google-site-verification: googledc28cebad391242f.html
1-20 خطبه ها شرح ابن میثمخطبه ها شرح ابن میثم بحرانی(متن عربی)

خطبه11شرح ابن میثم بحرانی

و من كلام له عليه السّلام لابنه محمد بن الحنفية لما أعطاه الراية يوم الجمل  

تَزُولُ الْجِبَالُ وَ لَا تَزُلْ- عَضَّ عَلَى نَاجِذِكَ أَعِرِ اللَّهَ جُمْجُمَتَكَ- تِدْ فِي الْأَرْضِ قَدَمَكَ- ارْمِ بِبَصَرِكَ أَقْصَى الْقَوْمِ وَ غُضَّ بَصَرَكَ- وَ اعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ب‏ئ‏

اللغة

أقول: الناجذ السن بين الناب و الضرس، و قال الجوهري: هو أقصى الأضراس، و قيل الأضراس كلّها نواجذ،

المعنى

و اعلم أنّه عليه السّلام أشار في هذا الفصل إلى أنواع آداب الحرب و كيفيّة القتال، فنهاه أوّلا عن الزوال و أكّد عليه ذلك بقوله تزول الجبال و لا تزل، و الكلام في صورة شرطيّة متّصلة محرّفة تقديرها لو زالت الجبال لا تزل و هو نهي عن الزوال مطلقا لأنّ النهى عنه على تقدير زوال الجبال مستلزم للنهي عنه على تقدير آخر بطريق الأولى إذ القصد به المبالغة في النهي، ثمّ أردف ذلك بخمسة أوامر:

أحدها أن يعضّ على ناجذه و ذلك لاستلزامه أمرين: أحدهما ربط الجأش عن الفشل و الخوف، و الإنسان يشاهد ذلك في حال البرد و الخوف الموجبين للرعدة فإنّه إذ عضّ على أضراسه تسكن رعدته و يتمالك بدنه. الثاني أنّ الضرب مع ذلك في الرأس لا يؤثّر كثير ضرر كما قاله عليه السّلام في مواضع اخر و عضوّ للنواجذ فإنّه أبنا للسيوف عن الهام، و كان ذلك لما فيه من جمع القوّة و التصلّب.

الثاني أن يعير اللّه جمجمته و هي استعارة لطيفة و تشبيه لجمجمته بالآلة التي تستعار للانتفاع بها ثمّ ترّد، فانتفاع دين اللّه و حزبه بمحمّد- رضى اللّه عنه- على هذا الوجه يشبه للانتفاع بالعارية.

قال بعض الشارحين: و في ذلك تنبيه لمحمّد- رضى اللّه عنه- على أنّه لا يقتل في ذلك الحرب إذ ما اعير اللّه لابد من رده بكمال السلامة، و فيه تثبيت لجأشه و ربط لقلبه- الثالث أن يلزم قدمه الأرض. و يجعلها كالوتد و ذلك لاستلزام أمرين: أحدهما ربط الجأش و استصحاب العزم على القتال. الثاني أنّ ذلك مظنّة الشجاعة و الصبر على المكاره فيكون من موجبات انفعال العدوّ و انقهاره. الرابع أن يرمى ببصره أقصى القوم و ذلك ليعلم على ما ذا يقدم و لينظر مخاتل المخاتل و مقاتل المقاتل. الخامس أن يغضّ بصره بعد مدّة و ذلك لكونه علامة السكينة و الثبات و عدم الطيش، و لأنّ مدّ النظر إلى بريق السيوف مظنّة الرهبة، و ربما خيف على البصر أيضا، و النظر المحمود في الحرب أن يلحظ شزرا فعل الحنق المترصّد للفرصة كما قال عليه السّلام في غير هذا الموضع و لاحظوا الشزر. ثمّ لمّا نبّه بهذه الأوامر الخمسة أمره أن يعلم أنّ النصر من عند اللّه كما قال «وَ مَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ»«» ليتأكّد ثباته بثقته باللّه عنه ملاحظة قوله تعالى إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ»

شرح ‏نهج ‏البلاغة(ابن ‏ميثم بحرانی)، ج 1 ، صفحه‏ى 288

نمایش بیشتر

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

دکمه بازگشت به بالا
-+=