) أى ما جعلت الأمر مشتبها و متلبّسا عليكم، و محصّله أنّى ما أتيت بشي‏ء موجب للكفر و الضلال حتّى تكفّروني و تضلّلوني ثمّ أبطل زعمهم الفاسد و اعتقادهم الكاسد بوجه آخر أشار اليه بقوله و (انّما اجتمع رأى ملائكم) و رؤسائكم (على اختيار رجلين) يعني أنّي ما أقدمت على التحكيم برضاء و اختيار منّى و إنّما اجتمع رأى اشرافكم عليه و كنت مجبورا فيه و مستكرها له و مع ذلك فقد (أخذنا عليهما أن لا يتعدّيا القرآن) و لا يخالفا حكمه (فتاها عنه و تركا الحقّ و هما يبصرانه) فنبذا الكتاب و نكبا عن سمت الهدى و الصّواب (و كان الجور هواهما فمضيا عليه) و أقاما فيه (و) أيضا ف (قد سبق استثناؤنا عليهما في الحكومة بالعدل و الصّمد) أى القصد (للحقّ سوء رأيهما و جور حكمهما) يعني أنا اشترطنا عليهما في كتاب الصّلح أن لا يتجاوزا حكم القرآن، و لا يحكما بهوى النفس و سوء الرّأى فخالفوا «فخالفا ظ» الكتاب المبين، و خانوا «خانا ظ» في حقّ المسلمين، فكان اللّائمة في ذلك إليهما و العبؤ عليهما، فلا يجب علينا اذا اتّباع حكمهما فنضلّ و نخزى

الترجمة

از جمله كلام آن حضرت است كه فرمود بخارجيان بى ‏ايمان: پس اگر امتناع مى نمائيد از اطاعت مگر بجهة اين كه گمان فاسد مى‏ كنيد كه من خطا كردم و بضلالت افتاده ام پس چرا گمراه مى ‏دانيد عموم امت پيغمبر را صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بگمراهى من، و أخذ مى‏ كنيد ايشان را بخطاى من، و تكفير مى‏ كنيد آنها را بگناهان من، شمشيرهاى شما بر دوشهاى شما، مى‏ نهيد آنها را بر محلّهاى سلامتى و بيمارى و مى‏ آميزيد گناهكار را بغير گنه‏كار، و حال آنكه بتحقيق عالم هستيد باين كه حضرت رسول صلّى اللّه عليه و آله سنگسار نمود زنا كار صاحب زن را پس از آن نماز كرد بر او و داد ميراث او را بوارثان او، و بقتل آورد قاتل را از روى قصاص و إرث داد ميراث او را بوارثان او، و بريد دست دزد را و تازيانه زد بر زنا كننده غير صاحب زن پس قسمت كرد بر ايشان از مال غنيمت، و نكاح كردند آن دو نفر زنان مسلمه را پس مؤاخذه نمود بايشان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بجهت گناهان ايشان و اقامه نمود حق خدا را در ايشان و با وجود آن منع نفرمود ايشان را از سهمى كه داشتند از اسلام، و خارج نكرد نام ايشان را از ميان أهل اسلام پس شما شريرترين مردمانيد و كسى هستيد كه انداخته است او را شيطان لعين بمواضع انداختن خود، و برده است او را به بيابان گمراهي خود، و زود باشد كه هلاك شود در حقّ من دو صنف: يكى دوست افراط كننده كه ببرد او را آن دوستى بسوى غير حق، و يكى دشمن تقصير كننده است كه ببرد او را آن دشمنى بسوى غير حق، و بهترين مردمان در حق من از حيث حال جماعتى هستند كه وسط باشند ميان افراط و تفريط، پس لازم شويد بآن جماعت و ملازم باشيد بسواد أعظم پس بدرستى كه دست عنايت پروردگار بر سر جماعت است، و بپرهيزيد از تفرقه پس بدرستى كه شخصى كه تنها شده است از خلق طعمه شيطان لعين است چنانچه تنها مانده از گوسفندان طعمه گرگ است آگاه باشيد و بدانيد هر كسى كه بخواند مردمان را بسوى اين شعار خارجيان‏ پس بكشيد او را و اگر چه شود آن شخص در زير عمامه من، و جز اين نيست كه تحكيم ساخته شدند آن دو نفر حاكم تا اين كه زنده سازند چيزى را كه زنده ساخته آن را قرآن، و بميرانند چيزى را كه ميرانيده آن را قرآن، و زنده گردانيدن آن عبارت است از اجتماع و اتفاق بآن، و ميرانيدن آن عبارت است از افتراق از آن پس اگر كشيده بود ما را قرآن بسوى ايشان تبعيّت ايشان مى‏ كرديم، و اگر كشيده بود ايشان را بسوى ما متابعت مى‏ كردند ما را پس نياوردم پدر مباد شما را بجهة شما شرّى را، و فريب ندادم شما را از كار شما، و مشتبه نكردم آن كار را بر شما، و جز اين نيست كه جمع شد رأى‏ هاى رؤساى شما بر اختيار كردن دو مرد، أخذ پيمان كرديم از ايشان كه تجاوز نكنند از حكم قرآن پس متحيّر و سرگردان شدند از آن، و ترك كردند حق را و حال آنكه مى‏ ديدند حق را و بصير بودند بآن و بود ظلم و جور آرزوى ايشان، پس بگذشتند بآن و حال آنكه سابق شد استثنا كردن ما بر ايشان در حكم كردن بعدالت و قصد كردن مر حق سوء راى ايشان را، و حكم بجور ايشان را يعنى در أول أمر استثنا كرده بوديم كه اين دو نفر اگر انديشه بدو حكم جور نمايند معتبر نخواهد شد.

منهاج ‏البراعة في ‏شرح ‏نهج ‏البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی«میرزا حبیب الله خوئی»

Show More

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

Back to top button
-+=