google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
120-140 خطبه ها شرح ابن ابی الحدیدخطبه ها شرح ابن ابی الحدید(متن عربی)

خطبه 122 شرح ابن ابی الحدید (متن عربی)

122 و من كلام له ع قاله لأصحابه في ساعة الحرب

وَ أَيُّ امْرِئٍ مِنْكُمْ أَحَسَّ مِنْ نَفْسِهِ- رِبَاطَةَ جَأْشٍ عِنْدَ اللِّقَاءِ- وَ رَأَى مِنْ أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِهِ فَشَلًا- فَلْيَذُبَّ عَنْ أَخِيهِ بِفَضْلِ نَجْدَتِهِ- الَّتِي فُضِّلَ بِهَا عَلَيْهِ- كَمَا يَذُبُّ عَنْ نَفْسِهِ- فَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُ مِثْلَهُ- إِنَّ الْمَوْتَ طَالِبٌ حَثِيثٌ لَا يَفُوتُهُ الْمُقِيمُ- وَ لَا يُعْجِزُهُ الْهَارِبُ- إِنَّ أَكْرَمَ الْمَوْتِ الْقَتْلُ- وَ الَّذِي نَفْسُ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ بِيَدِهِ- لَأَلْفُ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ أَهْوَنُ عَلَيَّ- مِنْ مِيتَةٍ عَلَى الْفِرَاشِ فِي غَيْرِ طَاعَةِ اللَّهِ أحسن علم و وجد و رباطة جأش- أي شدة قلب و الماضي ربط- كأنه يربط نفسه عن الفرار- و المروي رباطة بالكسر- و لا أعرفه نقلا و إنما القياس لا يأباه- مثل عمر عمارة و خلب خلابة- . و الفشل الجبن و ذب الرجل عن صاحبه- أي أكثر الذب و هو الدفع و المنع- . و النجدة الشجاعة و الحثيث السريع- و في بعض الروايات فليذب عن صاحبه بالإدغام- و في بعضها فليذبب بفك الإدغام- و الميتة بالكسر هيئة الميت- كالجلسة و الركبة هيئة الجالس و الراكب- يقال مات فلان ميتة حسنة- و المروي في نهج‏البلاغة بالكسر في أكثر الروايات-

و قد روي من موتة- و هو الأليق يعني المرة الواحدة- ليقع في مقابلة الألف- . و اعلم أنه ع أقسم- أن القتل أهون من الموت حتف الأنف- و ذلك على مقتضى ما منحه الله تعالى- من الشجاعة الخارقة لعادة البشر- و هو ع يحاول أن يحض أصحابه و يحرضهم- ليجعل طباعهم مناسبة لطباعه- و إقدامهم على الحرب مماثلا لإقدامه- على عادة الأمراء في تحريض جندهم و عسكرهم- و هيهات إنما هو كما قال أبو الطيب-

يكلف سيف الدولة الجيش همه
و قد عجزت عنه الجيوش الخضارم‏

و يطلب عند الناس ما عند نفسه‏
و ذلك ما لا تدعيه الضراغم‏

ليست النفوس كلها من جوهر واحد- و لا الطباع و الأمزجة كلها من نوع واحد- و هذه خاصية توجد لمن يصطفيه الله تعالى من عباده- في الأوقات المتطاولة و الدهور المتباعدة- و ما اتصل بنا نحن من بعد الطوفان- فإن التواريخ من قبل الطوفان مجهولة عندنا- أن أحدا أعطي من الشجاعة و الإقدام- ما أعطيه هذا الرجل من جميع فرق العالم على اختلافها- من الترك و الفرس و العرب و الروم و غيرهم- و المعلوم من حاله أنه كان يؤثر الحرب على السلم- و الموت على الحياة- و الموت الذي كان يطلبه و يؤثره- إنما هو القتل بالسيف- لا الموت على الفراش كما قال الشاعر

لو لم يمت بين أطراف الرماح إذا
لمات إذ لم يمت من شدة الحزن‏

و كما قال الآخر-

يستعذبون مناياهم كأنهم
لا ييأسون من الدنيا إذا قتلوا

فإن قلت فما قولك فيما أقسم عليه- هل ألف ضربة بالسيف أهون ألما على المقتول- من موتة واحدة على الفراش بالحقيقة- أم هذا قول قاله على سبيل المبالغة و التجوز- ترغيبا لأصحابه في الجهاد- قلت الحالف يحلف على أحد أمرين- أحدهما أن يحلف على ظنه و اعتقاده- نحو أن يحلف أن زيدا في الدار- أي أنا حالف و مقسم- على أني أظن أن زيدا في الدار- أو أني أعتقد كون زيد في الدار- و الثاني أن يحلف لا على ظنه- بل يحلف على نفس الأمر في الخارج- فإن حملنا قسم أمير المؤمنين ع- على المحمل الأول فقد اندفع السؤال- لأنه ع قد كان يعتقد ذلك- فحلف أنه يعتقد و أنه يظن ذلك-

و هذا لا كلام فيه- و إن حملناه على الثاني فالأمر في الحقيقة يختلف- لأن المقتول بسيف صارم معجل للزهوق- لا يجد من الألم وقت الضربة- ما يجده الميت دون النزع من المد و الكف- نعم قد يجد المقتول قبل الضربة ألم التوقع لها- و ليس كلامنا في ذلك- بل في ألم الضربة نفسها- و ألف سيف صارم مثل سيف واحد- إذا فرضنا سرعة الزهوق- و أما في غير هذه الصورة- نحو أن يكون السيف كالا- و تتكرر الضربات به- و الحياة باقية بعد- و قايسنا بينه و بين ميت- يموت حتف أنفه موتا سريعا- إما بوقوف القوة الغاذية كما يموت الشيوخ- أو بإسهال ذريع تسقط معه القوة- و يبقى العقل و الذهن إلى وقت الموت- فإن الموت هاهنا أهون و أقل ألما- فالواجب أن يحمل كلام أمير المؤمنين ع- إما على جهة التحريض- فيكون قد بالغ كعادة العرب- و الخطباء في المبالغات المجازية- و إما أن يكون أقسم على أنه يعتقد ذلك- و هو صادق فيما أقسم- لأنه هكذا كان يعتقد بناء على‏ ما هو مركوز في طبعه من محبة القتال- و كراهية الموت على الفراش-

و قد روي أنه قيل لأبي مسلم الخراساني- إن في بعض الكتب المنزلة- من قتل بالسيف فبالسيف يقتل- فقال القتل أحب إلي من اختلاف الأطباء- و النظر في الماء و مقاساة الدواء و الداء- فذكر ذلك للمنصور بعد قتل أبي مسلم- فقال قد أبلغناه محبته

شرح ‏نهج ‏البلاغة(ابن ‏أبي ‏الحديد) ج 7

 

نمایش بیشتر

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

دکمه بازگشت به بالا
-+=