56 و من كلام له ع وصى به شريح بن هانئ- لما جعله على مقدمته إلى الشام
اتَّقِ اللَّهَ فِي كُلِّ مَسَاءٍ وَ صَبَاحٍ- وَ خَفْ عَلَى نَفْسِكَ الدُّنْيَا الْغَرُورَ- وَ لَا تَأْمَنْهَا عَلَى حَالٍ- وَ اعْلَمْ أَنَّكَ إِنْ لَمْ تَرْدَعْ نَفْسَكَ عَنْ كَثِيرٍ مِمَّا تُحِبُّ- مَخَافَةَ مَكْرُوهِهِ- سَمَتْ بِكَ الْأَهْوَاءُ إِلَى كَثِيرٍ مِنَ الضَّرَرِ- فَكُنْ لِنَفْسِكَ مَانِعاً رَادِعاً- وَ لِنَزَوَاتِكَ عِنْدَ الْحَفِيظَةِ وَاقِماً قَامِعاً
شريح بن هانئ
هو شريح بن هانئ بن يزيد- بن نهيك بن دريد بن سفيان بن الضباب- و هو سلمة بن الحارث بن ربيعة بن الحارث بن كعب المذحجي- كان هانئ يكنى في الجاهلية أبا الحكم لأنه كان يحكم بينهم- فكناه رسول الله ص بأبي شريح إذ وفد عليه- و ابنه شريح هذا من جلة أصحاب علي ع- شهد معه المشاهد كلها- و عاش حتى قتل بسجستان في زمن الحجاج- و شريح جاهلي إسلامي يكنى أبا المقدام-ذكر ذلك كله أبو عمر بن عبد البر في كتاب الإستيعاب
قوله ع و خف على نفسك الغرور يعني الشيطان- فأما الغرور بالضم فمصدر و الرادع الكاف المانع- و النزوات الوثبات و الحفيظة الغضب- و الواقم فاعل- من وقمته أي رددته أقبح الرد و قهرته- يقول ع إن لم تردع نفسك عن كثير من شهواتك- أفضت بك إلى كثير من الضرر- و مثل هذا قول الشاعر-
فإنك إن أعطيت بطنك سؤلها
و فرجك نالا منتهى الذم أجمعا
شرح نهج البلاغة(ابن أبي الحديد) ج 17