خطبه 178 صبحی صالح
و من خطبه له ع
لاَ یَشْغَلُهُ شَأْنٌ عَنْ شَاءْنٍ، وَ لاَ یُغَیِّرُهُ زَمَانٌ، وَ لاَ یَحْوِیهِ مَکَانٌ وَ لاَ یَصِفُهُ لِسَانٌ، لاَ یَعْزُبُ عَنْهُ عَدَدُ قَطْرِ الْمَاءِ، وَ لاَ نُجُومِ السَّمَاءِ، وَ لاَ سَوَافِی الرِّیحِ فِی الْهَوَاءِ وَ لاَ دَبِیبُ النَّمْلِ عَلَى الصَّفَا وَ لاَ مَقِیلُ الذَّرِّ فِی اللَّیْلَهِ الظَّلْمَاءِ، یَعْلَمُ مَسَاقِطَ الْاءَوْرَاقِ وَ خَفِیِّ طَرْفِ الْاءَحْدَاقِ.
وَ اءَشْهَدُ اءَنْ لاَ إِلَهَ إِلا اللَّهُ غَیْرَ مَعْدُول -ٍ بِهِ وَ لاَ مَشْکُوکٍ فِیهِ وَ لاَ مَکْفُورٍ دِینُهُ وَ لاَ مَجْحُودٍ تَکْوِینُهُ، شَهَادَهَ مَنْ صَدَقَتْ نِیَّتُهُ وَ صَفَتْ دِخْلَتُهُ وَ خَلَصَ یَقِینُهُ وَ ثَقُلَتْ مَوَازِینُهُ.
وَ اءَشْهَدُ اءَنَّ مُحَمَّدا عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ الَمْجُتْبَىَ مِنْ خَلاَئِقِهِ وَ الْمُعْتَامُ لِشَرْحِ حَقَائِقِهِ وَ الْمُخْتَصُّ بِعَقَائِلِ کَرَامَاتِهِ وَ الْمُصْطَفَى لِکَرَائِمِ رِسَالاَتِهِ وَ الْمُوَضَّحَهُ بِهِ اءَشْرَاطُ الْهُدَى وَ الْمَجْلُوُّ بِهِ غِرْبِیبُ الْعَمَى .
اءَیُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الدُّنْیَا تَغُرُّ الْمُؤَمِّلَ لَهَا وَ الْمُخْلِدَ إِلَیْهَا وَ لاَ تَنْفَسُ بِمَنْ نَافَسَ فِیهَا وَ تَغْلِبُ مَنْ غَلَبَ عَلَیْهَا، وَ ایْمُ اللَّهِ مَا کَانَ قَوْمٌ قَطُّ فِی غَضِّ نِعْمَهٍ مِنْ عَیْشٍ فَزَالَ عَنْهُمْ إِلا بِذُنُوبٍ اجْتَرَحُوهَا، لِاءَنَّ اللّهَ لَیْسَ بِظَلاّ مٍ لِلْعَبِیدِ وَ لَوْ اءَنَّ النَّاسَ حِینَ تَنْزِلُ بِهِمُ النِّقَمُ وَ تَزُولَ عَنْهُمُ النِّعَمُ فَزِعُوا إِلَى رَبِّهِمْ بِصِدْقٍ مِنْ نِیَّاتِهِمْ وَ وَلَهٍ مِنْ قُلُوبِهِمْ لَرَدَّ عَلَیْهِمْ کُلَّ شَارِدٍ وَ اءَصْلَحَ لَهُمْ کُلَّ فَاسِدٍ.
وَ إِنِّی لَاءَخْشَى عَلَیْکُمْ اءَنْ تَکُونُوا فِی فَتْرَهٍ وَ قَدْ کَانَتْ اءُمُورٌ مَضَتْ مِلْتُمْ فِیهَا مَیْلَهً کُنْتُمْ فِیهَا عِنْدِی غَیْرَ مَحْمُودِینَ وَ لَئِنْ رُدَّ عَلَیْکُمْ اءَمْرُکُمْ إِنَّکُمْ لَسُعَدَاءُ وَ مَا عَلَیَّ إِلا الْجُهْدُ وَ لَوْ اءَشَاءُ اءَنْ اءَقُولَ لَقُلْتُ: عَفَا اللّهُ عَمّ اسَلَفَ.
الباب الثانی فى نعت رسول اللّه و خصائص آله
خطبه 178
و من خطبة له- عليه الصّلوة و السّلام- : «و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله المجتبى من خلائقه،» و گواهى مى دهم كه محمّد بنده او و رسول اوست برگزيده از جميع خلايق او،
شعر:
محمّد، كآفرينش را نشان اوست
سرافرازى، كه تاج سركشان اوست
طراز كارگاه آفرينش
چراغ افروز چشم اهل بينش
به معنى كيمياى خاك آدم
به صورت توتياى چشم عالم
صلّى اللّه عليه و آله و سلّم «و المعتام لشرح حقائقه،» و اختيار كرده شده از ميان انبيا براى شرح حقايق اسمائى و حلّ دقايق اسرار الهى.
عطّار:
ز قوم آموز سرّ لا يزالى
جهانافروز اقليم معالى
مجالس گوى راز پادشاهى
معمّا دان اسرار الهى
حديقه:
آمد اندر جهان جان همه كس
جان جان را محمّد آمد و بس
او سرى بود و عقل گردن او
او دلى بود و انبيا تن او
همه شاگرد و او مدرّسشان
همه مزدور و او مهندسشان
در كتاب مقصد اقصى است: بدان كه شريعت گفت پيغمبر است، و طريقت كرد پيغمبر است، و حقيقت ديد پيغمبر، چنان كه فرموده- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «الشّريعة أقوالى و الطّريقة أفعالى و الحقيقة أحوالى». اى درويش آنان كه از هر سه مرتبه خبر دارند كاملاناند، و ايشان ائمّه اند- صلوات اللّه و سلامه عليهم- كه پيشواى خلقاند، و طايفه[اى] كه دو دارند هنوز در راهند، و آن طايفه كه از هر سه خبر ندارند، ناقصاناند أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ
قال صاحب العوارف: «يقال: الشريعة كالسفينة، و الطريقة كالبحر، و الحقيقة كالدرّ. فمن أراد الدرّ ركب السفينة، ثمّ شرع فى البحر، ثمّ وصل إلى الدرّ. فأوّل شيء وجب على الطالب هو الشريعة، و المراد بالشريعة ما أمره اللّه- تعالى- و رسوله من الأوامر و النواهى، و الطريقة الأخذ بالتقوى و ما يقرّبك إلى المولى من قطع المنازل و المقامات، و أمّا الحقيقة فهى وصول إلى المقصد، و مشاهدة نور التجلّى، كما قال- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- لحارثة : «لكلّ حقّ حقيقة، فما حقيقة إيمانك يا حارثة فأجاب و قال: عزفت نفسى عن الدّنيا فاستوى عندى حجرها و مدرها، و ظمأت«» نهارى و أسهرت ليالى»- الحديث- فتمسّكه بدين اللّه و قيامه بأمره شريعة، و أخذه بالأحوط و العزيمة بسهره و ظمائه و عزوف نفسه عن المشهيات طريقة، و انكشافه عن أحوال الآخرة و وجدانه ذلك حقيقة.» «و المختصّ بعقائل كراماته،» و مخصوص به نفايس آنچه كرامت كرده به بندگان خود از تخلّق به اخلاق الهيه، و تحقّق به مضاهات«» با كمالات الهيه.
فى الفتوحات المكّية «السؤال الثامن و الأربعون من أسئلة الحكيم الترمذى:
إنّ للّه مائة و تسعة عشر خلقا، ما تلك الأخلاق الجواب: إنّ هذه الأخلاق مخصوصة بالأنبياء- عليهم السلام- ليس لمن دونهم فيها ذوق و لكن لمن دونها تعريفاتها، فيكون عن تلك التعريفات أذواق و مشارب لا يحصيها إلّا اللّه علما و عددا.» «و للرسل«» منها على قدر ما نزل فى كتبهم و صحفهم إلّا محمّدا- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- فإنّه جمعها كلّها، بل جمعت له عناية أزلية. قال تعالى:«» تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ، فيما لهم به من هذه الأخلاق.
فاعلم أنّ اللّه تعالى لمّا خلق الخلق خلقهم أصنافا، و جعل فى كلّ صنف خيارا، و اختار من الخيار خواصّ و هم المؤمنون، و اختار من المؤمنين خواصّ و هم الأولياء، و اختار من هؤلاء الخواصّ خلاصة و هم الأنبياء، و اختار من الخلاصة نقاوة و هم أنبياء الشرائع المقصورة عليهم، و اختار من النقاوة شرذمة قليلة هم صفاء النقاوة المروّقة و هم الرسل أجمعهم، و اصطفى واحدا من خلقه هو منهم و ليس منهم، هو المهيمن«» على جميع الخلائق، جعله عمدا أقام عليه قبّة الوجود، جعله أعلى المظاهر و أسناها، صحّ له المقام تعيينا و تعريفا، فعلّمه قيل: وجود طينة البشر، و هو محمّد رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- لا تكاثر و لا تقاوم«»، هو السيّد و من سواه سوقة. قال عن نفسه: «أنا سيّد النّاس و لا فخر» – بالراء و الزاء، روايتان- أى أقولها غير متبجّح«» بباطل، أى أقولها و لا أقصد الافتخار على من بقى من العالم، فإنّى و إن كنت أعلى المظاهر الإنسانية، فأنا أشدّ الخلق تحقّقا بعينى.
فليس الرجل من تحقّق بربّه، و إنّما الرجل من تحقّق بعينه، لما علم أنّ اللّه أوجده له- تعالى- لا نفسه«»، و ما فاز بهذه الدرجة ذوقا إلّا محمّد- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- و كشفا إلّا الرسل، و راسخوا علماء هذه الأمّة المحمّدية و من سواهم فلا قدم لهم فى هذا الأمر.» و قال فى موضع آخر: «الأولياء الأكابر علموا أنّ اللّه تعالى ما خلقهم لهم، و لا لأحد من خلقه، بالتعلّق بالقصد الأوّل، و إنّما خلقهم اللّه- سبحانه- له، فشغلوا أنفسهم ممّا خلقوا له، و ما سوا ما ذكرنا ما علم أنّ اللّه- تعالى- أوجده له تعالى، بل يقولون إنّما أوجد العالم للعالم. فرفع بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا«» و هو غنىّ عن العالمين. هذا مذهب جماعة من العلماء باللّه.
و قد روى خبر النبىّ- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- عن موسى- عليه السلام- : «إنّ اللّه أنزل فى التورية: يا ابن آدم خلقت الأشياء من أجلك، و خلقتك من أجلى، فلا تهلك ما خلقت من أجلى فيما خلقت من أجلك و قال تعالى:«» وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ. «و المصطفى لمكارم«» رسالاته،» و برگزيده از براى مكرمتهاى رسالات عامّه جامعه شامله بر جميع رسالات انبيا، چه از زمان آدم تا قيام قيامت، ملك نبوّت از آن حضرت سلطان رسالت است، و جميع شرايع شريعت او، و ساير انبيا نايبان و خلفاى ديوان رسالت او.
لابن فارض من اللسان المحمّدى:
و كلّهم عن سبق معناى دائر
بدائرتى أو وارد من شريعتى
و ما منهم إلّا و قد كان داعيا
به قومه للحقّ عن تبعيّتى
«و الموضّحة به أشراط الهدى، و المجلوّ به غربيب العمى.» و واضح و روشن كرده باشد به او علامتهاى هدايت، و جلا داده گشت به او ظلمت جهل و كورى دل.
شعر:
أنت ضوء اليوم يا شمس الضحى
أنت بدر الليل يا نور الهدى
أنت مصباح الهيامى فى الدجى
وجهك المأمول أقصى المرتجى
قاسم:
شادند اهل عالم و هنگام شادى است
كاندر زمانه مهدى آخر زمان رسيد
آسودهايم و خاطر ما شاد و خرّم است
چون فيض فضل يار جهان در جهان رسيد
سرّى كه كائنات به جان طالب ويند
منّت خداى را كه به ما رايگان رسيد
بشنيد هر كه گوش و دلى داشت قاسمى
گلبانگ وصل او كه به كون و مكان رسيد
بدان كه اختصاص حضرت رسالت- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- از ميان انبيا به شرح حقايق، كما قال: «المعتام لشرح حقائقه»، بنا بر آن است كه اسماى الهيه كه آدم- عليه السلام- حامل كلّ آن است و به آن معلّم و مدرّس ملائك است، حضرت رسالت- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- حامل حقايق و معانى آن اسما است و مسمّى به كلم الهيه است.
آنچه او آنجا به بينايى رسيد
هر نبى آنجا به دانايى رسيد
قال- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- :«» «اوتيت جوامع الكلم».
شعر:
بو البشر كو بود استاد سروش
داشت در اسما به تعليم تو گوش
تا به اسماى ملائك كار داشت
رايت دانش به گردون مىفراشت
پاى چون در مكتب عشقت نهاد
آيه «لا تقربا»«» رفتش ز ياد
فى الفتوحات المكّية: «إنّ آدم حامل الأسماء كلّها، و محمّد- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- حامل معانى تلك الأسماء التي حملها آدم- عليه السلام- [و آن كلم است]. و من حصل له الذات فالأسماء تحت حكمه، و ليس من حصل له الأسماء أن يكون الشيء عنده محصّلا. فمحمّد- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- للجمع، و آدم للتفريق.»
شعر:
اى كليد جمله مخزنهاى حقّ
اى مسمّاى همه اسماى حقّ
جوهر كان لؤلؤ دريا تويى
سرّ معنى در همه اشيا تويى
و قال فى كتاب عنقاء المغرب: «فكان محمّد- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- نسخة حقّ بالإعلام، و كان آدم نسخة منه بالتمام، و كنّا نحن منهما عليهما السلام، و كان العالم- أسفله و أعلاه- نسخة منّا، و انتهت الأقلام. فرجع الكلّ إلى من اوتى جوامع الكلم. قال- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : اوتيت جوامع الكلم.»
به هيچ صورتى اندر نيايد اين همه معنى
به هيچ سورهاى اندر نيايد اين همه آيت
شعر:
و كلّ آى أتى الرسل الكرام بها
فإنّما اتّصلت من نوره بهم
فإنّه شمس فضل هم كواكبها
يُظْهِرْنَ أنوارها للناس فى الظلم
حتّى إذا طلعت فى الكون عمّ هدى
للعالمين و أحيت سائر الأمم
قاسم:
الا اى احمد مرسل چراغ مسجد و منبر
تويى سيّد، تويى سرور، تويى مقصود استقصى
شريعت از تو روشن شد، طريقتها مبرهن شد
حقيقتها معيّن شد، زهى «يس» زهى «طه»
ز هر كامل كه پيش آمد، كمالات تو پيش آمد
مثال كاملان با تو، مثال پشه با عنقا
تو دارى مقصد أقصى، تو دارى قرب أو أدنى
همه دردند و تو صافى، همه صافند و تو أصفى
جهان مستان عشق تو، زهى دستان عشق تو
همه حيران عشق تو، اگر والى اگر والا
مولانا فرمايد:
ز تو زاد آدم ز تو رست عالم
پرىّ و ملك را تويى زندگانى
چنان كاين تن و دل بود زنده از جان
جهان را و جان را حياتى و جانى
قال تعالى:«» اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ، تا نپندارى كه عالم بىاشعه نور الهى متصوّر الوجود است، باز«» تا گمان نبرى كه عالم ممكن است كه بىواسطه مطرح انعكاس آن نور صرف گردد. قال- عزّ شأنه عن الأمثال- : مَثَلُ نُورِهِ اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ، يعنى نور وحدانى مصباح ذات احدى از زجاجه روح محمّدى منعكس مىگردد، و به مشكات سماوات و ارضين شعاع مىاندازد. قال كعب الاحبار و ابن جبير: المراد بالنور الثاني هنا محمّد- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- ، فقوله: مَثَلُ نُورِهِ أى نور محمّد- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- .
عطّار:
اى وجودت عكس خورشيد جلال
پرتوى از آفتاب لا يزال
سالكان را آخرين منزل تويى
صد جهان در صد جهان حاصل تويى
هم تو جانى هم جهان مطلقى
هم دم رحمان و هم نفخ حقى
در دو عالم هر چه پيدا و نهان است
جمله آثار جهانافروز جان است
اصل جان نور مجرّد دان و بس
يعنى آن نور محمّد دان و بس
پس جميع ذرّات موجودات را به حكم خلق جديد آنا فآنا، من الأزل إلى الأبد، از روح فيّاض محمّدى كه نفس رحمانى است، حياتى مجدّد مىرسد.
شعر:
يك نفس است اين ابد الدّهر و بس
هر دو جهان زنده اين يك نفس
اين نفس است آنكه چو دم در دمد
از چمن تن، گُل جان بر دمد
فى كتاب عنقاء المغرب: «الروح المضاف إلى الحقّ الذى نفخ منه فى عالم الخلق، هى الحقيقة المحمّدية القائمة بالأحدية.»
شعر:
أنت روح الحقّ محيى آدم
يا أبا الأرواح جدّ العالم
أنت حبّى حبّ زرع العالم
ز آن سبب هم اوّلى هم خاتمى
للشيخ ابن الفارض من اللسان المحمّدى، عليه صلوات اللّه الأبدى
[شعر]:
و إنّى و إن كنت ابن آدم صورة
فلى فيه معنى شاهد بأبوّتى
و لولاى لم يوجد وجود و لم يكن
شهود و لم تعهد عهود بذمّتى
فلا حىّ إلّا عن حياتى حياته
و طوع مرادى كلّ نفس مريدة
و لا قائل إلّا بلفظى محدّث
و لا ناظر إلّا بناظر مقلتى
و لا منصت إلّا بسمعى سامع
و لا باطش إلّا بأزلى و شدّتى
و لا ناطق غيرى و لا ناظر و لا
سميع سوايى من جميع الخليقة
مغربى:
خورشيد آسمان ظهورم عجب مدار
ذرّات كائنات اگر گشت مظهرم
ارواح قدس چيست نمودار معنيم
اشباح انس چيست نگه دار پيكرم
فى الجملة مظهر همه اسماست ذات من
بل اسم اعظم به حقيقت چو بنگرم
قاسم:
چو عكس مشرق صبح ازل هويدا شد
جمال عشق ز ذرّات كون پيدا شد
در خزانه رحمت، به قفل حكمت بود
زمان دولت ما در رسيد و در وا شد
بجز در آيينه جان ما نكرد ظهور
جمال عشق كه هم اسم و هم مسمّا شد
حديث دوست به بازار كاينات رسيد
قيامتى كه نهان بود آشكارا شد
هزار جان مقدّس فداى شاه عرب
كه عيش قاسمى از عشق او مهيّا شد
قال فى كتاب نقش الفصوص:«» «فهو عبد للّه«»، ربّ بالنسبة إلى العالم،» أى يربّيه كما يربّى الروح البدن «و من هاهنا يعلم«» أنّه نسخة من الصورتين: صورة الحقّ [بربوبية باطنه] و صورة العالم [بمربوبية ظاهره].» و قال فى إنشاء الدوائر:«» «الإنسان نسختان: نسخة ظاهرة و باطنة. فنسخته الظاهرة مضاهية للعالم بأسره، و نسخته«» الباطنة مضاهية للحضرة الإلهية.»
شعر جامى:
درياى امكان و قدم بودند در طغيان به هم
او در ميانشان از كرم شد برزخ لا يبغيان
بحرى است جان انورش، ساحل لب جان پرورش
باشد طفيل گوهرش كار «كن، فكان»
فى عرائس التفسير:«» «افهم أنّ جميع الخلائق صورة مخلوقة مطروحة فى فضاء القدرة، بلا روح حقيقته منتظرة لقدوم محمّد- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- . فإذا قدم فى العالم صار العالم حيّا بوجوده، لأنّه روح جميع الخلائق. قال تعالى: وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ«».»
شعر:
محمّد كآفرينش زو نمودى است
بر او از آفريننده درودى است
نگويم كآفرينش زو مدد يافت
كه تفصيلش مدد ز اجمال خود يافت
شعاعى مهر از نور بسيطش
حبابى چرخ از بحر محيطش
از او بينايى اندر چشم بينش
رخش چشم و چراغ آفرينش
مدد زو جمله عالم را دمادم
تن او عالم و او جان عالم
صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال فى الباب السادس و الأربعين و ثلثمائة من الفتوحات المكّية«» «اعلم أنّ مرتبة الإنسان الكامل من العالم مرتبة النفس الناطقة من الإنسان، و هو الكامل الذى لا أكمل منه، و هو محمّد- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- و مرتبة الكمّل من الأناسى النازلين عن درجة هذا الكمال الذى هو الغاية من العالم منزلة القوى الروحانية من الإنسان، و هم الأنبياء- صلوات اللّه و سلامه عليهم- . و منزلة من نزل فى الكمال عن درجة هؤلاء من العالم منزلة القوى الحسّية من الإنسان،و هم الورثة- رضى اللّه عنهم- . و ما بقى ممّن هو على صورة الإنسان فى الشكل هو من جملة الحيوان، فهم بمنزلة الروح الحيوانى فى الإنسان الذى يعطى النموّ و الإحساس.
و اعلم أنّ العالم اليوم بفقد جمعية محمّد- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- فى ظهوره روحا و جسما و صورة و معنى نائم، لا ميّت. فإنّ روحه الذى هو محمّد- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- هو من العالم فى صورة المحلّ الذى هو فيه روح الإنسان عند النوم إلى يوم البعث الذى هو مثل يقظة النائم هنا.
و إنّما قلنا فى محمّد- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- على التعيين، إنّه الروح الذى هو النفس الناطقة فى العالم لما أعطاه الكشف، و قوله- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : إنّه سيّد الناس و العالم من الناس، فإنّه الإنسان الكبير فى الجرم، و المقدّم فى التسوية و التعديل ليظهر عنه صورة نشأة محمّد- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- ، كما سوّى اللّه جسم الإنسان و عدّله قبل وجود روحه، ثمّ نفخ فيه من روحه روحا كان به إنسانا تامّا، أعطاه بذلك خلقه و نفسه«» الناطقة، فقبل ظهور نشأته- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- كان العالم فى حال التسوية و التعديل، كالجنين فى بطن امّه و حركته بالروح الحيوانى منه الذى صحّت له به الحياة.
فأجل ذكرك فيما ذكرته لك، فإذا كان فى القيامة حيى العالم كلّه بظهور نشأته مكمّلة- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- موفر القوى، و كان أهل النار الذين هم أهلها فى مرتبتهم فى إنسانية العالم مرتبته«» ما ينمو من الإنسان، فلا يتّصف بالموت و لا بالحياة، و لذا ورد فيهم النصّ من رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : إنّهم لا يَمُوتُونَ فيها وَ لا يَحْيَونَ، و قال اللّه فيهم: لا يَمُوتُ فِيها وَ لا يَحْيى. و الملائكة من العالم كلّه كالصور الظاهرة فى خيال الإنسان و كذلك الجنّ. فليس العالم إنسانا كبيرا إلّا بوجود الإنسان الكامل الذى هو نفسه الناطقة، كما أنّ نشأة الإنسان لا يكون إنسانا إلّا بنفسها الناطقة، و لا يكون كاملة هذه النفس الناطقة من الإنسان إلّا بالصورة الإلهية المنصوص عليها من الرسول- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- .
فكذلك نفس العالم الذى هو محمّد- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- حاز درجة الكمال، بتمام الصورة الإلهية فى البقاء، و التنوّع فى الصور، و بقاء العالم به. فقد بان لك حال العالم قبل ظهوره- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- أنّه كان بمنزلة الجسد المسوّى، و حال العالم بعد موته بمنزلة النائم، و حالة العالم ببعثه يوم القيامة بمنزلة الانتباه و اليقظة بعد النوم.
و اعلم أنّ الإنسان لمّا كان مثال الصورة الإلهية كالظلّ للشخص الذى لا يفارقه على كلّ حال، غير أنّه يظهر للحسّ تارة و يخفى تارة، فإذا خفى فهو معقول فيه، و إذا ظهر فهو مشهود بالبصر لمن يراه، فالإنسان الكامل فى الحقّ معقول فيه، كالظلّ إذا خفى فى الشخص«»، فلا يظهر، فلم يزل الإنسان أزلا، و لهذا كان مشهودا للحقّ، من كونه موصوفا بأنّ له بصرا. فلمّا مدّ الظلّ منه ظهر بصورته: أَ لَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَ لَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً«»، أى ثابتا فيمن هو ظلّه، فلا يمدّه. فلا يظهر له عين فى الوجود الحسّى إلّا اللّه«» وحده. فلم يزل مع اللّه و لا يزال مع اللّه، فهو باق ببقاء اللّه، و ما عدا الإنسان الكامل فهو باق بإبقاء اللّه.
و لمّا سوّى اللّه جسم العالم، و هو الجسم الكلّ الصورى فى جوهر الهباء، المعقول قبل فيض الروح الإلهى الّذى لم يزل منتشرا، غير معيّن، إذ لم يكن ثمّ من يعيّنه، فحيى جسم العالم به. فكما تضمّن جسم العالم شخصياته ، كذلك ضمّن«» روحه أرواح شخصياته. هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ«»، و من هناك قال من قال: إنّ الأرواح واحد العين فى أشخاص نوع الإنسان، و إنّ روح زيد هو روح عمرو و سائر أشخاص هذا النوع، و لكن ما حقّق صاحب هذا الأمر صورة هذا الأمر فيه، فإنّه كما لم يكن صورة جسم آدم جسم كلّ شخص من ذرّيّته، و إن كان هو الأصل الذى منه ظهرنا و تولّدنا، كذلك الروح المدبّرة لجسم العالم بأسره. كما أنّك لو قدّرت الأرض مستوية لا تَرى فِيها عِوَجاً وَ لا أَمْتاً ، و انتشرت الشمس عليها، أشرقت بنورها، و لم يتميّز النور بعضه عن بعضه، و لا حكم عليه بالتجزّى، و لا القسمة، و لا على الأرض، فلمّا ظهرت البلاد و الديار و بدت ظلالات هذه الأشخاص القائمة، انقسم النور الشمسى، و تميّز بعضه عن بعضه، لما طرأ من هذه الصورة فى الأرض.
فإذا اعتبرت هذا، علمت أنّ النور الذى يخصّ هذا المنزل، ليس النور الذى يخصّ المنزل الآخر و لا المنازل الآخر، و إذا اعتبرت الشمس التي ظهر منها هذا النور، أو هو عينها من حيث انفهاقه«»، قلت: الأرواح روح واحدة، و إنّما اختلفت بالمحال، كما أنّ الأنوار«» نور واحد«»، غير أنّ حكم الإختلاف فى القوابل له، لاختلاف«» أمزجتها و صور أشكالها. و لمّا أعطيت هذا المنزل سنة إحدى و تسعين و خمس مائة، و أقمت فيه، شبّه لى بالماء فى النهر لا يتميّز فيه صورة، بل هو عين الماء لا غير. فإذا حصل ما حصل منه فى الأوانى تعيّن عند ذلك ماء الجبّ«» من ماء الجرة من ماء الكوز، و ظهر فيه شكل إنائه و لون إنائه، فحكمت عليه الأوانى بالتجزّى و الأشكال، مع علمك أنّه عين ما لم يظهر فيه ما ظهر إذا كان فى النهر«». غير أنّ الفرقان بين الصورتين فى ضرب المثل أنّ ماء الأوانى و أنوار المنازل إذا فقدت رجعت إلى النور الأصل و النهر الأصل، و كذلك هو فى نفس الأمر لم تبق آنية و لا يبقى منزل.
فلمّا أراد اللّه بقاء هذه الأنوار على ما قبلته من التميّز«» خلق أجسادا برزخية تميّزت فيها هذه الأرواح عند انتقالها عن هذه الأجسام الدنياوية فى الدنيا فى النوم و بعد الموت، و خلق لها فى الآخرة أجساما طبيعية، كما جعل لها فى الدنيا«»، غير أنّ المزاج مختلف، فينقلها من«» جسد البرزخ إلى أجسام نشأة الآخرة، فتميّزت أيضا بحكم تميّز صور أجسامها، ثمّ لا يزال كذلك أبد الآبدين. فلا ترجع إلى الحال الأوّل من الوحدة العينية أبدا. فانظر ما أعجب صنع اللّه الذى أتقن كلّ شيء. فالعالم، اليوم كلّه نائم، من ساعة مات رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- ، يرى نفسه حيث هى صورة محمّد- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- إلى أن يبعث. و نحن بحمد اللّه فى الثلث الأخير من هذه الليلة التي العالم نائم فيها. و لمّا كان تجلّى الحقّ فى الثلث الأخير من الليل، و كان تجلّيه يعطى الفوائد و العلوم و المعارف التامّة أعلى و أكمل وجوهها، لأنّها عن تجلّى أقرب، لأنّه تجلّى فى السماء الدنيا، فكان علم آخر هذه الأمّة أتمّ من علم وسطها و أوّلها بعد موت رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- لأنّ النبىّ- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- لمّا بعثه اللّه، بعثه و الشرك قائم، و الكفر ظاهر، فلم يدع القرن الأوّل، و هو قرن الصحابة، إلّا إلى الإيمان خاصّة، ما أظهرهم ممّا كان يعلمه من العلم المكنون، و أنزل عليه القرآن الكريم، و جعله يترجم عنه بما تبلغه أفهام عموم ذلك القرن، فصوّر و شبّه و نعت بنعوت المحدثات، و أقام جميع ما قاله فى صفة خالقه مقام صورة حسّية مسوّاة معدّلة، ثمّ نفخ فى هذه الصورة الخطابية روحا لظهور كمال النشأة، و كان الروح فاطِرُ السَّماواتِ وَ«» و سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ«»، و كلّ آية تسبيح فى القرآن فهو روح صورة نشأة الخطاب. فافهم فإنّه سرّ عجيب فلاح من ذلك الخواصّ القرن الأوّل دون عامّته، بل لبعض خواصّه من خلف خطاب التنزيه أسرار عظيمة، و مع هذا لم يبلغوا فيها مبلغ المتأخّرين من هذه الأمّة. لأنّهم أخذوها عن موادّ حروف القرآن و الأخبار النبوية.
فكانوا من ذلك بمنزلة السهر الذين يتحدّثون من أوّل الليل قبل نومهم، فلمّا وصل زمان ثلث هذه الليلة، و هو الزمان الذى نحن فيه، إلى أن يطلع الفجر، فجر«» القيامة، و البعث و يوم الحشر و النشر، تجلّى الحقّ فى ثلث هذه الليلة، و هو زماننا، فأعطى من العلوم و الأسرار و المعارف فى القلوب بتجلّيه ما لا تعطيه حروف الأخبار. فإنّه أعطاها فى غير موادّ، بل المعاني مجرّدة. فكانوا أتمّ فى العلم، و كان القرن الأوّل أتمّ فى العمل، و أمّا الإيمان فعلى التساوى. فإنّ هذه النشأة لمّا فطرت على الجسد، و بعث فيها نبىّ من جنسها، فما آمن به إلّا قوىّ على دفع نفسه، لما فيها من الجسد«» وجب السفوف«» و النفور من الحكم عليها، و لا سيّما إذا كان الحاكم عليها من جنسها يقول: بماذا فضل علىّ حتّى يتحكّم فىّ بما يريد فينسب من المؤمن إلى الصحابة من القوّة فى الإيمان ما لا ينسب إلى من ليست له مشاهدة تقدّم جنسه عليه. فكان اشتغالهم بدفع قوّة سلطان الجسد«» أن يحكم فيهم بالكفر، يمنعهم من إدراك غوامض العلوم و أسرار الحقّ فى عباده، و لم تحصل له رتبة الإيمان بغيب صورة الرسول و ما جاء به، لكونهم مشاهدين له و لصورة ما جاء به. فلمّا جاء زماننا، وجدنا أوراقا مكتوبة سوادا فى بياض، و أخبارا منقولة و وجدنا القبول عليها ابتداء لا تقدر«» على دفعه نفوسنا«»، إذ وفّقنا اللّه، علمنا أنّ قوّة نور الإيمان أعطى ذلك، و لم نجد تردّدا، و لا طلبنا آية و لا دليلا على صحّة ما وجدناه مكتوبا من القرآن و لا منقولا من الأخبار، علمنا على القطع قوّة الإيمان الذى أعطانا اللّه عناية منه، و كنّا فى هذه الحالة مؤمنين بالغيب الذى لا درجة للصحابة فيه و لا قدم، كما لم يكن لنا قدم فى الإيمان الذى غلب عليه ما يعطيه سلطان الجسد«» عند المشاهدة. فقابلنا هذه القوّة بتلك القوّة فتساويا.
و بقى الفضل فى العلم حيث أخذناه من تجلّى هذه الليلة المباركة التي فاز بها أهل ثلثها، ممّا لا قدم للثلثين الماضيين من هذه الأمّة«» فيها. ثمّ إنّ تجلّيه سبحانه فى ثلث الليل من هذه الليالى الجزئية التي تعطيها الجديدان فى قوله:«» «إنّ ربّنا ينزل فى كلّ ليلة فى الثّلث الآخر منها إلى السّماء الدّنيا فيقول: هل من تائب هل من مستغفر هل من سائل حتّى يتصدّع الفجر.» فقد شاركنا المتقدّمين فى هذا النزول و ما يعطيه، غير أنّه تجلّى منقطع، و تجلّى ثلث هذه الليلة التي نحن فى الثلث الآخر منها، و هى من زمان موت رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- إلى يوم القيامة، لم يشاركنا فى هذا الثلث أحد من المتقدّمين. فإذا طلع فجرها- و هو فجر القيامة- لم ينقطع التجلّى، بل أفضل«» لنا تجلّيه. فلم يزل بأعيننا فنحن بين تجلّى دنياوى و أخراوى، و عامّ و خاصّ، غير منقطع و لا محجوب، و فى الليالى الزمانية يحجبه طلوع الفجر فجرنا«» ما حازوه فى هذه الليالى، و فزنا بما حصل لنا من تجلّى ثلث هذه الليلة المباركة التي لا نصيب لغير أهلها جبرا لقلوبهم، لما فقدوه من مشاهدة الرسول- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- و كان خيرا لهم. فإنّهم لا يعرفون كيف كانت تكون أحوالهم عند المشاهدة: هل يغلبهم الحسد أو يغلبونه فَ كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَ كانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزاً«» فاعرف يا ولىّ منزلتك من هذه الصورة الإنسانية التي محمّد- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- روحها و نفسها الناطقة.
هل أنت من قواها أو من محال قواها و ما أنت من قواها هل بصرها أم سمعها أو شمّها أم لمسها أو طعمها فإنّى و اللّه قد علمت أىّ قوّة أنا من هذه الصورة. للّه الحمد على ذلك و لا تظنّ يا ولىّ أنّ اختصاصنا فى المنزلة من هذه الصورة منزلة«» القوى الحسّية من الإنسان، بل من الحيوان، أنّ ذلك نقص بنا عن منزلة القوى الروحانية. لا تظنّ ذلك، بل هى أتمّ القوى، لأنّ لها الاسم الوهّاب، لأنّها هى التي تهب القوى الروحانية ما يتصرّف فيه و ما تكون به حياتها العلمية من قوّة خيال و فكر و حفظ و تصوير«» و وهم و عقل، و كلّ ذلك من موادّ هذه القوى الحسّية، و لهذا قال اللّه تعالى فى الذى أحبّه من عباده: «كنت سمعه الّذى يسمع به و بصره الّذى يبصر به.»«» و ذكر الصورة المحسوسة، و ما ذكر من القوى الروحانية شيئا، و لا أنزل نفسه منزلتها، لأنّ منزلتها منزلة الافتقار إلى الحواسّ، و الحقّ لا ينزل منزلة من يفتقر إلى غيره، و الحواسّ مفتقرة إلى اللّه لا إلى غيره. فنزل لمن هو مفتقر إليه لم يشرك به أحدا، فأعطاها الغنى، فهى تأخذ«» منها و عنها، و لا تأخذ هى من سائر القوى إلّا من اللّه. فاعرف شرف الحسّ و قدره و أنّه عين الحقّ و لهذا لا تكمل النشأة الآخرة إلّا بوجود الحسّ و المحسوس، لأنّها لا يكمل إلّا بالحقّ. فالقوى الحسّية هم الخلفاء على الحقيقة فى أرض هذه النشأة عن اللّه. ألا تراه سبحانه كيف وصف نفسه بكونه: «سميعا، بصيرا، متكلّما، حيّا، عالما، قادرا، مريدا» و هذه كلّها صفات لها أثر فى المحسوس، و يحسّ الإنسان من نفسه قيام هذه القوى به. و لم يصف سبحانه نفسه بأنّه عاقل، و لا مفكّر، و لا متخيّل، و ما أبقى له من القوى الروحانية إلّا ما للحسّ مشاركة فيه، و هو الحافظ و المصوّر، فإنّ الحسّ له أثر فى الحفظ و التصوير. فلولا الاشتراك ما وصف الحقّ بهما نفسه. فهو الحافظ المصوّر، فهاتان صفتان روحانية و حسّية.
فتنبّه لما نبّهناك عليه، لئلّا ينكسر قلبك لما أنزلتك منزلة القوى الحسّية، لخساسة الحسّ عندك و شرف العقل. فأعلمتك أنّ الشرف كلّه فى الحسّ، و أنّك جهلت أمرك و قدرك. فلو علمت نفسك علمت ربّك، كما أنّ ربّك علمك، و علم العالم بعلمه بنفسه و أنت صورته. فلا بدّ أن تشاركه فى هذا العالم، فتعلمه من علمك بنفسك. و هذه نكتة ظهرت من رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- حيث قال: «من عرف نفسه فقد عرف ربّه»، إذ كان الأمر فى علم الحقّ بالعالم علمه بنفسه، و هذا نظير قوله تعالى سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ فذكر النشأتين، نشأة صورة العالم بالآفاق و نشأة روحه بقوله: ثُمَّ أَنْزَلَ، فهو إنسان واحد ذو نشأتين، حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ- للرّائين- أَنَّهُ الْحَقُّ أنّ الرائى فيما رآه أنّه الحقّ لا غيره. فانظر يا ولىّ ما ألطف رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- بامّته و ما أحسن ما علمهم و ما طرق لهم، فنعم المدرّس و المطرّق جعلنا اللّه ممّن مشى على مدرجته حتّى التحق بدرجته. آمين بعزّته فإن كنت ذا فطنة، فقد أومأنا إليك بما هو الأمر عليه، بل صرّحنا بذلك، و تحملنا فى ذلك ما ينسب إلينا من ينكر ما أشرنا به فى هذه المسألة من العمى الذين يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَ هُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ«». و اللّه، لولا هذا القول، لحكمنا عليهم بالعمى فى ظاهر الحياة الدنيا و الآخرة، كما حكم اللّه عليهم بعدم السماع مع سماعهم فى قوله تعالى ناهيا: وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وَ هُمْ لا يَسْمَعُونَ«» مع كونهم سمعوا نفى عنهم السمع، و هكذا هو علم هؤلاء بظاهر الحياة الدنيا بما لا تدركه«» حواسّهم من الأمور المحسوسة لا غير، لأنّ الحقّ تعالى ليس سمعهم و لا بصرهم.» انتهى كلامه.«» فهو- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- نقطة دائرة الوجود، و نكتة سرّ اللّه فى كلّ موجود.
رسالتين:
بحر عشقى در نمى پنهان شده
در دو گز تن، عالمى پنهان شده
هر چه در توحيد مطلق آمده
آن همه در تو محقّق آمده
لما مرّ أنّه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- جاز درجة الكمال بتمام الصورة الإلهية فى البقاء، و التنوّع فى الصور، و بقاء العالم به. يعنى آن حضرت حائز درجه كمال شده به آنكه متّصف است به تمامى صورت الهيه، اوّلا در بقا، چه روح كلّى محمّدى بقاى ازلى ابدى دارد. و ثانيا در تنوّع در صور، همچنان كه حقّ تعالى متنوّع الصور است در تجلّى. و ثالثا در بقاى عالم به او، همچنان چه بقاى عالم به حقّ تعالى است.
روزبهان:
اكسير اعظمى تو در اجساد كاينات
اى مايه جهان همه را اصل و كان تويى
و فى الحديث المروىّ عن رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- «إنّ اللّه يقول: لولاك يا محمّد، ما خلقت سماء و لا أرضا و لا جنّة و لا نارا» و ذكر خلق كلّ ما سوى اللّه. و در تورات آمده است كه «نريد أن نخلق إنسانا بصفتنا و هيئتنا».
بهر خويش آن پاك جان را آفريد
بهر او خلق جهان را آفريد
فهو- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- الأوّل و الآخر، و الظاهر و الباطن، و هو بكلّ شيء عليم. فإنّه الأوّل بالقصد، لأنّه العلّة الغائية من العالم، و من شأن العلّة الغائية أن يكون كذا، و هو الآخر بالإيجاد، لأنّه آخر جميع الموجودات فى الوجود- كما ذكر- و هذا أيضا من شأن العلّة الغائية، و هو الظاهر بالصورة و هذا ظاهر، و الباطن بالسورة- أى بالشرف و المنزلة- لأنّ باطنه على صورة الحقّ و إن لم يكن ظاهرا من صورته عند أهل الصورة. و هو- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- بكلّ شيء عليم لما قال: أُوتِيتُ جَوامِعَ الْكَلِم.
شعر:
هر چه بود درج در صحيفه هستى
نسخهاى باشد از كتاب محمّد
صلّى اللّه على محمّد و آل محمّد
از فحواى مؤدّاى كلام سابق بر فطن حبّى مشرب و ذَهِن عشقى مذهب واضح گشت كه غرض از خلق حقّ تعالى عالم را شهود وجه ابدى است در مرائى حسن محمّدى به ديده مظاهر عشق سرمدى. بنا بر اين استاد كارخانه تكوين، از صفاى آيينه صفات آيين مصطفوى آيينه ها ساخت جلوه حسن بى نهايت خود را. پس وصفين: محبّيت و محبوبيت و شاهديت و مشهوديت ميان ذات احدى و مرآت حسن ابدى محمّدى اظلال و اشباح انداخت. مرائى و مجالى عاشقى و معشوقى صورت بست بر وجهى كه در مظهرى به وصف عاشقى ظهور كند و در مظهرى ديگر به نعت معشوقى جلوه نمايد، تا به حكم «التفصيل فى الإجمال» جمال حسن آن«» بىزوال زيباتر نمايد، پس لذّت وصال زيادهتر گردد.
رسالتين:
گر چه عاشق خود بود معشوق خود
بهر لذّت در دو پيكر سر زند
پس هر آن كو غالب افتد در شعف
سكّه يابد عاشقى بر آن طرف
شعر لابن فارض:
ففى النّشأة الأولى تراءت لآدم
بمظهر الحوّا قبل حكم الامومة
و كان ابتدا حبّ المظاهر بعضها
لبعض و لا ضدّ يضدّ لبعضه
و ما برحت تبدو تخفى لعلّة
على حسب الأوقات فى كلّ حقبة
و تظهر للعشّاق فى كلّ مظهر
من اللّبس فى أشكال حسن بديعة
تجلّيت فيهم ظاهرا و احتجبت
باطنا بهم فأعجب لكشف بسترة
و ما زلت إيّاها و إيّاى لم تزل
و لا فرق بل ذاتى لذاتى أحبّت
چون نور حسن و جمال قدم از روزن جان سيّد و سرور عالم- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- به قلب و قالب آدم بتابيد، پس معنى آدم جامع جميع اوصاف كمال الهيه گشت و صورت او مجلاى لطافت صورت حقّ. پس اوّل صورتى كه مرآت حسن اصلى محمّدى شد، آدم بود كه چون جوهر ذره مصطفويه خميرمايه «خمّرت طينة آدم بيدىّ أربعين صباحا»«» گشت، در قالب لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ از مباشرت فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ به هيكل مكمّل «خلق اللّه آدم على صورته» مشكّل شد، لا جرم قبله ساجدين ملأ اعلى گشت.
حافظ:
ملك در سجده آدم زمين بوس تو نيّت كرد
كه در حسن تو سرّى يافت بيش از طور انسانى
پس حسن كامل جامع محمّدى كه در آدم به وصف جمعى احدى بود در ذرّيّه او منشعب شد و انقسام پذيرفت، هر كس را به صورتى مناسب او در جلوه آورد.
يوسف صدّيق را بر روى زد
خيمه خوبى ز سو تا سوى زد
جان داود از صدا بر جوش كرد
صوت او مر خلق را مدهوش كرد
بر كف موسى زد و پيدا نمود
با همه عالم يد بيضا نمود
دم ز احيا بر دم عيسى فكند
شور احيا در همه دنيا فكند
قال اللّه تعالى خطابا لحبيبه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ«». فى العرائس«»: «يعنى الباس كرديم تو را انوار هفت صفت از صفات تامّات ما، تا متّصف شدى به آن، و متخلّق گشتى به خلق آن. و سبع المثانى هفت درياى صفات سبعه قدميه است كه حضرت را- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- در آن غسل كرده، و الباس فرموده او را از انوار آن صفات قدميه كسوت ربوبيّت خويش تا مرآة اللّه باشد در بلاد اللّه و عباد اللّه، فسقاه من بحر علمه شرابات، و من بحر قدرته و من بحر سمعه و من بحر بصره و من بحر كلامه و من بحر إرادته و من بحر حياته، فصار عالما بعلمه، قادرا بقدرته، سميعا بسمعه، بصيرا ببصره، متكلّما بكلامه، مريدا بإرادته، حيّا بحياته.
پس آن حضرت- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- به علم حقّ تعالى مىداند، ما كان و ما سيكون، و به قدرت او تقليب اعيان مىكند در سماوات و ارضين، و به سمع او مى شنود حركات خواطر، و به بصر او مشاهده مىكند ما فى الضمائر، و به كلام او متكلّم مى شود به حقايق ربوبيت و عبوديت و به اراده اوست هر چه اراده مى كند، و به حيات او زنده مى گرداند دلهاى مرده را و ابدان فانيه را.»
آفتاب مهر احمد اى پسر
از هزاران روزن آرد سر به در
نور علمش عالمآرايى كند
نور رويش عقل شيدايى كند
نور چشمش غارت دلها كند
نور زلفش حلّ مشكلها كند
نور لعلش باده در جوش آورد
تا كه مستان را در آغوش آورد
نور جانش مى نگنجد در جهان
اهل خود را مىكند بى خان و مان
(صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)
منهاج الولاية في شرح نهج البلاغة، ج 1 عبدالباقی صوفی تبریزی (تحقیق وتصیحیح حبیب الله عظیمی) صفحه 445-468