google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
160-180 خطبه ها شرح ابن ابی الحدیدخطبه ها شرح ابن ابی الحدید(متن عربی)

خطبه 169 شرح ابن ابی الحدید (متن عربی)

169 و من كلام له ع بعد ما بويع له بالخلافة

و قد قال له قوم من الصحابة- لو عاقبت قوما ممن أجلب على عثمان فقال ع: يَا إِخْوَتَاهْ إِنِّي لَسْتُ أَجْهَلُ مَا تَعْلَمُونَ- وَ لَكِنْ كَيْفَ لِي بِقُوَّةٍ وَ الْقَوْمُ الْمُجْلِبُونَ- عَلَى حَدِّ شَوْكَتِهِمْ يَمْلِكُونَنَا وَ لَا نَمْلِكُهُمْ- وَ هَا هُمْ هَؤُلَاءِ قَدْ ثَارَتْ مَعَهُمْ عِبْدَانُكُمْ- وَ الْتَفَّتْ إِلَيْهِمْ أَعْرَابُكُمْ- وَ هُمْ خِلَالَكُمْ يَسُومُونَكُمْ مَا شَاءُوا- وَ هَلْ تَرَوْنَ مَوْضِعاً لِقُدْرَةٍ عَلَى شَيْ‏ءٍ تُرِيدُونَهُ- إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ أَمْرُ جَاهِلِيَّةٍ- وَ إِنَّ لِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ مَادَّةً- إِنَّ النَّاسَ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ إِذَا حُرِّكَ عَلَى أُمُورٍ- فِرْقَةٌ تَرَى مَا تَرَوْنَ وَ فِرْقَةٌ تَرَى مَا لَا تَرَوْنَ- وَ فِرْقَةٌ لَا تَرَى هَذَا وَ لَا هَذَا- فَاصْبِرُوا حَتَّى يَهْدَأَ النَّاسُ وَ تَقَعَ الْقُلُوبُ مَوَاقِعَهَا- وَ تُؤْخَذَ الْحُقُوقُ مُسْمَحَةً- فَاهْدَءُوا عَنِّي وَ انْظُرُوا مَا ذَا يَأْتِيكُمْ بِهِ أَمْرِي- وَ لَا تَفْعَلُوا فَعْلَةً تُضَعْضِعُ قُوَّةً وَ تُسْقِطُ مُنَّةً- وَ تُورِثُ وَهْناً وَ ذِلَّةً وَ سَأُمْسِكُ الْأَمْرَ مَا اسْتَمْسَكَ- وَ إِذَا لَمْ أَجِدْ بُدّاً فَآخِرُ الدَّوَاءِ الْكَيُّ أجلب عليه أعان عليه و أجلبه أعانه- و الألف في يا إخوتاه بدل من ياء الإضافة و الهاء للسكت- .

و على حد شوكتهم شدتهم أي لم تنكسر سورتهم- . و العبدان جمع عبد بالكسر مثل جحش و جحشان- و جاء عبدان بالضم مثل تمر و تمران- و جاء عبيد مثل كلب و كليب و هو جمع عزيز- و جاء أعبد و عباد و عبدان مشددة الدال- و عبداء بالمد و عبدى بالقصر و معبوداء بالمد- و عبد بالضم مثل سقف و سقف و أنشدوا-

أنسب العبد إلى آبائه
أسود الجلدة من قوم عبد

و منه قرأ بعضهم وَ عَبَدَ الطَّاغُوتَ و أضافه- . قوله و التفت إليهم أعرابكم انضمت و اختلطت بهم- . و هم خلالكم أي بينكم يسومونكم ما شاءوا يكلفونكم- قال تعالى يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ- . و تؤخذ الحقوق مسمحة من أسمح أي ذل و انقاد- . فاهدءوا عني أي فاسكنوا- هدأ الرجل هدءا و هدوءا أي سكن و أهدأه غيره- و تضعضع قوة تضعف و تهد ضعضعت البناء هددته- و المنة القوة و الوهن الضعف- و آخر الدواء الكي مثل مشهور- و يقال آخر الطب و يغلط فيه العامة فتقول آخر الداء- و الكي ليس من الداء ليكون آخره‏

موقف علي من قتلة عثمان

و اعلم أن هذا الكلام يدل على أنه ع- كان في نفسه عقاب الذين حصروا عثمان- و الاقتصاص ممن قتله- إن كان بقي ممن باشر قتله أحد- و لهذا قال إني لست أجهل ما تعلمون- فاعترف بأنه عالم بوجوب ذلك- و اعتذر بعدم التمكن كما ينبغي و صدق ع- فإن أكثر أهل المدينة أجلبوا عليه- و كان من أهل مصر و من الكوفة- عالم عظيم حضروا من بلادهم- و طووا المسالك البعيدة لذلك- و انضم إليهم أعراب أجلاف من البادية- و كان الأمر أمر جاهلية كما قال ع- و لو حرك ساكنا لاختلف الناس و اضطربوا- فقوم يقولون أصاب و قوم يقولون أخطأ- و قوم لا يحكمون بصواب و لا خطأ بل يتوقفون و لا يأمن- لو شرع في عقوبة الناس و القبض عليهم- من تجدد فتنة أخرى كالأولى و أعظم- فكان الأصوب في التدبير- و الذي يوجبه الشرع و العقل الإمساك إلى حين سكون الفتنة- و تفرق تلك الشعوب و عود كل قوم إلى بلادهم- و كان ع يؤمل أن يطيعه معاوية و غيره- و أن يحضر بنو عثمان عنده يطالبون بدم أبيهم- و يعينون قوما بأعيانهم- بعضهم للقتل و بعضهم للحصار و بعضهم للتسور- كما جرت عادة المتظلمين إلى الإمام و القاضي- فحينئذ يتمكن من العمل بحكم الله تعالى- فلم يقع الأمر بموجب ذلك- و عصى معاوية و أهل الشام- و التجأ ورثة عثمان إليه- و فارقوا حوزة أمير المؤمنين ع- و لم يطلبوا القصاص طلبا شرعيا و إنما طلبوه مغالبة- و جعلها معاوية عصبية الجاهلية- و لم يأت أحد منهم الأمر من بابه- و قبل ذلك ما كان من أمر طلحة و الزبير- و نقضهما البيعة- و نهبهما أموال المسلمين بالبصرة- و قتلهما الصالحين من أهلها- و جرت أمور كلها تمنع الإمام عن التصدي للقصاص- و اعتماد ما يجب اعتماده- لو كان الأمر وقع على القاعدةالصحيحة من المطالبة بذلك- على وجه السكون و الحكومة- و قد قال هو ع لمعاوية فأما طلبك قتلة عثمان- فادخل في الطاعة و حاكم القوم إلي- أحملك و إياهم على كتاب الله و سنة رسوله- .

قال أصحابنا المعتزلة رحمهم الله- و هذا عين الحق و محض الصواب- لأنه يجب دخول الناس في طاعة الإمام- ثم تقع المحاكمة إليه- فإن حكم بالحق استديمت إمامته- و إن حكم بالجور انتقض أمره و تعين خلعه- . فإن قلت فما معنى قوله و سأمسك الأمر ما استمسك- فإذا لم أجد بدا فآخر الدواء الكي- .

قلت ليس معناه- و سأصبر عن معاقبة هؤلاء ما أمكن الصبر- فإذا لم أجد بدا عاقبتهم- و لكنه كلام قاله أول مسير طلحة و الزبير إلى البصرة- فإنه حينئذ أشار عليه قوم بمعاقبة المجلبين- فاعتذر بما قد ذكر ثم قال- و سأمسك الأمر ما استمسك- أي أمسك نفسي- عن محاربة هؤلاء الناكثين للبيعة ما أمكنني- و أدفع الأيام بمراسلتهم و تخويفهم و إنذارهم- و أجتهد في ردهم إلى الطاعة بالترغيب و الترهيب- فإذا لم أجد بدا من الحرب- فآخر الدواء الكي أي الحرب- لأنها الغاية التي ينتهي أمر العصاة إليها

شرح ‏نهج ‏البلاغة(ابن ‏أبي ‏الحديد) ج 9

Show More

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

Back to top button
-+=