google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
الباب الأوّل فى تحميد اللّه تعالى و توحيد ذاته و أسمائهشرح وترجمه عرفانی خطبه هامنهاج ‏الولاية صوفی تبریزی

خطبه ها خطبه شماره ۱/2 منهاج ‏الولایه فی‏ شرح‏ نهج‏ البلاغه(شرح وترجمه عرفانی) ملا عبدالباقی صوفی تبریزی (صفة الملائكة-مراتب الأرواح )قسمت دوم

الباب الأوّل: فى تحميد اللّه تعالى و توحيد ذاته و أسمائه و صفاته العلى و بيان عجائب صنائعه

«فصل فى صفة الملائكة و أصنافها:

ثمّ فتق ما بين السموات العلى» يعنى بعد از آن شكافت ميان آسمانهاى بلند. إشارة إلى قوله تعالى:«» أَ وَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما. قال ابن عبّاس«» و غيره: «كانتا شيئا واحدا ملتزقين ففتقناهما. أى فصّلنا بينهما بالهواء.» معنى رتق، سدّ است و معنى فتق، شقّ است. «قال كعب: خلق اللّه السموات و الأرض بعضها على بعض، ثمّ خلق ريحا توسّطها ففتحها بها. و قال مجاهد و السّدى: كانت السموات مرتتقة طبقة واحدة، ففتقها فجعلها سبع سموات و كذلك الأرض مرتتقة واحدة، فجعلها سبع أرضين.»«» شيخ نجم الدين رازى در كتاب مرصاد العباد آورده كه «آن جوهر كه اصل مادّه اجرام علوى و اجسام سفلى بود، چون حقّ تعالى به نظر هيبت در وى نظر فرمود، بشكافت و منقسم به سه قسم شد: ثلثى از آن آب شد و ثلثى نار و ثلثى نور آب با نار بياميخت، دخانى از وى متصاعد گشت و از آن امواج پديد آمد. آسمان از دخان و زمين از زبد و جبال از امواج متكوّن شد. بعد از آن، آن نور را منشعب به سه شعبه گردانيد: يك شعبه در اعلى، و شعبه ديگر در اسفل، و شعبه‏ اى در اوسط قرار يافت. از شعبه سفلى آفتاب و ماه و نجوم و اجرام نورانيه علويه مخلوق شد، و از شعبه وسطى عرش و كرسى و جنان عاليه متكوّن گشت و آن نور اعلى كه عبارت از شعبه علياست در خزائن ملك و كنوز جودش وديعت نهاد تا بر مقتضاى حكمت‏بالغه در محلّ مناسب وديعت نهد.

بعد از آنكه ارباب معرفت از حجلات غيب بر بساط شهادت به انبساط عشق و محبّت قدم بيرون نهادند، تزيين افهام عاقلان و تنوير قلوب عارفان و تشريح اسرار موحّدان و انكشاف استار پيغمبران-  عليهم السلام-  همه از آن قطعه نور كه بر همه سابق و از همه اعلا بود، متحقّق گشت.» «فملأهنّ أطوارا من ملائكته» پس مملوّ ساخت سماوات را از ملائك مختلفة الأطوار و الحالات متنوّعة الأعمال و العبادات. «منهم سجّود لا يركعون، و ركّوع«» لا ينتصبون» بعضى از ايشان دائم السجودند كه راكع نمى ‏شوند بعضى دائم الركوع‏اند كه راست نمى‏ شوند از ركوع.

«و صافّون لا يتزايلون، و مسبّحون لا يسأمون» و بعضى ايستاده، صفها بسته‏اند از حوالى عرش و از يكديگر متزايل نمى‏شوند، و تسبيح ‏كننده ‏اند كه دلتنگ نمى ‏شوند. زيرا كه عبادت ايشان ذاتيه و طبيعيه ايشان است. كما حكى القرآن الكريم عن قولهم: وَ إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَ إِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ«» و فى الحديث الصحيح:«» «إنّ حول العرش سبعين ألف صفّ قيام قد وضعوا أيديهم على عواتقهم، رافعين أصواتهم بالتكبير و التهليل، و من ورائهم مائة ألف قد وضعوا الأيمان على الشمائل، ما منهم أحد إلّا و هو يسبّح.» «لا يغشاهم نوم العيون، و لا سهو العقول، و لا فترة الأبدان، و لا غفلة النّسيان.» يعنى چشم ايشان غاشيه خواب نكشد و عقل ايشان بارگير سهو نشود و انس ايشان به فتور ابدان و كلاله حواسّ«» و سمت نسيان، موسوم نگردد. چه اين امور از لوازم حيوانيت است.و منهم أمناء على وحيه، و ألسنة إلى رسله» و بعضى از ملائك امين وحى‏ الهى‏ اند و زبانهااند يعنى به پيغام وحى به پيغمبران او.

فى الباب السابع و الخمسين و مائة فى النبوّة الملكية:«» «الرسالة جنس حكم يعمّ الأرواح الكرام البررة السفرة، و الجنّ و الإنس. فمن كلّ صنف من أرسل و منه من لم يرسل. فالنبوّة الملكية لا ينالها إلّا الطبقة الأولى «الحافّون من حول العرش» و أفراد من ملائكة الكرسىّ و السموات» و ملائكة «البروج»«» و آخر نبىّ من الملائكة «إسماعيل» صاحب سماء الدنيا و كلّ واحد منها على شريعة من ربّه«» بعبادة خاصّة و ذلك قولهم وَ ما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ«». فاعترفوا بأنّ لهم حدودا يقفون عندها لا يتعدّونها، و لا معنى للشريعة إلّا هذا. فإذا أتى الوحى إليهم و سمعوا كلام اللّه بالوحى، ضربوا بأجنحتهم خضعان«»، يسمعونه كسلسلة على صفوان فيصعقون ما شاء اللّه ثمّ ينادون فيفيقون، فيقولون: وَ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى.» و فى كتاب معالم التنزيل: «روى أنّه قال رسول اللّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : إذا أراد اللّه أن يوحى بالأمر تكلّم بالوحى، فإذا سمع تلك«» أهل السموات صعقوا و خرّوا له«» سجّدا، فيكون أوّل من يرفع رأسه جبرئيل فيكلّمه اللّه من وحيه بما أراد، ثمّ يمرّ جبرئيل على الملائكة، كلّما مرّ بسماء سأله ملائكتها ما ذا قال ربّنا يا جبرئيل فيقول جبرئيل: قال الحقّ: و هو العلّى الكبير. قال: فيقولون كلّهم مثل ما قال«» جبرئيل. فينتهى جبرئيل بالوحى حيث أمره اللّه.» «و منهم الحفظة لعباده،» و بعضى از ملائك حافظان بندگان خدايند و آن‏ جمعى فرشتگانند كه همگى نگاه‏دارنده آدميانند از مضارّ و مكاره. قال تعالى:«» وَ يُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً.

منقول است كه اگر خداى تعالى ملائكه را موكّل آدميان نكردى، هر آينه جنّيان ايشان را بربودندى از روى زمين.

«و السّدنة لأبواب جنانه» و بعضى از ايشان پرده‏ داران و حاجبان درهاى بهشتند.

«و منهم الثّابتة فى الأرضين السّفلى أقدامهم، و المارقة من السّماء العليا أعناقهم، و الخارجة من الأقطار أركانهم، و المناسبة لقوائم العرش أكنافهم».

و بعضى از ملائكه ثابت است قدمهاى ايشان در طبقه هفتم از ارضين، و بالا رفته است از بلندترين آسمانها گردنهاى ايشان از طول قامت، و بيرون شده است از جوانب آسمانها اركان و اطراف ايشان از عرض جثّه، و مناسب قوائم عرش است شانه‏هاى ايشان در عظم و قوّت از براى حمل كردن عرش لاستقرارهم و ثباتهم عن التزايل من تحته أبدا إلى ما شاء اللّه.

عن ابن عبّاس-  رضى اللّه عنهما-  إنّه قال: «لمّا خلق اللّه تعالى حملة العرش قال لهم: احملوا عرشى، فلم يطيقوا، فقال لهم: قولوا لا حول و لا قوّة إلّا باللّه، فلمّا قالوا ذلك استقلّ عرش ربّنا، فنفدت أقدامهم فى الأرض السابعة على متن الثرى، فلم يستقرّ. فكتب فى قدم كلّ ملك منهم أسماء من أسمائه فاستقرّت أقدامهم.» «ناكسة دونه أبصارهم» فرو افكنده نزد عرش، چشمهاى ايشان تا نظرشان بر عرش نيفتد.

«متلفّعون ملتحفون تحته بأجنحتهم» پوشانيده‏ اند سراپاى خويش را به بالهاى خويش از خشيت و عجز ايشان از احتمال انوار عظمت عرش مجيد.عن وهب بن منية، قال:«» «إنّ لكلّ ملك من حملة العرش و من حوله أربعة أجنحة.

أمّا جناحان: فعلى وجهه مخافة أن ينظر إلى العرش فيصعق و أمّا جناحان: فيهقوا-  أى يطير بهما-  ليس لهم كلام إلّا التسبيح و التحميد.» «مضربة بينهم و بين من دونهم حجب العزّة، و أستار القدرة. لا يتوهّمون ربّهم بالتّصوير، و لا يجرون عليه صفات المصنوعين، و لا يحدّونه بالاءماكن، و لا يشيرون إليه بالنّظائر. يعنى زده ‏اند ميان فرشتگان و ميان كسانى كه شيب ايشانند يعنى انس و جنّ، حجابهاى عزّت و پرده ‏هاى قدرت. توهّم نمى ‏كنند ايشان پروردگار خود را به صور مخيّله موهومه و جرئت نمى‏ كنند بر خداى تعالى به اثبات صفات مخلوقات، مثل ولد و شبه آن و تحديد او نمى ‏كنند به اثبات اماكن چه متمكّن محدود و محاط مكان است، و اشاره نمى كنند به او به امثال و نظاير.

بدان كه جميع آنچه مشتمل است بر آن لوح محفوظ از ارواح و ما فوق ايشان از مهيّمه بر سه قسمند:

يك قسم مقيّدند به عدم مظهر طبيعى مثالى يا عنصرى و ارواح مهيّمه از آنهايند و قسمى مقيّدند به مظهر، و ايشان دو صنفند: صنف اوّل، آنانند كه اضافه مى ‏كنند به ايشان مظاهر، و ايشان ملائك سماوات و ارضند كه اضافه آثار به ايشان مى‏ كنند و قواى آن مظاهرند. همچون «واهيات» كه ملائك حافّين به عرشند، و حمله عرش كه چهارند و در روز قيامت هشت، و در آنجا مقام اسرافيل است-  عليه السلام-  و همچون «مدبّرات» كرسىّ را و در آن جاست مقام ميكائيل و همچون «مقسّمات» فلك البروج را و رئيس ايشان دوازده ملكند و مقام جبرئيل در آن جاست و همچون «تاليات» فلك كواكب ثابته را، و در آنجا ساكن‏ است رضوان خازن جنان. از براى آنكه سطح آن، ارض جنّت است و مقعّر آن سقف جهنّم و همچون «ناشرات» كره زمين را، آنان كه نشر اجنحه مى‏ كنند از براى طالب علم و مقدّم ايشان است ملكى مسمّى به قاف و منسوب به اوست كوه محيط زمين و همچون «ساريات» كره آب را، و مقدّم ايشان مسمّى است به زاجر و همچون «زاجرات» كره هوا را و مقدّم ايشان مسمّى است به رعد، و «سابقات» كره آتش را، و «سابحات» آسمان دنيا را و در آن جاست آدم-  عليه السلام-  و «ناشطات» فلك عطارد را، و در آن جاست ملكى مسمّى به روح، و «فارقات» فلك زهره را، و در آن جاست ملك مسمّى به جميل، و «صافّات» فلك شمس را، و «فارقات» فلك مريخ را، و «ملقيات» فلك مشترى را، و «نازعات» فلك كيوان را، و در مقعّر فلك كواكب ساكن است خازن نار و عزرائيل.

و صنف ثانى از ارواح مقيّده به مظاهر، همچون ارواح انسانيه مضافه به صور انسان كه متعيّن مى‏ شوند از لوح محفوظ سابق بر تعيّن مزاج عنصرى. چه متعيّن نمى‏ شود بعد از تعيّن به مزاج الّا نسبت ظهور اين روح به صورت تدبير و همچنين روحانيه هر شخص، كان من كان، از جماد و نبات و حيوان و از آنهاست صور جنّيه مقيّده به مظاهر نوريه.

و امّا قسم ثالث از ارواح ايشان مقيّد نيستند نه به وجود مظاهر و نه به عدم و ايشان را ميسّر است كه ظاهر شوند آن چنان كه خواهند و آنان رسل و سفرايند ميان حقّ و خلق، و قوله تعالى الْحَمْدُ لِلَّهِ«»-  الآية-  اشاره به ايشان است.

«منها فى كيفيّة خلق آدم-  عليه الصلاة و السلام- » امام اهل معرفت-  عليه الصلاة و التحيّة-  بعد از اتمام كلام در بيان خلق سماوات و ارضين، شروع مى‏ فرمايد در كيفيت خلق آدم-  على نبيّنا و عليه الصلاة و السلام-  بر آن ترتيب كه‏ حقّ تعالى به حكمت بالغه، خلق سماوات و ارضين را مقدّم داشته، و ختم خلق اشيا را به صورت انسانيه فرموده لقوله-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «خلق اللّه تعالى يوم الأحد كذا و يوم الإثنين كذا-  إلى أن قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : و خلق الإنسان يوم الجمعة آخر النّهار»و قال-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «الإنسان آخر موجود خلق» از براى آنكه علّت غايى از خلق عرش و فرش و سماوات و ارضين، وجود انسان است.

خواجه عالم تو بودى لاجرم بنّاى صنع
از برايت چار طاق و هفت ايوان ساخته‏

قاسم:

اوّل ثبوت عرش آنگه جلوس يار
اين نكته را بدان و مثل را به ياد دار

آن دم كه عرش و فرش نبود و خداى بود
آن دم مقرّ عزّ به كجا بود اختيار

اين رمز چيست حاصل اين قصّه بازگو
اين را تو هم ندانى و مثل تو صد هزار

حقّ بر عروش جمله ذرّات مستوى است‏
اين نكته را بدان تو ولى سرّ نگاه‏دار

دل عرش اعظم است خدا را به اتّفاق
آن جاست جاى سلطنت، آن جاست جاى يار

قال فى الباب السابع من الفتوحات:«» «لمّا خلق اللّه تعالى هذا الفلك الاوّل-  يعنى العرش-  دار دورة واحدة غير معلومة الانتهاء إلّا اللّه، و لكن علم اللّه قدرها و انتهائها و كرورها فحدث عن تلك الحركة اليوم و لم يكن ثمّ ليل و لا نهار فى هذا اليوم، ثمّ استمرّت حركات هذا الفلك و لمّا انتهى من حركاته و مدّته أربع و خمسون ألف سنة ممّا تعدّون خلق اللّه الدار الدنيا، و جعل لها أمدا معلوما ينتهى إليه، و تنقضى صورتها و يستحيل من كونها دارا لنا و قبولها صورة مخصوصة، و هى الّتى نشاهدها اليوم إلى أن تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَ السَّماواتُ«» لمّا انقضى من مدّة حركة هذا الفلك ثلاث و ستّون ألف سنة ممّا تعدّون خلق اللّه الدار الآخرة الجنّة و النار اللّتين أعدّهما اللّه لعباده السعداء و الأشقياء. فكان بين خلق الدنيا و خلق الآخرة تسع آلاف سنة ممّا تعدّون، و لهذا سمّيت آخرة لتأخّر خلقها عن خلق الدنيا و سمّيت الدنيا الأولى لأنّها خلقت قبلها.

قال تعالى:«» وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى‏ يخاطب نبيّه-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  و لم يجعل للآخرة مدّة ينتهى إليها بقاؤها فلها البقاء الدائم، و جعل سقف الجنّة هذا الفلك و هو العرش عندهم الذى لا تتعيّن حركته و لا يتميّز، فحركته دائمة لا تنقضى و ما من خلق ذكرناه خلق إلّا و تعلّق القصد الثاني منه وجود الإنسان، الذى هو الخليفة فى العالم و إنّما قلت «القصد الثاني» إذ كان القصد الأوّل معرفة الحقّ و عبادته التي لها خلق العالم كلّه فَما مِنْ شَى‏ءٍ إِلّا وَ هُوَ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ«». و معنى القصد الثاني و الأوّل التعلّق الإرادى لا حدوث الإرادة لأنّ الإرادة للّه صفة قديمة أزلية اتّصف بها ذاته كسائر صفاته.»«» گلشن:

مشو محبوس اركان و طبايع
برون آى و نظر كن در صنايع‏

تفكّر كن تو در خلق سماوات
كه تا ممدوح حقّ گردى در آيات‏

ببين يك ره كه تا خود عرش اعظم‏
چگونه شد محيط هر دو عالم‏

چرا كردند نامش عرش رحمان
چه نسبت دارد او با قلب انسان‏

چرا در جنبشند اين هر دو ما دام‏
كه يك لحظه نمى‏گيرند آرام‏

مگر دل مركز عرش بسيط است
كه اين چون مركز، آن دور محيط است‏

برآيد در شبانه‏روزى كما بيش‏
سراپاى تو عرش اى مرد درويش‏

از او در جنبش اجسام مدوّر
چرا گشتند يك ره نيك بنگر

ز مشرق تا به مغرب همچو دولاب‏
همى گردند دائم بى‏خور و خواب‏

به هر روز و شبى اين چرخ اعظم
كند دورى«» تمامى گرد عالم‏

وز او افلاك ديگر هم بد انسان‏
به چرخ اندر همى باشند گردان‏

اگر در فكر گردى مرد كامل
هر آيينه كه گويى نيست باطل‏

كلام حقّ همى ناطق بدين است‏
كه باطل ديدن از ظنّ الذين است‏

فلمّا وصل الوقت المعيّن فى علمه لإيجاد هذه الخليفة بعد أن مضى من عمر الدنيا سبع عشر ألف سنة و من عمر الآخرة الذى لا نهاية له فى الدوام ثمان آلاف سنة، أمر اللّه تعالى بعض ملائكته أن يأتيه بقبضة من كلّ أجناس تربة الأرض فأتاه بها فى خبر«» طويل معلوم عند الناس كما أشار إليه-  عليه السلام-  بقوله: «ثمّ جمع اللّه سبحانه من حزن الأرض و سهلها، و عذبها و سبخها، تربة» يعنى بعد از آن جمع كرد خداى تعالى از خاك زبر و نرم و شيرين و شور زمين مقدارى معيّن. در بيان اختلاف اجزاى آدم تنبيه است بر مبادى اختلاف ناس، در الوان و اخلاق، كما روى:«» «إنّ اللّه تعالى لمّا أراد خلق آدم، أمر أن يؤخذ قبضة من كلّ أرض فجاء بنو آدم على قدر طينها الأحمر و الأبيض و الأسود و السهل و الحزن و الطيّب و الخبيث.» «سنّها بالماء حتّى خلصت، و لاطها بالبلّة حتّى لزبت» يعنى متغيّر گردانيده بود آن خاك را به آب تا خالص شد يعنى حماء مسنون و ريزان كرد بر آن آب، تا گل شد و به هم ملصق شد. إشارة إلى قوله تعالى: «خمّرت طينة آدم بيدىّ».

  دوست چهل بامداد در گل ما داشت دست
ما چو گل از دست دوست دست به دست آمديم‏

و قوله-  عليه الصلاة و السلام- : «خلصت و لزبت»، إشارة إلى بلوغها فى الاستعداد الغاية التي معها تكوّن صورة ما يتكوّن منه.

قال الشيخ-  رضى اللّه عنه- :«» «فلمّا خمّر الحقّ تعالى بيديه طينة آدم حتّى تغيّر ريحها-  و هو المسنون و ذلك الجزء الهواء«» الذى فى النشأة-  جعل«» محلّا للأشقياء و السعداء فى ذرّيته، فأودع فيه ما كان فى قبضتيه. فإنّه-  سبحانه-  أخبرنا أنّ فى قبضة يمينه السعداء، و فى قبضة اليد الأخرى الأشقياء، و كلتا يدي ربّى يمين مباركة و قال: هؤلاء للجنّة و بعمل أهل الجنّة يعملون، و هؤلاء للنار و بعمل أهل النار يعملون، و أودع الكلّ طينة آدم و جمع فيه الأضداد بحكم«» المجاورة.» «فجبل-  أى خلق-  منها» أى من التربة المسنونة و أكثر استعمال خلق در ايجاد شي‏ء است از شي‏ء ديگر قبل از او در وجود و استعمال او در ايجاد شي‏ء لا عن شي‏ء قليل است، بلكه به ابداع و انشا مستعمل است، كما مرّ فى كلامه-  عليه السلام-  مرارا بلفظ الإنشاء.

«صورة ذات أحناء و وصول» يعنى پس آفريد خداى از آن تربت صورتى صاحب اضلاع و جوانب و مواصل، يعنى محلّ اتّصال اضلاع به يكديگر. «و أعضاء و فصول» و صاحب عضوها و محلّ انفصال اعضا از يكديگر.

«أجمدها حتّى استمسكت» جامد گردانيد آن صورت را تا محكم شد. فى صحاح اللغة: الجمد بالتسكين، ما جمد من الماء و هو نقيض الذوب. «و أصلدها حتّى صلصلت» فى الصحاح«»: صلد أى صلب أملس يعنى سخت گردانيد آن صورت را به تسخين تا كواره شد. قال ابن عبّاس: هو التراب المبتّل المنتن جعل صلصالا كالفخّار.

«لوقت معدود و أجل«» معلوم» يعنى تا وقتى معدود و مدّتى معلوم حقّ تعالى‏ كه تركيب اجزاى آن صورت انحلال پذيرد، و اجتماع و اتصال عناصر بنيه او به افتراق و انفصال انجامد. مولانا:

اى كشيده ز آسمان و از زمين
پاره‏ها تا گشته جسم تو سمين‏

تن ز اجزاى جهان دزديده‏اى‏
پاره پاره زين و آن ببريده‏اى‏

از زمين و آفتاب و آسمان
پاره‏ها بر دوختى بر جسم و جان‏

تا نپندارى كه بردى رايگان‏
باز نستانند از تو اين و آن‏

كاله دزديده نبود پايدار
ليك آرد دزد را تا پاى دار

جز نفخت كان ذو هاب آمدست‏
روح را باش اين دگرها بيهد است‏

بدان كه خلّاق حكيم-  عزّ شأنه الكريم-  ذكر فرموده است در كلام قديم عناصر اصليه كه آدم از آن مخلوق شده بر هفت درجه، در مواضع مختلفه، بر حسب اقتضاى حكمت بالغه. در جايى مى‏فرمايد: خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ،«» اشاره به اصل و مبدأ اوّل و در محلّى ديگر مى‏فرمايد كه مِنْ طِينٍ«»، اشاره به جمع ميان آب و خاك و در موضعى ديگر: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا«»، اشاره به طين متغيّر به هوا ادنى تغيّرى و در جايى ديگر: مِنْ طِينٍ لازِبٍ«»، اشاره به استقرار طين بر حالتى از اعتدال كه صلاحيت قبول صورت داشته باشد و در محلّى ديگر مى‏فرمايد: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ«»، اشاره به يبس آن طين و سماع صلصله از او و در موضعى ديگر: مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ«»، اشاره به وجود آتش در او همچنان كه در خزف«»، و به اين قوه ناريه در آدمى اثرى از شيطنت هست. قال: خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ وَ خَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ«» پس تنبيه فرمود كه در انسان هست‏ از قوّه شيطنت به قدر آنچه در فخّار از اثر نار هست و امّا شيطان، اصل او از زبانه آتش است كه هيچ استقرار ندارد. و در جايى ديگر تنبيه فرمود به نفخ روح خويش در او، بقوله تعالى: إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ.

دام تن را مختلف احوال كرد
مرغ جان را خاك بر دنبال كرد

روح را در صورت پاك، او نمود
اين همه كار از كفى خاك، او نمود

و حضرت امام اهل عرفان- عليه سلام اللّه الرحمن- اشاره كرد بقوله: «ثمّ جمع من حزن الأرض- إلى قوله- حتّى صلصلت» به درجات ششگانه مذكوره على اقلّ عبارت و ادلّ اشارت. باز به درجه سابعه كه تكميل به نفخ روح است، بقوله- عليه الصلاة و السلام- : «ثمّ نفخ فيها من روحه» پس در دميده خداى تعالى به نفس رحمانى خويش در آن صورت مصلصله مسواة معدله از روح خويش كه از آن است حيات هر حىّ و به آن است قوام هر شي‏ء.

فيه من روحى چه تشريف است اين
علّم الأسماء چه تعريف است اين‏

اثر نفخ روح الهى در او علم ذوقى تحقيقى اوست به جميع اسماى الهيه.

مولانا:

جان صافى بسته ابدان شده
آب صافى در گلى پنهان شده‏

«فمثلت» أى فانتصبت الصورة المنفوخة فيها روحه تعالى حال كونها «إنسانا».
فى الصحاح: مثل بين يديه مثولا، انتصب قائما يعنى آن صورت مخلوقه از تربت مطروحه در ارض، بعد از نفخ روح الهى در او برخاست در حالتى كه مشكّل بود به اجمل هيئتى روحانى و مصوّر به احسن صورتى انسانى.

عطّار:

صورتى از پاى تا سر، جمله روح
لطف در لطف و فتوح اندر فتوح‏

خلعت تشريف و تكريم لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ«» پوشيده در حسن «أحسن صوركم» به جمال معنى «خلق اللّه آدم على صورته»«» محلّى و آراسته برخاسته.

مولانا:

به گل اندوده خورشيدى، ميان خاك ناهيدى
درون دلق جمشيدى كه گنج خاك دانستى‏

ز شاهان پاسبانى خود، ظريف و طرفه مى‏آيد
چنان خود را خلق كرده كه نشناسى كه آنستى‏

لباس جسم پوشيده كه دون‏تر كسوه آنست
سخن در حرف آورده كه آن دون‏تر زبانستى‏

قال شطّاح العاشقين-  رضى اللّه عنه- : «لمّا طلع اللّه تعالى من مشرق القدم و تجلّى بعلمه للعدم، فلم ير شيئا غير نفسه فتعجّب بجماله و تقاضى صفاته من صفاته كون أحبّائه حتّى استمتعوا بوصاله و فرحوا بلقائه فأراد خلق أرواح أنبيائه و أوليائه، كما قال:«» «كنت كنزا مخفيّا فأحببت أن أعرف». فغرف من بحر الكاف و النون غرفة، فصبت فى قدر القدرة، و استوقد تحته نار المحبّة فتلهّبت و ألقت زبد الحدوثية، فصار صافيا يضي‏ء بنفسه، فأمزجه من نور نوره كما قال-  جلّ جلاله- :«» اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فجعل قرار ذلك الضياء فى أنوار الأزلية و صفاء السرمدية، فربّ بربوبيته و مهّد بعبوديته، فرمى بين فضاء عظمته، فمطر عليه من بحر كبريائه، فصيّره معاجين من أفانين كرامته. ثمّ خمّر بعد ذلك وقت صباح سنائه، ثمّ خلقه بخلقه و أنشأه بحسنه كما قال-  صلوات الرحمن و سلامه‏ عليه- : «خلق اللّه آدم على صورته»«» ثمّ نفخ فيه من روحه، فقام بإذنه و نزّه بتنزيهه، فقال: أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ«». فظهّره فى عين القدس، و ألبسه حلل الأنس، و زيّنه بحلية الولاء، و كحّله بكحل الصفاء، و توجّه بتاج النهاية، و اركبه على نجيب الهداية.

چون بدر فطرت را از قالب قدرت به ترتيب حسن قدم از شاهراه عدم به جهان حدثان در آورد، خلعت خلافت پوشيده و علم وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها«» در خزانه اسرار به گوش جان از حقّ شنيده، افسر شاهى از نور كبريايى بر سر نهاده، و كمر عبوديت در مقام قربت بر ميان بسته، به لباس صفات و انوار ذات مزيّن شده، چهره را به خلوق جمال قدم به رشته صبغ صبغة اللّه در جامه جان زده. اين چنين عروسى را حقّ به خودى خود بستوده، ميان ملاء نيكويان ملكوت گفته: صَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ«» فى صفة آدم-  عليه السلام- . زيرا كه صفىّ مملكت بود و بديع فطرت و خزانه امانت و كارخانه حكمت و نوآمده مسافران شاهراه قدم از ولايت عدم-  صلوات اللّه على نبيّنا و عليه السلام- 

 عطّار:

خداوندى كه جان بخشيد و ادراك
نهاد اسرار خود را در كفى خاك‏

عليمى كين همه اسرار انوار
ز عشق خويش آورد او پديدار

ز ذات خويش چار اركان نمود او
زمين ساكن، فلك گردان نمود او

ز چار اركان نمود اجسام آدم‏
دميده از دم خويش اندرو دم‏

دو عالم در تو پيدا كرد بنگر
وصالش يافتى از وصل برخور

سراسر در تو پيدا مى‏ندانى‏
كه بى‏شك اين جهان و آن جهانى‏

تويى آيينه هر آيينه مى‏بين
جمال خويش در آيينه مى‏بين‏

قال فى شرح الطواسين: «حقّ تعالى بجميع تجلّى ذات و صفات پيش از كون،روح ناطقه را بيافريد، قباى نور قدم درپوشيد، تاج بقا بر سر نهاد، در ظلّ جلال و جمال بنشاند، در يمن يمين احديت به مشاهده تربيت داد. از آن است كه سايه طوبى قدم و آفتاب بامداد عدم- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- گفت كه «الأرواح فى يمين الرّحمن». بعد از خلق روح، صورت آدم را بيافريد چهل هزار سال بدو تجلّى كرد.

حديث «خمّر طينة آدم بيده أربعين صباحا»«» در حديث طبيب بيماران عشق ازل بنگر. آن صورت را در سايه عرش پرورد چون تمام شد، گفت: قالَ يا«» آن گاه روح را از فلق صبح فعل در او دميد، گفت: فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ«». چون تخصيص اين دو اضافت بيافت، متخلّق به خلق قدم شد جهان به نور او روشن كرد، او را گفت: صَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ«». چون در انسانيت كمال بداد، خود را بستود بى ‏حدث گفت: فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ«» انتهى كلامه.» و همچنين ذكر كرده است حقّ تعالى در خلق فرزندان آدم و عناصر اصليه كه از آن مخلوق شده‏اند، حالة بعد حالة در هفت درجه، همچنان كه آدم- عليه السلام- و تنبيه فرموده«» كه ايشان را در هفتم درجات انسان گردانيده حيث قال تعالى: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ«». و اين از آن وجه است كه ايشان از آدمند و آدم از سلاله طين بود.

ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً«»، اين شش مرتبه است از خلق كه تعلّق به ملك و شهادت انسان دارد چه مراتب خلق جسمى است از جسمى ديگر كه خلق نبات از جماد است و نبات از نبات و حيوان از نبات. امّا خلق صورت باطن‏ و ملكوت انسان كه از فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ«» است، ممتاز فرمود در اشاره به آن بقوله: ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ«». و تعيين نفرموده از قبيل مراتب مثل نطفه و علقه و مضغه. خلقا آخر فرمود به ابهام، تعظيما لشأن هذا الخلق و أكّده بقوله: فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ«». يعنى بعد از تكميل صورت ظاهر او درجة بعد درجة حسب الحكمة البالغة انشا كرديم او را خلقى ديگر كه مشابهت ندارد با انواع خلق سابق يعنى خلق حيوان از نبات و نبات از جماد تا بتوان گفت كه خلق انسان است از حيوان. چه هر يك از صورتين مخلوق و مخلوق منه از عالم ملك و شهادتند و مشاهد و محسوس ما. امّا در اين خلق، هر يك از صورتين مخلوق و مخلوق منه كه صورت باطن انسان است و صورت حقّ تعالى كما قال: فَإِذا سَوَّيْتُهُ از عالم غيب و ملكوت است. فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ«» الّذى خلق الإنسان أحسن المخلوقين. لأنّه خلقه على صورته و لهذا استوعب جميع اسمه و صفته.

گلشن:

از آن دانسته‏اى تو جمله اسما
كه هستى صورت عكس مسمّا

عطّار:

نيست آدم نطفه‏اى از آب و خاك
هست آدم سرّ قدس و جان پاك‏

صد جهان پر فرشته در وجود
نطفه‏اى را كى كند آخر سجود

آرزو مى‏ نكندت اين مشت خاك
تا شود اين مشت خاكت جان پاك‏

قاسم:

تعيّنات جهان در ميان بيم و اميد
ز آسمان به زمين و ز ذرّه تا خورشيد

همه به رغبت خود در جهان كون و فساد
كمال خود طلبند از خداى خود جاويد

كمال خاك، نبات و كمال او حيوان‏
كمال حيوان، انسان كه اوست اصل نويد

كمال انسان باشد بلوغ حضرت حقّ
كه اوست اصل مرادات و مخلص امّيد

به قول قاسم اگر باز دانى اين اسرار
گذشت قصر جلالت ز قيصر و جمشيد

قال فى الفتوحات المكّية«» فى الباب الثامن و الستّين فى قوله تعالى:«» لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً- الآية- «ليس إلّا النظر و التفكّر فى ذلك«»، لتعرف من أوجدك. فإنّه أحالك عليك فى قوله تعالى:«» وَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ و فى قول رسوله- عليه الصلاة و السلام- : «من عرف نفسه فقد عرف ربّه»«». أحالك عليك بالتفصيل، و أخفى عنك بالإجمال لتنظر و تستدلّ. فقال فى التفصيل: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ«» و هو آدم- عليه السلام- هنا.
ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ«» و هى نشأة الأبناء«» فى الأرحام، مساقط النطف، و مواقع النجوم. فكنّى عن ذلك بالقرار المكين. ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً«» و قد تمّ البدن على التفصيل، فإنّ اللحم يتضمّن العروق و الأعصاب.

و فى كلّ طور له آية
تدلّ على أنّه«» مفتقر

ثمّ أجمل خلق النفس الناطقة التي هو بها إنسان فى هذه الآية، فقال: ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ«». عرّفك بذلك أنّ «المزاج» لا أثر له فى «لطيفتك» و إن لم يكن نصّا. و أبين منه قوله: فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ«» و هو ذكره فى التفصيل، من التقلّب فى الأطوار، فقال: فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ«» فقرنه بالمشية. فالظاهر أنّه لو اقتضى «المزاج» روحا خاصّا معيّنا، ما قال: «فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ» و «أىّ» حرف نكرة، مثل حرف «ما» فإنّه حرف يقع على كلّ شي‏ء. فأبان لك أنّ «المزاج» لا تطلب«» «صورة» بعينها. و لكن بعد حصولها تحتاج إلى هذا «المزاج» و ترجع به. فإنّه بما فيه من القوى التي لا تدبره إلّا بها، و بقواه«» لها كالآلات لصانع النجّار«» أو البنّاء مثلا إذا هيّئت و أتقنت و فرغ منها تطلب بذاتها و حالها صانعا يعمل بها ما صنعت له. و ما تعيّن زيدا و لا عمروا و لا خالدا و لا واحدا بعينه. فإذا جاء من جاء، من أهل الصنعة، مكّنت«» الآلة من نفسها تمكّنا ذاتيا، لا يتّصف«» بالاختيار فيه. فجعل يعمل بها، صنعة: يصرف«» كلّ آلة لما هيّئت له فمنها مكمّلة، و هى «المخلّقة» يعنى التامّة الخلقة و منها غير مكمّلة، و هى «غير المخلّقة» فينقص العامل من العمل، على قدر ما نقص من جودة الآلة. ذلك لتعلم أنّ الكمال الذاتى للّه- سبحانه- . فبيّن لك الحقّ مرتبة جسدك و روحك لتنظر و تتفكّر فتعتبر.»

حديقه:

پدر آدم است جان قدم
هست از آن دم كه زاده مريم‏

تن كه تن شد ز رنگ آدم شد
جان كه جان شد ز بوى آن دم شد

هر كه را آن دم است آدم اوست
هر كه را نيست نقش عالم اوست‏

جسمت از نور جان شود جاويد
گل شود زر ز تابش خورشيد

بى‏روانى شريف و جانى پاك
چه بود جسم جز كه مشتى خاك‏

از در تن تو را به منزل دل‏
نيست جز دردسر دگر حاصل‏

راه جسم تو سوى منزل جان
حاملى دان تو زين چهار اركان‏

پر و بال خرد ز جان زايد
از تن تيره جان و دل نايد

از در جسم تا به كعبه دل
عاشقان را هزار و يك منزل‏

مولانا:

سالها همصحبتى و همدمى
با عناصر داشت جان آدمى‏

از عقول و از نفوس باصفا
نامه مى‏آمد به جان كاى بى‏وفا

يار كان پنج روزه يافتى
رو ز ياران كهن برتافتى‏

جانهاى بسته اندر آب و گل
چون رهند از آب و گلها شاد دل‏

در هواى عشق حقّ رقصان شوند
همچو قرص بدر بى‏نقصان شوند

روحهايى كز قفسها رسته‏ اند
انبيا و رهبر و شايسته‏ اند

اين جهان خود حبس جانهاى شماست
هين رويد آن سو كه صحراى شماست‏

جان چو بى اين جيفه بنمايد جمال
مى‏ندانم گفت وصف آن مثال‏

آن زمان كه جان حيوانى نماند
جان باقى بايدت بر جا نشاند

«ذا أذهان» أى ذا قوى، فى الصحاح: الذهن، الفطنة و الحفظ و الذهن‏ بالتحريك مثله و الذهن القوّة. «يجيلها» أى يحرّكها يعنى انسانى صاحب قواى طبيعيه«» عنصريه و روحيه كه آلات نفس ناطقه انسانيه‏اند كه اجاله و تقليب مى‏كند«» آن قوا را در جرّ منافع و دفع مضارّ و به استعمال آن مى‏رسد به جميع منافع صوريه و معنويه.

گلشن:

طبيعى قوّت توده هزار است
ارادى برتر از حصر و شمار است‏

وز آن هر يك شده موقوف آلات‏
ز اعضا و جوارح وز رباطات‏

حكيمان اندر آن گشتند حيران
فرو ماندند در تشريح انسان‏

آن قوا ظاهر انسان است و امّا باطن انسان، طبقات غير متناهيه است و در هر طبقه، قواى غير متناهيه مركوز است.

عطّار:

آگهند از روى اين دريا بسى
ليك آگه نيست از قعرش كسى‏

گنج در قعر است، گيتى چون طلسم‏
بشكند آخر طلسم بند جسم‏

گنج‏يابى چون طلسم از پيش رفت
جان شود پيدا چو جسم از پيش رفت‏

بعد از آن جانت طلسمى ديگر است‏
غيب را جان تو جسمى ديگر است‏

همچنين ميرو به پايانش مرس
در چنين دردى به درمانش مرس‏

چون انسان مخلوق على الصورة است، پس به ازاى هر اسمى از اسماى غير متناهيه الهيه در او قوّتى باشد كه در هر مرتبه از طبقات غير متناهيه مبدأ اثر خاصّ شود غير از اثر طبقه ديگر.

قال الشيخ فى فصّ حكمة إلهية فى كلمة آدمية:«» «لما شاء الحقّ تعالى من حيث أسماؤه الحسنى التي لا يبلغها الإحصاء أن يرى أعيانها» أى أعيان الأسماء «و إن شئت قلت: أن يرى عينه، فى كون جامع» و هو جميع العالم من الإنسان و غيره «يحصر الأمر» أى الشأن الإلهى «كلّه» أى يحصر جميع الأمور و الشئون الإلهية «فاقتضى الأمر جلاء مرآة العالم. فكان آدم عين جلاء تلك المرآة» لأنّ جلاء المرآة ما يكون كاملا لا إذا انعكس فيها الوجه بجميع دقائق صورته. «و روح تلك الصورة» لأنّ روح الشي‏ء ما يحصل به فى ذلك الشي‏ء صدور الآثار المطلوبة من ذلك الشي‏ء، كما أنّ بالروح النباتى مثلا يحصل فى النبات التغذية«» و التنمية و توليد المثل، و بالروح الحيوانى يحصل فى الحيوان الحسّ و الحركة الإرادية، و بالروح الإنساني يحصل فى الإنسان إدراك الكلّيات. و كان المقصود للحقّ تعالى من إيجاد العالم رؤية عينه فيه و ذلك لا يحصل إلّا بالحقيقة الإنسانية. فيكون تلك الحقيقة روح صورة العالم. «و كانت الملائكة من بعض قوى تلك الصورة التي هى صورة العالم» إنّما قال: من بعض قوى تلك الصورة لأنّ القوى الروحانية و الحسّية الإنسانيتين المشبّهة بهما الملائكة أيضا من قوى صورة العالم. فافهم «المعبّر عنه فى اصطلاح القوم بالإنسان الكبير.» أى فى اصطلاح الصوفية فإنّهم يسمّون العالم كلّه إنسانا كبيرا، لاشتماله بجميع أجزائه حتّى الإنسان، على تفاصيل ما اشتمل عليه الإنسان مجملا و يسمّون الإنسان الذى هو الجزء الأشرف من العالم عالما صغيرا، لاشتماله على مجملات ما اشتمل عليه العالم مفصّلا. كما قيل فى حقّه:

  من كلّ شي‏ء لبّه و لطيفه
مستودع فى هذه المجموعة

فى الفتوحات فى معنى «خلق اللّه آدم على صورته»: الإنسان الذى هو آدم، عبارة عن مجموع العالم، فإنّه العالم الصغير و هو المختصر من العالم الكبير و العالم ما فى قوّة إنسان حصره فى إدراك لكبره و عظمه و الإنسان صغير الحجم يحيط به الإدراك من حيث صورته و تشريحه، و بما يحمله من القوى الروحانية فرتّب اللّه فيه جميع ما خرج عنه. فارتبطت بكلّ جزء منه حقيقة الاسم الإلهى التي أبرزته و ظهر عنها. فارتبطت به الأسماء الإلهية كلّها لم يشذّ عنه منها شي‏ء. فخرج آدم على صورة اسم اللّه، إذ كان هذا الاسم يتضمّن جميع الأسماء الإلهية.

كذلك الإنسان و إن صغر جرمه عن جرم العالم فإنّه يجمع جميع حقائق العالم الكبير و لهذا سمّى العقلاء العالم إنسانا كبيرا و لم يبق فى الإمكان معنى إلّا و قد ظهر فى العالم، فقد ظهر فى مختصره و العلم تصوّر المعلوم و العلم من صفات العالم الذاتية، فعلمه صورته و عليها خلق آدم. فآدم خلقه اللّه على صورته.

«فكانت الملائكة له» أى للعالم «كالقوى الروحانية» مثل العاقلة و المفكّرة و المتخيّلة و الحافظة و الذاكرة، و هذه تحت تصرّف الروح الإنساني و منشأها و مجاريها الدماغ «و الحسّية» مثل السامعة و الباصرة و الشامّة و الذائقة و اللامسة «التي فى النشأة الإنسانية.» و قد ذكر أنّ آدم روح العالم فأفرق بينهما «و كلّ«» قوّة منها» أى من تلك القوى التي للعالم المسمّاة بالملك «محجوبة بنفسها لا ترى أفضل من ذاتها» لأنّها مشغولة برؤية كمالها عن رؤية كمال غيرها، و لمّا بيّن احتجاب كلّ منها بنفسها و عدم رؤيتها أفضل من نفسها شيئا شرع فى تمهيد معذرة من جانب تلك القوى فى ذلك الاحتجاب بقوله: «و أنّ فيها» أى فى تلك القوّة التي هى الملك «فيما تزعم». ما مصدرية، أى فى زعم تلك القوّة «الأهلية» اسم أنّ «لكلّ منصب عال و منزلة رفيعة عند اللّه، لما» تعليل لزعم تلك القوّة استيهال كلّ منصب بأنّه «عندها من الجمعية الإلهية» بين طرف للجمعية «ما«» يرجع من ذلك» المجموع فيها «إلى الجناب الإلهى» الوجوبى «و إلى جناب حقيقة الحقائق» الكونى الإمكانى.

الحاصل: أنّ كلّ واحدة من تلك القوى التي هى الملائكة لمّا رأت نفسها جامعة بين أمر يرجع منها إلى حضرة الوجوب على قدر حصّتها و أمر يرجع إلى حضرة الإمكان على قدر حصّتها، حسبت أنّ تلك الجمعية سبب لكمالها الشامل، و زعمت أنّها بتلك الجمعية صارت أهلا لكلّ منصب عال و منزلة رفيعة و الحال أنّ تلك‏ الأهلية ما كانت إلّا لصاحب الجمعية الكلّية المستوعبة لجميع الحقائق التي كانت لآدم، أى للنشأة الإنسانية لا لصاحب جمعية بعض الحصص المختصّة به، كما يشعر إليه بقوله و الحال أنّ الرجوع «فى«» النشأة» الإنسانية «الحاملة لهذه الأوصاف» أى الجامعة لحقائق مجموع تلك القوى «إلى ما تقتضيه الطبيعة الكلّ«» التي حصرت قوابل العالم كلّه» أى شملتها بحيث لا يفوتها شي‏ء منها «أعلاه و أسفله» يعنى و الحال أنّ الرجوع فى النشأة الإنسانية الحاملة لهذه القوى، أى الجامعة لحقائق مجموع تلك القوى إلى ما تقتضيه الطبيعة التي هى كلّ العالم، أى مادّة مجموع العالم و أصله و سيذكر الشيخ فى فصّ عيسى-  عليه السلام-  أنّها نفس الرحمن و أنّ العناصر و ما فوقها من الملأ الأعلى كلّها صور الطبيعة حيث قال: فلذلك قبل«» النفس الإلهى صور العالم فهو لها كالجوهر الهيولانى و ليس إلّا عين الطبيعة.

و هذا، أى ما قلنا إنّ رجوع الملائكة إلى بعض الحقائق الإلهية و الكونية و رجوع الإنسان إلى كلّها لاقتضاء الطبيعة الكلّ ذلك «لا يعرفه«» عقل بطريق نظر فكرىّ، بل هذا الفنّ من الإدراك لا يكون إلّا عن كشف إلهى منه» أى من ذاك الكشف «يعرف ما أصل صور العالم القابلة لأرواحه.» أى يعرف من ذاك الكشف أنّ الطبيعة الكلّ الذى هو النفس الإلهى أصل صور العالم، و هى للصور كالجوهر الهيولانى تصوّرت بتلك الصور للإختلافات المكنونة فيها. فانتشأت منها صور العالم قابلة كلّ صورة لروحها اللائق بها من أرواح العالم و أضاف الصور و الأرواح«» إلى العالم، لأنّ العالم عبارة عن الصور و أرواحها المقوّمة لها «فسمّى هذا المذكور» أى هذا الذى ذكر أنّه للعالم بمنزلة الروح للبدن و الجلاء للمرآة و أنّه الجامع لجميع ما اشتمل عليه العالم «إنسانا و خليفة فأمّا إنسانيته فلعموم نشأته و حصره الحقائق كلّها.»«» علوية و سفلية. فهو بهذا الحصر و الشمول أنس بكلّ الحقائق فله الأنس الحقيقى التامّ فسمّى إنسانا من الأنس.

«و فكر يتصرّف بها» و صاحب انديشه‏ها و فكرتها است كه نفس انسانى به آن تصرّف مى‏كند در مدركات خود از براى طلب اصلح آرا و وجوه فيما قصد من المطالب و مراد نه قوّه مفكّره«» است چه آن در انسان واحد است، بلكه حركات اين قوّه است در ما يتصرّف فيه. چه اين حركات فكريه، شبكه‏اى است نفس انسانى را كه به آن اقتناص مى‏كند از عالم اسفل به آليت حواسّ خمس ظاهر، بسيارى از معارف دينيه شريفه، كما سيأتى.

«و جوارح يختدمها، و أدوات يقلّبها» فى الصحاح: جوارح الإنسان، أعضاؤه التي يكتسب بها يعنى و صاحب عضوها است كه خدمت مى‏فرمايد آن را و آلات و ادوات كه نفس انسانى در كارهاى هر گونه مى‏گرداند آن را از براى اكتساب مصالح و منافع صوريه و معنويه روحيه و طبيعيه. و أشار عليه-  الصلاة و السلام-  إلى قوّة العاقلة بقوله: «و معرفة يفرق بها بين الحقّ و الباطل، و» يفرق بين «الأذواق و المشامّ و الألوان و الأجناس». لأنّ العقل نور فى القلب يفرق بين الحقّ و الباطل. و قيل: جوهر مضي‏ء خليفة اللّه فى الدماغ و هو يدرك الغائبات بوسائط المحسوسات بالمشاهدة. و بهذا يفرق بين الأذواق و المشامّ إلى سائر المحسوسات. و العقل محتاج إلى الحواسّ و منها السمع و العقل فى معرفته الأصوات و تعبير الألفاظ و تنوّع اللغات يحتاج به، إذ العقل بذاته لا يدرك صوتا من الأصوات بدونه و منها البصر و هو لا يدرك المبصرات من الأبيض و الأسود و غيرهما بدونه.

و على هذا القياس فى رسالة تفصيل النشأتين لأبى القاسم الراغب، قد ذكر الحكماء لذّات الإنسان و قواه أمثالا صوّروها بها، فقالوا: ذات الإنسان كما كان عالما صغيرا جرى مجرى بلدا حكم بناؤه و شيّد بنيانه و حصّن سوره و عمّرت بالسكّان دوره و فتحت أسواقه و استعملت صناعه، و فيه ملك مدبّر و للملك وزير و صاحب بريد و أصحاب أخبار و خازن و ترجمان و كاتب، و فى البلد أخيار و أشرار. فصناعها هى القوّة السبعة التي يقال لها الجاذبة و الماسكة و الهاضمة و الدافعة و الغاذية«» و النامية و المصوّرة و الملك العقل و منبعه من القلب، و الوزير القوّة المفكّرة و مسكنها وسط الدماغ، و صاحب البريد القوّة المخيّلة و مسكنها مقدّم الدماغ و الترجمان القوّة الناطقة و آلتها اللسان و الكاتب القوّة الكاتبة و آلتها اليد و سكّانها الأخيار و الأشرار هى القوّة التي منها الأخلاق الجميلة و الأخلاق القبيحة.

قال فى فصّ الحكمة الموسوية«» «و أمّا حكمة إلقائه فى التابوت و رميه فى اليمّ، فالتابوت ناسوته» أى إشارة إلى ناسوته «و اليمّ» إشارة إلى «ما حصل له من العلم بواسطة هذا الجسم ممّا أعطته القوّة النظرية الفكرية و القوى الحسّية و الخيالية التي لا يكون شي‏ء منها» أى من تلك القوّة «و لا من أمثالها لهذه النفس الإنسانية إلّا بوجود هذا الجسم العنصرى. فلمّا حصلت النفس فى هذا الجسم و أمرت بالتصرّف فيه و تدبيره، جعل اللّه لها هذه القوى آلات يتوصّل بها إلى ما أراده اللّه منها» أى من النفس «فى تدبير هذا التابوت الذى فيه سكينة الربّ.» و إنّما كانت السكينة فى هذا التابوت لأنّ الأمور الكلّية و المعاني الحقيقية لا تزال يتحرّك بالمحبّة الذاتية إلى أن تصل إلى الحضرة الشهادية، و تدخل تحت الاسم الظاهر، فيجد السالك فيها المعاني بصورها و تسكن إليها.

عطّار:

ذات جان را معنى بسيار هست
ليك تا نقد تو گردد كار هست‏

هر معانى كان تو را در جان بود
تا نپيوندد به تن پنهان بود

دولت دين گر ميسّر گرددت
نقد جان با تن برابر گرددت

 «فرمى به فى اليمّ ليحصل بالقوى«» على فنون العلم» أى ليكون بها مستعليا على أنواع العلوم الحاصلة بالحواسّ الظاهرة و الباطنة، فقال فلان حصل على عرشه إذا استعلى عليه، «فاعلمه بذلك» أى أعلم الحقّ موسى بوضعه فى التابوت و إلقائه فى اليمّ «أنّه» أى الشأن «و إن كان الروح المدبّر له هو الملك، فإنّه لا يدبّره إلّا به» أى أعلمه أنّ الروح المدبّر له لا يدبّره إلّا بواسطة هذا التابوت «فاصحبه هذه القوى الكائنة فى هذا الناسوت الذى عبّر عنه بالتابوت فى باب الإشارات و الحكم.»«» أى جعل الحقّ الروح مصاحبا لهذه القوى الحالّة فى البدن الذى عبّر الحقّ سبحانه عنه بالتابوت فى باب الإشارات، أى هذا المعنى ثابت فى باب الإشارات الإلهية و الحكم الربّانية و اللّه أعلم.

آثار و خواصّ آلات و قواى مدركه انسانيه در كلام ابى حامد، منقّح و مبيّن است. فاستمع لما يتلى عليك من كلامه«»-  روّح اللّه روحه-  فى مشكوة الأنوار«» قال:

«فصل فى مراتب الأرواح البشرية النورية:

فالأوّل منها: الروح الحسّاس، و هو الذى يتلقّى ما يورده الحواسّ الخمس، و كأنّه أصل الروح الحيوانى و أوّله، إذ به يصير الحيوان حيوانا و هو موجود للصبىّ و الرضيع.

و الثاني: الروح الخيالى، و هو الذى يستثبت ما أورده الحواسّ و يحفظه مخزونا عنده ليعرضه«» على الروح العقلى الذى هو فوقه عند الحاجة إليه و هذا لا يوجد للصبىّ الرضيع فى مبدأ«» نشوه و لذلك يولع بالشى‏ء ليأخذه، غيب«» عنه ينساه و لا ينازعه«» نفسه إليه إلى أن«» يكبر قليلا فيصير بحيث إذا غيّب عنه بكى و طلب لبقاء صورته محفوظة فى خياله و هذا قد يوجد لبعض الحيوانات دون بعض، و لا يوجد للفراش المتهافت على النار، لأنّه يقصد النار لشعفه«» بضياء النهار. فيظنّ أنّ السراج كوّة مفتوحة إلى موضع الضياء فيلقى نفسه عليه فيتأذّى به و لكنّه إذا جاوزه و حصل فى الظلمة عاوده مرّة بعد أخرى، و لو كان له الروح الحافظ المستثبت لما أدّاه الحسّ إليه من الألم لما عاوده بعد أن تضرر به مرّة«». و الكلب إذا ضرب بخشبة مرّة«»، فإذا رأى الخشبة بعد ذلك من بعد هرب.

الثالث: الروح العقلى الذى يدرك به المعاني الخارجة عن الحسّ و الخيال، و هو الجوهر الإنسى الخاصّ، و لا يوجد للبهائم و لا للصبيان و مدركاته المعارف الضرورية الكلّية.» و اعلم أنّ فى قلب الإنسان عينا هذه صفة كمالها و هى يعبّر عنها تارة بالعقل و تارة بالروح و تارة بالنفس الإنساني و دع عنك العبارات، فنعنى بها المعنى الذى يتميّز به العاقل عن الطفل الرضيع و عن البهيمة و عن المجنون. فالعقل يدرك غيره و يدرك نفسه و يدرك صفاته إذ يدرك نفسه عالما و قادرا و يدرك علم نفسه و يدرك علمه بعلم نفسه إلى غير نهاية. فهذه خاصيّة لا يتصوّر أن تدرك بآلة الأجسام، بل الحقائق كلّها لا تحتجب عن العقل. و أمّا حجاب العقل حيث يحجب فمن نفسه لنفسه، بسبب صفات هى مقارنة له تضاهى حجاب العين من نفسه عند تقميض الأجفان و ستعرف هذا إن شاء اللّه.

و له حواسّ خمس فى الظاهر جواسيسه و كلّها بأخسّ خزائنه، لأنّ‏ المسموعات و المبصرات و المشمومات و المذوقات و الملموسات التي مدركات الحواسّ الخمس الظاهرة أعراض الأجسام و الأجسام أخسّ أقسام الموجودات و له فى الباطن جواسيس سواها من خيال و وهم و ذكر و فكر و حفظ.«» فإن قلت: نرى العقلاء يغلطون فى نظرهم، فاعلم أنّ فيهم خيالات و أوهاما و اعتقادات يظنّون أحكامها أحكام العقل فالغلط منسوب إليها.

و أمّا العقل إذا تجرّد عن غشاوة الوهم و الخيال لم يتصوّر أن يغلط بل رأى الأشياء كما هى عليها و فى تجريده عسر عظيم، و إنّما يكمل تجرّده عن هذه النوازع بعد الموت و عنده يقال: فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ.

الرابع: الروح الفكرى، و هو الذى يأخذ المعارف العقلية المحضة فيوقع بينهما بالتفاتات و ازدواجات و يستنتج منها معارف شريفة. ثمّ إذا استفاد نتيجتين مثلا، ألّف بينهما نتيجة أخرى و لا يزال يتزايد كذلك إلى غير نهاية.

الخامس: الروح القدسى الذى يختصّ به الأنبياء و بعض الأولياء، و فيه يتجلّى«» لوائح الغيب و أحكام الآخرة و جملة من معارف ملكوت السموات و الأرض، بل من المعارف الربّانية التي يقصر دونها الروح العقلى و الفكرى، و إليه الإشارة بقوله:«» وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا الآية.

گلشن:

 خرد از ديدن احوال عقبى
بود چون كور مادرزاد دنيى‏

وراى عقل طورى دارد انسان‏
كه بشناسد بدو اسرار پنهان‏

بسان آتش اندر سنگ و آهن
نهادست ايزد آن در جان و در تن‏

چو برهم اوفتاد آن سنگ و آهن‏
ز نورش هر دو عالم گشت روشن‏

«و لا تبعّد أيّها المعتكف«» فى عالم العقل أن يكون وراء العقل طور آخر يظهر فيه ما لا تظهر فى العقل، كما لا تبعد كون العقل طورا وراء التميّز«» و الإحساس ينكشف به عوالم«» و عجائب تقصر«» عنها الإحساس و التميّز«» و لا تجعل أقصى الكمال وقفا على نفسك و إن أردت مثالا ممّا تشاهده«» من جملة خواصّ بعض البشر فانظر إلى ذوق الشعر كيف يختصّ به قوم من الناس و هو نوع إحساس و إدراك، و يحرم عنه بعضهم حتّى لا يتميّز«» عندهم الألحان الموزونة من المنزحفة و انظر كيف عظمت قوّة الذوق فى طائفة حتّى استخرجوا بها من الموسيقى و الأغانى و الأوتار صنوف الدستانات التي منها المطرب و منها المحزن و منها المنوّم و منها المضحك و منها المبكى«» و منها القاتل و منها الموجب للغشى و الوجد«» و إنّما يقوى«» هذه الآثار فيمن له أصل الذوق، و أمّا العاطل عن خاصيّة الذوق فتشارك فى سماع الصوت و يضعف«» فيه الآثار«»، و هو يتعجّب من صاحب الوجد و الغشى و لو اجتمع العقلاء كلّهم من أرباب الذوق على تفهيمه معنى الذوق لم يقدروا عليه.

فهذا مثال فى أمر خسيس لكنّه قريب إلى فهمك. فقس به الذوق الخاصّ النبوىّ و اجتهد أن تصير من أهل الذوق بشى‏ء من ذلك الروح، فإنّ للأولياء منه حظّا وافرا فإن لم تقدر فاجتهد أن تصير من أهل العلم بها فإن لم تقدر فلا أقلّ من‏ أن يكون«» من أهل الإيمان«» و يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ«» و العلم فوق الإيمان، و الذوق فوق العلم. فالذوق وجدان و العلم قياس و عرفان و الإيمان قبول مجرّد بالتقليد و حسّن الظنّ بأهل الوجدان أو بأهل العرفان.

فإذا عرفت هذه الأرواح الخمسة فاعلم أنّها بجملتها أنوار، إذ بها«» تظهر أصناف الموجودات، و الحسّى و الخيالى منها، و إن كان يشارك البهائم فى جنسها، لكن الذى للإنسان منه نمط آخر أشرف و أعلى و خلق للإنسان«» لأجل غرض أجلّ و أسمى و أمّا للحيوانات فلا«» يخلق لها إلّا ليكون آلتها فى طلب غذائها و تسخّرها«» للآدمى. و إنّما خلق للآدمى ليكون شبكة له بها يقتنص من العالم الأسفل مبادئ المعرفة الدينية الشريفة، إذ الإنسان إذا أدرك بالحسّ شخصا معيّنا اقتنص عقله منه معنى عامّا مطلقا.»

مولانا:

اقتضاى جان چو اى دل آگهيست
هر كه آگه‏تر بود جانش قويست‏

خود جهان جان سراسر آگهيست‏
هر كه آگه نيست او از جان تهيست‏

جان نباشد جز خبر در آزمون
هر كه را افزون خبر، جانش فزون‏

جان ما از جان حيوان بيشتر
از چه رو كز او فزون دارد خبر

پس فزون از جان ما جان ملك
كو منزّه شد ز حسّ مشترك‏

وز ملك جان خداوندان دل‏
باشد افزون، تو تحيّر را بهل

محصّل و منقّح كلام قوم در نشئه انسانى آن است كه روح انسانى-  كه او را نفس ناطقه مى ‏گويند-  جوهرى است بسيط مجرّد مدرك به ذات و متصرّف در بدن‏ به آلات و آن جوهر نه جسم است و نه جسمانى و نه محسوس به يكى از حواسّ خمسه و هر يك از اين امور در حكمت نظريه به براهين متعدّده بيان يافته، و اصحاب كشف با ارباب نظر در تجرّد نفس ناطقه كه مستتبع جمله اين امور است، موافقند.

و چون روح انسانى به بدن عنصرى تعلّق گيرد، در ابتدا احكام طبيعت بر آثار عقل غالب بود و افعال او همه به مقتضاى شهوت و غضب باشد و چون ابتداى ظهور نور عقل شود غالبا ظلمت اخلاقى كه از آن افعال در روح راسخ شده متراكم بود، و سطوت آن نور عقل را فرو نشاند، و افعال و اقوال به طريق سابق به محض شهوت و غضب بود، بى‏ ملاحظه حسن و قبح آن شرعا أو عقلا و روح انسانى را در اين مرتبه «نفس» گويند كه معدن افعال نكوهيده و موطن اخلاق ناپسنديده است، و روح در اين حال چراغ عقل را در راه هوا، پيش دو چشم شهوت و غضب دارد و بدان نور، راه به مظانّ حصول مقاصد نفس مى‏برد، و بر بعضى كه در اين مرتبه سابقه عنايت ازلى ايشان را مدد كند در اشراق نور عقل خصوصا كه صبح صادق اخبار انبيا بدان پيوندد، قبح احوال ذميمه كه در ظلمت اخلاق رذيله پنهان بود، پيدا گردد.

و چون انقياد احكام شرعيه نموده به دايره اسلام در آيند و تعديل افعال و حركات به ميزان شرع و عقل نمايند و عدالت در اخلاق از تعديل افعال تولّد كند و منشأ افعال و حركات معتدل شود بى‏كلفتى، و روح را حالت جمعيتى ميان عالم غيب و احكام آن كه من حيث التجرّد آن جاست و ميان عالم شهادت كه من حيث التعلّق از آن باخبر است، حاصل شود. پس روح را درين مرتبه «دل‏ريزه» گويند، و اين اوّل دخول در دايره ايمان است و مبدأ حصول علم اليقين. و چون داد اين مرتبه داده، در دايره احسان در آيد، افتتاح باب تجلّى بر او از مرتبه اسم الظاهر بود، يعنى اسمايى كه در حيطه اين اسمند و ما دام كه اسمى از اين اسما حجاب ديگرى شود، روح در مرتبه تلوين بود، و اين مرتبه اوّل تلوين است، و چون به مرتبه‏اى رسد كه هيچ يك از اسمايى كه در حيطه اسم الظاهراند، حجاب ديگرى نشود، مرتبه اوّل تمكين كه مقابل مرتبه اوّل تلوين است او را حاصل شود، و تجلّى به اسمايى كه در حيطه اسم الباطن‏اند، منتقل شود و بر همان قياس مرتبه دوم تلوين و تمكين حاصل شود.

امّا هر يك از الظاهر و الباطن حجاب يكديگر شوند و اين مرتبه سوم تلوين است، و چون كار به جايى رسد كه هيچ يك از الظاهر و الباطن حجاب ديگرى نشود، مرتبه سوم تمكين حاصل شود، و روح را در اين مرتبه «دل متبحّر» گويند، و دل حقيقى كه جامع حقايق وجوبيه و امكانيه و احكام و آثار هر دو باشد، اين است، و اين مقام را مرتبه كمال گويند و مرتبه اكمليت كه به حقيقت از آن خاتم الأنبياست-  عليه أفضل الصلوات و أكمل التحيّات-  و اقطاب محمّدى را به طريق وراثت از آن نصيبى به قدر متابعت هست فوق اين مرتبه، يعنى مرتبه كمال است.

قوله عليه-  الصلاة و السلام- : «معجونا» حال من قوله إنسانا «بطينة الألوان المختلفة» يعنى سرشته شده بود به طينت رنگهاى گوناگون، و مراد از طينت الوان، موادّ مخالط بدن انسان است كه به آن مستعدّ قبول الوان مختلفه مى ‏شود.

مصباح:

جسم تو كه جاى جان پاك است
از آتش و باد و آب و خاك است‏

مى‏پروردت به قوت«» قوّت‏
در زاويه چهار علّت‏

هست از تر و خشك و گرم و سردت
سرخ و سيه و سفيد و زردت‏

«و الأشباه المؤتلفة» و به طينت اشباه مؤتلفه همچون عظام و اسنان، «و الأضداد المتعادية» همچون كيفيات اربع «و الأخلاط المتباينة» همچون دم و بلغم و صفرا و سودا، «من الحرّ و البرد و البلّة» و هى الرطوبة، «و الجمود» و هى اليبوسة، و اين مجموع از كيفيات جسمانى است، «و المسائة و السّرور» و غم و شادى كه از كيفيات نفسانيه است.

از ره خلق خوب و سيرت زشت
هفت دوزخ تويى و هشت بهشت‏

چه حقّ تعالى بعد از آنكه بسايط عناصر را آفريد به وصف تضادّ و تباين با يكديگر، اراده قديمه متعلّق به ايجاد مركّبات گردانيد. پس به حكمت بالغه و قدرت كامله، ائتلاف ميان متخالفات و اتّحاد ميان متباينات پيدا كرد كه عبارت از تسويه است. پس معادن و نبات و حيوان موجود شد و انسان را بر جمله محيط ساخت.

عطّار:

در ميان چار خصم مختلف
كى تواند شد به وحدت متّصف‏

گرميت در خشم و شهوت مى‏كشد
خشكيت در كبر و نخوت مى‏كشد

سرديت افسرده دارد بر دوام
ترّيت رعنائيت آرد مدام‏

هر چهار از همدگر پوشيده‏اند
روز و شب با يكدگر كوشيده‏اند

همچنان كز چار خصم مختلف
شد دلت هم معتدل هم متّصف‏

جانت را عشقى ببايد گرم گرم‏
ذكر را رطب اللسانى نرم نرم‏

زهد خشكت بايد و تقواى دين
آه سردت بايد از برد اليقين‏

تا چو گرم و خشك و سرد و تر بود
اعتدال جانت نيكوتر بود

قال الراغب: «كما أنّ الوالى إذا تزكّى و ساس الناس بسياسة اللّه تعالى صار ظلّ اللّه فى الأرض، وجب على الكافّة طاعته، كما قال تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ«» كذلك متى جعل العقل سائسا وجب على سائر القوى أن تطيعه.» و فى الفتوحات: «الخلاقة صغرى و كبرى، فأكبرها التي لا أكبر منها الإمامة الكبرى على العالم و أصغرها خلافته على نفسه، و قال: كما أنّ اللّه تعالى جعل الناس متفاوتين، كما نبّه عليه بقوله تعالى: وَ رَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا كذلك جعل قوى النفس متفاوتة، و جعل من حقّ كلّ واحدة أن يكون داخلة فى سلطان ما فوقها و متأمّرة على ما دونها.

فحقّ الشهوة أن يكون مؤتمرة للحميّة، و حقّ الحميّة أن تكون مؤتمرة للقوّة العاقلة، و حقّ القوّة العاقلة أن تكون مستضيئة بنور الشرع و مؤتمرة لمراسمه حتّى يصير هذه القوى متظاهرة غير متعادية.

و كما لا ينفكّ أشرار العالم من أن يطلبوا فى العالم الفساد و يعادوا«» الأخيار، كما قال تعالى:«» وَ كَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها لِيَمْكُرُوا فِيها و قال:«» وَ كَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ كذلك فى نفس الإنسان قوى رديّة من الهوى و الشهوة و الحسد تطلب الفساد و تعادى العقل و الفكر.

و كما أنّه يجب للوالى أن يتّبع الحقّ و لا يصغى إلى الأشرار و لا يعتمدهم، كما قال تعالى:«» وَ أَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَ احْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ كذلك يجب للعقل و الفكر أن لا يعتمدوا القوى الذميمة.

و كما أنّه يجب للوالى أن يجاهد أعداء المسلمين، كما قال:«» وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَ مِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَ عَدُوَّكُمْ كذلك يجب للعقل أن يعادى الهوى، فإنّ الهوى من أعداء اللّه، بدلالة قوله-  عليه الصلاة و السلام- : «ما فى الأرض معبود أبغض إلى اللّه من الهوى» ثمّ تلا: أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ«» و كما أنّ «من استحوذ عليه الشّيطان أنساه ذكر اللّه»«» كذلك العقل إذا استحوذ عليه الهوى.»

حديقه:

سگ و اسب است با تو در مسكن
آن گزنده است وين دگر توسن‏

اين مروّض كن آن معلّم كن
پس در او حديث آدم كن‏

فى الباب السابع من الفتوحات قال:«» «فلمّا خمّر الحقّ تعالى بيديه طينة آدم حتّى تغيّر ريحها-  و هو المسنون و ذلك الجزء الهواء«» الذى فى النشأة-  جعل«» محلّا للأشقياء و السعداء فى ذرّيته، فأودع فيه ما كان فى قبضتيه. فإنّه-  سبحانه-  أخبرنا أنّ فى قبضة يمينه السعداء، و فى قبضة اليد الأخرى الأشقياء، و كلتا يدي ربّى يمين مباركة. و قال: «هولاء للجنّة و بعمل أهل الجنّة يعملون، و هولاء للنار و بعمل أهل النار يعملون.»«» و أودع الكلّ طينه آدم، و جمع فيه الأضداد بحكم المجاورة، فصوّره و عدّله و سوّاه، ثمّ نفخ فيه روحه المضاف إليه. فحدث عند هذا النفخ فيه، بسريانه فى أجزائه، أركان الأخلاط التي هى الصفراء و السوداء و الدم و البلغم.

فكانت الصفراء عن الركن النارى الذى أنشأه اللّه منه فى قوله تعالى: مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ«» و كانت السوداء عن التراب، و هو قوله: خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ«» و كان الدم من الهواء، و هو قوله: مَسْنُونٍ«» و كان البلغم من الماء الذى عجن به التراب فصار طينا. ثمّ أحدث فيه القوّة الجاذبة«» التي بها يجذب الحيوان الأغذية، ثمّ القوّة الماسكة، و بها يمسك ما يتغذّى به الحيوان، ثمّ القوّة الهاضمة، و بها يهضم الغذاء، ثمّ القوّة الدافعة، و بها يدفع الفضلات عن نفسه من عرق و بخار و رياح و براز، و أمثال ذلك، ثمّ أحدث فيه القوّة الغاذية و المنمية و الحاسّية و الخيالية و الوهمية و الحافظة و الذاكرة، و هذا كلّه فى الإنسان بما هو حيوان، لا بما هو إنسان فقط، غير أنّ هذه القوى الأربعة، قوّة الخيال و الوهم و الحفظ و الذكر، هى فى الإنسان أقوى منها فى الحيوان. خصّ«» آدم الذى هو الإنسان، بالقوّة المصوّرة و المفكّرة و العاقلة، فتميّز عن الحيوان، و جعل هذه القوى كلّها فى هذا الجسم آلات للنفس الناطقة ليصل«» بذلك إلى جميع منافعها المحسوسة و المعنوية.

ثُمَّ أنْشَأهُ خَلْقاً آخَرَ«» و هو الإنسانية، فجعله درّاكا بهذه القوى، حيّا، عالما، قادرا، مريدا، متكلّما، سميعا، بصيرا على حدّ معلوم معتاد«» فى اكتسابه فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ«».

ثمّ إنّه سبحانه ما سمّى نفسه باسم من الأسماء إلّا و جعل للإنسان من التخلّق بذلك الاسم، حظّا منه يظهر به فى العالم على«» ما يليق به، و لذلك تأوّل بعضهم قوله-  عليه الصلاة و السلام- : «إنّ اللّه خلق آدم على صورته»«» على هذا المعنى. فأنزله خليفة عنه فى أرضه، إذ كانت الأرض من عالم التغيير و الإستحالات، بخلاف العالم الأعلى. فيحدث فيهم من الأحكام بحسب ما يحدث فى العالم الأراضى من التغيير، فيظهر لذلك حكم جميع الأسماء الإلهية، فلذلك كان خليفة فى الأرض دون السماء و الجنّة.» و قال فى الباب الثالث و السبعين:«» «السؤال الأربعون: ما صفة آدم عليه السلام الجواب: إن شئت: صفة الحضرة الإلهية، و إن شئت: مجموع الأسماء الإلهية، و إن شئت: قول النبي-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «إنّ اللّه خلق آدم على صورته»«» فهذه صفته. فإنّه لمّا جمع له فى خلقه بين يديه، علمنا أنّه قد أعطاه صفة الكمال فخلقه كاملا جامعا، و لهذا قبل الأسماء كلّها. فإنّه مجموع العالم من حيث‏  حقائقه، فهو عالم مستقلّ و ما عداه فإنّه جزء من العالم. فالعالم كلّه تفصيل آدم، و آدم هو الكتاب الجامع، فهو للعالم كالروح من الجسد، فالإنسان روح العالم و العالم الجسد. فبالمجموع يكون العالم كلّه هو الإنسان الكبير، و الإنسان فيه. و إذا نظرت فى العالم وحده، دون الإنسان، وجدته كالجسم المسوّى«» بغير روح، و كمال العالم بالإنسان مثل كمال الجسد بالروح، و الإنسان منفوخ فى جسم العالم، فهو المقصود من العالم.»

تويى تو نسخه نقش الهى
بجوى از خويش هر چيزى كه خواهى‏

تو مقصود وجود كن فكانى‏
ولى در غفلتى و مى ندانى‏

السؤال الرابع و الأربعون:«» «لم سمّاه بشرا» الجواب: قال تعالى: قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ«» على جهة التشريف الإلهى. فقرينة الحال تدلّ على مباشرة خلقه بيديه بحسب ما يليق بجلاله، فسمّاه بشرا لذلك. إذ اليد بمعنى القدرة لا شرف فيها على من شرّف عليه، و اليد بمعنى النعمة مثل ذلك، فإنّ النعمة و القدرة عمّت جميع الموجودات. فلا بدّ أن يكون لقوله «بيدىّ» أمر معقول له خصوص وصف، بخلاف هذين، و هو المفهوم من لسان العرب الذى نزل القرآن بلغتهم. فإذا قال صاحب اللسان: «إنّه فعل هذا بيده» فالمفهوم منه رفع الوسائط.

فكانت نسبة آدم فى الجسوم الإنسانية نسبة العقل الأوّل فى العقول، و لمّا كانت الأجسام مركّبة طلب«» اليدين لوجود التركيب، و لم يذكر ذلك فى العقل الأوّل لكونه غير مركّب. فاجتمعا فى رفع الوسائط، و ليس بعد رفع الوسائط فى التكوين، مع ذكر اليدين، إلّا أمر من أجله يسمّى«» بشرا. و سرت هذه الحقيقة فى التبيّن«» فلم يوجد أحد منهم إلّا عن مباشرة.» و فى كتاب نقش الفصوص متحلّيا بحلى الحواشى:«» «اعلم أنّ الأسماء الإلهية«» الحسنى» التي أمّهاتها سبعة، و هى الحىّ العليم المريد القادر السميع البصير المتكلّم، «تطلب بذواتها وجود العالم»، لأنّ العالم مظهر آثارها «فأوجد اللّه العالم جسدا مسوّى» معدّل المزاج «و جعل روحه آدم و أعنى بآدم وجود العالم الإنساني» أى الحقيقة النوعية الإنسانية الكمالية الموجودة فى ضمن أىّ فرد كان من أفرادها «و علّمه الأسماء كلّها».

فى الفتوحات: «علّمه اللّه جميع الأسماء كلّها من ذاته ذوقا فتجلّى له تجلّيا كلّيا، فما بقى اسم فى الحضرة الإلهية إلّا ظهر له فيه، فعلم من ذاته جميع أسماء خالقه». «فإنّ الروح هو مدبّر البدن بما فيه» أى فى البدن «من القوى، و كذلك الأسماء للإنسان الكامل بمنزلة القوى.» أى الأسماء الإلهية للإنسان الكامل بمنزلة قوى البدن بالنسبة إلى الروح، فكما أنّ الروح يدبّر البدن و يتصرّف فيه بالقوى، كذلك الإنسان الكامل يدبّر أمر العالم و يتصرّف فيه بواسطة الأسماء الإلهية التي علّمه اللّه ذوقا، و الإنسان الكامل على الإطلاق هو نبيّنا محمّد-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  ثمّ مجموع مظاهر كمالاته من آدم إلى انقراض العالم، و هذا تفصيل لا يسعه هذا المقام.

«و لهذا» أى لكون العالم جسدا ذا روح و قوى معيّنة للروح فى تدبير الجسد كالإنسان «يقال فى العالم» أى فى حقّه «إنّه الإنسان الكبير، و لكن هذا بوجود الإنسان فيه» لأنّ روحه هو الإنسان و لا يقال للجسد بلا روح إنّه انسان، «و كان الإنسان مختصرا من الحضرة الإلهية» أى مجموعة فيه جميع حقائق الأسماء الإلهية.

رباعى:

اى نسخه نامه الهى كه تويى
وى آينه جمال شاهى كه تويى‏

بيرون ز تو نيست هر چه در عالم هست‏
از خود بطلب هر آنچه خواهى كه تويى‏

«و لذلك خصّه» أى خصّ اللّه تعالى سبحانه الإنسان «بالصورة الإلهية.»«» أى جعل الصورة مختصّة بحسب الذكر و إن كان العالم أيضا على الصورة، لأنّ كلّ ما إلى الوحدة أقرب فإضافته إلى الحقّ أولى و صورة الإنسان صورة الأحدية الجمعية و صورة العالم صورته التفصيلية.

«فقال» على لسان نبيّه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- : «إنّ اللّه خلق آدم على صورته»«» و فى رواية «على صورة الرّحمن». فإنّ الرحمن اسم جامع لجميع الأسماء كلّها كما أنّ اللّه كذلك، و لهذا قال تعالى:«» قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏ يعنى أيّا من هذين الاسمين تدعوا الذات الإلهية الجامعة به فهو صحيح، لأنّ كلّ واحد منهما جامع لجميع الأسماء الحسنى، فيكون ضمير «فله» راجعا إلى أيّا.

قال فى مفتاح الغيب: «الرحمن اسم للوجود و اللّه اسم للمرتبة». فى العبهر: «پيش از وجود اكوان و حدثان عشق و عاشق و معشوق خود بود، چون از نگارخانه امر اشكال فعلى پيدا كرد خلاصه كون، صورت آدم آمد، صلوات اللّه عليه، زيرا كه الطف جواهر ملكوتى بود، حقّ بود، لباس هستى كونى پوشيده و به صفت آدمى برآمده.»

سبحان من أظهر ناسوته
سرّ سنا لاهوته الثاقب‏

ثمّ بدا فى خلقه ظاهرا
فى صورة الآكل و الشارب

«و جعله اللّه العين المقصودة» و الغاية المطلوبة «من» إيجاد «العالم» و إبقائه «كالنفس الناطقة» التي هى المقصودة من تسوية جسد «الشخص الإنساني» و تعديل مزاجه الطبيعى الجسمانى، «و لهذا تخرّب الدنيا بزواله» أى بانعدام الإنسان الكامل فى الدنيا و انتقاله إلى الآخرة كما يخرب البدن بانقطاع تعلّق النفس منه تعلّق التدبير و التصرّف اللائق بالنشأة الدنيوية. «و ينتقل«» العمارة إلى الآخرة من أجله»«» أى من أجل الإنسان الكامل كما يعمر البدن المكتسب للنفس الناطقة بعد انقطاع تعلّقها عن البدن العنصرى، أو يجعل تدبير النفس للبدن العنصرى تدبيرا أخرويا مناسبا للنشأة الأخروية إلى أن يجعله بتدبيرها لائقا للحشر الموعود، و هذه مسئلة دقيقة كلّت عن دركها الأفهام، و حارت فيها العقول و الأوهام، فليس إلّا للكشف الصرف المحمّدى فيها قدم، صلّى اللّه عليه و آله.

«و قال» فى الفصوص:«و هو» أى الإنسان «للحقّ بمنزلة إنسان العين من العين الذى به يكون«» النظر و هو» أى إنسان العين «المعبّر عنه بالصبر، فلهذا سمّى إنسانا، فإنّه به نظر«» الحقّ إلى خلقه» يعنى كما أنّ العين لا يصدر منها الإبصار إلّا بالقوّة الباصرة المسمّاة بإنسان العين، فكذا لا ينظر اللّه تعالى إلى العالم إلّا بالإنسان، فلذا«» سمّى إنسانا تشبيها له بالباصرة، و هنا سرّ تقرّ به عيون أولى الأبصار من العرفاء.

«فرحمهم.»«» قال فى الفتوحات:«» فرحمهم بالوجود، فعلم أنّ المراد بالرحمة ههنا الإيجاد، و هو على ثلاثة أقسام: أحدها: بلفظة كن لا بشى‏ء آخر، و إيجاد أكثر العالم إنّما يكون بها.

و الثانية: منها بها و بيد واحدة، كإيجاد الجنّات و القلم الأعلى و كتابة التوراة، كما ثبت بالخبر.

و الثالثة: بها و باليدين، و هذا النوع من الإيجاد مخصوص بالإنسان و لهذا أظهر الإنسان بصورته.

«فهو الإنسان الحادث» أى بنشأته العنصرية «الأزلى» أى بنشأته الروحانية «و النشأة الدائم الأبدى» لأنّه بعد النشأة صار دائما أبديا، لأنّ روحه لا يفنى«» أبدا و جسمه و أن تفتّت«» أجزائه تبقى مادّته و يتطرّء عليها أحوال الآخرة إلى أن يجتمع للحشر فى القيامة الكبرى، «و الكلمة الفاصلة» بين الحقّ و الخلق. فإنّ قلب محمّد-  صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-  ذو وجهين: وجه إلى معانى الأسماء و عوالم الروحانيات و وجه إلى صور الأسماء و عوالم الجسمانيات. فله التميّز بين المراتب «الجامعة» بين الحدوث و القدم، كما قال-  رضى اللّه عنه-  فى كتاب إنشاء الدوائر:«» «كان الإنسان برزخ بين العالم و الحقّ تعالى و جامع لخلق و حقّ، و هو الخطّ الفاصل«» بين الظلّ و الشمس و هذه حقيقته، فله الكمال المطلق فى الحدوث و القدوم، و الحقّ له الكمال المطلق فى القدم و ليس له فى الحدوث مدخل-  تعالى«» عن ذلك-  و العالم له الكمال المطلق فى الحدوث ليس له فى القدم مدخل، فصار الإنسان جامعا» أى بين الحدوث و القدم. «فتمّ«» العالم بوجوده»«» أى بوجود أفراده‏ فى الخارج بعد سريان حقيقته فى جميع الحقائق العلوية و السفلية و المجرّدة و المادّية و انتشارها فى تلك الحقائق و ظهورها بصور تلك الحقائق، كما تمّ الزرع بظهور الحبّات عليه بعد انتشار الحقيقة الحبّية فى نبات الزرع و تشكّلها بصور مراتب النبات من الساق و الأوراق و الكعوب و غير ذلك.

«فهو الأوّل بالقصد»، لأنّه العلّة الغائية من العالم-  كما ذكر-  و من شأن العلّة الغائية أن يكون كذا، «و الآخر بالإيجاد» فى سلسلة الموجودات. فإنّ أوّل ما أوجد بالوجود العينى هو القلم الأعلى، ثمّ اللوح المحفوظ، ثمّ العرش العظيم، ثمّ الكرسىّ الكريم، ثمّ العناصر، ثمّ السماوات السبع، ثمّ المولّدات، ثمّ الإنسان، فإنّه منتهى تلك الآثار.

نخستين فكرت پسين شمار
تويى خويشتن را به بازى مدار

مولانا:

گر نبودى ميل و امّيد ثمر
كى نشاندى باغبان بيخ شجر

پس به معنى آن شجر از ميوه زاد
گر به صورت از شجر بودش ولاد

بهر آن فرموده است آن ذو فنون
رمز نحن الآخرون السابقون‏

گر به صورت من ز آدم زاده‏ام‏
من به معنى جدّ جدّ افتاده‏ام‏

كز براى من بدش سجده ملك
وز پى من رفت تا هفتم فلك‏

اوّل فكر آخر آيد در عمل‏
خاصه فكرى كو بود وصف ازل‏

«و الظاهر بالصورة» و هو ظاهر «و الباطن بالسورة» أى بالشرف و المنزلة، لأنّ باطنه على صورة الحقّ و إن لم يكن ظاهرا من صورته عند أهل الصورة. «فهو عبد للّه» مخلوق مربوب، «ربّ بالنسبة إلى العالم»، أى يربّيه كما يربّى الروح البدن، «و لذلك جعله خليفة و أبنائه خلفاء» أى الكمّل من أبنائه، كما صرّح به-  رضى اللّه عنه-  فى كتاب العقلة حيث قال: «و ما كلّ انسان خليفة فإنّ الإنسان الحيوان ليس بخليفة عندنا». «و من ههنا» أى من هذا المقام حيث يفهم منه كون الإنسان ربّا من‏ حيث باطنه عبدا من حيث ظاهره «يعلم أنّه» نسخة من الصورتين: «صورة الحقّ» بربوبية باطنه، «و صورة العالم» بمربوبية ظاهره، و تفصيل هذا المقام فى الفصوص أوردناه متحلّيا بالحواشى الشريفة. «ليعلم أنّ الحقّ وصف نفسه بأنّه ظاهر باطن، فأوجد العالم» المسمّى بالإنسان الكبير «عالم غيب» يسمّى بالملكوت و الأمر و الباطن «و شهادة» يسمّى بالملك و الخلق الظاهر، «لندرك» نحن معاشر العالمين من الإنسان و غيره من المجرّدات و المادّيات «الباطن» أى الحقّ من حيث اسمه الباطن «بغيبنا، و الظاهر» أى الحقّ من حيث اسمه الظاهر «بشهادتنا، و وصف نفسه بالرضى و الغضب» اللائقين بمرتبة الوجوب الذاتى، «و أوجد العالم ذا خوف و رجاء» اللائقين بمرتبة الإمكان الحاصلين من الانفعال عن الغضب و الرضا.

«فنخاف» نحن معاشر العالمين «غضبه و نرجو رضاه، و وصف نفسه بأنّه جميل و ذو جلال» اللائقين بوجوبه الذاتى، «و أوجدنا» معاشر العالمين «على هيبة و انس» اللائقين بنقص الممكن و فقره الحاصلين من الانفعال عن ذى الجلال و الجميل، «و هكذا جميع ما ينسب إليه تعالى و يسمّى به». فإنّ من كلّ اسم من أسماء اللّه تعالى رقيقة فى العالم بها يضاهى العالم الحقّ. «فعبّر عن هاتين الصفتين» المتقابلتين اللتين له تعالى كالظهور و البطون و الرضى و الغضب و الجمال «باليدين»، إذ بهما يتمّ الأفعال الإلهية، و بهما يظهر الربوبية، كما باليدين يتمكّن الإنسان من الأخذ و العطا، و بهما يتمّ أفعاله «اللتين توجّهتا منه» أى من الحقّ «على خلق الإنسان الكامل، لكونه الجامع لحقائق العالم و مفرداته» لأنّه بحقيقته جامع لجميع الحقائق الكلّية التي للعالم و بتشخّصه جامع لجميع تشخّصاته الجزئية.

 ذرّات كائنات كه آيات حسن توست
مجموع در صحيفه انسان كامل است‏

الحاصل أنّ الإنسان جزء من العالم، جامع لجميع ما فيه من الحقائق، عالية كانت أو دانية، شريفة أو خسيسة، لطيفة أو كثيفة.

سيرت ديو و دد سرشته در او
صورت نيك و بد نوشته در او

همچنين از حقايق عالم
همه چيزى در او بود مدغم‏

خواه افلاك و خواه اركان گير
خواه كان يا نبات و حيوان گير

فى الفتوحات:«» «السؤال الثاني و الأربعون: ما فطرة آدم الجواب: قال اللّه تعالى:«» فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ و قال- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- :«» «كلّ مولود يولد على الفطرة» و قد يكون الألف و اللام للعهد، أى الفطرة التي فطر اللّه الناس عليها، و قد يكون الألف و اللام لجنس الفطرة«» كلّها، لأنّ الناس- أى هذا الإنسان- لمّا كان مجموع العالم، ففطرته جامعة لفطر العالم. ففطرة آدم فطر جميع العالم.»

بود از هر تنى پيش تو جانى
و زو در بسته با تو ريسمانى‏

از آن گشتند امرت را مسخّر
كه جان هر يكى در توست مضمر

تو مغز عالمى زان در ميانى
بدان خود را كه تو جان جهانى‏

تو را ربع شمالى گشت مسكن‏
كه دل در جانب چپ باشد از تن‏

جهان عقل و جان سرمايه توست
زمين و آسمان پيرايه توست‏

فيه إشعار بأنّه مع مساواته للعالم فى حقائقه و مفرداته مختصّ بالجامعية الأحدية دون العالم، و بهذه الجمعية التي اتّحدت بها مفردات العالم كاتّحاد العناصر بالتركيب و اتّحاد كيفيتها بالمزاج و اتّحاد صورته يقوى العالم المسمّاة بالتسوية، ليستعدّ لقبول روحه المنفوخ فيه استحقّ الخلافة، لأنّ الخليفة يجب أن يناسب المستخلف ليعرفه بصفاته و ينفد حكمه فى المستخلف فيه و يناسب المستخلف فيه ليعرفه بأسمائه و صفاته، فيجرى كلّ حكم على ما يستحقّه من مفرداته، فناسب بروحه و أحدية جمعه الحقّ و شارك بصورته و أجزاء وجوده و مفرداته العالم و  صورته التي هى من العالم شهادة و روحه غيب و ربوبيته من جهة غيبة.

منهاج ‏الولاية في‏ شرح ‏نهج‏ البلاغة، ج 1 عبدالباقی صوفی تبریزی ‏ (تحقیق وتصیحیح حبیب الله عظیمی) صفحه 150-194

نمایش بیشتر

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.

دکمه بازگشت به بالا
-+=