185 و من كلام له ع قاله للبرج بن مسهر الطائي
و قد قال له بحيث يسمعه- لا حكم إلا الله و كان من الخوارج: اسْكُتْ قَبَحَكَ اللَّهُ يَا أَثْرَمُ- فَوَاللَّهِ لَقَدْ ظَهَرَ الْحَقُّ فَكُنْتَ فِيهِ ضَئِيلًا شَخْصُكَ- خَفِيّاً صَوْتُكَ حَتَّى إِذَا نَعَرَ الْبَاطِلُ نَجَمْتَ نُجُومَ قَرْنِ الْمَاعِزِ البرج بن مسهر بضم الميم و كسر الهاء- بن الجلاس بن وهب بن قيس بن عبيد- بن طريف بن مالك بن جدعاء بن ذهل- بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد- بن قطرة بن طي بن داود بن زيد بن يشجب- بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب- بن يعرب بن قحطان- شاعر مشهور من شعراء الخوارج- نادى بشعارهم بحيث يسمعه أمير المؤمنين ع فزجره- . و قبحك الله لفظة معناها كسرك- يقال قبحت الجوزة أي كسرتها و قيل قبحه نحاه عن الخير- و كان البرج ساقط الثنية فأهانه بأن دعاه به- كما يهان الأعور بأن يقال له يا أعور- . و الضئيل الدقيق الخفي ضؤل الرجل بالضم- ضآلة نحف و ضؤل رأيه صغر- و رجل متضائل أي شخت و كذلك ضؤلة- .
و نعر الباطل صاح و المراد أهل الباطل- و نعر فلان في الفتنة نهض فيها- . و نجم طلع- أي طلع بلا شرف و لا شجاعة و لا قدم بل على غفلة- كما ينبت قرن الماعز و هذا من باب البديع- و هو أن يشبه الأمر يراد إهانته بالمهين- و يشبه الأمر يراد إعظامه بالعظيم- و لو كان قد تكلم في شأن ناجم يريد تعظيمه- لقال نجم نجوم الكوكب من تحت الغمام- نجوم نور الربيع من الأكمام و نحو ذلك
شرح نهج البلاغة(ابن أبي الحديد) ج 10