google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
20-40 خطبه ها شرح ابن ابی الحدیدخطبه ها شرح ابن ابی الحدید(متن عربی)

خطبه 22 شرح ابن ابی الحدید (متن عربی)

22 و من خطبة له ع

 

أَلَا وَ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ ذَمَرَ حِزْبَهُ وَ اسْتَجْلَبَ جَلَبَهُ- لِيَعُودَ الْجَوْرُ إِلَى أَوْطَانِهِ وَ يَرْجِعَ الْبَاطِلُ إِلَى نِصَابِهِ- وَ اللَّهِ مَا أَنْكَرُوا عَلَيَّ مُنْكَراً- وَ لَا جَعَلُوا بَيْنِي وَ بَيْنَهُمْ نَصَفاً- وَ إِنَّهُمْ لَيَطْلُبُونَ حَقّاً هُمْ تَرَكُوهُ وَ دَماً هُمْ سَفَكُوهُ- فَإِنْ كُنْتُ شَرِيكَهُمْ فِيهِ فَإِنَّ لَهُمْ لَنَصِيبَهُمْ مِنْهُ- وَ إِنْ كَانُوا وَلُوهُ دُونِي فَمَا التَّبِعَةُ إِلَّا عِنْدَهُمْ- وَ إِنَّ أَعْظَمَ حُجَّتِهِمْ لَعَلَى أَنْفُسِهِمْ- يَرْتَضِعُونَ أُمّاً قَدْ فَطَمَتْ وَ يُحْيُونَ بِدْعَةً قَدْ أُمِيتَتْ- يَا خَيْبَةَ الدَّاعِي مَنْ دَعَا وَ إِلَامَ أُجِيبَ- وَ إِنِّي لَرَاضٍ بِحُجَّةِ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وَ عِلْمِهِ فِيهِمْ- فَإِنْ أَبَوْا أَعْطَيْتُهُمْ حَدَّ السَّيْفِ- وَ كَفَى بِهِ شَافِياً مِنَ الْبَاطِلِ وَ نَاصِراً لِلْحَقِّ- وَ مِنَ الْعَجَبِ بَعْثَتُهُمْ إِلَيَّ أَنْ أَبْرُزَ لِلطِّعَانِ وَ أَنْ أَصْبِرَ لِلْجِلَادِ- هَبِلَتْهُمُ الْهَبُولُ- لَقَدْ كُنْتُ وَ مَا أُهَدَّدُ بِالْحَرْبِ وَ لَا أُرَهَّبُ بِالضَّرْبِ- وَ إِنِّي لَعَلَى يَقِينٍ مِنْ رَبِّي وَ غَيْرِ شُبْهَةٍ مِنْ دِينِي‏

يروى ذمر بالتخفيف و ذمر بالتشديد- و أصله الحض و الحث و التشديد دليل على التكثير- . و استجلب جلبه الجلب بفتح اللام ما يجلب- كما يقال جمع جمعه- و يروى جلبه و جلبه و هما بمعنى- و هو السحاب الرقيق الذي لا ماء فيه- أي جمع قوما كالجهام الذي لا نفع فيه- و روي ليعود الجور إلى قطابه- و القطاب مزاج الخمر بالماء- أي ليعود الجور ممتزجا بالعدل كما كان- و يجوز أن يعني بالقطاب قطاب الجيب- و هو مدخل الرأس فيه أي ليعود الجور إلى لباسه و ثوبه- . و قال الراوندي قطابه أصله- و ليس ذلك بمعروف في اللغة- . و روي الباطل بالنصب- على أن يكون يرجع متعديا- تقول رجعت زيدا إلى كذا- و المعنى و يرد الجور الباطل إلى أوطانه- . و قال الراوندي يعود أيضا مثل يرجع- يكون لازما و متعديا و أجاز نصب الجور به- و هذا غير صحيح لأن عاد لم يأت متعديا- و إنما يعدى بالهمزة- . و النصف الذي ينصف- . و قال الراوندي النصف النصفة و المعنى لا يحتمله- لأنه لا معنى لقوله و لا جعلوا بيني و بينهم إنصافا- بل المعنى لم يجعلوا ذا انصاف بيني و بينهم- . يرتضعون أما قد فطمت- يقول يطلبون الشي‏ء بعد فواته- لأن الأم إذا فطمت ولدها فقد انقضى إرضاعها- . و قوله يا خيبة الداعي- هاهنا كالنداء في قوله تعالى يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ- و قوله يا حَسْرَتَنا عَلى‏ ما فَرَّطْنا فِيها- أي يا خيبة احضري فهذا أوانك- .

و كلامه في هذه الخطبة مع أصحاب الجمل- و الداعي هو أحد الثلاثة الرجلان و المرأة- . ثم قال على سبيل الاستصغار لهم- و الاستحقار من دعا و إلى ما ذا أجيب- أي أحقر بقوم دعاهم هذا الداعي- و أقبح بالأمر الذي أجابوه إليه فما أفحشه و أرذله- . و قال الراوندي يا خيبة الداعي تقديره يا هؤلاء- فحذف المنادى ثم قال خيبة الداعي- أي خاب الداعي خيبة- و هذا ارتكاب ضرورة لا حاجة إليها- و إنما يحذف المنادى في المواضع- التي دل الدليل فيها على الحذف- كقوله

 

يا فانظر أيمن الوادي على إضم‏

 

 و أيضا فإن المصدر الذي لا عامل فيه- غير جائز حذف عامله- و تقدير حذفه تقدير ما لا دليل عليه- . و هبلته أمه بكسر الباء ثكلته- . و قوله لقد كنت و ما أهدد بالحرب- معناه ما زلت لا أهدد بالحرب و الواو زائدة- و هذه كلمة فصيحة كثيرا ما تستعملها العرب- و قد ورد في القرآن العزيز كان بمعنى ما زال- في قوله وَ كانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً- و نحو ذلك من الآي- معنى ذلك لم يزل الله عليما حكيما- و الذي تأوله المرتضى رحمه الله تعالى- في تكملة الغرر و الدرر- كلام متكلف- و الوجه الصحيح ما ذكرناه- . و هذه الخطبة ليست من خطب صفين كما ذكره الراوندي- بل من خطب الجمل- و قد ذكر كثيرا منها أبو مخنف رحمه الله تعالى- قال حدثنا مسافر بن عفيف بن أبي الأخنس.
قال لما رجعت رسل علي ع- من عند طلحة و الزبير و عائشة يؤذنونه بالحرب- قام فحمد الله و أثنى عليه و صلى على رسوله ص ثم قال- أيها الناس إني قد راقبت هؤلاء القوم- كي يرعووا أو يرجعوا- و وبختهم بنكثهم- و عرفتهم بغيهم فلم يستحيوا- و قد بعثوا إلي أن أبرز للطعان و أصبر للجلاد- و إنما تمنيك نفسك أماني الباطل و تعدك الغرور- ألا هبلتهم الهبول- لقد كنت و ما أهدد بالحرب و لا أرهب بالضرب- و لقد أنصف القارة من راماها فليرعدوا و ليبرقوا- فقد رأوني قديما و عرفوا نكايتي- فكيف رأوني أنا أبو الحسن- الذي فللت حد المشركين و فرقت جماعتهم- و بذلك القلب ألقى عدوي اليوم- و إني لعلى ما وعدني ربي من النصر و التأييد- و على يقين من أمري و في غير شبهة من ديني- أيها الناس- إن الموت لا يفوته المقيم و لا يعجزه الهارب- ليس عن الموت محيد و لا محيص- من لم يقتل مات- إن أفضل الموت القتل- و الذي نفس علي بيده لألف ضربة بالسيف أهون من موتة واحدة على الفراش- اللهم إن طلحة نكث بيعتي- و ألب على عثمان حتى قتله- ثم عضهني به و رماني- اللهم فلا تمهله- اللهم إن الزبير قطع رحمي و نكث بيعتي- و ظاهر على عدوي فاكفنيه اليوم بما شئت- ثم نزل

 
خطبة علي بالمدينة في أول إمارته

 

و اعلم أن كلام أمير المؤمنين ع- و كلام أصحابه و عماله في واقعة الجمل- كله يدور على هذه المعاني- التي اشتملت عليها ألفاظ هذا الفصل- فمن ذلك الخطبة التي رواها أبو الحسن علي بن محمد المدائني عن عبد الله بن جنادة قال قدمت من الحجاز أريد العراق في أول إمارة علي ع- فمررت بمكة فاعتمرت ثم قدمت المدينة- فدخلت مسجد رسول الله ص إذ نودي- الصلاة جامعة فاجتمع الناس- و خرج علي ع متقلدا سيفه- فشخصت الأبصار نحوه- فحمد الله و صلى على رسوله ص ثم قال- أما بعد فإنه لما قبض الله نبيه ص- قلنا نحن أهله و ورثته و عترته و أولياؤه دون الناس- لا ينازعنا سلطانه أحد و لا يطمع في حقنا طامع- إذ انبرى لنا قومنا فغصبونا سلطان نبينا- فصارت الإمرة لغيرنا- و صرنا سوقة يطمع فينا الضعيف- و يتعزز علينا الذليل فبكت الأعين منا لذلك- و خشنت الصدور و جزعت النفوس- و ايم الله لو لا مخافة الفرقة بين المسلمين- و أن يعود الكفر و يبور الدين- لكنا على غير ما كنا لهم عليه- فولي الأمر ولاة لم يألوا الناس خيرا- ثم استخرجتموني أيها الناس من بيتي- فبايعتموني على شين مني لأمركم- و فراسة تصدقني ما في قلوب كثير منكم- و بايعني هذان الرجلان في أول من بايع تعلمون ذلك- و قد نكثا و غدرا و نهضا إلى البصرة بعائشة- ليفرقا جماعتكم و يلقيا بأسكم بينكم- اللهم فخذهما بما عملا أخذة رابية-و لا تنعش لهما صرعة و لا تقل لهما عثرة و لا تمهلهما فواقا- فإنهما يطلبان حقا تركاه و دما سفكاه- اللهم إني أقتضيك وعدك- فإنك قلت و قولك الحق ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ- اللهم فأنجز لي موعدك و لا تكلني إلى نفسي- إنك على كل شي‏ء قدير- ثم نزل

 

خطبته عند مسيره للبصرة

 

و روى الكلبي قال لما أراد علي ع المسير إلى البصرة- قام فخطب الناس- فقال بعد أن حمد الله و صلى على رسوله ص- إن الله لما قبض نبيه استأثرت علينا قريش بالأمر- و دفعتنا عن حق نحن أحق به من الناس كافة- فرأيت أن الصبر على ذلك أفضل- من تفريق كلمة المسلمين و سفك دمائهم- و الناس حديثو عهد بالإسلام- و الدين يمخض مخض الوطب- يفسده أدنى وهن و يعكسه أقل خلف- فولي الأمر قوم لم يألوا في أمرهم اجتهادا- ثم انتقلوا إلى دار الجزاء- و الله ولي تمحيص سيئاتهم و العفو عن هفواتهم- فما بال طلحة و الزبير و ليسا من هذا الأمر بسبيل- لم يصبرا علي حولا و لا شهرا حتى وثبا و مرقا- و نازعاني أمرا لم يجعل الله لهما إليه سبيلا- بعد أن بايعا طائعين غير مكرهين- يرتضعان أما قد فطمت و يحييان بدعة قد أميتت- أدم عثمان زعما و الله ما التبعة إلا عندهم و فيهم- و إن أعظم حجتهم لعلى‏ أنفسهم- و أنا راض بحجة الله عليهم و عمله فيهم- فإن فاءا و أنابا فحظهما أحرزا و أنفسهما غنما- و أعظم بها غنيمة- و إن أبيا أعطيتهما حد السيف- و كفى به ناصرا لحق و شافيا لباطل- ثم نزل

 

خطبته بذي قار

 

و روى أبو مخنف عن زيد بن صوحان قال شهدت عليا ع بذي قار- و هو معتم بعمامة سوداء ملتف بساج يخطب- فقال في خطبة- الحمد لله على كل أمر و حال في الغدو و الآصال- و أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله- ابتعثه رحمة للعباد و حياة للبلاد- حين امتلأت الأرض فتنة و اضطرب حبلها- و عبد الشيطان في أكنافها- و اشتمل عدو الله إبليس على عقائد أهلها- فكان محمد بن عبد الله بن عبد المطلب- الذي أطفأ الله به نيرانها و أخمد به شرارها- و نزع به أوتادها و أقام به ميلها- إمام الهدى و النبي المصطفى ص- فلقد صدع بما أمر به و بلغ رسالات ربه- فأصلح الله به ذات البين و آمن به السبل و حقن به الدماء- و ألف به بين ذوي الضغائن الواغرة في الصدور- حتى أتاه اليقين ثم قبضه الله إليه حميدا- ثم استخلف الناس أبا بكر فلم يأل جهده- ثم استخلف أبو بكر عمر فلم يأل جهده- ثم استخلف الناس عثمان فنال منكم و نلتم منه- حتى إذا كان من أمره ما كان- أتيتموني لتبايعوني لا حاجة لي في ذلك و دخلت منزلي- فاستخرجتموني فقبضت يدي فبسطتموها- و تداككتم علي حتى ظننت أنكم قاتلي- و أن بعضكم قاتل بعض- فبايعتموني و أنا غير مسرور بذلك و لا جذل-

و قد علم الله سبحانه- أني كنت كارها للحكومة بين أمة محمد ص- و لقد سمعته يقول- ما من وال يلي شيئا من أمر أمتي- إلا أتي به يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه- على رءوس الخلائق- ثم ينشر كتابه فإن كان عادلا نجا- و إن كان جائرا هوى- حتى اجتمع علي ملؤكم و بايعني طلحة و الزبير- و أنا أعرف الغدر في أوجههما و النكث في أعينهما- ثم استأذناني في العمرة فأعلمتهما أن ليس العمرة يريدان- فسارا إلى مكة و استخفا عائشة و خدعاها- و شخص معهما أبناء الطلقاء- فقدموا البصرة فقتلوا بها المسلمين و فعلوا المنكر- و يا عجبا لاستقامتهما لأبي بكر و عمر و بغيهما علي- و هما يعلمان أني لست دون أحدهما- و لو شئت أن أقول لقلت- و لقد كان معاوية كتب إليهما من الشام كتابا- يخدعهما فيه فكتماه عني- و خرجا يوهمان الطغام أنهما يطلبان بدم عثمان- و الله ما أنكرا علي منكرا- و لا جعلا بيني و بينهم نصفا- و إن دم عثمان لمعصوب بهما و مطلوب منهما- يا خيبة الداعي إلام دعا و بما ذا أجيب- و الله إنهما لعلى ضلالة صماء و جهالة عمياء- و إن الشيطان قد ذمر لهما حزبه- و استجلب منهما خيله و رجله- ليعيد الجور إلى أوطانه و يرد الباطل إلى نصابه- ثم رفع يديه فقال- اللهم إن طلحة و الزبير قطعاني و ظلماني- و ألبا علي و نكثا بيعتي- فاحلل ما عقدا و انكث ما أبرما- و لا تغفر لهما أبدا و أرهما المساءة فيما عملا و أملا

قال أبو مخنف فقام إليه الأشتر- فقال الحمد لله الذي من علينا فأفضل و أحسن إلينا فأجمل- قد سمعنا كلامك يا أمير المؤمنين و لقد أصبت و وفقت- و أنت ابن عم نبينا و صهره و وصيه- و أول مصدق به و مصل معه- شهدت‏مشاهده كلها- فكان لك الفضل فيها على جميع الأمة- فمن اتبعك أصاب حظه و استبشر بفلجه- و من عصاك و رغب عنك فإلى أمه الهاوية- لعمري يا أمير المؤمنين ما أمر طلحة و الزبير و عائشة علينا بمخيل- و لقد دخل الرجلان فيما دخلا فيه- و فارقا على غير حدث أحدثت و لا جور صنعت- فإن زعما أنهما يطلبان بدم عثمان- فليقيدا من أنفسهما فإنهما أول من ألب عليه- و أغرى الناس بدمه- و أشهد الله لئن لم يدخلا فيما خرجا منه- لنلحقنهما بعثمان- فإن سيوفنا في عواتقنا و قلوبنا في صدورنا- و نحن اليوم كما كنا أمس- ثم قعد

 

شرح ابن ابی الحدید جلد1

نمایش بیشتر

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

دکمه بازگشت به بالا
-+=