خطبه 83 صبحی صالح
و من خطبه له ع وَ تَسْمى الغراء وَ هِی الخُطْبَه العَجیبَه
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی عَلاَ بِحَوْلِهِ وَ دَنَا بِطَوْلِهِ مَانِحِ کُلِّ غَنِیمَهٍ وَ فَضْلٍ وَ کَاشِفِ کُلِّ عَظِیمَهٍ وَ اءَزْلٍ اءَحْمَدُهُ عَلَى عَوَاطِفِ کَرَمِهِ وَ سَوَابِغِ نِعَمِهِ وَ اءُومِنُ بِهِ اءَوَّلاً بَادِیا وَ اءَسْتَهْدِیهِ قَرِیبا هَادِیا وَ اءَسْتَعِینُهُ قَاهِرا قَادِرا وَ اءَتَوَکَّلُ عَلَیْهِ کَافِیا نَاصِرا وَ اءَشْهَدُ اءَنَّ مُحَمَّداعَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ اءَرْسَلَهُ لِإِنْفَاذِ اءَمْرِهِ وَ إِنْهَاءِ عُذْرِهِ وَ تَقْدِیمِ نُذُرِهِ.
اءُوصِیکُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذِی ضَرَبَ لَکُمُ الْاءَمْثَالَ، وَ وَقَّتَ لَکُمُ الْآجَالَ وَ اءَلْبَسَکُمُ الرِّیَاشَ وَ اءَرْفَغَ لَکُمُ الْمَعَاشَ وَ اءَحَاطَ بِکُمُ الْإِحْصَاءَ وَ اءَرْصَدَ لَکُمُ الْجَزَاءَ وَ آثَرَکُمْ بِالنِّعَمِ السَّوَابِغِ وَ الرِّفَدِ الرَّوَافِغِ وَ اءَنْذَرَکُمْ بِالْحُجَجِ الْبَوَالِغِ فَاءَحْصَاکُمْ عَدَدا وَ وَظَّفَ لَکُمْ مُدَدا فِی قَرَارِ خِبْرَهٍ وَ دَارِ عِبْرَهٍ اءَنْتُمْ مُخْتَبَرُونَ فِیهَا وَ مُحَاسَبُونَ عَلَیْهَا.
فَإِنَّ الدُّنْیَا رَنِقٌ مَشْرَبُهَا رَدِغٌ مَشْرَعُهَا یُونِقُ مَنْظَرُهَا وَ یُوبِقُ مَخْبَرُهَا غُرُورٌ حَائِلٌ وَ ضَوْءٌ آفِلٌ وَ ظِلُّ زَائِلٌ وَ سِنَادٌ مَائِلٌ حَتَّى إِذَا اءَنِسَ نَافِرُهَا وَ اطْمَاءَنَّ نَاکِرُهَا قَمَصَتْ بِاءَرْجُلِهَا وَ قَنَصَتْ بِاءَحْبُلِهَا وَ اءَقْصَدَتْ بِاءَسْهُمِهَا وَ اءَعْلَقَتِ الْمَرْءَ اءَوْهَاقَ الْمَنِیَّهِ قَائِدَهً لَهُ إِلَى ضَنْکِ الْمَضْجَعِ وَ وَحْشَهِ الْمَرْجِعِ وَ مُعَایَنَهِ الْمَحَلِّ وَ ثَوَابِ الْعَمَلِ، وَ کَذَلِکَ الْخَلَفُ یِعَقْبِ السَّلَفِ.
لاَ تُقْلِعُ الْمَنِیَّهُ اخْتِرَاما وَ لاَ یَرْعَوِی الْبَاقُونَ اجْتِرَاما یَحْتَذُونَ مِثَالاً وَ یَمْضُونَ اءَرْسَالاً إِلَى غَایَهِ الاِنْتِهَاءِ وَ صَیُّورِ الْفَنَاءِ حَتَّى إِذَا تَصَرَّمَتِ الْاءُمُورُ وَ تَقَضَّتِ الدُّهُورُ وَ اءَزِفَ النُّشُورُ اءَخْرَجَهُمْ مِنْ ضَرَائِحِ الْقُبُورِ وَ اءَوْکَارِ الطُّیُورِ وَ اءَوْجِرَهِ السِّبَاعِ وَ مَطَارِحِ الْمَهَالِکِ سِرَاعا إِلَى اءَمْرِهِ مُهْطِعِینَ إِلَى مَعَادِهِ رَعِیلاً صُمُوتا قِیَاما صُفُوفا یَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ وَ یُسْمِعُهُمُ الدَّاعِی عَلَیْهِمْ لَبُوسُ الاِسْتِکَانَهِ وَ ضَرَعُ الاِسْتِسْلاَمِ وَ الذِّلَّهِ قَدْ ضَلَّتِ الْحِیَلُ وَ انْقَطَعَ الْاءَمَلُ وَ هَوَتِ الْاءَفْئِدَهُ کَاظِمَهً وَ خَشَعَتِ الْاءَصْوَاتُ مُهَیْنِمَهً وَ اءَلْجَمَ الْعَرَقُ وَ عَظُمَ الشَّفَقُ وَ اءُرْعِدَتِ الْاءَسْمَاعُ لِزَبْرَهِ الدَّاعِی إِلَى فَصْلِ الْخِطَابِ وَ مُقَایَضَهِ الْجَزَاءِ وَ نَکَالِ الْعِقَابِ وَ نَوَالِ الثَّوَابِ.
عِبَادٌ مَخْلُوقُونَ اقْتِدَارا وَ مَرْبُوبُونَ اقْتِسَارا وَ مَقْبُوضُونَ احْتِضَارا وَ مُضَمَّنُونَ اءَجْدَاثا وَ کَائِنُونَ رُفَاتا وَ مَبْعُوثُونَ اءَفْرَادا وَ مَدِینُونَ جَزَاءً وَ مُمَیَّزُونَ حِسَابا قَدْ اءُمْهِلُوا فِی طَلَبِ الْمَخْرَجِ وَ هُدُوا سَبِیلَ الْمَنْهَجِ وَ عُمِّرُوا مَهَلَ الْمُسْتَعْتِبِ وَ کُشِفَتْ عَنْهُمْ سُدَفُ الرِّیَبِ وَ خُلُّوا لِمِضْمَارِ الْجِیَادِ وَ رَوِیَّهِ الاِرْتِیَادِ وَ اءَنَاهِ الْمُقْتَبِسِ الْمُرْتَادِ فِی مُدَّهِ الْاءَجَلِ وَ مُضْطَرَبِ الْمَهَلِ.
فَیَالَهَا اءَمْثَالاً صَائِبَهً وَ مَوَاعِظَ شَافِیَهً لَوْ صَادَفَتْ قُلُوبا زَاکِیَهً وَ اءَسْمَاعا وَاعِیَهً وَ آرَاءً عَازِمَهً وَ اءَلْبَابا حَازِمَهً فَاتَّقُوا اللَّهَ تَقِیَّهَ مَنْ سَمِعَ فَخَشَعَ وَ اقْتَرَفَ فَاعْتَرَفَ وَ وَجِلَ فَعَمِلَ وَ حَاذَرَ فَبَادَرَ وَ اءَیْقَنَ فَاءَحْسَنَ وَ عُبِّرَ فَاعْتَبَرَ وَ حُذِّرَ فَحَذِرَ وَ زُجِرَ فَازْدَجَرَ وَ اءَجَابَ فَاءَنَابَ وَ رَاجَعَ فَتَابَ، وَ اقْتَدَى فَاحْتَذَى وَ اءُرِیَ فَرَاءَى فَاءَسْرَعَ طَالِبا وَ نَجَا هَارِبا فَاءَفَادَ ذَخِیرَهً وَ اءَطَابَ سَرِیرَهً وَ عَمَرَ مَعَادا وَ اسْتَظْهَرَ زَادا لِیَوْمِ رَحِیلِهِ وَ وَجْهِ سَبِیلِهِ وَ حَالِ حَاجَتِهِ وَ مَوْطِنِ فَاقَتِهِ وَ قَدَّمَ اءَمَامَهُ لِدَارِ مُقَامِهِ، فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ جِهَهَ مَا خَلَقَکُمْ لَهُ وَ احْذَرُوا مِنْهُ کُنْهَ مَا حَذَّرَکُمْ مِنْ نَفْسِهِ وَ اسْتَحِقُّوا مِنْهُ مَا اءَعَدَّ لَکُمْ بِالتَّنَجُّزِ لِصِدْقِ مِیعَادِهِ وَ الْحَذَرِ مِنْ هَوْلِ مَعَادِهِ.
مِنْهَا:
جَعَلَ لَکُمْ اءَسْمَاعا لِتَعِیَ مَا عَنَاهَا وَ اءَبْصَارا لِتَجْلُوَ عَنْ عَشَاهَا وَ اءَشْلاَءً جَامِعَهً لِاءَعْضَائِهَا مُلاَئِمَهً لِاءَحْنَائِهَا فِی تَرْکِیبِ صُوَرِهَا وَ مُدَدِ عُمُرِهَا بِاءَبْدَانٍ قَائِمَهٍ بِاءَرْفَاقِهَا وَ قُلُوبٍ رَائِدَهٍ لِاءَرْزَاقِهَا فِی مُجَلِّلاَتِ نِعَمِهِ وَ مُوجِبَاتِ مِنَنِهِ وَ حَوَاجِزِ عَافِیَتِهِ وَ قَدَّرَ لَکُمْ اءَعْمَارا سَتَرَهَا عَنْکُمْ وَ خَلَّفَ لَکُمْ عِبَرا مِنْ آثَارِ الْمَاضِینَ قَبْلَکُمْ مِنْ مُسْتَمْتَعِ خَلاَقِهِمْ وَ مُسْتَفْسَحِ خَنَاقِهِمْ.
اءَرْهَقَتْهُمُ الْمَنَایَا دُونَ الْآمَالِ وَ شَذَّبَهُمْ عَنْهَا تَخَرُّمُ الْآجَالِ لَمْ یَمْهَدُوا فِی سَلاَمَهِ الْاءَبْدَانِ وَ لَمْ یَعْتَبِرُوا فِی اءُنُفِ الْاءَوَانِ فَهَلْ یَنْتَظِرُ اءَهْلُ بَضَاضَهِ الشَّبَابِ إِلا حَوَانِیَ الْهَرَمِ وَ اءَهْلُ غَضَارَهِ الصِّحَّهِ إِلا نَوَازِلَ السَّقَمِ وَ اءَهْلُ مُدَّهِ الْبَقَاءِ إِلا آوِنَهَ الْفَنَاءِ مَعَ قُرْبِ الزِّیَالِ وَ اءُزُوفِ الاِنْتِقَالِ وَ عَلَزِ الْقَلَقِ وَ اءَلَمِ الْمَضَضِ وَ غُصَصِ الْجَرَضِ وَ تَلَفُّتِ الاِسْتِغَاثَهِ بِنُصْرَهِ الْحَفَدَهِ وَ الْاءَقْرِبَاءِ وَ الْاءَعِزَّهِ وَ الْقُرَنَاءِ فَهَلْ دَفَعَتِ الْاءَقَارِبُ اءَوْ نَفَعَتِ النَّوَاحِبُ وَ قَدْ غُودِرَ فِی مَحَلَّهِ الْاءَمْوَاتِ رَهِینا وَ فِی ضِیقِ الْمَضْجَعِ وَحِیدا قَدْ هَتَکَتِ الْهَوَامُّ جِلْدَتَهُ وَ اءَبْلَتِ النَّوَاهِکُ جِدَّتَهُ وَ عَفَتِ الْعَوَاصِفُ آثَارَهُ وَ مَحَا الْحَدَثَانُ مَعَالِمَهُ وَ صَارَتِ الْاءَجْسَادُ شَحِبَهً بَعْدَ بَضَّتِهَا وَ الْعِظَامُ نَخِرَهً بَعْدَ قُوَّتِهَا وَ الْاءَرْوَاحُ مُرْتَهَنَهً بِثِقَلِ اءَعْبَائِهَا مُوقِنَهً بِغَیْبِ اءَنْبَائِهَا لاَ تُسْتَزَادُ مِنْ صَالِحِ عَمَلِهَا وَ لاَ تُسْتَعْتَبُ مِنْ سَیِّئِ زَلَلِهَا.
اءَوَلَسْتُمْ اءَبْنَاءَ الْقَوْمِ وَ الْآبَاءَ وَ إِخْوَانَهُمْ وَ الْاءَقْرِبَاءَ تَحْتَذُونَ اءَمْثِلَتَهُمْ وَ تَرْکَبُونَ قِدَّتَهُمْ وَ تَطَئُونَ جَادَّتَهُمْ فَالْقُلُوبُ قَاسِیَهٌ عَنْ حَظِّهَا لاَهِیَهٌ عَنْ رُشْدِهَا سَالِکَهٌ فِی غَیْرِ مِضْمَارِهَا کَاءَنَّ الْمَعْنِیَّ سِوَاهَا وَ کَاءَنَّ الرُّشْدَ فِی إِحْرَازِ دُنْیَاهَا.
وَ اعْلَمُوا اءَنَّ مَجَازَکُمْ عَلَى الصِّرَاطِ وَ مَزَالِقِ دَحْضِهِ وَ اءَهَاوِیلِ زَلَلِهِ وَ تَارَاتِ اءَهْوَالِهِ.
فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ تَقِیَّهَ ذِی لُبِّ شَغَلَ التَّفَکُّرُ قَلْبَهُ وَ اءَنْصَبَ الْخَوْفُ بَدَنَهُ وَ اءَسْهَرَ التَّهَجُّدُ غِرَارَ نَوْمِهِ وَ اءَظْمَاءَ الرَّجَاءُ هَوَاجِرَ یَوْمِهِ وَ ظَلَفَ الزُّهْدُ شَهَوَاتِهِ وَ اءَوْجَفَ الذِّکْرُ بِلِسَانِهِ وَ قَدَّمَ الْخَوْفَ لِاءَمَانِهِ وَ تَنَکَّبَ الْمَخَالِجَ عَنْ وَضَحِ السَّبِیلِ وَ سَلَکَ اءَقْصَدَ الْمَسَالِکِ إِلَى النَّهْجِ الْمَطْلُوبِ وَ لَمْ تَفْتِلْهُ فَاتِلاَتُ الْغُرُورِ وَ لَمْ تَعْمَ عَلَیْهِ مُشْتَبِهَاتُ الْاءُمُورِ. ظَافِرا بِفَرْحَهِ الْبُشْرَى وَ رَاحَهِ النُّعْمَى فِی اءَنْعَمِ نَوْمِهِ وَ آمَنِ یَوْمِهِ وَ قَدْ عَبَرَ مَعْبَرَ الْعَاجِلَهِ حَمِیدا وَ قَدَّمَ زَادَ الْآجِلَهِ سَعِیدا وَ بَادَرَ مِنْ وَجَلٍ وَ اءَکْمَشَ فِی مَهَلٍ وَ رَغِبَ فِی طَلَبٍ وَ ذَهَبَ عَنْ هَرَبٍ وَ رَاقَبَ فِی یَوْمِهِ غَدَهُ وَ نَظَرَ قُدُما اءَمَامَهُ فَکَفَى بِالْجَنَّهِ ثَوَابا وَ نَوَالاً وَ کَفَى بِالنَّارِ عِقَابا وَ وَبَالاً وَ کَفَى بِاللَّهِ مُنْتَقِما وَ نَصِیرا وَ کَفَى بِالْکِتَابِ حَجِیجا وَ خَصِیما.
اءُوصِیکُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذِی اءَعْذَرَ بِمَا اءَنْذَرَ وَ احْتَجَّ بِمَا نَهَجَ وَ حَذَّرَکُمْ عَدُوّا نَفَذَ فِی الصُّدُورِ خَفِیّا وَ نَفَثَ فِی الْآذَانِ نَجِیّا فَاءَضَلَّ وَ اءَرْدَى وَ وَعَدَ فَمَنَّى وَ زَیَّنَ سَیِّئَاتِ الْجَرَائِمِ.
وَ هَوَّنَ مُوبِقَاتِ الْعَظَائِمِ حَتَّى إِذَا اسْتَدْرَجَ قَرِینَتَهُ وَ اسْتَغْلَقَ رَهِینَتَهُ اءَنْکَرَ مَا زَیَّنَ وَ اسْتَعْظَمَ مَا هَوَّنَ وَ حَذَّرَ مَا اءَمَّنَ.
مِنْهَا فِی صِفَهِ خَلْقِ الْإِنْسَانِ:
اءَمْ هَذَا الَّذِی اءَنْشَاءَهُ فِی ظُلُمَاتِ الْاءَرْحَامِ وَ شُغُفِ الْاءَسْتَارِ نُطْفَهً دِهَاقا وَ عَلَقَهً مِحَاقا وَ جَنِینا وَ رَاضِعا وَ وَلِیدا وَ یَافِعا ثُمَّ مَنَحَهُ قَلْبا حَافِظا وَ لِسَانا لاَفِظا وَ بَصَرا لاَحِظا لِیَفْهَمَ مُعْتَبِرا وَ یُقَصِّرَ مُزْدَجِرا حَتَّى إِذَا قَامَ اعْتِدَالُهُ وَ اسْتَوَى مِثَالُهُ نَفَرَ مُسْتَکْبِرا وَ خَبَطَ سَادِرا.
مَاتِحا فِی غَرْبِ هَوَاهُ کَادِحا سَعْیا لِدُنْیَاهُ فِی لَذَّاتِ طَرَبِهِ وَ بَدَوَاتِ اءَرَبِهِ ثُمَّ لاَ یَحْتَسِبُ رَزِیَّهً وَ لاَ یَخْشَعُ تَقِیَّهً فَمَاتَ فِی فِتْنَتِهِ غَرِیرا وَ عَاشَ فِی هَفْوَتِهِ یَسِیرا لَمْ یُفِدْ عِوَضا وَ لَمْ یَقْضِ مُفْتَرَضا دَهِمَتْهُ فَجَعَاتُ الْمَنِیَّهِ فِی غُبَّرِ جِمَاحِهِ وَ سَنَنِ مِرَاحِهِ فَظَلَّ سَادِرا وَ بَاتَ سَاهِرا فِی غَمَرَاتِ الْآلاَمِ وَ طَوَارِقِ الْاءَوْجَاعِ وَ الْاءَسْقَامِ بَیْنَ اءَخٍ شَقِیقٍ وَ وَالِدٍ شَفِیقٍ وَ دَاعِیَهٍ بِالْوَیْلِ جَزَعا وَ لاَدِمَهٍ لِلصَّدْرِ قَلَقا وَ الْمَرْءُ فِی سَکْرَهٍ مُلْهِثَهٍ وَ غَمْرَهٍ کَارِثَهٍ وَ اءَنَّهٍ مُوجِعَهٍ وَ جَذْبَهٍ مُکْرِبَهٍ وَ سَوْقَهٍ مُتْعِبَهٍ ثُمَّ اءُدْرِجَ فِی اءَکْفَانِهِ مُبْلِسا وَ جُذِبَ مُنْقَادا سَلِسا ثُمَّ اءُلْقِیَ عَلَى الْاءَعْوَادِ رَجِیعَ وَصَبٍ وَ نِضْوَ سَقَمٍ تَحْمِلُهُ حَفَدَهُ الْوِلْدَانِ وَ حَشَدَهُ الْإِخْوَانِ إِلَى دَارِ غُرْبَتِهِ وَ مُنْقَطَعِ زَوْرَتِهِ وَ مُفْرَدِ وَحْشَتِهِ حَتَّى إِذَا انْصَرَفَ الْمُشَیِّعُ وَ رَجَعَ الْمُتَفَجِّعُ اءُقْعِدَ فِی حُفْرَتِهِ نَجِیّا لِبَهْتَهِ السُّؤَالِ وَ عَثْرَهِ الاِمْتِحَانِ وَ اءَعْظَمُ مَا هُنَالِکَ بَلِیَّهً نُزُولُ الْحَمِیمِ وَ تَصْلِیَهُ الْجَحِیمِ وَ فَوْرَاتُ السَّعِیرِ وَ سَوْرَاتُ الزَّفِیرِ لاَ فَتْرَهٌ مُرِیحَهٌ وَ لاَ دَعَهٌ مُزِیحَهٌ وَ لاَ قُوَّهٌ حَاجِزَهٌ وَ لاَ مَوْتَهٌ نَاجِزَهٌ وَ لاَ سِنَهٌ مُسَلِّیَهٌ بَیْنَ اءَطْوَارِ الْمَوْتَاتِ وَ عَذَابِ السَّاعَاتِ إِنَّا بِاللَّهِ عَائِذُونَ.
عِبَادَ اللَّهِ اءَیْنَ الَّذِینَ عُمِّرُوا فَنَعِمُوا وَ عُلِّمُوا فَفَهِمُوا وَ اءُنْظِرُوا فَلَهَوْا وَ سُلِّمُوا فَنَسُوا اءُمْهِلُوا طَوِیلاً وَ مُنِحُوا جَمِیلاً وَ حُذِّرُوا اءَلِیما وَ وُعِدُوا جَسِیما احْذَرُوا الذُّنُوبَ الْمُوَرِّطَهَ وَ الْعُیُوبَ الْمُسْخِطَهَ.
اءُولِی الْاءَبْصَارِ وَ الْاءَسْمَاعِ وَ الْعَافِیَهِ وَ الْمَتَاعِ هَلْ مِنْ مَنَاصٍ اءَوْ خَلاَصٍ اءَوْ مَعَاذٍ اءَوْ مَلاَذٍ اءَوْ فِرَارٍ اءَوْ مَحَارٍ اءَمْ لاَ فَاءَنّ ى تُؤْفَکُونَ اءَمْ اءَیْنَ تُصْرَفُونَ اءَمْ بِمَا ذَا تَغْتَرُّونَ وَ إِنَّمَا حَظُّ اءَحَدِکُمْ مِنَ الْاءَرْضِ ذَاتِ الطُّوْلِ وَ الْعَرْضِ قِیدُ قَدِّهِ مُتَعَفِّرا عَلَى خَدِّهِ الْآنَ عِبَادَ اللَّهِ وَ الْخِنَاقُ مُهْمَلٌ وَ الرُّوحُ مُرْسَلٌ فِی فَیْنَهِ الْإِرْشَادِ وَ رَاحَهِ الْاءَجْسَادِ وَ بَاحَهِ الاِحْتِشَادِ وَ مَهَلِ الْبَقِیَّهِ وَ اءُنُفِ الْمَشِیَّهِ وَ إِنْظَارِ التَّوْبَهِ وَ انْفِسَاحِ الْحَوْبَهِ قَبْلَ الضَّنْکِ وَ الْمَضِیقِ وَ الرَّوْعِ وَ الزُّهُوقِ وَ قَبْلَ قُدُومِ الْغَائِبِ الْمُنْتَظَرِ وَ إِخْذَهِ الْعَزِیزِ الْمُقْتَدِرِ.
الباب الحادى عشر فی المعاد و أحوال الموت و القبر و أهوال الحشر و القیامه و دخول الجنّه و النار
من کتاب منهاج الولایه فی نهج البلاغه فی المعاد و أحوال الموت و القبر و أهوال الحشر و القیامه و دخول الجنّه و النار
خطبه 83
منها في صفة خلق الانسان:
«أم هذا الّذى أنشأه في ظلمات الأرحام، و شغف الأستار،» «أم» هنا استفهام في معرض تعديد نعم اللّه، كأنّه قال: أ فلا ينظرون إلى كذا من خلق اللّه، أم إلى هذا الانسان الذى من حاله كذا يعنى: با اين انسانى كه انشا كرده است او را در ظلمتهاى رحمها، و غلاف سترها.
«نطفة دهاقا» آبى جهنده اى.
ماء صبّ صبّا شديدا و كلّ ماء افرغ إفراغا شديدا، فقد أدهق إدهاقا. و روى «نطفة دفاقا» و هو من دفق الماء.
«و علقة محاقا» و خونى بسته ناتمام.
«المحاق» الناقصة، و العلق محاق لكونها بعد لم تفض عليها الصورة الانسانية، قيل: العلقة الدم الجامد. و النطفة إذا انفصلت عن المرء و اتّصلت بالرحم، انعقدت أجزاؤه و انضمّت، فهى منقبضة عمّا كنت عليه من الانبساط، و العبارة عن هذا المعنى بالانمحاق في غاية البلاغة، و هو تشبيه بمحاق القمر.
«و جنينا و راضعا، و وليدا و يافعا،»
الولد حين الرضاع يسمّى «رضيعا»، و بعده «وليدا» و بعده «يافعا» و هو المرتفع القامة، فاذا طرّ شاربه فهو غلام، و اذا ادرك فهو رجل، و الرجولية حدود الشباب و هو تمام النموّ، و بعده الكهولة، ثمّ الشيخوخة.
«ثمّ منحه قلبا حافظا، و لسانا لافظا، و بصرا لاحظا، ليفهم معتبرا- يعنى يدرك شيئا فيه عبرة، و يحتمل أن يقال معتبرا للنصب على الحال – و يقصّر مزدجرا – » – أقصر عن الامر إذ أنزع عنه و أمسك- يعنى: باز عطا كرد او را دلى نگاهدارنده، و زبان گوينده، و چشم بينا، تا بفهمد در حالتى كه عبرت گيرنده باشد، و باز ايستد به زجر.
«حتّى إذا قام اعتداله – أى استقام قدّه المنتصب – و استوى مثاله- أى صورته – » تا آن گاه كه مستقيم شد قامت او، و به حدّ شباب رسيد صورت او، [برميد و نفرت كرد از طريق مستقيم دين قويم.]
«نفر مستكبرا، و خبط سادرا- أى لاهيا- ،» يعنى نفرت كرد گردن كشنده از فرمان حقّ، و پاى كوفت در راه دنيا.
«ماتحا في غرب هواه، كادحا سعيا لدنياه،» كشنده آب در دلو بزرگ هواى خويش، سعى كننده به حدّ در امر دنياى خويش.
استعار لفظ «الغرب» لما يملأ به صحائف أعماله من الماء، ثمّ صحّ: «في لذّات طربه، و بدوات أربه،» در لذّتهاى طرب خود، و سوانح حاجات خود.
هر که او تن مى پرستد جان نبرد
«لا يحتسب رزيّة، و لا يخشع تقيّة،» در حساب او نمى آيد مصيبتى، و فروتنى نمىكند پرهيزكارى را.
«فمات في فتنته غريرا، و عاش في هفوته أسيرا» پس مرد در گمراهى خود مغرور، و زيست در هفوت و خطاى خود اسير.
عمر در خون جگر بگذاشته
بهرهاى از عمر نابرداشته
هر چه کرده جمله تاوان آمده
جان به لب عمرى به پایان آمده
«لم یفد نفسه عوضا، و لم یقض مفترضا.» باز نخرید نفس خود را عوضى، و بجاى نیاورد مفترضى.
مىآیم و با دلى سیه مى آیم
سرگشته و افتاده ز ره مى آیم
اى پاک، ز آلودگیم پاکى ده
کآلوده به انواع گنه مى آیم
«دهمته فجعات المنيّة في غبّر جماحه و سنن مراحه،» فرو گرفت او را دردهاى سخت مردن در بقّيه سعى كردن او در هواى خويش، و طريق فرح افزاى خويش.
«فظلّ سادرا، و بات ساهرا،» پس روز كرد سراسيمه، و شب كرد بى خواب كردن.
«في غمرات الآلام، و طوارق الأوجاع و الأسقام،» در سختيهاى المها، و فرود آمدنهاى وجعها و بيماريهاى نزع.
عطّار:
یا رب آن دم یاریم ده یک نفس
کان دمم جز تو نخواهد بود کس
در دم آخر خریداریم کن
یارى یاران تویى یاریم کن
دیده پرخون دوستان پاک من
چون بیفشانند دست از خاک من
هم توام دستى ده آن ساعت درست
تا بگیرم دامن فضل تو چست
واپسین خشتى که پیوندد به خاک
منقطع گردد امید از خلق، پاک
پس بپوشد خشت آخر روى من
تو مگردان روى فضل از سوى من
چون به خاک آرم من سرگشته روى
هیچ بارویم میار از هیچ سوى
روى آن دارد«» کز آن چندان گناه
هیچ با رویم نیارى اى اله
تو کریم مطلقى اى کردگار
در گذر از هر چه رفت و در گذار
سئل كعب الأحبار عن الموت، فقال: «كغصن شوك ادخل في جوف رجل، فجذبه انسان ذو قوّة، فقطع ما قطع، و أبقى ما أبقى». سؤال كردند كعب الاحبار را از حال مردن، پس گفت: همچون شاخ درخت خار كه داخل شده باشد در اندرون مردى، پس بكشد آن را آدمى صاحب قوّت، پس پاره شود آنچه پاره شود، و باقى ماند آنچه باقى ماند.
قال حجّة الاسلام: «فعند هذا الحين يختلف أنواع الموتى. فمنهم من يطعنه الملك بحربة مسمومة قد سقيت سمّا من نار، فتفرّ النفس، و تقبض خارجة، و من الموتى من تجذب نفسه رويدا«»، حتّى تنحصر في الحنجرة، و ليس يبقى بالحنجرة إلّا شعبة يسيرة متّصلة بالقلب، فحينئذ يطعنها بتلك الحربة الموصوفة. فإنّ النفس لا تفارق القلب حتّى تطعن. و سرّ تلك الحربة أنّها تغمس في بحر الموت، فاذا وضعت على القلب صار سرّها في ساير الجسد كالسمّ الناقع، لأنّ سرّ الحياة إنّما هو موضوع بالقلب أيضا، و يؤثر سرّه فيه عند النشأة الأولى. فإذا قبض الملك النفس السعيدة، تناولها ملكان حسنان الوجوه عليهما أثواب حسنة، و لهما روايح طيّبة، فيلفّونها في حريرة من حريرة الجنّة و أمّا الفاجر فيؤخذ نفسه عنفا، فإذا وجهه كآكل الحنظل، و الملك يقول: أخرجى أيّتها النفس الخبيثة من الجسد الخبيث» پس نزد اين حال نزع روح، مختلف مى باشد انواع اموات. پس بعضى از ايشان را مى زند ملك نيزه زهر آلوده آبداده به سمّ از آتش، پس فرار مى كند نفس از بدن، و در حال بيرون آمدن قبض كرده مى شود. و بعضى از موتى جذب كرده نفس او به امهال اندك اندك، تا منحصر مى شود در حنجره، و باقى نمى ماند به حنجره الّا اندك راهى متّصل به قلب، پس آن گاه مى زند ملك آن زمان نيزه مسمومه موصوفه. از براى آنكه نفس مفارقت نمى كند از قلب بى آنكه آن حربه به او زده شود. و سرّ اين نيزه آن است كه فرو برده اند آن را در درياى موت، پس هرگاه كه نهاده شد بر قلب، گشت سرّ آن حربه در جميع جسد همچون زهر كشنده، از براى آنكه سرّ حيات نيست الّا نهاده شده به قلب نيز، و تأثير مى كند سرّ حيات در قلب در نشئه اولى.
هر که او یافت از اجل یک تیغ دست
هم قلم شد تیغ و هم دستش شکست
اى دریغا کز جهان دست و تیغ
جز دریغى نیست در دست اى دریغ
پس هرگاه که قبض کرد ملک نفس سعیدى، فرا مى گیرند آن را دو ملک نیکو روى، که بر ایشان باشد جامه هاى خوب، و مر ایشان را باشد بویهاى خوش، پس درپیچند روح او را در پر نیانى از پرنیان بهشت و امّا فاجر پس فرا گیرند نفس او را به عنف و تندى، پس ناگاه روى او همچون خورنده حنظل گردد، و ملک گوید: بیرون آى نفس پلید از جسد پلید.
مولانا:
تن چو مادر طفل جان را حامله
مرگ درد زادن است و زلزله
جمله جانهاى گذشته منتظر
تا چگونه زاید آن جان بطر
زنگیان گویند خود از ماست او
رومیان گویند بس زیباست او
گر بود زنگى برندش زنگیان
جنس خود را برده رومى از میان
تا نزاد او مشکلات عالم است
آنکه نازاده بداند او کم است
في كتاب الدرّة الفاخرة لحجّة الاسلام- رضى اللّه عنه- : «قال بعض المتكلّمين: الحياة غيّر النفس، و في التراقى و الارتفاع يعرض عليه الفتن. و ذلك أنّ إبليس له اعوان قد أنفذ أعوانه إلى هذا الانسان خاصّة، و استعملهم عليه، وكّلهم به، فيأتون للرجل و هو في تلك الحالة، فيتمثّلون له في صورة من قد سلف من الأحبّاء الميّتين الباغين له النصح في دار الدنيا، كالأب و الأم و الأخ و الاخت و الصدّيق و الحميم، فيقولون له: أنت تموت يا فلان، و نحن قد سبقناك في هذا الشأن. فمت يهوديا فهو الدين المقبول عند اللّه. فإن انصرم عنه و أبى جاءه آخر و قال له: فمت نصرانيا، فإنّه دين المسيح و نسخ به دين موسى، و يذكرون له عقايد كلّ ملّة. فعند ذلك يزيغ اللّه من يريد زيغه، و هو معنى قوله تعالى: رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ، أى لا تزغ قلوبنا عند الموت، و قد هديتنا من قبل ذلك زمانا. فإذا أراد اللّه بعبده هداية و تثبيتا، جاءته ملك الرحمة، و قيل: هو جبرئيل- عليه السلام- فيطرد عنه الشياطين، و يسمح الشجوب عن وجهه، فيتبسّم الميّت لا محالة. و كثير ممّن يرى متبسّما في هذا المقام، فرحا بالبشرى الذى جاءه رحمة من اللّه، فيقول: يا فلان أما تعرفى أنا جبرئيل، و هؤلاء أعدائك من الشياطين، مت على الملّة الحنيفية الشريعة الجليلة، فما شيء أحبّ للانسان و لا أفرح منه بذلك الملك، و هو قوله تعالى:«» وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ.
«بين أخ شقيق، و والد شفيق،» در ميان برادر ياور، پدر و مادر مهربان غمخوار.
«و داعية بالويل جزعا، و لادمة للصّدر قلقا،» و زبان خواننده به «ويل» در زارى كردن، و زننده به سينه به اضطرار.
«و المرء في سكرة ملهية، و غمرة كارثة،» و شخص در حيرت مشغول گرداننده، و فرو رفتن در شدّت جان كندن.
عطّار:
نه در بترى نه در بهى مى میرم
نه مبتدى و نه منتهى مى میرم
در من نگر اى هر دو جهان خاک درت
کز هر دو جهان دست تهى مى میرم
«و أنّة موجعة، و جذبة مكربة، و سوقة متعبة.» و ناله هاى وجع رساننده، و كشيدن اندوه آورنده قابض روح، و راندن تعب دهنده ملائكه روح را در نزع.
قال تعالى: إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ وَ الْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ .
عطّار:
گر بود از تلخى مرگت خبر
جان شیرینت شود زیر و زبر
راه بینى بود بس عالى نفس
هرگز او شربت نخورد از دست کس
سائلى گفت: اى به حضرت نسبتت
چون به شربت نیست هرگز رغبتت
داد آن صالح روانى از صواب
از سر صدقى مر او را این جواب
گفت: مرگ استاده بینم بر زبر
تا که شربت باز گیرد زودتر
تا چنین مرگى موکّل بر سرم
زهر من باشد اگر شربت خورم
با موکّل شربتم چون خوش بود
کین نه جلّابى بود آتش بود
«ثمّ ادرج في أكفانه مبلسا، و جذب منقادا سلسا،» باز در برند او را در كفنهاى او درحالتى كه مأيوس و نااميد باشد، و كشيده شود در حالتى كه سلس القياد و فرمانبردار باشد.
«ثمّ القى على الأعواد رجيع وصب، و نضو سقم،» باز بيفكنند او را بر چوبها در حالتى كه مورد دردهاى متواليه و مرضهاى متعاقبه باشد.
«يحمله حفدة الولدان، و حشدة الإخوان،» برمى دارند او را فرزندان فرمانبردار، و جماعت برادران غمخوار.
«إلى دار غربته، و منقطع زورته،» تا خانه غربت او، و محلّ انقطاع و جدا شدن از زيارت او.
«حتّى إذا انصرف المشيّع، و رجع المتفجّع،» تا آن گاه كه بازگردند مشايعت كنندگان، و باز پس روند مصيبتزدگان.
«اقعد في حفرته نجيّا لبهتة السّؤال، و عثرة الامتحان.» بنشانند او را در قبر او در حالتى كه همراز باشد از براى دهشت سؤال منكر و نكير، و خطاى اوقات امتحان و ابتلا در دنيا.
عطّار:
چو در گهواره گور اوفتادیم
چو طفلان، مادر آن عالم بزادیم
شده آن گور چون گهواره تنگ
کفن بر دست ما پیچیده بر تنگ
درون آیند دو زنگى پرزور
بجنبانند مان گهواره گور
چو طفلان ما در آن سختى و تنگى
بلرزیم از نهیب و سهم زنگى
نه ما را مادرى نه مهربانى
بگردانیده روى از ما جهانى
ز ما ببریده هم بیگانه هم خویش
چو طفلان ما و راهى سخت در پیش
چو طفلان آن جهان نادیده باشیم
از آن دهشت عجب ترسیده باشیم
در آن ساعت که ما خسبیم در خاک
از آن زنگى نگهمان دار اى پاک
به ما گویند من ربّک و ما دین
خدایا از تو مىخواهم تلقین
چو تو ما را بپروردى به اعزاز
مده ما را به دست زنگیان باز
«و أعظم ما هنالك بليّة نزل الحميم، و تصلية الجحيم، و فورات السّعير- أى غليانها- » و عظيمترين بلاها آنجا در قبر رزقى آماده از آب گرم كرده در دوزخ است، و در آوردن روز قيامت در دوزخ، و سختيهاى آتش افروخته سوزان.
«نزل الحميم» ما يتحف به النزيل، و يسمّى أوّل ما يصيب الكافرين عذاب السعير نزلا تشبيها بأوّل ما يتحف به النزيل، قال اللّه تعالى: هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ و يحتمل أن يكون «نزول الحميم» ما ينزل عليهم من الماء، قال اللّه تعالى يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ، و الحميم الماء الحارّ.
«لا فترة مزيحة،»- الفترة السكون، و المزيح المزيل، أى تزيلهم عمّا هم عليه من العذاب- يعنى نه سكونى كه او را برهاند از عذاب.
«و لا دعة مريحة،» و نه تن آسايى كه روحى و آسايشى به او رساند.
«المريحة» من أراحه إذا روّح قلبه أو بدنه.
«و لا قوّة حاجزة،» و نه قوّتى كه حائل گردد.
«و لا موتة ناجزة- أى سريعة- » و نه مرگى ناگاهى.
«و لا سنة مسلّية،» و نه نيم خوابى كه سلوتى بخشد.«» «بين أطوار الموتات- أى تاراتها و أنواعها- » ميانه انواع مرگها.
«و عذاب السّاعات» و ميانه عذاب وظيفه ساعتها أى انواع العذاب موظّفة فيها على الساعات، فما من ساعة إلّا و فيها نوع من العذاب.
«إنّا باللّه عائذون» بدرستى كه ما به خدا پناه برندهايم
عطّار:
از آن هر ساعتى غم بیش دارم
که روز واپسین در پیش دارم
خداوندا در آن دم یاریى ده
به فضلت بنده را بیداریى ده
در آن ساعت ز شیطانم نگه دار
ز ظلمت نور ایمانم نگه دار
چو جان من رسد در نزع بر لب
فرو مگذار و دستم گیر یا رب
اگر آن دم نیاموزى تو گفتار
درازا منزلا و مشکلا کار
«عباد اللّه، الّذين عمّروا فنعموا، و علّموا ففهموا،» اى بندگان خداى، كجايند آن كسانى كه عمر داده شدند پس تنعّم كردند، و تعليم كرده شدند پس فهميدند.
إخبار لهم عن حالهم على وجه التقريع، فكأنّه يقول: لم يكن تعمير اللّه إيّاكم للتنعّم و الرفاهية، بل كان لاكتساب السعادة و التحلّى بمكارم الاخلاق. و هكذا قوله: «علّموا ففهموا» أى لم يكن التعليم للفهم فحسب، بل العلم.
«و انظروا فلهوا،» و مهلت داده شدند پس غافل گشتند.
«و سلّموا فنسوا» و به سلامت مانده اند از بلاها پس فراموش كردند «امهلوا طويلا، و منحوا جميلا،» مهلت داده شدند مدّت دراز، و داده شدند چيزهاى نيكو.
«و حذّروا أليما،» و تحذير كرده شدند از عذاب دردناك.
«و وعدوا جسيما» و بيم داده شدند از عذاب غليظ «احذروا الذّنوب المورّطة،» حذر كنيد از گناهان به ورطه گناههاى ديگر اندازنده.
«الذنوب المورّطة» ذنوب يقع الناس في الذنوب الآخر، و التحرّز عن مثل تلك الذنوب أوجب و أفرض. و ربّما يقع للانسان ذنب فاقلع عنه سريعا، و لم يصبر عليه، و هو أقرب إلى التجاوز و العفو و إن كان عظيما. و يقع ذنب صغير يدعو إلى ذنوب آخر، و ذاك آكد في إسخاط الربّ- جلّ جلاله- و أعظم عنده، و هذا هو المراد بقوله- عليه السلام- : «لا صغيرة مع إصرار، و لا كبيرة مع استغفار»، و نعوذ باللّه من ذنب عقيب ذنب. فهو دليل الشقاوة العظمى، و المقتضى العقوبة الكبرى و قال بعض الأكابر العلماء: «الذنب بعد الذنب من عقوبات الذنب، و الطاعة بعد الطاعة من مثوبات الطاعة».
«و العيوب المسخطة.» و حذر كنيد از عيبهاى موجب سخط و خشم خداى تعالى.
«يا اولى الأسماع، و العافية و المتاع هل من مناص أو خلاص أو معاذ أو ملاذ أو فرار أو محار أم لا» اى خداوندان بينايى و شنوايى و عافيت و برخوردارى آيا هيچ گريزگاهى يا خلاصى يا پناهى يا ملاذى يا مرجعى هست يا نه
گر چه کردم جرم بسیار اى خداى
قادرى، ناکرده انگار اى خداى
پادشاها با دم سرد آمدم
با دل پر غصّه و درد آمدم
گر عذاب تو ز صد سویم بود
در خور یک تاره مویم بود
لیک یک فضلت چو صد عالم فتاد
جرم جمله کم ز یک شبنم فتاد
آمد از من آنچه آید از لئیم
تو بکن نیز آنچه آید از کریم
قوله: «يا اولى الأسماع» تذكير بنعمتى السمع و البصر ليتنبّه السامعون، فيستعملوهما في مواضعهما.
«فأنّى تؤفكون أين تصرفون أو بما ذا تغترّون» پس از براى چه باز مىگرديد از طريق حقّ يا به كجا باز مىگرديد يا به چه فريفته مىشويد «الصرف» إمالة عن مقصد إلى مقصد غيره، «و الإفك» الصرف عن المقصد إلى غير مقصد صحيح، و يؤكّد هذا الفرق قول أمير المؤمنين- عليه السلام- : «فأنّى تؤفكون، أم أين تصرفون» أى لم تصرفون عمّا هو المقصد لغير مقصد صحيح، و إن كان مقصد صحيح، فأين ذلك المقصد و «أين» لفظة يستعملها من اشتبه عليه مقصد يعرفه المخاطب.
«و إنّما حظّ أحدكم من الأرض، ذات الطّول و العرض، قيد قدّه- أى مقدار قامته- متعفّرا على خدّه» و نيست حظّ يكى از شما از زمين، صاحب درازى و پهنايى، الّا مقدار قامت او، در حالتى كه خاك پوشيده است بر روى او.
عطّار:
زود خواهد بود کین جان و دلم
فرقتى جویند از آب و گلم
شیر مردا، گر دلت خواهد همى
عزم کن بر گورم و بگرى دمى
بر سر عطّار اگر یاریگرى
اندکى بنشین و بسیارى گرى
تشنگىّ من ببین در زیر خاک
یک دمم آبى فرست از اشک پاک
«الآن عباد اللّه و الخناق مهمل، و الرّوح مرسل،» وقت غنيمت دانيد اى بندگان خداى و منفذ نفس گشاده است، و روح در بدن است و مقبوض نشده.
قوله: «الخناق» يعنى منفذ النفس، و «الرّوح مرسل» أى الذى يقوم به الحياة مطلق لم يقبض.
و هاهنا لطيفة يجب التيقّظ لها، و ذلك يعرف بين الإهمال و الإرسال. فالإهمال إرسال القيد و إطلاقه عن الشيء مع استيفاء النظر إليه، و هكذا أمر الخناق و الروح.
فإنّ الخناق منفذ النفس من الجسم و هو مهمل، لأنّ النظر مقطوع عنه، بخلاف الروح، لأنّ اللّه أرسلها إلى عالم الغيب، و هو ينظر إليها، و هذا هو المراد بقوله- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : « إنّ اللّه لا ينظر إلى صوركم و لا إلى أعمالكم، و لكن ينظر إلى قلوبكم» و المعنى الآخر: أنّ الاهمال على الإجمال أبلغ في إطلاق القيد من الإرسال، و كذا أمر الخناق و الروح، فإنّ إطلاق القيد عن الخناق أبلغ منه عن الروح، فإنّ النفس منفتح في جميع الأحوال الطارئة على الحيوان كالنوم و الإغماء و الأمراض الحائلة، و لا ينقطع النفس غمّة في حال من الأحوال، بخلاف الروح فإنّها تمسك أحيانا، قال تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها إلى قوله: وَ يُرْسِلُ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ . كذا في شرح ابو الوفا، رحمه اللّه تعالى.
«في فينة الإرشاد، و راحة الأجساد، و مهل البقيّة، و انف المشيّة، و إنظار التّوبة، و انفساح الحوبة،» در حين راه نمودن، و راحت بدن، مهلت تدارك بقيّه ايّام حيات، و اوّل خواهش، و وسعت زمان توبه، و گشاده شدن حاجت و مسكنت.
«فينة الإرشاد» زمان الحياة الذى يتراءى فيه للخلق آيات ظاهرة و دلائل قاطعة، يرشدهم العقل اليها، و «مهل البقيّة» أى زمان أمهل الإنسان فيه للاحتراز عن القبيح، و «انف المشيّة» أى ابتداء الإرادة للخير و الشرّ، و «إنظار التّوبة» إمهالها، و «انفساح الحوبة» أى سعة الذنوب و كثرتها، و «الحوب» الذنب، و ليس كلّ ذنب حوبا، بل الحوبة من رذائل النفس، و يقال: لمهانة النفس و خبثها الحوبة، و يقال: «ألحق اللّه به الحوبة» أى المهانة و الذلّة.
«قبل الضّنك و المضيق، و الرّوع و الزّهوق، و قبل قدوم الغائب المنتظر و إخذة العزيز المقتدر.» پيش از تنگى و جاى تنگ، و خوف و جان كندن، و پيش از آمدن غائب آينده- يعنى مرگ- و فرا گرفتن غالب توانا، جلّ و علا.
عطّار:
کاشکى هرگز نبودى نام من
یا نبودى جنبش و آرام من
هر که را در پیش این مشکل بود
چون تواند کرد اگر صد دل بود
صد جهان، جان مبارز آمده
جمله سرگردان و عاجز آمده
زین چنین کارى که در پیش آمدهست
علم مفلس، عقل درویش آمدهست
مىنبینم من کسى دمساز را
تا که خواهد برد پى این راز را
شد ز بیم خاک و سنگ و هنگ«» من
خاک خود بپذیردم از ننگ من
برد غفلت روزگارم، چون کنم
بر نیامد هیچ کارم، چون کنم
برده در بازار دنیا روزگار
چون توانم رفت پیش کردگار«»
و في الخبر أنّه لما خطب- عليه السلام- بهذه الخطبة، اقشعرّت لها الجلود، و بكت لها العيون، و رجفت القلوب، و تسمّى هذه الخطبة الغرّاء قال الشارح: «اعلم أنّ قوله «اقعد في حفرته» الى آخره صريح في العقول بعذاب القبر و سؤال منكر و نكير»- انتهى كلامه- .
قال العلّامة الدوانى:«» «اعلم أنّ عذاب القبر للكافر و المؤمن الفاسق، فعدول عليه قواطع الشرع، مثل قوله تعالى على سبيل الحكاية: رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَ أَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ و المراد بالإحيائين و الإماتتين: الإماتة الاولى، ثمّ الإحياء في القبر، ثمّ الاماتة فيه ايضا بعد سؤال منكير و نكير، ثمّ الاحياء في الحشر. و قوله- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «استبرءوا من البول، فإنّ عامة عذاب القبر منه»، و قوله- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «القبر روضة من رياض الجنّة، أو حفرة من حفر النّيران»، و الأحاديث الصحاح الدالّة على عذاب القبر و نعيمه و سؤال الملكين أكثر من أن يحصى، بحيث يبلغ القدر المشترك حدّ التواتر، و إن كان كلّ منها خبر الآحاد، و اتّفق عليه السلف الصالح قبل ظهور المخالفين.» و إنّما ينكره المعتزلة من حيث يقولون: «إنّا نرى شخص الميّت مشاهدة و هو غير معذّب، و إنّ الميّت ربّما يفترسه السباع و يأكلونه». و هذا فاسد: أمّا مشاهدة الشخص، فهو مشاهدة لظاهر الجسم، و المدرك للعذاب جزء من القلب أو من الباطن، كيف كان و ليس من ضرورة التعذيب ظهور حركة في ظاهر البدن، بل الناظر إلى ظاهر النائم لا يشاهد ما يدركه النائم من اللذّة عند الإحتلام، و من الألم عند تخيّل الضرب و غيره، و لو انتبه النائم و أخبر عن مشاهداته و آلامه و لذّاته من لم يجر له عادة بالنوم و لم يعهده، لبادر إلى الإنكار اغترارا بسكون ظاهر جسمه في مشاهدته، إنكار المعتزلة لعذاب القبر، و أمّا الذى يأكله السباع فغاية ما في الباب أن يكون بطن السبع قبرها.
فيبقى قول القائل: «إنّا نرى الميّت و لا نشاهد منكرا و نكيرا، و لا نسمع لهما صوتا في السؤال، و لا صوت الميّت في الجواب». فهذا ينكر مشاهدة رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- لجبرئيل و سماعه و كلامه، و سماع جبرئيل جوابه، و لا يستطيع مصدّق بالشرع أن ينكر ذلك، إذ ليس فيه إلّا انّ اللّه تعالى خلق له سمعا لذلك الصوت، و مشاهدة لذلك الشخص، و لم يخلق للحاضرين عنده، و لا لعايشة و قد كانت تكون عنده حاضرة في وقت ظهور رجاء الوحى. فإنّ للنفس نشئات، و هى كلّ نشأة تشاهد صورا تقتضيها تلك النشأة، فتشاهد في حال الإنخلاع عن البدن امورا لم تكن تشاهدها في الحياة، و إلى ذلك يشير قول من قال: «النّاس نيام فإذا ماتوا انتبهوا».
سالک سرکش سر و گردن کشان
پیش عزرائیل آمد جان فشان
گفت: اى جان تشنه دیدار تو
نفس کو سر مى زند در کار تو
طاقت هجران ندارى اینت خوش
جان به جانان مى سپارى اینت خوش
فالق الاصباح فی الاشباح تو
باسط الید قابض الارواح تو
اوّل نام تو از نام عزیز
یافته عزّت چه خواهد بود نیز
چون جمالت ذرّه اى دید آفتاب
گشت سرگردان نمى آورد تاب
مرگ، رویت دید و جان افشاند و رفت
دامن از هر دو جهان افشاند و رفت
خلق گوید مرد زو کم شد نشان
زنده است او بر تو کرده جان فشان
مىسزد گر جان بر افشانیش تو
تا به جانان زنده گردانیش تو
زندگى کردن به جان زیبنده نیست
جز به جانان زنده بودن زنده نیست
چون به دست توست جان را زندگى
ماندهام دل مرده در افکندگى
جان بگیر و زنده دل گردان مرا
ز ان که بىجانان نباید جان مرا
تا که عزرائیل این پاسخ شنید
راست گفتى روى عزرائیل دید
گفت اگر از درد من آگاهیى
این چنین چیزى ز من کى خواهیى
صد هزاران قرن شد تا روز و شب
جان یک یک مىستانم در تعب
من به هر جانى که بستانم ز تن
مىبریزم خون جان خویشتن
دم به دم از بس که جان برداشتم
دل به کلّى از جهان برداشتم
با که کردند این که با من کردهاند
صد جهان خونم به گردن کردهاند
گر بگویم خوف خود از صد یکى
ذرّه ذرّه گردى اینجا بىشکى
چون نمىآیم ز خوف خود به سر
کى توان کردن طلب چیزى دگر
تو برو کز خوف کار آگه نهاى
در عزا بنشین که مرد ره نهاى
سالک آمد پیش مرد کاردان
راز شرح حال با بسیار دان
پیر گفتش هست عزرائیل پاک
راه قهر و معدن مرگ و هلاک
مرگ، نه احمق نه بخرد را گذاشت
نه یکى نیک و یکى بد را گذاشت
هر که مرد و گشت زیر خاک پست
هر کسش گوید بیاسود و برست
مرگ از زین تهمتن مىنهند
مردنت آسایش تن مىنهند
الحق آن دنیا چه خوش برگ اوفتاد
کاوّلین آسایش مرگ اوفتاد
خیز تا گامى به گردون برنهیم
پس سر این دیگ پر خون برنهیم
في كتاب قوت القلوب: «عذاب القبر حقّ و عدل و حكمه على الجسم و الروح و النفس، يشتركون في ذلك حسب اشتراكهم في المعصية، و إن كان نعيما كان ذلك على الجسم و الروح و النفس، يشتركون في النعيم كما اشتركوا في الطاعة، و هذا من احكام الآخرة، يكون بمجارى القدرة، ليس على ترتيب المعقول، و لا عرف العقول، يوصل اللّه العذاب و النعيم إلى الأرواح و الاجسام و هى متفرّقة، فيتّصل ذلك بهما كأنّها متّفقان، و ليس في القدرة مسافة و لا ترتيب، و لا بعد و لا توقيت.» قال في الفتوحات المكّية في حقيقة الموت و ما لقاه الميّت في القبر الى يوم نفخة الصور: «اعلم أنّ الناس في حقيقة الموت ظنّوا ظنونا كاذبة فيها. فظنّ بعضهم أنّ الموت هو العدم، و أن لا حشر و لا نشر، و لا عاقبة للخير و الشرّ، و أنّ موت الإنسان كموت الحيوانات و جفاف النبات، و هذا رأى الملحدة و كلّ من لا يؤمن باللّه و اليوم الآخر. و ظنّ قوم أنّه ينعدم بالموت، و لا يتألّم بعقاب و لا يتنعّم بثواب ما دام في القبر، إلى أن يعاد في وقت الحشر. و قال آخرون: إنّ الروح باقية لا ينعدم بالموت، و إنّما المثاب و المعاقب هى الأرواح دون الأجساد، و إنّ الأجساد يبعث و لا يحشر أصلا.
و كلّ هذه الظنون فاسدة و عن الحقّ مائلة، بل الذى يشهد له طرق الاعتبار، و ينطق به الآيات و الاخبار: أنّ الموت معناه تغيّر حال فقط، و أنّ الروح باقية بعد مفارقة الجسد إمّا معذّبة و إمّا منعّمة، و معنى مفارقتها للجسد انقطاع تصرّفها عن الجسد بخروج الجسد عن طاعتها. فإنّ الاعضاء آلات للروح يستعملها، و حتّى إنّها ليبطش باليد و يسمع بالاذن و يبصر بالعين، و يعلم حقيقة الاشياء بالقلب، و القلب عبارة هاهنا عن الروح في الروح، يعلم الأشياء بنفسها من غير آلة، و لذلك قد يتألّم بنفسه بأنواع الحزن و الغمّ و الكلّ، و ينعّم بأنواع السرور و الفرح، و كلّ ذلك لا يتعلّق بالاعضاء. و كلّ ما هو وصف للروح بنفسها، فيبقى معها بعد مفارقة الجسد، و ما هو لها بواسطة الأعضاء، فيتعطّل بموت الجسد إلى أن يعاد الروح إلى الجسد، و لا يبعد أن يعاد إلى الجسد في القبر، و لا يبعد أن يؤخّر إلى يوم البعث، و اللّه أعلم بما حكم به على كلّ عبد من عباده و إنّما يعطّل الجسد بالموت، لأنّ الموت يضاهى تعطّل أعضاء الزمن بفساد مزاج يقع فيه، و لسدة يقع في الاعصاب يمنع نفوذ الروح فيها، فيكون الروح العاملة المدركة باقية مستعملة لبعض الاعضاء، و قد استقصى عليه بعضها. فالموت عبارة عن استقصاء شبعة الأعضاء كلّها، و كلّ الاعضاء آلات، و الروح هى المستعملة لها، و أعنى بالروح المعنى المدرك من الانسان للعلوم أو لآلام و الغموم و لذّات الافراح، و مهما بطل تصرّفها في الاعضاء لم يبطل منها العلوم و الإدراكات، و لا يبطل منها الافراح و الغموم، و لا يبطل فيها قبولها للآلام و اللذّات، و الانسان بالحقيقة هو المعنى المدرك للعلوم و الآلام و اللذّات، و ذلك لا يموت أى لا ينعدم.
و معنى الموت انقطاع تصرّفه عن البدن، و خروج البدن عن أن يكون آلة له كما أنّ معنى الزمانة خروج البدن عن أن يكون آلة مستعملة. فالموت زمانة مطلقة في الأعضاء كلّها، و حقيقة الانسان نفسه و روحه و هى باقية.
نعم يتغيّر حاله من وجهين: أحدهما: إنّها سلب عنه عينه و اذنه و لسانه و يده و رجله و جميع اعضائه، و سلب عنه أهله و ماله و ولده و أقاربه و ساير معارفه، و سلب عنه نخيله و دوابّه و غلمانه و دوره و عقاره و ساير أملاكه. و لا فرق بين أن يسلب هذه الأشياء من الانسان، و بين أن يسلب الانسان من هذه الاشياء. فإنّ المولم هو الفراق، و الفراق يحصل تارة بأن ينهب مال الرجل، و تارة بأن يسبى الرجل عن المال، و الألم واحد في الحالتين، و إنّما معنى الموت سلب الانسان عن أمواله بإزعاجه إلى عالم آخر لا يناسب هذا العالم، و إن كان له في الدنيا يأنس به و يستريح اليه و يقيّد بوجوده، فيعظم تحسّره عليه بعد الموت، و يصعب شفاؤه من مفارقته، بل يلتفت قلبه إلى واحد واحد من ماله و جاهه و عقاره، حتّى إلى قميص يلبسه مثلا و يفرح به.
و إن لم يفرح إلّا بذكر اللّه و لم يأنس إلّا به عظم نعيمه و تمّت سعادته، إذ خلّى بينه و بين محبوبه، و قطعت عنه العوائق و الشواغل، إذ جميع اسباب الدنيا شاغلة عن ذكر اللّه. فهذا أحد وجهى المخالفة بين حال الموت و حال الحياة.
و الثاني: ينكشف له بالموت ما لم يكن مكشوفا في الحياة، كما ينكشف للمتيقّظ ما لم يكن مكشوفا في النوم و «النّاس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا». فأوّل ما ينكشف له، ما يضرّه و ينفعه من حسناته و سيّئاته، و قد كان ذلك مسطورا في كتاب منطوى في سرّ قلبه، و كان يشغله عن الإطّلاع عليه شواغل الدنيا. فإذا انقطعت الشواغل، انكشف له جميع أعماله. فلا ينظر إلى سيّئة إلّا و يتحسّر عليها تحسّرا تؤثر أن يخوض غمرة النار للخلاص عن تلك الحسرة، و عند ذلك يقال له: كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً. و ينكشف كلّ ذلك عند انقطاع النفس و قبل الدفن، و يشتغل فيه نيران الفراق، أعنى فراق ما كان يطمأنّ إليه من هذه الدنيا الفانية، دون ما أراد منها لأجل الزاد و البلغة. فإن طلب من الزاد للبلغة، فإذا بلغ المقصد فرح بمفارقته لبقيّة الزاد إذ لم يكن يريد الزاد لعينه. و هذا حال من لا يأخذ الدنيا إلّا بقدر الضرورة، و كان يوّد أن ينقطع ضرورته ليستغنى عنه، فقد حصل ما كان يودّه و استغنى عنه. فهذه أنواع من العذاب و الآلام عظيمة تهجم قبل الدفن.
ثمّ عند الدفن قد يردّ روحه إلى الجسد لنوع آخر من العذاب، و قد يعفى عنه، و يكون حال المنعم بالدنيا المطمئنّ إليها كحال من تنعم عند غيبة ملك من الملوك في داره و ملكه و حرمه اعتمادا على أنّ الملك يتساهل في أمره، أو أنّ الملك ليس يدرى ما يتعاطاه من قبيح فعاله، فأخذه الملك بغتة، و عرض عليه جريدة قد دوّنت فيها جميع فواحشه و جناياته ذرّة ذرّة و خطوة خطوة، و الملك قاهر متسلّط و غيور على جرمه و منتقم من الجناية على ملكه و غير ملتفت إلى من يتشفّع إليه في العصاة عليه. فانظر إلى حال هذا المأخوذ، كيف يكون حاله قبل نزول عذاب الملك به، من الخوف و الخجلة و الحياء و التحسّر و الندم عليه. فهذا حال الميّت الفاجر المغترّ بالدنيا المطمئنّ إليها قبل نزول عذاب القبر به، بل عند موته، نعوذ باللّه منه فإنّ الخزى و الافتضاح و هتك الستر أعظم من كلّ عذاب يخلّ بالجسد من الضرب و القطع و غيرهما.
فهذه إشارة إلى حال الميّت عند الموت، شاهدها البصائر لمشاهدة باطنه أقوى من مشاهدة العين، و شهد له شواهد الآيات و السنّة. نعم لا يمكن كشف الغطاء عن كنه حقيقة الموت، إذ لا يعرف الموت من لا يعرف الحياة، و معرفة الحياة لمعرفة حقيقة الروح في نفسها و إدراك ماهية ذاتها، و لم يؤذن لرسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- أن يتكلّم فيه، و أن لا يزيد على أن يقول: وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ.«» فليس لأحد من علماء الدين أن ينكشف عن سرّ الروح أن اطّلع عليه، و إنّما المأذون ذكر حال الروح بعد الموت، و يدلّ على أنّ الموت ليس عبارة عن انعدام، و انعدام إدراكها، آيات و اخبار كثيرة».
چه به موت طبيعى، جز تصرّف اعضاى ظاهر و حواسّ باطل نمىشود. از قبيل كسى كه استرخاى سخت به اعضاى وى رسد، چنانكه هر عضوى را از عمل خود باز دارد، و او به باطن عالم باشد به احوال حاظران، و آن قوّت در خود نبيند كه با ايشان مكالمه كند.
قال صاحب العوارف: و نعتقد أنّ الميّت بعد الموت يسمع ما يقال عنده و يقال له، كما كان في حال حياته، و يتأثّر بالعنف و اللطفة من الغاسل و ممّن باشر جسمه، و كانت الحواسّ التي انعدمت انكمنت فيه. روى عن رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «إنّ الميّت ليعلم من يغسّله و من يكفّنه و من يدلّيه في حفرته»«»، و في رواية: «إنّ الميّت ليناشد غاسله».
و في رواية: «و إنّهم ليغسّلونه و يكفّنونه و إنّه لينظر»، و روى عن رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- قال: «لا تفضحوا إخوانكم بسيّئات أعمالكم، فإنّها تعرض على أوليائكم من أهل القبور.» و از اين جهت ابو الدرداء گفت: «اللّهم إنّى أعوذ بك من أن أعمل عملا، أخزى فيه عند عبد اللّه بن رواحه». و او پيش از وى وفات يافته بود، و در حديث است كه «إنّ الميّت ليبشر بصلاح ولده في قبر» و في رواية: «حسّنوا أعمالكم فإنّها تعرض على موتاكم».
معلوم شد كه اموات با خبر مى باشند از آنچه ايشان را آگاهى دهند، و از جمله دلالات بر شعور ميّت در قبر ضغطه و فشاردن قبر است. عن معاذ قال: قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «الضّغطة في القبر كفّارة المؤمن من كلّ ذنب بقى عليه و لم يغفر له» و عن انس: «إنّ رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- أمسك اللّحد و قال: يا أرض تخفّفى عن إبنتى الضّغطة، فإنّها كانت طويلة السّقم»، و از احمد«» منقول است كه هر كه غرق شد يا دد و دام وى را خوردند، او را ضغطه باشد در آن مستقرّ كه اوست. و عن الإمام جعفر الصادق- عليه السلام- فيما سئل عن المصلوب يعذّب عذاب القبر قال: «نعم، إنّ اللّه يأمر الهواء فيضغطه أشدّ من ضغطة القبر».
همچنان چه در قوله تعالى: مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا خبر داد از قدرت خويش كه در ميان آب ايشان را به آتش معذّب كرد. اخبار بسيار متظاهر است كه چون شخصى از احيا بميرد، اموات را علم به مردن او باشد.
و همچنين در زيارت كردن روى عن رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- :«ما من رجل يزور قبر أخيه و يجلس عنده إلّا استأنس به، و ردّ عليه حتّى يقوم»، و جاء في الحديث: «إنّ الميّت إذا وضع في قبره يأتيه رجل حسن الوجه حسن الثّياب طيب الرّيح، فيقول: أبشر بالّذى يسرّك، هذا يومك الّذى كنت توعد، فيقول: من أنت فوجّهك الوجه الّذى يجيء بالخير فيقول: أنا عملك الصّالح.
و الكافر يأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثّياب منتّن الرّيح، قال: أبشر بالّذى يسوءك، هذا يومك الّذى كنت توعد، قال: و من أنت فوجّهك الوجه الّذى يجيء بالشّرّ فيقول: أنا عملك السّيّىء.» و قال في الباب السادس و السبعين و مائة في معرفة احوال القوم عند الموت
(شعر):
للقوم عند حلول الموت أحوال
تنوّعت و هى أمثال و أشکال
و منهم من یرى الأسماء تطلبه
و منهم من یرى الأملاک و الحال
فی ذلک مختلف عند الوجود لما
تعطى الحقائق و التفصیل إجمال
و منهم من یرى الإرسال مقبله
إلیه یتحقّقه بالرسل«» أعمال
و منهم من یرى التنزیه یطلبه
و هو الذى عنده التشبیه إخلال
و کلّهم سعدوا و العین واحده
و عندهم فی جنان الخلد أشغال
هذا هو الحقّ لا تبقى به بدلا
فهو الصحیح الذى ما فیه إشکال
قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «يموت المرء على ما عاش عليه، و يحشر على ما عليه مات»، و قال تعالى: فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ يعنى عند الموت، أى يعاين ما هو أمره عليه، الذى ينفرد به أهل اللّه العابدون ربّهم إذا أتاهم اليقين، يقول لنبيّه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : وَ اعْبُدْرَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ يعنى الموت، لأنّه أمر متيقّن لا اختلاف في وقوعه في كلّ حيوان، و إنّما وقع الخلاف في ماهيته.
قال شاعرهم [شعر]:
تخالف الناس حتّى لا اتّفاق لهم
إلّا على شجب و الخلف في الشجب
يعنى ما هو، و الشجب الموت. فإذا حضرتهم الوفاة، فلا بدّ لهم من مشاهدة إثنى عشر صورة يشهدونها أو بعضها، لا بدّ من ذلك. و هنّ: صورة عمله و صورة علمه، و صورة اعتقاده، و صورة مقامه، و صورة حاله، و صورة رسوله، و صورة اسم من أسماء الأفعال، و صورة اسم من أسماء الصفات، و صورة اسم من أسماء النعوت، و صورة اسم من أسماء البشرية، و صورة اسم من أسماء الذات. و كان الأولى أن يكون هذه الصور كلّها بالسين لا بالصاد. فإنّها منازل معانى، إلّا أنّه لمّا تجسدت المعاني و ظهرت الاشكال و المقادير لذلك تصوّرت في صور، إذا كان الشهود بالبصر، و حكمت الحضرة بذلك الخيالية البرزخية، فالموت و النوم سواء فيما ينتقل إليه المعاني.
الأوّل: العمل، فمنهم من يتجلّى له عند الموت عمله، فيتجلّى له عمله في الزينة و الحسن على قدر ما أنشأه العامل عليه من الجمال. فإن أتمّ كما شرع له، و لم ينتقض منه شيئا يشينه انتقاصه، و كان في أتمّ نشأة حسّية، ظهرت من تمام أركان ذلك العمل، الظاهر و الباطن، من الحضور و شهود الربّ في قلبه و في قبلته إذا صلّى، و في كلّ عمل مشروع، فهو صلاة. لهذا قال- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- عن اللّه تعالى أنّه يقول يوم القيامة: «انظروا في صلاة عبدى، أتمّها أو نقصها. فإن كانت تامّة كتبت له تامّة، و إن كان انتقص منها شيئا قال: انظروا هل لعبدى من تطوّع، قال: أكملوا لعبدى فريضته من تطوّعه.»
ثم يؤخذ الأعمال على ذاكم.«» فإن كان العمل في غير ذات العامل كمانع الزكاة و كغاصب أمر ما حرّم عليه اعتصاه«»، كسى ذلك المال صورة عمل هذا العبد من حسن أو قبح. فإن كان قبيحا طوّق به، كما قال في مانع الزكاة: سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ،«» و قال فيه- عليه السلام- :«» «تمثّل«» له ما له شجاعا اقرع»«»- الحديث- . و فيه يقول: «أنا كنزك»، فيتطوّق به، و الكنز من عمل العبد في المال.
و هكذا لعباد اللّه الصالحين فيما يجودون به من الخير بما يرجع إلى نفوسهم، و إلى التصرّف في غير ذواتهم، فبدا«» علامات ذلك كلّه، و هذا داخل«» قوله: سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ.«» و هذا الموطن من بعض مواطن ما يرى فيه عمله.
فيشاهد العبد الصالح عند الاحضار عمله الصالح الذى هوادى لروحه، مثل البراق لمن أسرى به عليه. فيتوقّع تلك الروح الطيّبة إلى درجتها حيث كانت من علّيين. فإنّ عباد اللّه على طبقات في أعمالهم: في الحسن و الأحسن و الجميل و الأجمل
الثاني: العلم، و منهم من تجلّى له عند الموت علمه بالجناب الإلهى، و هم رجلان: رجل أخذ علمه باللّه عن نظر و استدلال، و رجل أخذ علمه عن كشف. و صورة الكشف أتمّ و أجمل في التجلّى، لأنّ الكشف و اقتناء في هذا العلم منحه تقوى و عمل صالح، و هو قوله: وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ يُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ. فيظهر له علمه عند الموت صورة حسنة أو ثوبا يلتبس به، فيفرح به، و إن صحبته دعوى في اقتناء ذلك العلم نفسه،«» فهو في الصورة الجميلة، دون لم يصحبه دعوى في اقتناء ذلك العلم، بل راه منحة إلهية و فضلا. و منه لا يرى لنفسه تعمّلا، بل يكون ممّن فنى عن علمه في عمله، فكان معمولا به كالآلة للصانع يعمل بها، و ينسب العمل إليه لا إليها، فدفع الثناء إلى الصانع العالم بها، لا عليها. فكذا يكونون«» بعض عباد اللّه في اقتناء علومهم الإلهية، فيكون«» صورة العلم في غاية من الحسن و الجمال.
الثالث: الإعتقاد، و منهم المعتقد الذى لا علم عنده إلّا أنّ عقده موافق للعلم بالأمر على ما هو عليه. فكان يعتقد في اللّه ما يعتقده العالم، لكن عن تقليد لعلمه من العلماء باللّه، و لكن لا بدّ أن يتخيّل ما يعتقده. فإنّه ليس في قوّته أن يجّرده عن الخيال، و هو عند الامتضار و الاحتضار حال استشراف على حضرة الخيال الصحيح الذى لا يدخله ريب ما هو الخيال الذى هو قوّة في الانسان في مقدّم الدماغ، بل هو خيال من خارج كجبرئيل في صورة دحية. و هو حضرة مستقلّة وجودية صحيحة ذات صور جسدية، تلبسها المعاني و الأرواح، فيكون درجته بحسب ما اعتقده من ذلك.
الرابع : المقام، فإن كان هذا العبد صاحب مقام، قد لحق بدرجة الأرواح النورية. فإنّها التي ذكر اللّه عنها، انّها قالت: وَ ما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ. فيظهر له مقام في صورة، فنزل فيها منزلة الوالى في ولايته، فيكون بحسب مقامه، و هذه كلّها بشارات الحياة الدنيا الذين قال اللّه تعالى فيهم: الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا .
الخامس: الحال، فإن كان صاحب حال في وقت احتضاره يرد عليه من اللّه حال يفيض فيه، فهو له كالخلعة لا كالولاية، فيلتبس بها، و يتجمّل بحسب ما يكون ذلك الحال دلّ على منزلته.
و الحال قد يكون ابتداء، و قد يكون عن عمل متقدّم، و بينها فرقان، و إن كان الحال موهوبا على كلّ وجه. و لكنّ الناس على قسمين: منهم من يتقدّم له خدمة، فيقال: إنّه مستحقّ لما خلع عليه، و منهم من لم يتقدّم له ذلك، فيكون المنّة و العناية به أظهر، لأنّه لا يعرف له تسبّب، مع أنّ الاحوال كلّها مواهب و المقامات استحقاق.
السادس : الرسل، و منهم من يتجلّى له عند الاحتضار رسوله الذى ورثه، إذا كان العلماء ورثة الانبياء. فيرى عيسى عند احتضاره أو موسى أو ابراهيم أو محمّد أو أىّ نبىّ كان- على جميعهم الصلاة و السلام- . فمنهم من ينطق باسم ذلك النبىّ الذى ورثه عند ما يأتيه فرحا به، لأنّ الرسل كلّهم سعداء. فيقول عند الاحتضار: عيسى أو يسمّيه المسيح كما سمّاه اللّه تعالى، و هو الأغلب. فيسمع الحاضرون بهذا الولىّ يتلفّظ بمثل هذه الكلمة. فيسيئون الظنّ به، و ينسبونه إلى أنّه تنصّر عند الموت، و أنّه سلب عنه الاسلام. أو يسمّى موسى أو بعض أنبياء بنى اسرائيل، فيقولون: إنّه تهوّد، و هو من أكبر السعداء عند اللّه. فإنّ هذا المشهد لا يعرفه العامّة، بل يعرفه أهل اللّه من أرباب الكشوف، و إن كان ذلك الأمر الذى هو فيه اكتسبه من دين محمّد- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- و لكن ما ورث منه هذا الشخص إلّا أمرا مشتركا كان لنبىّ قبله، و هو قوله: أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ. فلمّا كانت الصورة مشتركة، جلّى الحقّ له صاحب تلك الصورة في النبىّ الذى كانت له تلك الصفة التي يشاركه فيها محمّد- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- و مثل قوله: إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ و ذلك ليتميّز هذا الشخص بظهور من ورثه من الأنبياء عمّن ورث غيره. فلو تجلّى في صورة محمّدية، التبس عليه الشخص الذى ورث محمّدا- صلّى اللّه عليه و آله- فيما اختصّ به، دون غيره من الرسل.
السابع : الملك، و منهم من يتجلّى له عنده«» الاحتضار صور الملك الذى شاركه في المقام. فإنّهم الصافّون، و منهم المسبّحون، و منهم التالّون إلى ما هم عليه من المقامات. فيرسل اللّه إليه الملك صاحب ذلك المقام، مونسا و جليسا، يستمير له عليه تلك المناسبة. فربّما يسمّيه عند الموت، و يرى من المختصّ بها«»، تهمّما به و بشاشة و فرحا و سرورا.
و ما وصفنا في هذا الاحتضار أحوال الأولياء الخارجين عن حكم التلبيس. ما ذكرنا أحوال العامّة من«» المؤمنين، فإنّ ذلك مذاق آخر. و للأولياء هذا الذى نذكره خاصّة. فلذلك ما نتعّرض لما يطرأ من المحتضر من العامّة، ممّا يكره رتبة«» و يتمعّر وجهه، ليس ذلك مطلوبنا، و لا يرفع بذلك رأسا أهل اللّه، إن تعرّض لهم، فإنّهم عارفون بما يرونه.
الثامن: أسماء الأفعال، و منهم من يتجلّى له عند الموت هجيرة«» من الأسماء الإلهية. فإن كان من أسماء الأفعال كالخالق بمعنى الموجد و البارىء و المصوّر والرزّاق و المحيى، كلّ اسم يطلب فعلا، فهو بحسب ما كان عليه في حياته من تعظّم ذلك الاسم و احترامه و الفعل به. فإن كان بذل جهده فيما ينبغي له و في استطاعته في معاملته معه، ظهر له بما يناسب ذلك العمل في أحسن صورة، فيقول له: «من أنت يرحمك اللّه» فيقول له: «هجيرك». و سيأتى ذكر الهجيرات من هذا الكتاب في باب أحوال الأقطاب من آخره، إن شاء اللّه.
التاسع : أسماء الصفات، فإن كان هجيرة كلّ اسم يستدعى صفة كمال كالحىّ و العالم و القادر و السميع و البصير و المريد، فإنّ هذه الأسماء كلّها أسماء المراقبة«» و الحياء. فهم أيضا بحسب ما كانوا في حال حياتهم عند هذه الأذكار من طهارة النفوس، عن أغراض التي يتخلّل هذه النشأة الإنسانية، التي لا يمكن الإنفاك عنها، و ليس لها دواء إلّا الحضور الدائم في مشاهدة الوجه الإلهى الذى له في كلّ كون عرضى و غير عرضى.
العاشر: أسماء النعوت، فإن كان هجيرة أسماء النعوت، و هى أسماء النسب كالأوّل و الآخر و ما جرى«» هذا المجرى، فهو فيها بحسب ما يقوم به من علم الإضافات، في ذكر ربّه بمثل هذه الأسماء، فيعرفه عينا وجوديا كمبتنى الصفات أولا عين لها.
الحادى عشر: أسماء التنزيه، و منهم من يتجلّى له عند الاحتضار أسماء التنزيه كالغنىّ. فإن كان مثل هذا الاسم هجيرة في مدّة عمره، فهو فيه بحسب شهوده. هل يذكر بكونه غنيّا عن كذا إذ يذكره«» «غنيّا حميدا» من غير أن يخطر له عن كذا و كذا، فيها مماثله«» من أسماء التنزيه سواء.
الثاني عشر: أسماء الذات، و منهم من كان هجيرة الاسم اللّه، و هو و الهوا رفع الأذكار عندهم كأبى حامد،«» و منهم من يرى أنت أتمّ، و هو الذى ارتضاه الكتانى مثل قوله: «يا حىّ يا قيّوم، يا لا إله إلّا أنت»، و منهم من يرى أنا أتمّ، و هو رأى أبى يزيد. فإذا احتضر من هذا ذكره، فهو بحسب اعتقاده في ذلك، من نسبة تلك الكناية، من توهّم تحديد و تجريد عن تحديد، و منهم من يرى أنّ التجريد و التنزيه تحديد.
و من المحال أن يعقل أمر من غير تحديد أصلا. فإنّه لا يخلو إمّا أن يعقل داخلا أو خارجا أو لا داخلا و لا خارجا، و هو عين الأمر لا غيره، و كلّ هذا تحديد. فإنّ كلّ مرتبة قد تميّزت عن غيرها بذاتها، و لا معنى للحدّ إلّا هذا. و هذا القدر كاف.» و في الرسالة القشيرية«» في باب أحوالهم عند الخروج من الدنيا: «قال اللّه- عزّ و جلّ- : الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يعنى: طيّبة نفوسهم، ببذل مهجهم لا يثقل عليهم رجوعهم إلى مولاهم. أخبرنا عبد اللّه بن يوسف الأصفهاني قال: أخبرنا أبو الحسن علىّ بن محمّد قال: قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «إنّ العبد ليعالج كرب الموت و سكرات الموت، و إنّ مفاصله ليسلّم بعضها على بعض، تقول: عليك السّلام تفارقنى و افارقك إلى يوم القيامة».«» أخبرنا الشيخ أبو عبد الرحمن السلّمى- رحمه اللّه- إنّ النبىّ- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- دخل على شابّ و هو في الموت، فقال: كيف تجدك فقال: أرجو اللّه و أخاف ذنوبى، فقال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «لا يجتمعان في قلب عبد في هذا الموضع إلّا أعطاه اللّه ما يرجو، و أمّنه ممّا يخاف».
قال الاستاد الإمام: اعلم أنّ أحوالهم في حال النزع مختلفة، فبعضهم الغالب عليه الهيبة، و بعضهم الغالب عليه الرجاء، و منهم من كشف له في تلك الحالة بما أوجب له السكون، و جميل الثقة. حكى أبو محمّد الجريرى قال: كنت عند الجنيد في حال نزعه، و كان يوم الجمعة و يوم نيروز، و هو يقرأ القرآن فختم. فقلت: في هذه الحالة يا أبا القاسم فقال: و من أولى منّى بذلك و هو تطوى صحيفتى.
سمعت أبا حاتم السجستانى يقول: سمعت أبا نصر السرّاج يقول: بلغنى عن أبى محمّد الهروى قال: فكنت عند الشبلى الليلة التي مات فيها، و كان يقول طول ليلته هذين البيتين:
کلّ بیت أنت ساکنه
غیر محتاج إلى السّرج
و حبّک«» المأمول حجّتنا
یوم یأتی الناس بالحجج
و حكى عن عبد اللّه بن المبارك«» أنّه قال: إنّ حمدون القصار أوصى إلى أصحابه أن لا يتركوه في حال الموت بين النسوان. و قيل لبشر الحافى، و قد احتضر: كأنّك بأبى نصر تحبّ الحياة فقال: القدوم على اللّه شديد. و قيل: كان سفيان الثورى إذا قال له بعض أصحابنا إذا سافر: أ تأمر بشغل يقول: إن وجدت الموت فاشتره«» فلمّا قرب وفاته كان يقول: كنّا نتمنّاه، فإذا هو شديد و قيل: لمّا حضرت حسن بن على- عليهما السلام- الوفاة يبكى،«» فقيل له: ما يبكيك فقال: «أقدم على سيّد لم أره». و لمّا حضرت بلالا الوفاة قالت امرأته: وا حزناه فقال: «بل وا طرباه غدا نلقى الأحبّة محمّدا و حزبه.» و قيل: فتح عبد اللّه بن المبارك عينيه عند الوفاة و ضحك، و قال: لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ«» و قيل: كان مكحول الشامىّ الغالب عليه الحزن، فدخلوا عليه في مرض موته و هو يضحك، فقيل له في ذلك، فقال: «و لم لا أضحك و قد دنا فراق من كنت أحذره، و سرعة القدوم على من كنت أرجوه و أؤمّله.» و قال رويم: حضرت وفاة أبى سعيد، و هو يقول في آخر نفسه
[شعر]:
حنین قلوب العارفین إلى الذکر
و تذکارهم وقت المناجاه للسرّ
ادیرت کؤوس للمنایا علیهم
فأغفوا عن الدنیا کإغفاء ذى السکر
همومهم جوّاله بمعسکر
به أهل ودّ اللّه کالأنجم الزّهر
فأجسامهم فی الارض تبلى«» بحبّه
و أرواحهم فی الحجب نحو العلى تسرى
فما عرّسوا«» إلّا بقرب حبیبهم
و ما عرّجوا عن مسّ بؤس و لا ضرّ
أوجب له السکون، و جمیل الثقه. حکى أبو محمّد الجریرى قال: کنت عند الجنید فی حال نزعه، و کان یوم الجمعه و یوم نیروز، و هو یقرأ القرآن فختم. فقلت: فی هذه الحاله یا أبا القاسم فقال: و من أولى منّى بذلک و هو تطوى صحیفتى.
سمعت أبا حاتم السجستانى یقول: سمعت أبا نصر السرّاج یقول: بلغنى عن أبى محمّد الهروى قال: فکنت«» عند الشبلى اللیله التی مات فیها، و کان یقول طول لیلته هذین البیتین:
کلّ بیت أنت ساکنه
غیر محتاج إلى السّرج
و حبّک المأمول حجّتنا
یوم یأتی الناس بالحجج
و حکى عن عبد اللّه بن المبارک«» أنّه قال: إنّ حمدون القصار أوصى إلى أصحابه أن لا یترکوه فی حال الموت بین النسوان. و قیل لبشر الحافى، و قد احتضر: کأنّک بأبى نصر تحبّ الحیاه فقال: القدوم على اللّه شدید. و قیل: کان سفیان الثورى إذا قال له بعض أصحابنا إذا سافر: أ تأمر بشغل یقول: إن وجدت الموت فاشتره«» فلمّا قرب وفاته کان یقول: کنّا نتمنّاه، فإذا هو شدید و قیل: لمّا حضرت حسن بن على- علیهما السلام- الوفاه یبکى،«» فقیل له: ما یبکیک فقال: «أقدم على سیّد لم أره». و لمّا حضرت بلالا الوفاه قالت امرأته: وا حزناه فقال: «بل وا طرباه غدا نلقى الأحبّه محمّدا و حزبه.» و قیل: فتح عبد اللّه بن المبارک عینیه عند الوفاه و ضحک، و قال: لِمِثْلِ هذا فَلْیَعْمَلِ الْعامِلُونَ«» و قیل: کان مکحول الشامىّ الغالب علیه الحزن، فدخلوا علیه فی مرض موته و هو یضحک، فقیل له فی ذلک، فقال: «و لم لا أضحک و قد دنا فراق من کنت أحذره، و سرعه القدوم على من کنت أرجوه و أؤمّله.» و قال رویم: حضرت وفاه أبى سعید، و هو یقول فی آخر نفسه
[شعر]:
حنین قلوب العارفین إلى الذکر
و تذکارهم وقت المناجاه للسرّ
ادیرت کؤوس للمنایا علیهم
فأغفوا عن الدنیا کإغفاء ذى السکر
همومهم جوّاله بمعسکر
به أهل ودّ اللّه کالأنجم الزّهر
فأجسامهم فی الارض تبلى«» بحبّه
و أرواحهم فی الحجب نحو العلى تسرى
فما عرّسوا إلّا بقرب حبیبهم
و ما عرّجوا عن مسّ بؤس و لا ضرّ
شعر:
دشمن خویشیم و یار آنکه ما را مى کشد
غرق دریاییم و ما را موج دریا مى کشد
زان چنین خندان و خوش ما جان شیرین مى دهیم
کان ملک ما را به شهد و قند و حلوا مى کشد
خویش فربه مىنماییم از پى قربان عید
کان قصاب عاشقان، بس خوب و زیبا مى کشد
همچو اسماعیل، گردن پیش خنجر خوش بنه
در مدزد از وى گلو، گر مى کشد یا مى کشد
نیست عزرائیل را دست و رهى بر عاشقان
عاشقان عشق را هم عشق و سودا مى کشد
از زمین کالبد برزن سرى و آنگه ببین
کو تو را بر آسمان برمىکشد یا مى کشد
صد تقاضا مىکند هر روز مردم را اجل
عاشق حق، خویشتن را بى تقاضا مى کشد
بس کنم یا خود بگویم سرّ مرگ عاشقان
گر چه منکر، خویش را از خشم و صفرا مى کشد
شمس تبریزى برآمد بر افق چون آفتاب
شمعهاى اختران را بىمحابا مىکشد
شمس تبریزى برآمد بر افق چون آفتاب
شمعهاى اختران را بى محابا مى کشد
يكى از بزرگان گويد كه روزى جوانى سوار در آمد به نزديك من و گفت: اى شيخ مرده دانى شست گفتم: بلى. گفت: ساعتى قدم رنجه فرماى كه در اين نزديكى جوانى غريب فنا شده است، او را غسلى فرماى، خداى تعالى تو را اجر دهاد. همراه شدم تا به محلّى رسيدم كه درختى ايستاده بود، پياده گشت و اسب را در آن درخت در بست، و در درون خانه شد و گفت: ساعتى توقّف كن. ساعتى توقّف كردم هيچ كس بيرون نيامد. پس برخواستم و در اندرون خانه شدم، تركش«» جوان ديدم در برابر نهاده، و آن جوانمرد را ديدم كه دستها بر سينه نهاده و تسليم شده، و آب و كفن و آنچه در بايست من بود همه را در آن محلّ موجود كرده بود به دست خود پس مرا يقين شد كه آن جوان، مردى بزرگ است، و از اوليا است.
سبك فرا رفتم و بوسهاى بر پيشانى او نهادم، و كف پاى او را در چشم ماليدم. پس روان دست در كار غسل او كردم. و در حالت شستن، خود دست به دست مىگشت، چنان كه مرا هيچ مدد حاجت نبود، تا كار غسل او بپرداختم، و او را در كفن گرفتم. چون سر او را در نقاب كفن خواستم پيچيد، چشمهاى خود را درست بگشاد و در روى من خوش بخنديد. گفتم: سبحان اللّه اگر مردهاى چشم بر هم نه، و اگر زنده اى برخيز. گفت: اى شيخ ندانى كه دوستان خداى تعالى نميرند، ليكن از سرايى به سراى ديگر نقل كنند. اين بگفت و باز چشم برهم نهاد، و ديگرش باز نديدم، و از پيش چشم من غايب شد ديگر وقتى خواجه به بازار شد تا غلامى بخرد. به در دكّان نخّاس«» آمد. غلامى نشسته بود، و سر در پيش افكنده، و خاموش دم در كشيده. وى را خواند و گفت: اى غلام خواهى كه تو را بخرم گفت: بنده ام من، مرا با اين و آن چه كار است.
گفت:نامت چيست گفت: آنچه بخوانى. گفت: چه پوشى گفت: آنچه پوشانى. گفت: با خود انديشه كردم كه اين غلام سخت زيرك و نيكو خصال است، وى را بخرم. پس آن غلام را بخريد و بها داد. پس غلام گفت: اى خواجه چون مرا خريدى، شرطى با من بكن. گفت: آن شرط چيست گفت: به روز هر چه فرمايى، چنان كنم، و امّا شب دستورى ده كه هم در خانه تو گوشه گيرم. گفت: چنين كنم. پس چون نماز خفتن در آمدى، آن غلام ناپديد گشتى تا روز او را كس نديدى.
تا يك شب از قضا خواجه گفت: امشب حال اين غلام باز دانم كه هر شب او كجا مى رود. چون شب در آمد و غلام ناپيدا شد، خواجه برخواست و گرد خانه ها مى گشت، و غلام را مى جست.
وى را گوشه در خانگكى بود. پس حقير ديد كه آن گوشه را اختيار كرده است، بى آنكه فرشى افكنده بود در آن گوشه به سر مى برد، و به ذكر و طاعت حقّ- جلّ و علا- مشغول شده. چون خواجه احتياط كرد، روشنايى از آن خانه مى تافت، و آوازى حزين مى آمد كه مناجاتى مى كرد، و مى گفت كه «اى خداى مهربان و اى پادشاه غيب دان، همه راز ما تو دانى، و همه نهان ما پيش تو عيان است. شب است، خلق آرميده، و هر كس به مراد خود رسيده. دنيا جويان دنيا گرفته اند، و عقبى جويان عقبى گرفته اند. اين مسكين بيچاره را به مراد برسان» شب، همه شب اين مناجات مى كرد، و زارى كنان مى گريست. و از بالاى وى در آن خانه قنديلى آويخته بود از نور سبز و درخشان، چنان كه همه خانه از شعاع روشنايى او فروغ مى زد. خواجه چون چنان ديد طاقتش برسيد، در دويده و در پاى غلام افتاد كه اى غلام اين چه راز است كه مى گويى غلام روى در خاك مى ماليد و مى گريست. سر برآورد و گفت: بار خدايا چند وقت در ستر مرا در بارگاه تو بحثى و رازى بود، و بدان روزگارى مى گذارنيدم و خرسند بودم. اكنون كه پرده من دريده شد، و عيش من تلخ گشت، بعد از اين مرا زندگانى نبايد. چون اين بگفت روى به خواجه كرد و گفت: مرا به حلّ كن كه وقت رسيد. اين گفت و پايها دراز كرد، و در دم روح تسليم كرد، و به حقّ واصل شد. خواجه پريشان و پشيمان و متحيّر بر جاى خود بماند «و قيل«» للجنيد: إنّ أبا سعيد الخرّاز كان كثير التواجد عند الموت. فقال: لم يكن بعجب أن يطير روحه اشتياقا. و قال بعضهم- و قد قرب وفاته- : يا غلام اشدد كفّى«» و عفّر خدّى، ثمّ قال: دنا الرحيل و لا براءة لى من ذنب، و لا عذر أعتذر به، و لا قوّة انتصر، أنت لى، أنت لى. ثمّ صاح صيحة و مات، فسمعوا صوتا: «استكان العبد لمولاه، فقبله.» و قيل لذى النّون المصرى عند موته: ما تشتهى قال: أن أعرفه قبل موتى بلحظة. و قيل لبعضهم و هو في النزع: قل اللّه. قال: إلى متى تقولون، و أنا محترق باللّه و قال بعضهم: كنت عند ممشاد الدينورى، فقدم فقير و قال: سلام عليكم، فردّوا عليه، و قال: هل هاهنا موضع نظيف يمكن إنسان أن يموت فيه قال: فأشاروا إليه بمكان، و كان ثمّ عين ماء، فجدّد الوضوء و ركع ما شاء اللّه، و مضى إلى المكان الذى أشاروا و مدّ رجليه و مات.
سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلّمى يقول: كان أبو العباس الدينورى يتكلّم في مجلسه يوما، فصاحت امرأة تواجدا، فقال لها: موتى، فقامت المرأة فلمّا بلغت باب الدار التفتت إليه، و قالت: قد متّ و وقعت ميتة. و قال بعضهم: كنت عند ممشاد الدينورى عند وفاته، فقيل له: كيف تجد العلّة فقال: سلوا العلّة عنّى. فقيل له: قل: لا إله إلّا اللّه. فحوّل وجهه إلى الجدار و قال: «أفنيت كلّى بكلّك، هذا جزء من يحبّك». و قيل لأبى محمّد الدبيلى- و قد حضرة الوفاة- : قل: لا إله إلّا اللّه.
فقال: هذا شيء قد عرفناه، و به نفنى.
و قيل للشبلى عند وفاته: قل: لا إله إلّا اللّه. فقال:
قال سلطان حبّه
أنا لا أقبل الرشا
فسلوه بحقّه
لم بقتلى تحرّشا
سمعت محمّد بن احمد بن محمّد الصوفى يقول: سمعت عبد اللّه بن على التميمى يقول: سمعت أحمد بن عطا يقول: سمعت بعض الفقراء يقول: لمّا مات«» يحيى الاصطخرى جلسنا حوله، فقال له رجل منّا: قل: أشهد أن لا إله إلّا اللّه. ثمّ أخذ يد واحد منّا فقال: قل: أشهد أن لا إله إلّا اللّه، ثمّ أخذ بيد الآخر حتّى عرض الشهادة على جميع الحاضرين ثمّ مات.
و حكى«» عن فاطمة اخت أبى على الرودبارى، قالت: لمّا قرب أجل أبى علىّ، و كان رأسه في حجرى، فتح عينيه، و قال: هذه أبواب السماء قد فتحت، و هذه الجنان قد زيّنت، و هذا قائل يقول لى: يا أبا علىّ قد بلغناك الرتبة القصوى و إن لم تردها.
ثمّ أنشأ يقول:
و حقّک لا نظرت إلى سواکا
بعین مودّه حتّى أراکا
أراک معذّبى بفتور لحظ
و بالخدّ المورّد من جناکا
ثمّ قال: يا فاطمة الأوّل ظاهر و الثاني إشكال.«» سمعت بعض الفقراء يقول: لمّا قربت وفاة أحمد بن نصر- رحمه اللّه- قال له واحد: قل أشهد أن لا إله إلّا اللّه. فنظر إليه و قال: لا تترك الحرمة (قال بالفارسية: «بىحرمتى مكن»). و قال بعضهم: رأيت فقيرا يجود بنفسه غريبا و الذباب على وجهه، فجلست أذبّ عن وجهه، يفتح«» عينيه، فقال: من هذا أنا منذ كذا سنة في طلب وقت يصفو لى، فلم يتّفق إلى الآن حيث«» أنت توقع نفسك فيه، مر عافاك اللّه.
و قال أبو عمران الإصطخري: رأيت أبا تراب في البادية قائما ميّتا لا يمسكه شيء.
سمعت أبا حاتم السجستانى يقول: سمعت أبا نصر السرّاج يقول: كان سبب وفاة أبى الحسين النورى أنّه سمع هذا البيت:
لا زلت أنزل من ودادك منزلا
يتحيّر الانسان«» عند نزوله
فتواجد النورى، و هام في الصحرا، فوقع في أجمة قصب قد قطعت و بقى اصولها مثل السيوف، فكان يمشى عليها و يفيد البيت«» إلى الغدوة و الدم يسيل من رجليه، ثمّ وقع مثل السكران، فورمت«» قدماه و مات. و حكى أنّه قيل له عند النزع: قل لا إله إلّا اللّه، فقال: أ ليس إليه أعود و قيل: مرض إبراهيم الخوّاص في المسجد الجامع بالرّى و كانت به علّة الإسهال، فكان إذا قام مجلسا يدخل الماء و يتوضّأ، فدخل الماء مرّة، فخرجت روحه.
سمعت منصور المغربى يقول: دخل عليه يوسف بن الحسين عائدا له بعد ما أتى عليه أيّام لم يعده و لم يتعهّده، فلمّا رآه قال للخوّاص: أ تشتهى شيئا فقال: نعم، قطعة كبد مشوىّ. قال الاستاد الإمام: لعلّ الإشارة فيه [إلى] أنّه أراد: أشتهى قلبا يرقّ لفقير، و كبدا يشوى«» و يحترق لغريب، لأنّه كالمستجفى ليوسف بن الحسين، حيث لم يتعهّده.
و قيل: كان سبب موت ابن عطا أنّه أدخل على الوزير، فكلّمه الوزير بكلام غليظ، فقال ابن عطا: «اهدأ يا رجل» فأمر بضرب خفّه«» على رأسه، فمات فيه.
سمعت محمّد بن أحمد الصوفى يقول: سمعت عبد اللّه بن على التميمى يقول: كنّا عند أبى الدقّاق«» بالغداة، فقال: إلهى، كم تبقينى هاهنا فما بلغ الاولى حتّى مات. و حكى عن أبى على الرودبارى أنّه قال: رأيت في البادية حدثا، فلمّا رءانى قال: أما يكفيه أن شعفى«» بحبّه حتّى علّنى، ثمّ رأيته يجود بروحه، فقلت له: قل لا إله إلّا اللّه، فأنشأ يقول
[شعر]:
أيا من ليس لى عنه
و إن عذّبنى بدّ
و يا من نال من قلبى
منالا ما له حدّ
و قيل للجنيد: قل لا إله إلّا اللّه، فقال: ما نسيته فأذكره سمعت محمّد بن احمد الصوفى يقول: سمعت عبد اللّه بن على التميمى يقول: سأل«» جعفر بن نصير عن بكران الدينورى، و كان يخدم الشبلى، ما الذى رأيت منه فقال: قال لى: علىّ درهم مظلمة، تصدّقت عن صاحه بالوف، فما على قلبى شغل أعظم منه، ثمّ قال: وصّانى«» للصلاة، ففعلت. فنسيت تخليل لحيته، و قد امسك على لسانه، فقبض على يدي و أدخلها في لحيته، ثمّ مات، فبكى جعفر و قال: ما تقولون في رجل لم يفته في آخر عمره أدب من آداب الشريعة.
سمعت عبد اللّه بن يوسف الأصفهاني يقول: سمعت أبا الحسن الطرسوسى يقول: سمعت الدينورى يقول: سمعت المزين الكبير يقول: كنت بمكّة فوقع لى انزعاج. فخرجت اريد المدينة، فلمّا وصلت إلى بئر ميمونة إذا أنا بشاب مطروح، فعدلت و هو ينزع، فقلت له: قل: لا إله إلّا اللّه، ففتح عينيه، و أنشا يقول
[شعر]:
أنا إن متّ فالهوى حشو قلبى
و بداء الهوى تموت الكرام
ثمّ مات. قال: فغسلته، و كفنته، و صلّيت عليه، فلمّا فرغت من دفنه سكن ما بى من إرادة السفر، فرجعت إلى مكّة. و قيل لبعضهم: تحبّ«» الموت فقال: القدوم على من يرجى خيره خير من البقاء مع من لا يؤمن شرّه. و يحكى«» عن الجنيد أنّه قال: كنت عند استادى ابن الكرنبى- و هو يجود بنفسه- فنظرت إلى السماء فقال: بعد، ثمّ نظرت إلى الأرض فقال: بعد، يعنى أنّه أقرب إليك من أن تنظر إلى السماء و الأرض، بل هو وراء المكان.
سمعت أبا حاتم السجستانى يقول: سمعت أبا نصر السرّاج«» يقول: سمعت بعض اصحابنا يقول: قال ابو يزيد عند الموت: ما ذكرتك إلّا عن غفلة، و لا قبضتنى إلّا على فترة. و سمعت أبا حاتم يقول: سمعت أبا نصر السرّاج يقول: سمعت أبا على الرودبارى يقول: دخلت مصر فرأيت الناس مجتمعين، فقالوا: كنّا في جنازة فتى سمع قائلا يقول:
كبرت همّة عين
طمعت في أن تراكا
فشهق شهقة و مات. و قيل: دخل جماعة على ممشاد الدينورى في مرضه، فقالوا: ما فعل اللّه بك و ما صنع فقال: منذ ثلاثين سنة يعرض علىّ بما فيها فما أعرتها طرفى. فقالوا له عند النزع: كيف تجد قلبك فقال: منذ ثلاثين سنة فقدت قلبى.
سمعت محمّد بن أحمد الصوفى يقول: سمعت عبد اللّه بن على التميمى يقول: قال الوجيهى: كان سبب موت أبى بنان- رحمه اللّه- أنّه ورد على قلبه شيء، فهام على وجهه، فلحقوه في وسط متاهة بنى اسرائيل في الرمل، ففتح عينه فقال: ارتع«» فهذا مرتع الأحباب، فخرجت روحه.
و قال أبو يعقوب النهرجورى: كنت بمكّة، فجاءنى فقير معه دينار، و قال: إذا كان غدا أموت، فأصلح بنصف هذا قبرا، و النصف لجهازى. فقلت في نفسى: دخل البستان،«» فإنّه أصابته فاقة الحجاز. فلمّا كان بالغد جاء، و دخل الطواف ثمّ مضى و امتدّ على الأرض، فقلت: هو ذا يتماوت«» فذهبت إليه، فحرّكته فإذا هو ميّت. فدفنته كما أمره.
و حكى أبو على الرودبارى قال: قدم علينا فقير فمات، فدفنته و كشفت عن وجهه لأضعه في التراب ليرحم اللّه غربته، ففتح عينيه و قال: يا أبا على، أ تدلّلنى بين يدي من دللنى فقلت: يا سيّدى، أ حياة بعد موت فقال: بلى، أنا حىّ، و كلّ محبّ للّه حىّ، لأنصرنّك غدا بجاهى يا رودبارى.
و يحكى عن على بن سهل الأصفهاني أنّه قال: أ ترون أنّى أموت كما يموت الناس، مرض و عيادة، انّما ادعى، فقال لى: يا أبا على فأجيب. فكان يمشى يوما، فقال: «لبّيك» و مات.
سمعت محمّد بن عبد اللّه الصوفى يقول: سمعت أبا عبد اللّه بن خفيف يقول: سمعت أبا الحسن المزيّن قال: لمّا مرض أبو يعقوب النهرجورى مرض وفاته، قلت له- و هو في النزع- : قل لا إله إلّا اللّه، فتبسّم إلىّ و قال: و عزّة من لا يذوق الموت ما بينى و بينه إلّا حجاب العزّة. و انطفأ من ساعته، فكان المزيّن يأخذ بلحيته و يقول: حجّام مثلى يلقّن أولياء اللّه الشهادة، وا خجلتاه منه و كان يبكى إذا ذكر هذه الحكاية.
و قال أبو الحسين المالكى: كنت أصحب خير النسّاج سنين كثيرة، فقال لى قبل موته بثمانية أيّام: أنا أموت يوم الخميس وقت المغرب، و أدفن يوم الجمعة قبل الصلاة، و ستنسى هذا، فلا تنس. قال أبو الحسين: فأنسيته إلى يوم الجمعة فلقينى من أخبرنى بموته، فخرجت لأحضر جنازته، فوجدت الناس راجعين يقولون: يدفن بعد الصلاة. فلم أنصرف، و حضرت، فوجدت الجنازة قد اخرجت قبل الصلاة كما قال. فسألت من حضر و من فاته، فقال: غشى عليه، ثمّ أفاق، ثمّ التفت إلى ناحية البيت و قال: قف عافاك اللّه، إنّما أنت عبد مأمور و أنا عبد مأمور، الذى امرت به لا يفوتك، و الذى امرت به يفوتني، فدعا بماء و جدّد وضوئه و صلّى، ثمّ تمدّد و غمض عينيه. فرؤى في المنام بعد موته، و قيل له: كيف حالك فقال: لا تسأل، لكنّى تخلّصت عن دنياكم الوضرة«».
و ذكر مصنّف كتاب بهجة الأسرار أنّه لمّا مات سهل بن عبد اللّه انكبّ الناس على جنازته، و كان في البلد يهودى نيّف على السبعين، فسمع الضجّة، فخرج لينظر ما كان، فلمّا نظر الى الجنازة صاح و قال: أ ترون ما أرى فقالوا: لا، أىّ شيء«» ترى فقال: أرى أقواما ينزلون من السّماء يتمسّحون بالجنازة، ثمّ انّه تشهّد، و أسلم، و أحسن إسلامه.
سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلّمى يقول: سمعت منصور بن عبد اللّه يقول: سمعت أبا جعفر بن قيس يقول: سمعت أبا سعيد«» يقول: كنت بمكّة فجزت يوما بباب «بنى شيبة» فرأيت شابّا حسن الوجه ميّتا، فنظرت في وجهه فتبسّم في وجهى و قال لى: يا أبا سعيد، فعلمت أنّ الأحبّاء أحياء و إن ماتوا، و إنّما ينتقلون من دار إلى دار. و سمعته يقول: أبا سعيد يقول: بلغنى أنّه قيل لذى النون المصرى عند النزع: أوصنا، فقال: لا تشغلونى، فإنّى متعجّب من محاسن لطفه. و سمعته يقول: سمعت عبد اللّه بن محمّد الرازى يقول: سئل أبو حفص الحدّاد في وفاته: ما الذى تعظنا فقال: لست أقدر«» على القول، ثمّ رأى من نفسه قوّة، فقلت له: قل حتّى أحكى عنك، فقال: الانكسار بكلّ القلب على التقصير.»
هر آن چندان كه كردى نيك و بد تو
همه آماده بينى گرد خود تو
اگر بد كردهاى زير حجابى
و گر نه با بزرگان هم ركابى
به نيكىّ و بدى در كار خويشى
همه آيينه كردار خويشى
قال المحقّق القونوى في كتاب النفحات: «نفحة كلّية شريفة: النفس يخرج من باطن القلب منصبغا بصورة ما كان القلب مغمورا به، و غالبا عليه. فإن لم يصحبه خاطر فحكمه تابع لحكم الخاطر المتعيّن قبله، إن كان الخاطر ممّا شأنه أن يمتدّ حكمه نفسين فصاعدا، و إن كان الخاطر ممّا شأنه أن لا يدوم له حكم نفسين كما هو ذوق الكمّل، بل يقضى«» حكما متماديا نفسين فصاعدا، و إلّا خرج- أعنى النفس-منصبغا بصورة علم المتنفّس و شهوده أو اعتقاده أو الحال الغالب عليه، إذ ذاك، و يستقرّ صورته حيث رتبة روحه حالتئذ من العوالم و المقامات، و إن كان في عمل شاغل مبعّد أو مقرّب، استقرّ حيث يستقرّ صورة ذلك العمل العامل. و مطمح همّته ساعتك«» في أوّل توجّهه و شروعه في ذلك العمل.و الأنفاس مادّة حياة صور الأعمال، و المتنفّس في تلك الصورة نيّة العامل، و حضوره بعلم و شهود أو اعتقاد و شهوة.
و يتعلّق بهذا الباب حسن الإنشاء من العامل، و عدم حسنه، و صحّة تصوّره لما يستحضره في باطنه حال تنفّسه، و علمه«» و عدمها، و يتداخل هذه الامور و يمتزج و يتفاوت تفاوتا فاحشا جدّا. و سيّما ممّن يكون عليه معمورا بالحقّ، و مستوى لتجلّيه الذاتى، إلّا كمّل المشار إليه بقوله:«» «ما وسعنى أرضى و لا سمائى، و وسعنى قلب عبدى المؤمن» التقىّ النقىّ. و التقى هنا، الاحتراز من أن يختار«» بالقلب شيء غير الحقّ، أو ينفى«» فيه متّسع لكون أصلا. و النقاء، كمال الطهارة عن التعلّق بالسوى. فإنّه من كان كذلك، فإنّ أنفاسه يخرج بصورة ما انطوى عليه القلب. فإن كملت معرفة من هذا شأنه بالقلب و القالب، تحقّق أنّ ظاهر الحقّ مجلى و مستوى لباطنه، و هو بقلبه و قالبه كمرآة مصقولة مستديرة،«» كلّها لها حكما الظهور و البطون، و الجلاء و الحجاب، و لا عين لها في الظاهر، و الأعمال الظاهرة و الباطنة، و المقاصد و الأنفاس حالتئذ المتعيّنة ممّن شأنه ما ذكر، يصدر و يستقرّ في المرتبة التي تعيّن منها التجلّى المذكور، و انتسب إليها الصورة التي حدثت«» عليها صورة الكامل.
و دون هذا مقام من يسمع به الحقّ و يبصر به، و يسعى بهما، و يعمل به ما يشاء، و دون ذلك من كان الحقّ سمعه و بصره و قلبه، و دون ذلك من استصلحه الحقّ لأن يكون آلة له، قاتلوهم يعذّبهم اللّه بأيديكم، و دون ذلك مراتب كثيرة. و ليس فوق الاوّل المذكور مقام أصلا. و من أصل هذا المقام، أن يعلم أنّ الموجودات كلّها- على اختلاف ضروبها- صور أعمال الحقّ في مراتبه المختلفة بإرادات مختلفة هى في الحقيقة أحكام إرادته الواحدة الأصلية المتعلّقة بإيجاد الإنسان الكامل المراد لعينه، و ما سواه إنّما هو مراد بالقصد الثاني. و ظاهر بإرادات المتعدّدة التي قلنا إنّها أحكام الإرادة الأصلية. و عدد مراتب الانسان الأعمالية على عدد مراتب الموجودات، و التفاوت في الشرف و الكمال لبعض ما نبّهنا عليه، لتفاوت مراتب الموجودات. فافهم فهذه تذكرة كلّية».
هست دنيا بر مثال كشتزار
هم شب و هم روز بايد كرد كار
ز ان كه عزّ و دولت دين سر بسر
جمله از دنيا توان برد اى پسر
هر چه ز اينجا مىبرى آن زان توست
نيك و بد درد تو و درمان توست
توشه ز اينجا بر، گر آدم گوهرى
كآن خورى آنجا كز اينجا مىبرى
زيرا كه تمام كمالات و معارف روحيه، از سمع و بصر و غير ذلك، به واسطه اتّحاد آن معانى با روح وحدانى الصورةاند، و مجمل لبساطة الروح و وحدتها، كما في المبتدأ، لأنّه خلق اللّه على صورته، و در تحصيل معارف تفصيله محتاج است كه از الواح قواى بدنى اكتساب نمايد.
عطّار:
ز تن راهى به دل بردند ناگاه
ز دل راهى به جان آنگه به درگاه
چه در قواى حسّيه، صورت سمع غير صورت بصر است، و همچنين كلام و ساير صفات غير متناهيه.
در كتاب مرصاد العباد«» است كه «روح تا در اماكن روحانى بود، هنوز به جسم انسانى تعلّق ناگرفته، به مثال طفلى بود در رحم مادر كه آنجا غذاى مناسب آن مكان بايد، و او را علمى و شناختى باشد لايق آن مكان، و ليكن از غذاهاى متنوّع و علوم و معارف مختلف كه بعد از ولادت توان يافت، محروم و بى خبر بود. همچنين روح را در عالم ارواح از حضرت عزّت غذايى كه مدد حيات او كند مى بود منتسب حوصله روح در آن مقام، و به كلّيات علوم و معارف اطّلاع روحانى داشت، و ليكن از غذاهاى روحانى «أبيت عند ربّى يطعمني و يسقيني» محروم بود، و از معارف و علوم جزئيات عالم شهادت كه به واسطه آلات و حواسّ انسانى و قواى بشرى و صفات نفسانى حاصل توان كرد، بى خبر بود.»
اگر جان مدّتى در تن بماند
تفاصیل جهان کى باز داند
اگر با خاک نامیزد زلالش
میسّر کى شود کسب کمالش
چو آب از چشمه سوى گل سفر کرد
به بستان آمد و در گل مقر کرد
در آنجا مدّتى با گل قرین شد
هنوز او غنچه بد کش همنشین شد
چو صاف از گل برون آمد در آخر
به وصفى غیر اوّل گشت ظاهر
صور را زو خواص معنوى شد
دماغ از وى معطّر دل قوى شد
دهد بویى که در اوّل نبودش
بس است اندر سفر این مایه سودش
قال الشیخ: «من لم یعرف نفسه ما دامت فی جسده، فلا سبیل له إلى معرفتها بعد مفارقته.»
چو در دنیا به مردن اوفتادى
یقین مىدان که در عقبى بزادى
چو اینجا مردى آنجا زادى اى دوست
سخن را باز کردم پیش تو پوست
کسى کاینجا ز مادر کور زاید
دو چشم او به دنیا کى گشاید
کسى کو کور عقبى داشت جان را
چو کور این جهان است آن جهان را
از اینجا برد باید چشم روشن
و گر چشمى بود چون چشم سوزن
اگر با خود برى یک ذرّه نورى
بود زان نور خورشیدت حضورى
اگر یک ذرّه نورت گشت همراه
به قدر آن شوى ز اسرار آگاه
به بسیارى در آید اندک تو
شود دانا و بالغ کودک تو
قال- علیه السلام- فی بعض الخطب: «اعلموا أنّه لا شیء أنفس من الحیاه، و لا شقاء أعظم من إنفادها فی غیر حیاه الأبد.»
هر یک نفس که مىرود از عمر گوهرى است
کان را خراج ملک دو عالم بود بها
مگذار کین خزانه دهى رایگان به باد
و آنگه روى به خاک، تهیدست و بینوا
قیل: المحسوسات أساس کلّ عطیّه صوره و معنى. أمّا الصوره فظاهر، و أمّا المعنى فلأنّه لو لا أحسّت النفس أوّلا بالمحسوسات لما اهتدیت إلى أسماء الصفات، و لا احتظّت بالعطایا المعنویه من عوارف المعارف و العلوم، کما لا یهتدى السامع و المطالع إلى معنى الکلمات المسموعه و المکتوبه، إلّا بعد معرفه وضع اللغه بالسماع، و تعلّم حروف الهجاء بالمشاهده.
ذات جان را معنى بسیار هست
لیک تا نقد تو گردد کار هست
هر معانى کان تو را در جان بود
تا نپیوندد به تن پنهان بود
دولت دین گر میسّر گرددت
نقد جان با تن برابر گرددت
آن معانى قرآنى كه در روح محمّدى- صلّى اللّه عليه و آله- بود به مدّت بيست و سه سال فرقانى شد، بعد از آنكه در مدّت چهل سال نضج يافته بود. از اينجا تفطّن توان كرد كه چرا انزال وحى بر آن حضرت در سال چهلم بود، و چرا به يك دفعه نازل نشد. عن أبى الحوارى قال: سمعت أ بالفرح يقول: قال علىّ بن ابى طالب- عليه السلام- : «ما يسر لى لو متّ طفلا، و ادخلت الجنّة، و لم أكبر فأعرف ربّى.» و قال في الباب السادس و الاربعين و ثلاثمائة«»: القوى الحسّية من الإنسان أتمّ القوى، لأنّ لها اسم الوهّاب، لأنّها هى التي تهب القوى«» الروحانية، ما يتصرّف«» فيه، و ما تكون«» به حياتها العلمية، من قوّة خيال و فكر و حفظ و تصوير و وهم و عقل، و كلّ ذلك من موادّ هذه القوى الحسّية. و لهذا قال اللّه- تعالى- في الذى أحبّه من عباده: «كنت سمعه الّذى يسمع به، و بصره الّذى يبصر به»، و ذكر الصورة المحسوسة، و ما ذكر من القوى الروحانية شيئا، و لا أنزل نفسه منزلتها. لأنّ منزلتها منزلة الافتقار إلى الحواسّ، و الحقّ لا ينزّل منزلة من يفتقر إلى غيره، و الحواسّ مفتقرة إلى اللّه لا إلى غيره. فنزل«» لمن هو مفتقر إليه، لم يشرك به أحدا. فأعطاها الغنى. فهى تؤخذ«» منها و عنها، و لا تأخذ هى من ساير القوى إلّا من اللّه. فأعرف شرف الحسّ و قدره و أنّه عين الحقّ و لهذا لا يكمل«» النشأة الآخرة إلّا بوجود الحسّ و المحسوس، لأنّها لا تكمل إلّا بالحقّ. و القوى الحسّية هم الخلفاء على الحقيقة في أرض هذه النشأة عن اللّه. ألا تراه سبحانه كيف وصف نفسه بكونه «سميعا، بصيرا، متكلّما، حيّا، عالما، مريدا» و هذه كلّها صفات لها أثر في المحسوس، و يحسّ الإنسان من نفسه قيام هذه القوى به، و لم يصف سبحانه نفسه بأنّه عاقل و لا مفكّر و لا متخيّل و ما أبقى له من القوى الروحانية إلّا ما للحسّ مشاركة فيه، و هو الحافظ و المصوّر، فإنّ الحسّ له أثر في الحفظ و التصوير. فلو لا الاشتراك ما وصف الحقّ بهما نفسه،«» فهاتان صفتان روحانية و حسّية.
فتنبّه لما نبّهناك عليه فأعملتك أنّ الشرف كلّه في الحسّ، و أنّك جهلت أمرك و قدرك. فلو عملت نفسك علمت ربّك، كما أنّ ربّك علمك، و علم العالم بعلمه بنفسه، و أنت صورته. فلا بدّ أن يشاركه في هذا العلم، فتعلمه من عملك بنفسك. و هذه نكتة ظهرت من رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- حيث قال: «من عرف نفسه فقد عرف ربّه». إذ كان الأمر في علم الحقّ بالعالم علمه بنفسه، و هذا نظير قول تعالى: سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ فهو انسان واحد ذو نشأتين حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ- للرَّائين- أَنَّهُ الْحَقُّ لا غيره. فانظر يا ولىّ ما ألطف رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- بامّته، و ما أحسن ما علّمهم و ما طرق لهم. فنعم المدرّس و المطرّق جعلنا اللّه ممّن مشى على مدرجته حتّى التحق بدرجته، آمين».
در غلامىّ تو جان آزاد شد
وز ادبهاى تو عقل استاد شد
و در حديث صحيح كه وارد است: «العلم علمان: علم الأبدان و علم الأديان»،«» به تقديم علم ابدان بر اديان مؤيّد اين معنى است، و همچنين در حديث قدسى است كه «أنا اللّه و أنا الرّحم، و شققت«» لها اسمها من اسمى. فمن وصلها وصلته، و من قطعها قطعته». قال صدر المحقّقين في شرحه: «الرّحم اسم لحقيقة الطبيعة، و هى حقيقة جامعة بين الحرارة و البرودة و اليبوسة و الرطوبة، يعنى أنّها عين كلّ واحدة من الأربعة من غير مضادّة، و ليس كلّ واحد من الأربعة من كلّ وجه عينها، بل من بعض الوجوه، وصلتها بمعرفة مكانتها و تفخيم قدرها، إذ لو لا المزاج المتحصّل من أركانها لم يظهر تعيّن الروح الإنساني، و لا أمكنه الجمع بين العلم بالكلّيات و الجزئيات، الذى به توسّل إلى التحقيق بالمرتبة البرزخية المحيطة بأحكام الوجوب و الإمكان، و الظهور بصورة الحضرة و العالم تماما. و أمّا قطعها فبازدرائها، و بخس حقّها، فإنّ من بخس حقّها فقد بخس حقّ اللّه تعالى، و جهل ما أودع فيها من خواصّ الأسماء.
و من جملة ازدرائها، مذمّة«» متأخّرى الحكماء لها، و وصفها بالكدورة و الظلمة و طلب الخلاص من أحكامها و الإنسلاخ من صفاتها.
فاعلموا أنّ كلّ كمال يحصل للإنسان بعد مفارقة النشأة الطبيعية، فهو من نتائج مصاحبة الروح للمزاج الطبيعى و ثمراته. و إنّ الإنسان بعد المفارقة إنّما ينتقل من الصور الطبيعية إلى العوالم التي هى مظاهر لطائفها، و في تلك العوالم يتأتّى لعموم السعداء رؤية الحقّ الموعود بها في الشريعة، و المخبر عنها أنّها أعظم نعم اللّه على أهل الجنّة، فحقيقة يتوقّف مشاهدة الحقّ عليها كيف يجوز أن يزدرى، و أمّا الذى حال الخواصّ من أهل اللّه كالكمّل و من يدانيهم، فإنّهم فإن فازوا بشهود الحقّ و معرفته المحقّقة هنا، فإنّه إنّما تيسّر لهم ذلك بمعونة هذه النشأة الطبيعية حتّى التجلّى الذاتى الأبدى الذى لا حجاب بعده، و لا مستقرّ للكمّل دونه، فإنّه باتّفاق الكمّل من لم يحصل له ذلك في هذه النشأة الطبيعية لم يحصل بعد المفارقة، و إليه الإشارة بقوله- عليه الصلاة و السلام- :«» «إذا مات ابن آدم انقطع عمله»، الحديث.» اگر سائلى گويد كه: «چون تعيّن روح و ظهور كمالات او موقوف است بر تحصيل مزاج طبيعى، پس مقدّم باشد بر روح، و جهت تقديم علم ابدان در حديث بر علم اديان اين است، و حال آنكه به صحّت رسيده است از رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- قال: «خلق اللّه الأرواح قبل الأجساد بألفى عام»، و تصريح كرده شيخ در كتب خود سيّما در باب نكاحات كه وجود ارواح مقدّم است بر تعيّن عالم مثال كه مقدّم است بر وجود اجسام بسيطه، چه جاى ابدان مركّبه. فما التوفيق بين القولين» جواب گوييم: تقدّم و سبق، وجود ارواح عاليه كلّيه را است. امّا توقّف بر بدن، ارواح جزئيه را است، موافقا لما ثبت في الحكمة. و چون ارواح عاليه- مسمّى به عقول- هر آينه واسطه است در تعيّن نفوس كلّيه، و او واسطه است در تعيّن نفوس جزئية، حسب تعيّن الأمزجة الطبيعية، تعبير فرمود- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- از هر تقدّمى به «ألف عام»، تنبيها على قوّة التفاوت بين المراتب، و اللّه أعلم قال في الفتوحات المكّية«»: «السؤال العشرون و مائة: ما القبضة الجواب: قال اللّه تعالى: وَ الْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ.«» و الأرواح تابعة للأجسام، ليست الأجسام تابعة للأرواح. فإذا قبض على الأجسام، فقد قبض على الأرواح فإنّها هياكلها. فأخبر أنّ الكلّ في «قبضته». و كلّ جسم أرض بلا شكّ لروحه، و ما ثمّ إلّا جسم و روح.
غير أنّ الأجسام على قسمين: عنصرية و نورية، و أيضا طبيعية. فربط اللّه وجود الأرواح بوجود الأجسام، و بقاء الأجسام ببقاء الأرواح، و قبض عليها ليستخرج ما فيها، ليعود بذلك عليها، فإنّه منها يعيدها،«» و منها يخرج ما فيها: مِنْها خَلَقْناكُمْ وَ فِيها نُعِيدُكُمْ وَ مِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى. و قال في الباب التاسع و الستّين في معرفة أسرار الصلاة: «اعلم أنّ جميع الأعضاء تبع للقلب في كلّ شيء دنيا و آخرة. قال- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «إنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد، و إذا فسدت فسد سائر الجسد: ألا و هى القلب» فإن أراد الشرع بالقلب هنا «المضغة» التي في الإنسان، و لا يريد بالقلب «لطيفته» و «عقله» مثل قوله تعالى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ و هو قوله: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَ مَنْ . فيريد بالصلاح و الفساد، ما يطرأ في البدن من الصحّة و المرض و الموت. فإنّ القلب الذى هو المضغة التي محلّ الروح الحيوانى، و منه ينتشر الروح الحسّاس الحيوانى في جميع الجسد، و هو البخار الخارج من تجويف القلب من حرارة الدم الذى فيه. فإذا كان صالحا، صلح الجسد كلّه فكان صحيحا، و إذا فسد، فسد الجسد كلّه، فسرت فيه العلل و الأمراض.
فهو تنبيه من الشارع معرفة ما هو الأمر عليه.
في هذا الجسم الطبيعى الذى هو آلة للطيفة الإنسانية في إظهار ما كلّفته الشارع، من الطاعات التي تختصّ بالجوارح. فإذا لم يتحفّظ الإنسان في ذلك، و لم ينظر إلى إصلاح مزاجه و روحه الحيوانى المدبّر لطبيعة بدنه، اعتلّت القوى و فسد الخيال و التصوّر من الأبخرة الفاسدة الخارجة من القلب و ضعف الفكر، و قلّ الحفظ، و تعطّل العقل لفساد الآلات، و بالنقيض في إصلاح ذلك. فاعتبر الشارع الأصل المفسد، إذا فسد لهذه الآلات، و المصلح إذا صلح لهذه الآلات. إذ لا طاقة للإنسان على ما كلّفه ربّه، إلّا بصلاح هذه الآلات و صحّتها من الامور المفسدة لها، و لا يكون ذلك إلّا من القلب. فهذا من جوامع كلامه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- .
فلو أراد بالقلب العقل هاهنا ما جمع من الفوائد ما جمع بإرادته القلب الذى في الصدور. و لهذا نصّ باسم «المضغة»، حتّى لا يتخيّل«» خلاف ذلك، و لا يحمل على «العقل». و كذلك قال اللّه- تعالى- : أَ فَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ«» فإذا فسدت عميت عن إدراك ما ينبغي. فإنّ فساد عين البصيرة، إنّما هو من فساد البصر، و فساد البصر إنّما هو من فساد محلّه، و فساد محلّه إنّما هو من فساد روحه الحيوانى الذى محلّه القلب.»
منهاج الولاية في شرح نهج البلاغة، ج 2 عبدالباقی صوفی تبریزی (تحقیق وتصیحیح حبیب الله عظیمی) صفحه 1100-1148