و قال عليه السّلام فى بعض أيام صفين و قد رأى الحسن عليه السلام يتسرع إلى الحرب
امْلِكُوا عَنِّي هَذَا الْغُلَامَ لَا يَهُدَّنِي- فَإِنَّنِي أَنْفَسُ بِهَذَيْنِ يَعْنِي الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ ع- عَلَى الْمَوْتِ لِئَلَّا يَنْقَطِعَ بِهِمَا نَسْلُ رَسُولِ اللَّهِ ص قال الرضى أبو الحسن: قوله عليه السلام «املكوا عنى هذا الغلام» من أعلى الكلام و أفصحه.
اللغة
أقول: املكوه: شدّوه و اضبطوه.
و يهدّنى: يكسرني.
و نفست بالكسر أنفس بالفتح: أى أضنّ و أبخل.
المعنى
و لمّا كان وجود الولد المنتفع ممّا يشدّ القوّة و تقوى به النفس خصوصا مثل الحسن عليه السّلام كنّى بقوله: لا يهدّنى على تقدير هلاكه عن إضعافه لركنه و انكسار نفسه بذلك. ثمّ على علّة اخرى لوجوب المحافظة عليه مع أخيه عليهما السّلام و هى المحافظة على نسل الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
شرح نهج البلاغة(ابن ميثم بحراني)، ج 4 ، صفحهى 15