خطبه ۲1 صبحی صالح
و من خطبه له ع و هی کلمه جامعه للعظه و الحکمه
فَإنَّ الْغَایَهَ اءَمَامَکُمْ، وَ إ نَّ وَرَاءَکُمُ السَّاعَهَ تَحْدُوکُمْ، تَخَفَّفُوا تَلْحَقُوا، فَإ نَّما یُنْتَظَرُ بِاءَوَّلِکُمْ آخِرُکُمْ.
اءَقُولُ: إ نَّ هذَا الْکَلامَ لَوْ وُزِنَ بَعْدَ کَلامِ اللّهِ سُبْحانَهُ، وَ بَعْدَ کَلامِ رَسُولِ اللّه ص بِکُلٍ کَلامٍ لَمالَ بِهِ راجحا وَ بَرَّزَ عَلَیْهِ سابِقا. فَاءَمَا قَوْلُهُ ع تَخَفَّفُوا تَلْحَقُوا فما سُمِعَ کَلامُ اءَقَلُّ مِنْهُ مَسْمُوعا وَ لا اءَکْثَرُ مَحْصُولا، وَ ما اءَبْعَدَ غَوْرَها مِنْ کَلِمَهٍ، وَاءَنْقَعَ نُطْفَتَها مِنْ حِکْمَهٍ، وَ قَدْ نَبَّهْنا فِی کِتابِ الْخَصائِصِ عَلى عِظَمِ قَدْرِها وَ شَرَفِ جَوْهَرِها.
الباب السادس فی الوصایا و النصائح الشافیه و التذکیر و الزواجر البالغه
من کتاب منهاج الولایه فی نهج البلاغه فی الوصایا و النصائح الشافیه و التذکیر و الزواجر البالغه
خطبه 21
و من خطبة له- عليه الصّلوة و السّلام- :«ألا و إنّ الغاية أمامكم، و إنّ وراءكم السّاعة تحدوكم.» بدانيد كه بدرستى كه غايت و حال آخرت پيش روى شما است، و بدرستى كه از پس پشت شما است زمانه، مى راند شما را.
أراد بالغاية حال الآخرة: من جنّة تطلب أو نار تهرب عنها ممّا هو متوجّه اليه، و غاية الانسان ينتهى اليها، و بذلك الاعتبار صدق عليها أنّها أمام، و استعار لفظه لها، و الساعة القيامة و الموت، و كونها وراء بالعتبار كونها مهروبا منها، و المهروب منه خلفت الهارب.
«تخفّفوا تلحقوا،» سبكبار شويد تا برسيد و ملحق گرديد به آن سبكباران كه پيش از شما رفتند از انبيا و اوليا.
حافظ:
از زبان سوسن آزاده ام آمد به گوش
كاندر اين دير كهن حال سبكباران خوش است
بار تا چندى كشى، بى بار باش
گر دمى باقى است برخوردار باش
أشار بالتخفيف الى الزاهد الحقيقى الذى به يتخفّف المسافرون الى اللّه، من أثقال الدنيا و أوزارها المانعة من الصعود الى قرب الحضرة، و بذلك يلحق بمنازل الابرار.
اى شده عمرى گران بار گناه
مى نترسى پيش و پس آبى سياه
با دلى چون آهن و بارى گران
كى رسد كشتى ايمان با كران
و الكلمتان في قوّة شرط و جزاء، أى لم تلحقوا بأهل الحقائق الّا بقطع العلائق.
«فإنّما ينتظر بأوّلكم و آخركم.» پس بدرستى كه منتظر نيست به اوّل شما إلّا آخر شما.
أى إنّما ينتظر بالقيامة الكبرى على اوّلكم و من سبق منكم، و وصول كلّ إلى ما يستحقّه من كمال رحمة أو عذاب، لحوق الآخرين الذين لم يموتوا.
اى دل غافل دمى بيدار شو
چند بد مستى كنى هشيار شو
رفتگان اندر نخستين منزلند
منتظر بنشسته و مستعجلند
بيش ار اين در بند خودشان مى مدار
چندشان فرمايى آخر انتظار
قال السيد: «و أنا أقول: إنّ هذا الكلام لو وزن، بعد كلام اللّه سبحانه و كلام رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- بكلّ كلام لمال به راجحا، و برز عليه سابقا. فأمّا قوله- عليه السلام- : «تخفّفوا تلحقوا» فما سمع كلام أقلّ منه مسموعا و لا اكثر محصولا، و ما ابعد غورها من كلمة و أنفع نطفتها من حكمة»«» قال الشارح: استعار السيّد لفظ النطفة، و هو الماء القليل الصافى، لما فيها من الحكمة. قال بعض البلغاء: إنّ السيّد الرضىّ- رحمه اللّه تعالى- قد أطرى على قوله- عليه السلام- : «ألا و إنّ الغاية أمامكم، و إنّ وراءكم السّاعة تحدوكم. تخفّفوا تلحقوا،» و اغفال قوله- عليه السلام- : «ينتظر بأوّلكم آخركم» من مثله غريب، فإنّ المعنى في هذه الكلمات أغرب و أعجب. فإنّ الزمان الذى عبّر عنه بالساعة من وراء الناس يسير بهم على هيئة يغفل السائر عن مسيره، و التعبير عن ذلك، التسيير بالحدو من ألطف العبارات و أحسن الاشارات و أغرب النكت الغرّ. فإنّ الحد و تسيير الإبل بنشيد يذهلها عن سيرها، و الساعة التي تسوق الناس زمانهم، و إنّما يعبّر عنه بالساعة، لأنّ الزمان منقسم إلى ماض قد انعدم، و مستقبل لم يحدث، و الحال الساعة التي امكن الحكم بوجودها، و هى التي لا تنفكّ لازمة للخلق، و تسير بهم و هم في غفلة عنها، و بهذا النظر قيل: «الدنيا ساعة»، و إنّما قال «وراءكم السّاعة» لأنّ خلف الشيء جهة لازمة و هى متوارية عنه، و كلّ جهة تتوارى فهى وراء. و لهذا المعنى قال المفسّرون: معنى قوله: وَ كانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً«» أى كان قدامهم، و تلك الجنّة لمّا كانت متوارية عنهم قيل: وراءهم. و قال: «الغاية أمامكم» و امام الشيء مقصده من «أمّ، يؤمّ» إذا قصد، و الكلّ قاصدون إلى غاياتهم.
و قوله: «إنّما ينتظر بأوّلكم آخركم» من أحسن العبارات: من حبس السلف في مراقدهم و مشاهدهم ليلحق الخلف الغابر بهم، و أجمع الكلّ في المجمع الاكبر.
منهاج الولایه فی شرح نهج البلاغه، ج ۲ عبدالباقی صوفی تبریزی (تحقیق وتصیحیح حبیب الله عظیمی)صفحه ۸۲5-۸۲8