خطبه 198 صبحی صالح
و من خطبه له ( علیه السلام ) ینبه على إحاطه علم اللّه بالجزئیات، ثم یحث على التقوى، و یبین فضل الإسلام و القرآن
یَعْلَمُ عَجِیجَ الْوُحُوشِ فِی الْفَلَواتِ، وَ مَعاصِیَ الْعِبادِ فِی الْخَلَواتِ، وَاخْتِلافَ النِّینانِ فِی الْبِحارِ الْغامِراتِ، وَ تَلاطُمَ الْماءِ بِالرِّیاحِ الْعاصِفاتِ، وَ اءَشْهَدُ اءَنَّ مُحَمَّدا نَجِیبُ اللَّهِ، وَ سَفِیرُ وَحْیِهِ، وَ رَسُولُ رَحْمَتِهِ.
الوصیه بالتقوى
اءَمَّا بَعْدُ، فَاءُوصِیکُمْ بِتَقْوى اللَّهِ الَّذِی ابْتَدَاءَ خَلْقَکُمْ، وَ إِلَیْهِ یَکُونُ مَعادُکُمْ، وَ بِهِ نَجاحُ طَلِبَتِکُمْ، وَ إِلَیْهِ مُنْتَهَى رَغْبَتِکُمْ وَ نَحْوَهُ قَصْدُ سَبِیلِکُمْ، وَ إِلَیْهِ مَرامِی مَفْزَعِکُمْ فَإِنَّ تَقْوَى اللَّهِ دَواءُ داءِ قُلُوبِکُمْ، وَ بَصَرُ عَمَى اءَفْئِدَتِکُمْ، وَ شِفاءُ مَرَضِ اءَجْسادِکُمْ، وَ صَلاحُ فَسادِ صُدُورِکُمْ، وَ طُهُورُ دَنَسِ اءَنْفُسِکُمْ، وَ جِلاءُ غِشاءِ اءَبْصارِکُمْ، وَ اءَمْنُ فَزَعِ جَاءشِکُمْ، وَ ضِیاءُ سَوادِ ظُلْمَتِکُمْ.
فَاجْعَلُوا طاعَهَ اللَّهِ شِعارا دُونَ دِثارِکُمْ، وَ دَخِیلاً دُونَ شِعارِکُمْ، وَ لَطِیفا بَیْنَ اءَضْلاعِکُمْ، وَ اءَمِیرا فَوْقَ اءُمُورِکُمْ، وَ مَنْهَلاً لِحِینِ وُرُودِکُمْ، وَ شَفِیعا لِدَرْکِ طَلِبَتِکُمْ، وَ جُنَّهً لِیَوْمِ فَزَعِکُمْ وَ مَصابِیحَ لِبُطُونِ قُبُورِکُمْ، وَ سَکَنا لِطُولِ وَحْشَتِکُمْ، وَ نَفَسا لِکَرْبِ مَواطِنِکُمْ، فَإِنَّ طاعَهَ اللَّهِ حِرْزٌ مِنْ مَتالِفَ مُکْتَنِفَهٍ، وَ مَخاوِفَ مُتَوَقَّعَهٍ، وَ اءُوارِ نِیرانٍ مُوقَدَهٍ.
فَمَنْ اءَخَذَ بِالتَّقْوى عَزَبَتْ عَنْهُ الشَّدائِدُ بَعْدَ دُنُوِّها، وَاحْلَوْلَتْ لَهُ الْاءُمُورُ بَعْدَ مَرارَتِها، وَانْفَرَجَتْ عَنْهُ الْاءَمْواجُ بَعْدَ تَراکُمِها، وَ اءَسْهَلَتْ لَهُ الصِّعابُ بَعْدَ إِنْصابِها، وَ هَطَلَتْ عَلَیْهِ الْکَرامَهُ بَعْدَ قُحُوطِها، وَ تَحَدَّبَتْ عَلَیْهِ الرَّحْمَهُ بَعْدَ نُفُورِها، وَ تَفَجَّرَتْ عَلَیْهِ النِّعَمُ بَعْدَ نُضُوبِها، وَ وَبَلَتْ عَلَیْهِ الْبَرَکَهُ بَعْدَ إِرْذاذِها.
فَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِی نَفَعَکُمْ بِمَوْعِظَتِهِ، وَ وَعَظَکُمْ بِرِسالَتِهِ، وَامْتَنَّ عَلَیْکُمْ بِنِعْمَتِهِ، فَعَبِّدُوا اءَنْفُسَکُمْ لِعِبادَتِهِ، وَاخْرُجُوا إِلَیْهِ مِنْ حَقِّ طاعَتِهِ.
فضل الإسلام
ثُمَّ إِنَّ هذَا الْإِسْلامَ دِینُ اللَّهِ الَّذِی اصْطَفاهُ لِنَفْسِهِ، وَاصْطَنَعَهُ عَلَى عَیْنِهِ، وَ اءَصْفاهُ خِیَرَهَ خَلْقِهِ، وَ اءَقامَ دَعائِمَهُ عَلى مَحَبَّتِهِ، اءَذَلَّ الْاءَدْیانَ بِعِزَّهِ وَ وَضَعَ الْمِلَلَ بِرَفْعِهِ، وَ اءَهانَ اءَعْداءَهُ بِکَرامَتِهِ، وَ خَذَلَ مُحادِّیهِ بِنَصْرِهِ، وَ هَدَمَ اءَرْکانَ الضَّلالَهِ بِرُکْنِهِ، وَسَقَى مَنْ عَطِشَ مِنْ حِیاضِهِ، وَ اءَتْاءَقَ الْحِیاضَ بِمَواتِحِهِ.
ثُمَّ جَعَلَهُ لا انْفِصامَ لِعُرْوَتِهِ، وَ لا فَکَّ لِحَلْقَتِهِ، وَ لا انْهِدامَ لِاءَساسِهِ، وَ لا زَوالَ لِدَعائِمِهِ، وَ لاانْقِلاعَ لِشَجَرَتِهِ، وَ لاانْقِطاعَ لِمُدَّتِهِ، وَ لا عَفاءَ لِشَرائِعِهِ، وَ لا جَذَّ لِفُرُوعِهِ، وَ لا ضَنْکَ لِطُرُقِهِ، وَ لا وُعُوثَهَ لِسُهُولَتِهِ، وَ لا سَوادَ لِوَضَحِهِ، وَ لا عِوَجَ لاِنْتِصابِهِ، وَ لا عَصَلَ فِی عُودِهِ، وَ لا وَعَثَ لِفَجِّهِ، وَ لاانْطِفاءَ لِمَصابِیحِهِ، وَ لا مَرارَهَ لِحَلاوَتِهِ.
فَهُوَ دَعائِمُ اءَساخَ فِی الْحَقِّ اءَسْناخَها، وَ ثَبَّتَ لَها اءَسَاسَها، وَ یَنابِیعُ غَزُرَتْ عُیُونُها، وَ مَصابِیحُ شَبَّتْ نِیرانُها، وَ مَنارٌ اقْتَدى بِها سُفّارُها، وَ اءَعْلامٌ قُصِدَ بِها فِجاجُها، وَ مَناهِلُ رَوِیَ بِها وُرَّادُها.
جَعَلَ اللَّهُ فِیهِ مُنْتَهى رِضْوانِهِ، وَ ذِرْوَهَ دَعائِمِهِ، وَ سَنامَ طاعَتِهِ، فَهُوَ عِنْدَاللَّهِ وَثِیقُ الْاءَرْکانِ، رَفِیعُ الْبُنْیانِ، مُنِیرُ الْبُرْهانِ، مُضِی ءُ النِّیرانِ، عَزِیزُ السُّلْطانِ، مُشْرِفُ الْمَنارِ، مُعْوِذُ الْمَثارِ، فَشَرِّفُوهُ، وَاتَّبِعُوهُ، وَ اءَدُّوا إِلَیْهِ حَقَّهُ، وَ ضَعُوهُ مَواضِعَهُ.
الرسول الأعظم
ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ سُبْحانَهُ بَعَثَ مُحَمَّدا ص بِالْحَقِّ حِینَ دَنا مِنَ الدُّنْیا الاِنْقِطاعُ، وَ اءَقْبَلَ مِنَ الْآخِرَهِ الاِطِّلاعُ، وَ اءَظْلَمَتْ بَهْجَتُها بَعْدَ إِشْراقٍ، وَ قامَتْ بِاءَهْلِها عَلى ساقٍ، وَ خَشُنَ مِنْها مِهادٌ، وَ اءَزِفَ مِنْها قِیادٌ، فِی انْقِطاعٍ مِنْ مُدَّتِها، وَاقْتِرابٍ مِنْ اءَشْراطِها، وَ تَصَرُّمٍ مِنْ اءَهْلِها، وَانْفِصامٍ مِنْ حَلْقَتِها، وَانْتِشارٍ مِنْ سَبَبِها، وَ عَفاءٍ مِنْ اءَعْلامِها، وَ تَکَشُّفٍ مِنْ عَوْراتِها، وَ قِصَرٍ مِنْ طُولِها، جَعَلَهُ اللَّهُ سُبْحانَهُ بَلاَغا لِرِسالَتِهِ، وَ کَرامَهً لاءُمَّتِهِ، وَ رَبِیعا لِاءَهْلِ زَمانِهِ وَ رِفْعَهً لِاءَعْوانِهِ، وَ شَرَفا لِاءَنْصارِهِ.
القرآن الکریم
ثُمَّ اءَنْزَلَ عَلَیْهِ الْکِتابَ نُورا لا تُطْفاءُ مَصابِیحُهُ، وَ سِراجا لا یَخْبُو تَوَقُّدُهُ، وَ بَحْرا لا یُدْرَکُ قَعْرُهُ، وَ مِنْهاجا لا یُضِلُّ نَهْجُهُ، وَ شُعاعا لا یُظْلِمُ ضَوْؤُهُ، وَ فُرْقانا لا یُخْمَدُ بُرْهانُهُ وَ بُنْیانا لا تُهْدَمُ اءَرْکانُهُ وَ شِفاءً لا تُخْشَى اءَسْقامُهُ، وَ عِزّا لا تُهْزَمُ اءَنْصارُهُ وَ حَقّا لا تُخْذَلُ اءَعْوانُهُ، فَهُوَ مَعْدِنُ الْإِیمانِ وَ بُحْبُوحَتُهُ، وَ یَنابِیعُ الْعِلْمِ وَ بُحُورُهُ، وَ رِیاضُ الْعَدْلِ وَ غُدْرانُهُ، وَ اءَثا فِیُّ الْإِسْلامِ وَ بُنْیانُهُ، وَ اءَوْدِیَهُ الْحَقِّ وَ غِیطانُهُ، وَ بَحْرٌ لا یَنْزِفُهُ الْمُسْتَنْزِفُونَ، وَ عُیُونٌ لا یُنْضِبُها الْماتِحُونَ، وَ مَناهِلُ لا یُغِیضُها الْوارِدُونَ، وَ مَنازِلُ لا یَضِلُّ نَهْجَها الْمُسافِرُونَ، وَ اءَعْلامٌ لا یَعْمَى عَنْهَا السَّائِرُونَ، وَ آکامٌ لا یَجُوزُ عَنْها الْقاصِدُونَ.
جَعَلَهُ اللَّهُ رِیّا لِعَطَشِ الْعُلَماءِ، وَ رَبِیعا لِقُلُوبِ الْفُقَهاءِ، وَ مَحاجَّ لِطُرُقِ الصُّلَحاءِ، وَ دَواءً لَیْسَ بَعْدَهُ داءٌ، وَ نُورا لَیْسَ مَعَهُ ظُلْمَهٌ، وَ حَبْلاً وَثِیقا عُرْوَتُهُ، وَ مَعْقِلاً مَنِیعا ذِرْوَتُهُ، وَ عِزّا لِمَنْ تَوَلا هُ، وَ سِلْما لِمَنْ دَخَلَهُ، وَ هُدىً لِمَنِ ائْتَمَّ بِهِ، وَ عُذْرا لِمَنِ انْتَحَلَهُ، وَ بُرْهانا لِمَنْ تَکَلَّمَ بِهِ، وَ شاهِدا لِمَنْ خاصَمَ بِهِ، وَ فَلْجا لِمَنْ حاجَّ بِهِ، وَ حامِلاً لِمَنْ حَمَلَهُ، وَ مَطِیَّهً لِمَنْ اءَعْمَلَهُ، وَ آیَهً لِمَنْ تَوَسَّمَ، وَ جُنَّهً لِمَنِ اسْتَلْاءَمَ، وَ عِلْما لِمَنْ وَعَى ، وَ حَدِیثا لِمَنْ رَوَى ، وَ حُکْما لِمَنْ قَضَى .
الباب الثانی فى نعت رسول اللّه و خصائص آله
خطبه 198
و من خطبة له- عليه الصّلوة و السّلام- «»: «يعلم عجيج الوحوش فى الفلوات، و معاصى العباد فى الخلوات،» مىداند رفع صوت حيوانات وحش در بيابانها، و معصيتهاى بندگان در خلوتها.
«و اختلاف النّينان فى البحار الغامرات، و تلاطم الماء بالرّياح العاصفات.» و مىداند آمد و شد ماهيان در درياهاى بى پايان، و برهم زدن موج آب به بادهاى سخت وزنده.
«و أشهد أنّ محمّدا- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- نجيب اللّه تعالى، و سفير وحيه، و رسول رحمته.» و گواهى مىدهم كه محمّد- صلّى اللّه عليه و آله- گزيده خداى تعالى، و رساننده وحى او، و پيغامگزار بخشايش اوست.
«أمّا بعد، فإنّى اوصيكم بتقوى اللّه الّذى ابتدأ خلقكم، و إليه يكون معادكم،» امّا بعد، پس بدرستى كه من وصيّت مى كنم شما را به ترسيدن از خدايى كه از اوست ابتداى آفرينش شما، و به سوى او مى باشد بازگشت شما.
«و به نجاح طلبتكم، و إليه منتهى رغبتكم،» و به اوست برآمدن حاجت شما، و به سوى اوست خواهش شما.
«و نحوه قصد سبيلكم، و إليه مرامى مفزعكم.» و به جانب اوست قصد راه شما، و به سوى اوست جايها انداختن خود در پناه جاى و محلّ فزع شما.
«فإنّ تقوى اللّه دواء داء قلوبكم، و بصر عمى أفئدتكم،» پس بدرستى كه ترسكارى از خداى تعالى دواى درد دلهاى شماست، و ديده نابينايى دلهاى شما.
«و شفاء مرض أجسادكم، و صلاح فساد صدوركم،» و شفاى بيمارى جسدهاى شما، و صلاح تباهى سينههاى شما.
«و طهور دنس أنفسكم،» و طهارت شوخى و چركينى نفسهاى شما.
«و جلاء غشاء أبصاركم،»«» و بردن پوشش چشمهاى شما.
استعار لفظ الغشاء لما يعرض من ظلمة الجهل الحاجبة عن إدراك الحقائق.
«و أمن فزع جأشكم، و ضياء سواد ظلمتكم.» و ايمنى ترس دل شما، و روشنى سياهى تاريكى شما.
استعار لفظ سواد الظلمة لظلمة الجهل.
«فاجعلوا طاعة اللّه شعارا دون دثاركم، و دخيلا دون شعاركم،» پس بگردانيد فرمانبردارى خداى را جامه اندرونى در شيب جامه زيرين، و دوست درونى در شيب جامه اندرونى.
استعار لفظ الشعار- و هو ما يلي الجسد من الثياب- للتقوى، و هو أمر بلزومها و مباشرة القلوب بها، إذ الشعار أدخل من الدثار ثمّ أكّد أمرهم بلزومها باتّخاذها دخيلا تحت الشعار، و هو أمر بالإخلاص فيها و جعلها ملكة، و فسّر ذلك بقوله: «و لطيفا بين أضلاعكم،» و لطيفى ميان استخوانهاى پهلوى شما. كنّى بلطفها عن تصوّرها و اعتقادها، و كنّى بكونها من أضلاعهم عن إيداعها القلوب.
«و أميرا فوق اموركم» و امر كننده بالاى امرهاى شما.
استعار لفظ الأمير لها باعتبار وجوب إكرامها و الائتمار لها.
«و منهلا لحين وردكم،»«» و چشمهاى است از براى حين آبشخور شما.
استعار لفظ المنهل- و هو المورد- باعتبار أنّها مطيّة التروى من شراب الأبرار.
«و شفيعا لدرك طلبتكم،» و شفاعتكنندهاى است از براى يافتن مطلوب شما.
«و جنّة ليوم فزعكم،» و سپرى است از براى روز خوف شما.
«و مصابيح لبطون قبوركم،» و چراغها است از براى اندرونهاى قبرهاى شما.
استعار لفظ المصباح لإضاءتها القلوب.
«و سكنا لطول وحشتكم،» و انس و آرامشى است از براى درازى وحشت شما.
«و نفسا لكرب مواطنكم.» و آسايش است از براى اندوه حربگاههاى شما.
«فإنّ طاعة اللّه حرز من متالف مكتنفة،» پس بدرستى كه فرمانبردارى خداى حرز است و حفظ از رذايل گرد نفس در آمده.
«و مخاوف متوقّعة، و اوار نيران موقدة.» و از محال متوقّع الخوف اهوال چشم داشته آخرت، و از گرماى آتشهاى افروخته.
«فمن أخذ بالتّقوى عزبت عنه الشّدائد بعد دنوّها، و احلولت له الامور بعد مرارتها،» پس آن كس كه فرا گيرد تقوا را دور گردد از سختيها بعد از نزديك شدن او، و شيرين شود مر او را كارها بعد از تلخى او.
«و انفرجت عنه الأمواج بعد تراكمها،» و گشاده شود از او موجهاى اندوه و اهوال دنيا بعد از برهم نشستن او.
استعار لفظ الأمواج لأهوال الدنيا و غمومها، و لمّا كانت التقوى تستلزم سهولة تلك الأمور كان ذلك تفريجا لها.
«و أسهلت له الصّعاب بعد انصابها،» و آسان گردد مر او را سختيها بعد از تعبهاى او.
«و هطلت عليه الكرامة بعد قحوطها،» و پياپى ريزان شود بر او باران كرامت و گرامى داشتن بعد از قحط و تنگى آن.
«و تحدّبت عليه الرّحمة بعد نفورها،» و مهربان گردد بر او بخشايش خداى بعد از نفرت كردن او.
«و تفجّرت عليه النّعم بعد نضوبها،» و روان شود بر او مياه نعمتها بر او بعد از فرو رفتن آن به زمين.
«و وبلت عليه البركة بعد إرذاذها.» و ببارد بر او باران درشت بركت بعد از اندك باريدن او.
«فاتّقوا اللّه الّذى نفعكم بموعظته، و وعظكم برسالته، و امتنّ عليكم بنعمته.» بترسيد از خدايى كه نفع رسانيد شما را به پند دادن او، و پند داد شما را به پيغام فرستادن او، و منّت نهاد بر شما به نعمت خويش.
«فعبّدوا أنفسكم لعبادته،» پس ذليل گردانيد نفسهاى خود را از براى عبادت او.
«و اخرجوا إليه من حقّ طاعته.» و بيرون رويد به سوى او از حقّ فرمانبردارى او.
«ثمّ إنّ هذا الإسلام دين اللّه الّذى اصطفاه لنفسه،» باز، بدرستى كه اين اسلام دين خداست كه برگزيده است آن را از براى نفس خويش.
«و اصطنعه على عينه،» و ساخت او را بر عين عنايت خويش.
«و أصفاه خيرة خلقه،» و خالص گردانيد آن را از براى برگزيده خلق خود را- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- .
«و أقام دعائمه على محبّته.» و قائم داشته است ستونهاى دين خويش را بر محبّت او- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- . دعائم دين قواعد ثابته«» دين است در قلوب مؤمنين، و اقامت حقّ تعالى قواعد دين را بر محبّت فى قوله تعالى«»: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ.
«أذلّ الأديان بعزّه«»، و وضع الملل برفعه،» ذليل گردانيد جمله دينها را به عزّت اسلام، و وضع گردانيد ملّتها را به رفعت اسلام.
قال تعالى«»: لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ.
«و أهان أعداءه بكرامته، و خذل محادّيه بنصره، و هدم أركان الضّلالة بركنه.»
استعار لفظ أركان الضلالة لأهلها. يعنى خوار گردانيد دشمنان او را به گرامى داشتن او، و بىيارى دهنده گردانيد معارضان او را به نصرت دادن او، و ويران گردانيد اركان بنيان ضلالت را به ركن بيت هدايت«».
«و سقى من عطش من حياضه، و أتاءق الحياض بمواتحه.» استعار وصف السقى لإفاضة علوم الدين، و لفظ الحياض لعلماء الإسلام الذين هم أوعية العلوم و الحكم، و لفظ المواتح و هم المستقون لأئمّة الدين أيضا من الصحابة، و لفظ الحياض للمستفيدين.
يعنى و آشامانيد آن كس را كه تشنه آب علوم و حكم بود از حوضهاى زلال اسلام، و پر گردانيد حوضهاى حواصل متعطّشان و مستفيضان به افاضات ماء معين دين مستبين.
«ثمّ جعله لا انفصام لعروته، و لا فكّ لحلقته،» باز، گردانيد او را كه نه گسستن است مر گوشه او را، و نه جدا شدن است از يكديگر حلقه جماعت اهل او را.
استعار لفظ العروة لما يتمسّك به الإنسان منه، كالعقائد الحقّة و مكارم الأخلاق، و لفظ الحلقة لجماعته و أهله.
«و لا انهدام لأساسه، و لا زوال لدعائمه،» و نيست ويران شدن مر بناهاى او را كه كتاب و سنّت است، و نيست زوالى مر ستونهاى قوانين او را.
استعار لفظ الأساس للكتاب و السنّة، و لفظ الدعائم لأهله أو لقوانينه.
«و لا جذّ لفروعه، و لا ضنك لطرقه،» و نيست انقطاعى فروع او را از مسائل و ابحاث متفرّعه بر او، و نيست ضيقى مر راههاى او را.
قال- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- «»: «اوتيت بالملّة السّمحة البيضاء». استعاروصف الجذّ لانقطاع المسائل و الأبحاث المتفرّعة عليه و تناهيها.
«و لا انقطاع«» لشجرته، و لا انقطاع لمدّته،» و نيست بركندن مر درخت اسلام را، و نيست منقطع شدن مدّت او را.
«و لا وعوثة لسهولته، و لا سواد لوضحه،» و نيست صعوبتى مر آسانى او را، و نيست سياهى مر ضياى او را.
«و لا عوج لانتصابه، و لا عصل فى عوده،» و نيست كجى مر پاى خواستن او را، و نيست انحرافى در چوب او.
«و لا وعث لفجّه، و لا انطفاء لمصابيحه، و لا مرارة لحلاوته.» و نيست دشخوارى پاى فرو رفتن مر راه گشاده او را، و نيست انطفايى و فرو نشستنى چراغهاى او را، و نيست تلخى مر شيرينى او را.
استعار لفظ المصابيح لعلمائه.
«فهو دعائم أساخ فى الحقّ أسناخها، و ثبّت لها آساسها،» پس اسلام ستونهايى است كه فرو برده است در حقّ اصول او، و ثابت داشته است مر اين دعائم را بناهاى او.
و لفظ الدعائم مستعار لقواعده، و هى العبادات لقوله- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- «»: «بنى الإسلام على خمس».
«و ينابيع غزرت عيونها،» و چشمههاى آب است كه بسيار است سرچشمه هاى او كه آب از آنجا منفجر مى شود.
استعار لفظ الينابيع لأصوله، و هى الكتاب و السنّة باعتبار تفجّر العلوم عنها، و لفظ العيون لمبادئ تلك الينابيع حيث صدرت.
«و مصابيح شبّت نيرانها،» و چراغهايى است كه افروخته است آتشهاى او.
«و منار اقتدى بها سفّارها،» و نشان در بيابان است كه اقتدا مىكنند به آن مسافران او يعنى سالكان سبيل اللّه.
«و أعلام قصد بها فجاجها،» و علمى چند است كه قصد كرده شده به او راههاى گشاده او.
[استعار] لفظ المنار و الأعلام لأمارات أحكام اللّه و أدلّته.
«و مناهل روى بها واردها.» و آبشخورى چند است كه سيراب شده به آن آيندهبان.
«جعل اللّه فيه منتهى رضوانه، و ذروة دعائمه، و سنام طاعته،» گردانيد خداى تعالى در اسلام نهايت خشنودى خويش، و بالاى ستونهاى دين او، و كوهان فرمانبردارى.
و الضمير فى دعائمه للّه، و دعائمه دعائم دينه و قواعده التي جعلها عمدة لخلقه فى صلاح أحوالهم، و بلفظ الذروة للإسلام باعتبار شرفه على سائر الأديان، فهو كالذروة لها.
«فهو عند اللّه وثيق الأركان، رفيع البنيان، منير البرهان، مضيء النّيران، عزيز السّلطان،» پس اسلام نزد خداى تعالى محكم است اركان او، بلند است جدران او.
[استعار لفظ البنيان للإسلام لما ارتقى إليه أهله من الشرف و الفضيلة.] نور دهنده است برهان او- و برهانه القرآن- و روشنىدهنده است نيران او.
[استعار لفظ النيران لعلومه.] و غالب است حجّت او.
«مشرف المنار، معور«» المثار.» بلند است علم اسلام، عاجزكننده خلق است از اثاره دفاين«» او.
إشراف مناره علوّ قدر أئمّته.
«فشرّفوه و اتّبعوه، و أدّوا إليه حقّه، و ضعوه مواضعه.» پس بزرگ داريد اسلام را و متابعت كنيد احكام او را، و ادا كنيد به او حقّ او را، و وضع كنيد او را در مواضع او.
«ثمّ إنّ اللّه سبحانه بعث محمّدا- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- بالحقّ حين دنا من الدّنيا الإنقطاع، و أقبل من الآخرة الإطّلاع،» باز، بدرستى كه خداى سبحانه بعث فرمود محمّد را- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- به حقّ و راستى، در حينى كه نزديك شده بود به دنيا منقطع شدن، و رو كرده بود از آخرت طالع شدن.
«و أظلمت بهجتها بعد إشراق، و قامت بأهلها على ساق،» و تاريك شده بود خوبى او بعد از روشن و تابان شدن، و قائم شده بود به اهل خود بر ساق شدّت و سختى.
«و خشن منها مهاد، و ازف منها قياد،» و زشت شده بود از دنيا بستر، و نزديك شده بود از او رسن بستن ستور«» را و كشيدن جهت، رحيل القياد حبل يقاد به الدابّة، أى دنا منها قيادها للرحيل.
«فى انقطاع من مدّتها، و اقتراب من أشراطها،» در منقطع شدن از مدّت او، و نزديك شدن از نشانههاى قيامت او، «و تصرّم من أهلها، و انفصام من خلقتها،»«» و بريدن شدن از اهل او، و شكسته شدن از خلقت او.
«و انتشار من سببها و عفاء من أعلامها، و تكشّف من عوراتها، قصر من طولها.» و پراكنده شدن از رسن او، و مندرس شدن«» از نشانههاى او، و هويدا شدن از عيبهاى او، و كوتاه شدن از درازى او.
«و جعله اللّه- سبحانه- بلاغا لرسالته، و كرامة لأمّته، و ربيعا لأهل زمانه، و رفعة لأعوانه، و شرفا لأنصاره.» گردانيد او را- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- خداى سبحانه از براى رسانيدن پيغام او، و عزيز داشتن امّت او، و بهارى مر اهل زمان او، و رفعتى مر معاونان او را، و شرفى مر نصرتدهندگان او را.
«ثمّ أنزل عليه الكتاب نورا لا تطفاء مصابيحه، و سراجا لا يخبو توقّده،» باز، فرو فرستاد بر او- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- كتاب را نورى كه فرو نمىنشيند چراغهاى او، و چراغى است كه فرو نمىميرد افروختن او.
«و بحرا لا يدرك قعره، و منهاجا لا يضلّ نهجه، و سراجا«» لا يظلم ضوءه،» و دريايى كه يافت نمىشود پايان او، و راه گشادهاى كه گم نمىشود طرق او، و چراغى كه تاريك نمىگردد روشنى او.
شعر:
صفت لطف و عزّت قرآن
هست بحر محيط عالم جان
قعر او پر ز درّ و پر گوهر
ساحلش پر ز عود و پر عنبر
زوست از بهر باطن و ظاهر
منشعب علم اوّل و آخر
پاك شو تا معانى مكنون
آيد از پنجره حروف بيرون
«و فرقانا لا يخمد برهانه، و بنيانا«» لا تهدم أركانه،» و فرق كننده ميان حقّ و باطل كه فرو نمىنشيند آتش برهان و بيان او، و بنايى افراشته كه ويران نمىگردد جدران او.
«و شفاء لا تخشى أسقامه،» و شفا از مرض جهل كه ترسيده نمى شوند از بيماريهاى او.
آيت او شفاى جان تقى
رايتش درد و اندهان شقى
«و عزّا لا تهزم أنصاره،» و عزّتى است كه به هزيمت نمىروند نصرتدهندگان او.
«و حقّا لا تخذل أعوانه.» و حقّ ثابت است كه بىنصرت دادن نمىشوند معاونان او.
هم جليل است با نقاب جلال
هم دليل است با نقاب دلال
سخن اوست واضح و واثق
حجّت اوست لايح و لايق
«فهو معدن الإيمان و بحبوحته،» پس قرآن معدن ايمان است و ميان سراى او.
اصل ايمان و جان تقوا دان
كان ياقوت و گنج معنى دان
سطر قرآن و شطر ايمان است
كه از او راحت دل و جان است
«و ينابيع العلم و بحوره،» و چشمههاى دانش است و درياهاى آن.
هست قانون حكمت حكما
هست معيار عادت علما
«و رياض العدل و غدرانه،» و روضه هاى عدل است و آبگيرهاى او.
روضه انس عارفان است او
جنّة الأعلى روان است او
از در تن به منظر جان آى
به تماشا به باغ قرآن آى
تا به جان تو جمله بنمايد
آنچه بود آنچه هست آنچه آيد
درّ جان را حروف او در جست
چرخ دين را هدايتش برجست
«و أثافىّ الإسلام و بنيانه،» و ديگ پايههاى اسلام و جدران بناى او.
شعر:
از درون، شمع منهج اسلام
وز برون، حارس عقيده عام
«و أودية الحقّ و غيطانه.» و رودخانههاى حقّ است و زمينهاى فراخ نشيب آرميده.
«و بحر لا يستنزفه المستنزفون،» و دريايى كه نتوانند تمام آب آن كشيدن آب كشندگان.
«و عيون لا ينضبها الماتحون، و مناهل لا يغيطها الواردون،» و چشمه هايى كه فرو نمى برند آب آن را آب كشندگان، و آبشخورها كه كم نمى گردانند آن را آيندگان بر او.
«و منازل لا يضلّ نهجها المسافرون،» و منزلى چند كه گم نمى كنند راه روشن او مسافران.
استعار لفظ المنازل لمقاصد الكتاب باعتبار وقوف الأذهان عندها بعد قصدها.
«و أعلام لا يعمى عنها السّائرون،» و علمى چند است كه نابينا نمى شوند از آن سيركنندگان.
«و آكام لا يجوز عنها القاصدون.» و سر عقبهاى چند كه نمى گذرند از آن قاصدان.
«جعله اللّه ريّا لعطش العلماء، و ربيعا لقلوب الفقهاء،» گردانيده است خداى كتاب را سيرابى مر تشنگى عالمان را، و بهارى مر قلوب فقيهان را.
«و فجاج لطرق الصّلحاء، و دواء ليس بعده داء،» و راههاى گشاده است از براى طريقهاى صالحان، و دوايى است كه نيست بعد از او دردى.
«و نورا ليس معه ظلمة،» و روشنى است كه نيست با او تاريكى.
عجب نبود كه از قرآن نصيبت نيست جز نقشى
كه از خورشيد جز گرمى نبيند چشم نابينا
عروس حضرت قرآن، نقاب آنگه براندازد
كه دار الملك ايمان را مجرّد بيند از غوغا
«و حبلا وثيقا عروته، و معقلا منيعا ذروته،» و بندى است كه محكم است گوشه او، و پناهى است كه استوار است سر او.
«و عزّا لمن تولّاه، و سلما لمن دخله،» و عزّت است مر كسى را كه متصدّى و متوجّه او گردد، و سلامتى است مر كسى را كه داخل شود او را.
«و هدى لمن ائتمّ به،» و هدايتى است مر كسى را كه اقتدا كند به او.
«و عذرا لمن انتحله،» و عذرى است مر كسى را كه حمل مشاقّ آن نسبت به نفس خود كند.
أى لمن نسب نفسه أىّ جملة و أنّه من أهله معتذرا من تكليف شاقّ.
«و شاهدا لمن خاصم به، و فلجا لمن حاجّ به،» و گواهى است مر كسى را كه خصومت كند به او، و فوز و ظفر است مر كسى را كه حجّت گويد به او.
«و حاملا لمن حمله، و مطيّة لمن أعمله،» و بردارنده است كسى را كه بردارد او را،- حمله لمن حمله قيامه بصلاح حاله فى الدارين- و بارگيرى است كسى را كه اعمال او كند.
استعار لفظ المطيّة لأدائه بصاحبه فى سبيل اللّه إلى الجنّة.
«و آية لمن توسّم،» و آيتى است مر كسى را كه تدبّر كند او را، كقوله تعالى : إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ.
«و جنّة لمن استلئم،» و سپر است مر كسى را كه زره پوشد.
«و علما لمن وعى،» و دانش است مر كسى را كه نگاه دارد او را.
«و حديثا لمن روى،» و حديث است مر كسى را كه روايت كند.
أى قولا و كلاما لمن نقله، كما قال اللّه تعالى«»: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ،- الآية- و فائدة وصفه بذلك أنّ فيه غنية لمن أراد أن يتحدّث بحديث غيره ممّا لا يفيد فائدته.
«و حكما لمن قضى.» و در اوست حكم از براى كسى كه قضا كند.
و روى حكما أى حاكما.
قرآن كه با آى و سور دارد ز اعجازش اثر
از مثل آن عاجز شمر فكر همه اهل بيان
هر حرف از آن خوش زمزمه از بهر تلقين همه
سرّ ازل را ترجمه راز ابد را ترجمان
فى العوارف: «قال اللّه تعالى لنبيّه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ«» و سئلت عن أحد أزواجه- صلّى اللّه عليه و آله- عن خلقه- عليه أفضل الصلوات و أكمل التحيّات- قالت: «كأنّ خلقه القرآن»، و فيه رمز غامض و إيماء خفىّ إلى الأخلاق الربّانية. عن ابن عبّاس إنّ رجلا قال: يا رسول اللّه أىّ العمل أحبّ إلى اللّه تعالى قال: «الحال المرتحل». قال: ما الحال المرتحل قال: «فتح القرآن و ختمه صاحب القرآن، يضرب من أوّله إلى آخره، و من آخره إلى أوّله، كلّما حلّ ارتحل».
و ممّا يدلّ على أنّ قراءة القرآن أفضل الأعمال، ما روى عن أحد أصحابه أنّه قال: قال النبىّ- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «ألا انبّئكم بخير أعمالكم، و أزكيها عند مليككم، و أرفعها فى درجاتكم، و خير لكم من إنفاق الذّهب و الورق، و خير لكم أن تلقوا عدوّكم فتضربوا أعناقهم و يضربون أعناقكم» قالوا: بلى. قال: «ذكر اللّه صدق رسول اللّه و قراءة القرآن أفضل الإذكار.» فمن أعطى القرآن فقرأه كان أفضل الناس و كان أكثرهم حسنات، لأنّ النبىّ- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- أخبر: «إنّ القارى للقرآن له بكلّ حرف عشر حسنات»«».
قال الفرغانى- رحمه اللّه- : «لمّا كان الكتاب القرآنى المحمّدى أجمع الكتب لمعانى جميعها، لكونه ترجمة معانى الحقائق الإلهية و الكونية، و ترجمة أحوالها و أحكام تفاصيلها فى تنزّلها، أوّلا لتحقيق الكمال الأسمائى، و ثانيا لاستجلاء كمالها الذاتى، من حيث مظهر جامع إجمالى، و من حيث المظاهر التفصيلية التابعة لذلك الجامع الذى هو الصورة المحمّدية- عليها الصلاة و التحيّة- و متضمّنا ترجمة أحوال ذلك المظهر المحمّدى، و ترجمة أفعاله و أخلاقه، و بيان طرف ظهوره بوصف الكمال، و ترجمة أحوال متابعيه و أخلاقهم، و طرق وصول كلّ منهم إلى كمال المختصّ به، و متضمّنا أيضا بيان وضع شريعة كاملة جامعة حافظة اعتدال جميع ما ذكرنا من المظاهر و الحقائق، و وحدة التجلّى الأوّل و أسمائه فى تنزّله، لا جرم كان هذا الكتاب و الشريعة مغنيين بحكم جمعيّتهما التامّة و بيانهما الوافى عن وضع كتاب آخر أو شرع بالنسبة إلى مظهر كلّ اسم كلّى من الأسماء الكلّية المتنوّعة.
فإنّه بموجب وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ مشتمل على كلّ أمر كلّى أو جزئى يقع فى الظهور الوجودى من الأزل إلى الأبد، متعيّنا من التجلّى الأوّل الجامع جميع أحكام الأزلية و الأبدية. فيفهم و يستنبط من عباراته و إشاراته و دلالاته و مفهوماته، كلّ إمام مرشد منوّر عقله و قلبه أو روحه و سرّه، بنور الإيمان و الشرع أو نور الهداية الخاصّة أو نور الشهود، دقائق علوم الشريعة و علوم الطريقة و علوم الحقيقة، و يهدى بذلك من يكون تابعا خصوصا و لكلّه عموما.» قال الشيخ فى نقش الفصوص، فصّ حكمة فردية فى كلمة محمدية : «معجزته القرآن» القرآن هو الجمع بحسب اللغة، سمّى القرآن المجيد قرآنا لجمعه جميع الكتب السماوية و الآيات المختلفة. فمعنى قوله: «معجزته القرآن» أنّ معجزة محمّد- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- جمعه جميع الحقائق الإلهية و الكونية و كونه أحدية جمعها، لأنّه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- أعجز غيره عن التحقّق بتلك الرتبة. «و الجمعية إعجاز على أمر واحد» أى الجمعية على أمر واحد إعجاز «لما هو الإنسان عليه من الحقائق المختلفة» التي هو أحدية جمعها، و بهذا أعجز غيره من الملائكة «كالقرآن بالآيات المختلفة» و هو الجمعية المعجزة للغير عن تلك الجمعية.
حاصل الكلام آنكه انسان به واسطه احديت جمع حقايق مختلفه، اعجاز غير كرده از اين وصف، و محمّد- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- به احديت جمع جميع حقايق اعجاز غير خود از انبيا و كمّل كرده، و قرآن كريم به احديت جمع جميع ما فى الكتب السماوية اعجاز كرده ساير كتب را از اتّصاف به اين صفت.
قد ورد عن النبىّ- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- أنّه قال : «أنزل اللّه مائة و أربع كتب من السّماء، فأودع علوم المائة فى الأربع، و هى التّورية و الإنجيل و الزّبور و الفرقان، ثمّ أودع علوم هذه الأربع فى القرآن، ثمّ أودع علوم القرآن فى المفصّل، ثمّ أودع علوم المفصّل فى الفاتحة. فمن علم تفسير الفاتحة علم تفسير جميع الكتب المنزلة، و من قرأها كأنّما قرأ التّورية و الإنجيل و الزّبور و الفرقان.» و قال إمام الموحّدين- عليه الصلاة و السلام- : «العلم نقطة كثّرها الجاهلون» و قال- عليه تحيّة اللّه و سلامه- : «جميع أسرار اللّه تعالى فى الكتب السّماوية، و جميع ما فى الكتب السّماوية فى القرآن، و جميع ما فى القرآن فى فاتحة الكتاب، و جميع ما فى فاتحة الكتاب فى بسم اللّه، و جميع ما فى بسم اللّه فى باء بسم اللّه، و جميع ما فى باء بسم اللّه فى النّقطة تحت الباء و أنا النّقطة تحت الباء.»
منهاج الولاية في شرح نهج البلاغة، ج 1 عبدالباقی صوفی تبریزی (تحقیق وتصیحیح حبیب الله عظیمی) صفحه 507-522