google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
200-220 خطبه ها شرح ابن میثمخطبه ها شرح ابن میثم بحرانی(متن عربی)

خطبه 215 شرح ابن میثم بحرانی

و من كلام له عليه السّلام
وَ اللَّهِ لَأَنْ أَبِيتَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدَانِ مُسَهَّداً- أَوْ أُجَرَّ فِي الْأَغْلَالِ مُصَفَّداً- أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَ رَسُولَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ظَالِماً- لِبَعْضِ الْعِبَادِ- وَ غَاصِباً لِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْحُطَامِ- وَ كَيْفَ أَظْلِمُ أَحَداً لِنَفْسٍ يُسْرِعُ إِلَى الْبِلَى قُفُولُهَا- وَ يَطُولُ فِي الثَّرَى حُلُولُهَا- وَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ عَقِيلًا وَ قَدْ أَمْلَقَ- حَتَّى اسْتَمَاحَنِي مِنْ بُرِّكُمْ صَاعاً- وَ رَأَيْتُ صِبْيَانَهُ شُعْثَ الشُّعُورِ غُبْرَ الْأَلْوَانِ مِنْ فَقْرِهِمْ- كَأَنَّمَا سُوِّدَتْ وُجُوهُهُمْ بِالْعِظْلِمِ- وَ عَاوَدَنِي مُؤَكِّداً وَ كَرَّرَ عَلَيَّ الْقَوْلَ مُرَدِّداً- فَأَصْغَيْتُ إِلَيْهِ سَمْعِي فَظَنَّ أَنِّي أَبِيعُهُ دِينِي- وَ أَتَّبِعُ قِيَادَهُ مُفَارِقاً طَرِيقَتِي- فَأَحْمَيْتُ لَهُ حَدِيدَةً ثُمَّ أَدْنَيْتُهَا مِنْ جِسْمِهِ لِيَعْتَبِرَ بِهَا- فَضَجَّ ضَجِيجَ ذِي دَنَفٍ مِنْ أَلَمِهَا- وَ كَادَ أَنْ يَحْتَرِقَ مِنْ مِيسَمِهَا- فَقُلْتُ لَهُ ثَكِلَتْكَ الثَّوَاكِلُ يَا عَقِيلُ- أَ تَئِنُّ مِنْ حَدِيدَةٍ أَحْمَاهَا إِنْسَانُهَا لِلَعِبِهِ- وَ تَجُرُّنِي إِلَى نَارٍ سَجَرَهَا جَبَّارُهَا لِغَضَبِهِ- أَ تَئِنُّ مِنَ الْأَذَى وَ لَا أَئِنُّ مِنْ لَظَى- وَ أَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ طَارِقٌ طَرَقَنَا بِمَلْفُوفَةٍ فِي وِعَائِهَا- وَ مَعْجُونَةٍ شَنِئْتُهَا- كَأَنَّمَا عُجِنَتْ بِرِيقِ حَيَّةٍ أَوْ قَيْئِهَا- فَقُلْتُ أَ صِلَةٌ أَمْ زَكَاةٌ أَمْ صَدَقَةٌ- فَذَلِكَ مُحَرَّمٌ عَلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ- فَقَالَ لَا ذَا وَ لَا ذَاكَ وَ لَكِنَّهَا هَدِيَّةٌ- فَقُلْتُ هَبِلَتْكَ الْهَبُولُ أَ عَنْ دِينِ اللَّهِ أَتَيْتَنِي لِتَخْدَعَنِي- أَ مُخْتَبِطٌ أَمْ ذُو جِنَّةٍ أَمْ تَهْجُرُ- وَ اللَّهِ لَوْ أُعْطِيتُ الْأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلَاكِهَا- عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللَّهَ فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جُلْبَ شَعِيرَةٍ مَا فَعَلْتُهُ- وَ إِنَّ دُنْيَاكُمْ عِنْدِي لَأَهْوَنُ مِنْ وَرَقَةٍ فِي فَمِ جَرَادَةٍ تَقْضَمُهَا- مَا لِعَلِيٍّ وَ لِنَعِيمٍ يَفْنَى وَ لَذَّةٍ لَا تَبْقَى- نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سُبَاتِ الْعَقْلِ وَ قُبْحِ الزَّلَلِ وَ بِهِ نَسْتَعِينُ

اللغة
أقول:

السعدان: نبت شوكىّ ذو حسك لها ثلاث أرؤس محدّدة على أىّ وجه وقعت من الأرض كان لها رأسان قائمان.

و المصفّد: الموثوق شدّا بغلّ أو قيد و نحوهما.

و القفول: الرجوع من السفر.

و الإملاق: الافتقار.

و الاستماحة: طلب المنح و هو العطاء.

و العظلم: نبت و هو بالعربيّة النيل، و قيل: نبت آخر يصبغ به.

و الدنف: شدّة المرض.

و الميسم: المكواة.

و سجّرها: و قدها و أحماها.

و شنئتها: أبغضتها.

و هبلته الهبول: ثكلته الثواكل.

و الخباط: مرض كالجنون و ليس به، و المختبط: الّذي يطلب معروفك من غير سبب سابق بينكما من رحم أو معروفة سابقة أو سابقة معروف لك عنده.

و الجنّة: الجنون.

و الهجر: الهذيان.

و جلب الشعيرة: قشرها.

و غرض الفصل التبرّى من الظلم
و ذلك أنّ أحدهم كان يأتيه فيسأله العطاء و هو عليه السّلام لم يكن ليستبقى لنفسه شيئا و لا يرى أن يعطى من بيت المال أحدا دون غيره. فيحرمه، و ربّما كان في غاية الحاجه فينسبه إلى الظلم و التخصيص بالمال دونه. فتبرّأ بهذا الكلام ممّا نسب إليه من ذلك.

فقوله: و اللّه. إلى قوله: الحطام.

بيان لمقدار نفرته عن الظلم و غايتها. و علّة ترجيحه أو اختياره لأحد الأمرين المذكورين على الظلم مع ما يستلزمانه من التألّم و العذاب أنّ ما يستلزمه الظلم من عذاب اللّه أشدّ خصوصا في حقّ من نظر بعين بصيرته تفاوت العذابين، مؤكّدا لذلك البيان بالقسم البارّ. و لفظ الحطام مستعار لمتاع الدنيا باعتبار حقارته، و أصله ما تكسر من نبت الأرض. و ظالما و غاصبا حالان. و قوله: و كيف. إلى قوله: حلولها. استفهام عن وجه ظلمه لأحد استفهام إنكار على من نسب إليه ذلك مع ذكر سببين يمنعان العاقل من الظلم، و هما الرجوع إلى البلى من السفر في الدنيا، و طول الحلول في الثرى. و قوله: و اللّه لقد رأيت. إلى قوله: لظى. تنبيه لنفى الظلم عنه ببلوغه في المحافظة على بيت المال و مراعاة العدل إلى الحدّ الّذي فعله مع أخيه عقيل على شدّة فاقته و فاقة عياله و كونه ذا حقّ في بيت المال، و معلوم أنّ من لم تدعه هذه الأسباب الثلاثة، و هى الاخوّة و الفاقة و الحقّ الموجود لذى الفاقة. إلى أن يدفعه إليه أو بعضه خوفا من شبهة الظلم فهو أنزه الناس أن يظلم أو يحوم حول الظلم بوجه، و استعار لفظ السمع لما يوهم من استعاضة لذّة العطاء للأخ الفقير بما يفوت من الدين لسبب الظلم في عطيّته على غير الوجه الشرعىّ، و قيادة ما يقوده به من الاستعطاف و الرحم عن طريقة العدل، و إنّما أحمى له الحديدة لينبّهه بها على النار الاخرويّة، و لذلك احتجّ عند أنينه من حرّها بقوله: أتئنّ من حديدة.
إلى قوله: لغضبه، و وجه الاحتجاج أنّك إذا كنت تئنّ من هذه فبالأولى أن تئنّ من تلك النار، و غاية ذلك أن تترك الظلم بطلب ما لا تستحقّه لاستلزام الأنين من نار اللّه ترك الظلم، و لمّا أثبت عليه وجوب ترك الظلم بذلك الطلب أعقبه بالاحتجاج لنفسه على وجوب تركها للظلم بإعطائه بقوله: أتئنّ من الأذى و لا أئنّ من لظى: أى إذا كنت تئنّ من الأذى فبالأولى أن أئنّ من لظى. و إنّما قال: و لا أئنّ من لظى مع أنّ لظى غير حاصلة الآن تنزيلا للمتوقّع الّذى لا بدّ منه‏ بسبب الظلم منزلة الواقع ليكون أبلغ في الموعظة، و إنّما أضاف الإنسان إلى الحديدة لأنّه أراد إنسانا خاصّا هو المتولّى لأمر تلك الحديدة فعرّفه بإضافته إليها، و كذلك الإضافة في جبّارها، و إنّما قال: للعبه. استسهالا و تحقيرا لما فعل لغرض أن يكبّر فعل الحارّ من سجر النار، و كذلك جعل العلّة الحاملة على سجر النار هو غضب الجبّار تعظيما لشأنه. و قوله: و أعجب من ذلك. إلى قوله: أم تهجر. أى و أعجب من عقيل و حاله طارق طرقنا. و الطارق: الآتى ليلا، و كنّى بالملفوفة في وعائها عن الهديّة. و قيل: كان شيئا من الحلواء كالفالوذج أو الحنبص و نحوه، و نبّه بقوله: شنئتها. على بعضه للامور اللذيذة الدنيويّة و نفرته عنها زهدا فيها، و وجه تشبيهها بما عجن بريق الحيّة أوقيئها هو ما في تصوّره في قبولها من الفساد و ما قصد بها مهديها في طلب الميل إليه المستلزم للظلم و الجور عن سبيل اللّه فإنّ القصد الّذي اشتمل عليه كالسمّ المهلك، و أمّا كون وجه كون المهدى أعجب من عقيل فلأنّ عقيلا جاء بثلاث وسايل كلّ منها يستلزم العاطفة عليه: و هى الأخوّة و الفاقة و كونه ذا حقّ في بيت المال، و هذا المهدى إنّما أدلى بهديّته.

فأمّا قوله في جوابه: فقلت له. إلى قوله: أهل البيت. فإنّه أراد به حصر وجوب البرّ في العرف لأنّ التقرّب إلى اللّه ببذل المال لعباده إمّا صلة رحم أولا، و الثاني فإمّا على وجه الصدقة أو الزكاة الواجبة و لم يذكر الهديّة لأنّه لم يكن في وهم عاقل قبول علىّ عليه السّلام لها خصوصا زمان خلافته، و ذلك أنّ مطلوب العاقل منه بالهديّة إمّا حقّ أو باطل، و الحقّ لا يحتاج فيه إلى الهديّة و الباطل لا يفعله بوجه، و لذلك لمّا قال له الطارق: إنّها هديّة. دعا عليه و نسبه إلى الجنون و الهذيان، و لمّا قسّم عليه وجوب البرّ أبطل قسمين منها بقوله: فذلك محرّم علينا أهل البيت. و أراد الصدقة و الزكاة.
و أمّا صلة الرحم فلم يحتجّ إلى إبطالها لأنّ الطارق لم يكن ذا رحم له، و قول الطارق: لا هذا و لا ذاك. يجرى في مجرى إبطال الحصر بإبراز قسم رابع‏ هو الهديّة. و قوله: هبلتك الهبول. إلى قوله: تهجر. جواب لقوله: و لكنّها هديّة. قرّر عليه فيه ما فهمه من غرضه بالهديّة، و هو خداعه عن دينه. إذا الهديّه لغرض حرام صورة استغرار و خداع، و ذكر الخداع عن الدين تنفيرا لصاحب الهدية عن فعله ذلك، و لمّا كان ذلك الأمر لو تمّ الغرض به استلزم نقصان الدين كالخداع عن الدين فأطلق عليه لفظة الخداع استعارة. و قوله: أ مختبط أم ذو جنّة أم تهجر. استفهام على سبيل الإنكار و التوبيخ على ذلك الخداع بعد تقريره عليه.
إذ كان المخادع لمثله عليه السّلام عن دينه لا يكون إلّا على أحد الوجوه المذكورة غالبا و لا يتصوّر أن يصدر منه ذلك الخداع عن رويّة صحيحة، و قد ذكر وجوه الخروج عن الصواب ممّا يتعلّق بالعقل. و قوله: و اللّه. إلى قوله: ما فعلت. يحتمل أن يكون ردّا لوهم الطارق فيه أنّه يفعل مطلوبه الحرام بتلك الهديّة، و إبطال لذلك الوهم عنه. و الأقاليم السبعة: أقسام الأرض، و هو دليل منه على غاية العدل. و قوله: و إنّ دنياكم. إلى قوله: تقضمها. دليل على غاية الزهد منه في الدنيا كقوله في الشقشقيّة: و لألفيتم دنياكم هذه أهون عندى من عفطة عنز. و قوله: ما لعلىّ و لنعيم يفنى و لذّة لا تبقى. استفهام إنكار لملامته نعيم الدنيا و لذّاتها الفانية، و المعنى أنّ حال علىّ ينافي ذلك النعيم، و اختياره يضادّ تلك اللذّة. ثمّ تعوّذ باللّه من سبات العقل و هى اختياراته لتلك اللذّات و لذلك النعيم و ميله في مطاوعة النفس الأمّارة بالسوء، و من قبح الزلل و هو الانحراف عن سبيل اللّه الموقع في مهاوى الهلاك، و استعان به على دفع ما تعوّذ به منه. و باللّه التوفيق و العصمة.

شرح نهج البلاغة(ابن ميثم بحرانی)، ج 4 ، صفحه‏ى 83

 

Show More

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

Back to top button
-+=