google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
20-40 خطبه ها شرح ابن ابی الحدیدخطبه ها شرح ابن ابی الحدید(متن عربی)

خطبه 27 شرح ابن ابی الحدید (متن عربی)

27 و من خطبة له ع
أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ- فَتَحَهُ اللَّهُ لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ وَ هُوَ لِبَاسُ التَّقْوَى- وَ دِرْعُ اللَّهِ الْحَصِينَةُ وَ جُنَّتُهُ الْوَثِيقَةُ- فَمَنْ تَرَكَهُ رَغْبَةً عَنْهُ أَلْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبَ الذُّلِّ وَ شَمِلَهُ الْبَلَاءُ- وَ دُيِّثَ بِالصَّغَارِ وَ الْقَمَاءَةِ- وَ ضُرِبَ عَلَى قَلْبِهِ بِالْإِسْهَابِ- وَ أُدِيلَ الْحَقُّ مِنْهُ بِتَضْيِيعِ الْجِهَادِ- وَ سِيمَ الْخَسْفَ وَ مُنِعَ النَّصَفَ- أَلَا وَ إِنِّي قَدْ دَعَوْتُكُمْ إِلَى قِتَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ- لَيْلًا وَ نَهَاراً وَ سِرّاً وَ إِعْلَاناً- وَ قُلْتُ لَكُمْ اغْزُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَغْزُوكُمْ- فَوَاللَّهِ مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ فِي عُقْرِ دَارِهِمْ إِلَّا ذَلُّوا- فَتَوَاكَلْتُمْ وَ تَخَاذَلْتُمْ- حَتَّى شُنَّتْ عَلَيْكُمُ الْغَارَاتُ- وَ مُلِكَتْ عَلَيْكُمُ الْأَوْطَانُ- فَهَذَا أَخُو غَامِدٍ قَدْ وَرَدَتْ خَيْلُهُ الْأَنْبَارَ- وَ قَدْ قَتَلَ حَسَّانَ بْنَ حَسَّانَ الْبَكْرِيَّ- وَ أَزَالَ خَيْلَكُمْ عَنْ مَسَالِحِهَا- وَ لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ كَانَ يَدْخُلُ- عَلَى الْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ وَ الْأُخْرَى الْمُعَاهِدَةِ- فَيَنْتَزِعُ حِجْلَهَا وَ قُلُبَهَا وَ قَلَائِدَهَا وَ رُعُثَهَا- مَا تَمْتَنِعُ مِنْهُ إِلَّا بِالِاسْتِرْجَاعِ وَ الِاسْتِرْحَامِ- ثُمَّ انْصَرَفُوا وَافِرِينَ- مَا نَالَ رَجُلًا مِنْهُمْ كَلْمٌ وَ لَا أُرِيقَ لَهُمْ دَمٌ- فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِنْ بَعْدِ هَذَا أَسَفاً- مَا كَانَ بِهِ مَلُوماً بَلْ كَانَ بِهِ عِنْدِي جَدِيراً- فَيَا عَجَباً عَجَباً وَ اللَّهِ يُمِيتُ الْقَلْبَ وَ يَجْلِبُ الْهَمَّ- مِنَ اجْتِمَاعِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ عَلَى بَاطِلِهِمْ- وَ تَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ- فَقُبْحاً لَكُمْ وَ تَرَحاً حِينَ صِرْتُمْ غَرَضاً يُرْمَى- يُغَارُ عَلَيْكُمْ وَ لَا تُغِيرُونَ- وَ تُغْزَوْنَ وَ لَا تَغْزُونَ وَ يُعْصَى اللَّهُ وَ تَرْضَوْنَ- فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إِلَيْهِمْ فِي أَيَّامِ الْحَرِّ- قُلْتُمْ هَذِهِ حَمَارَّةُ الْقَيْظِ- أَمْهِلْنَا يُسَبَّخْ عَنَّا الْحَرُّ- وَ إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إِلَيْهِمْ فِي الشِّتَاءِ- قُلْتُمْ هَذِهِ صَبَارَّةُ الْقُرِّ- أَمْهِلْنَا يَنْسَلِخْ عَنَّا الْبَرْدُ- كُلُّ هَذَا فِرَاراً مِنَ الْحَرِّ وَ الْقُرِّ- فَإِذَا كُنْتُمْ مِنَ الْحَرِّ وَ الْقُرِّ تَفِرُّونَ- فَأَنْتُمْ وَ اللَّهِ مِنَ السَّيْفِ أَفَرُّ- يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَ لَا رِجَالَ- حُلُومُ الْأَطْفَالِ وَ عُقُولُ رَبَّاتِ الْحِجَالِ- لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَرَكُمْ وَ لَمْ أَعْرِفْكُمْ مَعْرِفَةً- وَ اللَّهِ جَرَّتْ نَدَماً وَ أَعْقَبَتْ سَدَماً- قَاتَلَكُمُ اللَّهُ لَقَدْ مَلَاتُمْ قَلْبِي قَيْحاً- وَ شَحَنْتُمْ صَدْرِي غَيْظاً- وَ جَرَّعْتُمُونِي نُغَبَ التَّهْمَامِ أَنْفَاساً- وَ أَفْسَدْتُمْ عَلَيَّ رَأْيِي بِالْعِصْيَانِ وَ الْخِذْلَانِ- حَتَّى لَقَدْ قَالَتْ قُرَيْشٌ- إِنَّ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ رَجُلٌ شُجَاعٌ- وَ لَكِنْ لَا عِلْمَ لَهُ بِالْحَرْبِ- لِلَّهِ أَبُوهُمْ- وَ هَلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَشَدُّ لَهَا مِرَاساً وَ أَقْدَمُ فِيهَا مُقَاماً مِنِّي- لَقَدْ نَهَضْتُ فِيهَا وَ مَا بَلَغْتُ الْعِشْرِينَ- وَ هَا أَنَا ذَا قَدْ ذَرَّفْتُ عَلَى السِّتِّينَ- وَ لَكِنْ لَا رَأْيَ لِمَنْ لَا يُطَاعُ هذه الخطبة من مشاهير خطبه ع- قد ذكرها كثير من الناس- و رواها أبو العباس المبرد في أول الكامل- و أسقط من هذه الرواية ألفاظا و زاد فيها ألفاظا- و قال في أولها إنه انتهى إلى علي ع- أن خيلا وردت الأنبار لمعاوية فقتلوا عاملا له-يقال له حسان بن حسان- فخرج مغضبا يجر رداءه حتى أتى النخيلة- و اتبعه الناس فرقي رباوة من الأرض- فحمد الله و أثنى عليه و صلى على نبيه ص- ثم قال أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة- فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله الذل و سيما الخسف- .

و قال في شرح ذلك قوله و سيما الخسف- هكذا حدثونا به و أظنه سيم الخسف- من قوله تعالى يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ- و قال فإن نصرنا ما سمعناه- فسيما الخسف تأويله علامة الخسف- قال الله تعالى سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ- و قال يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ- و سيما مقصور و في معناه سيمياء ممدود- قال الشاعر

 

غلام رماه الله بالحسن يافعا
له سيمياء لا تشق على البصر

 

و نحن نقول إن السماع الذي حكاه أبو العباس غير مرضي- و الصحيح ما تضمنه نهج البلاغة و هو سيم الخسف- فعل ما لم يسم فاعله- و الخسف منصوب لأنه مفعول- و تأويله أولي الخسف و كلف إياه- و الخسف الذل و المشقة- . و أيضا فإن في نهج البلاغة- لا يمكن أن يكون إلا كما اخترناه- لأنه بين أفعال متعددة بنيت للمفعول به- و هي ديث و ضرب و أديل و منع-و لا يمكن أن يكون ما بين هذه الأفعال معطوفا عليها- إلا مثلها- و لا يجوز أن يكون اسما- . و أما قوله ع و هو لباس التقوى- فهو لفظة مأخوذة من الكتاب العزيز- قال الله سبحانه- قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَ رِيشاً- وَ لِباسُ التَّقْوى‏- . و الجنة ما يجتن به أي يستتر كالدرع و الحجفة- . و تركه رغبة عنه أي زهدا فيه- رغبت عن كذا ضد رغبت في كذا- . و ديث بالصغار أي ذلل بعير مديث أي مذلل- و منه الديوث الذي لا غيرة له- كأنه قد ذلل حتى صار كذلك- . و الصغار الذل و الضيم- . و القماء بالمد مصدر قمؤ الرجل قماء و قماءة- أي صار قميئا و هو الصغير الذليل- فأما قمأ بفتح الميم فمعناه سمن- و مصدره القموء و القموءة- . و روى الراوندي و ديث بالصغار و القما بالقصر- و هو غير معروف- . و قوله ع و ضرب على قلبه بالإسهاب- فالإسهاب هاهنا هو ذهاب العقل- و يمكن أن يكون من الإسهاب الذي هو كثرة الكلام- كأنه عوقب بأن يكثر كلامه فيما لا فائدة تحته- . قوله و أديل الحق منه بتضييع الجهاد- قد يظن ظان أنه يريد ع- و أديل الحق منه بأن أضيع جهاده كالباءات المتقدمة- و هي قوله و ديث بالصغار- و ضرب على قلبه بالإسهاب- و ليس كما ظن- بل المراد و أديل الحق منه‏ لأجل تضييعه الجهاد- فالباء هاهنا للسببية- كقوله تعالى ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِبَغْيِهِمْ- . و النصف الإنصاف- و عقر دارهم بالضم أصل دارهم- و العقر الأصل و منه العقار للنخل كأنه أصل المال- و تواكلتم من وكلت الأمر إليك و وكلته إلي- أي لم يتوله أحد منا- و لكن أحال به كل واحد على الآخر- و منه رجل وكل أي عاجز يكل أمره إلى غيره و كذلك وكله- . و تخاذلتم من الخذلان- . و شنت عليكم الغارات فرقت- و ما كان من ذلك متفرقا- نحو إرسال الماء على الوجه دفعة بعد دفعة- فهو بالشين المعجمة- و ما كان أرسالا غير متفرق فهو بالسين المهملة- و يجوز شن الغارة و أشنها- . و المسالح جمع مسلحة و هي كالثغر و المرقب-

 

و في الحديث كان أدنى مسالح فارس إلى العرب العذيب

 

 و المعاهدة ذات العهد و هي الذمية- و الحجل الخلخال- و من هذا قيل للفرس محجل- و سمي القيد حجلا لأنه يكون مكان الخلخال- و رعثها شنوفها جمع رعاث بكسر الراء- و رعاث جمع رعثة- فالأول مثل خمار و خمر و الثاني مثل جفنة و جفان- و القلب جمع قلب و هو السوار المصمت- و الاسترجاع قوله إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ- و الاسترحام أن تناشده الرحم- و انصرفوا وافرين أي تامين- وفر الشي‏ء نفسه أي تم فهو وافر- و وفرت الشي‏ء متعد أي أتممته- . و في رواية المبرد موفورين قال من الوفر- أي لم ينل أحد منهم بأن يرزأ في بدن أو مال- .
و في رواية المبرد أيضا فتواكلتم و تخاذلتم و ثقل عليكم قولي- وَ اتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا

قال أي رميتم به وراء ظهوركم أي لم تلتفتوا إليه- يقال في المثل لا تجعل حاجتي منك بظهر- أي لا تطرحها غير ناظر إليها- قال الفرزدق

 

تميم بن مر لا تكونن حاجتي
بظهر و لا يعيا عليك جوابها

 

و الكلم الجراح- و في رواية المبرد أيضا مات من دون هذا أسفا – و الأسف التحسر-
و في رواية المبرد أيضا من تضافر هؤلاء القوم على باطلهم – أي من تعاونهم و تظاهرهم- و في رواية المبرد أيضا و فشلكم عن حقكم – الفشل الجبن و النكول عن الشي‏ء- فقبحا لكم و ترحا دعاء بأن ينحيهم الله عن الخير- و أن يخزيهم و يسوءهم- . و الغرض الهدف و حمارة القيظ بتشديد الراء شدة حره- و يسبخ عنا الحر أي يخف- و في الحديث أن عائشة أكثرت من الدعاء على سارق سرق منها شيئا- فقال لها النبي ص- لا تسبخي عنه بدعائك – . و صبارة الشتاء بتشديد الراء شدة برده- و لم يرو المبرد هذه اللفظة-
و روى إذا قلت لكم اغزوهم في الشتاء- قلتم هذا أوان قر و صر- و إن قلت لكم اغزوهم في الصيف- قلتم هذه حمارة القيظ- أنظرنا ينصرم عنا الحر
– الصر شدة البرد- قال تعالى كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ- . و لم يرو المبرد حلوم الأطفال- و روى عوضها يا طغام الأحلام-

و قال الطغام من لا معرفة عنده- و منه قولهم طغام أهل الشام- . و رباب الحجال النساء و الحجال جمع حجلة- و هي بيت يزين بالستور و الثياب و الأسرة- و السدم الحزن و الغيظ- و القيح ما يكون في القرحة من صديدها و شحنتم ملأتم- . و النغب جمع نغبة و هي الجرعة- و التهمام بفتح التاء الهم- و كذلك كل تفعال- كالترداد و التكرار و التجوال- إلا التبيان و التلقاء فإنهما بالكسر- . و أنفاسا أي جرعة بعد جرعة-

يقال أكرع في الإناء نفسين أو ثلاثة- . و ذرفت على الستين أي زدت و رواها المبرد نيفت- . و روى المبرد في آخرها فقام إليه رجل و معه أخوه فقال- يا أمير المؤمنين إني و أخي هذا- كما قال الله تعالى رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَ أَخِي- فمرنا بأمرك فو الله لننتهين إليه- و لو حال بيننا و بينه جمر الغضا و شوك القتاد- فدعا لهما بخير- و قال و أين تقعان مما أريد ثم نزل

استطراد بذكر كلام لابن نباتة في الجهاد

و اعلم أن التحريض على الجهاد و الحض عليه- قد قال فيه الناس فأكثروا- و كلهم أخذوا من كلام أمير المؤمنين ع- فمن جيد ذلك ما قاله ابن نباتة الخطيب- أيها الناس إلى كم تسمعون الذكر فلا تعون- و إلى كم تقرعون بالزجر فلا تقلعون- كأن أسماعكم تمج ودائع الوعظ- و كأن قلوبكم بها استكبار عن الحفظ- و عدوكم يعمل‏ في دياركم عمله- و يبلغ بتخلفكم عن جهاده أمله- و صرخ بهم الشيطان إلى باطله فأجابوه- و ندبكم الرحمن إلى حقه فخالفتموه- و هذه البهائم تناضل عن ذمارها- و هذه الطير تموت حمية دون أوكارها- بلا كتاب أنزل عليها و لا رسول أرسل إليها- و أنتم أهل العقول و الأفهام و أهل الشرائع و الأحكام- تندون من عدوكم نديد الإبل- و تدرعون له مدارع العجز و الفشل- و أنتم و الله أولى بالغزو إليهم- و أحرى بالمغار عليهم- لأنكم أمناء الله على كتابه- و المصدقون بعقابه و ثوابه- خصكم الله بالنجدة و البأس- و جعلكم خير أمة أخرجت للناس- فأين حمية الإيمان و أين بصيرة الإيقان- و أين الإشفاق من لهب النيران- و أين الثقة بضمان الرحمن- فقد قال الله عز و جل في القرآن- بَلى‏ إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا- فاشترط عليكم التقوى و الصبر- و ضمن لكم المعونة و النصر- أ فتتهمونه في ضمانه أم تشكون في عدله و إحسانه- فسابقوا رحمكم الله إلى الجهاد بقلوب نقية- و نفوس أبية و أعمال رضية و وجوه مضية- و خذوا بعزائم التشميز- و اكشفوا عن رءوسكم عار التقصير- و هبوا نفوسكم لمن هو أملك بها منكم- و لا تركنوا إلى الجزع- فإنه لا يدفع الموت عنكم- لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ- إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كانُوا غُزًّى- لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَ ما قُتِلُوا- فالجهاد الجهاد أيها الموقنون- و الظفر الظفر أيها الصابرون- و الجنة الجنة أيها الراغبون- و النار النار أيها الراهبون- فإن الجهاد أثبت قواعد الإيمان- و أوسع أبواب الرضوان و أرفع درجات الجنان- و إن من ناصح الله لبين منزلتين مرغوب فيهما- مجمع على تفضيلهما- إما السعادة بالظفر في العاجل- و إما الفوز بالشهادة في الأجل- و أكره المنزلتين إليكم أعظمهما نعمة عليكم- فانصروا الله فإن نصره حرز من الهلكات حريز- وَ لَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ- .

هذا آخر خطبة ابن نباتة- فانظر إليها و إلى خطبته ع بعين الإنصاف- تجدها بالنسبة إليها كمخنث بالنسبة إلى فحل- أو كسيف من رصاص بالإضافة إلى سيف من حديد- و انظر ما عليها من أثر التوليد و شين التكلف- و فجاجة كثير من الألفاظ- أ لا ترى إلى فجاجة قوله- كأن أسماعكم تمج ودائع الوعظ- و كأن قلوبكم بها استكبار عن الحفظ- و كذلك ليس يخفى نزول قوله- تندون من عدوكم نديد الإبل- و تدرعون له مدارع العجز و الفشل- .

و فيها كثير من هذا الجنس إذا تأمله الخبير عرفه- و مع هذا فهي مسروقة من كلام أمير المؤمنين ع- أ لا ترى أن قوله ع- أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة- قد سرقه ابن نباتة فقال- فإن الجهاد أثبت قواعد الإيمان- و أوسع أبواب الرضوان و أرفع درجات الجنان- و قوله ع- من اجتماع هؤلاء على باطلهم و تفرقكم عن حقكم- سرقه أيضا فقال- صرخ بهم الشيطان إلى باطله فأجابوه- و ندبكم الرحمن إلى حقه فخالفتموه-

و قوله ع- قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم إلى آخره- سرقه أيضا فقال- كم تسمعون الذكر فلا تعون- و تقرعون بالزجر فلا تقلعون- و قوله ع حتى شنت عليكم الغارات- و ملكت عليكم الأوطان- سرقه أيضا و قال- و عدوكم يعمل في دياركم عمله- و يبلغ بتخلفكم عن جهاده أمله- و أما باقي خطبة ابن نباتة فمسروق- من خطب لأمير المؤمنين ع أخر سيأتي ذكرها- .
و اعلم أني أضرب لك مثلا تتخذه دستورا- في كلام أمير المؤمنين ع- و كلام الكتاب و الخطباء بعده- كابن نباتة و الصابي و غيرهما- انظر نسبة شعر أبي تمام و البحتري- و أبي نواس و مسلم- إلى شعر إمرئ القيس و النابغة و زهير و الأعشى- هل إذا تأملت أشعار هؤلاء و أشعار هؤلاء- تجد نفسك حاكمة بتساوي القبيلين- أو بتفضيل أبي نواس و أصحابه عليهم- ما أظن أن ذلك مما تقوله أنت و لا قاله غيرك- و لا يقوله إلا من لا يعرف علم البيان- و ماهية الفصاحة و كنه البلاغة- و فضيلة المطبوع على المصنوع- و مزية المتقدم على المتأخر- فإذا أقررت من نفسك بالفرق و الفضل- و عرفت فضل الفاضل و نقص الناقص- فاعلم أن نسبة كلام أمير المؤمنين ع إلى هؤلاء هذه النسبة- بل أظهر- لأنك تجد في شعر إمرئ القيس و أصحابه- من التعجرف و الكلام الحوشي- و اللفظ الغريب المستكره شيئا كثيرا- و لا تجد من ذلك في كلام أمير المؤمنين ع شيئا- و أكثر فساد الكلام و نزوله إنما هو باستعمال ذلك- .

 

فإن شئت أن تزداد استبصارا فانظر القرآن العزيز- و اعلم أن الناس قد اتفقوا- على أنه في أعلى طبقات الفصاحة- و تأمله تأملا شافيا- و انظر إلى ما خص به من مزية الفصاحة- و البعد عن التقعير و التقعيب- و الكلام الوحشي الغريب- و انظر كلام أمير المؤمنين ع- فإنك تجده مشتقا من ألفاظه- و مقتضبا من معانيه و مذاهبه- و محذوا به حذوه و مسلوكا به في منهاجه- فهو و إن لم يكن نظيرا و لا ندا- يصلح أن يقال إنه ليس بعده كلام أفصح منه و لا أجزل- و لا أعلى و لا أفخم و لا أنبل- إلا أن يكون كلام ابن عمه ع- و هذا أمر لا يعلمه إلا من ثبتت له قدم راسخة- في علم هذه الصناعة- و ليس كل الناس يصلح لانتقاد الجوهر- بل و لا لانتقاد الذهب- و لكل صناعة أهل و لكل عمل رجال- . و من خطب ابن نباتة التي يحرض فيها على الجهاد- ألا و إن الجهاد كنز وفر الله منه أقسامكم- و حرز طهر الله به أجسامكم- و عز أظهر الله به إسلامكم- فإن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم- فانفروا رحمكم الله جميعا و ثبات- و شنوا على أعدائكم الغارات- و تمسكوا بعصم الإقدام و معاقل الثبات- و أخلصوا في جهاد عدوكم حقائق النيات- فإنه و الله ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا- و لا قعدوا عن صون ديارهم إلا اضمحلوا-

 

و اعلموا أنه لا يصلح الجهاد بغير اجتهاد- كما لا يصلح السفر بغير زاد- فقدموا مجاهدة القلوب قبل مشاهدة الحروب- و مغالبة الأهواء قبل محاربة الأعداء- و بادروا بإصلاح السرائر- فإنها من أنفس العدد و الذخائر- و اعتاضوا من حياة لا بد من فنائها- بالحياة التي لا ريب في بقائها- و كونوا ممن أطاع الله و شمر في مرضاته- و سابقوا بالجهاد إلى تملك جناته- فإن للجنة بابا حدوده تطهير الأعمال- و تشييده إنفاق الأموال- و ساحته زحف الرجال و طريقه غمغمة الأبطال- و مفتاحه الثبات في معترك القتال- و مدخله من مشرعة الصوارم و النبال- .

 

فلينظر الناظر في هذا الكلام- فإنه و إن كان قد أخذ من صناعة البديع بنصيب- إلا أنه في حضيض الأرض- و كلام أمير المؤمنين ع في أوج السماء- فإنه لا ينكر لزومه فيه لما لا يلزمه اقتدارا و قوة و كتابة- نحو قوله كنز فإنه بإزاء حرز و عز- و قوله مشاهدة بإزاء قوله مجاهدة- و مغالبة بإزاء محاربة- و حدوده بإزاء تشييده- لكن مثله بالقياس إلى كلام أمير المؤمنين ع- كدار مبنية من اللبن و الطين- مموهة الجدران بالنقوش و التصاوير- مزخرفة بالذهب من فوق الجص و الإسفيداج- بالقياس إلى دار مبنية بالصخر الأصم الصلد- المسبوك بينه عمد الرصاص و النحاس المذاب- و هي مكشوفة غير مموهة و لا مزخرفة- فإن بين هاتين الدارين بونا بعيدا و فرقا عظيما- و انظر قوله ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا- كيف تصيح من بين الخطبة صياحا- و تنادي على نفسها نداء فصيحا- و تعلم سامعها أنها ليست من المعدن‏ الذي خرج باقي الكلام منه- و لا من الخاطر الذي صدر ذلك السجع عنه- و لعمر الله لقد جملت الخطبة و حسنتها وزانتها- و ما مثلها فيها إلا كآية من الكتاب العزيز- يتمثل بها في رسالة أو خطبة- فإنها تكون كاللؤلؤة المضيئة تزهر و تنير- و تقوم بنفسها و تكتسي الرسالة بها رونقا- و تكتسب بها ديباجة- . و إذا أردت تحقيق ذلك فانظر إلى السجعة الثانية- التي تكلفها ليوازنها بها- و هي قوله و لا قعدوا عن صون ديارهم إلا اضمحلوا- فإنك إذا نظرت إليها- وجدت عليها من التكلف و الغثاثة- ما يقوى عندك صدق ما قلته لك- . على أن في كلام ابن نباتة في هذا الفصل ما ليس بجيد- و هو قوله و حرز طهر الله به أجسامكم- فإنه لا يقال في الحرز إنه يطهر الأجسام- و لو قال عوض طهر حصن الله به أجسامكم لكان أليق- لكنه أراد أن يقول طهر- ليكون بإزاء وفر و بإزاء أظهر- فأداه حب التقابل إلى ما ليس بجيد
غارة سفيان بن عوف الغامدي على الأنبار

 

فأما أخو غامد الذي وردت خيله الأنبار- فهو سفيان بن عوف بن المغفل الغامدي- و غامد قبيلة من اليمن و هي من الأزد أزد شنوءة- و اسم غامد عمر بن عبد الله بن كعب بن الحارث- بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد- و سمي غامدا لأنه كان بين قومه شر- فأصلحه و تغمدهم بذلك- . روى إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال الثقفي- في كتاب الغارات عن أبي الكنود قال- حدثني سفيان بن عوف الغامدي قال- دعاني معاوية فقال- إني باعثك في جيش كثيف ذي أداة و جلادة- فالزم لي جانب الفرات حتى تمر بهيت‏ فتقطعها- فإن وجدت بها جندا فأغر عليهم- و إلا فامض حتى تغير على الأنبار- فإن لم تجد بها جندا فامض حتى توغل في المدائن- ثم أقبل إلي و اتق أن تقرب الكوفة-

 

و اعلم أنك إن أغرت على أهل الأنبار و أهل المدائن- فكأنك أغرت على الكوفة- إن هذه الغارات يا سفيان على أهل العراق- ترعب قلوبهم و تفرح كل من له فينا هوى منهم- و تدعو إلينا كل من خاف الدوائر- فاقتل من لقيته ممن ليس هو على مثل رأيك- و أخرب كل ما مررت به من القرى و احرب الأموال- فإن حرب الأموال شبيه بالقتل و هو أوجع للقلب- .

قال فخرجت من عنده فعسكرت- و قام معاوية في الناس فخطبهم- فقال أيها الناس انتدبوا مع سفيان بن عوف- فإنه وجه عظيم فيه أجر- سريعة فيه أوبتكم إن شاء الله ثم نزل- . قال فو الذي لا إله غيره ما مرت ثالثة- حتى خرجت في ستة آلاف- ثم لزمت شاطئ الفرات فأغذذت السير حتى أمر بهيت- فبلغهم أني قد غشيتهم فقطعوا الفرات- فمررت بها و ما بها عريب كأنها لم تحلل قط- فوطئتها حتى أمر بصندوداء- ففروا فلم ألق بها أحدا فأمضي حتى افتتح الأنبار- و قد نذروا بي فخرج صاحب المسلحة إلي- فوقف لي فلم أقدم عليه حتى أخذت غلمانا من أهل القرية- فقلت لهم أخبروني كم بالأنبار من أصحاب علي ع- قالوا عدة رجال المسلحة خمسمائة- و لكنهم قد تبددوا و رجعوا إلى الكوفة- و لا ندري الذي يكون فيها قد يكون مائتي رجل- فنزلت فكتبت أصحابي كتائب- ثم أخذت أبعثهم إليه كتيبة بعد كتيبة- فيقاتلهم و الله و يصبر لهم- و يطاردهم و يطاردونه في الأزقة- فلما رأيت ذلك أنزلت إليهم نحوا من مائتين- و أتبعتهم الخيل- فلما حملت عليهم الخيل و أمامها الرجال تمشي- لم يكن شي‏ء حتى تفرقوا- و قتل صاحبهم في نحو من ثلاثين رجلا- و حملنا ما كان في الأنبار من الأموال ثم انصرفت- فو الله ما غزوت غزاة كانت أسلم و لا أقر للعيون- و لا أسر للنفوس منها- و بلغني و الله أنها أرعبت الناس- فلما عدت إلى معاوية حدثته الحديث على وجهه-

 

فقال كنت عند ظني بك- لا تنزل في بلد من بلداني إلا قضيت فيه- مثل ما يقضي فيه أميره- و إن أحببت توليته وليتك- و ليس لأحد من خلق الله عليك أمر دوني- . قال فو الله ما لبثنا إلا يسيرا- حتى رأيت رجال أهل العراق يأتوننا على الإبل- هرابا من عسكر علي ع- . قال إبراهيم كان اسم عامل علي ع على مسلحة الأنبار- أشرس بن حسان البكري- . و روى إبراهيم عن عبد الله بن قيس عن حبيب بن عفيف-

 

قال كنت مع أشرس بن حسان البكري بالأنبار- على مسلحتها- إذ صبحنا سفيان بن عوف في كتائب تلمع الأبصار منها- فهالونا و الله- و علمنا إذ رأيناهم أنه ليس لنا طاقة بهم و لا يد- فخرج إليهم صاحبنا و قد تفرقنا فلم يلقهم نصفنا- و ايم الله لقد قاتلناهم فأحسنا قتالهم حتى كرهونا- ثم نزل صاحبنا و هو يتلو قوله تعالى- فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى‏ نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ- وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا- ثم قال لنا من كان لا يريد لقاء الله- و لا يطيب نفسا بالموت- فليخرج عن القرية ما دمنا نقاتلهم- فإن قتالنا إياهم شاغل لهم عن طلب هارب- و من أراد ما عند الله فما عند الله خير للأبرار- ثم نزل في ثلاثين رجلا فهممت بالنزول معه- ثم أبت نفسي و استقدم هو و أصحابه- فقاتلوا حتى قتلوا رحمهم الله- و انصرفنا نحن منهزمين- .

قال إبراهيم و قدم علج من أهل الأنبار على علي ع- فأخبره الخبر فصعد المنبر فخطب الناس و قال- إن أخاكم البكري قد أصيب بالأنبار- و هو معتز لا يخاف ما كان- و اختار ما عند الله على الدنيا- فانتدبوا إليهم حتى تلاقوهم- فإن أصبتم منهم طرفا أنكلتموهم عن العراق أبدا ما بقوا- . ثم سكت عنهم رجاء أن يجيبوه- أو يتكلم منهم متكلم- فلم ينبس أحد منهم بكلمة- فلما رأى صمتهم نزل- و خرج يمشي راجلا حتى أتى النخيلة- و الناس يمشون خلفه حتى أحاط به قوم من أشرافهم- فقالوا ارجع يا أمير المؤمنين و نحن نكفيك- فقال ما تكفونني و لا تكفون أنفسكم- فلم يزالوا به حتى صرفوه إلى منزله- فرجع و هو واجم كئيب- و دعا سعيد بن قيس الهمداني- فبعثه من النخيلة في ثمانية آلاف- و ذلك أنه خبر أن القوم جاءوا في جمع كثيف- .

 

فخرج سعيد بن قيس على شاطئ الفرات- في طلب سفيان بن عوف- حتى إذا بلغ عانات- سرح أمامه هانئ بن الخطاب الهمداني- فاتبع آثارهم حتى دخل أداني أرض قنسرين- و قد فاتوه فانصرف- . قال و لبث علي ع ترى فيه الكآبة و الحزن- حتى قدم عليه سعيد بن قيس و كان تلك الأيام عليلا- فلم يقو على القيام في الناس بما يريده من القول- فجلس بباب السدة التي تصل إلى المسجد- و معه ابناه حسن و حسين ع و عبد الله بن جعفر- و دعا سعدا مولاه فدفع إليه الكتاب- و أمره أن يقرأه على الناس- فقام سعد بحيث يستمع علي ع صوته- و يسمع ما يرد الناس عليه- ثم قرأ هذه الخطبة التي نحن في شرحها- .

 

و ذكر أن القائم إليه- العارض نفسه عليه جندب بن عفيف الأزدي- هو و ابن أخ له يقال له عبد الرحمن بن عبد الله بن عفيف- . قال ثم أمر الحارث الأعور الهمداني فنادى في الناس- أين من يشتري نفسه لربه و يبيع دنياه بآخرته- أصبحوا غدا بالرحبة إن شاء الله- و لا يحضر إلا صادق النية في السير معنا و الجهاد لعدونا- فأصبح و ليس بالرحبة إلا دون ثلاثمائة- فلما عرضهم قال لو كانوا ألفا كان لي فيهم رأي- . و أتاه قوم يعتذرون- فقال وَ جاءَ الْمُعَذِّرُونَ و تخلف المكذبون- و مكث أياما باديا حزنه شديد الكآبة- ثم جمع الناس فخطبهم فقال أما بعد- أيها الناس فو الله لأهل مصركم في الأمصار- أكثر من الأنصار في العرب- و ما كانوا يوم أعطوا رسول الله ص- أن يمنعوه و من معه من المهاجرين- حتى يبلغ رسالات ربه إلا قبيلتين- قريبا مولدهما ما هما بأقدم العرب ميلادا- و لا بأكثرهم عددا- فلما آووا النبي ص و أصحابه و نصروا الله و دينه- رمتهم العرب عن قوس واحدة- فتحالفت عليهم اليهود- و غزتهم القبائل قبيلة بعد قبيلة- فتجردوا لنصرة دين الله- و قطعوا ما بينهم و بين العرب من الحبائل- و ما بينهم و بين اليهود من الحلف- و نصبوا لأهل نجد و تهامة و أهل مكة و اليمامة- و أهل الحزن و السهل- و أقاموا قناة الدين و صبروا تحت حماس الجلاد- حتى دانت العرب لرسول الله ص- و رأى منهم قرة العين قبل أن يقبضه الله عز و جل إليه- و أنتم اليوم في الناس أكثر من أولئك- ذلك الزمان في العرب- .

 

فقام إليه رجل آدم طوال- فقال ما أنت بمحمد و لا نحن بأولئك الذين‏ ذكرت- فقال ع أحسن سمعا تحسن إجابة- ثكلتكم الثواكل ما تزيدونني إلا غما- هل أخبرتكم أني محمد و أنكم الأنصار- إنما ضربت لكم مثلا و إنما أرجو أن تتأسوا بهم- . ثم قام رجل آخر فقال- ما أحوج أمير المؤمنين اليوم و أصحابه إلى أصحاب النهروان- ثم تكلم الناس من كل ناحية و لغطوا- و قام رجل منهم فقال بأعلى صوته- استبان فقد الأشتر على أهل العراق- أشهد لو كان حيا لقل اللغط و لعلم كل امرئ ما يقول- . فقال علي ع هبلتكم الهوابل- أنا أوجب عليكم حقا من الأشتر- و هل للأشتر عليكم من الحق إلا حق المسلم على المسلم- . فقام حجر بن عدي الكندي و سعيد بن قيس الهمداني- فقالا لا يسوؤك الله يا أمير المؤمنين مرنا بأمرك نتبعه- فو الله ما نعظم جزعا على أموالنا إن نفدت- و لا على عشائرنا إن قتلت في طاعتك- فقال تجهزوا للمسير إلى عدونا- . فلما دخل منزله و دخل عليه وجوه أصحابه- قال لهم أشيروا علي برجل صليب ناصح- يحشر الناس من السواد- فقال له سعيد بن قيس يا أمير المؤمنين- أشير عليك بالناصح الأريب الشجاع الصليب- معقل بن قيس التميمي- قال نعم- . ثم دعاه فوجهه- فسار فلم يقدم حتى أصيب أمير المؤمنين ع

 

شرح ‏نهج ‏البلاغة(ابن ‏أبي‏ الحديد) ج 2

نمایش بیشتر

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

دکمه بازگشت به بالا
-+=