google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
60-80 خطبه ها شرح ابن ابی الحدیدخطبه ها شرح ابن ابی الحدید(متن عربی)

خطبه 63 شرح ابن ابی الحدید (متن عربی)

63 و من خطبة له ع

فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ وَ بَادِرُوا آجَالَكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ- وَ ابْتَاعُوا مَا يَبْقَى لَكُمْ بِمَا يَزُولُ عَنْكُمْ- وَ تَرَحَّلُوا فَقَدْ جُدَّ بِكُمْ- وَ اسْتَعِدُّوا لِلْمَوْتِ فَقَدْ أَظَلَّكُمْ- وَ كُونُوا قَوْماً صِيحَ بِهِمْ فَانْتَبَهُوا- وَ عَلِمُوا أَنَّ الدُّنْيَا لَيْسَتْ لَهُمْ بِدَارٍ فَاسْتَبْدَلُوا- فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَخْلُقْكُمْ عَبَثاً وَ لَمْ يَتْرُكْكُمْ سُدًى- وَ مَا بَيْنَ أَحَدِكُمْ وَ بَيْنَ الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ- إِلَّا الْمَوْتُ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ- وَ إِنَّ غَايَةً تَنْقُصُهَا اللَّحْظَةُ وَ تَهْدِمُهَا السَّاعَةُ- لَجَدِيرَةٌ بِقِصَرِ الْمُدَّةِ- وَ إِنَّ غَائِباً يَحْدُوهُ الْجَدِيدَانِ- اللَّيْلُ وَ النَّهَارُ لَحَرِيٌّ بِسُرْعَةِ الْأَوْبَةِ- وَ إِنَّ قَادِماً يَقْدَمُ بِالْفَوْزِ أَوِ الشِّقْوَةِ- لَمُسْتَحِقٌّ لِأَفْضَلِ الْعُدَّةِ- فَتَزَوَّدُوا فِي الدُّنْيَا مِنَ الدُّنْيَا- مَا تُحْرِزُونَ بِهِ أَنْفُسَكُمْ غَداً- فَاتَّقَى عَبْدٌ رَبَّهُ نَصَحَ نَفْسَهُ وَ قَدَّمَ تَوْبَتَهُ وَ غَلَبَ شَهْوَتَهُ- فَإِنَّ أَجَلَهُ مَسْتُورٌ عَنْهُ وَ أَمَلَهُ خَادِعٌ لَهُ- وَ الشَّيْطَانُ مُوَكَّلٌ بِهِ يُزَيِّنُ لَهُ الْمَعْصِيَةَ لِيَرْكَبَهَا- وَ يُمَنِّيهِ التَّوْبَةَ لِيُسَوِّفَهَا- إِذَا هَجَمَتْ مَنِيَّتُهُ عَلَيْهِ أَغْفَلَ مَا يَكُونُ عَنْهَا- فَيَا لَهَا حَسْرَةً عَلَى ذِي غَفْلَةٍ أَنْ يَكُونَ عُمُرُهُ عَلَيْهِ حُجَّةً- وَ أَنْ تُؤَدِّيَهُ أَيَّامُهُ إِلَى الشِّقْوَةِ- نَسْأَلُ اللَّهَ سُبْحَانَهُ- أَنْ يَجْعَلَنَا وَ إِيَّاكُمْ مِمَّنْ لَا تُبْطِرُهُ نِعْمَةٌ- وَ لَا تُقَصِّرُ بِهِ عَنْ طَاعَةِ رَبِّهِ غَايَةٌ- وَ لَا تَحُلُّ بِهِ بَعْدَ الْمَوْتِ نَدَامَةٌ وَ لَا كَآبَةٌ

بادروا آجالكم بأعمالكم أي سابقوها و عاجلوها- البدار العجلة- و ابتاعوا الآخرة الباقية بالدنيا الفانية الزائلة- . و قوله فقد جد بكم أي حثثتم على الرحيل- يقال جد الرحيل و قد جد بفلان- إذا أزعج و حث على الرحيل- . و استعدوا للموت يمكن أن يكون بمعنى أعدوا- فقد جاء استفعل بمعنى أفعل- كقولهم استجاب له أي أجابه- . و يمكن أن يكون بمعنى الطلب- كما تقول استطعم أي طلب الطعام- فيكون بالاعتبار الأول كأنه قال أعدوا للموت عدة- و بمعنى الاعتبار الثاني كأنه قال اطلبوا للموت عدة- . و أظلكم قرب منكم كأنه ألقى عليهم ظله- و هذا من باب الاستعارة- . و العبث اللعب أو ما لا غرض فيه- أو ما لا غرض صحيح فيه- .

و قوله و لم يترككم سدى أي مهملين- . و قوله أن ينزل به موضعه رفع لأنه بدل من الموت- و الغائب المشار إليه هو الموت- . و يحدوه الجديدان يسوقه الليل و النهار- و قيل الغائب هنا هو الإنسان يسوقه الجديدان- إلى الدار التي هي داره الحقيقية و هي الآخرة- و هو في الدنيا غائب على الحقيقة عن داره التي خلق لها- و الأول أظهر- . و قوله فتزودوا في الدنيا من الدنيا كلام فصيح- لأن الأمر الذي به يتمكن المكلف- من إحراز نفسه في الآخرة- إنما هو يكتسبه في الدنيا منها- و هو التقوى و الإخلاص و الإيمان- . و الفاء في قوله فاتقى عبد ربه- لبيان ماهية الأمر الذي يحرز الإنسان به نفسه-و لتفصيل أقسامه و أنواعه- كما تقول فعل اليوم فلان أفعالا جميلة- فأعطى فلانا و صفح عن فلان و فعل كذا- و قد روي اتقى عبد ربه بلا فاء- بتقدير هلا و معناه التحضيض- .

و قد روي ليسوفها بكسر الواو و فتحها- و الضمير في الرواية الأولى يرجع إلى نفسه- و قد تقدم ذكرها قبل بكلمات يسيرة- و يجوز أن يعنى به ليسوف التوبة- كأنه جعلها مخاطبة يقول لها سوف أوقعك- و التسويف أن يقول في نفسه سوف أفعل- و أكثر ما يستعمل للوعد الذي لا نجاز له- و من روى بفتح الواو جعله فعل ما لم يسم فاعله- و تقديره و يمنيه الشيطان التوبة- أي يجعلها في أمنيته ليكون مسوفا إياها- أي يعد من المسوفين المخدوعين- . و قوله فيا لها حسرة يجوز أن يكون نادى الحسرة- و فتحة اللام على أصل نداء المدعو كقولك يا للرجال- و يكون المعنى هذا وقتك أيتها الحسرة فاحضري- و يجوز أن يكون المدعو غير الحسرة- كأنه قال يا للرجال للحسرة- فتكون لامها مكسورة نحو الأصل لأنها المدعو إليه- إلا أنها لما كانت للضمير فتحت- أي أدعوكم أيها الرجال لتقضوا العجب من هذه الحسرة

عظة للحسن البصري

و هذا الكلام من مواعظ أمير المؤمنين البالغة- و نحوه من كلام الحسن البصري- ذكره شيخنا أبو عثمان في البيان و التبيين-ابن آدم بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعا- و لا تبع آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعا- و إذا رأيت الناس في الخير فقاسمهم فيه- و إذا رأيتهم في الشر فلا تغبطهم عليه- البقاء هاهنا قليل و البقاء هناك طويل- أمتكم آخر الأمم و أنتم آخر أمتكم- و قد أسرع بخياركم فما تنتظرون المعاينة- فكأن قد هيهات هيهات ذهبت الدنيا بحاليها- و بقيت الأعمال قلائد في الأعناق- فيا لها موعظة لو وافقت من القلوب حياة- ألا إنه لا أمة بعد أمتكم و لا نبي بعد نبيكم- و لا كتاب بعد كتابكم- أنتم تسوقون الناس و الساعة تسوقكم- و إنما ينتظر بأولكم أن يلحق آخركم- من رأى محمدا ص فقد رآه غاديا رائحا- لم يضع لبنة على لبنة و لا قصبة على قصبة- رفع له علم فسما إليه فالوحى الوحى النجاء النجاء- على ما ذا تعرجون- ذهب أماثلكم و أنتم ترذلون كل يوم فما تنتظرون- .

إن الله بعث محمدا على علم منه اختاره لنفسه- و بعثه برسالته و أنزل إليه كتابه- و كان صفوته من خلقه و رسوله إلى عباده- ثم وضعه من الدنيا موضعا ينظر إليه أهل الأرض- فآتاه فيها قوتا و بلغة- ثم قال لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ- فركن أقوام إلى غير عيشته- و سخطوا ما رضي له ربه فأبعدهم و أسحقهم- . يا ابن آدم طأ الأرض بقدمك فإنها عن قليل قبرك- و اعلم أنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك- رحم الله امرأ نظر فتفكر و تفكر فاعتبر- و اعتبرفأبصر و أبصر فأقصر- فقد أبصر أقوام و لم يقصروا- ثم هلكوا فلم يدركوا ما طلبوا- و لا رجعوا إلى ما فارقوا- . يا ابن آدم اذكر قوله عز و جل- وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ- وَ نُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً- اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى‏ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً- عدل و الله عليك من جعلك حسيب نفسك- .

خذوا صفوة الدنيا و دعوا كدرها- و دعوا ما يريبكم إلى ما لا يريبكم- ظهر الجفاء و قلت العلماء و عفت السنة و شاعت البدعة- لقد صحبت أقواما ما كانت صحبتهم- إلا قرة عين لكل مسلم و جلاء الصدور- و لقد رأيت أقواما كانوا من حسناتهم أن ترد عليهم- أشفق منكم من سيئاتكم أن تعذبوا عليها- و كانوا مما أحل الله لهم من الدنيا أزهد منكم- فيما حرم عليكم منها- . ما لي أسمع حسيسا و لا أرى أنيسا- ذهب الناس و بقي النسناس- لو تكاشفتم ما تدافنتم- تهاديتم الأطباق و لم تتهادوا النصائح- أعدوا الجواب فإنكم مسئولون- إن المؤمن من لا يأخذ دينه عن رأيه و لكن عن ربه- ألا إن الحق قد أجهد أهله- و حال بينهم و بين شهواتهم- و ما يصبر عليه إلا من عرف فضله و رجا عاقبته- فمن حمد الدنيا ذم الآخرة- و لا يكره لقاء الله إلا مقيم على ما يسخطه- إن الإيمان ليس بالتمني و لا بالتشهي- و لكن ما وقر في القلوب و صدقته الأعمال- . و هذا كلام حسن و موعظة بالغة- إلا أنه في الجزالة و الفصاحة- دون كلام أمير المؤمنين ع بطبقات

من خطب عمر بن عبد العزيز

و من خطب عمر بن عبد العزيز- إن لكل سفر زادا لا محالة- فتزودوا لسفركم من الدنيا إلى الآخرة- فكونوا كمن عاين ما أعد الله تعالى من ثوابه و عقابه- فرغبوا و رهبوا- و لا يطولن عليكم الأمر فتقسو قلوبكم- و تنقادوا لعدوكم فإنه و الله ما بسط من لا يدري- لعله لا يصبح بعد إمسائه و لا يمسي بعد إصباحه- و ربما كانت بين ذلك خطفات المنايا- فكم رأينا و أنتم من كان بالدنيا مغترا- فأصبح في حبائل خطوبها و مناياها أسيرا- و إنما تقر عين من وثق بالنجاة من عذاب الله- و إنما يفرح من أمن من أهوال يوم القيامة- فأما من لا يبرأ من كلم- إلا أصابه جارح من ناحية أخرى فكيف يفرح- أعوذ بالله أن أخبركم بما أنهى عنه نفسي- فتخيب صفقتي و تظهر عورتي- و تبدو مسكنتي في يوم يبدو فيه الغني و الفقير- و الموازين منصوبة و الجوارح ناطقة- لقد عنيتم بأمر لو عنيت به النجوم لانكدرت- و لو عنيت به الجبال لذابت أو الأرض لانفطرت- أ ما تعلمون أنه ليس بين الجنة و النار منزلة- و أنكم صائرون إلى أحدهما- . و من خطب عمر بن عبد العزيز- أيها الناس إنكم لم تخلقوا عبثا و لم تتركوا سدى- و إن لكم معادا يبين الله لكم فيه الحكم و الفصل بينكم- فخاب و خسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شي‏ء- و حرم الجنة التي عرضها السموات و الأرض- .

و اعلموا أن الأمان لمن خاف الله- و باع قليلا بكثير و فانيا بباق- أ لا ترون أنكم في أسلاب الهالكين- و سيسلبها بعدكم الباقون- حتى ترد إلى خير الوارثين- ثم إنكم في كل يوم تشيعون غاديا- و رائحا إلى الله عز و جل- قد قضى نحبه و بلغ أجله- تغيبونه في صدع من الأرض- ثم تدعونه غير ممهد و لا موسد- قد صرم الأسباب و فارق الأحباب- و واجه الحساب و صار في التراب- غنيا عما ترك فقيرا إلى ما قدم

من خطب ابن نباتة

و من خطب ابن نباتة الجيدة في ذكر الموت- أيها الناس ما أسلس قياد من كان الموت جريره- و أبعد سداد من كان هواه أميره- و أسرع فطام من كانت الدنيا ظئره- و أمنع جناب من أضحت التقوى ظهيره- فاتقوا الله عباد الله حق تقواه- و راقبوه مراقبة من يعلم أنه يراه- و تأهبوا لوثبات المنون- فإنها كامنة في الحركات و السكون- بينما ترى المرء مسرورا بشبابه- مغرورا بإعجابه مغمورا بسعة اكتسابه- مستورا عما خلق له لما يغرى به- إذ أسعرت فيه الأسقام شهابها- و كدرت له الأيام شرابها- و حومت عليه المنية عقابها- و أعلقت فيه ظفرها و نابها فسرت فيه أوجاعه- و تنكرت عليه طباعه و أظل رحيله و وداعه- و قل عنه منعه و دفاعه فأصبح ذا بصر حائر- و قلب طائر و نفس غابر في قطب هلاك دائر- قد أيقن بمفارقة أهله و وطنه- و أذعن بانتزاع روحه عن بدنه- حتى إذا تحقق منه اليأس و حل به المحذور و البأس- أومأ إلى خاص عواده موصيا لهم بأصاغر أولاده- جزعا عليهم من ظفر أعدائه و حساده-و النفس بالسياق تجذب و الموت بالفراق يقرب- العيون لهول مصرعه تسكب- و الحامة عليه تعدد و تندب- حتى تجلى له ملك الموت من حجبه- فقضى فيه قضاء أمر ربه فعافه الجليس- و أوحش منه الأنيس و زود من ماله كفنا- و حصر في الأرض بعمله مرتهنا- وحيدا على كثرة الجيران بعيدا على قرب المكان- مقيما بين قوم كانوا فزالوا- و حوت عليهم الحادثات فحالوا- لا يخبرون بما إليه آلوا و لو قدروا على المقال لقالوا- قد شربوا من الموت كأسا مرة- و لم يفقدوا من أعمالهم ذرة- و آلى عليهم الدهر ألية برة- ألا يجعل لهم الدنيا كرة كأنهم لم يكونوا للعيون قرة- و لم يعدوا في الأحياء مرة أسكتهم الذي أنطقهم- و أبادهم الذي خلقهم و سيوجدهم كما خلقهم- و يجمعهم كما فرقهم- يوم يعيد الله العالمين خلقا جديدا- و يجعل الله الظالمين لنار جهنم وقودا- يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً- وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ- تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَ بَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً

شرح ‏نهج ‏البلاغة(ابن‏ أبي‏ الحديد) ج 5

Show More

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

Back to top button
-+=