و من كتاب له عليه السّلام إلى أهل الكوفة، عند مسيره من المدينة إلى البصرة
أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي خَرَجْتُ مِنْ حَيِّي هَذَا- إِمَّا ظَالِماً وَ إِمَّا مَظْلُوماً وَ إِمَّا بَاغِياً وَ إِمَّا مَبْغِيّاً عَلَيْهِ- وَ إِنِّي أُذَكِّرُ اللَّهَ مَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي هَذَا لَمَّا نَفَرَ إِلَيَّ- فَإِنْ كُنْتُ مُحْسِناً أَعَانَنِي- وَ إِنْ كُنْتُ مُسِيئاً اسْتَعْتَبَنِي
أقول: غرض الكتاب إعلام أهل الكوفة بخروجه من المدينة القتال أهل البصرة و استنفارهم إليه، و قد مرّ مثل ذلك
اللغة
و حيّه: قبيلته.
المعنى
و قوله: إما ظالما. إلى قوله: عليه. من باب تجاهل العارف، و لأنّ القضيّة لم تكن بعد ظهرت لأهل الكوفة و غيرهم ليعرفوا هل هو مظلوم أو غيره و لذلك ذكّرهم لينفروا إليه فيحكموا بينه و بين خصومه فيعينوه أو يطلبوا منه العتبى و هى الرجوع إلى الحقّ. و- اذكّر- يتعدّى إلى مفعول أوّل هو المذكّر، و ثان هو المذكّر به و هو اللّه تعالى. و قد قدّمه لكونه هو المقصود من التذكير. و- لمّا- مشدّدة بمعنى إلّا، و مخفّفة هى ما زائدة دخل عليها لام التأكيد: أى لينفرنّ إلىّ. و باللّه التوفيق.
شرح نهج البلاغة(ابن ميثم بحراني)، ج 5 ، صفحهى193