google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
40-60 خطبه ها شرح ابن ابی الحدیدخطبه ها شرح ابن ابی الحدید(متن عربی)

خطبه 41 شرح ابن ابی الحدید (متن عربی)

41 و من خطبة له ع

إِنَّ الْوَفَاءَ تَوْأَمُ الصِّدْقِ وَ لَا أَعْلَمُ جُنَّةً أَوْقَى مِنْهُ- وَ مَا يَغْدِرُ مَنْ عَلِمَ كَيْفَ الْمَرْجِعُ- وَ لَقَدْ أَصْبَحْنَا فِي زَمَانٍ قَدِ اتَّخَذَ أَكْثَرُ أَهْلِهِ الْغَدْرَ كَيْساً- وَ نَسَبَهُمْ أَهْلُ الْجَهْلِ فِيهِ إِلَى حُسْنِ الْحِيلَةِ- مَا لَهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ- قَدْ يَرَى الْحُوَّلُ الْقُلَّبُ وَجْهَ الْحِيلَةِ وَ دُونَهَا مَانِعٌ- مِنْ أَمْرِ اللَّهِ وَ نَهْيِهِ- فَيَدَعُهَا رَأْيَ عَيْنٍ بَعْدَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهَا- وَ يَنْتَهِزُ فُرْصَتَهَا مَنْ لَا حَرِيجَةَ لَهُ فِي الدِّينِ يقال هذا توأم هذا و هذه توأمته و هما توأمان- و إنما جعل الوفاء توأم الصدق- لأن الوفاء صدق في الحقيقة- أ لا ترى أنه قد عاهد على أمر و صدق فيه و لم يخلف- و كأنهما أعم و أخص- و كل وفاء صدق و ليس كل صدق وفاء- فإن امتنع من حيث الاصطلاح- تسمية الوفاء صدقا فلأمر آخر- و هو أن الوفاء قد يكون بالفعل دون القول- و لا يكون الصدق إلا في القول- لأنه نوع من أنواع الخبر و الخبر قول- .

ثم قال و لا أعلم جنة أي درعا- أوقى منه أي أشد وقاية و حفظا- لأن الوفي محفوظ من الله مشكور بين الناس- . ثم قال و ما يغدر من علم كيف المرجع- أي من علم الآخرة و طوى عليها عقيدته- منعه ذلك أن يغدر لأن الغدر يحبط الإيمان- . ثم ذكر أن الناس في هذا الزمان- ينسبون أصحاب الغدر إلى الكيس- و هو الفطنة و الذكاء- فيقولون لمن يخدع و يغدر و لأرباب الجريرة و المكر- هؤلاء أذكياء أكياس- كما كانوا يقولون في عمرو بن العاص و المغيرة بن شعبة- و ينسبون أرباب ذلك إلى حسن الحيلة و صحة التدبير- . ثم قال ما لهم قاتلهم الله دعاء عليهم- . ثم قال قد يرى الحول القلب وجه الحيلة- و يمنعه عنها نهي الله تعالى عنها- و تحريمه بعد أن قدر عليها و أمكنه- و الحول القلب الذي قد تحول و تقلب في الأمور و جرب- و حنكته الخطوب و الحوادث- .

ثم قال و ينتهز فرصتها أي يبادر إلى افتراصها و يغتنمها- من لا حريجة له في الدين أي ليس بذي حرج- و التحرج التأثم و الحريجة التقوى- و هذه كانت سجيته ع و شيمته- ملك أهل الشام الماء عليه و الشريعة بصفين- و أرادوا قتله و قتل أهل العراق عطشا- فضاربهم على الشريعة حتى ملكها عليهم- و طردهم عنها- فقال له أهل العراق اقتلهم بسيوف العطش- و امنعهم الماء و خذهم قبضا بالأيدي- فقال إن في حد السيف لغنى عن ذلك- و إني لا أستحل منعهم الماء- فأفرج لهم عن الماء فوردوه- ثم قاسمهم الشريعة شطرين بينهم و بينه- و كان الأشتر يستأذنه أن يبيت معاوية- فيقول‏إن رسول الله ص نهى أن يبيت المشركون – و توارث بنوه ع هذا الخلق الأبي- . أراد المضاء أن يبيت عيسى بن موسى- فمنعه إبراهيم بن عبد الله- . و أرسل لما ظهر بالبصرة إلى محمد بن قحطبة مولى باهلة- و كان قد ولي لأبي جعفر المنصور بعض أعمال بفارس-

فقال له هل عندك مال قال لا- قال آلله قال آلله قال خلوا سبيله- فخرج ابن قحطبة و هو يقول بالفارسة- ليس هذا من رجال أبي جعفر- و قال لعبد الحميد بن لاحق بلغني أن عندك مالا للظلمة- يعني آل أبي أيوب المورياني كاتب المنصور- فقال ما لهم عندي مال- قال تقسم بالله قال نعم- فقال إن ظهر لهم عندك مال لأعدنك كذابا- . و أرسل إلى طلحة الغدري و كان للمنصور عنده مال- بلغنا أن عندك مالا فأتنا به- فقال أجل إن عندي مالا- فإن أخذته مني أغرمنيه أبو جعفر فأضرب عنه- . و كان لغير إبراهيم ع من آل أبي طالب- من هذا النوع أخبار كثيرة- و كان القوم أصحاب دين ليسوا من الدنيا بسبيل- و إنما يطلبونها ليقيموا عمود الدين بالإمرة فيها- فلم يستقم لهم و الدنيا إلى أهلها أميل‏

الأخبار و الأحاديث و الآيات الواردة في مدح الوفاء و ذم الغدر

و من الأخبار النبوية المرفوعة في ذم الغدر ذمة المسلمين واحدة- فإن جارت عليهم أمة منهم فلا تخفروا جوارها- فإن لكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة

و روى أبو هريرة قال مر رسول الله ص برجل يبيع طعاما- فسأله كيف تبيع فأخبره- فأمر أبا هريرة أن يدخل فيه يده- فأدخلها فإذا هو مبلول- فقال رسول الله ص ليس منا من غش

قال بعض الملوك لرسول ورد إليه من ملك آخر- أطلعني على سر صاحبك- فقال أيها الملك إنا لا نستحسن الغدر- و إنه لو حول ثواب الوفاء إليه- لما كان فيه عوض من قبحه- و لكان سماجة اسمه و بشاعة ذكره ناهيين عنه- . مالك بن دينار كفى بالمرء خيانة أن يكون أمينا للخونة- . وقع جعفر بن يحيى على ظهر كتاب- كتبه علي بن عيسى بن ماهان إلى الرشيد- يسعى فيه بالبرامكة- فدفعه الرشيد إلى جعفر يمن به عليه- و قال أجبه عنه فكتب في ظاهره- حبب الله إليك الوفاء يا أخي فقد أبغضته- و بغض إليك الغدر فقد أحببته- إني نظرت إلى الأشياء حتى أجد لك فيها مشبها فلم أجد- فرجعت إليك فشبهتك بك- و لقد بلغ من حسن ظنك بالأيام- أن أملت السلامة مع البغي- و ليس هذا من عاداتها و السلام- . كان العهد في عيسى بن موسى بن محمد بعد المنصور- بكتاب كتبه السفاح- فلما طالت أيام المنصور سامه أن يخلع نفسه من العهد- و يقدم محمدا المهدي عليه فكتب إليه عيسى

بدت لي أمارات من الغدر شمتها
أرى ما بدا منها سيمطركم دما

و ما يعلم العالي متى هبطاته
و إن سار في ريح الغرور مسلما

أبو هريرة يرفعه اللهم إني أعوذ بك من الجوع فبئس الضجيع- و أعوذ بك من الخيانة فبئست البطانة و عنه مرفوعا المكر و الخديعة و الخيانة في النار

قال مروان بن محمد لعبد الحميد الكاتب عند زوال أمره- أرى أن تصير إلى هؤلاء فلعلك أن تنفعني في مخلفي- فقال و كيف لي بعلم الناس جميعا أن هذا عن رأيك- إنهم ليقولون كلهم إني غدرت بك- ثم أنشد

و غدري ظاهر لا شك فيه
لمبصره و عذري بالمغيب‏

فلما ظفر به عبد الله بن علي قطع يديه و رجليه- ثم ضرب عنقه- . كان يقال لا يغدر غادر إلا لصغر همته عن الوفاء- و اتضاع قدره عن احتمال المكاره في جنب نيل المكارم- .

من كلام أمير المؤمنين ع الوفاء لأهل الغدر غدر- و الغدر بأهل الغدر وفاء عند الله تعالى – . قلت هذا إنما يريد به إذا كان بينهما عهد و مشارطة- فغدر أحد الفريقين و خاس بشرطه- فإن للآخر أن يغدر بشرطه أيضا و لا يفي به- . و من شعر الحماسة و اسم الشاعر العارق الطائي-

من مبلغ عمرو بن هند رسالة
إذا استحقبتها العيس جاءت من البعد

أ يوعدني و الرمل بيني و بينه‏
تبين رويدا ما أمامه من هند

و من أجأ حولي رعان كأنها
قنابل خيل من كميت و من ورد

غدرت بأمر كنت أنت اجتررتنا
إليه و بئس الشيمة الغدر بالعهد

قال أبو بكر الصديق- ثلاث من كن فيه كن عليه البغي و النكث و المكر قال سبحانه يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى‏ أَنْفُسِكُمْ- و قال فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى‏ نَفْسِهِ- و قال وَ لا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ

شرح ‏نهج‏ البلاغة(ابن ‏أبي ‏الحديد) ج 2

نمایش بیشتر

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

دکمه بازگشت به بالا
-+=