google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
140-160 خطبه ها شرح ابن میثمخطبه ها شرح ابن میثم بحرانی(متن عربی)

خطبه 143 شرح ابن میثم بحرانی

و من خطبة له عليه السّلام

القسم الأول

بَعَثَ اللَّهُ رُسُلَهُ بِمَا خَصَّهُمْ بِهِ مِنْ وَحْيِهِ- وَ جَعَلَهُمْ حُجَّةً لَهُ عَلَى خَلْقِهِ- لِئَلَّا تَجِبَ الْحُجَّةُ لَهُمْ بِتَرْكِ الْإِعْذَارِ إِلَيْهِمْ- فَدَعَاهُمْ بِلِسَانِ الصِّدْقِ إِلَى سَبِيلِ الْحَقِّ- أَلَا إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ كَشَفَ الْخَلْقَ كَشْفَةً- لَا أَنَّهُ جَهِلَ مَا أَخْفَوْهُ مِنْ مَصُونِ أَسْرَارِهِمْ- وَ مَكْنُونِ ضَمَائِرِهِمْ- وَ لَكِنْ لِيَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا- فَيَكُونَ‏ الثَّوَابُ جَزَاءً وَ الْعِقَابُ بَوَاءً أَيْنَ الَّذِينَ زَعَمُوا أَنَّهُمُ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ دُونَنَا- كَذِباً وَ بَغْياً عَلَيْنَا أَنْ رَفَعَنَا اللَّهُ وَ وَضَعَهُمْ- وَ أَعْطَانَا وَ حَرَمَهُمْ وَ أَدْخَلَنَا وَ أَخْرَجَهُمْ- بِنَا يُسْتَعْطَى الْهُدَى وَ يُسْتَجْلَى الْعَمَى- إِنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ قُرَيْشٍ- غُرِسُوا فِي هَذَا الْبَطْنِ مِنْ هَاشِمٍ لَا تَصْلُحُ عَلَى سِوَاهُمْ- وَ لَا تَصْلُحُ الْوُلَاةُ مِنْ غَيْرِهِمْ

أقول: هذا الفصل منافرة بينه و بين جمع من الصحابة الّذي كانوا ينازعونه الفضل

و البواء: الكفو. فقوله: بعث رسله. إلى قوله: سبيل الحقّ. كقوله تعالى «رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ»«» و لسان الصدق هو لسان الشريعة الناطقة عن مصباح النبوّة المشتعل عن نور الحقّ سبحانه، و سبيل الحقّ هو الطريق الموصلة إليه تعالى الّتي تطابقت على الهداية إليها ألسنة الرسل و الأولياء. و صدّر الفصل بذلك لاشتماله على فضيلة الأنبياء ليبنى عليه فضيلة نبيّه. و قوله: ألا إنّ اللّه. إلى قوله: بواء. كلام يجرى مجرى التهديد لمن نافره باطّلاع اللّه على أسرارهم، و أنّ ما كلّفهم به إنّما هو ابتلاء منه لهم أيّهم أحسن عملا، و قد عرفت معنى ابتلاء اللّه لخلقه مرارا، و أراد بالكشفة الاختبار و الابتلاء أيضا. ثمّ عقّب ذلك بالاستفهام عن الّذين زعموا أنّهم أفضل منه، و ذلك أنّ قوما من الصحابة كان منهم من يدّعى الأفضليّة في فنّ من العلم. فمنهم من كان يدّعى أنّه أفرض، و منهم من كان يدّعى أنّه أقرء، و منهم من كان يدّعى أنّه أعلم بالحلال و الحرام. و رووا أفرضكم زيد بن ثابت‏ و أقرئكم أبىّ، و رووا مع ذلك أقضاكم علىّ. و ذلك الاستفهام على سبيل الإنكار عليهم و لذلك أردفه بالتكذيب لهم فيما ادّعوه من الأفضليّة. ثمّ إن كان ما رووه حقّا مع أنّ القضاء يحتاج إلى جميع ما ادّعوه فضيلة لهم ثبت أنّه عليه السّلام أفضلهم لاستجماعه ما تفرّق فيهم من الفضايل فيهم، و إن لم يكن حقّا مع أنّ أنوار فضايله مستطيرة في آفاق الصدور فقد ظهر فضله عليهم، و ذلك وجه التكذيب لهم. ثمّ أشار إلى العلّة الحاملة لهم على الكذب فيما ادّعوه، و هو قوله: أن رفعنا اللّه: أى رفع درجاتنا في الدنيا و الآخرة على الكافّة و وضعهم دوننا، و أن و ما بعدها نصب على المفعول له، و أعطانا: أى الملك و النبوّة و حرّمهم ذلك، و كذلك أدخلنا بعنايته الخاصّة بنا فيما أعطانا و أخرجهم من ذلك. قوله: بنا يستطعى الهدى، و يستجلى العمى. فاستعار لفظ العمى للجهل، و رشّح بذكر الاستجلاء، و لمّا كانوا عليهم السّلام المعدّين لأذهان الخلق لقبول أنوار اللّه و المرشدين لنفوسهم إلى سبيل اللّه لا جرم كان بهم يستعطى الهدى من اللّه. إذ بواسطة استعدادهم يفاض على النفوس هداها، و بواسطة إعطائهم القوانين الشرعيّة الكلّيّة و الجزئيّة يستجلى الجهل من واهب ذلك الجلاء. و هو كناية عن الاستعداد أيضا.

و قوله: إنّ الأئمّة من قريش. إلى آخره. لفظ النصّ المشهور عن الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الأئمّة من قريش و تخصيصه ذلك بهذا البطن من هاشم: أمّا على مذهب الشيعة فهو نصّ يجب اتّباعه كما يجب اتّباع نصّ الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لاعتقادهم عصمته، و أمّا على مذهب الباقين من المسلمين فواجب الاتّباع أيضا لقوله عليه الصلاة و السلام: إنّه لمع الحقّ و أنّ الحقّ معه يدور حيث دار. و مراده بذلك البطن: أمّا على مذهب الاثنى عشريّة فنفسه مع الأحد عشر من ولده بنصّ كلّ منهم على من بعدهم من كونهم معصومين، و أمّا على مذهب الباقين من الإماميّة فكلّ منهم يحمل هذا الكلام على من اعتقد إمامته. لا يصلح على سواهم: أى لا يكون لها صلاح على يد غيرهم، و لا يصلح الولاة غيرهم.

القسم الثاني منها:

آثَرُوا عَاجِلًا وَ أَخَّرُوا آجِلًا- وَ تَرَكُوا صَافِياً وَ شَرِبُوا آجِناً- كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى فَاسِقِهِمْ وَ قَدْ صَحِبَ الْمُنْكَرَ فَأَلِفَهُ- وَ بَسِئَ بِهِ وَ وَافَقَهُ حَتَّى شَابَتْ عَلَيْهِ مَفَارِقُهُ- وَ صُبِغَتْ بِهِ خَلَائِقُهُ- ثُمَّ أَقْبَلَ مُزْبِداً كَالتَّيَّارِ لَا يُبَالِي مَا غَرَّقَ- أَوْ كَوَقْعِ النَّارِ فِي الْهَشِيمِ لَا يَحْفِلُ مَا حَرَّقَ- أَيْنَ الْعُقُولُ الْمُسْتَصْبِحَةُ بِمَصَابِيحِ الْهُدَى- وَ الْأَبْصَارُ اللَّامِحَةُ إِلَى مَنَارِ التَّقْوَى- أَيْنَ الْقُلُوبُ الَّتِي وُهِبَتْ لِلَّهِ وَ عُوقِدَتْ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ- ازْدَحَمُوا عَلَى الْحُطَامِ وَ تَشَاحُّوا عَلَى الْحَرَامِ- وَ رُفِعَ لَهُمْ عَلَمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ- فَصَرَفُوا عَنِ الْجَنَّةِ وُجُوهَهُمْ- وَ أَقْبَلُوا إِلَى النَّارِ بِأَعْمَالِهِمْ- وَ دَعَاهُمْ رَبُّهُمْ فَنَفَرُوا وَ وَلَّوْا- وَ دَعَاهُمُ الشَّيْطَانُ فَاسْتَجَابُوا وَ أَقْبَلُوا

اللغة

أقول: بسى‏ء به: آلفه و استانس به.

المعنى

و اعلم أنّ ضمير الجمع في آثروا و أخّروا و ما بعدهما ضمائر مهملة يصدق إطلاقها على الجماعة و إن كان المعنىّ بها بعضهم، و هذا الكلام يصدق على من تخلّف من الناس إلى زمانه ممّن هو غير مرضىّ الطريقة و إن كان معدودا من الصحابة بالظاهر كالمغيرة بن شعبة و عمرو بن العاص و مروان بن الحكم و معاوية و نحوهم من امراء بنى اميّة ممّن آثر عاجل الدنيا و ثاور إليه و أخّر آجل ثواب الاخرى فنبذه وراء ظهره و ترك ما وعد به من تلك اللذّات الصافية عن كدورات الدنيا و العلايق البدنيّة إلى اللذّات الوهميّة الآجنة بشوب الأعراض و الأمراض و التغيّر و الزوال، و استعار لفظ الآجن للذّات الدنيا ملاحظة لتشبيه ها بالماء الّذى لا يسوغ شربه لتغيّر طعمه، و رشّح بذكر الشوب.

و قوله: كأنّى أنظر إلى فاسقهم. يحتمل أن يريد فاسقا معيّنا كعبد الملك بن مروان و يكون الضمير عائدا إلى بنى أميّة و من تابعهم، و يحتمل أن يريد مطلق الفاسق: أى من يفسق من هؤلاء فيما بعده و يكون بالصفات الّتي ذكرها من صحبة المنكر و الفة له و موافقته لطبعه إلى غاية عمره، و كنّى عن تلك الغاية بشيب المفارق. و صبغت به خلائقه: أى صار المنكر ملكة له و خلقا، و استعار لفظ الازدياد تشبيها له بالبحر الطامى، و وجه التشبيه كونه عند غضبه لا يحفل بما يفعله في الناس من المنكرات كما لا حفلة للبحر بمن غرق فيه، و كذلك شبّه حركته في المنكرات و الظلامات بوقع النار في الحطب، و وجه الشّبه كونه لا يبالى بتلك الحركات كما لا يبالى النار بما أحرقت. ثمّ أخذ يسئل عن العقول المستكملة بأنوار اللّه، و استعار لفظ مصابيح الهدى: إمّا لأئمّة الدين أو لقوانينه الكلّيّة. و الاستصباح بها: الاقتداء بها. و الأبصار اللامحة إلى منار التقوى: أى الناظرة إلى أعلام التقوى، و استعارة لفظ المنار كاستعارة لفظ المصابيح.

ثمّ عن القلوب الّتي وهبها للّه أهلها: أى جعلوا هممهم مطالعة أنوار كبرياءه و التوجّه إلى كعبة وجوب وجوده. و عوقدت على طاعة اللّه: أى اخذ خلفاء اللّه عليهم العهد بطاعته و المواظبة عليها. ثمّ عاد إلى ذمّ السابقين و توبيخهم بازدحامهم على حطام الدنيا، و استعار لفظ الحطام لمقتنيات الدنيا، و وجه الاستعارة سرعة فنائها و فسادها كما يسرع فساد النبت اليابس و تكسيره، و بتشاحّهم على الحرام: أى كلّ واحد يشاحّ صاحبه على الحرام و يبخل به عليه، و أشار بعلم الجنّة إلى قانون الشريعة القايد إلى الجنّة و بعلم النار إلى الوساوس المزيّنة لقينات الدنيا. و العلم الأوّل بيد الدعاة إلى اللّه و هم الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و من بعده من أولياء اللّه من أهل بيته و التابعين لهم بإحسان، و العلم الثاني بيد إبليس و جنوده من شياطين الجنّ و الإنس الداعين إلى النار. ثمّ ذمّهم بصرفهم وجوههم عن الجنّة و إقبالهم بأعمالهم على النار حين رفع العلمين من قبل الدعاة: و إنّما قال: و أقبلوا بأعمالهم. و لم يقل بوجوههم. كما قال: فصرفوا وجوههم. لأنّ إقبالهم بوجوه نفوسهم على لذّات الدنيا و اقتنائها يستلزم صرفها عن الأعمال الموصلة إلى الجنّة و ذلك يستلزم إعراضها عن الجنّة. ثمّ لمّا كانت الغاية الّتي يطلبها الإنسان من الدنيا هو الحصول على لذّاتها و كانت النار لازمة للأعمال الموصلة إلى تلك الغاية لزوما عرضيّا لم تكن النار غاية ذاتيّة قد أقبلوا بوجوههم عليها بل كان إقبالهم عليها بأعمالهم. إذ كانت هي المستلزمة لها. ثمّ أخبر في معرض الذمّ لهم عن مقابلتهم لدعاء ربّهم لهم بالنفار عنه، و لدعاء الشيطان لهم باستجابتهم لدعوته و إقبالهم إليه. و في قوله: و دعاهم. إلى آخره تنبيه أنّ الرافع لعلم الجنّة هو اللّه بأيدى خلفائه، و الرافع لعلم النار هو الشيطان بأيدى أوليائه. و باللّه التوفيق.

 

شرح نهج البلاغة(اب‏ن ميثم بحراني)، ج 3 ، صفحه‏ى 187

 

Show More

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

Back to top button
-+=