google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
1 نامه ها شرح ابن میثمنامه ها شرح ابن میثم(متن عربی)

نامه 10 شرح ابن میثم بحرانی

و من كتاب له عليه السّلام إلى معاوية

وَ كَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ- إِذَا تَكَشَّفَتْ عَنْكَ جَلَابِيبُ مَا أَنْتَ فِيهِ- مِنْ دُنْيَا قَدْ تَبَهَّجَتْ بِزِينَتِهَا وَ خَدَعَتْ بِلَذَّتِهَا- دَعَتْكَ فَأَجَبْتَهَا وَ قَادَتْكَ فَاتَّبَعْتَهَا- وَ أَمَرَتْكَ فَأَطَعْتَهَا- وَ إِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَقِفَكَ وَاقِفٌ عَلَى مَا لَا يُنْجِيكَ مِنْهُ مِجَنٌّ- فَاقْعَسْ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ- وَ خُذْ أُهْبَةَ الْحِسَابِ وَ شَمِّرْ لِمَا قَدْ نَزَلَ بِكَ- وَ لَا تُمَكِّنِ الْغُوَاةَ مِنْ سَمْعِكَ- وَ إِلَّا تَفْعَلْ أُعْلِمْكَ مَا أَغْفَلْتَ مِنْ نَفْسِكَ- فَإِنَّكَ مُتْرَفٌ قَدْ أَخَذَ الشَّيْطَانُ مِنْكَ مَأْخَذَهُ- وَ بَلَغَ فِيكَ أَمَلَهُ وَ جَرَى مِنْكَ مَجْرَى الرُّوحِ وَ الدَّمِ- وَ مَتَى كُنْتُمْ يَا مُعَاوِيَةُ سَاسَةَ الرَّعِيَّةِ- وَ وُلَاةَ أَمْرِ الْأُمَّةِ- بِغَيْرِ قَدَمٍ سَابِقٍ وَ لَا شَرَفٍ بَاسِقٍ- وَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ لُزُومِ سَوَابِقِ الشَّقَاءِ- وَ أُحَذِّرُكَ أَنْ تَكُونَ مُتَمَادِياً فِي غِرَّةِ الْأُمْنِيِّةِ- مُخْتَلِفَ الْعَلَانِيَةِ وَ السَّرِيرَةِ- وَ قَدْ دَعَوْتَ إِلَى الْحَرْبِ فَدَعِ النَّاسَ جَانِباً- وَ اخْرُجْ إِلَيَّ وَ أَعْفِ الْفَرِيقَيْنِ‏ مِنَ الْقِتَالِ- لِتَعْلَمَ أَيُّنَا الْمَرِينُ عَلَى قَلْبِهِ وَ الْمُغَطَّى عَلَى بَصَرِهِ- فَأَنَا أَبُو حَسَنٍ قَاتِلُ جَدِّكَ وَ أَخِيكَ وَ خَالِكَ شَدْخاً يَوْمَ بَدْرٍ- وَ ذَلِكَ السَّيْفُ مَعِي- وَ بِذَلِكَ الْقَلْبِ أَلْقَى عَدُوِّي- مَا اسْتَبْدَلْتُ دِيناً وَ لَا اسْتَحْدَثْتُ نَبِيّاً- وَ إِنِّي لَعَلَى الْمِنْهَاجِ الَّذِي تَرَكْتُمُوهُ طَائِعِينَ- وَ دَخَلْتُمْ فِيهِ مُكْرَهِينَ- وَ زَعَمْتَ أَنَّكَ جِئْتَ ثَائِراً بِدَمِ عُثْمَانَ- وَ لَقَدْ عَلِمْتَ حَيْثُ وَقَعَ دَمُ عُثْمَانَ- فَاطْلُبْهُ مِنْ هُنَاكَ إِنْ كُنْتَ طَالِباً- فَكَأَنِّي قَدْ رَأَيْتُكَ تَضِجُّ مِنَ الْحَرْبِ- إِذَا عَضَّتْكَ ضَجِيجَ الْجِمَالِ بِالْأَثْقَالِ- وَ كَأَنِّي بِجَمَاعَتِكَ تَدْعُونِي جَزَعاً مِنَ الضَّرْبِ الْمُتَتَابِعِ- وَ الْقَضَاءِ الْوَاقِعِ وَ مَصَارِعَ بَعْدَ مَصَارِعَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ- وَ هِيَ كَافِرَةٌ جَاحِدَةٌ أَوْ مُبَايِعَةٌ حَائِدَةٌ

أقول: أوّل هذا الكتاب: من عبد اللّه علىّ أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان سلام على من اتّبع الهدى فإنّي أحمد إليك اللّه الّذي لا إله إلّا هو. أمّا بعد فإنّك رأيت من الدنيا و تصرّفها بأهلها فيما مضى منها، و خير ما بقى من الدنيا ما أصاب العباد الصادقون فيما مضى منها، و من يقس الدنيا بشأن الآخرة يجد بينهما بونا بعيدا. و اعلم يا معاوية أنّك قد ادّعيت أمرا لست من أهله لا في القدم و لا في البقيّة و لا في الولاية و لست تقول فيه بأمر بيّن يعرف لك فيه أثر و لا لك عليه شاهد من كتاب اللّه و لا عهد تدّعيه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. ثمّ يتّصل بقوله: فكيف أنت. الفصل.


اللغة
و الجلباب: الملحفة. و تبهّجت: تحسّنت و تزيّنت. و يوشك بالكسر: يقرب. و وقفه على ذنبه. أى اطّلعه عليه. و المجنّ: الترس. و يروى: منج. وقعس: أى تأخّر. و الاهبة: العدّة و هو ما يهيّأ للأمر و يستعدّ به له. و شمّر ثوبه: رفعه. و الإغفال: الإهمال و الترك. و المترف: الّذي أطغته النعمة. و الباسق: العالى. و التمادى في الأمر: تطويل المدّة فيه. و الغرّة: الغفلة. و الامنيّة: ما يتمنّى. و الرين: الغلبة و التغطية، و المرين على قلبه: من غلبت عليه الذنوب و غطّت عين بصيرته الملكات الرديئة. و الشدخ: كسر الشي‏ء الأجوف. و الثائر: الطالب بالدم. و الضجيج: الصياح. و الحايدة: العادلة.

المعنى
و قد استفهم عن كيفيّة صنعه عند مفارقة نفسه لبدنه استفهام تنبيه له على غفلته عمّا ورائه من أحوال الآخرة و تذكيرا بها. و استعار لفظ الجلابيب للّذّات الحاصلة له في الدنيا بمتاعها و زينتها. و وجه الاستعارة كون تلك اللّذّات و متعلّقاتها أحوال ساترة بينه و بين إدراك ما ورائه من أحوال الآخرة مانعة له من ذلك كما يستر الجلباب ما ورائه، و رشّح الاستعارة بذكر التكشّف، و لفظ- ما- مجمل بيّنه بقوله: من دنيا مع ساير صفاتها و هي تحسّنها و زينتها و أسند إليها التبهّج مجازا. إذ الجاعل لها ذات تبهّج ليس نفسها بل اللّه تعالى. و في قوله: و خدعت. مجاز في الإفراد و التركيب أمّا في الإفراد فلأنّ حقيقة الخدعة أن يكون من إنسان لغيره فاستعملها هاهنا في كون الدنيا بسبب ما فيها من اللذّات موهمة لكونها مقصودة بالذات و أنّها كمال حقيقيّ مع أنّها ليست كذلك و ذلك يشبه الخدعة، و أمّا في التركيب فلأنّ كونها موهمة لذلك ليس من فعلها بل من أسباب اخرى منتهى إلى اللّه سبحانه. و كذلك التجوّز في قوله: دعتك و قادتك و أمرتك. فإنّ الدعاء و القود و الأمر لها حقايق معلومة لكن لمّا كانت تصوّرات كمالها أسبابا جاذبة لها أشبهت تلك التصوّرات الدعاء في كونها سببا جاذبا إلى الداعي فأطلق عليها لفظ الدعاء، و كذلك أطلق على تلك التصوّرات لفظ القود و الأمر باعتبار كونها أسبابا مستلزمة لاتّباعها كما أنّ الأمر و القود يوجبان الاتّباع، و أمّا في التركيب فلأنّ تلك التصوّرات الّتي أطلق عليها لفظ الدعاء و القود و الأمر مجازا ليس فاعلها و موجبها هو الدنيا بل واهب العلم، و لمّا كانت إجابة الدنيا و اتّباعها و طاعتها معاصي يخرج الإنسان بها عن حدود اللّه ذكرها في معرض توبيخه و ذمّه. و قوله: و إنّه يوشك. تذكير بقرب اطّلاعه على ما يخاف من أهوال الآخرة و الوصول إليه اللازم عن لزوم المعاصي و هو في معرض التحذير له و التنفير عن إصراره على معصية اللّه بادّعائه ما ليس له: أى يقرب أن يطّلعك مطّلع على ما لا بدّ لك منه ممّا تخاف من الموت و ما تستلزمه معاصيك من لحوق العذاب، و ظاهر أنّ تلك امور غفلت عنها العصاة في الدنيا ما داموا في حجب الأبدان فإذا نزعت عنهم تلك الحجب اطّلعوا على ما قدّموا من خير أو شرّ و ما اعدّ لهم بسبب ذلك من سعادة أو شقاوة كما أشار إليه سبحانه بقوله يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً الآية و قد مرّت الإشارة إلى ذلك غيره مرّة. و ذلك المطّلع و الموقف هو اللّه سبحانه. و يحتمل أن يريد به نفسه عليه السّلام على سبيل التوعيد له و التهديد بالقتل المستلزم لذلك الاطّلاع إن دام على غيّه، و ظاهر أنّ تلك الامور الّتي تقف عليها لا ينجيه منها منج. ثمّ أردف ذلك التوبيخ و التهديد بالغرض له منهما و هو أمره بالتأخّر عن أمر الخلافة. ثمّ أردف ذلك بما يستلزم التخويف و التهديد فأمره بأخذ الاهبة للحساب و الاستعداد له بعدّته و هى طاعة اللّه و تقواه و مجانبة معاصيه، و بالتشمير لما قد نزل به. و كنّى بالتشمير عن الاستعداد أيضا. و ما نزل به إمّا الموت أو القتل و ما بعده تنزيلا لما لا بدّ من وقوعه أو هو في مظنّة الواقع منزلة الواقع، و يحتمل أن يريد الحرب الّتى يريد أن يوقعها به.
ثمّ نهاه عن تمكين الغواة من سمعه، و كنّى به عن إصغائه إليهم فيما يشيرون به عليه من الآراء المستلزمة للبقاء على المعصية. إذ من شأن الغاوى الإغواء. و الغواة كعمرو بن العاص و مروان و من كان يعتضد به في الرأى. و قوله: و إلّا تفعل. أي إن لم تفعل ما آمرك به اعلمك ما تركت من نفسك. و مفعول تركت ضمير- ما- .

و قوله: من نفسك.

بيان لذلك الضمير و تفسير له. و إغفاله لنفسه تركه إعدادها بما يخلصه من أهوال الحرب و عذاب الآخرة و هو ملازمة طاعة اللّه و اقتناء الفضائل النفسانيّة، و يفهم من ذلك الإعلام الّذي توعّد به الإعلام بالفعل فإنّ مضايقته بالحرب و القتال يستلزم إعلامه ما أغفل من نفسه من طاعة اللّه المستلزمة للراحة. و قوله: فإنّك. إلى قوله: الدم. وصف له بمذامّ يستلزم إعلامه بالفعل [بالقول خ‏] ما أغفل من زمنه. فالترف مستلزم لتجاوز الحدّ الّذي ينبغي و يتركه و ذلك الحدّ فضيلة تحت العفّة يكون الشيطان قد أخذ منه مأخذه و بلغ فيه أمله و جرى منه مجرى الروح و الدم في القرب يستلزم وصفه بكلّ الرذائل المستلزمة أضدادها من الفضائل. ثمّ أخذ في استفهامه عن وقت كون بني اميّة ساسة الرعيّة و ولاة أمر الامّة استفهاما على سبيل الإنكار لذلك و التقريع بالخمول و القصور عن رتبة الملوك والولاة، و القدم السابق كناية عن التقدّم في الامور و الأهليّة لذلك. و نبّه بقوله: بغير قدم سابق على أنّ سابقة الشرف و التقدّم في الامور شرط لتلك الأهليّة في المتعارف و هو في قوّة صغرى ضمير من الشكل الأوّل تقديرها: و أنتم بغير قدم سابق. و تقدير الكبرى: و كلّ من كان كذلك فليس بأهل لسياسة الرعيّة و ولاة أمر الامّة. ينتج أنّكم لستم أهلا لذلك. و هو عين ما استنكر نقيضه. و ظاهر أنّهم لم يكن فيهم من أهل الشرف أهل لذلك. ثمّ استعاذ من لزوم ما سبق في القضاء الإلهى من الشقاء تنبيها على أنّ معاوية في معرض ذلك وبصدده لما هو عليه من المعصية و تنفيرا له عنها.
ثمّ حذّره من أمرين: أحدهما: تماديه في غفلة الأطماع و الأماني الدنيويّة. و الثاني: كونه مختلف العلانية و السريرة. و كنّى بذلك عن النفاق.
و وجه التحذير ما يستلزمانه من لزوم الشقاء في الآخرة. و قد كان معاوية دعاه إلى الحرب و أجابه بجواب مسكت، و هو قوله: فدع الناس. إلى قوله: ثائرا بعثمان و انتصب- جانبا- على الظرف، و إنّما جعل مبارزته له سببا لعلمه بأنّه مغطّى‏ على قلبه و بصر بصيرته بحجب الدنيا و جلابيب هيئاتها لما أنّ من لوازم العلم بأحوال الآخرة و فضلها على الدنيا الثبات عند المبارزة في طلبها و إن أدّى إلى القتل حتّى ربّما تكون محبّة القتل من لوازم ذلك العلم أيضا و قد كان عليه السّلام يعلم من حاله أنّه لا يثبت له محبّة للبقاء في الدنيا فلذلك دعاه إلى المبارزة ليعلمه بإقدامه عليه و فراره منه أنّه ليس طالبا للحقّ و طريق الآخرة في قتاله و أنّ حجب الشهوات الدنيويّة قد غطّت عين بصيرته عن أحوال الآخرة و طلبها فكان فراره منه مستلزما لعدم علمه بالآخرة المستلزم للرين على قلبه و علامة دالّة عليه، و في ذلك تهديد و تحذير، و كذلك اعتزائه له و انتسابه، و تذكيره بكونه قاتل من قتل من أهله شدخا يوم بدر في معرض التخويف و التحذير له أن يصيبه ما أصابهم إن أصرّ على المعصية.

و جدّه المقتول هو جدّه لامّه عتبة بن أبي ربيعة فإنّه كان أبا هند، و خاله الوليد بن عتبة، و أخوه حنظلة بن أبي سفيان. فقتلهم جميعا عليه السّلام يوم بدر، و كذلك تذكيره ببقاء ذلك السيف و القلب معه يلقى بهما عدوّه و بكونه لم يستبدل دينا و لا نبيّا و أنّه على المنهاج الّذي تركوه طائعين و دخلوه مكرهين و هو طريق الإسلام الواضحة كلّ ذلك في معرض التخويف و التحذير و التوبيخ بالنفاق. ثمّ أشار إلى الشبهة الّتي كانت سببا لثوران الفتن العظيمة و انشعاب أمر الدين و هي شبهة الطلب بدم عثمان الّتي كانت عمدته في عصيانه و خلافه، و أشار إلى الجواب عنها بوجهين: أحدهما: أنّه عليه السّلام ليس من قتلة عثمان فلا مطالبة عليه و إنّما تتوجّه المطالبة على قاتليه و هو يعلمهم. الثاني: المنع بقوله: إن كنت طالبا. فإنّ إيقاع الشكّ هنا بان- يستلزم عدم تسليم كونه طالبا بدم عثمان. ثمّ عقّب بتخويفه بالحرب و ما يستلزمه من الثقل إلى الغاية المذكورة. و هاهنا ثلاثة تشبيهات: أحدها: المدلول عليه بقوله: فكأنّى قد رأيتك و المشبّه هاهنا نفسه عليه السّلام في حال كلامه هذا، و المشبّه به هو أيضا نفسه لكن من حيث هي رأته رؤية محقّقة.

و تحقيق ذلك أنّ نفسه لكمالها و اطّلاعها على الامور الّتي سيكون كانت مشاهدة لها و وجه التشبيه بينهما بالقياس إلى حالتيها جلاء المعلوم و ظهوره له في الحالتين. الثاني: قوله: تضجّ ضجيج الجمال بالأثقال، و وجه الشبه شدّة تبرّمه و ضجره من ثقلها كشدّة تبرّم الجمل المثقل بالحمل. و ضجيجه كناية عن تبرّمه. و استعار لفظ العضّ لفعلها ملاحظة لشبهها بالسبع العقور، و وجه المشابهة استلزام تلك الأثقال للألم كاستلزام العضّ له. الثالث: قوله: و كأنّى بجماعتك. و المشبّه هنا أيضا نفسه و المشبّه به ما دلّت عليه بالإلصاق كأنّه قال: كأنّى متّصل أو ملتصق بجماعتك حاضر معهم. و محلّ يدعوني النصب على الحال، و العامل ما في كان من معنى الفعل: أى اشبّه نفسى بالحاضر حال دعائهم له. و جزعا مفعول له. و تجوّز بلفظ القضاء في المقضىّ من الامور الّتي توجد عن القضاء الإلهى إطلاقا لاسم السبب على المسبّب. و قوله: و مصارع بعد مصارع. و المصرع هنا مصدر: أى جزعا من مصارع يلحق بعضهم بعد بعض أو تلحقهم بعد مصارع آبائهم السابقة. و قد كان اطّلاعه عليه السّلام على دعائهم له إلى كتاب اللّه قبل وقوعه من آياته الباهرة. و الواو في قوله: و هي. للحال و العامل فيه يدعوني. و الكافرة الجاحدة للحقّ من جماعته إشارة إلى المنافقين منهم و قد كان فيهم جماعة كذلك، و المبايعة الحايدة الّذين بايعوه و عدلوا عن بيعته إلى معاوية. و السلام.

شرح ‏نهج ‏البلاغة(ابن ‏ميثم بحرانی)، ج 4 ، صفحه‏ى 371

نمایش بیشتر

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

دکمه بازگشت به بالا
-+=