116 و من كلام له ع
فَلَا أَمْوَالَ بَذَلْتُمُوهَا لِلَّذِي رَزَقَهَا- وَ لَا أَنْفُسَ خَاطَرْتُمْ بِهَا لِلَّذِي خَلَقَهَا- تَكْرُمُونَ بِاللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ- وَ لَا تُكْرِمُونَ اللَّهَ فِي عِبَادِهِ- فَاعْتَبِرُوا بِنُزُولِكُمْ مَنَازِلَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ- وَ انْقِطَاعِكُمْ عَنْ أَوْصَلِ إِخْوَانِكُمْ انتصاب الأموال بفعل مقدر- دل عليه بذلتموها- و كذلك أنفس- يقول لم تبذلوا أموالكم في رضا من رزقكم إياها- و لم تخاطروا بأنفسكم في رضا الخالق لها- و الأولى بكم أن تبذلوا المال في رضا رازقه- و النفس في رضا خالقها- لأنه ليس أحد أحق منه بالمال و النفس- و بذلهما في رضاه- .
ثم قال من العجب- أنكم تطلبون من عباد الله- أن يكرموكم و يطيعوكم لأجل الله- و انتمائكم إلى طاعته- ثم إنكم لا تكرمون الله- و لا تطيعونه في نفع عباده- و الإحسان إليهم- . و محصول هذا القول- كيف تسيمون الناس أن يطيعوكم لأجل الله- ثم إنكم أنتم لا تطيعون الله- الذي تكلفون الناس أن يطيعوكم لأجله- ثم أمرهم باعتبارهم بنزولهم منازل من كان قبلهم- و هذا مأخوذ من قوله تعالى- وَ سَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ- وَ تَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ- وَ ضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ- . و روي عن أصل إخوانكم- و ذلك بموت الأب- فإنه ينقطع أصل الأخ الواشج بينه و بين أخيه- و الرواية الأولى أظهر
شرح نهج البلاغة(ابن أبي الحديد) ج 7