google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
40 نامه ها شرح ابن میثمنامه ها شرح ابن میثم(متن عربی)

نامه 43 شرح ابن میثم بحرانی

و من كتاب له عليه السّلام إلى زياد بن أبيّه، و قد بلغه أن معاوية كتب إليه يريد خديعته باستلحاقه

وَ قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَتَبَ إِلَيْكَ- يَسْتَزِلُّ لُبَّكَ وَ يَسْتَفِلُّ غَرْبَكَ- فَاحْذَرْهُ فَإِنَّمَا هُوَ الشَّيْطَانُ- يَأْتِي الْمَرْءَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ- وَ عَنْ‏ يَمِينِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ- لِيَقْتَحِمَ غَفْلَتَهُ وَ يَسْتَلِبَ غِرَّتَهُ- وَ قَدْ كَانَ مِنْ أَبِي سُفْيَانَ فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَلْتَةٌ- مِنْ حَدِيثِ النَّفْسِ- وَ نَزْغَةٌ مِنْ نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ- لَا يَثْبُتُ بِهَا نَسَبٌ وَ لَا يُسْتَحَقُّ بِهَا إِرْثٌ- وَ الْمُتَعَلِّقُ بِهَا كَالْوَاغِلِ الْمُدَفَّعِ وَ النَّوْطِ الْمُذَبْذَبِ

فلما قرأ زياد الكتاب قال: شهد بها و ربِّ الكعبه، و لم تزل فى نفسه حتى ادعاه معاوية. قال الرضى: قوله عليه السلام «الواغل»: هو الذى يهجم على الشَّرب ليشرب معهم، و ليس منهم، فلايزال مدفَّعا محاجزا. و «النوط المذبذب»: هو ما يناط برحل الراكب من قعب او قذح أو ما اشبه ذلك، فهو أبدا يتقلقل إذا حث ظهره و استعجل سيره. أقول: زياد هذا هو دعىّ أبي سفيان، و يقال: زياد بن عبيد. فمن الناس من يقول عبيد بن فلان الثقفى. و الأكثرون على أنّه كان عبدا و أنّه بقى إلى أيّام زياد فابتاعه و أعتقه، و أمّا ادّعاء أبي سفيان له فروى أنّه تكلّم يوما بحضرة عمر فأعجب الحاضرين كلامه فقال عمرو بن العاص: للّه أبوه لو كان قرشيّا لساق العرب بعصاه. فقال أبو سفيان: أمّا و اللّه أنّه لقرشىّ و لو عرفته لعرفت أنّه من خير أهلك.
فقال: و من أبوه فقال: أنا و اللّه وضعته في رحم امّه. قال: فهلّا تستلحقه. قال: اخاف هذا العمير الجالس أن يخرق علىّ إهابي يعنى عمر، و لمّا ولّى علىّ عليه السّلام الخلافة ولّى زيادا فارس فضبطها ضبطا صالحا و حماها. فكتب إليه معاويه يخدعه باستلحاقه أخا له: من أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان أمّا بعد فإنّ المرء ربّما طرحه الهوى في مطارح العطب، و إنّك للمرء المضروب به المثل قاطع الرحم و واصل العدوّ، حملك‏ سوء ظنّك بي و بغضك لى على أن عققت قرابتى و قطعت رحمي، و ثبت نسبي و حرمتى كأنّك لست أخي و ليس صخر بن حرب أباك و أبي، و سيّان بينى و بينك أطلب بدم أبي العاص و أنت تقاتلنى، و لكن أدركك عرق الرخاوة من قبل النساوة فكنت كتاركة بيضها بالعراء و ملحقة بيض اخرى جناحا، و قد رأيت أن أعطف عليك و لا أؤاخذ بسوء سعيك و أن أصل رحمك و أبتغى الثواب في أمرك. و اعلم أبا المغيرة أنّك لو خضت البحر في طاعة القوم تضرب بالسيف حتّى ينقطع متنه لما ازددت منهم إلّا بعدا فإنّ بني عبد شمس أبغض إلى بني هاشم من الشفرة إلى الثور الصريع و قد اوثق للذبح. فارجع رحمك اللّه إلى أصلك و اتّصل بقومك و لا تكن كالموصول يطير بريش غيره فقد أصبحت ضالّ النسب. و لعمرى ما فعل ذلك بك إلّا اللجاج فدعه عنك فقد أصبحت على بيّنة من أمرك و وضوح من حجّتك فإن أحببت جانبي و وثقت بي فاتمر بأمرى و إن كرهت جانبي و لم تثق بقولي ففعل جميل لا علىّ و لا لى. و السّلام. و حمل الكتاب مع المغيرة بن شعبة إليه، و كان ذلك سبب فساده على الحسن بعد علىّ عليهما السّلام و انضيافه إلى معاوية. و لمّا بلغ عليّا عليه السّلام ذلك كتب إليه: أمّا بعد فإنّي ولّيتك ما ولّيتك و أنا أراك لذلك أهلا، و قد عرفت أنّ معاوية. إلى آخر الكتاب. و لنرجع إلى المتن فنقول:

اللغة

غرب السيف: حدّ. و الاستقلال: طلب الفلّ و هو ثلم الحدّ.

و مدار الكتاب على إعلامه بما علمه من كتاب معاوية إليه. ثمّ تنبيهه على قصده من ذلك الكتاب و هو أن يستزلّ عقله و يستغفله عمّا هو عليه من الرأي الصحيح في نصرة الحقّ و ولائه له عليه السّلام و يكسر حدّته في ذلك، و استعار لفظ الغرب لعقله و رأيه، و لفظ الاستفلال لطلب صرفه عن ذلك الرأي الصالح ملاحظة لشبهه بالسيف. ثمّ حذّره عنه بقوله: فإنّما هو الشيطان. باعتبار وسوسته و صدّه عن الحقّ على وجه الشبه بقوله: يأتي الإنسان. إلى قوله: شماله. و هو كقوله تعالى لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ. إلى قوله: شَمائِلِهِمْ«» أي أنّه يأتي الإنسان من كلّ جهة كما يأتي الشيطان، و خصّ الجهات الأربع لأنّها الجهات الّتي يعتاد الإتيان منها.

و قال بعض المفسّرين: من بين أيديهم يطمعهم في العفو و يغريهم بالعصيان، و من خلفهم يذكّرهم خلفهم و يحسّن لهم جمع المال و تركه لهم، و عن أيمانهم يحسّن لهم الرياسة و الثناء، و عن شمائلهم يحبّب إليهم اللهو و اللذّات. و عن شقيق قال: ما من صباح إلّا و يقعد إلىّ الشيطان على أربعة مراصد من بين يدي فيقول: لا تخف إنّ اللّه غفور رحيم. فأقرأ إنّي لغفّار لمن تاب و آمن و عمل صالحا ثمّ اهتدى. و أمّا من خلفي فيخوّفني الضيعة على من خلفي فأقرء و ما من دابّة في الأرض إلّا على اللّه رزقها، و أمّا من قبل يميني فيأتيني من جهة الثناء فأقرء: و العاقبة للمتّقين، و أمّا من قبل شمالي فيأتيني من قبل الشهوات. فأقرء: و حيل بينهم و بين ما يشتهون، ثمّ نبّهه على وجه فساد حيلة معاوية، و ذلك أنّ معاوية إنّما أراد استغفاله باستلحاقه إيّاه أخا فنبّهه عليه السّلام على أنّ ذلك الاستلحاق إنّما يتمّ بصحّة استلحاق أبي سفيان له ابنا و لم يصحّ تلك الدعوى، و إنّما كان قوله: أنا كذا و كذا. فلتة من حديث النفس وقع منه من غير ثبت و لا رويّة، و إقرار بالزنا في قوله: أنا وضعته في رحم امّه. و ذلك نزغة من نزغات الشيطان ألقاها على لسانه فلا يثبت بها نسب و لا يستحقّ بها إرث لقوله صلّى اللّه عليه و آله: الولد للفراش و للعاهر الحجر. ثمّ شبّه المتعلّق في نسبه بهذه الفلتة و النزغة بالواغل المدفّع، و وجه الشبه كونه لا يزال مدفّعا، و بالنوط المذبذب و وجه الشبه اضطراب أمره و عدم لحوقه بنسب معيّن و عدم استقراره كما يضطرب النوط و لا يستقرّ. و باللّه التوفيق.

شرح نهج البلاغة(ابن ميثم بحراني)، ج 5 ، صفحه‏ى 96

Show More

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

Back to top button
-+=