google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
160-180 خطبه ها شرح ابن میثمخطبه ها شرح ابن میثم بحرانی(متن عربی)

خطبه 178شرح ابن میثم بحرانی

و من كلام له عليه السّلام

و قد ساله ذعلب اليمانى فقال: هل رأيت ربك يا أمير المؤمنين فقال عليه السلام: أ فأعبد ما لا أرى فقال: و كيف تراه فقال:

لَا تُدْرِكُهُ الْعُيُونُ بِمُشَاهَدَةِ الْعِيَانِ- وَ لَكِنْ تُدْرِكُهُ الْقُلُوبُ بِحَقَائِقِ الْإِيمَانِ- قَرِيبٌ مِنَ الْأَشْيَاءِ غَيْرَ مُلَامِسٍ بَعِيدٌ مِنْهَا غَيْرَ مُبَايِنٍ- مُتَكَلِّمٌ لَا بِرَوِيَّةٍ مُرِيدٌ لَا بِهِمَّةٍ صَانِعٌ لَا بِجَارِحَةٍ- لَطِيفٌ لَا يُوصَفُ بِالْخَفَاءِ كَبِيرٌ لَا يُوصَفُ بِالْجَفَاءِ- بَصِيرٌ لَا يُوصَفُ بِالْحَاسَّةِ رَحِيمٌ لَا يُوصَفُ بِالرِّقَّةِ- تَعْنُو الْوُجُوهُ لِعَظَمَتِهِ وَ تَجِبُ الْقُلُوبُ مِنْ مَخَافَتِهِ

اللغة

أقول: تعنو: تخضع.

و تجب القلوب: تخفق.

و الفصل فصل شريف من التوحيد و التنزيه.
فقوله: أ فأعبد ما لا أرى. استفهام على سبيل الإنكار لعبادة ما لا يدرك، و فيه إزراء على السائل. و قوله: لا تدركه العيون. إلى آخره. تنزية له عن الرؤية بحاسّة البصر و شرح لكيفيّة الرؤية الممكنة، و لمّا كان تعالى منزّها عن الجسميّة و لواحقها من الجهة و توجيه البصر إليه و إدراكه به و إنّما يرى و يدرك بحسب ما يمكن لبصيرة العقل لا جرم نزّهه عن تلك و أثبت له هذه. فقال: لا تدركه العيون. إلى قوله: بحقائق الإيمان. و أراد بحقائق الإيمان أركانه، و هى التصديق بوجود اللّه و وحدانيّته و سائر صفاته و اعتبارات أسمائه الحسنى، و عدّ من جملتها اعتبارات يدركه بها: أحدها: كونه قريبا من الأشياء، و لمّا كان المفهوم من القرب المطلق الملامسة و الالتصاق و هما من عوارض الجسميّة نزّه قربه تعالى عنها. فقال: غير ملامس فأخرجت هذه القرينة ذلك اللفظ عن حقيقته إلى مجازه و هو اتّصاله بالأشياء و قربه منها بعلمه المحيط و قدرته التامّة. الثاني: كونه بعيدا منها، و لمّا كان البعد يستلزم المباينة و هي أيضا من لواحق الجسميّة نزّهه عنها بقوله: غير مباين. و قد سبق بيان ذلك مرارا فكان بعده عنها إشارة إلى مباينته بذاته الكاملة عن مشابهة شي‏ء منها. الثالث: و كذلك قوله: متكلّم بلا رويّة. و كلامه يعود إلى علمه بصور الأوامر و النواهى و سائر أنواع الكلام عند قوم، و إلى المعنى النفسانىّ عند الأشعرى، و إلى خلقة الكلام في جسم النبىّ عند المعتزلة.

و قوله: بلا رويّة [لا برويّة خ‏].
تنزيه له عن كلام الخلق لكونه تابعا للأفكار و التروّى. الرابع: و كذلك مريد بلا همّة تنزيه لإرادته عن مثليّة إرادتنا في سبق العزم و الهمّة لها. الخامس: صانع بلا جارحة. و هو تنزيه لصنعه عن صنع المخلوقين لكونه بالجارحة الّتي هي من لواحق الجسميّة. السادس: و كذلك لطيف لا يوصف بالخفاء، و اللطيف يطلق و يراد به رقيق القوام، و يراد به صغير الحجم المستلزمين للخفاء، و عديم اللون من الأجسام، و المحكم من الصنعة. و هو تعالى منزّه عن إطلاقه بأحد هذه المعاني لاستلزام‏ الجسميّة و الإمكان فبقى إطلاقها عليه باعتبارين: أحدهما: تصرّفه في الذوات و الصفات تصرّفا خفيّا بفعل الأسباب المعدّة لها لإفاضة كمالاتها. و الثاني: جلالة ذاته و تنزيهها عن قبول الإدراك البصرى. السابع: رحيم لا يوصف بالرّقة. تنزية لرحمته عن رحمة أحدنا لاستلزامها رقّة الطبع و الانفعال النفسانىّ، و قد سبق بيان كونه تعالى رحيما الثامن: كونه عظيما تخضع الوجوه لعظمته. إذ هو الإله المطلق لكلّ موجود و ممكن فهو العظيم المطلق الّذي تفرّد باستحقاق ذلّ الكلّ و خضوعه له، و وجيب القلوب و اضطرابها من هيبته عند ملاحظة كلّ منها ما يمكن له من تلك العظمة.

شرح نهج البلاغة(ابن ميثم بحراني)، ج 3 ، صفحه‏ى 374

Show More

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

Back to top button
-+=