خطبه۳۸شرح ابن میثم بحرانی

و من خطبه له علیه السّلام

مُنِیتُ بِمَنْ لَا یُطِیعُ إِذَا أَمَرْتُ- وَ لَا یُجِیبُ إِذَا دَعَوْتُ- لَا أَبَا لَکُمْ مَا تَنْتَظِرُونَ بِنَصْرِکُمْ رَبَّکُمْ- أَ مَا دِینٌ یَجْمَعُکُمْ وَ

لَا حَمِیَّهَ تُحْمِشُکُمْ- أَقُومُ فِیکُمْ مُسْتَصْرِخاً وَ أُنَادِیکُمْ مُتَغَوِّثاً- فَلَا تَسْمَعُونَ لِی قَوْلًا وَ لَا تُطِیعُونَ لِی أَمْراً-

حَتَّى تَکَشَّفَ الْأُمُورُ عَنْ عَوَاقِبِ الْمَسَاءَهِ- فَمَا یُدْرَکُ بِکُمْ ثَارٌ وَ لَا یُبْلَغُ بِکُمْ مَرَامٌ- دَعَوْتُکُمْ إِلَى نَصْرِ إِخْوَانِکُمْ-

فَجَرْجَرْتُمْ جَرْجَرَهَ الْجَمَلِ الْأَسَرِّ- وَ تَثَاقَلْتُمْ تَثَاقُلَ النِّضْوِ الْأَدْبَرِ- ثُمَّ خَرَجَ إِلَیَّ مِنْکُمْ جُنَیْدٌ مُتَذَائِبٌ ضَعِیفٌ- کَأَنَّما

یُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَ هُمْ یَنْظُرُونَ

أقول: یروى أنّ هذه الخطبه خطب بها علیه السّلام فی غاره النعمان بن بشیر بعین التمر. و السبب أنّ معاویه بعث النعمان بن بشیر فی ألفى فارس لإرهاب أهل العراق فأقبل حتّى دنا من عین التمر، و کان عاملها یومئذ من قبل علىّ علیه السّلام مالک بن کعب الأرجىّ و لم یکن معه إذ ذاک سوى مائه رجل و نحوها فکتب مالک إلیه علیه السّلام یعلمه الخبر. فصعد المنبر فحمد اللّه و أثنى علیه ثمّ قال: اخرجوا هداکم اللّه إلى مالک بن کعب أحنیکم فإنّ نعمان بن بشیر قد نزل به فی جمع من أهل الشام لیس بالکثیر فانهضوا إلى إخوانکم لعلّ اللّه یقطع بکم طرفا من الکافرین. ثمّ نزل فتثاقلوا فأرسل إلى وجوههم فأمرهم بالنهوض فتثاقلوا و لم یجتمع منهم إلّا نفر یسیر نحو ثلاث مائه رجل فقام علیه السّلام و قال: [ألا إنّى‏] منیت. الفصل، و یروى أنّ الدایره کانت لمالک بمن معه على النعمان و جمعه.

اللغه

منیت: أى ابتلیت. و یحمشکم: أى یغضبکم. و المستصرخ: المستجلب بصوته من ینصره. و الغوث: الصوت یستصرخ به، و قیل: هو قول الرجل: و اغوثاه. و الثار: الذحل.و الجرجره: تردید صوت البعیر فی ضجرته عند عسفه. و السرّ: داء یأخذ البعیر فی سرّته یقال منه جمل أسرّ. و النضو من الإبل: البالى من تعب السیر. و الأدبر: الّذی به دبر و هى القروح فی ظهره.

و فی الفصل مطالب:

الأوّل: قوله: منیت بمن لا یطیع. إلى قوله: دعوت.
و هو إظهار لغدر نفسه على أصحابه لینسب إلیهم التقصیر دونه و یقع علیهم لائمه غیرهم.
الثانی: قوله: لا أبالکم. إلى قوله: مرام.
و هو استنهاض لهم إلى نصره اللّه بسؤالهم عن سبب تثاقلهم عن نصرته و الذبّ عن دینه سؤالا على سبیل الإنکار للسبب، و تنبیه لهم على الأسباب الّتی توجب اجتماعهم لنصره اللّه و الغضب له بسؤالهم عنها هل هى موجوده لهم أم لا سؤالا على سبیل الإنکار أیضا إذ هم یدّعون وجودها لهم و هى الدین الّذی امروا بلزومه و الاتّحاد فیه کما قال تعالى وَ ما أُمِرُوا إِلَّا لِیَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِینَ لَهُ الدِّینَ حُنَفاءَ«» الآیه. ثمّ الحمیّه و هى ملکه تحت الشجاعه، و کذلک قوله: أقوم فیکم. إلى قوله: أمرا. من الأسباب الباعثه لهم أیضا على الاجتماع فإنّ ذکر حاله من استصراخه لهم و استغاثته بهم مع ذکر حالهم فی مقابله ذلک من تثاقلهم عن ندائه و عدم طاعتهم له ممّا ینبّئهم على خطأهم و تقصیرهم. و قوله: حتّى تکشّف الامور عن عواقب المسائه. ذکر لغایه تثاقلهم عن دعوته و تنبیه بذکر استعقابه للمساءه على خطأهم فیه، و کذلک قوله: فما یدرک بکم ثار و لا یبلغ بکم مرام. عتاب و توبیخ یبعث طباع العرب على التآلف فی النصره إذ من شأنهم ثوران الطباع بمثل هذه الأقوال.

و قوله: دعوتکم. إلى قوله: الأدبر. استعار لفظ الجرجره لکثره تملّلهم و قوّه تضجّرهم من ثقل ما یدعوهم إلیه، و لمّا کانت جرجره الجمل الأسرّ أشدّ من جرجره غیره لاحظ شبه ما نسبه إلیهم من التضجّر بها. و کذلک تشبیهه تثاقلهم بتثاقل النضو الأدبر و ذکرهم ما دعاهم إلیه من‏ نصره أخوانهم أعنى أصحاب مالک بن کعب المذکور و جوابهم له بالتبرّم من ذلک و التثاقل ثمّ أردف ذلک بتصغیر من خرج منهم من الجند و وصفه بالاضطراب و الضعف. و تشبیههم بمن یساق إلى الموت و هو ینظر فی تثاقله و اضطرابه و ضعفه عن الحرکه إلى ما یساق إلیه لشدّه خوفه. کلّ ذلک ذمّ و توبیخ یستثیر به طباعهم عمّا هى علیه من التثاقل عن ندائه و التقصیر فی إجابه دعائه. و باللّه التوفیق.

شرح ‏نهج ‏البلاغه(ابن‏ میثم بحرانی)، ج ۲ ، صفحه‏ى ۱۰۰

بازدیدها: ۲۸

دیدگاه‌ها

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

این سایت از اکیسمت برای کاهش هرزنامه استفاده می کند. بیاموزید که چگونه اطلاعات دیدگاه های شما پردازش می‌شوند.