230 و من كلام له ع
قَالَهُ وَ هُوَ يَلِي غُسْلَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ تَجْهِيزَهُ- بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ- لَقَدِ انْقَطَعَ بِمَوْتِكَ مَا لَمْ يَنْقَطِعْ بِمَوْتِ غَيْرِكَ- مِنَ النُّبُوَّةِ وَ الْإِنْبَاءِ وَ أَخْبَارِ السَّمَاءِ- خَصَّصْتَ حَتَّى صِرْتَ مُسَلِّياً عَمَّنْ سِوَاكَ- وَ عَمَّمْتَ حَتَّى صَارَ النَّاسُ فِيكَ سَوَاءً- وَ لَوْ لَا أَنَّكَ أَمَرْتَ بِالصَّبْرِ وَ نَهَيْتَ عَنِ الْجَزَعِ- لَأَنْفَدْنَا عَلَيْكَ مَاءَ الشُّئُونِ- وَ لَكَانَ الدَّاءُ مُمَاطِلًا وَ الْكَمَدُ مُحَالِفاً- وَ قَلَّا لَكَ وَ لَكِنَّهُ مَا لَا يُمْلَكُ رَدُّهُ- وَ لَا يُسْتَطَاعُ دَفْعُهُ- بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي اذْكُرْنَا عِنْدَ رَبِّكَ وَ اجْعَلْنَا مِنْ بَالِكَ بأبي أنت و أمي أي بأبي أنت مفدي و أمي- . و الإنباء الإخبار مصدر أنبأ ينبئ- و روي و الأنباء بفتح الهمزة جمع نبأ و هو الخبر- و أخبار السماء الوحي- . قوله ع خصصت و عممت- أي خصت مصيبتك أهل بيتك- حتى أنهم لا يكترثون بما يصيبهم بعدك من المصائب- و لا بما أصابهم من قبل- و عمت هذهالمصيبة أيضا الناس- حتى استوى الخلائق كلهم فيها- فهي مصيبة خاصة بالنسبة و عامة بالنسبة- . و مثل قوله حتى صرت مسليا عمن سواك- قول الشاعر
رزئنا أبا عمر و لا حي مثله
فلله در الحادثات بمن تقع
فإن تك قد فارقتنا و تركتنا
ذوي خلة ما في انسداد لها طمع
لقد جر نفعا فقدنا لك أننا
أمنا على كل الرزايا من الجزع
و قال آخر
أقول للموت حين نازله
و الموت مقدامة على البهم
أظفر بمن شئت إذ ظفرت به
ما بعد يحيى للموت من ألم
و لي في هذا المعنى كتبته إلى صديق غاب عني- من جملة أبيات-
و قد كنت أخشى من خطوب غوائل
فلما نأى عني أمنت من الحذر
فأعجب لجسم عاش بعد حياته
و أعجب لنفع حاصل جره ضرر
و قال إسحاق بن خلف يرثي بنتا له-
أمست أميمة معمورا بها الرجم
لقا صعيد عليها الترب مرتكم
يا شقة النفس إن النفس والهة
حرى عليك و إن الدمع منسجم
قد كنت أخشى عليها أن تقدمني
إلى الحمام فيبدي وجهها العدم
فالآن نمت فلا هم يؤرقني
تهدا العيون إذا ما أودت الحرم
للموت عندي أياد لست أكفرها
أحيا سرورا و بي مما أتى ألم
و قال آخر
فلو أنها إحدى يدي رزيتها
و لكن يدي بانت على إثرها يدي
فآليت لا آسى على إثر هالك
قدي الآن من حزن على هالك قدي
و قال آخر
أ جاري ما أزداد إلا صبابة
عليك و ما تزداد إلا تنائيا
أ جاري لو نفس فدت نفس ميت
فديتك مسرورا بنفسي و ماليا
و قد كنت أرجو أن أملاك حقبة
فحال قضاء الله دون رجائيا
ألا فليمت من شاء بعدك إنما
عليك من الأقدار كان حذاريا
و قال آخر
لتغد المنايا حيث شاءت فإنها
محللة بعد الفتى ابن عقيل
فتى كان مولاه يحل بنجوة
فحل الموالي بعده بمسيل
قوله ع و لكان الداء مماطلا- أي مماطلا بالبرء أي لا يجيب إلى الإقلاع- . و الإبلال الإفاقة
ذكر طرف من سيرة النبي ع عند موته
فأما وفاة رسول الله ص و ما ذكره أرباب السيرة فيها- فقد ذكرنا طرفا منه فيما تقدم- و نذكر هاهنا طرفا آخر- مما أورده أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في تاريخه- .
قال أبو جعفر روى أبو مويهبة مولى رسول الله ص قال أرسل إلي رسول الله ص في جوف الليل فقال- يا أبا مويهبة- إني قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع- فانطلق معي فانطلقت معه- فلما وقف بين أظهرهم قال- السلام عليكم يا أهل المقابر- ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه- أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم- يتبع آخرها أولها الآخرة شر من الأولى- ثم أقبل علي فقال- يا أبا مويهبة- إني قد أوهبت مفاتيح خزائن الدنيا- و الخلد فيها و الجنة- فخيرت بينها و بين الجنة فاخترت الجنة- فقلت بأبي أنت و أمي- فخذ مفاتيح خزائن الدنيا و الخلد فيها و الجنة جميعا- فقال لا يا أبا مويهبة اخترت لقاء ربي- ثم استغفر لأهل البقيع و انصرف- فبدأ بوجعه الذي قبضه الله فيه و روى محمد بن مسلم بن شهاب الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة قالت رجع رسول الله ص تلك الليلة من البقيع- فوجدني و أنا أجد صداعا في رأسي- و أقول وا رأساه فقال بل أنا وا رأساه- ثم قال ما ضرك لو مت قبلي فقمت عليك فكفنتك- و صليت عليك و دفنتك- فقلت و الله لكأني بك لو كان ذلك- رجعت إلى منزلي فأعرست ببعض نسائك- فتبسم ع و تتام به وجعه- و هو مع ذلك يدور على نسائه- حتى استعز به و هو في بيت ميمونة- فدعا نساءه فاستأذنهن أن يمرض في بيتي- فأذن له فخرج بين رجلين من أهله- أحدهما الفضل بن العباس و رجل آخر- تخط قدماه في الأرض- عاصبا رأسه حتى دخل بيته- قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة- فحدثت عبد الله بن العباس بهذا الحديث فقال- أ تدري من الرجل الآخر- قلت لا قال علي بن أبي طالب- لكنها كانت لا تقدر أن تذكره بخير و هي تستطيع- قالت ثم غمر رسول الله ص و اشتد به الوجع- فقال أهريقوا علي سبع قرب من آبار شتى- حتى أخرج إلى الناس فأعهد إليهم- قالت فأقعدته في مخضب لحفصة بنت عمر- و صببنا عليه الماء حتى طفق يقول بيده- حسبكم حسبكم – .قلت المخضب المركن- .
و روى عطاء عن الفضل بن عباس رحمه الله قال جاءني رسول الله ص حين بدأ به مرضه فقال اخرج- فخرجت إليه فوجدته موعوكا قد عصب رأسه- فقال خذ بيدي فأخذت بيده حتى جلس على المنبر- ثم قال ناد في الناس فصحت فيهم فاجتمعوا إليه- فقال أيها الناس إني أحمد إليكم الله- إنه قد دنا مني حقوق من بين أظهركم- فمن كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقد منه- و من كنت شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقد منه- و من كنت أخذت له مالا فهذا مالي فليأخذ منه- و لا يقل رجل إني أخاف الشحناء من قبل رسول الله- ألا و إن الشحناء ليست من طبيعتي و لا من شأني- ألا و إن أحبكم إلي من أخذ مني حقاإن كان له- أو حللني فلقيت الله و أنا طيب النفس- و قد أراني أن هذا غير مغن عني حتى أقوم فيكم به مرارا- ثم نزل فصلى الظهر- ثم رجع فجلس على المنبر- فعاد لمقالته الأولى في الشحناء و غيرها- فقام رجل فقال يا رسول الله- إن لي عندك ثلاثة دراهم- فقال إنا لا نكذب قائلا و لا نستحلفه على يمين- فيم كانت لك عندي قال- أ تذكر يا رسول الله يوم مر بك المسكين- فأمرتني فأعطيته ثلاثة دراهم- قال أعطه يا فضل فأمرته فجلس- ثم قال أيها الناس من كان عنده شيء فليؤده- و لا يقل فضوح الدنيا- فإن فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة- فقام رجل فقال يا رسول الله- عندي ثلاثة دراهم غللتها في سبيل الله- قال و لم غللتها قال كنت محتاجا إليها- قال خذها منه يا فضل- ثم قال أيها الناس من خشي من نفسه شيئا فليقم أدعو له- فقام رجل فقال يا رسول الله إني لكذاب- و إني لفاحش و إني لنئوم- فقال اللهم ارزقه صدقا و صلاحا- و أذهب عنه النوم إذا أراد- ثم قام رجل فقال يا رسول الله إني لكذاب- و إني لمنافق و ما شيء أو قال- و إن من شيء إلا و قد جئته- فقام عمر بن الخطاب فقال فضحت نفسك أيها الرجل- فقال النبي ص يا ابن الخطاب- فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة- اللهم ارزقه صدقا و إيمانا و صير أمره إلى خير
و روى عبد الله بن مسعود قال نعى إلينا نبينا و حبيبنا نفسه قبل موته بشهر- جمعنا في بيت أمنا عائشة- فنظر إلينا و شدد و دمعت عينه- و قال مرحبا بكم حياكم الله- رحمكم الله آواكم الله- حفظكم الله رفعكم الله- نفعكم الله وفقكم الله- رزقكم الله هداكم الله- نصركم الله سلمكم الله تقبلكم الله- أوصيكم بتقوى الله و أوصى الله بكم- و استخلفه عليكم إني لكم منه نذير و بشير- ألا تعلوا على الله في عباده و بلاده- فإنه قال لي و لكم تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ- نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً- وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ- فقلنا يا رسول الله فمتى أجلك- قال قد دنا الفراق- و المنقلب إلى الله و إلى سدرة المنتهى- و الرفيق الأعلى و جنة المأوى و العيش المهنا- قلنا فمن يغسلك يا رسول الله- قال أهلي الأدنى فالأدنى- قلنا ففيم نكفنك قال- في ثيابي هذه إن شئتم- أو في بياض مصر أو حلة يمنية- قلنا فمن يصلي عليك- فقال إذا غسلتموني و كفنتموني- فضعوني على سريري في بيتي هذا- على شفير قبري ثم اخرجوا عني ساعة- فإن أول من يصلي علي- جليسي و حبيبي و خليلي جبرائيل- ثم ميكائيل ثم إسرافيل- ثم ملك الموت مع جنوده من الملائكة- ثم ادخلوا علي فوجا فوجا- فصلوا علي و سلموا و لا تؤذوني بتزكية- و لا ضجة و لا رنة- و ليبدأ بالصلاة علي رجال أهل بيتي ثم نساؤهم- ثم أنتم بعد و أقرءوا أنفسكم مني السلام- و من غاب من أهلي فأقرءوه مني السلام- و من تابعكم بعدي على ديني فأقرءوه مني السلام- فإني أشهدكم أني قد سلمت- على من بايعني على ديني من اليوم إلى يوم القيامة- قلنا فمن يدخلك قبرك يا رسول الله قال- أهلي مع ملائكة كثيرة يرونكم و لا ترونهم
– .
قلت العجب لهم كيف لم يقولوا له في تلك الساعة- فمن يلي أمورنا بعدك- لأن ولاية الأمر أهم من السؤال عن الدفن- و عن كيفية الصلاة عليه- و ما أعلم ما أقول في هذا المقام قال أبو جعفر الطبري و روى سعيد بن جبير قال كان ابن عباس رحمه الله يقول يوم الخميس و ما يوم الخميس- ثم يبكي حتى تبل دموعه الحصباء- فقلنا له و ما يوم الخميس- قال يوم اشتد برسول الله ص وجعه- فقال ائتوني باللوح و الدواة- أو قال بالكتف و الدواة- أكتب لكم ما لا تضلون بعدي- فتنازعوا فقال اخرجوا- و لا ينبغي عند نبي أن يتنازع- قالوا ما شأنه أ هجر استفهموه- فذهبوا يعيدون عليه فقال- دعوني فما أنا فيه خير مما تدعونني إليه- ثم أوصى بثلاث قال- أخرجوا المشركين من جزيرة العرب- و أجيزوا الوفد بنحو مما كنت أجيزهم- و سكت عن الثالثة عمدا أو قالها و نسيتها
و روى أبو جعفر عن ابن عباس قال خرج علي بن أبي طالب ع من عند رسول الله ص- في وجعه الذي توفي فيه فقال له الناس- يا أبا الحسن كيف أصبح رسول الله ص قال- أصبح بحمد الله بارئا- فأخذ العباس بيده و قال- أ لا ترى أنك بعد ثلاث عبد العصا- إني لأعرف الموت في وجوه بني عبد المطلب- فاذهب إلى رسول الله ص- فسله فيمن يكن هذا الأمر- فإن كان فينا علمنا ذلك- و إن كان في غيرنا وصى بنا- فقال علي أخشى أن أسأله فيمنعناها- فلا يعطيناها الناس أبدا
و روت عائشة قالت أغمي على رسول الله ص و الدار مملوءة من النساء- أم سلمة و ميمونة و أسماء بنت عميس- و عندنا عمه العباس بن عبد المطلب- فأجمعوا على أن يلدوه- فقال العباس لا ألده فلدوه- فلما أفاق قال من صنع بي هذا- قالوا عمك قال لنا- هذا دواء جاءنا من نحو هذه الأرض- و أشار إلى أرض الحبشة قال- فلم فعلتم ذلك فقال العباس- خشينا يا رسول الله أن يكون بك ذات الجنب- فقال إن ذلكلداء ما كان الله ليقذفني به- لا يبقى أحد في البيت إلا لد إلا عمي- قال فلقد لدت ميمونة و إنها لصائمة- لقسم رسول الله ص عقوبة لهم بما صنعوا قال أبو جعفر و قد وردت رواية أخرى عن عائشة قالت لددنا رسول الله ص في مرضه- فقال لا تلدوني فقلنا كراهية المريض للدواء- فلما أفاق قال لا يبقى أحد إلا لد غير العباس عمي فإنه لم يشهدكم – .
قال أبو جعفر و الذي تولى اللدود بيده أسماء بنت عميس- . قلت العجب من تناقض هذه الروايات- في إحداها أن العباس لم يشهد اللدود- فلذلك أعفاه رسول الله ص- من أن يلد و لد من كان حاضرا- و في إحداها أن العباس حضر لده ع- و في هذه الرواية التي تتضمن حضور العباس في لده كلام مختلف- فيها أن العباس قال لا ألده ثم قال- فلد فأفاق فقال من صنع بي هذا- قالوا عمك إنه قال- هذا دواء جاءنا من أرض الحبشة لذات الجنب- فكيف يقول لا ألده- ثم يكون هو الذي أشار بأن يلد- و قال هذا دواء جاءنا من أرض الحبشة لكذا- .
و سألت النقيب أبا جعفر يحيى بن أبي زيد البصري- عن حديث اللدود فقلت- أ لد علي بن أبي طالب ذلك اليوم- فقال معاذ الله لو كان لد- لذكرت عائشة ذلك فيما تذكره و تنعاه عليه- قال و قد كانت فاطمة حاضرة في الدار- و ابناها معها أ فتراها لدت أيضا- و لد الحسن و الحسين كلا و هذا أمر لم يكن- و إنما هو حديث ولده من ولده- تقربا إلى بعض الناس- و الذي كان أن أسماء بنت عميس أشارت بأن يلد- و قالت هذا دواء جاءنا من أرض الحبشة- جاء به جعفر بن أبي طالب و كان بعلها-و ساعدتها على تصويب ذلك و الإشارة به- ميمونة بنت الحارث- فلد رسول الله ص فلما أفاق أنكره- و سأل عنه فذكر له كلام أسماء و موافقة ميمونة لها- فأمر أن تلد الامرأتان لا غير- فلدتا و لم يجر غير ذلك- و الباطل لا يكاد يخفى على مستبصر- .
و روت عائشة قالت كثيرا ما كنت أسمع رسول الله يقول- إن الله لم يقبض نبيا حتى يخيره- فلما احتضر رسول الله ص- كان آخر كلمة سمعتها منه- بل الرفيق الأعلى- فقلت إذا و الله لا يختارنا- و علمت أن ذلك ما كان يقوله من قبل
و روى الأرقم بن شرحبيل قال سألت ابن عباس رحمه الله هل أوصى رسول الله ص- فقال لا قلت فكيف كان فقال- إن رسول الله ص قال في مرضه- ابعثوا إلى علي فادعوه- فقالت عائشة لو بعثت إلى أبي بكر- و قالت حفصة لو بعثت إلى عمر- فاجتمعوا عنده جميعا- هكذا لفظ الخبر على ما أورده الطبري في التاريخ- و لم يقل فبعث رسول الله ص إليهما- قال ابن عباس فقال رسول الله ص- انصرفوا فإن تكن لي حاجة أبعث إليكم فانصرفوا- و قيل لرسول الله الصلاة- فقال مروا أبا بكر أن يصلي بالناس- فقالت عائشة إن أبا بكر رجل رقيق فمر عمر- فقال مروا عمر فقال عمر- ما كنت لأتقدم و أبو بكر شاهد- فتقدم أبو بكر فوجد رسول الله ص خفة- فخرج فلما سمع أبو بكر حركته تأخر- فجذب رسول الله ص ثوبه فأقامه مكانه- و قعد رسول الله ص- فقرأ من حيث انتهى أبو بكر – .
قلت عندي في هذه الواقعة كلام- و يعترضني فيها شكوك و اشتباه- إذا كان قدأراد أن يبعث إلى علي ليوصي إليه- فنفست عائشة عليه- فسألت أن يحضر أبوها- و نفست حفصة عليه فسألت أن يحضر أبوها- ثم حضرا و لم يطلبا فلا شبهة أن ابنتيهما طلبتاهما- هذا هو الظاهر- و قول رسول الله ص و قد اجتمعوا كلهم عنده- انصرفوا فإن تكن لي حاجة بعثت إليكم- قول من عنده ضجر و غضب باطن لحضورهما- و تهمة للنساء في استدعائهما- فكيف يطابق هذا الفعل و هذا القول- ما روي من أن عائشة قالت لما عين على أبيها في الصلاة- أن أبي رجل رقيق فمر عمر- و أين ذلك الحرص من هذا الاستعفاء و الاستقالة- و هذا يوهم صحة ما تقوله الشيعة- من أن صلاة أبي بكر كانت عن أمر عائشة- و إن كنت لا أقول بذلك و لا أذهب إليه- إلا أن تأمل هذا الخبر و لمح مضمونه يوهم ذلك- فلعل هذا الخبر غير صحيح- و أيضا ففي الخبر ما لا يجيزه أهل العدل- و هو أن يقول مروا أبا بكر- ثم يقول عقيبه مروا عمر- لأن هذا نسخ الشيء قبل تقضي وقت فعله- .
فإن قلت قد مضى من الزمان- مقدار ما يمكن الحاضرين فيه أن يأمروا أبا بكر- و ليس في الخبر إلا أنه أمرهم أن يأمروه- و يكفي في صحة ذلك مضي زمان يسير جدا- يمكن فيه أن يقال يا أبا بكر صل بالناس- قلت الإشكال ما نشأ من هذا الأمر- بل من كون أبي بكر مأمورا بالصلاة- و إن كان بواسطة- ثم نسخ عنه الأمر بالصلاة- قبل مضي وقت يمكن فيه أن يفعل الصلاة- فإن قلت لم قلت في صدر كلامك هذا- إنه أراد أن يبعث إلى علي ليوصي إليه- و لم لا يجوز أن يكون بعث إليه لحاجة له- قلت لأن مخرج كلام ابن عباس هذا المخرج- أ لا ترى أن الأرقم بن شرحبيل الراوي لهذا الخبر قال- سألت ابن عباس هل أوصى رسول الله ص- فقال لا فقلت فكيف كان- فقال إن رسول الله ص قال في مرضه-ابعثوا إلى علي فادعوه- فسألته المرأة أن يبعث إلى أبيها- و سألته الأخرى أن يبعث إلى أبيها- فلو لا أن ابن عباس فهم من قوله ص- ابعثوا إلى علي فادعوه أنه يريد الوصية إليه- لما كان لإخبار الأرقم بذلك- متصلا بسؤاله عن الوصية معنى
و روى القاسم بن محمد بن أبي بكر عن عائشة قالت رأيت رسول الله ص يموت- و عنده قدح فيه ماء يدخل يده في القدح- ثم يمسح وجهه بالماء و يقول- اللهم أعني على سكرة الموت و روى عروة عن عائشة قالت اضطجع رسول الله ص يوم موته في حجري- فدخل على رجل من آل أبي بكر- في يده مسواك أخضر- فنظر رسول الله ص إليه نظرا عرفت أنه يريده- فقلت له أ تحب أن أعطيك هذا المسواك- قال نعم فأخذته فمضغته حتى ألنته- ثم أعطيته إياه- فاستن به كأشد ما رأيته يستن بسواك قبله ثم وضعه- و وجدت رسول الله ص يثقل في حجري- فذهبت أنظر في وجهه- فإذا بصره قد شخص و هو يقول- بل الرفيق الأعلى من الجنة- فقلت لقد خيرت فاخترت و الذي بعثك بالحق- و قبض رسول الله ص – .
قال الطبري و قد وقع الاتفاق- على أنه كان يوم الإثنين من شهر ربيع الأول- و اختلف في أي الأثانين كان- فقيل لليلتين خلتا من الشهر- و قيل لاثنتي عشرة خلت من الشهر- و اختلف في تجهيزه أي يوم كان- فقيل يوم الثلاثاء الغد من وفاته- و قيل إنما دفن بعد وفاته بثلاثة أيام- اشتغل القوم عنه بأمر البيعة- . و قد روى الطبري ما يدل على ذلك- عن زياد بن كليب عن إبراهيم النخعي- أنأبا بكر جاء بعد ثلاث- إلى رسول الله ص و قد أربد بطنه- فكشف عن وجهه و قبل عينيه- و قال بأبي أنت و أمي- طبت حيا و طبت ميتا- قلت و أنا أعجب من هذا- هب أن أبا بكر و من معه اشتغلوا بأمر البيعة- فعلي بن أبي طالب و العباس و أهل البيت- بما ذا اشتغلوا حتى يبقى النبي ص مسجى بينهم- ثلاثة أيام بلياليهن لا يغسلونه و لا يمسونه- .
فإن قلت الرواية التي رواها الطبري- في حديث الأيام الثلاثة- إنما كانت قبل البيعة- لأن لفظ الخبر عن إبراهيم- و أنه لما قبض النبي ص كان أبو بكر غائبا فجاء بعد ثلاث- و لم يتجرأ أحد أن يكشف عن وجهه ع- حتى أربد بطنه فكشف عن وجهه و قبل عينيه- و قال بأبي أنت و أمي طبت حيا و طبت ميتا- ثم خرج إلى الناس فقال- من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات- الحديث بطوله- قلت لعمري إن الرواية هكذا أوردها- و لكنها مستحيلة- لأن أبا بكر فارق رسول الله ص و هو حي- و مضى إلى منزله بالسنح في يوم الإثنين- و هو اليوم الذي مات فيه رسول الله ص- لأنه رآه بارئا صالح الحال- هكذا روى الطبري في كتابه- و بين السنح و بين المدينة نصف فرسخ- بل هو طائفة من المدينة- فكيف يبقى رسول الله ص ميتا- يوم الإثنين و يوم الثلاثاء و يوم الأربعاء- لا يعلم به أبو بكر- و بينهما غلوة ثلاثة أسهم- و كيف يبقى طريحا بين أهله ثلاثة أيام- لا يجترئ أحد منهم أن يكشف عن وجهه- و فيهم علي بن أبي طالب و هو روحه بين جنبيه- و العباس عمه القائم مقام أبيه- و ابنا فاطمة و هما كولديه و فيهم فاطمة بضعة منه- أ فما كان في هؤلاء من يكشف عن وجهه- و لا من يفكر في جهازه و لا من يأنف له- منانتفاخ بطنه و اخضرارها- و ينتظر بذلك حضور أبي بكر ليكشف عن وجهه- أنا لا أصدق ذلك و لا يسكن قلبي إليه- و الصحيح أن دخول أبي بكر إليه و كشفه عن وجهه- و قوله ما قال إنما كان بعد الفراغ من البيعة- و أنهم كانوا مشتغلين بها كما ذكر في الرواية الأخرى- .
و بقي الإشكال في قعود علي ع عن تجهيزه- إذا كان أولئك مشتغلين بالبيعة فما الذي شغله هو- فأقول يغلب على ظني إن صح ذلك- أن يكون قد فعله شناعة على أبي بكر و أصحابه- حيث فاته الأمر و استؤثر عليه به- فأراد أن يتركه ص بحاله لا يحدث في جهازه أمرا- ليثبت عند الناس أن الدنيا شغلتهم عن نبيهم ثلاثة أيام- حتى آل أمره إلى ما ترون- و قد كان ع يتطلب الحيلة في تهجين أمر أبي بكر- حيث وقع في السقيفة ما وقع بكل طريق- و يتعلق بأدنى سبب من أمور كان يعتمدها- و أقوال كان يقولها فلعل هذا من جملة ذلك- أو لعله إن صح ذلك- فإنما تركه ص بوصية منه إليه- و سر كانا يعلمانه في ذلك- .
فإن قلت فلم لا يجوز أن يقال إن صح ذلك- إنه أخر جهازه ليجتمع رأيه و رأي المهاجرين- على كيفية غسله و تكفينه و نحو ذلك من أموره- قلت لأن الرواية الأولى تبطل هذا الاحتمال- و هي قوله ص لهم قبل موته يغسلني أهلي الأدنى منهم فالأدنى- و أكفن في ثيابي أو في بياض مصر- أو في حلة يمنية – . قال أبو جعفر فأما الذين تولوا غسله- فعلي بن أبي طالب و العباس بن عبد المطلب- و الفضل بن العباس و قثم بن العباس- و أسامة بن زيد و شقران مولى رسول الله ص-و حضر أوس بن خولي أحد الخزرج- فقال لعلي بن أبي طالب- أنشدك الله يا علي و حظنا من رسول الله- و كان أوس من أصحاب بدر- فقال له ادخل فدخل فحضر غسله ع- و صب الماء عليه أسامة و شقران- و كان علي ع يغسله و قد أسنده إلى صدره- و عليه قميصه يدلكه من ورائه- لا يفضي بيده إلى بدن رسول الله ص- و كان العباس و ابناه الفضل و قثم يساعدونه- على قلبه من جانب إلى جانب- .
قال أبو جعفر و روت عائشة أنهم اختلفوا في غسله- هل يجرد أم لا فألقى الله عليهم السنة- حتى ما منهم رجل إلا و ذقنه على صدره- ثم كلمهم متكلم من ناحية البيت لا يدرى من هو- غسلوا النبي و عليه ثيابه- فقاموا إليه فغسلوه- و عليه قميصه- فكانت عائشة تقول- لو استقبلت من أمري- ما استدبرت ما غسله إلا نساؤه- . قلت حضرت عند محمد بن معد العلوي في داره ببغداد- و عنده حسن بن معالي الحلي المعروف بابن الباقلاوي- و هما يقرءان هذا الخبر- و هذه الأحاديث من تاريخ الطبري- فقال محمد بن معد لحسن بن معالي- ما تراها قصدت بهذا القول- قال حسدت أباك على ما كان يفتخر به من غسل رسول الله ص- فضحك محمد فقال- هبها استطاعت أن تزاحمه في الغسل- هل تستطيع أن تزاحمه في غيره من خصائصه- . قال أبو جعفر الطبري- ثم كفن ص في ثلاثة أثواب- ثوبين صحاريين و برد حبرة أدرج فيها إدراجا- و لحد له على عادة أهل المدينة- فلما فرغوا منه وضعوه على سريره- .
و اختلفوا في دفنه- فقال قائل ندفنه في مسجده- و قال قائل ندفنه في البقيع مع أصحابه- و قال أبو بكر سمعت رسول الله ص يقول ما قبض نبي إلا و دفن حيث قبض – فرفع فراش رسول الله الذي توفي فيه فحفر له تحته- . قلت كيف اختلفوا في موضع دفنه- و قد قال لهم فضعوني على سريري في بيتي هذا على شفير قبري – و هذا تصريح بأنه يدفن في البيت الذي جمعهم فيه- و هو بيت عائشة- فإما أن يكون ذلك الخبر غير صحيح- أو يكون الحديث الذي تضمن أنهم اختلفوا في موضع دفنه- و أن أبا بكر روى لهم أنه قال- الأنبياء يدفنون حيث يموتون غير صحيح- لأن الجمع بين هذين الخبرين لا يمكن- .
و أيضا فهذا الخبر ينافي ما ورد في موت جماعة من الأنبياء- نقلوا من موضع موتهم إلى مواضع أخر- و قد ذكر الطبري بعضهم في أخبار أنبياء بني إسرائيل- . و أيضا فلو صح هذا الخبر- لم يكن مقتضيا إيجاب دفن النبي ص حيث قبض- لأنه ليس بأمر بل هو إخبار محض- اللهم إلا أن يكونوا فهموا من مخرج لفظه ع و من مقصده- أنه أراد الوصية لهم بذلك- و الأمر بدفنه حيث يقبض- . قال أبو جعفر ثم دخل الناس فصلوا عليه أرسالا- حتى إذا فرغ الرجال أدخل النساء- حتى إذا فرغ النساء أدخل الصبيان- ثم أدخل العبيد و لم يؤمهم إمام- ثم دفن ع وسط الليل من ليلة الأربعاء- .
قال أبو جعفر- و قد روت عمرة بنت عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة عن عائشة قالت ما علمنا بدفن رسول الله ص- حتى سمعنا صوت المساحي في جوف الليل ليلة الأربعاء – .قلت و هذا أيضا من العجائب- لأنه إذا مات يوم الإثنين وقت ارتفاع الضحى- كما ذكر في الرواية و دفن ليلة الأربعاء وسط الليل- فلم يمض عليه ثلاثة أيام كما ورد في تلك الرواية- . و أيضا فمن العجب كون عائشة- و هو في بيتها لا تعلم بدفنه حتى سمعت صوت المساحي- أ تراها أين كانت- و قد سألت عن هذا جماعة- فقالوا لعلها كانت في بيت يجاور بيتها- عندها نساء كما جرت عادة أهل الميت- و تكون قد اعتزلت بيتها و سكنت ذلك البيت- لأن بيتها مملوء بالرجال من أهل رسول الله ص- و غيرهم من الصحابة و هذا قريب- و يحتمل أن يكون- .
قال الطبري- و نزل في قبر رسول الله ص علي بن أبي طالب ع- و الفضل بن عباس و قثم أخوه و شقران مولاهم- و قال أوس بن خولي لعلي ع- أنشدك الله يا علي و حظنا من رسول الله ص- فقال له انزل فنزل مع القوم- و أخذ شقران قطيفة كان رسول الله ص يلبسها- فقذفها معه في القبر- و قال لا يلبسها أحد بعده- . قلت من تأمل هذه الأخبار- علم أن عليا ع كان الأصل و الجملة- و التفصيل في أمر رسول الله ص و جهازه- أ لا ترى أن أوس بن خولي لا يخاطب أحدا من الجماعة غيره- و لا يسأل غيره في حضور الغسل و النزول في القبر- ثم انظر إلى كرم علي ع و سجاحة أخلاقه و طهارة شيمته- كيف لم يضن بمثل هذه المقامات الشريفة عن أوس- و هو رجل غريب من الأنصار- فعرف له حقه و أطلبه بما طلبه- فكم بين هذه السجية الشريفة- و بين قول من قال- لو استقبلت من أمري ما استدبرت-ما غسل رسول الله ص إلا نساؤه- و لو كان في ذلك المقام غيره من أولي الطباع الخشنة- و أرباب الفظاظة و الغلظة- و قد سأل أوس ذلك لزجر و انتهر و رجع خائبا- .
قال الطبري و كان المغيرة بن شعبة يدعي- أنه أحدث الناس عهدا برسول الله ص- و يقول للناس إنني أخذت خاتمي فألقيته في القبر- و قلت إن خاتمي قد سقط مني و إنما طرحته عمدا- لأمس رسول الله ص فأكون آخر الناس به عهدا- . قال الطبري فروى عبد الله بن الحارث بن نوفل- قال اعتمرت مع علي بن أبي طالب ع في زمان عمر أو عثمان- فنزل على أخته أم هانئ بنت أبي طالب- فلما فرغ من عمرته رجع و قد سكب له غسل- فلما فرغ من غسله دخل عليه نفر من أهل العراق- فقالوا يا أبا الحسن- جئناك نسألك عن أمر نحب أن تخبرنا به- فقال أظن المغيرة يحدثكم- أنه أحدث الناس عهدا برسول الله ص- قالوا أجل عن ذا جئنا نسألك قال كذب- أحدث الناس عهدا برسول الله ص قثم بن العباس- كان آخرنا خروجا من قبره- .
قلت بحق ما عاب أصحابنا رحمهم الله المغيرة- و ذموه و انتقصوه- فإنه كان على طريقة غير محمودة- و أبى الله إلا أن يكون كاذبا على كل حال- لأنه إن لم يكن أحدثهم بالنبي عهدا- فقد كذب في دعواه أنه أحدثهم به عهدا- و إن كان أحدثهم به عهدا كما يزعم- فقد اعترف بأنه كذب في قوله لهم سقط خاتمي مني- و إنما ألقاه عمدا- و أين المغيرة و رسول الله ص ليدعي القرب منه- و أنه أحدث الناس عهدا به-و قد علم الله تعالى و المسلمون- أنه لو لا الحدث الذي أحدث- و القوم الذين صحبهم فقتلهم غدرا و اتخذ أموالهم- ثم التجأ إلى رسول الله ص ليعصمه لم يسلم- و لا وطئ حصا المدينة- . قال الطبري و قد اختلف في سن رسول الله ص- فالأكثرون أنه كان ابن ثلاث و ستين سنة- و قال قوم ابن خمس و ستين سنة- و قال قوم ابن ستين- . فهذا ما ذكره الطبري في تاريخه- .
و روى محمد بن حبيب في أماليه- قال تولى غسل النبي ص علي ع و العباس رضي الله عنه- . و كان علي ع يقول بعد ذلك ما شممت أطيب من ريحه- و لا رأيت أضوأ من وجهه حينئذ- و لم أره يعتاد فاه ما يعتاد أفواه الموتى
قال محمد بن حبيب فلما كشف الإزار عن وجهه بعد غسله انحنى عليه- فقبله مرارا و بكى طويلا- و قال بأبي أنت و أمي- طبت حيا و طبت ميتا- انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت أحد سواك- من النبوة و الأنباء و أخبار السماء- خصصت حتى صرت مسليا عمن سواك- و عممت حتى صارت المصيبة فيك سواء- و لو لا أنك أمرت بالصبر- و نهيت عن الجزع لأنفدنا عليك ماء الشئون- و لكن أتى ما لا يدفع- أشكو إليك كمدا و إدبارا مخالفين و داء الفتنة- فإنها قد استعرت نارها و داؤها الداء الأعظم- بأبي أنت و أمي اذكرنا عند ربك- و اجعلنا من بالك و همك- ثم نظر إلى قذاة في عينه فلفظها بلسانه- ثم رد الإزار على وجهه – .
و قد روى كثير من الناس ندبة فاطمة ع أباها يوم موته- و بعد ذلك اليوم و هي ألفاظ معدودة مشهورة- منها يا أبتاه جنة الخلد مثواه- يا أبتاه عند ذي العرش مأواه- يا أبتاه كان جبرئيل يغشاه- يا أبتاه لست بعد اليوم أراه – . و من الناس من يذكر- أنها كانت تشوب هذه الندبة- بنوع من التظلم و التألم لأمر يغلبها- و الله أعلم بصحة ذلك- و الشيعة تروي أن قوما من الصحابة- أنكروا بكاءها الطويل و نهوها عنه- و أمروها بالتنحي عن مجاورة المسجد- إلى طرف من أطراف المدينة- . و أنا أستبعد ذلك- و الحديث يدخله الزيادة و النقصان- و يتطرق إليه التحريف و الافتعال- و لا أقول أنا في أعلام المهاجرين إلا خيرا
شرح نهج البلاغة(ابن أبي الحديد) ج 13