53 و من كتاب له ع كتبه للأشتر النخعي رحمه الله- لما ولاه على مصر و أعمالها
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا أَمَرَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مَالِكَ بْنَ الْحَارِثِ الْأَشْتَرَ فِي عَهْدِهِ إِلَيْهِ حِينَ وَلَّاهُ مِصْرَ جِبَايَةَ خَرَاجِهَا وَ جِهَادَ عَدُوِّهَا وَ اسْتِصْلَاحَ أَهْلِهَا وَ عِمَارَةَ بِلَادِهَا
أَمَرَهُ بِتَقْوَى اللَّهِ وَ إِيْثَارِ طَاعَتِهِ وَ اتِّبَاعِ مَا أَمَرَ بِهِ فِي كِتَابِهِ مِنْ فَرَائِضِهِ وَ سُنَنِهِ الَّتِي لَا يَسْعَدُ أَحَدٌ إِلَّا بِاتِّبَاعِهَا وَ لَا يَشْقَى إِلَّا مَعَ جُحُودِهَا وَ إِضَاعَتِهَا
وَ أَنْ يَنْصُرَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ بِيَدِهِ وَ قَلْبِهِ وَ لِسَانِهِ فَإِنَّهُ جَلَّ اسْمُهُ قَدْ تَكَفَّلَ بِنَصْرِ مَنْ نَصَرَهُ وَ إِعْزَازِ مَنْ أَعَزَّهُ
وَ أَمَرَهُ أَنْ يَكْسِرَ مِنْ نَفْسِهِ عِنْدَ الشَّهَوَاتِ وَ يَنْزَعَهَا عِنْدَ الْجَمَحَاتِ فَإِنَّ النَّفْسَ أَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ اللَّهُ
ثُمَّ اعْلَمْ يَا مَالِكُ أَنِّي قَدْ وَجَّهْتُكَ إِلَى بِلَادٍ قَدْ جَرَتْ عَلَيْهَا دُوَلٌ قَبْلَكَ مِنْ عَدْلٍ وَ جَوْرٍ وَ أَنَّ النَّاسَ يَنْظُرُونَ مِنْ أُمُورِكَ فِي مِثْلِ مَا كُنْتَ تَنْظُرُ فِيهِ مِنْ أُمُورِالْوُلَاةِ قَبْلَكَ وَ يَقُولُونَ فِيكَ مَا كُنْتَ تَقُولُهُ فِيهِمْ
وَ إِنَّمَا يُسْتَدَلُّ عَلَى الصَّالِحِينَ بِمَا يُجْرِي اللَّهُ لَهُمْ عَلَى أَلْسُنِ عِبَادِهِ فَلْيَكُنْ أَحَبَّ الذَّخَائِرِ إِلَيْكَ ذَخِيرَةُ الْعَمَلِ الصَّالِحِ
فَامْلِكْ هَوَاكَ وَ شُحَّ بِنَفْسِكَ عَمَّا لَا يَحِلُّ لَكَ فَإِنَّ الشُّحَّ بِالنَّفْسِ الْإِنْصَافُ مِنْهَا فِيمَا أَحَبَّتْ أَوْ كَرِهَتْوَ أَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ وَ الْمَحَبَّةَ لَهُمْ وَ اللُّطْفَ بِهِمْ
وَ لَا تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً ضَارِياً تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ وَ إِمَّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ يَفْرُطُ مِنْهُمُ الزَّلَلُ وَ تَعْرِضُ لَهُمُ الْعِلَلُ وَ يُؤْتَى عَلَى أَيْدِيهِمْ فِي الْعَمْدِ وَ الْخَطَإِ
فَأَعْطِهِمْ مِنْ عَفْوِكَ وَ صَفْحِكَ مِثْلِ الَّذِي تُحِبُّ وَ تَرْضَى أَنْ يُعْطِيَكَ اللَّهُ مِنْ عَفْوِهِ وَ صَفْحِهِ فَإِنَّكَ فَوْقَهُمْ وَ وَالِي الْأَمْرِ عَلَيْكَ فَوْقَكَ وَ اللَّهُ فَوْقَ مَنْ وَلَّاكَ وَ قَدِ اسْتَكْفَاكَ أَمْرَهُمْ وَ ابْتَلَاكَ بِهِمْ
وَ لَا تَنْصِبَنَّ نَفْسَكَ لِحَرْبِ اللَّهِ فَإِنَّهُ لَا يَدَيْ لَكَ بِنِقْمَتِهِ وَ لَا غِنَى بِكَ عَنْ عَفْوِهِ وَ رَحْمَتِهِ وَ لَا تَنْدَمَنَّ عَلَى عَفْوٍ وَ لَا تَبْجَحَنَّ بِعُقُوبَةٍ
وَ لَا تُسْرِعَنَّ إِلَى بَادِرَةٍ وَجَدْتَ عَنْهَا مَنْدُوحَةً وَ لَا تَقُولَنَّ إِنِّي مُؤَمَّرٌ آمُرُ فَأُطَاعُ فَإِنَّ ذَلِكَ إِدْغَالٌ فِي الْقَلْبِ وَ مَنْهَكَةٌ لِلدِّينِ وَ تَقَرُّبٌ مِنَ الْغِيَرِ
وَ إِذَا أَحْدَثَ لَكَ مَا أَنْتَ فِيهِ مِنْ سُلْطَانِكَ أُبَّهَةً أَوْ مَخِيلَةً فَانْظُرْ إِلَى عِظَمِ مُلْكِ اللَّهِ فَوْقَكَ وَ قُدْرَتِهِ مِنْكَ عَلَى مَا لَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنْ نَفْسِكَ
فَإِنَّ ذَلِكَ يُطَامِنُ إِلَيْكَ مِنْ طِمَاحِكَ وَ يَكُفُّ عَنْكَ مِنْ غَرْبِكَ وَ يَفِيءُ إِلَيْكَ بِمَا عَزَبَ عَنْكَ مِنْ عَقْلِكَ
إِيَّاكَ وَ مُسَامَاةَ اللَّهِ فِي عَظَمَتِهِ وَ التَّشَبُّهَ بِهِ فِي جَبَرُوتِهِ فَإِنَّ اللَّهَ يُذِلُّ كُلَّ جَبَّارٍ وَ يُهِينُ كُلَّ مُخْتَالٍ
أَنْصِفِ اللَّهَ وَ أَنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ وَ مِنْ خَاصَّةً أَهْلِكَ وَ مَنْ لَكَ هَوًى فِيهِ مِنْ رَعِيَّتِكَ فَإِنَّكَ إِلَّا تَفْعَلْ تَظْلِمْ
وَ مَنْ ظَلَمَ عِبَادَ اللَّهِ كَانَ اللَّهُ خَصْمَهُ دُونَ عِبَادِهِ وَ مَنْ خَاصَمَهُ اللَّهُ أَدْحَضَ حُجَّتَهُ وَ كَانَ لِلَّهِ حَرْباً حَتَّى يَنْزِعَ أَوْ يَتُوبَ
وَ لَيْسَ شَيْءٌ أَدْعَى إِلَى تَغْيِيرِ نِعْمَةِ اللَّهِ وَ تَعْجِيلِ نِقْمَتِهِ مِنْ إِقَامَةٍ عَلَى ظُلْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَسْمَعُ دَعْوَةَ الْمُضْطَهَدِينَ وَ هُوَ لِلظَّالِمِينَ بِالْمِرْصَادِ
وَ لْيَكُنْ أَحَبَّ الْأُمُورِ إِلَيْكَ أَوْسَطُهَا فِي الْحَقِّ وَ أَعَمُّهَا فِي الْعَدْلِ وَ أَجْمَعُهَا لِرِضَا الرَّعِيَّةِ فَإِنَّ سُخْطَ الْعَامَّةِ يُجْحِفُ بِرِضَا الْخَاصَّةِ وَ إِنَّ سُخْطَ الْخَاصَّةِ يُغْتَفَرُ مَعَ رِضَا الْعَامَّةِ
وَ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الرَّعِيَّةِ أَثْقَلَ عَلَى الْوَالِي مَئُونَةً فِي الرَّخَاءِ وَ أَقَلَّ مَعُونَةً لَهُ فِي الْبَلَاءِ وَ أَكْرَهَ لِلْإِنْصَافِ وَ أَسْأَلَ بِالْإِلْحَافِ وَ أَقَلَّ شُكْراً عِنْدَ الْإِعْطَاءِ وَ أَبْطَأَ عُذْراً عِنْدَ الْمَنْعِ وَ أَضْعَفَ صَبْراً عِنْدَ مُلِمَّاتِ الدَّهْرِ مِنْ أَهْلِ الْخَاصَّةِ
وَ إِنَّمَا عَمُودُ الدِّينِ وَ جِمَاعُ الْمُسْلِمِينَ وَ الْعُدَّةُ لِلْأَعْدَاءِ الْعَامَّةُ مِنَ الْأُمَّةِ فَلْيَكُنْ صِغْوُكَ لَهُمْ وَ مَيْلُكَ مَعَهُمْ
وَ لْيَكُنْ أَبْعَدَ رَعِيَّتِكَ مِنْكَ وَ أَشْنَأَهُمْ عِنْدَكَ أَطْلَبُهُمْ لِمَعَايِبِ النَّاسِ فَإِنَّ فِي النَّاسِ عُيُوباً الْوَالِي أَحَقُّ مَنْ سَتَرَهَا فَلَا تَكْشِفَنَّ عَمَّا غَابَ عَنْكَ مِنْهَا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ تَطْهِيرُ مَا ظَهَرَ لَكَ
وَ اللَّهُ يَحْكُمُ عَلَى مَا غَابَ عَنْكَ فَاسْتُرِ الْعَوْرَةَ مَا اسْتَطَعْتَ يَسْتُرِ اللَّهُ مِنْكَ مَا تُحِبُّ سَتْرَهُ مِنْ رَعِيَّتِكَ
أَطْلِقْ عَنِ النَّاسِ عُقْدَةَ كُلِّ حِقْدٍ وَ اقْطَعْ عَنْكَ سَبَبَ كُلِّ وِتْرٍ وَ تَغَابَ عَنْ كُلِّ مَا لَا يَضِحُ لَكَ وَ لَا
تَعْجَلَنَّ إِلَى تَصْدِيقِ سَاعٍ فَإِنَّ السَّاعِيَ غَاشٌّ وَ إِنْ تَشَبَّهَ بِالنَّاصِحِينَ
وَ لَا تُدْخِلَنَّ فِي مَشُورَتِكَ بَخِيلًا يَعْدِلُ بِكَ عَنِ الْفَضْلِ وَ يَعِدُكَ الْفَقْرَ وَ لَا جَبَاناً يُضْعِفُكَ عَنِ الْأُمُورِ وَ لَا حَرِيصاً يُزَيِّنُ لَكَ الشَّرَهَ بِالْجَوْرِ فَإِنَّ الْبُخْلَ وَ الْجُبْنَ وَ الْحِرْصَ غَرَائِزُ شَتَّى يَجْمَعُهَا سُوءُ الظَّنِّ بِاللَّهِ
شَرُّ وُزَرَائِكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ لِلْأَشْرَارِ وَزِيراً وَ مَنْ شَرِكَهُمْ فِي الْآثَامِ فَلَا يَكُونَنَّ لَكَ بِطَانَةً فَإِنَّهُمْ أَعْوَانُ الْأَثَمَةِ وَ إِخْوَانُ الظَّلَمَةِ
وَ أَنْتَ وَاجِدٌ مِنْهُمْ خَيْرَ الْخَلَفِ مِمَّنْ لَهُ مِثْلُ آرَائِهِمْ وَ نَفَاذِهِمْ وَ لَيْسَ عَلَيْهِ مِثْلُ آصَارِهِمْ وَ أَوْزَارِهِمْ وَ آثَامِهِمْ مِمَّنْ لَمْ يُعَاوِنْ ظَالِماً عَلَى ظُلْمِهِ وَ لَا آثِماً عَلَى إِثْمِهِ
أُولَئِكَ أَخَفُّ عَلَيْكَ مَئُونَةً وَ أَحْسَنُ لَكَ مَعُونَةً وَ أَحْنَى عَلَيْكَ عَطْفاً وَ أَقَلُّ لِغَيْرِكَ إِلْفاً فَاتَّخِذْ أُولَئِكَ خَاصَّةً لِخَلَوَاتِكَ وَ حَفَلَاتِكَ
ثُمَّ لْيَكُنْ آثَرُهُمْ عِنْدَكَ أَقْوَلَهُمْ بِمُرِّ الْحَقِّ لَكَ وَ أَقَلَّهُمْ مُسَاعَدَةً فِيمَا يَكُونُ مِنْكَ مِمَّا كَرِهَ اللَّهُ لِأَوْلِيَائِهِ وَاقِعاً ذَلِكَ مِنْ هَوَاكَ حَيْثُ وَقَعَوَ الْصَقْ بِأَهْلِ الْوَرَعِ وَ الصِّدْقِ ثُمَّ رُضْهُمْ عَلَى أَلَّا يُطْرُوكَ وَ لَا يَبْجَحُوكَ بِبَاطِلٍ لَمْ تَفْعَلْهُ فَإِنَّ كَثْرَةَ الْإِطْرَاءِ تُحْدِثُ الزَّهْوَ وَ تُدْنِي مِنَ الْعِزَّةِ
وَ لَا يَكُونَنَّ الْمُحْسِنُ وَ الْمُسِيءُ عِنْدَكَ بِمَنْزِلَةٍ سَوَاءٍ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ تَزْهِيداً لِأَهْلِ الْإِحْسَانِ فِي الْإِحْسَانِ وَ تَدْرِيباً لِأَهْلِ الْإِسَاءَةِ وَ أَلْزِمْ كُلًّا مِنْهُمْ مَا أَلْزَمَ نَفْسَهُ
وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ بِأَدْعَى إِلَى حُسْنِ ظَنِّ وَالٍ بِرَعِيَّتِهِ مِنْ إِحْسَانِهِ إِلَيْهِمْ وَ تَخْفِيفِهِ الْمَئُونَاتِ عَلَيْهِمْ وَ تَرْكِ اسْتِكْرَاهِهِ إِيَّاهُمْ عَلَى مَا لَيْسَ لَهُ قِبَلَهُمْ
فَلْيَكُنْ مِنْكَ فِي ذَلِكَ أَمْرٌ يَجْتَمِعُ لَكَ بِهِ حُسْنُ الظَّنِّ بِرَعِيَّتِكَ فَإِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ يَقْطَعُ عَنْكَ نَصَباً طَوِيلًا
وَ إِنَّ أَحَقَّ مَنْ حَسُنَ ظَنُّكَ بِهِ لَمَنْ حَسُنَ بَلَاؤُكَ عِنْدَهُ وَ إِنَّ أَحَقَّ مَنْ سَاءَ ظَنُّكَ بِهِ لَمَنْ سَاءَ بَلَاؤُكَ عِنْدَهُ
وَ لَا تَنْقُضْ سُنَّةً صَالِحَةً عَمِلَ بِهَا صُدُورُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ اجْتَمَعَتْ بِهَا الْأُلْفَةُ وَ صَلَحَتْ عَلَيْهَا الرَّعِيَّةُ وَ لَا تُحْدِثَنَّ سُنَّةً تَضُرُّ بِشَيْءٍ مِنْ مَاضِي تِلْكَ السُّنَنِ فَيَكُونَ الْأَجْرُ لِمَنْ سَنَّهَا وَ الْوِزْرُ عَلَيْكَ بِمَا نَقَضْتَ مِنْهَا
وَ أَكْثِرْ مُدَارَسَةَ الْعُلَمَاءِ وَ مُنَاقَشَةَ الْحُكَمَاءِ فِي تَثْبِيتِ مَا صَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ بِلَادِكَ وَ إِقَامَةِ مَا اسْتَقَامَ بِهِ النَّاسُ قَبْلَكَ
وَ اعْلَمْ أَنَّ الرَّعِيَّةَ طَبَقَاتٌ لَا يَصْلُحُ بَعْضُهَا إِلَّا بِبَعْضٍ وَ لَا غِنَى بِبَعْضِهَا عَنْ بَعْضٍ فَمِنْهَا جُنُودُ اللَّهِ وَ مِنْهَا كُتَّابُ الْعَامَّةِ وَ الْخَاصَّةِ وَ مِنْهَا قُضَاةُ الْعَدْلِ وَ مِنْهَا عُمَّالُ الْإِنْصَافِ وَ الرِّفْقِ
وَ مِنْهَا أَهْلُ الْجِزْيَةِ وَ الْخَرَاجِ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَ مُسْلِمَةِ النَّاسِ وَ مِنْهَا التُّجَّارُ وَ أَهْلُ الصِّنَاعَاتِ
وَ مِنْهَا الطَّبَقَةُ السُّفْلَى مِنْ ذَوِي الْحَاجَاتِ وَ الْمَسْكَنَةِ
وَ كُلٌّ قَدْ سَمَّى اللَّهُ لَهُ سَهْمَهُ وَ وَضَعَ عَلَى حَدِّهِ وَ فَرِيضَتِهِ فِي كِتَابِهِ أَوْ سُنَّةِ نَبِيِّهِ ( صلىاللهعليهوآله )عَهْداً مِنْهُ عِنْدَنَا مَحْفُوظاً
فَالْجُنُودُ بِإِذْنِ اللَّهِ حُصُونُ الرَّعِيَّةِ وَ زَيْنُ الْوُلَاةِ وَ عِزُّ الدِّينِ وَ سُبُلُ الْأَمْنِ وَ لَيْسَ تَقُومُ الرَّعِيَّةُ إِلَّا بِهِمْ
ثُمَّ لَا قِوَامَ لِلْجُنُودِ إِلَّا بِمَا يُخْرِجُ اللَّهُ لَهُمْ مِنَ الْخَرَاجِ الَّذِي يَقْوَوْنَ بِهِ عَلَى جِهَادِ عَدُوِّهِمْ وَ يَعْتَمِدُونَ عَلَيْهِ فِيمَا يُصْلِحُهُمْ وَ يَكُونُ مِنْ وَرَاءِ حَاجَتِهِمْ
ثُمَّ لَا قِوَامَ لِهَذَيْنِ الصِّنْفَيْنِ إِلَّا بِالصِّنْفِ الثَّالِثِ مِنَ الْقُضَاةِ وَ الْعُمَّالِ وَ الْكُتَّابِ لِمَا يُحْكِمُونَ مِنَ الْمَعَاقِدِ وَ يَجْمَعُونَ مِنَ الْمَنَافِعِ وَ يُؤْتَمَنُونَ عَلَيْهِ مِنْ خَوَاصِّ الْأُمُورِ وَ عَوَامِّهَا
وَ لَا قِوَامَ لَهُمْ جَمِيعاً إِلَّا بِالتُّجَّارِ وَ ذَوِي الصِّنَاعَاتِ فِيمَا يَجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ مِنْ مَرَافِقِهِمْ وَ يُقِيمُونَهُ مِنْ أَسْوَاقِهِمْ وَ يَكْفُونَهُمْ مِنَ التَّرَفُّقِ بِأَيْدِيهِمْ مِمَّا لَا يَبْلُغُهُ رِفْقُ غَيْرِهِمْ
ثُمَّ الطَّبَقَةُ السُّفْلَى مِنْ أَهْلِ الْحَاجَةِ وَ الْمَسْكَنَةِ الَّذِينَ يَحِقُّ رِفْدُهُمْ وَ مَعُونَتُهُمْ
وَ فِي اللَّهِ لِكُلٍّ سَعَةٌ وَ لِكُلٍّ عَلَى الْوَالِي حَقٌّ بِقَدْرِ مَا يُصْلِحُهُ وَ لَيْسَ يَخْرُجُ الْوَالِي مِنْ حَقِيقَةِ مَا أَلْزَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ ذَلِكَ إِلَّا بِالِاهْتِمَامِ وَ الِاسْتِعَانَةِ بِاللَّهِ وَ تَوْطِينِ نَفْسِهِ عَلَى لُزُومِ الْحَقِّ وَ الصَّبْرِ عَلَيْهِ فِيمَا خَفَّ عَلَيْهِ أَوْ ثَقُلَ
فَوَلِّ مِنْ جُنُودِكَ أَنْصَحَهُمْ فِي نَفْسِكَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِإِمَامِكَ وَ أَطْهَرَهُمْ جَيْباً وَ أَفْضَلَهُمْ حِلْماً مِمَّنْ يُبْطِئُ عَنِ الْغَضَبِ وَ يَسْتَرِيحُ إِلَى الْعُذْرِ وَ يَرْأَفُ بِالضُّعَفَاءِ وَ يَنْبُو عَلَى الْأَقْوِيَاءِ وَ مِمَّنْ لَا يُثِيرُهُ الْعُنْفُ وَ لَا يَقْعُدُ بِهِ الضَّعْفُ
ثُمَّ الْصَقْ بِذَوِي الْمُرُوءَاتِ وَ الْأَحْسَابِ وَ أَهْلِ الْبُيُوتَاتِ الصَّالِحَةِ وَ السَّوَابِقِ الْحَسَنَةِ ثُمَّ أَهْلِ النَّجْدَةِ وَ الشَّجَاعَةِ وَ السَّخَاءِ وَ السَّمَاحَةِ فَإِنَّهُمْ جِمَاعٌ مِنَ الْكَرَمِ وَ شُعَبٌ مِنَ الْعُرْفِ
ثُمَّ تَفَقَّدْ مِنْ أُمُورِهِمْ مَا يَتَفَقَّدُ الْوَالِدَانِ مِنْ وَلَدِهِمَا وَ لَا يَتَفَاقَمَنَّ فِي نَفْسِكَ شَيْءٌ قَوَّيْتَهُمْ بِهِ وَ لَا تَحْقِرَنَّ لُطْفاً تَعَاهَدْتَهُمْ بِهِ وَ إِنْ قَلَّ فَإِنَّهُ دَاعِيَةٌ لَهُمْ إِلَى بَذْلِ النَّصِيحَةِ لَكَ وَ حُسْنِ الظَّنِّ بِكَ
وَ لَا تَدَعْ تَفَقُّدَ لَطِيفِ أُمُورِهِمُ اتِّكَالًا عَلَى جَسِيمِهَا فَإِنَّ لِلْيَسِيرِ مِنْ لُطْفِكَ مَوْضِعاً يَنْتَفِعُونَ بِهِ وَ لِلْجَسِيمِ مَوْقِعاً لَا يَسْتَغْنُونَ عَنْهُ
وَ لْيَكُنْ آثَرُ رُءُوسِ جُنْدِكَ عِنْدَكَ مَنْ وَاسَاهُمْ فِي مَعُونَتِهِ وَ أَفْضَلَ عَلَيْهِمْ مِنْ جِدَتِهِ بِمَا يَسَعُهُمْ وَ يَسَعُ مَنْ وَرَاءَهُمْ مِنْ خُلُوفِ أَهْلِيهِمْ حَتَّى يَكُونَ هَمُّهُمْ هَمّاً وَاحِداً فِي جِهَادِ الْعَدُوِّ فَإِنَّ عَطْفَكَ عَلَيْهِمْ يَعْطِفُ قُلُوبَهُمْ عَلَيْكَ
وَ لَا تَصِحُّ نَصِيحَتُهُمْ إِلَّا بِحِيطَتِهِمْ عَلَى وُلَاةِ أُمُورِهِمْ وَ قِلَّةِ اسْتِثْقَالِ دُوَلِهِمْ وَ تَرْكِ
اسْتِبْطَاءِ انْقِطَاعِ مُدَّتِهِمْ
فَافْسَحْ فِي آمَالِهِمْ وَ وَاصِلْ مِنْ حُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِمْ وَ تَعْدِيدِ مَا أَبْلَى ذَوُو الْبَلَاءِ
مِنْهُمْ فَإِنَّ كَثْرَةَ الذِّكْرِ لِحُسْنِ فِعَالِهِمْ تَهُزُّ الشُّجَاعَ وَ تُحَرِّضُ النَّاكِلَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ
ثُمَّ اعْرِفْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا أَبْلَى وَ لَا تَضُمَّنَّ بَلَاءَ امْرِئٍ إِلَى غَيْرِهِ وَ لَا تُقَصِّرَنَّ بِهِ دُونَ غَايَةِ بَلَائِهِ وَ لَا يَدْعُوَنَّكَ شَرَفُ امْرِئٍ إِلَى أَنْ تُعْظِمَ مِنْ بَلَائِهِ مَا كَانَ صَغِيراً وَ لَا ضَعَةُ امْرِئٍ إِلَى أَنْ تَسْتَصْغِرَ مِنْ بَلَائِهِ مَا كَانَ عَظِيماً
وَ ارْدُدْ إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ مَا يُضْلِعُكَ مِنَ الْخُطُوبِ وَ يَشْتَبِهُ عَلَيْكَ مِنَ الْأُمُورِ
فَقَدْ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِقَوْمٍ أَحَبَّ إِرْشَادَهُمْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَ الرَّسُولِ
فَالرَّدُّ إِلَى اللَّهِ الْأَخْذُ بِمُحْكَمِ كِتَابِهِ وَ الرَّدُّ إِلَى الرَّسُولِ الْأَخْذُ بِسُنَّتِهِ الْجَامِعَةِ غَيْرِ الْمُفَرِّقَةِ
ثُمَّ اخْتَرْ لِلْحُكْمِ بَيْنَ النَّاسِ أَفْضَلَ رَعِيَّتِكَ فِي نَفْسِكَ مِمَّنْ لَا تَضِيقُ بِهِ الْأُمُورُ وَ لَا تُمَحِّكُهُ الْخُصُومُ وَ لَا يَتَمَادَى فِي الزَّلَّةِ وَ لَا يَحْصَرُ مِنَ الْفَيْءِ إِلَى الْحَقِّ إِذَا عَرَفَهُ وَ لَا تُشْرِفُ نَفْسُهُ عَلَى طَمَعٍ وَ لَا يَكْتَفِي بِأَدْنَى فَهْمٍ دُونَ أَقْصَاهُ
وَ أَوْقَفَهُمْ فِي الشُّبُهَاتِ وَ آخَذَهُمْ بِالْحُجَجِ وَ أَقَلَّهُمْ تَبَرُّماً بِمُرَاجَعَةِ الْخَصْمِ وَ أَصْبَرَهُمْعَلَى تَكَشُّفِ الْأُمُورِ وَ أَصْرَمَهُمْ عِنْدَ اتِّضَاحِ الْحُكْمِ مِمَّنْ لَا يَزْدَهِيهِ إِطْرَاءٌ وَ لَا يَسْتَمِيلُهُ إِغْرَاءٌ وَ أُولَئِكَ قَلِيلٌ
ثُمَّ أَكْثِرْ تَعَاهُدَ قَضَائِهِ وَ أَفْسِحْ لَهُ فِي الْبَذْلِ مَا يُزِيحُ عِلَّتَهُ وَ تَقِلُّ مَعَهُ حَاجَتُهُ إِلَى النَّاسِ وَ أَعْطِهِ مِنَ الْمَنْزِلَةِ لَدَيْكَ مَا لَا يَطْمَعُ فِيهِ غَيْرُهُ مِنْ خَاصَّتِكَ لِيَأْمَنَ بِذَلِكَ اغْتِيَالَ الرِّجَالِ لَهُ عِنْدَكَ
فَانْظُرْ فِي ذَلِكَ نَظَراً بَلِيغاً فَإِنَّ هَذَا الدِّينَ قَدْ كَانَ أَسِيراً فِي أَيْدِي الْأَشْرَارِ يُعْمَلُ فِيهِ بِالْهَوَى وَ تُطْلَبُ بِهِ الدُّنْيَاثُمَّ انْظُرْ فِي أُمُورِ عُمَّالِكَ فَاسْتَعْمِلْهُمُ اخْتِيَاراً وَ لَا تُوَلِّهِمْ مُحَابَاةً وَ أَثَرَةً فَإِنَّهُمَا جِمَاعٌ مِنْ شُعَبِ الْجَوْرِ وَ الْخِيَانَةِ
وَ تَوَخَّ مِنْهُمْ أَهْلَ التَّجْرِبَةِ وَ الْحَيَاءِ مِنْ أَهْلِ الْبُيُوتَاتِ الصَّالِحَةِ وَ الْقَدَمِ فِي الْإِسْلَامِ الْمُتَقَدِّمَةِ فَإِنَّهُمْ أَكْرَمُ أَخْلَاقاً وَ أَصَحُّ أَعْرَاضاً وَ أَقَلُّ فِي الْمَطَامِعِ إِشْرَافاً وَ أَبْلَغُ فِي عَوَاقِبِ الْأُمُورِ نَظَراً
ثُمَّ أَسْبِغْ عَلَيْهِمُ الْأَرْزَاقَ فَإِنَّ ذَلِكَ قُوَّةٌ لَهُمْ عَلَى اسْتِصْلَاحِ أَنْفُسِهِمْ وَ غِنًى لَهُمْ عَنْ تَنَاوُلِ مَا تَحْتَ أَيْدِيهِمْ وَ حُجَّةٌ عَلَيْهِمْ إِنْ خَالَفُوا أَمْرَكَ أَوْ ثَلَمُوا أَمَانَتَكَ
ثُمَّ تَفَقَّدْ أَعْمَالَهُمْ وَ ابْعَثِ الْعُيُونَ مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ وَ الْوَفَاءِ عَلَيْهِمْ فَإِنَّ تَعَاهُدَكَ فِي السِّرِّ لِأُمُورِهِمْ حَدْوَةٌ لَهُمْ عَلَى اسْتِعْمَالِ الْأَمَانَةِ وَ الرِّفْقِ بِالرَّعِيَّةِ
وَ تَحَفَّظْ مِنَ الْأَعْوَانِ فَإِنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ بَسَطَ يَدَهُ إِلَى خِيَانَةٍ اجْتَمَعَتْ بِهَا عَلَيْهِ عِنْدَكَ أَخْبَارُ عُيُونِكَ اكْتَفَيْتَ بِذَلِكَ شَاهِداً
فَبَسَطْتَ عَلَيْهِ الْعُقُوبَةَ فِي بَدَنِهِ وَ أَخَذْتَهُ بِمَا أَصَابَ مِنْ عَمَلِهِ ثُمَّ نَصَبْتَهُ بِمَقَامِ الْمَذَلَّةِ وَ وَسَمْتَهُ بِالْخِيَانَةِ وَ قَلَّدْتَهُ عَارَ التُّهَمَةِ
وَ تَفَقَّدْ أَمْرَ الْخَرَاجِ بِمَا يُصْلِحُ أَهْلَهُ فَإِنَّ فِي صَلَاحِهِ وَ صَلَاحِهِمْ صَلَاحاً لِمَنْ سِوَاهُمْ وَ لَا صَلَاحَ لِمَنْ سِوَاهُمْ إِلَّا بِهِمْ لِأَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ عِيَالٌ عَلَى الْخَرَاجِ وَ أَهْلِهِ
وَ لْيَكُنْ نَظَرُكَ فِي عِمَارَةِ الْأَرْضِ أَبْلَغَ مِنْ نَظَرِكَ فِي اسْتِجْلَابِ الْخَرَاجِ لِأَنَّ ذَلِكَ لَا يُدْرَكُ إِلَّا بِالْعِمَارَةِ وَ مَنْ طَلَبَ الْخَرَاجَ بِغَيْرِ عِمَارَةٍ أَخْرَبَ الْبِلَادَ وَ أَهْلَكَالْعِبَادَ وَ لَمْ يَسْتَقِمْ أَمْرُهُ إِلَّا قَلِيلًا
فَإِنْ شَكَوْا ثِقَلًا أَوْ عِلَّةً أَوِ انْقِطَاعَ شِرْبٍ أَوْ بَالَّةٍ أَوْ إِحَالَةَ أَرْضٍ اغْتَمَرَهَا غَرَقٌ أَوْ أَجْحَفَ بِهَا عَطَشٌ خَفَّفْتَ عَنْهُمْ بِمَا تَرْجُو أَنْ يَصْلُحَ بِهِ أَمْرُهُمْ
وَ لَا يَثْقُلَنَّ عَلَيْكَ شَيْءٌ خَفَّفْتَ بِهِ الْمَئُونَةَ عَنْهُمْ فَإِنَّهُ ذُخْرٌ يَعُودُونَ بِهِ عَلَيْكَ فِي عِمَارَةِ بِلَادِكَ وَ تَزْيِينِ وِلَايَتِكَ
مَعَ اسْتِجْلَابِكَ حُسْنَ ثَنَائِهِمْ وَ تَبَجُّحِكَ بِاسْتِفَاضَةِ الْعَدْلِ فِيهِمْ مُعْتَمِداً فَضْلَ قُوَّتِهِمْ بِمَا ذَخَرْتَ عِنْدَهُمْ مِنْ إِجْمَامِكَ لَهُمْ وَ الثِّقَةَ مِنْهُمْ بِمَا عَوَّدْتَهُمْ مِنْ عَدْلِكَ عَلَيْهِمْ وَ رِفْقِكَ بِهِمْ
فَرُبَّمَا حَدَثَ مِنَ الْأُمُورِ مَا إِذَا عَوَّلْتَ فِيهِ عَلَيْهِمْ مِنْ بَعْدُ احْتَمَلُوهُ طَيِّبَةً أَنْفُسُهُمْ بِهِ فَإِنَّ الْعُمْرَانَ مُحْتَمِلٌ مَا حَمَّلْتَهُ
وَ إِنَّمَا يُؤْتَى خَرَابُ الْأَرْضِ مِنْ إِعْوَازِ
أَهْلِهَا وَ إِنَّمَا يُعْوِزُ أَهْلُهَا لِإِشْرَافِ أَنْفُسِ الْوُلَاةِ عَلَى الْجَمْعِ وَ سُوءِ ظَنِّهِمْ بِالْبَقَاءِ وَ قِلَّةِ انْتِفَاعِهِمْ بِالْعِبَرِ
ثُمَّ انْظُرْ فِي حَالِ كُتَّابِكَ فَوَلِّ عَلَى أُمُورِكَ خَيْرَهُمْ وَ اخْصُصْ رَسَائِلَكَ الَّتِي تُدْخِلُ فِيهَا مَكَايِدَكَ وَ أَسْرَارَكَ بِأَجْمَعِهِمْ لِوُجُودِ صَالِحِ الْأَخْلَاقِ مِمَّنْ لَا تُبْطِرُهُ الْكَرَامَةُ فَيَجْتَرِئَ بِهَا عَلَيْكَ فِي خِلَافٍ لَكَ بِحَضْرَةِ مَلَإٍ
وَ لَا تُقَصِّرُ بِهِ الْغَفْلَةُ عَنْ إِيرَادِ مُكَاتَبَاتِ عُمِّالِكَ عَلَيْكَ وَ إِصْدَارِ جَوَابَاتِهَا عَلَى الصَّوَابِ عَنْكَ وَ فِيمَا يَأْخُذُ لَكَ وَ يُعْطِي مِنْكَ وَ لَا يُضْعِفُ عَقْداً اعْتَقَدَهُ لَكَ وَ لَا يَعْجِزُ عَنْ إِطْلَاقِ مَا عُقِدَ عَلَيْكَ
وَ لَا يَجْهَلُ مَبْلَغَ قَدْرِ نَفْسِهِ فِي الْأُمُورِ فَإِنَّ الْجَاهِلَ بِقَدْرِ نَفْسِهِ يَكُونُ بِقَدْرِ غَيْرِهِ أَجْهَلَ
ثُمَّ لَا يَكُنِ اخْتِيَارُكَ إِيَّاهُمْ عَلَى فِرَاسَتِكَ وَ اسْتِنَامَتِكَ وَ حُسْنِ الظَّنِّ مِنْكَ
فَإِنَّ الرِّجَالَ يَتَعَرَّضُونَ لِفِرَاسَاتِ الْوُلَاةِ بِتَصَنُّعِهِمْ وَ حُسْنِ حَدِيثِهِمْ وَ لَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ النَّصِيحَةِ وَ الْأَمَانَةِ شَيْءٌ
وَ لَكِنِ اخْتَبِرْهُمْ بِمَا وُلُّوا لِلصَّالِحِينَ قَبْلَكَ فَاعْمِدْ لِأَحْسَنِهِمْ كَانَ فِي الْعَامَّةِ أَثَراً وَ أَعْرَفِهِمْ بِالْأَمَانَةِ وَجْهاً فَإِنَّ ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى نَصِيحَتِكَ لِلَّهِ وَ لِمَنْ وُلِّيتَ أَمْرَهُ
وَ اجْعَلْ لِرَأْسِ كُلِّ أَمْرٍ مِنْ أُمُورِكَ رَأْساً مِنْهُمْ لَا يَقْهَرُهُ كَبِيرُهَا وَ لَا يَتَشَتَّتُ عَلَيْهِ كَثِيرُهَا وَ مَهْمَا كَانَ فِي كُتَّابِكَ مِنْ عَيْبٍ فَتَغَابَيْتَ عَنْهُ أُلْزِمْتَهُ
ثُمَّ اسْتَوْصِ بِالتُّجَّارِ وَ ذَوِي الصِّنَاعَاتِ وَ أَوْصِ بِهِمْ خَيْراً الْمُقِيمِ مِنْهُمْ وَ الْمُضْطَرِبِ بِمَالِهِ وَ الْمُتَرَفِّقِ بِبَدَنِهِ
فَإِنَّهُمْ مَوَادُّ الْمَنَافِعِ وَ أَسْبَابُ الْمَرَافِقِ وَ جُلَّابُهَا مِنَ الْمَبَاعِدِ وَ الْمَطَارِحِ فِي بَرِّكَ وَ بَحْرِكَ وَ سَهْلِكَ وَ جَبَلِكَ وَ حَيْثُ لَا يَلْتَئِمُ النَّاسُ لِمَوَاضِعِهَا وَ لَا يَجْتَرِءُونَ عَلَيْهَا فَإِنَّهُمْ سِلْمٌ لَا تُخَافُ بَائِقَتُهُ وَ صُلْحٌ لَا تُخْشَى غَائِلَتُهُ
وَ تَفَقَّدْ أُمُورَهُمْ بِحَضْرَتِكَ وَ فِي حَوَاشِي بِلَادِكَ وَ اعْلَمْ مَعَ ذَلِكَ أَنَّ فِي كَثِيرٍ مِنْهُمْ ضِيقاً فَاحِشاً وَ شُحّاً قَبِيحاً وَ احْتِكَاراً لِلْمَنَافِعِ وَ تَحَكُّماً فِي الْبِيَاعَاتِ وَ ذَلِكَ بَابُ مَضَرَّةٍ لِلْعَامَّةِ وَ عَيْبٌ عَلَى الْوُلَاةِ
فَامْنَعْ مِنَ الِاحْتِكَارِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( صلىاللهعليهوآلهوسلم )مَنَعَ مِنْهُ وَ لْيَكُنِ الْبَيْعُ بَيْعاً سَمْحاً بِمَوَازِينِ عَدْلٍ وَ أَسْعَارٍ لَا تُجْحِفُ بِالْفَرِيقَيْنِ مِنَ الْبَائِعِ وَ الْمُبْتَاعِ فَمَنْ قَارَفَ حُكْرَةً بَعْدَ نَهْيِكَ إِيَّاهُ فَنَكِّلْ بِهِ وَ عَاقِبْهُ مِنْ غَيْرِ إِسْرَافٍ
ثُمَّ اللَّهَ اللَّهَ فِي الطَّبَقَةِ السُّفْلَى مِنَ الَّذِينَ لَا حِيلَةَ لَهُمْ مِنَ الْمَسَاكِينِ وَ الْمُحْتَاجِينَ وَ أَهْلِ الْبُؤْسَى وَ الزَّمْنَى فَإِنَّ فِي هَذِهِ الطَّبَقَةِ قَانِعاً وَ مُعْتَرّاً
وَ احْفَظِ اللَّهَ مَا اسْتَحْفَظَكَ مِنْ حَقِّهِ فِيهِمْ وَ اجْعَلْ لَهُمْ قِسْماً مِنْ بَيْتِ مَالِكِ وَ قِسْماً مِنْ غَلَّاتِ صَوَافِي الْإِسْلَامِ فِي كُلِّ بَلَدٍ فَإِنَّ لِلْأَقْصَى مِنْهُمْ مِثْلَ الَّذِي لِلْأَدْنَى
وَ كُلٌّ
قَدِ اسْتُرْعِيتَ حَقَّهُ وَ لَا يَشْغَلَنَّكَ عَنْهُمْ بَطَرٌ فَإِنَّكَ لَا تُعْذَرُ بِتَضْيِيعِ التَّافِهِ لِإِحْكَامِكَ الْكَثِيرَ الْمُهِمَّ فَلَا تُشْخِصْ هَمَّكَ عَنْهُمْ وَ لَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لَهُمْ
وَ تَفَقَّدْ أُمُورَ مَنْ لَا يَصِلُ إِلَيْكَ مِنْهُمْ مِمَّنْ تَقْتَحِمُهُ الْعُيُونُ وَ تَحْقِرُهُ الرِّجَالُ فَفَرِّغْ لِأُولَئِكَ ثِقَتَكَ مِنْ أَهْلِ الْخَشْيَةِ وَ التَّوَاضُعِ فَلْيَرْفَعْ إِلَيْكَ أُمُورَهُمْ
ثُمَّ اعْمَلْ فِيهِمْ بِالْإِعْذَارِ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ يَوْمَ تَلْقَاهُ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ مِنْ بَيْنِ الرَّعِيَّةِ أَحْوَجُ إِلَى الْإِنْصَافِ مِنْ غَيْرِهِمْ وَ كُلٌّ فَأَعْذِرْ إِلَى اللَّهِ فِي تَأْدِيَةِ حَقِّهِ إِلَيْهِ
وَ تَعَهَّدْ أَهْلَ الْيُتْمِ وَ ذَوِي الرِّقَّةِ فِي السِّنِّ مِمَّنْ لَا حِيلَةَ لَهُ وَ لَا يَنْصِبُ لِلْمَسْأَلَةِ نَفْسَهُ وَ ذَلِكَ عَلَى الْوُلَاةِ ثَقِيلٌ وَ الْحَقُّ كُلُّهُ ثَقِيلٌ وَ قَدْ يُخَفِّفُهُ اللَّهُ عَلَى أَقْوَامٍ طَلَبُوا الْعَاقِبَةَ فَصَبَّرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ وَثِقُوا بِصِدْقِ مَوْعُودِ اللَّهِ لَهُمْ
وَ اجْعَلْ لِذَوِي الْحَاجَاتِ مِنْكَ قِسْماً تُفَرِّغُ لَهُمْ فِيهِ شَخْصَكَ وَ تَجْلِسُ لَهُمْ مَجْلِساً عَامّاً فَتَتَوَاضَعُ فِيهِ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَكَ وَ تُقْعِدُ عَنْهُمْ جُنْدَكَ وَ أَعْوَانَكَ مِنْ أَحْرَاسِكَ وَ شُرَطِكَ حَتَّى يُكَلِّمَكَ مُتَكَلِّمُهُمْ غَيْرَ مُتَتَعْتِعٍ
فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ( صلىاللهعليهوآله )يَقُولُ فِي غَيْرِ مَوْطِنٍ لَنْ تُقَدَّسَ أُمَّةٌ لَا يُؤْخَذُ لِلضَّعِيفِ فِيهَا حَقُّهُ مِنَ الْقَوِيِّ غَيْرَ مُتَتَعْتِعٍ
ثُمَّ احْتَمِلِ الْخُرْقَ مِنْهُمْ وَ الْعِيَّ وَ نَحِّ عَنْهُمُ الضِّيقَ وَ الْأَنَفَ يَبْسُطِ اللَّهُ عَلَيْكَ بِذَلِكَ أَكْنَافَ رَحْمَتِهِ وَ يُوجِبُ لَكَ ثَوَابَ طَاعَتِهِ وَ أَعْطِ مَا أَعْطَيْتَ هَنِيئاً وَ امْنَعْ فِي إِجْمَالٍ وَ إِعْذَارٍ
ثُمَّ أُمُورٌ مِنْ أُمُورِكَ لَا بُدَّ لَكَ مِنْ مُبَاشَرَتِهَا مِنْهَا إِجَابَةُ عُمَّالِكَ بِمَا يَعْيَا عَنْهُ كُتَّابُكَ وَ مِنْهَا إِصْدَارُ حَاجَاتِ النَّاسِ عِنْدَ وُرُودِهَا عَلَيْكَ بِمَا تَحْرَجُ بِهِ صُدُورُ أَعْوَانِكَ
وَ أَمْضِ لِكُلِّ يَوْمٍ عَمَلَهُ فَإِنَّ لِكُلِّ يَوْمٍ مَا فِيهِ
وَ اجْعَلْ لِنَفْسِكَ فِيمَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى أَفْضَلَ تِلْكَ الْمَوَاقِيتِ وَ أَجْزَلَ تِلْكَ الْأَقْسَامِ وَ إِنْ كَانَتْ كُلُّهَا لِلَّهِ إِذَا صَلَحَتْ فِيهَا النِّيَّةُ وَ سَلِمَتْ مِنْهَا الرَّعِيَّةُ
وَ لْيَكُنْ فِي خَاصَّةِ مَا تُخْلِصُ بِهِ لِلَّهِ دِينَكَ إِقَامَةُ فَرَائِضِهِ الَّتِي هِيَ لَهُ خَاصَّةً فَأَعْطِ اللَّهَ مِنْ بَدَنِكَ فِي لَيْلِكَ وَ نَهَارِكَ وَ وَفِّ مَا تَقَرَّبْتَ بِهِ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ مِنْ ذَلِكَ كَامِلًا غَيْرَ مَثْلُومٍ وَ لَا مَنْقُوصٍ بَالِغاً مِنْ بَدَنِكَ مَا بَلَغَ
وَ إِذَا قُمْتَ فِي صَلَاتِكَ لِلنَّاسِ فَلَا تَكُونَنَّ مُنَفِّراً وَ لَا مُضَيِّعاً فَإِنَّ فِي النَّاسِ مَنْ بِهِ الْعِلَّةُ وَ لَهُ الْحَاجَةُ
وَ قَدْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ( صلىاللهعليهوآله )حِينَ وَجَّهَنِي إِلَى الْيَمَنِ كَيْفَ أُصَلِّي بِهِمْ فَقَالَ صَلِّ بِهِمْ كَصَلَاةِ أَضْعَفِهِمْ وَ كُنْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً
وَ أَمَّا بَعْدَ هَذَا فَلَا تُطَوِّلَنَّ احْتِجَابَكَ عَنْ رَعِيَّتِكَ فَإِنَّ احْتِجَابَ الْوُلَاةِ عَنِ الرَّعِيَّةِ شُعْبَةٌ مِنَ الضِّيقِ وَ قِلَّةُ عِلْمٍ بِالْأُمُورِ
وَ الِاحْتِجَابُ مِنْهُمْ يَقْطَعُ عَنْهُمْ عِلْمَ مَا احْتَجَبُوا دُونَهُ فَيَصْغُرُ عِنْدَهُمُ الْكَبِيرُ وَ يَعْظُمُ الصَّغِيرُ وَ يَقْبُحُ الْحَسَنُ وَ يَحْسُنُ الْقَبِيحُ وَ يُشَابُ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ
وَ إِنَّمَا الْوَالِي بَشَرٌ لَا يَعْرِفُ مَا تَوَارَى عَنْهُ النَّاسُ بِهِ مِنَ الْأُمُورِ وَ لَيْسَتْ عَلَى الْحَقِّ سِمَاتٌ تُعْرَفُ بِهَا ضُرُوبُ الصِّدْقِ مِنَ الْكَذِبِ
وَ إِنَّمَا أَنْتَ أَحَدُ رَجُلَيْنِ إِمَّا امْرُؤٌ سَخَتْ نَفْسُكَ بِالْبَذْلِ فِي الْحَقِّ فَفِيمَ احْتِجَابُكَ مِنْ وَاجِبِ حَقٍّ تُعْطِيهِ أَوْ فِعْلٍ كَرِيمٍ تُسْدِيهِ أَوْ مُبْتَلًى بِالْمَنْعِ فَمَا أَسْرَعَ كَفَّ النَّاسِ عَنْ مَسْأَلَتِكَ إِذَا أَيِسُوا مِنْ بَذْلِكَ
مَعَ أَنَّ أَكْثَرَ حَاجَاتِ النَّاسِ إِلَيْكَ مَا لَا مَئُونَةَ فِيهِ عَلَيْكَ مِنْ شَكَاةِ مَظْلِمَةٍ أَوْ طَلَبِ إِنْصَافٍ فِي مُعَامَلَةٍثُمَّ إِنَّ لِلْوَالِي خَاصَّةً وَ بِطَانَةً فِيهِمُ اسْتِئْثَارٌ وَ تَطَاوُلٌ وَ قِلَّةُ إِنْصَافٍ فِي مُعَامَلَةٍ فَاحْسِمْ مَئُونَةَ أُولَئِكَ بِقَطْعِ أَسْبَابِ تِلْكَ الْأَحْوَالِ
وَ لَا تُقْطِعَنَّ لِأَحَدٍ مِنْ حَاشِيَتِكَ وَ حَامَّتِكَ قَطِيعَةً وَ لَا يَطْمَعَنَّ مِنْكَ فِي اعْتِقَادِ عُقْدَةٍ تَضُرُّ بِمَنْ يَلِيهَا مِنَ النَّاسِ فِيشِرْبٍ أَوْ عَمَلٍ مُشْتَرَكٍ يَحْمِلُونَ مَئُونَتَهُ عَلَى غَيْرِهِمْ فَيَكُونَ مَهْنَأُ ذَلِكَ لَهُمْ دُونَكَ وَ عَيْبُهُ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ
وَ أَلْزِمِ الْحَقَّ مَنْ لَزِمَهُ مِنَ الْقَرِيبِ وَ الْبَعِيدِ وَ كُنْ فِي ذَلِكَ صَابِراً
مُحْتَسِباً وَاقِعاً ذَلِكَ مِنْ قَرَابَتِكَ وَ خَوَاصِّكَ حَيْثُ وَقَعَ وَ ابْتَغِ عَاقِبَتَهُ بِمَا يَثْقُلُ عَلَيْكَ مِنْهُ فَإِنَّ مَغَبَّةَ ذَلِكَ مَحْمُودَةٌ
وَ إِنْ ظَنَّتِ الرَّعِيَّةُ بِكَ حَيْفاً فَأَصْحِرْ لَهُمْ بِعُذْرِكَ وَ اعْدِلْ عَنْكَ ظُنُونَهُمْ بِإِصْحَارِكَ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ إِعْذَاراً تَبْلُغُ بِهِ حَاجَتَكَ مِنْ تَقْوِيمِهِمْ عَلَى الْحَقِّ
وَ لَا تَدْفَعَنَّ صُلْحاً دَعَاكَ إِلَيْهِ عَدُوُّكَ لِلَّهِ فِيهِ رِضًا فَإِنَّ فِي الصُّلْحِ دَعَةً لِجُنُودِكَ وَ رَاحَةً مِنْ هُمُومِكَ وَ أَمْناً لِبِلَادِكَ
وَ لَكِنِ الْحَذَرَ كُلَّ الْحَذَرِ مِنْ عَدُوِّكَ بَعْدَ صُلْحِهِ فَإِنَّ الْعَدُوَّ رُبَّمَا قَارَبَ لِيَتَغَفَّلَ فَخُذْ بِالْحَزْمِ وَ اتَّهِمْ فِي ذَلِكَ حُسْنَ الظَّنِّ
وَ إِنْ عَقَدْتَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ عَدُوٍّ لَكَ عُقْدَةً أَوْ أَلْبَسْتَهُ مِنْكَ ذِمَّةً فَحُطْ عَهْدَكَ بِالْوَفَاءِ وَ ارْعَ ذِمَّتَكَ بِالْأَمَانَةِ وَ اجْعَلْ نَفْسَكَ جُنَّةً دُونَ مَا أَعْطَيْتَ
فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ شَيْءٌ النَّاسُ أَشَدُّ عَلَيْهِ اجْتِمَاعاً مَعَ تَفَرُّقِ أَهْوَائِهِمْ وَ تَشَتُّتِ آرَائِهِمْ مِنْ تَعْظِيمِ الْوَفَاءِ بِالْعُهُودِ وَ قَدْ لَزِمَ ذَلِكَ الْمُشْرِكُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ دُونَ الْمُسْلِمِينَ لِمَا اسْتَوْبَلُوا مِنْ عَوَاقِبِ الْغَدْرِ
فَلَا تَغْدِرَنَّ بِذِمَّتِكَ وَ لَا تَخِيسَنَّ بِعَهْدِكَ وَ لَا تَخْتِلَنَّ عَدُوَّكَ فَإِنَّهُ لَا يَجْتَرِئُ عَلَى اللَّهِ إِلَّا جَاهِلٌ شَقِيٌّ
وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ عَهْدَهُ وَ ذِمَّتَهُ أَمْناً أَفْضَاهُ بَيْنَ الْعِبَادِ بِرَحْمَتِهِ
وَ حَرِيماً يَسْكُنُونَ إِلَى مَنَعَتِهِ وَ يَسْتَفِيضُونَ إِلَى جِوَارِهِ فَلَا إِدْغَالَ وَ لَا مُدَالَسَةَ وَ لَا خِدَاعَ فِيهِ
وَ لَا تَعْقِدْهُ عَقْداً تُجَوِّزُ فِيهِ الْعِلَلَ وَ لَا تُعَوِّلَنَّ عَلَى لَحْنِ الْقَوْلِ بَعْدَ التَّأْكِيدِ وَ التَّوْثِقَةِ
وَ لَا يَدْعُوَنَّكَ ضِيقُ أَمْرٍ لَزِمَكَ فِيهِ عَهْدُ اللَّهِ إِلَى طَلَبِ انْفِسَاخِهِ بِغَيْرِ الْحَقِّ فَإِنَّ صَبْرَكَ عَلَى ضِيقِ أَمْرٍ تَرْجُو انْفِرَاجَهُ وَ فَضْلَ عَاقِبَتِهِ خَيْرٌ مِنْ غَدْرٍ تَخَافُ تَبِعَتَهُ وَ أَنْ تُحِيطَ بِكَ مِنَ اللَّهِ طِلْبَةٌ لَا تَسْتَقِيلُ فِيهَا دُنْيَاكَ وَ لَا آخِرَتَكَ
إِيَّاكَ وَ الدِّمَاءَ وَ سَفْكَهَا بِغَيْرِ حِلِّهَا فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَدْعَى لِنِقْمَةٍ وَ لَا أَعْظَمَلِتَبِعَةٍ وَ لَا أَحْرَى بِزَوَالِ نِعْمَةٍ وَ انْقِطَاعِ مُدَّةٍ مِنْ سَفْكِ الدِّمَاءِ بِغَيْرِ حَقِّهَا وَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مُبْتَدِئٌ بِالْحُكْمِ بَيْنَ الْعِبَادِ فِيمَا تَسَافَكُوا مِنَ الدِّمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فَلَا تُقَوِّيَنَّ سُلْطَانَكَ بِسَفْكِ دَمٍ حَرَامٍ فَإِنَّ ذَلِكَ مِمَّا يُضْعِفُهُ وَ يُوهِنُهُ بَلْ يُزِيلُهُ وَ يَنْقُلُهُ وَ لَا عُذْرَ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ وَ لَا عِنْدِي فِي قَتْلِ الْعَمْدِ لِأَنَّ فِيهِ قَوَدَ الْبَدَنِ
وَ إِنِ ابْتُلِيتَ بِخَطَإٍ وَ أَفْرَطَ عَلَيْكَ سَوْطُكَ أَوْ يَدُكَ بِالْعُقُوبَةِ فَإِنَّ فِي الْوَكْزَةِ فَمَا فَوْقَهَا مَقْتَلَةً فَلَا تَطْمَحَنَّ بِكَ نَخْوَةُ سُلْطَانِكَ عَنْ أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى أَوْلِيَاءِ الْمَقْتُولِ حَقَّهُمْ
وَ إِيَّاكَ وَ الْإِعْجَابَ بِنَفْسِكَ وَ الثِّقَةَ بِمَا يُعْجِبُكَ مِنْهَا وَ حُبَّ الْإِطْرَاءِ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ أَوْثَقِ فُرَصِ الشَّيْطَانِ فِي نَفْسِهِ لِيَمْحَقَ مَا يَكُونُ مِنْ إِحْسَانِ الْمُحْسِنِينَ
وَ إِيَّاكَ وَ الْمَنَّ عَلَى رَعِيَّتِكَ بِإِحْسَانِكَ أَوِ التَّزَيُّدَ فِيمَا كَانَ مِنْ فِعْلِكَ أَوْ أَنْ تَعِدَهُمْ فَتُتْبِعَ مَوْعِدَكَ بِخُلْفِكَ
فَإِنَّ الْمَنَّ يُبْطِلُ الْإِحْسَانَ وَ التَّزَيُّدَ يَذْهَبُ بِنُورِ الْحَقِّ وَ الْخُلْفَ يُوجِبُ الْمَقْتَ عِنْدَ اللَّهِ وَ النَّاسِ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ
وَ إِيَّاكَ وَ الْعَجَلَةَ بِالْأُمُورِ قَبْلَ أَوَانِهَا أَوِ التَّسَاقُطَ فِيهَا عِنْدَ إِمْكَانِهَا أَوِ اللَّجَاجَةَ فِيهَا إِذَا تَنَكَّرَتْ أَوِ الْوَهْنَ عَنْهَا إِذَا اسْتَوْضَحَتْ فَضَعْ كُلَّ أَمْرٍ مَوْضِعَهُ وَ أَوْقِعْ كُلَّ عَمَلٍ مَوْقِعَهُ
وَ إِيَّاكَ وَ الِاسْتِئْثَارَ بِمَا النَّاسُ فِيهِ أُسْوَةٌ وَ التَّغَابِيَ عَمَّا تُعْنَى بِهِ مِمَّا قَدْ وَضَحَ لِلْعُيُونِ فَإِنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْكَ لِغَيْرِكَ وَ عَمَّا قَلِيلٍ تَنْكَشِفُ عَنْكَ أَغْطِيَةُ الْأُمُورِ وَ يُنْتَصَفُ مِنْكَ لِلْمَظْلُومِ
امْلِكْ حَمِيَّةَ أَنْفِكَ وَ سَوْرَةَ حَدِّكَ وَ سَطْوَةَ يَدِكَ وَ غَرْبَ لِسَانِكَ وَ احْتَرِسْ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ بِكَفِّ الْبَادِرَةِ وَ تَأْخِيرِ السَّطْوَةِ حَتَّى يَسْكُنَ غَضَبُكَ فَتَمْلِكَ الِاخْتِيَارَ وَ لَنْ تَحْكُمَ ذَلِكَ مِنْ نَفْسِكَ حَتَّى تُكْثِرَ هُمُومَكَ بِذِكْرِ الْمَعَادِ إِلَى رَبِّكَ
وَ الْوَاجِبُ عَلَيْكَ أَنْ تَتَذَكَّرَ مَا مَضَى لِمَنْ تَقَدَّمَكَ مِنْ حُكُومَةٍ عَادِلَةٍ أَوْ سُنَّةٍ فَاضِلَةٍ أَوْ أَثَرٍ عَنْ نَبِيِّنَا ( صلىاللهعليهوآله )أَوْ فَرِيضَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ
فَتَقْتَدِيَ بِمَا شَاهَدْتَ مِمَّا عَمِلْنَا بِهِ فِيهَا وَ تَجْتَهِدَ لِنَفْسِكَ فِي اتِّبَاعِ مَا عَهِدْتُ إِلَيْكَ فِي عَهْدِي هَذَا وَ اسْتَوْثَقْتُ بِهِ مِنَ الْحُجَّةِ لِنَفْسِي عَلَيْكَ لِكَيْلَا تَكُونَ لَكَ عِلَّةٌ عِنْدَ تَسَرُّعِ نَفْسِكَ إِلَى هَوَاهَا
وَ مِنْ هَذَا الْعَهْدِ وَ هُوَ آخِرُهُوَ أَنَا أَسْأَلُ اللَّهَ بِسَعَةِ رَحْمَتِهِ وَ عَظِيمِ قُدْرَتِهِ عَلَى إِعْطَاءِ كُلِّ رَغْبَةٍ أَنْ يُوَفِّقَنِي وَ إِيَّاكَ لِمَا فِيهِ رِضَاهُ مِنَ الْإِقَامَةِ عَلَى الْعُذْرِ الْوَاضِحِ إِلَيْهِ وَ إِلَى خَلْقِهِ
مِنْ حُسْنِ الثَّنَاءِ فِي الْعِبَادِ وَ جَمِيلِ الْأَثَرِ فِي الْبِلَادِ وَ تَمَامِ النِّعْمَةِ وَ تَضْعِيفِ الْكَرَامَةِ وَ أَنْ يَخْتِمَ لِي وَ لَكَ بِالسَّعَادَةِ وَ الشَّهَادَةِ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ
وَ السَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ
مطابق نامه 53 نسخه صبحی صالح
شرح وترجمه فارسی
(53): از نامه آن حضرت كه آن را براى مالك اشتر كه خدايش رحمت فرمايد به هنگامى كه پس از آشفته شدن كار مصر بر محمد بن ابى بكر امير آن ديار او را به امارت مصرگماشته ، نوشته است . اين نامه مفصل ترين عهدنامه است و از همه نامه هاى آن حضرت زيباييهاى بيشترى دارد.
در اين عهدنامه كه چنين آغاز مى شود: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما امر به عبدالله على اميرالمؤ منين مالك بن حارث الاشتر به نام خداوند بخشنده مهربان اين فرمانى است از بنده خدا على اميرمؤ منان به مالك اشتر پسر حارث
ابن ابى الحديد شرح آن را در صد صفحه آورده است كه بخشى از آن توضيح لغات و صنايع لفظى و معنوى و بيرون از مقوله تاريخ است و بخشى ديگر گزينه هايى اخلاقى است و كلمات قصارى كه از قول اشخاص مختلف آورده است . اين بنده در ترجمه اين صد صفحه به لطايفى از آن كه خالى از جنبه تاريخى نيست ، بسنده مى كنم .
ابن ابى الحديد مى نويسد: على عليه السلام به او فرموده است : به خاطر دارى كه خودت اخبار حاكمان را گوش مى دادى ، گروهى را مى ستودى و برخى را نكوهش مى كردى ؟ اينك به زودى مردم درباره چگونگى حكمرانى تو سخن خواهند گفت ، برحذر باش كه بر تو خرده گرفته نشود و نكوهيده نشوى ، آن چنان كه خودت كسانى را كه سزاوار نكوهش بودند، عيب و نكوهش مى كردى . نيكوكاران را با خوشنامى كه خداوند درباره ايشان به زبان بندگانش جارى مى سازد مى توان شناخت و در مورد تبهكاران هم همين گونه است .
و گفته شده است زبانهاى مردم قلمهاى خداوند سبحان درباره پادشاهان است .سپس به او فرمان مى دهد كه هرگاه ابهت و عظمت رياست و امارت در نظرش مى آيد و جلوه گر مى شود، بزرگى و توان خداوند را در از ميان بردن و به وجودآوردن و زنده ساختن و ميراندن به ياد آورد كه تذكر اين موضوع جوشش غرور و تكبر را فرو مى نشاند و با چنين تذكرى به فروتنى مى گرايد.
اميرالمؤ منين على عليه السلام سپس به او نشان مى دهد كه قانون اميرى كوشش در جلب رضايت عامه مردم است كه اگر عامه مردم از امير راضى باشند، نارضايتى خواص براى او زيانى ندارد و حال آنكه اگر عامه ناراضى شوند، رضايت خواص براى او سودى نخواهد داشت . و اين مثل آن است كه اگر در شهر ده بيست تن از توانگران و ثروتمندان در التزام والى قرار مى گيرند و او را خدمت كنند و با او افسانه سرايى نمايند و به ظاهر براى او همچون دوست شوند، همه اينان و نظايرشان از اطرافيان امير و شفاعت كنندگان و مقربان درگاهش در صورتى كه عامه مردم او را نپسندند نمى توانند براى او كارى انجام دهند نمى توانند براى او كارى انجام دهند، وانگهى براى خواص مى توان بدل و جايگزين فراهم كرد و حال آنكه براى عامه جايگزين و بدل نيست و اگر عامه مردم بر او بشورند همچون دريا خواهند بود كه چون طوفانى شود هيچ كس را ياراى ايستادگى در قبال آن نيست و حال آنكه خواص چنين نيستند.
ابن ابى الحديد سپس فصلى درباره نهى از ذكر عيبهاى مردم و آنچه در اين مورد آمده ، آورده است و فصلى ديگر در لزوم نشنيدن سخن چينى بيان كرده است كه يكى دو مورد آن چنين است : مصعب بن زبير، احنف را بر كارى مورد عتاب قرار داد. احنف آن را انكار كرد، مصعب گفت : مردى مورد اعتماد به من خبر داده است . احنف گفت : اى امير، هرگز شخص مورد اعتماد سخن چينى نمى كند.
خسروان ساسانى به كسى اجازه نمى دادند كه سكباج بپزد، و آن را ويژه مطبخ پادشاه مى دانستند. سخن چينى پيش انوشروان چنين گزارش كرد كه فلانى ، ما را كه گروهى بوديم به خوراكى دعوت كرد كه سكباج در آن بود تت انوشروان بر رقعه او نوشت : خيرخواهى تو را مى ستاييم و دوست تو را در مورد بد انتخاب كردن برادرانش نكوهش مى كنيم .
هنگامى كه وليد بن عبدالملك جانشين پدر خود در دمشق بود، مردى پيش او آمد و گفت : اى امير مرا نصيحتى است . گفت : بگو، گفت : يكى از همسايه هاى من پوشيده از ماءموريت جنگى خود برگشته است . وليد گفت : تو با اين كار خود ما را آگاه ساختى و همسايه بدى هستى ، اينك اگر مى خواهى كسى را همراه تو براى تحقيق بفرستيم ، اگر دروغگو باشى آزارت خواهيم داد و اگر راستگو باشى تو را خوش نخواهيم داشت و اگر ما را به حال خود رها كنى ، رهايت مى كنيم . گفت : اى امير تو را به حال خود رها مى كنم . گفت : برگرد و پى كارت برو.
نظير اين داستان از عبدالملك هم نقل شده است كه كسى از او خواست در خلوت با او سخن بگويد. عبدالملك به همنشينان خود گفت : اگر مناسب مى دانيد بيرون برويد و آنان بيرون رفتند و همين كه آن مرد آماده سخن گفتن شد، عبدالملك به او گفت : نخست آنچه را مى گويم گوش كن ، برحذر باش كه مرا ستايش نكنى كه من از تو به خويشتن آشناترم ، و اگر مى خواهى مرا تكذيب كنى كه براى كسى كه او را تكذيب مى كنند، راءيى نيست و اگر مى خواهى درباره كسى سخن چينى كنى ، من سخن چينى را دوست نمى دارم . آن مرد گفت : آيا اميرالمؤ منين اجازه بازگشت مى دهد؟ گفت : هرگاه مى خواهى برو. يكى از شاعران چنين سروده است : به جان خودت كه دشمن امير او را دشنام نداده است ، بلكه آن كس كه آن خبر را به امير مى رساند او را دشنام داده است .
ابن ابى الحديد در شرح اين جمله كه اميرالمؤ منين فرموده است : همانا كه بخل و ترس و آزمندى گرچه خوى هاى مختلفى است ولى در سوءظن داشتن نسبت به خدا هر سه مشترك هستند، مى گويد: سخنى پرارزش و فراتر از سخن همه حكيمان است .
مى فرمايد اين سه خوى و خصلت داراى فصل مشتركى است كه سوءظن نسبت به خداوند است ، زيرا شخص ترسو با خود مى گويد اگر جلو بروم و اقدام كنم ، كشته مى شوم ، و بخيل مى گويد اگر خرج كنم و ببخشم ، فقير مى شوم ، و آزمند مى گويد اگر كوشش و جديت نكنم آنچه را كه مى خواهم به آن برسم ، از دست مى دهم ، و بازگشت اين امور و ريشه آن در بدگمانى نسبت به خداوند است كه اگر آدمى نسبت به خدا خوش گمان و يقين او راست باشد به خوبى مى داند كه اجل و روزى و توانگرى و نيازمندى همه مقدر است و هيچ يك از آنها بدون قضاى خداوند متعال نخواهد بود.
ضمن شرح جمله همانا بدترين وزيران تو آنانى هستند كه پيش از تو وزير اشرار بوده اند پس از استشهاد به يكى دو آيه قرآن مجيد، داستان تاريخى زير را آورده است : مردى از خوارج را پيش وليد بن عبدالملك آوردند، وليد از او پرسيد درباره حجاج چه مى گويى ؟ گفت : مى خواهى چه بگويم ، مگر جز اين است كه او يكى از خطاهاى تو و شررى از شعله تو است ، خداوند تو را و همراه تو حجاج را لعنت كناد و شروع به دشنام دادن به آن دو كرد. وليد به عمر بن عبدالعزيز نگريست و گفت : درباره اين مرد چه مى گويى ؟ عمر گفت : چه بگويم ، مردى است كه شما را دشنام داده است ، اگر مى خواهيد دشنامش دهيد همان گونه كه به شما دشنام داده است و يا او را عفو كنيد. وليد خشمگين شد و به عمر بن عبدالعزيز گفت : تو را جز خارجى نمى پندارم .
عمر بن عبدالعزيز گفت : من هم تو را جز ديوانه اى نمى پندارم و برخاست و خشمگين بيرون رفت . خالد بن ريان سالار شرطه وليد، خود را به عمر بن عبدالعزيز رساند و گفت : چه چيزى تو را واداشت كه با اميرمؤ منان اين گونه سخن بگويى ؟ من دسته شمشيرم را در دست داشتم و منتظر بودم چه هنگامى فرمان به زدن گردنت مى دهد. عمر گفت : بر فرض كه به تو فرمان مى داد آن را انجام مى دادى ؟ گفت : آرى .
چون عمر بن عبدالعزيز به خلافت رسيد، خالد بن ريان در حالى كه شمشير خود را حمايل كرده بود آمد و بالاسر او ايستاد. عمر به او نگريست و گفت : اى خالد شمشيرت را كنار بگذار كه تو در هر فرمانى كه ما بدهيم فرمان بردارى . مقابل عمر دبيرى نشسته بود كه دبيرى وليد را هم عهده دار بود، به او هم گفت : قلمت را بر زمين بگذار كه با آن هم سود مى رسانى و هم زيان ، بارخدايا من اين دو را فرو نهادم آنان را به رفعت مرسان و به خدا سوگند خالد و آن دبير از آن پس تا هنگامى كه مردند، فرومايه و زبون بودند.
غزالى در كتاب احياء علوم الدين مى نويسد: همين كه زهرى به درگاه خليفه پيوست و با قدرتمندان درآميخت يكى از برادران دينى او برايش چنين نوشت :
اى ابابكر، خداوند ما و تو را از فتنه ها به سلامت دارد، تو گرفتار حالتى شده اى كه براى هر كس كه تو را مى شناسد، شايسته است براى تو دعا كند و بر تو رحمت آورد. كه تو پيرى سالخورده شده اى نعمتهاى خداوند نسبت به تو از آنچه از كتاب خود به تو فهمانده و از سنت پيامبرش آموزش داده ، بسيار سنگين است و بار گرانى بر دوش توست . خداوند از علما اين چنين عهد و پيمان نگرفته بلكه فرموده است : براى آنكه آن را بر مردم روشن سازيد و پوشيده مداريدش ، و بدان ساده ترين كارى كه مرتكب شده اى و سبك ترين گناهى كه بر دوش كشيده اى ، اين است كه انيس تنهايى ستمگران شده اى و با نزديك شدن به كسى كه حق را انجام نمى دهد، راه گمراهى را آسان پيموده اى .
ستمگران با نزديك ساختن تو به خودشان باطلى را رها نكرده اند، بلكه تو را به صورت محورى درآورده اند كه سنگ آسياب ستم ايشان بر گرد تو مى گردد و تو را پلى قرار داده اند كه براى رسيدن به گناه خود از آن مى گذرند و نردبانى براى وصول به گمراهى خويش گرفته اند. وانگهى در پناه نام تو در دل عالمان شك مى افكنند و دلهاى نادانان را در پى خود مى كشند، آنچه كه براى تو آباد كرده اند در قبال آنكه دين و حال خوش تو را به تباهى داده اند، چه بسيار چيزها كه از تو بهره بردارى كرده اند و در امان نيستى كه از آن گروه باشى كه خداوند درباره شان فرموده است : پس از ايشان گروهى جانشين آنان شدند كه نماز را تباه ساختند و از شهوتها پيروى كردند و به زودى به گمراهى خواهند افتاد. اى ابابكر تو با كسى معامله مى كنى كه نادان نيست و فرشته اى بر تو موكل است كه غافل نمى ماند، دين خود را كه دردمند شده است ، مداوا كن و زاد و توشه خويش را فراهم ساز كه سفرى دور و دراز در پيش است و هيچ چيز بر خدا در زمين و آسمان پوشيده نمى ماند، والسلام .
ضمن شرح اين جمله ثم رضهم على الا يطروك ، و سپس ايشان را چنان تربيت كن كه تو را تملق نگويند و در حضورت ستايش نكنند، چنين آورده است :
در خبر آمده است : بر چهره ستايشگران چاپلوس خاك بپاشيد.
مردى در حضور على عليه السلام او را ستود و فراوان مدح كرد، آن مرد در نظر على به نفاق متهم بود. به او فرمود: من فروتر از آن هستم كه گفتى و فراتر از آنم كه در دل دارى .
به روز بيعت با عمر بن عبدالعزيز، خالد بن عبدالله قسرى برخاست و گفت : اى اميرالمؤ منين خلافت هر كس را آراسته باشد، تو خلافت را آراسته اى و هر كس را به شرف رسانده باشد، اينك تو خلافت را به شرف رساندى ، تو همان گونه اى كه شاعر گفته است :
و اذالدر زان حسن وجوه
كان للدر حسن وجهك زينا
عمر بن عبدالعزيز گفت : به اين دوست شما سخنورى ارزانى شده و از خرد محروم شده است و فرمان داد بنشيند.
ضمن شرح اين جمله ثم الصق بذوى المروآت و الا حساب …، آن گاه به كسانى توجه كن كه از خاندانهاى بامروت و والاگهرند.، ابن ابى الحديد نامه اى را كه اسكندر به ارسطو نوشته است و پاسخ ارسطو را به او نقل كرده چنين گفته است :
و شايسته است در اين مورد پاسخى را كه ارسطو براى اسكندر در باب محافظت و نگهدارى افراد خانواده دار و والاتبار نوشته و پيشنهاد كرده است كه آنان را به رياست و اميرى ويژه دارد و از آنان به مردم عامه و سفلگان مراجعت نكند، بياوريم كه تاءييدى در مورد سخن اميرالمؤ منين على عليه السلام و وصيت اوست .
چون اسكندر ايران شهر را كه همان عراق و كشور خسروان است ، گشود و داراى پسر دارا را كشت ، براى ارسطو كه در يونان بود چنين نوشت :
اى حكيم ! از ما بر تو سلام باد و سپس هر چند گردش افلاك و علتهاى آسمانى چندان ما را در كارها كامياب كرده است كه مردم مسخر فرمان ما شده اند ولى به سبب نياز ما به حكمت و دانش تو، اينك آن را بهتر احساس مى كنيم ، ما منكر فضل تو نيستيم و اقرار به منزلت تو داريم و در مشورت با تو و اقتداء به انديشه تو و اعتماد به امر و نهى تو احساس آرامش مى كنيم كه مزه آن نعمت را چشيده ايم و بركت آن را آزموده ايم . آن چنان كه به سبب گوارابودن آن در نظر ما و رسوخ آن در ذهن و خرد ما، پند و اندرز تو براى ما همچون غذا شده است و همواره بر آن اعتماد مى كنيم و رشته فكر خود را با آن مدد مى دهيم ، همچون جويبارها كه از بارش باران درياها مدد مى گيرد و همان گونه كه شاخه ها بر تنه و ريشه درخت متكى است و چون نيروگرفتن انديشه هاى پسنديده از يكديگر است .
و همانا چندان فتح و ظفر و پيروزى براى ما صورت گرفته است و چندان دشمن را درمانده ساخته ايم كه گفتار از وصف آن ناتوان است و زبان آن كس كه نعمت به او ارزانى شده است ، از سپاس كوتاه است و فرو ماند. از جمله اين فتوح آن است كه از سرزمينهاى سوريه و جزيره گذشتيم و به بابل و سرزمين پارس رسيديم و همين كه نزديك آن ديار و مردمش بوديم چيزى نگذشت كه تنى چند از پارسيان سر پادشاه خود را براى من هديه آوردند، به اميد آنكه در پيشگاه ما به حظ و بهره اى رسند. ما به سبب بى وفايى و كمى رعايت حرمت و بدرفتارى ايشان فرمان داديم آنان را بر دار آويختند.
سپس دستور داديم و همه شاهزادگان و آزادگان و افراد شريف را جمع كردند. مردانى ديدم تنومند و سخت باخرد كه انديشه و ذهن و ايشان آماده و وضع ظاهر و سخن آنان پسنديده بود و سخن و انديشه شان دليل بر دليرى و نيرومندى آنان بود و چنين به نظر مى رسيد كه اگر قضاى خداوند ما را بر ايشان پيروز نمى كرد و غلبه نمى داد، راهى براى پيروزشدن ما بر آنان وجود نداشت و ممكن نبود كه تسليم شوند. ما اين كار را دور از خرد و مصلحت نمى بينيم كه بن و ريشه همه آنان را قطع كنيم و آنان را به گذشتگان ايشان ملحق سازيم تا بدين گونه دل از گناهان و فتنه انگيزيهاى ايشان در امان قرار گيرد ولى چنين مصلحت ديديم كه در اعمال اين نظريه در مورد كشتن ايشان بدون مشورت با تو شتاب نكنيم ، بنابراين در اين باره كه راءى تو را خواسته ايم ، نظر خود را پس از بررسى صحت آن و سنجيدن آن با انديشه روشن خود، براى ما گزارش كن و سلام اهل سلام بر ما و بر تو باد.
ارسطو براى اسكندر چنين نوشت :
براى شاه شاهان و بزرگ بزرگان ، اسكندر در پيروزى بر دشمنان تاءييد شده است و چيرگى بر پادشاهان به او هديه داه مى شود، از كوچكترين بندگان و كمترين بردگانش ارسطو طاليس كه اقراركننده به سجده است و تواضع در سلام و اعتراف به فرمان بردارى دارد…
همانا براى هر سرزمين به ناچار بخشى از فضايل موجود است و سهم سرزمين فارس دليرى و نيرومندى است و اگر تو اشراف ايشان را بكشى ، افراد فرومايه را به جاى ايشان جايگزين مى كنى و منازل بر كشيدگان را به سفلگان ارزانى مى دارى و اشخاص بى ارزش و پست را به مراتب اشخاص گرانقدر چيره مى سازى ، و پادشاهان هرگز به بلايى سخت تر از اين گرفتار نمى شوند كه سفلگان بر كشور چيره و اشخاص بى آبرو عهده دار كارها شوند كه از هر چيز براى خوارى پادشاهى آنان خطرناك تر است . بنابراين به تمام معنى از اين كار برحذر باش و مبادا براى فرومايگان امكان چيرگى را فراهم آورى كه اگر از اين پس كسى از آنان بر لشكر و مردم سرزمين تو خروج كند آن چنان ايشان را فرو خواهد گرفت كه هيچ روش پسنديده اى باقى نخواهد ماند.
از اين انديشه به انديشه ديگر برگرد و به همان آزادگان و بزرگان اعتماد كن و كشورشان را ميان ايشان تقسيم كن و هر كس را كه به هر ناحيه ، هر چند كوچك باشد، مى گمارى عنوان پادشاهى بده و بر سرش تاج شاهى بگذار، زيرا بر هر كس نام پادشاه نهاده شود و تاج بر سر نهد، به نام و تاج خود چنان مى بالد كه حاضر براى فروتنى در قبال كس ديگرى نيست و هر يك از آن پادشاهان گرفتار مسائل ميان خود و همسايه اش مى شود كه چگونه پادشاهى خود را حفظ كند و به فراوانى مال و سپاه خود سرگرم مى شود و بدين گونه آنان كينه هاى خود را نسبت به تو و خونهايى را كه برعهده تو داشته اند، فراموش مى كنند و جنگ و ستيز ايشان به جاى آنكه متوجه تو باشد ميان خودشان خواهد بود و خشم ايشان نسبت به تو مبدل به خشم آنان از خودشان مى شود، و هر چه بصيرت ايشان افزون شود براى تو، روبه راه تر مى شوند اگر بر ايشان نزديك شوى به تو نزديك مى شوند و اگر از ايشان دورى جويى هر يك مى خواهد به نام تو عزت و قدرت يابد تا آنجا كه ممكن است يكى از ايشان به نام تو بر ديگرى بشورد و او را با لشكر تو بترساند و به اين گونه كارها سرگرم خود خواهند بود و به تو نمى پردازند و موجب ايمنى خاطر است كه پس از بيرون آمدن تو كارهاى نو پديد نياوردند، هر چند كه به روزگار امانى نيست و به گردش دهر اعتمادى نه .
و چون مايه افتخار و حق واجب بود كه پاسخ آنچه را كه پادشاه از من پرسيده است بدهم ، اينك آن را كه محض نصيحت است عرضه داشتم هر چند كه پادشاه خود داراى بينش برتر و روش استوارتر و انديشه فراتر است و در آنچه به لطف از من يارى خواسته و مرا مكلف به روشن كردن آن و رايزنى فرموده است خود داراى همتى بيشتر است ، كه شاه همواره در شناخت بهره نعمتها و نتيجه پسنديده كارها و استوارساختن پادشاهى و آسايش حال و درك آرزوها داراى قدرتى فراتر از حد قدرت بشر است . و درودى بى پايان كه آن را حد و نهايتى نباشد بر شاه باد.
گويند اسكندر به راءى ارسطو عمل كرد و شاهزادگان و بزرگ زادگان ايرانى را بر نواحى ايرانشهر به جانشينى خود گماشت و ايشان همان طبقه ملوك الطوايف هستند كه پس از او بر جاى بودند و كشور ميان ايشان بخش شده بود تا آنكه اردشير بابكان آمد و پادشاهى را از دست ايشان بيرون كشيد.
در شرح فصلى از اين عهدنامه كه در مورد گزينش قاضى است ، ابن ابى الحديد پس از شرح لغات و اصطلاحات و اشاره به اينكه اين گفتار على عليه السلام كه فرموده است :
همانا كه اين دين اسير بود، در مورد قاضيان و حاكمان عثمان است كه در حكومت او به حق قضاوت نمى كردند بلكه در طلب دنيا و به هواى نفس قضاوت مى كرده اند و حال آنكه اصحاب معتزلى ما مى گويند خداوند عثمان را بيامرزاد كه مردى ضعيف بود، خويشاوندانش بر او چيره شدند و كارها را بدون اطلاع او انجام مى دادند! و گناه ايشان بر خودشان است و عثمان از آنان برى است ؛ فصلى لطيف و آميخته به طنز درباره قضاوت و آنچه بر ايشان لازم است و ذكر برخى از كارهاى نادر ايشان آورده است كه به ترجمه گزينه هايى از آن بسنده مى شود.
در حديث مرفوع آمده است كه قاضى در حالى كه خشمگين است نبايد قضاوت كند، همچنين در حديث مرفوع آمده است كه هر كس گرفتار قضاوت ميان مسلمانان مى شود بايد در نگريستن و اشاره كردن و نشست و برخاست خود ميان ايشان به عدالت رفتار كند.
ابن شهاب زهرى پيش وليد يا سليمان رفت . او پرسيد: اى پسر شهاب ! اين چيست كه مردم شام آن را روايت مى كنند؟ زهرى گفت : اى اميرالمؤ منين چه حديثى ؟ گفت : آنان روايت مى كنند كه هرگاه خداوند بنده اى را به شبانى رعيت مى گمارد، حسنات را براى او مى نويسد و سيئات را نمى نويسد. گفت : اى اميرالمؤ منين دروغ گفته اند، پيامبر به خدا نزديكتر است يا خليفه ؟ گفت : بدون ترديد پيامبر.
ابن شهاب گفت : خداوند متعال در آيه بيست و ششم از سوره ص به پيامبر خود داود چنين مى فرمايد: اى داود، ما تو را در زمين خليفه قرار داديم ، پس ميان مردم به حق حكم كن و از هواى نفس پيروى مكن كه تو را از خدا گمراه كند، كسانى كه از راه خدا گمراه شوند براى آنان عذابى سخت است . سليمان گفت : همانا مردم ، ما را از دين خودمان فريب مى دهند.
ابن ارطاه خواست بكر بن عبدالله عدوى عهده دار قضاوت شود. بكر گفت : به خدا سوگند من قضاوت را نيكو نمى دانم ، اگر در اين سخن خود راستگو باشم ، براى تو روا نيست كسى را كه قضاوت را نيكو نمى داند به قضاوت بگمارى و اگر دروغگو باشم ، فاسق هستم و به خدا سوگند روا نيست كه فاسق را به قضاوت بگمارى .
ابن شهاب زهرى گفته است سه چيز است كه چون در قاضى باشد، قاضى نيست ، اينكه نكوهش را خوش نداشته باشد و ستايش را خوش داشته باشد و از عزل خود بترسد.
محارب بن زياد به اعمش گفت : عهده دار قضاوت شدم افرا خانواده ام گريستند و چون بركنار شدم باز هم گريستند و نمى دانم به چه سبب بود؟ گفت : از اين روى بود كه چون قاضى شدى ، آن را خوش نمى داشتى و از آن بى تابى مى كردى و اهل تو به سبب بى تابى تو گريستند و چون بركنار شدى ، بركنارى را خوش نداشتى و از آن بى تابى كردى و باز هم اهل تو به سبب بى تابى تو گريستند. گفت : راست گفتى .
گروهى را براى گواهى دادن در مورد نخلستانى پيش ابن شبرمه قاضى آوردند.آنان كه به ظاهر عادل هم بودند، شهادت دادند. ابن شبرمه آنان را امتحان كرد و گفت : در اين نخلستان چند نخل خرماست ؟ گفتند: نمى دانيم . شهادت آنان را رد كرد. يكى از آنان به او گفت : اى قاضى ! سى سال است در اين مسجد قضاوت مى كنى به ما بگو در اين مسجد چند ستون است ؟ قاضى سكوت كرد و گواهى ايشان را پذيرفت .
مردى ، كنيزى را كه از مردى خريده بود، مى خواست به سبب حماقت كنيز پس دهد، كارشان به مرافعه پيش اياس بن معاويه كشيد. اياس از آن كنيز پرسيد كدام پاى تو درازتر است ؟ گفت : اين يكى . اياس پرسيد آيا شبى را كه مادرت تو را زاييد به ياد دارى ؟ گفت : آرى . اياس گفت : حتما پس بده ، پس بده .
و در خبر مرفوع از روايت عبدالله بن عمر آمده است كه امتى كه ميان ايشان به حق قضاوت نشود، مقدس و پاك نخواهد بود.، و باز در حديث مرفوع از روايت ابوهريره آمده است هيچ كس نيست كه ميان مردم حكم دهد مگر اينكه روز قيامت او را در حالى مى آورند كه دستهايش بر گردنش بسته است ، دادگرى او را مى گشايد و ستم او را به همان حال رها مى كند.
مردى از على عليه السلام پيش عمر داورى آورد. على در حضور عمر نشسته بود، عمر به او نگريست و گفت : اى اباالحسن برخيز و كنار مدعى خود بنشين . برخاست و كنار مدعى نشست ، و دلايل خود را عرضه كردند. آن مرد برگشت و على عليه السلام هم به جاى خود برگشت . عمر متوجه تغيير در چهره على شد و گفت : اى اباالحسن چرا تو را مغير مى بينم مگر چيزى از آنچه صورت گرفت خوش نداشتى ؟ گفت : آرى عمر پرسيد چه چيز را؟ گفت : در حضور مدعى مرا احترام كردى و با كنيه ام خواندى ، اى كاش مى گفتى اى على برخيز و كنار مدعى خود بنشين . عمر، على را در آغوش كشيد و شروع به بوسيدن چهره اش كرد و گفت : پدرم فداى شما باد كه خداوند به يارى شما ما را هدايت فرمود و به وسيله شما ما را از ظلمت به نور منتقل كرد.
در بغداد مردى شهره به صلاح و پارسايى به نام رويم بود كه سرانجام عهده دار قضاوت شد. جنيد گفت : هر كس مى خواهد راز خود را به كسى بگويد كه آن را فاش نكند به رويم بگويد كه چهل سال محبت دنيا را نهان داشت تا سرانجام بر آن دست يافت .
ابوذر كه خداى از او خشنود باد مى گويد: پيامبر صلى الله عليه و آله شش روز پياپى به من فرمود آنچه را به تو مى گويم بينديش و عمل كن ، روز هفتم فرمود تو را به ترس از خداوند در نهان و آشكار كارهايت سفارش مى كنم و هرگاه بدى كردى پس از آن به نيكى كن و از هيچ كس چيزى مخواه حتى اگر تازيانه ات بر زمين افتاد خود آن را بردار و عهده دار امانت مشو و اميرى و ولايت مپذير و هيچ يتيمى را كفالت مكن و هرگز ميان دو كس قضاوت و داورى مكن .
ضمن شرح آن بخش از عهدنامه كه درباره خراج است و با اين جمله آغاز مى شود: و تفقد امرالخراج بما يصلح اهله ، و در كار خراج چنان بنگر كه خراج دهندگان را به صلاح مى آورد، ابن ابى الحديد چنين آورده است :
به انوشروان گزارش داده شد كه كارگزار اهواز، خراجى افزون از حد معمول فرستاده است و چه بسا كه اين كار با اجحاف نسبت به رعيت صورت گرفته باشد.
نوشروان نوشت : اين اموال بر هر كس كه از او گرفته شده است ، برگردانده شود كه اگر پادشاه اموال خود را با گرفتن اموال مردم افزايش دهد همچون كسى است كه براى استوارساختن بام خانه خويش از بن خانه و ساختمان خود خاك بردارى كند.
بر انگشترى نوشروان نوشته شده بود: هر جا كه پادشاه ستم ورزد، آبادى نخواهد بود.
عهدنامه شاپور پسر اردشير براى پسرش
در عهدنامه شاپور پسر اردشير براى پسرش سخنانى ديدم كه شبيه سخن اميرالمؤ منين على عليه السلام در اين عهدنامه است و آن اين سخنان شاپور است :
بدان كه پايدارى فرمانروايى تو به پيوستگى درآمد خراج است و آن فراهم نشود جز به آبادى سرزمينها و رسيدن به كمال هدف ، در اين راه نيكوداشتن احوال خراج گزاران با دادگرى ميان ايشان و يارى دادن آنان است كه پاره اى از كارها سبب پاره اى ديگر از كارهاست و عوام مردم ساز و برگ خواص اند و هر صنف را به صنف نياز است . براى كار خراج ، بهترين دبيرى را كه ممكن باشد، برگزين و بايد كه اهل بينش و پاكدامنى و كفايت باشند، و با هر يك از آنان ، مردى ديگر بفرست كه بر او يارى رساند و زودتر آسوده شدن از جمع كردن خراج را ممكن سازد و اگر آگاه شدى كه يكى از ايشان خيانت و ستمى كرده است ، او را عقوبت و در عقوبت او مبالغه كن .
برحذر باش كه بر سرزمينى پرخراج ، كسى جز مرد بلندآوازه بزرگ منزلت را نگمارى و هيچ يك از فرماندهان سپاه خود را كه آماده جنگ و سپر در قبال دشمنان هستند، بر كار خراج مگمار كه شايد گرفتار خيانت يكى از ايشان يا تباه ساختن كار ولايت از سوى او شوى و در اين حال اگر آن مال را بر او ببخشى و از تبهكارى او چشم بپوشى مايه هلاك و زيان تو و رعيت مى شود و انگيزه تباهى ديگرى مى گردد و اگر او را مكافات كنى ، تباهش كرده اى و سينه اش را تنگ ساخته اى و اين كار از دورانديشى به دور و اقدام بر آن نكوهيده است ، در عين حال كه كوتاهى در اين باره هم ناتوانى است .
و بدان كه برخى از خراج دهندگان پاره اى از زمين و ملك خود را به اختيار برخى از ويژگان و اطرافيان شاه مى نهد و اين كار به دو منظور صورت مى گيرد كه براى تو شايسته است آن هر دو منظور را خوش نداشته باشى ، يا براى جلوگيرى از ستم عاملان خراج و ظلم واليان است كه اين نمودار بدرفتارى عاملان و ناتوانى پادشاه در امورى است كه زير فرمان اوست ، يا براى خوددارى از پرداخت آنچه بر ايشان واجب است صورت مى گيرد و اين كارى است كه با آن آداب رعيت تباهى و اموال پادشاه نقصان مى پذيرد، از اين كار برحذر باش و هر دو را عقوبت فرماى ، چه آن كس را كه مال خود را در اختيار نهاده است چه آن را كه پذيرفته است .
ابن ابى الحديد ضمن شرح اين جمله كه فرموده است : ثم انظر فى حال كتابك ، و سپس در احوال دبيران خود بنگرمطالبى اجتماعى درباره مصاحبان شاه و آداب دبيرى و پند و اندرز وزيران گذشته آورده است كه براى نمونه به ترجمه يكى دو مورد بسنده مى شود. گفته شده است همان گونه كه دليرترين مردان نيازمند به سلاح است و تيزروترين اسبها تازيانه و تيزترين تيغها نيازمند سوهان دندانه دار است ، خردمند و دورانديش ترين پادشاهان نيز نيازمند وزير صالح اند.
و گفته مى شده است ، صلاح دنيا به صلاح پادشاهان و صلاح پادشاهان به صلاح وزيران وابسته است و همان گونه كه براى پادشاهى ، كسى جز مستحق پادشاهى ، شايسته نيست . همان گونه وزارت هم به صلاح نمى انجامد جز به كسى كه سزاوار وزارت باشد.
و گفته اند، مثل پادشاه شايسته و نيكوكار كه وزيرش فاسد باشد، همچون آب صاف شيرينى است كه در آن تمساح وجود داشته باشد، كه آدمى هر چند شناگر و تشنه و دل بسته به آن آب باشد از بيم جان خود نمى تواند در آن آب درآيد.
شارح ضمن شرح وظايف حاكم نسبت به طبقات ضعيف جامعه كه با اين عبارت آغاز مى شود: الله الله فى الطبقة السفلى، خدا را خدا را، در مورد طبقه پايين ، چنين آورده است :
يكى از خسروان به تن خويش به دادرسى مى نشست و به كسى جز خود اعتماد نمى كرد و به جايى مى نشست كه صداى دادخواه را بشنود و چون مى شنيد او را بار مى داد. قضا را گرفتار كرى و ناشنوايى شد. منادى او ندا داد كه اى مردم پادشاه مى گويد اگر من گرفتار ناشنوايى در گوش خود شده ام ، گرفتار نابينايى در چشم خويش نيستم از اين پس هر دادخواه جامه سرخ بپوشد، و شاه در جايى مى نشست كه بر آنان اشراف داشته باشد. براى اميرالمؤ منين على عليه السلام حجره اى بود كه آن را خانه قصه ها نام نهاده بود، مردم رقعه هاى خود را در آن خانه مى انداختند، واثق عباسى از خليفگان بنى عباس هم همين گونه رفتار مى كرد.
ضمن شرح اين جمله كه فرموده است : فلا تطولن احتجابك عن رعيتك ، فراوان خود را از رعيت خويش در پرده قرار مده .، فصلى درباره حجاب و پرده دارى و اخبار و اشعارى كه در اين باره آمده ، آورده است كه به ترجمه گزينه هايى از آن بسنده مى شود.
گروهى از اشراف كه از جمله ايشان سهيل بن عمرو و عيينة بن حصن و اقرع بن حابس بودند، بر در خانه عمر آمدند. آنان را نپذيرفتند، پس از مدتى حاجب بيرون آمد و گفت : عمار و سلمان و صهيب كجايند؟ و آنان را اجازه ورود به خانه داد. چهره هاى آن گروه اشراف دگرگون و نشانه هاى خشم بر آن آشكار شد، سهيل بن عمرو به آنان گفت : چرا چهره هايتان دگرگون مى شود، آنان و ما را به اسلام فرا خواندند، ايشان پيشى گرفتند و ما تاءخير و درنگ كرديم و اگر امروز بر در خانه عمر بر ايشان رشك مى بريد، فردا در قيامت به ايشان رشك بيشترى خواهيد برد.
معاويه ، ابوالدراء را نپذيرفت ، به او گفتند معاويه روى از تو پنهان داشت و تو را نپذيرفت . گفت : آن كس كه به درگاه پادشاهان آمد و شد كند، گاه زبون و گاه گرامى مى شود و هر كس به درى بسته مصادف شود، كنار آن درى گشوده خواهد يافت كه اگر چيزى بخواهد بر او داده مى شود و اگر دعا كند برآورده مى گردد. اگر معاويه خود را در پرده قرار داد و روى پنهان كرد، پروردگار معاويه روى پنهان نمى دارد.
دو مرد از معاويه اجازه ورود خواستند ابتدا به يكى از ايشان كه منزلت شريف ترى داشت ، اجازه داد و سپس به ديگرى . دومى كه وارد مجلس معاويه شد، جايى فراتر از جاى اولى نشست . معاويه گفت : خداوند ما را ملزم به ادب كردن شما كرده است ، همان گونه كه ملزم به رعايت شماييم ، اينكه ما آن يكى را پيش از تو اجازه ورود داديم ، نمى خواستيم محل نشستن او پايين تر از محل نشستن تو باشد، برخيز كه خداوند براى تو وزنى بر پاى ندارد.
ضمن شرح اين جمله ثم ان للوالى خاصة و بطانة فيهم استئثار و تطاول و قلة انصاف فى معاملة وانگهى والى را ويژگان و نزديكانى است كه در آنان خوى برترى جويى و دست يازى و بى انصافى در معامله وجود دارد. ابن ابى الحديد پس از توضيح پاره اى از لغات و اصطلاحات ، فصلى در مورد سيره و روش عمر بن عبدالعزيز و پاكى او در دوره خلافت آورده است كه هر چند خبرهاى تاريخى كمتر در آن طرح شده است ولى حاوى نكات آموزنده اى است كه به ترجمه گزينه هايى از آن بسنده مى شود.
عمر بن عبدالعزيز اموالى را كه خاندان مروان به ستم از مردم ستانده بودند، به مردم برگرداند. بدين سبب مروانيان او را نكوهش كردند و كينه اش را به دل گرفتند و گفته شده است او را مسموم كرده اند و عمر بن عبدالعزيز از آن درگذشته است .
جويرية بن اسماء، از قول اسماعيل بن ابى حكيم نقل مى كند كه مى گفته است پيش عمر بن عبدالعزيز بوديم ، چون پراكنده شديم منادى او نداى جمع شدن در مسجد داد. به مسجد رفتم ، ديدم عمر بن عبدالعزيز بر منبر است . او نخست حمد و ستايش خدا را بر زبان آورد و سپس گفت : همانا آنان يعنى خليفگان اموى پيش از او عطاهايى به ما داده اند كه نه براى ما گرفتن آن روا بوده است و نه براى آنان بخشيدن آن اموال بر ما جايز بوده است . و من اينك مى بينم كه در آن مورد كسى جز خداوند از من حساب نخواهد خواست و به همين سبب نخست از خودم و سپس خويشاوندان نزديكم شروع مى كنم .
اى مزاحم ! بخوان و مزاحم شروع به خواندن نامه هايى كرد كه همگى اسناد اقطاعات در نواحى مختلف بود. آن گاه عمر آن قباله ها را گرفت و با قيچى ريزريز كرد و اين كار تا هنگام اذان ظهر ادامه داشت . فرات بن سائب روايت مى كند كه فاطمه دختر عبدالملك بن مروان كه همسر عمر بن عبدالعزيز بود گوهرى گرانبها داشت كه پدرش به او بخشيده بود و هيچ كس را چنان گوهرى نبود. چون عمر بن عبدالعزيز به حكومت رسيد به او گفت : يكى از اين دو پيشنهاد را انتخاب كن يا آن گوهر و زيورهاى خود را به بيت المال مسلمانان برگردان يا به من اجازه بده از تو جدا شوم كه خوش نمى دارم من و تو و آن گوهر و زيور در يك خانه جمع باشيم . فاطمه گفت : من تو را انتخاب مى كنم و نه تنها بر آن گوهر بلكه اگر چند برابر آن هم از من بود، و دستور داد آن گوهر را به بيت المال برگردانند. چون عمر مرد و يزيد بن عبدالملك خليفه شد به خواهرش فاطمه گفت : اگر مى خواهى آن را به تو برگردانم ؟ گفت : هرگز نمى خواهم كه من به هنگام زندگى عمر بن عبدالعزيز با ميل از آن گذشت كرده ام ، اينك پس از مرگ او آنها را پس بگيرم ! نه به خدا سوگند يزيد بن عبدالملك كه چنين ديد آنها را ميان فرزندان و زنان خويش تقسيم كرد.
سهيل بن يحيى مروزى ، از پدرش ، از عبدالعزيز نقل مى كند كه مى گفته است همين كه جسد سليمان را به خاك سپردند، عمر بن عبدالعزيز به منبر رفت و گفت : اى مردم من بيعت شما را از گردن خود برداشتم . مردم يك صدا فرياد برآوردند كه ما تو را برگزيده ايم ، عمر بن عبدالعزيز به خانه اش رفت و فرمان داد پرده ها و فرشهاى گرانبهايى را كه براى خليفگان گسترده مى شد، جمع كردند و به بيت المال بردند. آن گاه منادى او بيرون آمد و گفت هر كس از دور و نزديك كه فريادخواهى و دادرسى از اميرالمؤ منين دارد بيايد. مردى از اهل ذمه حمض كه همه موهاى سر و ريش او سپيد بود، برخاست و گفت : اى اميرمؤ منان ! از تو مى خواهم به حكم كتاب خدا حكم كنى .
عمر بن عبدالعزيز پرسيد كار تو چيست و چه مى خواهى ؟ گفت : عباس بن وليد بن عبدالملك ، ملك را غصب كرده است ، عباس نشسته بود. عمر بن عبدالعزيز به او گفت : اى عباس چه مى گويى ؟ گفت : اميرالمؤ منين وليد آن را به من بخشيده و در اين قباله نوشته است .
عمر بن عبدالعزيز به آن مرد ذمى گفت : تو چه مى گويى ؟ گفت : اى اميرالمؤ منين از تو مى خواهم حكم كتاب خدا را رعايت كنى . عمر گفت : آرى به جان خودم سوگند كتاب خدا سزاوارتر براى پيروى از كتاب وليد است ، اى عباس ملك او را برگردان . و عمر بن عبدالعزيز هيچ مظلمه اى را در دست اهل بيت خود باقى نگذاشت و يكى يكى پس داد.
ابن درستويه از يعقوب بن سفيان از جويرية بن اسماء نقل مى كند كه مى گفته است : پيش از آن كه عمر بن عبدالعزيز به خلافت برسد، ملك آباد و معروف سهله در منطقه يمامه در اختيارش بود كه ملكى بسيار بزرگ و غلات بسيار داشت و زندگى عمر بن عبدالعزيز و خانواده اش درآمد آن اداره مى شد. همين كه عمر بن عبدالعزيز به حكومت رسيد به وابسته خود مزاحم كه مرد فاضلى بود گفت : تصميم گرفته ام سهله را به بيت المال مسلمانان برگردانم .
مزاحم گفت : آيا مى دانى شمار فرزندان تو چند است ؟ آنان اين همه اند. گويد: چشمهاى عمر بن عبدالعزيز به اشك نشست و اشك سرازير شد و با انگشت ميانه خود اشكهايش را پاك كرد و مى گفت : آنان را به خدا مى سپارم و به او وامى گذارم . مزاحم از پيش عمر نزد عبدالملك پسر عمر بن عبدالعزيز رفت و گفت : آيا مى دانى پدرت چه تصميمى گرفته است ؟ او مى خواهد سهله را به بيت المال مسلمانان برگرداند. عبدالملك گفت : تو به او چه گفتى ؟ گفت : شمار فرزندانش را يادآور شدم و او شروع به گريستن كرد و گفت آنان را به خدا وامى گذارم . عبدالملك گفت : از لحاظ دينى چه بدوزيرى هستى . آن گاه از جاى برخاست و به درگاه پدر آمد و به حاجب گفت : براى او اجازه بخواهد. حاجب گفت : او هم اكنون براى خواب نيمروزى سر بر بالش نهاده است . عبدالملك گفت : براى من از او اجازه بخواه . گفت : آيا بر او رحم نمى كنيد، در همه ساعات شبانه روز جز همين ساعت براى استراحت ندارد، عبدالملك با صداى بلند گفت : اى بى مادر براى من اجازه ورود بگير. عمر بن عبدالعزيز گفتگوى آنان را شنيد و گفت : به عبدالملك اجازه ورود بده . همين كه عبدالملك وارد شد گفت : پدر چه تصميمى گرفته اى ؟ گفت : مى خواهم سهله را به بيت المال مسلمانان برگردانم .
عبدالملك گفت : تاءخير مكن و هم اكنون برخيز. عمر دست به سوى آسمان برافراشت و گفت : سپاس خداوندى را كه ميان فرزندانم كسى را قرار داده است كه مرا در كار دينم يارى دهد. سپس گفت : آرى پسرجان ، نماز ظهر كه بگزارم به منبر مى روم و آشكارا و در حضور مردم آن را برمى گردانم . عبدالملك گفت : چه كسى ضامن آن است كه تا ظهر زنده بمانى وانگهى چه كسى ضامن آن است كه بر فرض تا ظهر زنده بمانى ، نيت تو دگرگون نشود. عمر بن عبدالعزيز همان دم برخاست و بر منبر رفت و براى مردم خطبه خواند و سهله را برگرداند.
گويد: چون عمر بن عبدالعزيز بنى مروان را به برگرداندن مظالم واداشت ، عمر بن وليد بن عبدالملك براى او نامه اى با لحن درشت نوشت كه برخى از آن چنين بود:
همانا تو بر خليفه هاى پيش از خود عيب مى گيرى و به سبب كينه با آنان و دشمنى نسبت به فرزندان ايشان ، به روشى غير از روش ايشان كار مى كنى و پيوند خويشاوندى را كه خداوند فرمان به پيوستگى آن داده است ، بريدى و به اموال و ميراثهاى قريش دست يازيدى و با زور و ستم آن را در زمره اموال بيت المال درآوردى . اى پسر عبدالعزيز از خدا بترس و مراقب باش كه اهل بيت خود را به ظلم و ستم كردن بر ايشان ويژه كردى ، آرى سوگند به خدايى كه محمد صلى الله عليه و آله را به آن همه خصايص مخصوص فرموده است با اين ولايت خود كه از نخست هم آن را براى خود مايه گرفتارى مى دانستى ، از خداوند دورتر شدى ، از پاره اى كارهاى خود دست كوتاه كن و بدان كه در ديدگاه و اختيار پروردگار نيرومند درهم شكننده هستى و هرگز تو را بر اين كارها كه در آن هستى ، رها نمى فرمايد.
گويند: عمر بن عبدالعزيز پاسخ او را چنين نوشت :
اما بعد، نامه ات را خواندم و هم اكنون پاسخت را همان گونه مى دهم . اى پسر وليد، آغاز كارت چنين بود كه مادرت نباته كنيزى از قبيله سكون يمن بود كه در بازارهاى حمص مى گشت و به دكانها سر مى زد و خداوند به كار او داناتر است ، سرانجام او را ذبيان بن ذبيان در زمره غنايم مسلمانان خريد و به پدرت هديه داد كه به تو باردار شد، چه حامل و محمول نكوهيده اى ، و هنگامى كه پرورش يافتى ستمگرى ستيزگر بودى و اينك مى پندارى كه من از ستمگرانم زيرا تو را و خاندانت را از غنايم خداوند كه حق خويشاوندان نزديك پيامبر و بينوايان و بيوه زنان است ، محروم ساخته ام ، و حال آنكه ستمگرتر و رهاكننده تر پيمان خداوند كسى است كه تو را در كودكى و سفلگى به فرماندهى لشكر مسلمانان گماشت كه ميان ايشان به راءى خود حكومت كنى و در اين كار انگيزه اى جز دوستى پدر نسبت به فرزندش وجود نداشت .
اى واى بر تو و واى بر پدرت كه روز قيامت دشمنان شما چه بسيارند، و ستمگرتر و بى وفاتر به پيمان خدا از من آن كسى است كه حجاج بن يوسف را بر دوپنجم اعراب حكومت داد تا خونهاى حرام را بريزد و به حرام اموال را بگيرد، و ستمگرتر و پيمان شكننده تر از من نسبت به عهد خداوند كسى است كه قرة بن شريك را كه عربى صحرانشين و بى ادب بود بر مصر گماشت و به او در مورد موسيقى و باده نوشى و لهو و لعب اجازه داد، و باز ستمگرتر و پيمان شكن تر از من كسى است كه عثمان بن حيان را بر حجاز حاكم ساخت كه بر منبر رسول خدا شعرخوانى كند و كسى است كه براى عاليه همان زن بربرى سهمى از خمس قرار داد. بنابراين اى پسر نباته آرام باش و اگر اين كار بزرگ برگرداندن غنايم به اهل آن صورت بگيرد و آسوده شوم ، به تو و افراد خانواده ات بيشتر خواهم پرداخت و شما را به شاهراه برمى گردانم كه مدتى دراز است حق را رها كرده و كوره راهها را مى پيماييد.
آنچه كه از اين مهمتر است و اميدوارم آن را عمل كنم ، فروختن تو به بردگى است و تقسيم كردن بهاى تو ميان بينوايان و يتيمان و بيوه زنان كه هر يك از ايشان را بر تو حقى است و سلام بر ما، و سلام خدا هرگز به ستمگران نرسد.
اوزاعى روايت مى كند و مى گويد: هنگامى كه عمر بن عبدالعزيز مستمرى هاى ويژه اى را كه خليفگان پيش از او براى افراد خاندانش مقرر داشته بودند قطع كرد، عنبسة بن سعيد در اين باره با او سخن گفت و اظهار داشت : اى اميرالمؤ منين ما را حق خويشاوندى است . عمر بن عبدالعزيز گفت : اگر اموال شخصى من فراوان شد. از شما خواهد بود، اما در اين اموال عمومى حق شما هم در آن ، همان حق كسى است كه در دورترين نقطه برك الغماد زندگى مى كند و فقط دورى او مانع از آن است كه حق خود را بگيرد. به خدا سوگند معتقدم كه اگر چنان شود كه همه مردم زمين همين نظر شما را در مورد اين اموال پيدا كنند بدون ترديد عذابى نابودكننده از جانب خداوند بر ايشان نازل خواهد شد.
اسماعيل بن ابى حكيم مى گويد: روزى عمر بن عبدالعزيز به حاجب خود گفت : امروز كسى جز مروانيان را به حضور نمى پذيرم . چون مروانيان گرد آمدند، عمر بن عبدالعزيز به آنان گفت : اى بنى مروان به شما شرف و بهره فراوان و اموال بسيار رسيده است و چنين مى پندارم كه نيمى بلكه دوسوم اموال اين امت در دست شماست ، آنان خاموش ماندند. گفت : در اين مورد پاسخ مرا نمى دهيد؟ مردى از ايشان گفت : نظر تو چيست ؟ گفت : مى خواهم آن را از چنگ شما بيرون كشم و به بيت المال مسلمانان برگردانم . مردى ديگر از ايشان گفت : به خدا سوگند اين كار نخواهد شد تا ميان سرها و بدنهاى ما جدايى افتد، و به خدا سوگند ما از گذشتگان خود را تكفير نمى كنيم و فرزندان خود را به فقر نمى اندازيم . عمر بن عبدالعزيز گفت : به خدا سوگند اگر خودتان مرا در اين مورد يارى ندهيد كه حق را به حق دار رسانم ، چهره شما را خوار و زبون خواهم ساخت از حضور من برخيزيد و برويد.
نوفل بن فرات مى گويد: بنى مروان پيش عاتكه دختر مروان بن حكم از عمر بن عبدالعزيز شكايت كردند و گفتند: او بر گذشتگان و پيشينيان ما عيب مى گيرد و اموال ما را از باز مى گيرد. عاتكه كه در نظر مروانيان بزرگ بود، اين موضوع را به عمر بن عبدالعزيز گفت . عمر گفت : عمه جان ، رسول خدا كه درود بر او و خاندانش باد رحلت فرمود و براى مردم جويبارى پرآب و آبشخور باقى گذاشت ، پس از آن حضرت دو مرد عهده دار آن جويبار شدند كه چيزى از آن را ويژه خود و خاندان خود قرار ندادند، سپس شخص سومى عهده دار شد كه از آن رود جدايى كرد و پس از او مردم از آن براى خودجويها جدا كردند تا آنجا كه آن رود بزرگ را به صورت خشك رودى درآوردند كه قطره اى آب در آن باقى نماند. سوگند به خدا كه اگر خدايم باقى گذارد همه اين جويها را خواهم بست تا آب به همان جويبار برگردد. عاتكه گفت : در اين صورت هم نبايد در حضور تو آنان دشنام داده شوند. گفت : چه كسى آنان را دشنام مى دهد، كسى شكايت خود را طرح و گزارش مى كند و من آن را رسيدگى و مالش را به او برمى گردانم .
وهيب بن ورد مى گويد: مروانيان بر در خانه عمر بن عبدالعزيز جمع شدند و به يكى از پسرانش گفتند: به پدرت بگو اجازه ورود به ما بدهد و اگر اجازه نداد، پيامى از ما به او برسان . عمر بن عبدالعزيز به آنان اجازه ورود نداد و گفت : بگو پيام خود را بگويند. آنان گفتند: به پدرت بگو خليفگان پيش از تو قدر و منزلت ما را مى شناختند و به ما عطا مى كردند. و حال آنكه پدرت ما را از آنچه كه در اختيار اوست محروم ساخته است . او پيش پدر برگشت و پيام ايشان را رساند، عمر بن عبدالعزيز گفت : پيش آنان برو و بگو من اگر عصيان پروردگارم كنم از عذاب روز برزگ سخت مى ترسم .
سعيد بن عمار از قول اسماء دختر عبيد نقل مى كند كه مى گفته است : عنبسة بن سعيد بن عاص پيش عمر بن عبدالعزيز آمد و گفت : اى اميرالمؤ منين ، خليفگان پيش از تو عطاهايى به ما مى دادند كه تو آن را از ما برداشته اى و من عائله مندم و آب و زمينى دارم ، اجازه فرماى به آنجا روم و هزينه نان خورهاى خود را به دست آورم . عمر گفت : آرى ، محبوب ترين شما در نظر ما كسى است كه هزينه خود را از ما كفايت كند. عنبسه بيرون رفت همين كه نزديك در رسيد عمر بن عبدالعزيز او را صدا كرد كه اى ابوخالد، ابوخالد برگشت ، عمر به او گفت : از مرگ بسيار ياد كن كه اگر در فقر و گرفتارى باشى ، زندگى را بر تو آسان مى دارد و اگر در فراخى و آسايش باشى ، آن را بر تو اعتدال مى بخشد.
عمر بن على بن مقدم مى گويد: پسرك سليمان بن عبدالملك به مزاحم گفت : مرا با اميرالمؤ منين كارى است ، مزاحم براى او اجازه گرفت و او را به حضور عمر بن عبدالعزيز برد. پسرك گفت : اى اميرالمؤ منين ، چرا زمين مرا گرفته اى ؟ گفت : پناه به خدا كه من زمينى را كه بر طبق مقررات اسلامى از آن كسى باشد بگيرم . پسرك گفت : اين قباله من است و آن را از آستين خود بيرون آورد و عمر آن را خواند و گفت : اصل اين زمين از چه كسى بوده است ؟ گفت : از مسلمانان . عمر بن عبدالعزيز گفت : پس در اين صورت مسلمانان بر آنان سزاوارترند. پسرك گفت : قباله ام را پس بده . عمر گفت : اگر اين قباله را پيش من نياورده بودى آن را مطالبه نمى كردم اما اينك كه آن را پيش من آورده اى ، اجازه نمى دهم كه با آن چيزى را كه از تو نيست مطالبه كنى ، پسرك گريست ، مزاحم با توجه به اينكه سليمان بن عبدالملك ، عمر بن عبدالعزيز را بر برادران خود مقدم داشته بود و او را به خلافت گماشته بود، به عمر بن عبدالعزيز گفت : با پسر سليمان چنين رفتار مى كنى ؟ عمر گفت : اى مزاحم ، واى بر تو، من در مورد او همان محبتى را احساس مى كنم كه نسبت به فرزندان خودم ولى نفس من از انجام دادن چنين كارى خوددارى مى كند.
اوزاعى روايت مى كند و مى گويد: هشام بن عبدالملك و سعيد بن خالد بن عمر بن عثمان بن عفان به عمر بن عبدالعزيز گفتند: اى اميرالمؤ منين ، در مورد كارهاى مربوط به دوره حكومت خود هرگونه مى خواهى رفتار كن ولى نسبت به خليفگانى كه پيش از تو بوده اند و كارهايى به سود و زيان خويش كرده اند، دخالت مكن كه بى نياز از آنى كه به خير و شر آنان كارى داشته باشى . عمر بن عبدالعزيز گفت : شما را به خدايى كه به پيشگاه او برمى گرديد، سوگند مى دهم كه اگر مردى بميرد و فرزندان كوچك و بزرگ از خود باقى بگذارد و بزرگان ، كوچكان را فريب دهند و اموال ايشان را بخورند و فرزندان كوچك به بلوغ شكايت بزرگترها را در مورد اموالشان پيش شما آورند، شما چگونه رفتار مى كنيد؟ گفتند: حقوق آنان را به تمام و كمال بر آنان مى گردانيم .
عمر بن عبدالعزيز گفت : من هم بسيارى از حاكمانى را كه پيش از من بوده اند، چنين ديده ام كه مردم را در پناه قدرت و حكومت خود گول زده اند و اموال مردم را به پيروان و ويژگان و خويشاوندان خود بخشيده اند، اينك كه من به حكومت رسيده ام براى اين شكايت پيش من آمده اند و مرا چاره اى جز آن كه اموال ضعيف را از قوى بگيرم و افراد ناتوان را در قبال زورمندان يارى دهم نيست ، آن دو گفتند: خداوند اميرمؤ منان را موفق بدارد.
ابن ابى الحديد ضمن شرح بقيه موارد اين عهدنامه مطلب تاريخى در خور توجهى نياورده است . بحثى پاكيزه در مورد قتل عمد و خطا و شبه عمد و شبه خطا آورده است و سپس پاره اى از نصايح بزرگان اعراب در پايان اين شرح بخشى از كارنامه اردشير بابكان را كه مشتمل بر نامه او به فرزندان و جانشينان اوست ، آورده است .
جلوه تاریخ درشرح نهج البلاغه ابن ابى الحدید، ج 7 //ترجمه دکتر محمود مهدوى دامغانى