google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
120-140 خطبه ها شرح ابن ابی الحدیدخطبه ها شرح ابن ابی الحدید(متن عربی)

خطبه 120 شرح ابن ابی الحدید (متن عربی)

120 و من كلام له ع

وَ قَدْ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ- فَقَالَ نَهَيْتَنَا عَنِ الْحُكُومَةِ ثُمَّ أَمَرْتَنَا بِهَا- فَمَا نَدْرِي أَيُّ الْأَمْرَيْنِ أَرْشَدُ- فَصَفَّقَ ع إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى- ثُمَّ قَالَ هَذَا جَزَاءُ مَنْ تَرَكَ الْعُقْدَةَ- أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ أَنِّي حِينَ أَمَرْتُكُمْ- بِمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ حَمَلْتُكُمْ عَلَى الْمَكْرُوهِ- الَّذِي يَجْعَلُ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً- فَإِنِ اسْتَقَمْتُمْ هَدَيْتُكُمْ- وَ إِنِ اعْوَجَجْتُمْ قَوَّمْتُكُمْ- وَ إِنْ أَبَيْتُمْ تَدَارَكْتُكُمْ لَكَانَتِ الْوُثْقَى- وَ لَكِنْ بِمَنْ وَ إِلَى مَنْ- أُرِيدُ أَنْ أُدَاوِيَ بِكُمْ وَ أَنْتُمْ دَائِي- كَنَاقِشِ الشَّوْكَةِ بِالشَّوْكَةِ- وَ هُوَ يَعْلَمُ أَنَّ ضَلْعَهَا مَعَهَا- اللَّهُمَّ قَدْ مَلَّتْ أَطِبَّاءُ هَذَا الدَّاءِ الدَّوِيِّ- وَ كَلَّتِ النَّزَعَةُ بِأَشْطَانِ الرَّكِيِّ- أَيْنَ الْقَوْمُ الَّذِينَ دُعُوا إِلَى الْإِسْلَامِ فَقَبِلُوهُ- وَ قَرَءُوا الْقُرْآنَ فَأَحْكَمُوهُ- وَ هِيجُوا إِلَى الْجِهَادِ فَوَلِهُوا- وَلَهَ اللِّقَاحِ إِلَى أَوْلَادِهَا- وَ سَلَبُوا السُّيُوفَ أَغْمَادَهَا- وَ أَخَذُوا بِأَطْرَافِ الْأَرْضِ زَحْفاً زَحْفاً- وَ صَفّاً صَفّاً بَعْضٌ هَلَكَ وَ بَعْضٌ نَجَا- لَا يُبَشَّرُونَ بِالْأَحْيَاءِ- وَ لَا يُعَزَّوْنَ عَنِ الْمَوْتَى- مُرْهُ الْعُيُونِ مِنَ الْبُكَاءِ- خُمْصُ الْبُطُونِ مِنَ الصِّيَامِ- ذُبُلُ الشِّفَاهِ مِنَ الدُّعَاءِ- صُفْرُ الْأَلْوَانِ مِنَ السَّهَرِ- عَلَى وُجُوهِهِمْ غَبَرَةُ الْخَاشِعِينَ- أُولَئِكَ إِخْوَانِي الذَّاهِبُونَ- فَحَقَّ لَنَا أَنْ نَظْمَأَ إِلَيْهِمْ- وَ نَعَضَّ الْأَيْدِي عَلَى فِرَاقِهِمْ- إِنَّ الشَّيْطَانَ يُسَنِّي لَكُمْ طُرُقَهُ- وَ يُرِيدُ أَنْ يَحُلَّ دِينَكُمْ عُقْدَةً عُقْدَةً- وَ يُعْطِيَكُمْ‏ بِالْجَمَاعَةِ الْفُرْقَةَ- وَ بِالْفُرْقَةِ الْفِتْنَةَ- فَاصْدِفُوا عَنْ نَزَغَاتِهِ وَ نَفَثَاتِهِ- وَ اقْبَلُوا النَّصِيحَةَ مِمَّنْ أَهْدَاهَا إِلَيْكُمْ- وَ اعْقِلُوهَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ هذه شبهة من شبهات الخوارج- و معناها أنك نهيت عن الحكومة أولا- ثم أمرت بها ثانيا- فإن كانت قبيحة كنت بنهيك عنها مصيبا- و بأمرك بها مخطئا- و إن كانت حسنة كنت بنهيك عنها مخطئا- و بأمرك بها مصيبا- فلا بد من خطئك على كل حال- .

و جوابها أن للإمام أن يعمل- بموجب ما يغلب على ظنه من المصلحة- فهو ع لما نهاهم عنها كان نهيه عنها مصلحة حينئذ- و لما أمرهم بها كانت المصلحة في ظنه قد تغيرت- فأمرهم على حسب ما تبدل و تغير في ظنه- كالطبيب الذي ينهى المريض اليوم- عن أمر و يأمره بمثله غدا- . و قوله هذا جزاء من ترك العقدة- يعني الرأي الوثيق- و في هذا الكلام اعتراف- بأنه بان له- و ظهر فيما بعد أن الرأي الأصلح- كان الإصرار و الثبات على الحرب- و أن ذلك و إن كان مكروها- فإن الله تعالى كان يجعل الخيرة فيه- كما قال سبحانه فَعَسى‏ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً- وَ يَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً- ثم قال كنت أحملكم على الحرب- و ترك الالتفات إلى مكيدة معاوية و عمرو- من رفع المصاحف- فإن استقمتم لي اهتديتم بي- و إن لم تستقيموا فذلك ينقسم إلى قسمين- أحدهما أن تعوجوا أي يقع منكم بعض الالتواء- و يسير من العصيان- كفتور الهمة و قلة الجد في الحرب- و الثاني التأني و الامتناع المطلق من الحرب- فإن كان الأول قومتكم‏ بالتأديب- و الإرشاد و إرهاق الهمم و العزائم بالتبصير- و الوعظ و التحريض و التشجيع- و إن كان الثاني تداركت الأمر معكم- إما بالاستنجاد بغيركم- من قبائل العرب و أهل خراسان و الحجاز- فكلهم كانوا شيعته و قائلين بإمامته- أو بما أراه في ذلك الوقت من المصلحة- التي تحكم بها الحال الحاضرة- .

قال لو فعلت ذلك لكانت هي العقدة الوثقى- أي الرأي الأصوب الأحزم- . فإن قلت أ فتقولون إنه أخطأ في العدول عن هذا الرأي- قلت لا نقول إنه أخطأ بمعنى الإثم- لأنه إنما فعل ما تغلب على ظنه أنه المصلحة- و ليس الواجب عليه إلا ذلك- و لكنه ترك الرأي الأصوب- كما قال الحسن هلا مضيت قدما لا أبا لك- و لا يلحق الإثم من غلب على ظنه- في حكم السياسة أمر فاعتمده- ثم بان له أن الأصوب كان خلافه- و قد قيل إن قوله

لقد عثرت عثرة لا تنجبر
سوف أكيس بعدها و أستمر
و أجمع الرأي الشتيت المنتشر

إشارة إلى هذا المعنى- و قيل فيه غير ذلك مما قدمنا ذكره قبل- . و قال شيخنا أبو عثمان الجاحظ رضي الله عنه- من عرفه عرف أنه غير ملوم- في الانقياد معهم إلى التحكيم- فإنه مل من القتل و تجريد السيف ليلا و نهارا- حتى ملت الدماء من إراقته لها- و ملت الخيل من تقحمه الأهوال بها- و ضجر من دوام تلك الخطوب الجليلة- و الأرزاء العظيمة و استلاب الأنفس- و تطاير الأيدي و الأرجل بين يديه- و أكلت الحرب أصحابه و أعداءه- و عطلت السواعد- و خدرت الأيدي التي سلمت من وقائع السيوف بها- و لو أن أهل الشام لم يستعفوا من الحرب- و يستقيلوا من‏المقارعة و المصادمة- لأدت الحال إلى قعود الفيلقين معا- و لزومهم الأرض و إلقائهم السلاح- فإن الحال أفضت بعظمها- و هو لها إلى ما يعجز اللسان عن وصفه- .

و اعلم أنه ع قال هذا القول- و استدرك بكلام آخر حذرا- أن يثبت على نفسه الخطأ في الرأي- فقال لقد كان هذا رأيا لو كان لي من يطيعني فيه- و يعمل بموجبة و أستعين به على فعله- و لكن بمن كنت أعمل ذلك- و إلى من أخلد في فعله- أما الحاضرون لنصري فأنتم و حالكم معلومة- في الخلاف و الشقاق و العصيان- و أما الغائبون من شيعتي كأهل البلاد النائية- فإلى أن يصلوا يكون قد بلغ العدو غرضه مني- و لم يبق من أخلد إليه في إصلاح الأمر- و إبرام هذا الرأي الذي كان صوابا لو اعتمد- إلا أن أستعين ببعضكم على بعض- فأكون كناقش الشوكة بالشوكة- و هذا مثل مشهور لا تنقش الشوكة بالشوكة- فإن ضلعها لها و الضلع الميل يقول- لا تستخرج الشوكة الناشبة في رجلك بشوكة مثلها- فإن إحداهما في القوة و الضعف كالأخرى- فكما أن الأولى انكسرت- لما وطئتها فدخلت في لحمك- فالثانية إذا حاولت استخراج الأولى بها تنكسر- و تلج في لحمك- .

ثم قال اللهم إن هذا الداء الدوي- قد ملت أطباؤه- و الدوي الشديد كما تقول ليل أليل- . و كلت النزعة جمع نازع- و هو الذي يستقي الماء- و الأشطان جمع شطن و هو الحبل- و الركي الآبار جمع ركية- و تجمع أيضا على ركايا- . ثم قال أين القوم- هذا كلام متأسف على أولئك متحسر على فقدهم- . و الوله شدة الحب حتى يذهب العقل وله الرجل- . و اللقاح بكسر اللام الإبل- و الواحدة لقوح و هي الحلوب مثل قلاص و قلوص- .

قوله و أخذوا بأطراف الأرض- أي أخذوا على الناس بأطراف الأرض أي حصروهم- يقال لمن استولى على غيره- و ضيق عليه قد أخذ عليه بأطراف الأرض- قال الفرزدق

أخذنا بأطراف السماء عليكم
لنا قمراها و النجوم الطوالع‏

و زحفا زحفا منصوب على المصدر المحذوف الفعل- أي يزحفون زحفا و الكلمة الثانية تأكيد للأولى- و كذلك قوله و صفا صفا- . ثم ذكر أن بعض هؤلاء المتأسف عليهم هلك- و بعض نجا و هذا ينجي قوله تعالى- فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى‏ نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ- . ثم ذكر أن هؤلاء قوم و قذتهم العبادة- و انقطعوا عن الناس و تجردوا عن العلائق الدنيوية- فإذا ولد لأحدهم مولود لم يبشر به- و إذا مات له ميت لم يعز عنه- . و مرهت عين فلان بكسر الراء- إذا فسدت لترك الكحل- لكن أمير المؤمنين ع جعل مره عيون هؤلاء- من البكاء من خوف خالقهم سبحانه- و ذكر أن بطونهم من خماص الصوم- و شفاههم ذابلة من الدعاء- و وجوههم مصفرة من السهر- لأنهم يقومون الليل و على وجوههم غبرة الخشوع- . ثم قال أولئك إخواني الذاهبون-

فإن قلت من هؤلاء الذين يشير ع إليهم- قلت هم قوم كانوا في نأنأة الإسلام- و في زمان ضعفه و خموله أرباب زهد و عبادة- و جهاد شديد في سبيل الله- كمصعب بن عمير من بني عبد الدار- و كسعد بن معاذ من الأوس- و كجعفر بن أبي طالب- و عبد الله بن رواحة و غيرهم- ممن استشهد من الصالحين-أرباب الدين و العبادة و الشجاعة في يوم أحد- و في غيره من الأيام في حياة رسول الله ص- و كعمار و أبي ذر و المقداد- و سلمان و خباب و جماعة- من أصحاب الصفة و فقراء المسلمين أرباب العبادة- الذين قد جمعوا بين الزهد و الشجاعة- وقد جاء في الأخبار الصحيحة أن رسول الله ص قال إن الجنة لتشتاق إلى أربعة- علي و عمار و أبي ذر و المقداد وجاء في الأخبار الصحيحة أيضا أن جماعة من أصحاب الصفة- مر بهم أبو سفيان بن حرب بعد إسلامه- فعضوا أيديهم عليه و قالوا وا أسفاه كيف لم تأخذ السيوف مأخذها- من عنق عدو الله- و كان معه أبو بكر- فقال لهم أ تقولون هذا لسيد البطحاء- فرفع قوله إلى رسول الله ص فأنكره- و قال لأبي بكر- انظر لا تكون أغضبتهم- فتكون قد أغضبت ربك- فجاء أبو بكر إليهم و ترضاهم- و سألهم أن يستغفروا له- فقالوا غفر الله لك- .

قوله فحق لنا- يقال حق له أن يفعل كذا و هو حقيق به و هو محقوق به أي خليق له- و الجمع أحقاء و محقوقون- . و يسني يسهل- و صدف عن الأمر يصدف أي انصرف عنه- و نزغات الشيطان ما ينزغ به بالفتح أي يفسد و يغرى- و نفثاته ما ينفث به و ينفث بالضم- و الكسر أي يخيل و يسحر- . و اعقلوها على أنفسكم- أي اربطوها و الزموها

شرح ‏نهج ‏البلاغة(ابن ‏أبي ‏الحديد) ج 7

Show More

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

Back to top button
-+=