google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
1 نامه ها شرح ابن میثمنامه ها شرح ابن میثم(متن عربی)

نامه 5 شرح ابن میثم بحرانی

و من كتاب له عليه السّلام إلى الأشعث بن قيس، و هو عامل أذربيجان

وَ إِنَّ عَمَلَكَ لَيْسَ لَكَ بِطُعْمَةٍ وَ لَكِنَّهُ فِي عُنُقِكَ أَمَانَةٌ- وَ أَنْتَ مُسْتَرْعًى لِمَنْ فَوْقَكَ- لَيْسَ لَكَ أَنْ تَفْتَاتَ فِي رَعِيَّةٍ- وَ لَا تُخَاطِرَ إِلَّا بِوَثِيقَةٍ- وَ فِي يَدَيْكَ مَالٌ مِنْ مَالِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَنْتَ مِنْ خُزَّانِهِ حَتَّى تُسَلِّمَهُ إِلَيَّ- وَ لَعَلِّي أَلَّا أَكُونَ شَرَّ وُلَاتِكَ لَكَ وَ السَّلَامُ

أقول: و روى عن الشعبىّ: أنّ عليّا عليه السّلام لمّا قدم الكوفة و كان الأشعث بن قيس على ثغر آذربيجان من قبل عثمان بن عفّان فكتب إليه بالتبعة و طالبه بمال آذربيجان مع زياد بن مرحب الهمدانىّ. و صورة الكتاب: بسم اللّه الرحمن الرحيم من عبد اللّه علىّ أمير المؤمنين إلى الأشعث بن قيس.
أمّا بعد فلو لا هنات كنّ منك كنت المقدّم في هذا الأمر قبل الناس و لعلّ آخر أمرك يحمد أوّله و بعضه بعضا إن أتّقيت اللّه. إنّه قد كان من بيعة الناس إيّاى ما قد بلغك و كان طلحة و الزبير أوّل من بايعني ثمّ نقضا بيعتى عن غير حدث و أخرجا عايشة فساروا بها إلى البصرة فصرت إليهم في المهاجرين و الأنصار فالتقينا فدعوتهم إلى أن يرجعوا إلى ما خرجوا منه فأبوا فأبلغت في الدعاء و أحسنت في البقيّة. واعلم أنّ عملك. إلى آخر الفصل. و كتب عبد اللّه بن أبي رافع في شعبان سنه ستّ و ثلاثين.

اللغة
و المسترعى: من جعله راعيا. و الطعمة: المأكلة. و الرعيّة: المرعيّة- فعيلة بمعنى مفعولة- . و أفتأت تفتّأت- بالهمزة- : إذا استبدّ بالأمر. و المخاطرة التقدّم في الامور العظام و الإشراف فيها على الهلاك. و الوثيقة. ما يوثق به في الدين.

المعنى
و قوله: و إنّ عملك. إلى قوله: بوثيقة. إشارة إلى قياس ضمير من الشكل الأوّل بيّن فيه أنّه ليس له أن يستبدّ في رعيّته بأمر من الامور دون من استرعاه و لا أن يخاطر في شي‏ء من امور ولايته من مال و غيره إلّا بوثيقة ممّن ائتمنه على البلاد و استرعاه للعباد. و دلّ على الصغرى بقوله: و إنّ عملك. إلى قوله: لمن فوقك، و تقدير الكبرى: و كلّ من كان كذلك فليس له أن يستبدّ بأمر دون من ائتمنه و استرعاه و لا يخاطر إلّا بوثيقة تخلصه و يثق بها. ثمّ بيّن له بعض ما لا يجوز له الاستبداد به و المخاطرة فيه و هو مال تلك البلاد، و نبّه على وجوب حفظه بأمرين: أحدهما: أنّه مال اللّه الّذي أفائه على عباده المؤمنين.

و الثاني: أنّه من خزّانه عليه إلى غاية أن يحمله إليه. و من شأن الخازن الحفظ و عدم التصرّف فيما يخزنه إلّا بإذن و أمر وثيق يلقى به ربّه. و قد كان الأشعث متخوّفا من علىّ عليه السّلام حين ولى الأمر، و جازما بأنّه لا يبقى العمل في يده لهنات سبقت منه في الدين و في حقّه عليه السّلام قد أشرنا إلى بعضها فيما سبق في قوله: و ما يدريك ما علىّ ممّا لي. ثمّ أراد عليه السّلام تسكينه فقال. و لعلّى لا أكون شرّ ولاتك لك: أى شرّ من ولى عليك. و أتى بلفظ الترجّى ليقيمه بين طورى الخوف و الرجاء، و إنّما يكون شرّ ولاته عليه لو خالف الدين و الأشعث يعلم ذلك منه فكان ذلك جاذبا له إلى لزوم الدين، و روي أنّه لمّا أتاه كتاب عليّ عليه السّلام دعا بثقاته و قال لهم: إنّ عليّ بن أبي طالب قد أوحشني و هو آخذى بمال آذربيجان على كلّ حال و أنا لا حق بمعاوية. فقال له أصحابه: الموت خير لك من ذلك تدع‏ مصرك و جماعة قومك و تكون ذنبا لأهل الشام. فاستحيا من ذلك. و بلغ قوله أهل الكوفة فكتب إليه عليه السّلام كتابا يوبّخه فيه و يأمره بالقدوم عليه. و بعث به حجر بن عدىّ الكندىّ فلامه حجر على ذلك و ناشده اللّه و قال له: أتدع قومك و أهل مصرك و أمير المؤمنين و يلحق بأهل الشام و لم يزل به حتّى أقدمه إلى الكوفة فعرض على عليّ عليه السّلام أثقله فوجد فيها مائة ألف درهم و روى أربع مائة ألف فأخذها.
و كان ذلك بالنخيلة. فاستشفع الأشعث بالحسن و الحسين عليهما السّلام و بعبد اللّه بن جعفر فأطلق له منها ثلاثين ألفا فقال: لا يكفيني. فقال: لست بزايدك درهما واحدا، و أيم اللّه لو تركتها لكان خيرا ممّا لك، و ما أظنّها تحلّ لك، و لو تيقّنت ذلك لما بلغتها من عندي.
فقال الأشعث: خذ من خدعك ما أعطاك. و باللّه التوفيق.

شرح ‏نهج ‏البلاغة(ابن ‏ميثم بحرانی) ، ج 4 ، صفحه‏ى 351

Show More

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

Back to top button
-+=