google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
240-260 خطبه ها شرح ابن ابی الحدیدخطبه ها شرح ابن ابی الحدید(متن عربی)

خطبه 240 شرح ابن ابی الحدید (متن عربی)

240 و من كلام له ع اقتص فيه ذكر ما كان منه- بعد هجرة النبي ص ثم لحاقه به

فَجَعَلْتُ أَتْبَعُ مَأْخَذَ رَسُولِ اللَّهِ ص- فَأَطَأُ ذِكْرَهُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى الْعَرْجِ- فِي كَلَامٍ طَوِيلٍ قال الرضي رحمه الله تعالى- قوله ع فأطأ ذكره- من الكلام الذي رمي به إلى غايتي الإيجاز و الفصاحة- أراد أني كنت أغطي خبره ص- من بدء خروجي إلى أن انتهيت إلى هذا الموضع- فكنى عن ذلك بهذه الكناية العجيبة العرج منزل بين مكة و المدينة- إليه ينسب العرجي الشاعر- و هو عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان- بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس- .

قال محمد بن إسحاق في كتاب المغازي- لم يعلم رسول الله ص أحدا من المسلمين- ما كان عزم عليه من الهجرة- إلا علي بن أبي طالب و أبا بكر بن أبي قحافة- أما علي فإن رسول الله ص أخبره بخروجه- و أمره أن يبيت على‏فراشه- يخادع المشركين عنه ليروا أنه لم يبرح فلا يطلبوه- حتى تبعد المسافة بينهم و بينه- و أن يتخلف بعده بمكة- حتى يؤدي عن رسول الله ص الودائع التي عنده للناس- و كان رسول الله ص استودعه رجال من مكة ودائع لهم- لما يعرفونه من أمانته و أما أبو بكر فخرج معه- .

و سألت النقيب أبا جعفر- يحيى بن أبي زيد الحسني رحمه الله- فقلت إذا كانت قريش قد محصت رأيها- و ألقى إليها إبليس كما روي ذلك الرأي- و هو أن يضربوه بأسياف- من أيدي جماعة من بطون مختلفة- ليضيع دمه في بطون قريش فلا تطلبه بنو عبد مناف- فلما ذا انتظروا به تلك الليلة الصبح- فإن الرواية جاءت بأنهم كانوا تسوروا الدار- فعاينوا فيها شخصا مسجى بالبرد الحضرمي الأخضر- فلم يشكوا أنه هو فرصدوه إلى أن أصبحوا فوجدوه عليا- و هذا طريف- لأنهم كانوا قد أجمعوا على قتله تلك الليلة- فما بالهم لم يقتلوا ذلك الشخص المسجى- و انتظارهم به النهار- دليل على أنهم لم يكونوا أرادوا قتله تلك الليلة-

فقال في الجواب- لقد كانوا هموا من النهار بقتله تلك الليلة- و كان إجماعهم على ذلك و عزمهم في حقنه من بني عبد مناف- لأن الذين محصوا هذا الرأي و اتفقوا عليه- النضر بن الحارث من بني عبد الدار- و أبو البختري بن هشام و حكيم بن حزام- و زمعة بن الأسود بن المطلب- هؤلاء الثلاثة من بني أسد بن عبد العزى- و أبو جهل بن هشام و أخوه الحارث- و خالد بن الوليد بن المغيرة- هؤلاء الثلاثة من بني مخزوم- و نبيه و منبه ابنا الحجاج- و عمرو بن العاص- هؤلاء الثلاثة من بني سهم- و أمية بن خلف و أخوه أبي بن خلف- هذان من بني جمح- فنما هذا الخبر من الليل- إلى عتبة بن ربيعة بن عبد شمس- فلقي منهم قوما فنهاهم عنه-

و قال إن بني عبد مناف لا تمسك عن دمه- و لكن صفدوه في الحديد- و احبسوه في دار من دوركم- و تربصوا به أن يصيبه من الموت ما أصاب أمثاله من الشعراء- و كان عتبة بن ربيعة سيد بني عبد شمس و رئيسهم- و هم من بني عبد مناف و بنو عم الرجل و رهطه- فأحجم أبو جهل و أصحابه تلك الليلة عن قتله إحجاما- ثم تسوروا عليه و هم يظنونه في الدار- فلما رأوا إنسانا مسجى بالبرد الأخضر الحضرمي- لم يشكوا أنه هو و ائتمروا في قتله- فكان أبو جهل يذمرهم عليه فيهمون ثم يحجمون-

ثم قال بعضهم لبعض ارموه بالحجارة فرموه- فجعل علي يتضور منها- و يتقلب و يتأوه تأوها خفيفا- فلم يزالوا كذلك في إقدام عليه و إحجام عنه- لما يريده الله تعالى من سلامته و نجاته- حتى أصبح و هو وقيذ من رمي الحجارة- و لو لم يخرج رسول الله ص إلى المدينة و أقام بينهم بمكة- و لم يقتلوه تلك الليلة لقتلوه في الليلة التي تليها- و إن شبت الحرب بينهم و بين عبد مناف- فإن أبا جهل لم يكن بالذي ليمسك عن قتله- و كان فاقد البصيرة شديد العزم على الولوغ في دمه- . قلت للنقيب أ فعلم رسول الله ص و علي ع- بما كان من نهي عتبة لهم قال لا- إنهما لم يعلما ذلك تلك الليلة و إنما عرفاه من بعد- و لقد قال رسول الله ص يوم بدر- لما رأى عتبة و ما كان منه- إن يكن في القوم خير ففي صاحب الجمل الأحمر- و لو قدرنا أن عليا ع- علم ما قال لهم عتبة لم يسقط ذلك فضيلته في المبيت- لأنه لم يكن على ثقة من أنهم يقبلون قول عتبة- بل كان ظن الهلاك و القتل أغلب- .

و أما حال علي ع فلما أدى الودائع- خرج بعد ثلاث من هجرة النبي‏ص- فجاء إلى المدينة راجلا قد تورمت قدماه- فصادف رسول الله ص- نازلا بقباء على كلثوم بن الهدم- فنزل معه في منزله- و كان أبو بكر نازلا بقباء أيضا في منزل حبيب بن يساف- ثم خرج رسول الله ص و هما معه من قباء- حتى نزل بالمدينة على أبي أيوب- خالد بن يزيد الأنصاري و ابتنى المسجد

شرح ‏نهج ‏البلاغة(ابن ‏أبي ‏الحديد) ج 13

Show More

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

Back to top button
-+=