google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
140-160 خطبه ها شرح ابن ابی الحدیدخطبه ها شرح ابن ابی الحدید(متن عربی)

خطبه 148 شرح ابن ابی الحدید (متن عربی)(في ذكر أهل البصرة)

148 و من كلام له ع في ذكر أهل البصرة

كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَرْجُو الْأَمْرَ لَهُ- وَ يَعْطِفُهُ عَلَيْهِ دُونَ صَاحِبِهِ- لَا يَمُتَّانِ إِلَى اللَّهِ بِحَبْلٍ- وَ لَا يَمُدَّانِ إِلَيْهِ بِسَبَبٍ- كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَامِلُ ضَبٍّ لِصَاحِبِهِ- وَ عَمَّا قَلِيلٍ يَكْشِفُ قِنَاعَهُ بِهِ- وَ اللَّهِ لَئِنْ أَصَابُوا الَّذِي يُرِيدُونَ- لَيَنْتَزِعَنَّ هَذَا نَفْسَ هَذَا- وَ لَيَأْتِيَنَّ هَذَا عَلَى هَذَا- قَدْ قَامَتِ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ فَأَيْنَ الْمُحْتَسِبُونَ- قَدْ سُنَّتَ لَهُمُ السُّنَنُ وَ قُدِّمَ لَهُمُ الْخَبَرُ- وَ لِكُلِّ ضَلَّةٍ عِلَّةٌ وَ لِكُلِّ نَاكِثٍ شُبْهَةٌ- وَ اللَّهِ لَا أَكُونُ كَمُسْتَمِعِ اللَّدْمِ- يَسْمَعُ النَّاعِيَ وَ يَحْضُرُ الْبَاكِيَ ثُمَّ لَا يَعْتَبِرُ ضمير التثنية راجع إلى طلحة و الزبير رضي الله عنهما- و يمتان يتوسلان الماضي ثلاثي مت يمت بالضم- و الضب الحقد- و المحتسبون طالبو الحسبة و هي الأجر- و مستمع اللدم كناية عن الضبع- تسمع وقع الحجر بباب جحرها من يد الصائد- فتنخذل و تكف‏ جوارحها إليها- حتى يدخل عليها فيربطها- يقول لا أكون مقرا بالضيم راغنا- أسمع الناعي المخبر عن قتل عسكر الجمل لحكيم بن جبلة و أتباعه- فلا يكون عندي من التغيير و الإنكار لذلك- إلا أن أسمعه و أحضر الباكين على قتلاهم- .

و قوله لكل ضلة علة و لكل ناكث شبهة- هو جواب سؤال مقدر كأنه يقول- إن قيل لأي سبب خرج هؤلاء- فإنه لا بد أن يكون لهم تأويل في خروجهم- و قد قيل إنهم يطالبون بدم عثمان- فهو ع قال كل ضلالة فلا بد لها من علة اقتضتها- و كل ناكث فلا بد له من شبهة يستند إليها- .

و قوله لينتزعن هذا نفس هذا- قول صحيح لا ريب فيه- لأن الرئاسة لا يمكن أن يدبرها اثنان معا- فلو صح لهما ما أراداه لوثب أحدهما على الآخر فقتله- فإن الملك عقيم- و قد ذكر أرباب السيرة- أن الرجلين اختلفا من قبل وقوع الحرب- فإنهما اختلفا في الصلاة- فأقامت عائشة محمد بن طلحة و عبد الله بن الزبير- يصلي هذا يوما و هذا يوما إلى أن تنقضي الحرب- . ثم إن عبد الله بن الزبير- ادعى أن عثمان نص عليه بالخلافة يوم الدار- و احتج في ذلك بأنه استخلفه على الصلاة- و احتج تارة أخرى بنص صريح زعمه و ادعاه- و طلب طلحة من عائشة أن يسلم الناس عليه بالإمرة- و أدلى إليها بالتيمية- و أدلى الزبير إليها بأسماء أختها- فأمرت الناس أن يسلموا عليهما معا بالإمرة- . و اختلفا في تولي القتال فطلبه كل منهما أولا- ثم نكل كل منهما عنه و تفادى منه- و قد ذكرنا في الأجزاء المتقدمة- قطعة صالحة من أخبار الجمل‏

من أخبار يوم الجمل

وروى أبو مخنف قال لما تزاحف الناس يوم الجمل و التقوا- قال علي ع لأصحابه لا يرمين رجل منكم بسهم- و لا يطعن أحدكم فيهم برمح حتى أحدث إليكم- و حتى يبدءوكم بالقتال و بالقتل- فرمى أصحاب الجمل عسكر علي ع بالنبل- رميا شديدا متتابعا- فضج إليه أصحابه و قالوا- عقرتنا سهامهم يا أمير المؤمنين- و جي‏ء برجل إليه و إنه لفي فسطاط له صغير- فقيل له هذا فلان قد قتل- فقال اللهم اشهد ثم قال أعذروا إلى القوم- فأتي برجل آخر فقيل و هذا قد قتل- فقال اللهم اشهد أعذروا إلى القوم- ثم أقبل عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي- و هو من أصحاب رسول الله ص يحمل أخاه عبد الرحمن بن بديل- قد أصابه سهم فقتله فوضعه بين يدي علي ع و قال- يا أمير المؤمنين هذا أخي قد قتل- فعند ذلك استرجع علي ع- و دعا بدرع رسول الله ص ذات الفضول فلبسها- فتدلت بطنه فرفعها بيده و قال لبعض أهله- فحزم وسطه بعمامة و تقلد ذا الفقار- و دفع إلى ابنه محمد راية رسول الله ص السوداء- و تعرف بالعقاب- و قال لحسن و حسين ع- إنما دفعت الراية إلى أخيكما- و تركتكما لمكانكما من رسول الله ص- .

قال أبو مخنف و طاف علي ع على أصحابه- و هو يقرأ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ- وَ لَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ- مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَ الضَّرَّاءُ- وَ زُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ- مَتى‏ نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ-ثم قال أفرغ الله علينا و عليكم الصبر- و أعز لنا و لكم النصر- و كان لنا و لكم ظهيرا في كل أمر- ثم رفع مصحفا بيده فقال- من يأخذ هذا المصحف فيدعوهم إلى ما فيه و له الجنة- فقام غلام شاب اسمه مسلم عليه قباء أبيض- فقال أنا آخذه فنظر إليه علي و قال- يا فتى إن أخذته فإن يدك اليمنى تقطع- فتأخذه بيدك اليسرى فتقطع- ثم تضرب بالسيف حتى تقتل فقال لا صبر لي على ذلك- فنادى علي ثانية فقام الغلام و أعاد عليه القول- و أعاد الغلام القول مرارا حتى قال الغلام- أنا آخذه و هذا الذي ذكرت في الله قليل فأخذه و انطلق- فلما خالطهم ناداهم هذا كتاب الله بيننا و بينكم- فضربه رجل فقطع يده اليمنى- فتناوله باليسرى فضربه أخرى فقطع اليسرى- فاحتضنه فضربوه بأسيافهم- حتى قتل
فقالت أم ذريح العبدية في ذلك-

يا رب إن مسلما أتاهم
بمصحف أرسله مولاهم‏

للعدل و الإيمان قد دعاهم‏
يتلو كتاب الله لا يخشاهم‏

فخضبوا من دمه ظباهم
و أمهم واقفة تراهم‏
تأمرهم بالغي لا تنهاهم‏

 قال أبو مخنف- فعند ذلك أمر علي ع ولده محمدا أن يحمل الراية- فحمل و حمل معه الناس- و استحر القتل في الفريقين و قامت الحرب على ساق

مقتل طلحة و الزبير

قال فأما طلحة فإن أهل الجمل لما تضعضعوا قال مروان- لا أطلب ثار عثمان من طلحة بعد اليوم- فانتحى له بسهم فأصاب ساقه فقطع أكحله- فجعل الدم يبض فاستدعى من مولى له بغلة- فركبها و أدبر و قال لمولاه ويحك- أ ما من مكان أقدر فيه على النزول فقد قتلني الدم- فيقول له مولاه انج و إلا لحقك القوم- فقال بالله ما رأيت مصرع شيخ أضيع من مصرعي هذا- حتى انتهى إلى دار من دور البصرة فنزلها و مات بها- . و قد روي أنه رمي قبل أن يرميه مروان- و جرح في غير موضع من جسده- .

وروى أبو الحسن المدائني أن عليا ع مر بطلحة و هو يكيد بنفسه فوقف عليه و قال- أما و الله إن كنت لأبغض- أن أراكم مصرعين في البلاد- و لكن ما حتم واقع ثم تمثل-

و ما تدري إذا أزمعت أمرا
بأي الأرض يدركك المقيل‏

و ما يدري الفقير متى غناه‏
و لا يدري الغني متى يعيل‏

و ما تدري إذا ألقحت شولا
أ تنتج بعد ذلك أم تحيل‏

و أما الزبير فقتله ابن جرموز غيلة بوادي السباع- و هو منصرف عن الحرب نادم على ما فرط منه- و تقدم ذكر كيفية قتله فيما سبق- . و روى الكلبي قال كان العرق الذي أصابه السهم- إذا أمسكه طلحة بيده استمسك- و إذا رفع يده عنه سال- فقال طلحة هذا سهم أرسله الله تعالى- و كان أمر الله قدرا مقدورا- ما رأيت كاليوم دم قرشي أضيع- .

قال و كان الحسن البصري إذا سمع هذا و حكي له يقول- ذق عقعق- . و روى أبو مخنف عن عبد الله بن عون عن نافع- قال سمعت مروان بن الحكم يقول أنا قتلت طلحة- . و قال أبو مخنف و قد قال عبد الملك بن مروان- لو لا أن أبي أخبرني أنه رمى طلحة فقتله- ما تركت تيميا إلا قتلته بعثمان- قال يعني أن محمد بن أبي بكر و طلحة قتلاه و كانا تيميين- .

قال أبو مخنف و حدثنا عبد الرحمن بن جندب- عن أبيه جندب بن عبد الله قال- مررت بطلحة و إن معه عصابة يقاتل بهم- و قد فشت فيهم الجراح و كثرهم الناس- فرأيته جريحا- و السيف في يده و أصحابه يتصدعون عنه رجلا فرجلا- و اثنين فاثنين و أنا أسمعه و هو يقول- عباد الله الصبر الصبر- فإن بعد الصبر النصر و الأجر-فقلت له النجاء النجاء ثكلتك أمك- فو الله ما أجرت و لا نصرت- و لكنك وزرت و خسرت ثم صحت بأصحابه- فانذعروا عنه و لو شئت أن أطعنه لطعنته- فقلت له أما و الله لو شئت لجدلتك في هذا الصعيد- فقال و الله لهلكت هلاك الدنيا و الآخرة إذن- فقلت له و الله لقد أمسيت و إن دمك لحلال- و إنك لمن النادمين فانصرف و معه ثلاثة نفر- و ما أدري كيف كان أمره- إلا أني أعلم أنه قد هلك- .

و روي أن طلحة قال ذلك اليوم- ما كنت أظن أن هذه الآية نزلت فينا- وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً- . و روى المدائني قال- لما أدبر طلحة و هو جريح يرتاد مكانا ينزله- جعل يقول لمن يمر به من أصحاب علي ع- أنا طلحة من يجيرني يكررها- قال فكان الحسن البصري إذا ذكر ذلك يقول- لقد كان في جوار عريض

شرح ‏نهج ‏البلاغة(ابن ‏أبي ‏الحديد) ج 9

Show More

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

Back to top button
-+=