google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
40 نامه ها شرح ابن ابی الحدیدنامه ها شرح ابن ابی الحدید(متن عربی)

نامه 47 شرح ابن ابی الحدید(متن عربی)(وصية له ع للحسن و الحسين ع)

47 و من وصية له ع للحسن و الحسين ع-  لما ضربه ابن ملجم لعنه الله

أُوصِيكُمَا بِتَقْوَى اللَّهِ وَ أَلَّا تَبْغِيَا الدُّنْيَا وَ إِنْ بَغَتْكُمَا-  وَ لَا تَأْسَفَا عَلَى شَيْ‏ءٍ مِنْهَا زُوِيَ عَنْكُمَا-  وَ قُولَا بِالْحَقِّ وَ اعْمَلَا لِلْأَجْرِ-  وَ كُونَا لِلظَّالِمِ خَصْماً وَ لِلْمَظْلُومِ عَوْناً-  أُوصِيكُمَا وَ جَمِيعَ وَلَدِي وَ أَهْلِي وَ مَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي-  بِتَقْوَى اللَّهِ وَ نَظْمِ أَمْرِكُمْ وَ صَلَاحِ ذَاتِ بَيْنِكُمْ-  فَإِنِّي سَمِعْتُ جَدَّكُمَا ص يَقُولُ-  صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصَّلَاةِ وَ الصِّيَامِ-  اللَّهَ اللَّهَ فِي الْأَيْتَامِ فَلَا تُغِبُّوا أَفْوَاهَهُمْ-  وَ لَا يَضِيعُوا بِحَضْرَتِكُمْ-  وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي جِيرَانِكُمْ فَإِنَّهُمْ وَصِيَّةُ نَبِيِّكُمْ-  مَا زَالَ يُوصِي بِهِمْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُمْ-  وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي الْقُرْآنِ-  لَا يَسْبِقُكُمْ بِالْعَمَلِ بِهِ غَيْرُكُمْ-  وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّهَا عَمُودُ دِينِكُمْ-  وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي بَيْتِ رَبِّكُمْ لَا تُخَلُّوهُ مَا بَقِيتُمْ-  فَإِنَّهُ إِنْ تُرِكَ لَمْ تُنَاظَرُوا-  وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي الْجِهَادِ بِأَمْوَالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ-  وَ أَلْسِنَتِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ-  وَ عَلَيْكُمْ بِالتَّوَاصُلِ وَ التَّبَاذُلِ-  وَ إِيَّاكُمْ وَ التَّدَابُرَ وَ التَّقَاطُعَ-  لَا تَتْرُكُوا الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ-  فَيُوَلَّى عَلَيْكُمْ أَشْرَارُكُمْ ثُمَّ تَدْعُونَ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ-  ثُمَّ قَالَ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ-  لَا أُلْفِيَنَّكُمْ تَخُوضُونَ دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ خَوْضاً-  تَقُولُونَ قُتِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قُتِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ-  أَلَا لَا تَقْتُلُنَّ بِي إِلَّا قَاتِلِي-  انْظُرُوا إِذَا أَنَا مِتُّ مِنْ ضَرْبَتِهِ هَذِهِ-  فَاضْرِبُوهُ ضَرْبَةً بِضَرْبَةٍ-  وَ لَا تُمَثِّلُوا بِالرَّجُلِ-  فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ-  إِيَّاكُمْ وَ الْمُثْلَةَ وَ لَوْ بِالْكَلْبِ الْعَقُورِ روي و اعملا للآخرة و روي فلا تغيروا أفواهكم-  يقول لا تطلبا الدنيا و إن طلبتكما-  فإذا كان من تطلبه الدنيا منهيا عن طلبها-  فمن لا تطلبه يكون منهيا عن طلبها بالطريق الأولى- .

ثم قال و لا تأسفا على شي‏ء منها زوي عنكما-  أي قبض قال رسول الله ص زويت لي الدنيا فأريت مشارقها و مغاربها-  و سيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها- . و روي و لا تأسيا و كلاهما بمعنى واحد أي لا تحزنا-  و هذا من قوله تعالى لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى‏ ما فاتَكُمْ- .قوله صلاح ذات البين-  أخذه هذه اللفظة عبد الملك بن مروان فقال لبنيه-  و قد جمعوا عنده يوم موته- 

انفوا الضغائن بينكم و عليكم
عند المغيب و في حضور المشهد

بصلاح ذات البين طول حياتكم‏
إن مد في عمري و إن لم يمدد

إن القداح إذا اجتمعن فرامها
بالكسر ذو بطش شديد أيد

عزت فلم تكسر و إن هي بددت‏
فالوهن و التكسير للمتبدد

و ذات هاهنا زائدة مقحمة- . قوله فلا تغبوا أفواههم-  أي لا تجيعوهم بأن تطمعوهم غبا-  و من روى فلا تغيروا أفواههم-  فذاك لأن الجائع يتغير فمه-  قال ع لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك- . قال و لا يضيعوا بحضرتكم أي لا تضيعوهم-  فالنهي في الظاهر للأيتام-  و في المعنى للأوصياء و الأولياء-  و الظاهر أنه لا يعني الأيتام-  الذين لهم مال تحت أيدي أوصيائهم-  لأن أولئك الأوصياء محرم عليهم-  أن يصيبوا من أموال اليتامى-  إلا القدر النزر جدا عند الضرورة-  ثم يقضونه مع التمكن-  و من هذه حاله لا يحسن أن يقال له-  لا تغيروا أفواه أيتامكم-  و إنما الأظهر أنه يعني الذين مات آباؤهم-  و هم فقراء يتعين مواساتهم و يقبح القعود عنهم-  كما قال تعالى وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى‏ حُبِّهِ-  مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً-  و اليتم في الناس من قبل الأب و في البهائم من قبل الأم-  لأن الآباء من البهائم لا عناية لهم بالأولاد-  بل العناية للأم لأنها المرضعة المشفقة-  و أما الناس فإن الأب هو الكافل القيم بنفقة الولد-  فإذا مات وصل الضرر إليه لفقد كافله-  و الأم بمعزل عن ذلك-  و جمع يتيم على أيتام كما قالوا شريف و أشراف-  و حكى أبو علي في التكملة كمي‏ء و أكماء-  و لا يسمى الصبي يتيما إلا إذا كان دون البلوغ-  و إذا بلغ زال اسم اليتيم عنه-  و اليتامى أحد الأصناف الذين عينوا في الخمس-  بنص الكتاب العزيز

فصل في الآثار الواردة في حقوق الجار

ثم أوصى بالجيران-  و اللفظ الذي ذكره ع-  قد ورد مرفوعا في رواية عبد الله بن عمر لما ذبح شاة-  فقال أهديتم لجارنا اليهودي-  فإني سمعت رسول الله ص يقول-  ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثهو في الحديث أنه ص قال من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليكرم جارهو عنه ع جار السوء في دار المقامة قاصمة الظهرو عنه ع من جهد البلاء جار سوء معك في دار مقامة-  إن رأى حسنة دفنها-  و إن رأى سيئة أذاعها و أفشاها و من أدعيتهم اللهم إني أعوذ بك من مال يكون علي فتنة-  و من ولد يكون علي كلا-  و من حليلة تقرب الشيب-  و من جار تراني عيناه و ترعاني أذناه-  إن رأى خيرا دفنه و إن سمع شرا طار به ابن مسعود يرفعه و الذي نفسي بيده لا يسلم العبد-  حتى يسلم قلبه و لسانه و يأمن جاره بوائقه-  قالوا ما بوائقه قال غشمه و ظلمه لقمان يا بني حملت الحجارة و الحديد-  فلم أر شيئا أثقل من جار السوء- . و أنشدوا

ألا من يشتري دارا برخص
كراهة بعض جيرتها تباع‏

 و قال الأصمعي-  جاور أهل الشام الروم-  فأخذوا عنهم خصلتين اللؤم و قلة الغيرة-و جاور أهل البصرة الخزر-  فأخذوا عنهم خصلتين الزناء و قلة الوفاء-  و جاور أهل الكوفة السواد-  فأخذوا عنهم خصلتين السخاء و الغيرة- . و كان يقال من تطاول على جاره حرم بركة داره- . و كان يقال من آذى جاره ورثه الله داره- . باع أبو الجهم العدوي داره-  و كان في جوار سعيد بن العاص بمائة ألف درهم-  فلما أحضرها المشتري قال له-  هذا ثمن الدار فأعطني ثمن الجوار-  قال أي جوار قال جوار سعيد بن العاص-  قال و هل اشترى أحد جوارا قط-  فقال رد علي داري و خذ مالك-  لا أدع جوار رجل إن قعدت سأل عني-  و إن رآني رحب بي و إن غبت عنه حفظني-  و إن شهدت عنده قربني و إن سألته قضى حاجتي-  و إن لم أسأله بدأني و إن نابتني نائبة فرج عني-  فبلغ ذلك سعيدا فبعث إليه مائة ألف درهم-  و قال هذا ثمن دارك و دارك لك- . الحسن-  ليس حسن الجوار كف الأذى-  و لكن حسن الجوار الصبر على الأذى- . جاءت امرأة إلى الحسن فشكت إليه الخلة-  و قالت أنا جارتك قال كم بيني و بينك قالت سبع أدؤر-  فنظر الحسن فإذا تحت فراشه سبعة دراهم-  فأعطاها إياها و قال كدنا نهلك- . و كان كعب بن مامة إذا جاوره رجل قام له بما يصلحه-  و حماه ممن يقصده-  و إن هلك له شي‏ء أخلفه عليه و إن مات وداه لأهله-  فجاوره أبو دواد الإيادي فزاره على العادة-  فبالغ في إكرامه-  و كانت العرب إذا حمدت جارا قالت جار كجار أبي دواد-  قال قيس بن زهير

أطوف ما أطوف ثم آوي
إلى جار كجار أبي دواد

ثم تعلم منه أبو دواد و كان يفعل لجاره فعل كعب به- . و قال مسكين الدارمي

ما ضر جارا لي أجاوره
ألا يكون لبابه ستر

أعمى إذا ما إذا جارتي خرجت‏
حتى يواري جارتي الخدر

ناري و نار الجار واحدة
و إلبه قبلي ينزل القدر

استعرض أبو مسلم صاحب الدولة فرسا محضيرا-  فقال لأصحابه لما ذا يصلح هذا فذكروا سباق الخيل-  و صيد الحمر و النعام و اتباع الفار من الحرب-  فقال لم تصنعوا شيئا يصلح للفرار من الجار السوء- . سأل سليمان علي بن خالد بن صفوان عن ابنيه-  محمد و سليمان و كانا جاريه فقال-  كيف إحمادك جوارهما-  فتمثل بقول يزيد بن مفرغ الحميري- 

   سقى الله دارا لي و أرضا تركتها
إلى جنب داري معقل بن يسار

أبو مالك جار لها و ابن مرثد
فيا لك جاري ذلة و صغار

 و في الحديث المرفوع أيضا من رواية جابر الجيران ثلاثة فجار له حق و جار له حقان-  و جار له ثلاثة حقوق-  فصاحب الحق الواحد جار مشرك لا رحم له-  فحقه‏ حق الجوار-  و صاحب الحقين جار مسلم لا رحم له-  و صاحب الثلاثة جار مسلم ذو رحم-  و أدنى حق الجوار ألا تؤذي جارك بقتار قدرك-  إلا أن تقتدح له منها- . قلت تقتدح تغترف و المقدحة المغرفة- . و كان يقال الجيران خمسة-  الجار الضار السيئ الجوار-  و الجار الدمس الحسن الجوار و الجار اليربوعي المنافق-  و الجار البراقشي المتلون في أفعاله و الجار الحسدلي-  الذي عينه تراك و قلبه يرعاك- .

و روى أبو هريرة كان رسول الله ص يقول اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة-  فإن دار البادية تتحول قوله ع الله الله في القرآن-  أمرهما بالمسارعة إلى العمل به-  و نهاها أن يسبقهما غيرهما إلى ذلك-  ثم أمرهما بالصلاة و الحج- . و شدد الوصاة في الحج فقال فإنه إن ترك لم تناظروا-  أي يتعجل الانتقام منكم- . فأما المثلة فمنهي عنها- أمر رسول الله ص أن يمثل بهبار بن الأسود-  لأنه روع زينب حتى أجهضت-  ثم نهى عن ذلك و قال لا مثلة المثلة حرام

 شرح ‏نهج ‏البلاغة(ابن ‏أبي ‏الحديد) ج 17

Show More

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

Back to top button
-+=