42 و من كتاب له ع إلى عمر بن أبي سلمة المخزومي
و كان عامله على البحرين- فعزله و استعمل النعمان بن عجلان الزرقي مكانه- : أَمَّا بَعْدُ- فَإِنِّي قَدْ وَلَّيْتُ النُّعْمَانَ بْنِ عَجْلَانَ الزُّرَقِيَّ عَلَى الْبَحْرَيْنِ- وَ نَزَعْتُ يَدَكَ بِلَا ذَمٍّ لَكَ وَ لَا تَثْرِيبٍ عَلَيْكَ- فَلَقَدْ أَحْسَنْتَ الْوِلَايَةَ وَ أَدَّيْتَ الْأَمَانَةَ- فَأَقْبِلْ غَيْرَ ظَنِينٍ وَ لَا مَلُومٍ- وَ لَا مُتَّهَمٍ وَ لَا مَأْثُومٍ- فَقَدْ أَرَدْتُ الْمَسِيرَ إِلَى ظَلَمَةِ أَهْلِ الشَّامِ- وَ أَحْبَبْتُ أَنْ تَشْهَدَ مَعِي- فَإِنَّكَ مِمَّنْ أَسْتَظْهِرُ بِهِ عَلَى جِهَادِ الْعَدُوِّ- وَ إِقَامَةِ عَمُودِ الدِّينِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ
عمر بن أبي سلمة و نسبه و بعض أخباره
أما عمر بن أبي سلمة فهو ربيب رسول الله ص- و أبوه أبو سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر- بن مخزوم بن يقظة- يكنى أبا حفص- ولد في السنة الثانية من الهجرة بأرض الحبشة- و قيل إنه كان يوم قبض رسول الله ص ابن تسع سنين- و توفي في المدينة في خلافة عبد الملك- سنة ثلاث و ثمانين- و قد حفظ عن رسول الله ص الحديث- و روى عنه سعيد بن المسيب و غيره- ذكرذلك كله ابن عبد البر في كتاب الإستيعاب
النعمان بن عجلان و نسبه و بعض أخباره
و أما النعمان بن عجلان الزرقي فمن الأنصار- ثم من بني زريق- و هو الذي خلف على خولة- زوجة حمزة بن عبد المطلب رحمه الله بعد قتله- قال ابن عبد البر في كتاب الإستيعاب- كان النعمان هذا لسان الأنصار و شاعرهم- و يقال إنه كان رجلا أحمر قصيرا تزدريه العين- إلا أنه كان سيدا و هو القائل يوم السقيفة-
و قلتم حرام نصب سعد و نصبكم
عتيق بن عثمان حلال أبا بكر
و أهل أبو بكر لها خير قائم
و إن عليا كان أخلق بالأمر
و إن هوانا في علي و إنه
لأهل لها من حيث يدرى و لا يدرى
قوله و لا تثريب عليك- فالتثريب الاستقصاء في اللوم- و يقال ثربت عليه و عربت عليه- إذا قبحت عليه فعله- . و الظنين المتهم و الظنة التهمة و الجمع الظنن- يقول قد أظن زيد عمرا- و الألف ألف وصل و الظاء مشددة- و النون مشددة أيضا- و جاء بالطاء المهملة أيضا أي اتهمه- و في حديث ابن سيرين- لم يكن علي ع يظن في قتل عثمان- الحرفان مشددان و هو يفتعل من يظنن و أدغم- قال الشاعر
و ما كل من يظنني أنا معتب
و ما كل ما يروى علي أقول
شرح نهج البلاغة(ابن أبي الحديد) ج 16