google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
80-100 خطبه ها شرح ابن میثمخطبه ها شرح ابن میثم بحرانی(متن عربی)

خطبه96 شرح ابن میثم بحرانی

و من خطبة له عليه السّلام

نَحْمَدُهُ عَلَى مَا كَانَ- وَ نَسْتَعِينُهُ مِنْ أَمْرِنَا عَلَى مَا يَكُونُ- وَ نَسْأَلُهُ الْمُعَافَاةَ فِي الْأَدْيَانِ- كَمَا نَسْأَلُهُ الْمُعَافَاةَ فِي الْأَبْدَانِ- عِبَادَ اللَّهِ أُوصِيكُمْ بِالرَّفْضِ- لِهَذِهِ الدُّنْيَا التَّارِكَةِ لَكُمْ- وَ إِنْ لَمْ تُحِبُّوا تَرْكَهَا- وَ الْمُبْلِيَةِ لِأَجْسَامِكُمْ وَ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ تَجْدِيدَهَا- فَإِنَّمَا مَثَلُكُمْ وَ مَثَلُهَا كَسَفْرٍ- سَلَكُوا سَبِيلًا فَكَأَنَّهُمْ قَدْ قَطَعُوهُ- وَ أَمُّوا عَلَماً فَكَأَنَّهُمْ قَدْ بَلَغُوهُ- وَ كَمْ عَسَى الْمُجْرِي إِلَى الْغَايَةِ- أَنْ يَجْرِيَ إِلَيْهَا حَتَّى يَبْلُغَهَا- وَ مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَقَاءُ مَنْ لَهُ يَوْمٌ لَا يَعْدُوهُ- وَ طَالِبٌ حَثِيثٌ يَحْدُوهُ- فِي الدُّنْيَا حَتَّى يُفَارِقَهَا فَلَا تَنَافَسُوا فِي عِزِّ الدُّنْيَا وَ فَخْرِهَا- وَ لَا تَعْجَبُوا بِزِينَتِهَا وَ نَعِيمِهَا- وَ لَا تَجْزَعُوا مِنْ ضَرَّائِهَا وَ بُؤْسِهَا- فَإِنَّ عِزَّهَا وَ فَخْرَهَا إِلَى انْقِطَاعٍ- وَ زِينَتَهَا وَ نَعِيمَهَا إِلَى زَوَالٍ- وَ ضَرَّاءَهَا وَ بُؤْسَهَا إِلَى نَفَادٍ- وَ كُلُّ مُدَّةٍ فِيهَا إِلَى انْتِهَاءٍ- وَ كُلُّ حَيٍّ فِيهَا إِلَى فَنَاءٍ- أَ وَ لَيْسَ لَكُمْ فِي آثَارِ الْأَوَّلِينَ مُزْدَجَرٌ وَ فِي آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ تَبْصِرَةٌ وَ مُعْتَبَرٌ- إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ- أَ وَ لَمْ تَرَوْا إِلَى الْمَاضِينَ مِنْكُمْ لَا يَرْجِعُونَ- وَ إِلَى‏ الْخَلَفِ الْبَاقِينَ لَا يَبْقَوْنَ- أَ وَ لَسْتُمْ تَرَوْنَ أَهْلَ الدُّنْيَا- يُصْبِحُونَ وَ يُمْسُونَ عَلَى أَحْوَالٍ شَتَّى- فَمَيِّتٌ يُبْكَى وَ آخَرُ يُعَزَّى- وَ صَرِيعٌ مُبْتَلًى وَ عَائِدٌ يَعُودُ- وَ آخَرُ بِنَفْسِهِ يَجُودُ- وَ طَالِبٌ لِلدُّنْيَا وَ الْمَوْتُ يَطْلُبُهُ- وَ غَافِلٌ وَ لَيْسَ بِمَغْفُولٍ عَنْهُ- وَ عَلَى أَثَرِ الْمَاضِي مَا يَمْضِي الْبَاقِي- أَلَا فَاذْكُرُوا هَاذِمَ اللَّذَّاتِ- وَ مُنَغِّصَ الشَّهَوَاتِ- وَ قَاطِعَ الْأُمْنِيَاتِ- عِنْدَ الْمُسَاوَرَةِ لِلْأَعْمَالِ الْقَبِيحَةِ- وَ اسْتَعِينُوا اللَّهَ عَلَى أَدَاءِ وَاجِبِ حَقِّهِ- وَ مَا لَا يُحْصَى مِنْ أَعْدَادِ نِعَمِهِ وَ إِحْسَانِهِ

اللغة
أقول: الرفض: الترك. و السفر: المسافرون. و أمّوا: قصدوا. و يعدوه: يتعدّاه. و يحدوه: يسوقه. و المساورة: المواثبة.

المعنى

فقوله: نحمده. إلى قوله: في الأبدان.
 خصّص الحمد بما كان لأنّ الشكر على النعمة مترتّب على وقوعها. و الاستعانة على ما يكون لأنّ طلب العون على أمر هو بصدد أن يفعل. ثمّ سأل العافية في الأديان كما سألها في الأبدان لأنّ لها سقما هو في الحقيقة أشدّ، و قيل لأعرابيّ: ما تشتكى قال: ذنوبى. فقيل: ما تشتهى قال: الجنّة. فقيل: أ فلا ندعو لك طبيبا فقال: الطبيب أمرضني، و سمعت عصرة (عنترة خ) العابدة البصريّة رجلًا يقول: ما أشدّ العمى على من كان بصيرا فقالت: يا عبد اللّه غفلت عن مرض الذنوب و اهتممت بمرض الأجساد، و عمى القلب عن اللّه أشدّ. و المعافاة فيها بامداد العناية الإلهيّة ببقائها سليمة و بتداركها للمذنبين بجذبهم إلى التوبة.
ثمّ أردف ذلك بالرأى الصالح و الوصيّة الناصحة برفض الدنيا، و نفّر عنها بذكر معايب: أحدها: تركها لهم على كلّ حال و إن لم يحبّوا تركها، و من أكبرالمصالح ترك محبوب لا بدّ من مفارقته تركا باستدراج النفس و استغفالها كى لا يقدحها مفارقته دفعة مع تمكّن محبّته عن جوهرها فيبقى كمن نقل من معشوقه إلى موضع ظلمانىّ شديد الظلمة. الثاني: كونها مبلية لأجسامهم و إن أحبّوا تجديدها و إبلائها بالأمراض و الهرم، و من شأن الموذى أن يجتنب لا أن يحبّ إصلاحه. ثمّ أردف ذلك بتمثيلهم في الكون بها فمثّلهم بالسفر و مثّلها بسبيل هم سالكوه، و من سلك سبيلا فكأنّهم قطعوه فالمشبّه هم باعتبار سرعة سيرهم و قرب الآخرة منهم و قطع منازل الأعمار، و المشبّه به قاطع ذلك السبيل: أى من سلك سبيلا أشبه في سرعة سيره من قطعه ثمّ لمّا كان لا بدّ لكلّ طريق سلك من غاية يقصد فمن سلك سبيلا فكأنّهم بلغوا تلك الغاية: أى أشبهوا في قرب وصولها من بلغها و هو تخويف بالموت و ما بعده و تحقير لمدّة البقاء في الدنيا و المقام فيها، و أكّد ذلك بقوله: و ما عسى المجرى إلى الغاية أن يجرى إليها حتّى يبلغها: أى إجرائه إليها بسير سريع، و في بعض النسخ: و كم عسى، و التقدير و كم يرجو الّذي يجرى إلى غاية من إجرائه إليها حتّى يبلغها، و هو استفهام في معنى التحقير لما يرجوه من مدّة الجرى، و هي مدّة الحياة الدنيا، و مفعول المجرى محذوف و التقدير المجرى مركوبه. و لمّا لم يكن الغرض إلّا ذكر الإجراء لا جرم حذف المفعول. و قد يجي‏ء لازما، و كذلك قوله: و ما عسى أن يكون بقاء من له يوم لا يعدوه. إلى قوله: يفارقها: أى و ما يرجى و يؤمل أن يكون من ذلك البقاء، و كان هنا تامّة و هو في الموضعين استفهام على سبيل التحقير لما يرجى من البقاء في الدنيا و الانكار على المؤمّل الراجى له، و عنى بالطالب الحثيث الموت و أسند إليه الطلب مجازا و استعار له لفظ الحد و، و قد علمت وجه هذه الاستعارة، و كنّى بذلك الحد و عمّا يتوهّم من سوق أسباب الموت للبدن إليه.

و قوله: و لا تنافسوا. إلى قوله: إلى فناء.
 نهى عن اعتبار شي‏ء من أحوالها: خيرها و شرّها. فمن خيرها عزّها و فخرها و زينتها و نعيمها، و نهى عن المنافسة فيه و الاعجاب به، و أمّا شرّها فضرّائها و شدائدها، و نهى عن الجزع منها و علّل وجوب الانتهاء عمّا نهى عنه بانقطاعه و زواله.
و ما كان من شأنه الزوال و الانقطاع فمن الواجب أن لا يتنافس فيه و لا يعجب به و إن عدّ نافعا، و أن لا يجزع من وجوده و إن عدّ ضارّا.

و قوله: أ و ليس لكم في آثار الأوّلين. إلى قوله: لا يبقون.
 تذكرة لهم بآثار السابقين لهم و الماضين من آبائهم على سبيل استفهامهم عن حصول العبرة لهم بهم استفهام إنكار عليهم أن لا يستفيدوا من ذلك عبرة على تقدير أنّهم عقلاء كما يزعمون ذلك ثمّ تنبيه لهم على وجه الاعتبار و الاتّعاظ و هو عدم رجوع الماضى منهم و عدم بقاء الباقى فإنّ ذلك محلّ العبرة ثمّ تنبيه لهم على ما يرون من أحوال أهل الدنيا المختلفة لستدلّوا على عدم بقائها باختلاف أحوالها و على أنّها لا تصلح قرارا فأهلها بين ميّت يبكى، و آخر يعزّى، و آخر صريع مبتلى بالأمراض و الأسقام، و آخر يعوده مشغول الخاطر به، و آخر في المعاوقة و الاحتضار، و السالم من تلك الامور طالب للدنيا و الموت من ورائه طالب له غافل عمّا يراد به و ليس اللّه بغافل عنه ثمّ لا بدّ له أن يمضى على أثر من مضى و إن طال بقائه، و ما في ما يمضى مصدريّة، و إنّما قدّم الميّت في أقسام أهل الدنيا لأنّ ذكره أشدّ موعظة، و استعار لفظ الجود للمحتضر، و وجه المشابهة أنّه يسمح بنفسه و يسلّمها كما يسلّم الجواد ما يعطيه من مال ثمّ أمرهم بذكر الموت و وصفه بلوازمه المنفّرة عنه و هي كونه هادما للّذّات الدنيويّة، و منغّصا لشهواتها و قاطعا للامنيّات فيها، و عيّن لهم وقت ذكره و هو عند وثباتهم إلى الأعمال القبيحة ليكون ذكره زاجرا لهم عنها ثمّ بالرغبة إلى اللّه في طلب معونته بجواذب عنايته و جميل لطفه على أداء واجب حقوقه الّتي كلّفنا القيام بها بالمواظبة عليها و أداء واجب ما لا يحصى من نعمه بدوام شكرها و الاعتراف بها ملاحظين لجلال كبريائه باعتبار كلّ جزئىّ منها. و باللّه التوفيق.

شرح نهج البلاغة(ابن ميثم بحراني)، ج 3 ، صفحه‏ى 3

نمایش بیشتر

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

دکمه بازگشت به بالا
-+=