نامه 56 صبحی صالح
56- و من وصية له ( عليه السلام ) وصى بها شريح بن هانئ لما جعله على مقدمته إلى الشام
اتَّقِ اللَّهَ فِي كُلِّ صَبَاحٍ وَ مَسَاءٍ وَ خَفْ عَلَى نَفْسِكَ الدُّنْيَا الْغَرُورَ وَ لَا تَأْمَنْهَا عَلَى حَالٍ
وَ اعْلَمْ أَنَّكَ إِنْ لَمْ تَرْدَعْ نَفْسَكَ عَنْ كَثِيرٍ مِمَّا تُحِبُّ مَخَافَةَ مَكْرُوهٍ سَمَتْ بِكَ الْأَهْوَاءُ إِلَى كَثِيرٍ مِنَ الضَّرَرِ فَكُنْ لِنَفْسِكَ مَانِعاً رَادِعاً وَ لِنَزْوَتِكَ عِنْدَ الْحَفِيظَةِ وَاقِماً قَامِعاً
شرح وترجمه میر حبیب الله خوئی ج20
المختار الخامس و الخمسون و من كلام له عليه السلام وصى بها شريح بن هانى، لما جعله على مقدمته الى الشام.
إتق الله في كل صباح و مساء، و خف على نفسك الدنيا الغرور، و لا تأمنها على حال، و اعلم أنك إن لم تردع نفسك عن كثير مما
تحب مخافة مكروه سمت بك الأهواء إلى كثير من الضرر، فكن لنفسك مانعا رادعا، و لنزوتك [لنزواتك] عند الحفيظة واقما قامعا.
اللغة
(الغرور): فعول من الغرور بمعنى الفاعل يستوي فيه المذكر و المؤنث (الردع): المنع، (سمت): كدعت من سما يسمو أى رفعت بك، (النزوة):
الوثبة الشهوانية و تستعمل لركوب الذكر على الانثى، (الحفيظة): الغضب، (الواقم): الذي يرد الشيء شديدا من وقمته أى رددته أقبح الرد و قهرته، (القمع): القلع و الدق المهلك من الرأس.
الاعراب
الدنيا الغرور: مفعول خف، يقال: خافه و خاف منه، سمت بك: جزاء الشرط في قوله عليه السلام «إن لم تردع»، بك: الباء للتعدية، لنفسك: جار و مجرور متعلق بقوله عليه السلام «مانعا رادعا» قدم عليه، عند الحفيظة: ظرف متعلق بقوله «لنزوتك».
المعنى
قال الشارح المعتزلي بعد سرد نسب شريح بن هاني إلى الحارث بن كعب المذحجي: كان هاني يكنى في الجاهلية أبا الحكم، لأنه كان يحكم بينهم، فكناه رسول الله صلى الله عليه و آله بأبي شريح إذ وفد عليه، و ابنه شريح هذا من جلة أصحاب علي عليه السلام، شهد معه المشاهد كلها، و عاش حتى قتل بسجستان في زمن الحجاج.
و قال ابن ميثم: أنفذه مع زياد بن النضير على مقدمته بالشام في اثنى عشر ألفا.
أقول: مبالغته عليه السلام في وصية شريح بالتقوى و الحذر من الدنيا الغرور في كل حال و تحذيره من العواقب السوء لمتابعة هوى النفس من الميل للترفع مع أنه من كبار أصحابه المخلصين إنما كان لما يعلمه من مكائد معاوية و خداعه لجلب الرجال باعطاء المنصب و الرتبة و المال بتدليس و تلبيس يعجز عنه الأباليس، فانه خدع أمثال أبي الدرداء و أبي هريرة و كثير من عباد و زهاد أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و استلحق زيادا بعشيرته بدعوى أنه أخوه و كون من مني أبيه و غمر إلى لحيته في فضيحته، فخاف عليه السلام من كيد معاوية لمقدمته و استلحاقهم به قبل وصوله كما صنع مع مقدمة الجيش الذي بعثها ابنه الحسن المجتبى بعده لإكمال جهاد أبيه بقيادة أمثال عبد الله به العباس من كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و أبيه و المتعلمين في مكتبه و العالمين بحقيقته.
الترجمة
از سخنانى كه در سفارش بشريح بن هاني فرمود چون او را بفرماندهى مقدمة الجيش خود بشام فرستاد:
از خدا بپرهيز در هر بام و شام، و بر خود بترس از دنياى پرفريب و از آن آسوده مباش در هر حال، و بدانكه اگر نفس خود را از بسيارى دوست داشتنيهايت براى نگرانى از سخت حالى باز ندارى هواهاى نفسانيت ترا بزيانهاى فراوانى بكشانند، جلوگير و مهاركش نفس سركش خود باش و هنگام خشم از جهشش بسختى بازدار و او را سركوب و ريشه كن ساز.
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة(الخوئي)//میر حبیب الله خوئی