google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
60-80 خطبه ها شرح ابن ابی الحدیدخطبه ها شرح ابن ابی الحدید(متن عربی)

خطبه 68 شرح ابن ابی الحدید (متن عربی)(ذم أصحابه)

68 و من كلام له ع في ذم أصحابه

كَمْ أُدَارِيكُمْ كَمَا تُدَارَى الْبِكَارُ الْعَمِدَةُ- وَ الثِّيَابُ الْمُتَدَاعِيَةُ- كُلَّمَا حِيصَتْ مِنْ جَانِبٍ تَهَتَّكَتْ مِنْ آخَرَ- كُلَّمَا أَطَلَّ عَلَيْكُمْ مِنْسَرٌ مِنْ مَنَاسِرِ أَهْلِ الشَّامِ- أَغْلَقَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بَابَهُ- وَ انْجَحَرَ انْجِحَارَ الضَّبَّةِ فِي جُحْرِهَا وَ الضَّبُعِ فِي وِجَارِهَا- الذَّلِيلُ وَ اللَّهِ مَنْ نَصَرْتُمُوهُ- وَ مَنْ رُمِيَ بِكُمْ فَقَدْ رُمِيَ بِأَفْوَقَ نَاصِلٍ- إِنَّكُمْ وَ اللَّهِ لَكَثِيرٌ فِي الْبَاحَاتِ قَلِيلٌ تَحْتَ الرَّايَاتِ- وَ إِنِّي لَعَالِمٌ بِمَا يُصْلِحُكُمْ وَ يُقِيمُ أَوَدَكُمْ- وَ لَكِنِّي وَ اللَّهِ لَا أَرَى إِصْلَاحَكُمْ بِإِفْسَادِ نَفْسِي- أَضْرَعَ اللَّهُ خُدُودَكُمْ وَ أَتْعَسَ جُدُودَكُمْ- لَا تَعْرِفُونَ الْحَقَّ كَمَعْرِفَتِكُمُ الْبَاطِلَ- وَ لَا تُبْطِلُونَ الْبَاطِلَ كَإِبْطَالِكُمُ الْحَقَّ البكار جمع بكر و هو الفتى من الإبل- و العمدة التي قد انشدخت أسنمتها من داخل- و ظاهرها صحيح و ذلك لكثرة ركوبها- . و الثياب المتداعية الأسمال التي قد أخلقت- و إنما سميت متداعية لأن بعضها يتخرق- فيدعو بعضها إلى مثل حاله- . و حيصت خيطت و الحوص الخياطة و تهتكت تخرقت-و أطل عليكم أي أشرف- و روي أظل بالظاء المعجمة و المعنى واحد- . و منسر قطعة من الجيش تمر قدام الجيش الكثير- و الأفصح منسر بكسر الميم و فتح السين- و يجوز منسر بفتح الميم و كسر السين- .

و انجحر استتر في بيته- أجحرت الضب إذا ألجأته إلى جحره فانجحر- . و الضبة أنثى الضباب- و إنما أوقع التشبيه على الضبة- مبالغة في وصفهم بالجبن و الفرار- لأن الأنثى أجبن و أذل من الذكر و الوجار بيت الضبع- . و السهم الأفوق الناصل المكسور الفوق المنزوع النصل- و الفوق موضع الوتر من السهم- يقال نصل السهم إذا خرج منه النصل فهو ناصل- و هذا مثل يضرب لمن استنجد بمن لا ينجده- .

و الباحات جمع باحة و هي ساحة الدار- و الأود العوج أود الشي‏ء بكسر الواو يأود أودا أي أعوج- و تأود أي تعوج- و أضرع الله خدودكم أذل وجوهكم- . ضرع الرجل ذل و أضرعه غيره- و منه المثل الحمى أضرعته لك- . و أتعس جدودكم- أي أحال حظوظكم و سعودكم و أهلكها فجعلها إدبارا و نحسا- . و التعس الهلاك و أصله الكب و هو ضد الانتعاش- تعس الرجل بفتح العين يتعس تعسا- يقول كم أداريكم كما يداري راكب البعير- بعيره المنفضخ السنام- و كما يداري لابس الثوب السمل ثوبه المتداعي- الذي كلما خيط منه جانب تمزق جانب- . ثم ذكر خبئهم و ذلهم- و قلة انتصار من ينتصر بهم- و أنهم كثير في الصورة قليل في المعنى-

ثم قال إني عالم بما يصلحكم- يقول إنما يصلحكم في السياسة السيف و صدق- فإن كثيرا لا يصلح إلا عليه- كما فعل الحجاج بالجيش الذي تقاعد بالمهلب-فإنه نادى مناديه- من وجدناه بعد ثالثة لم يلتحق بالمهلب فقد حل لنا دمه- ثم قتل عمير بن ضابئ و غيره- فخرج الناس يهرعون إلى المهلب- . و أمير المؤمنين لم يكن ليستحل من دماء أصحابه- ما يستحله من يريد الدنيا- و سياسة الملك و انتظام الدولة-قال ع لكني لا أرى إصلاحكم بإفساد نفسي- أي بإفساد ديني عند الله تعالى- .

فإن قلت أ ليست نصرة الإمام واجبة عليهم- فلم لا يقتلهم إذ أخلوا بهذا الواجب- قلت ليس كل إخلال بواجب يكون عقوبته القتل- كمن أخل بالحج- و أيضا فإنه كان يعلم أن عاقبة القتل فسادهم عليه و اضطرابهم- فلو أسرع في قتلهم لشغبوا عليه شغبا- يفضي إلى أن يقتلوه و يقتلوا أولاده- أو يسلموه و يسلموهم إلى معاوية- و متى علم هذا أو غلب على ظنه لم يجز له- أن يسوسهم بالقتل الذي يفضي إلى هذه المفسدة- فلو ساسهم بالقتل و الحال هذه- لكان آثما عند الله تعالى و مواقعا للقبيح- و في ذلك إفساد دينه- كما قال لا تعرفون الحق كمعرفتكم الباطل- إلى آخر الفصل- فكأنه قال لا تعتقدون الصواب و الحق- كما تعتقدون الخطأ و الباطل- أي اعتقادكم الحق قليل و اعتقادكم الباطل كثير- فعبر عن الاعتقاد العام بالمعرفة الخاصة- و هي نوع تحت جنسه مجازا- . ثم قال و لا تسرعون في نقض الباطل سرعتكم- في نقض الحق و هدمه

طائفة من الأشعار الواردة في ذم الجبن

و اعلم أن الهجاء بالجبن و الذل الفرق كثير جدا- و نظير قوله إنكم لكثير في الباحات- قليل تحت الرايات قول معدان الطائي-

فأما الذي يحصيهم فمكثر
و أما الذي يطريهم فمقلل‏

و نحو قول قراد بن حنش و هو من شعر الحماسة-

و أنتم سماء يعجب الناس رزها
بآبدة تنحي شديد وئيدها

تقطع أطناب البيوت بحاصب‏
و أكذب شي‏ء برقها و رعودها

فويلمها خيلا بهاء و شارة
إذا لاقت الأعداء لو لا صدودها

– . و من شعر الحماسة في هذا المعنى-
لقد كان فيكم لو وفيتم بجاركم
لحى و رقاب عردة و مناخر

من الصهب أثناء و جذعا كأنها
عذارى عليها شارة و معاجر

و من الهجاء بالجبن و الفرار قول بعض بني طيئ- يهجو حاتما و هو من شعر الحماسة أيضا-

لعمري و ما عمري على بهين
لبئس الفتى المدعو بالليل حاتم‏

غداة أتى كالثور أحرج فاتقى‏
بجبهته أقتاله و هو قائم‏

كأن بصحراء المريط نعامة
تبادرها جنح الظلام نعائم‏

أعارتك رجليها و هافي لبها
و قد جردت بيض المتون صوارم‏

و نظير المعنى الأول أيضا قول بعضهم من شعر الحماسة-

كاثر بسعد إن سعدا كثيرة
و لا ترج من سعد وفاء و لا نصرا

يروعك من سعد بن عمرو جسومها
و تزهد فيها حين تقتلها خبرا

 و منه قول عويف القوافي-

و ما أمكم تحت الخوافق و القنا
بثكلى و لا زهراء من نسوة زهر

أ لستم أقل الناس عند لوائهم‏
و أكثرهم عند الذبيحة و القدر

و ممن حسن الجبن و الفرار بعض الشعراء في قوله-

أضحت تشجعني هند و قد علمت
أن الشجاعة مقرون بها العطب‏

لا و الذي حجت الأنصار كعبته‏
ما يشتهي الموت عندي من له أرب‏

للحرب قوم أضل الله سعيهم
إذا دعتهم إلى حوماتها وثبوا

و لست منهم و لا أهوى فعالهم‏
لا القتل يعجبني منها و لا السلب‏

و من هذا قول أيمن بن خريم الأسدي-

إن للفتنة ميطا بينا
و وريد الميط منها يعتدل‏

فإذا كان عطاء فابتدر
و إذا كان قتال فاعتزل‏

إنما يسعرها جهالها
حطب النار فدعها تشتعل‏

و ممن عرف بالجبن أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد- عيره عبد الملك بن مروان فقال-

إذا صوت العصفور طار فؤاده
و ليث حديد الناب عند الثرائد

 و قال آخر-

يطير فؤاده من نبح كلب
و يكفيه من الزجر الصفير

 و قال آخر-

و لو أنها عصفورة لحسبتها
مسومة تدعو عبيدا و أزنما

أخبار الجبناء و ذكر نوادرهم

و من أخبار الجبناء ما رواه ابن قتيبة- في كتاب عيون الأخبار- قال رأى عمرو بن العاص معاوية يوما فضحك- و قال مم تضحك يا أمير المؤمنين أضحك الله سنك- قال أضحك من حضور ذهنك- عند إبدائك سوءتك يوم ابن أبي طالب- و الله لقد وجدته منانا كريما- و لو شاء أن يقتلك لقتلك- فقال عمرو يا أمير المؤمنين- أما و الله إني لعن يمينك حين دعاك إلى البراز- فأحولت عيناك و انفتح سحرك- و بدا منك ما أكره ذكره لك- فمن نفسك فاضحك أو فدع- قال ابن قتيبة و قدم الحجاج على الوليد بن عبد الملك- و عليه درع و عمامة سوداء و قوس عربية و كنانة- فبعثت أم البنين بنت عبد العزيز- بن مروان إلى الوليد و هي تحته يومئذ- من هذا الأعرابي المستلئم في الصلاح عندك على خلوة- و أنت في غلالة-فأرسل إليها الوليد أنه الحجاج- فأعادت عليه الرسول- و الله لأن يخلو بك ملك الموت أحب إلي- من أن يخلو بك الحجاج- فضحك و أخبر الحجاج بقولها و هو يمازحه- فقال الحجاج يا أمير المؤمنين- دع عنك مفاكهة النساء بزخرف القول- فإنما المرأة ريحانة و ليست بقهرمانة- فلا تطلعها على سرك و مكايدة عدوك- .

فلما انصرف الحجاج و دخل الوليد على امرأته- أخبرها بمقالة الحجاج فقالت يا أمير المؤمنين- حاجتي إليك اليوم أن تأمره غدا أن يأتيني مستلئما- ففعل ذلك و أتاها الحجاج فحجبته ثم أدخلته- و لم تأذن له في القعود فلم يزل قائما- ثم قالت إيه يا حجاج- أنت الممتن على أمير المؤمنين- بقتلك ابن الزبير و ابن الأشعث- أما و الله لو لا أن الله علم أنك شر خلقه- ما ابتلاك برمي الكعبة الحرام- و لا بقتل ابن ذات النطاقين أول مولود في الإسلام- و أما نهيك أمير المؤمنين عن مفاكهة النساء- و بلوغ لذاته و أوطاره- فإن كن ينفرجن عن مثلك فما أحقه بالقبول منك- و إن كن ينفرجن عن مثله فهو غير قابل لقولك- أما و الله لو نفض نساء أمير المؤمنين الطيب- من غدائرهن فبعنه في أعطية أهل الشام- حين كنت في أضيق من القرن- قد أظلتك الرماح و أثخنك الكفاح- و حين كان أمير المؤمنين أحب إليهم- من آبائهم و أبنائهم- فأنجاك الله من عدو أمير المؤمنين بحبهم إياه- قاتل الله القائل حين ينظر إليك- و سنان غزالة بين كتفيك-

أسد علي و في الحروب نعامة
ربداء تنفر من صفير الصافر

هلا برزت إلى غزالة في الوغى‏
أم كان قلبك في جناحي طائر

ثم قالت لجواريها أخرجنه فاخرج- .و من طريف حكايات الجبناء- ما ذكره ابن قتيبة أيضا في الكتاب المذكور- قال كان بالبصرة شيخ من بني نهشل بن دارم- يقال له عروة بن مرثد و يكنى أبا الأعز- ينزل في بني أخت له من الأزد في سكة بني مازن- فخرج رجالهم إلى ضياعهم في شهر رمضان- و خرج النساء يصلين في مسجدهم- و لم يبق في الدار إلا إماء فدخل كلب يتعسس- فرأى بيتا مفتوحا فدخله و انصفق الباب عليه- فسمع بعض الإماء الحركة- فظنوا أنه لص دخل الدار- فذهبت إحداهن إلى أبي الأعز فأخبرته- فقال أبو الأعز إلام يبتغي اللص عندنا و أخذ عصاه- و جاء حتى وقف بباب البيت و قال إيه يا فلان-

أما و الله إني بك لعارف فهل أنت من لصوص بني مازن- شربت حامضا خبيثا- حتى إذا دارت في رأسك منتك نفسك الأماني- و قلت أطرق دور بني عمرو و الرجال خلوف- و النساء يصلين في مسجدهن فأسرقهم سوءة لك- و الله ما يفعل هذا ولد الأحرار- و ايم الله لتخرجن أو لأهتفن هتفة مشئومة- يلتقي فيها الحيان عمرو و حنظلة- و تجي‏ء سعد عدد الحصى- و تسيل عليك الرجال من هنا و هنا- و لئن فعلت لتكونن أشأم مولود- . فلما رأى أنه لا يجيبه أخذه باللين- فقال اخرج بأبي أنت مستورا- و الله ما أراك تعرفني و لو عرفتني لقنعت بقولي- و اطمأننت إلى ابن أختي البار الوصول- أنا فديتك أبو الأعز النهشلي- و أنا خال القوم و جلدة بين أعينهم لا يعصونني- و لا تضار الليلة و أنت في ذمتي و عندي قوصرتان- أهداهما إلى ابن أختي البار الوصول- فخذ إحداهما فانبذها حلالا من الله و رسوله- . و كان الكلب إذا سمع الكلام أطرق- و إذا سكت أبو الأعز وثب يريد المخرج- فتهانف أبو الأعز ثم تضاحك- و قال يا ألأم الناس و أوضعهم- أ لا أراني لك منذ الليلة في واد و أنت لي في واد آخر- أقبلت السوداء و البيضاء فتصيح و تطرق- فإذا سكت عنك وثبت تريد الخروج- و الله لتخرجن أو لألجن عليك البيت- .

فلما طال وقوفه جاءت إحدى الإماء- فقالت أعرابي مجنون و الله ما أرى في البيت شيئا- فدفعت الباب فخرج الكلب شاردا- و حاد عنه أبو الأعز ساقطا على قفاه شائلة رجلاه- و قال تالله ما رأيت كالليلة هذه- ما أراه إلا كلبا و لو علمت بحاله لولجت عليه- . و نظير هذه الحكاية حكاية أبي حية النميري و كان جبانا- قيل كان لأبي حية سيف ليس بينه و بين الخشب فرق- كان يسميه لعاب المنية- فحكى عنه بعض جيرانه- أنه قال أشرفت عليه ليلة- و قد انتضاه و هو واقف بباب بيت في داره- و قد سمع فيه حسا- و هو يقول أيها المغتر بنا المجترئ علينا- بئس و الله ما اخترت لنفسك- خير قليل و سيف صقيل- لعاب المنية الذي سمعت به مشهورة صولته- و لا تخاف نبوته اخرج بالعفو عنك- لا أدخل بالعقوبة عليك-

إني و الله إن أدع قيسا تملأ الفضاء عليك خيلا و رجلا- سبحان الله ما أكثرها و أطيبها- و الله ما أنت ببعيد من تابعها- و الرسوب في تيار لجتها- . و قال وهبت ريح ففتحت الباب- فخرج كلب يشتد فلبط بأبي حية و أربد و شغر برجليه- و تبادرت إليه نساء الحي- فقلن يا أبا حية لتفرخ روعتك- إنما هو كلب فجلس و هو- يقول الحمد لله الذي مسخك كلبا و كفاني حربا- . و خرج مغيرة بن سعيد العجلي في ثلاثين رجلا ظهر الكوفة- فعطعطوا و خالد بن عبد الله القسري أمير العراق- يخطب على المنبر فعرق و اضطرب و تحير و جعل يقول- أطعموني ماء فهجاه ابن نوفل فقال-

أ خالد لا جزاك الله خيرا
و أيري في حرامك من أمير

تروم الفخر في أعراب قسر
كأنك من سراة بني جرير

جرير من ذوي يمن أصيل
كريم الأصل ذو خطر كبير

و أمك علجة و أبوك وغد
و ما الأذناب عدل للصدور

و كنت لدى المغيرة عبد سوء
تبول من المخافة للزئير

لأعلاج ثمانية و شيخ‏
كبير السن ليس بذي ضرير

صرخت من المخافة أطعموني
شرابا ثم بلت على السرير

 و قال آخر يعيره بذلك-

بل المنابر من خوف و من دهش
و استطعم الماء لما جد في الهرب‏

و من كلام ابن المقفع في ذم الجبن- الجبن مقتلة و الحرص محرمة- فانظر فيما رأيت و سمعت- من قتل في الحرب مقبلا أكثر أم من قتل مدبرا- و انظر من يطلب إليك بالإجمال و التكرم- أحق أن تسخو نفسك له بالعطية- أم من يطلب ذلك بالشره و الحرص

شرح ‏نهج‏ البلاغة(ابن‏ أبي ‏الحديد) ج 6

Show More

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

Back to top button
-+=